رواية خلف قضبان القلوب الفصل العشرون 20 بقلم ميمي عوالى

   

رواية خلف قضبان القلوب الفصل العشرون بقلم ميمي عوالى


حاتم بتحذير : بس خدى بالك .. ماحدش يعرف موضوع الصلاحية المرة دى غيرى انا و انتى و بس
مريم بابتسامة شيطانية : اتفقنا 😈 
كان مساء الخميس .. و كانت فاطمة و بدر و الجميع يجلسون بحديقة منزل ابراهيم و هم يتسامرون جميعا و بالقرب منهم الصغار صحبة زهرة و هى تقص عليهم احدى اقاصيصها الشيقة بالنسبة لهم ، و بعد ان انتهت ظلت تقص عليهم بعض الالغاز و تتجاذب معهم الاحاديث لتتركهم فى النهاية و تتجه الى التجمع الاكبر لتقول سوزان بعتاب : يعنى انتى كل يوم فى الشغل من الصبح لحد اخر اليوم ، و لما بترجعى تفضلى مع الولاد و شوية طبعا و اكيد هلاقيكى بتنامى ، انا نفسى اقعد معاكى شوية 
زهرة ضاحكة : و ما انتى كمان هتبتدى تنزلى شغلك اهو بعد كام يوم 
سوزان : لااا .. مانا اجلتها عشان خاطر ماما ، عاوزة افسحها
زكريا : خلاص .. تعالوا نطلع بكرة الشالية … 
سوزان بحزم : لأ .. ماما مش عاوزة تروح هناك
بدر بتبرير : مش عاوزة تقليب مواجع يا ابنى
زكريا بتفهم : انا اسف يا خالتى .. ماحسبتهاش مظبوط
يونس : خلاص .. شوفى عاوزة تروحى فين و احنا نوديكى  
سوزان و هى تتعمد مراقبة رد فعل يونس : ماهى قالتلى على اللى نفسها فيه .. بس انا ما وافقتش
يونس باستغراب : طب و ليه بس
سوزان بشئ من التحدى : عشان انت مش هتوافق
يونس باستنكار : و انا مش هوافق انها تتفسح برضة
سوزان : لأ .. مش هتوافق على اختيارها للمكان 
يونس بفضول : و يبقى فين المكان ده 
سوزان : ماما قالتلى انها نفسها تروح البلد 
يونس بانفعال : لأ
سوزان بامتعاض : مانا قلتلها كده برضة 
يونس لبدر : اختارى اى مكان تانى و لو اخر الدنيا و انا اوديكى 
بدر بتردد و هى  تتبادل النظرات مع زهرة التى اومأت لها بالحديث : لا يا ابنى خلاص ، انا بس كان نفسى ازور نور ، كان نفسى اعرفها انى عايشة و بدعيلها ، عاوزة اطلب منها تسامحنى انى بعدت عنها عمرها كله ، و اعرفها انه كان غصب عنى و مش بعلمى
لينظر يونس الى بدر بجمود شديد قبل ان يسحب عكازه و ينهض بعنف مغادرا اياهم الى حجرته بالداخل دون اى كلمة 
و بعد رحيله تقول سوزان بحزن : احنا دوسنا عليه اوى .. مش كده
زهرة : يونس لازم يواجه اللى حصل يا سوزى ، مش البلد اللى موتت نور ، نور كان ميعادها و مكان موتها هناك و ماحدش ابدا يقدر يغير القدر و لا المصير 
بدر بدموع : انا ماكنتش اعرف ان نور مدفونة هناك غير منكم من شوية لما قولتولى 
زهرة : انا متاكدة ان يونس هيوافق على السفر 
سوزان : انا نفسى ان هو كمان يسافر ويانا
زهرة : ماهو لما هيوافق .. هو كمان هييجى معانا
سوزان بخشوع : يارب
زهرة بحمحمة : بقولك يا زكريا
زكريا : قولى يا ستى 
زهرة : تولين و اياد
زكريا باهتمام : مالهم 
زهرة : ماتقلقش كده مافيس حاجة ، بس يعنى .. انا شايفة انه مش صح ابدا انهم مايشوفوش مامتهم طول الوقت ده 
زكريا بفضول : هم جابوا سيرتها او طلبوا يشوفوها 
زهرة : الحقيقة لا ، بس انا لاحظت ان مع سماعهم لكلمة ماما من اى حد فينا .. نظرهم بيتعلق باللى قالها و عينهم حزينة ، و انا شايفة انهم لازم يتجمعوا مع مامتهم من وقت للتانى 
زكريا بضيق : و هو انا هروح اتحايل عليها و اقول لها عشان خاطرى اسالى على ولادك ، ده انا كنت فاكرها هتعمللى مشاكل الدنيا عشانهم و مش هتسكت ، لكن اتفاجئت اما لقيتها اكنها ما صدقت و رمت طوبتهم
زهرة : طب ماينفعش حد يكلمها و يفهمها 
سوزان : انا اسفة يا زكريا على اللى هقوله ده ، لكن لو اى حد حاول يتواصل مع ماجى و يتكلم معاها فى الحكاية دى اول حاجة هتيجى على بالها .. اننا مش عارفين نتعامل مع الولاد أو اننا زهقنا من مسئوليتهم او اى حاجة تانية غير المقصد الاساسى من الموضوع اصلا
زهرة : طب و الحل 
زكريا : انا شايف ان الولاد حبوكى و اتعلقوا پيكى زى ميسو بالظبط 
زهرة : مهما حبونى .. حبهم ليا شئ و حبهم لمامتهم شئ تانى خالص
زكريا : احنا دلوقتى قدام واقع يا زهرة ، و الواقع بيقول ان ماجى اتبترت من حياتنا كلنا ، و اى بتر بيحتاج لجهاز تعويضى 
زهرة بذهول : انت تقصد ان انا ابقى الجهاز التعويضى ده 
زكريا بتنهيدة مثقلة : مش هكدب و اقول لك انك فهمتينى غلط ، بس انا فعلا شايف ان فى الفترة القصيرة اللى فاتت دى .. ان الولاد اتعلقوا بيكى جدا لدرجة انهم زعلوا انك بتسيبيهم وقت الشغل
انا عمر ولادى ما كانوا بيهتموا من الاساس بوجود امهم فى البيت من عدمه ، بالعكس .. ده انا احيانا كنت بلاحظ انهم بيتكبسوا اما بيعرفوا انها فى البيت من كتر ما كانت عاوزاهم يتنفسوا بمعاد و يتكلموا فى معاد 
زهرة : بس النظام مش وحش ابدا
زكريا : ده لما يبقى طالع من بنى ادم منظم بطبعه ، لكن عمر البغبغان ما يعرف يقلد حاجة غير الصوت و بس 
زهرة : مش فاهمة 
زكريا : يعنى ماجى كانت بتدى تعليمات لحاجات ماتعرفش قيمتها و لا تعرف توقيتاتها الصح 
بس هى كانت بتعمل كده بس من باب المنظرة زى ما بيقولوا 
يعنى الولاد هنا لما بيتأخروا اوى فى النوم .. برضة كبيرهم الساعة عشرة بالكتير بيبقوا فى سرايرهم ، بس ده امتى .. ده بعد ما طلعوا طاقتهم كلها طول اليوم 
انما ماجى كانت بتبقى عاوزاهم تماثيل شمع ثابتة فى مكانها و بس .. من غير اى نشاط
حتى لما راحت و اشتركتلهم فى تمارين فى النادى .. ما سألتش الولاد اصلا عن ميولهم ، بالعكس .. هى اختارت الرياضة اللى ولاد مريم بيلعبوها و بس من غير حتى ما تفكر ان اللى ينفع الولاد ممكن ماينفعش البنات ، و بعتت الولاد ينفذوا و بس ، و كانت بتخلى النانى بتاعتهم تبقى معاهم وقت التمارين ، و لما طلبت منها انها تحاول تتابع الولاد وقت التمارين بما انها كده كده فى النادى عشان ابقى متطمن عليهم ، و كمان الولاد يبقى عندهم جرعة كافية من التشجيع .. رفضت ، و قالتلى انا مش نانى عشان الف ورا الولاد
زهرة : سامحنى على اللى هقوله .. بس مش مامتهم بس اللى غلطانة .. انت مشارك معاها في الغلط بنفس النسبه ويمكن اكتر كمان 
زكريا بذهول : انا 
زهرة : ايوه طبعا .. انا مش شايفه ان انت كان ليك اي دور في اللي بيحصل قى كل اللى ان انت بتحكيه ده ، انت سيبتها تعمل كل ده من غير ما تشاركها الراي ولا تسالها ، ولا حتى حاولت انك تنصحها و لا تشاركها الرأى ، و لا حتى تشور عليها ، وبعد كده مش شايفه منك غير ان انت بتشيلها المسئولية كاملة و ده مش عدل ابدا 
زكريا ببعض الانفعال : بس انا حاولت معاها كتير قبل كده وهي ما كانتش بتسمعني 
زهرة : فانت استسلمت و قلت مش لاعب
زكريا : انا عمري ما كنت سلبى ابدا بالشكل اللي انتى بتوصفيه ده 
زهرة ببعض التردد : انا اسفه .. انا ما اقصدش ابدا اللى جه في بالك ده ، وما اقصدش ابدا اني اهاجمك ، ليه اخذت كلامي بالطريقه دي 🙄
زكريا ببعض الوجوم : انا اللي اسف .. بعد اذنكم ، انا حاسس انى محتاج انام ، مانمتش كويس من كام يوم 
و بعد انصراف زكريا قالت زهرة بحرج : على فكره انا ما كانش قصدي ابدا ان انا اضايقه بالشكل ده ، انا بس كنت عايزه اوضح له الصوره بشكل اكبر من ما هو شايفها 
سوزان : اكيد احنا عارفين الكلام ده يا زهره ، هو بس زكريا ممكن يكون حساس بزياده خصوصا ان  في حاجات كثير اوي عن تفاصيل علاقته بماجى وجوازهم .. انتى ما تعرفيش عنها حاجه ، فممكن يكون اتضايق ان انتى شفتيه بصوره غير اللي هو بيها مش اكثر من كده 
زهرة : طب اعتذر له تاني ازاي انا ما كانش قصدي اضايقه 
فاطمة  : زكريا هيصبح الصبح كويس وناسي كل ده ، اصلا عمره ما شال في نفسه من حد ما تشغليش بالك 
وفي صباح اليوم التالي وعلى مائده الافطار التي التف من حولها الجميع ، كانت زهره تختلس النظرات التى تحمل بعض الاعتذار الى زكريا الذي كان يعلو وجهه الوجوم لتلاحظ عدم تناوله الافطار واكتفى بتناول قهوته وهو يركز بصره على صغيريه باهتمام شديد ويتابع كل ما يفعلانه بصمت تام 
بينما كانت سوزان تنظر بين الحين والاخر الى يونس وكانها تريد ان تتجاذب معه اطراف الحديث ولكنها كانت تخشى من رد فعله وهي تتبادل النظرات الحائره بينها وبين فاطمه وبدر التي كانتا يشاركانها نفس الحيره 
واخيرا تشجعت سوزان وقالت بعد ان اجلت صوتها بحمحمه خفيفه : انا هاخد ماما وزهره بعد الفطار وهننزل البلد 
فاطمة : لوحدكم يا بنتي 
سوزان بتردد : ما هو يا ماما هنعمل ايه ، ماما و زهرة عاوزين يزوروا نور الله يرحمها ، و ما اقدرش كمان اقول لحضرتك تيجي معانا عشان عارفه انك مش هتحبي تسيبي الاولاد لوحديهم ولا كمان تسيبي يونس لوحده و……
ليقاطعها يونس قائلا بخفوت : انا جاى معاكم 
سوزان بلهفة : صحيح يا يونس
بدر : انا مش عاوزة اضغط عليك يا ابنى 
يونس : ماينفعش تروحوا لها كلكلم و انا لا
بدر : لو حاسس انه هيبقى عبء عليكى اجلها انت لوقت تانى
يونس : اجلتها كتير ، و خلاص آن الاوان انى أخد الخطوة دى 
سوزان لفاطمة : و انتى يا ماما
فاطمة : هاجى معاكم طبعا .. ده انا بقالى سنين و انا نفسى فى الزيارة دى ، بس ..
يونس بشجن : بس انا اللى حرمتك منها
فاطمة : مش قصدى ابدا يا ابنى ، و بعدين هو يعنى كان بمزاجك ، ماهو كان غصب عنك و غصب عننا كلنا
سوزان : خلاص نخلص فطار و نجهز و نتحرك على طول 
و عندما لاحظت زهرة ان زكريا لم يشترك فى الحديث ، قالت : و انت يا زكريا .. هتيجى معانا 
زكريا بجمود : اكيد مش هسيبكم لوحدكم ، بس هتباتوا هناك و اللا هترجعوا النهاردة 
فاطمة : البيت هناك مقفول من سنين طويلة 
زكريا : مش مشكلة .. انا هتصرف و هكلمهم هناك يفتحوه و ينضفوه على ما نوصل
سوزان بحماس : ماشى .. كلمهم ، و ماما فاطمة و ماما بدر و دادة زينب يركبوا مع عم محمد ، و يونس معايا و زهرة مع زكريا ، و نشوف الولاد عاوزين يركبوا مع مين
فاطمة : طب ماتخلى يونس مع زكريا او حتى مع محمد
سوزان : عشان كل عربية يبقى فيها راجل يا ماما 
زهرة : خلاص خلوا الولاد معايا 
سوزان : ماشى .. كله بقى يبتدى يجهز 
زكريا : ياريت بسرعة عشان نلحق صلاة الجمعة هناك ان شاء الله 
و فى الطريق .. و فى سيارة زكريا ، كان الكثير من الاحاديث و الاحاجى التى لا تنتهى بين زهرة و الصغار ، حتى انشغل الصغار بمراقبة الزراعات التى كانت على جانبي الطريق ، لتستغل زهرة الفرصة و تقول بنبرة اعتذار : انا عاوزة اعتذرلك مرة تانية 
زكريا : تعتذريلى على ايه
زهرة : مراة عمى قالتلى انك هتصبح الصبح ناسى كل حاجة ، بس الحقيقة اللى شفته عكس ده تماما ، و معنى كده انى ضايقتك امبارح بزيادة بكلامى ، بس صدقنى انا ماكانش قصدى اتهمك ابدا باى حاجة من اللى جت فى دماغك
زكريا بتنهيدة ثقيلة : انا مش زعلان منك
زهرة : مش باين ابدا 
زكريا : صدقينى .. يمكن فى الاول اتضايقت فعلا من كلامك ، لكن رجعت بعد كده عذرتك لانك ماتعرفيش الحقيقة 
زهرة : طب اومال ليه يعنى من وقت الصبح و انت ساكت بالشكل ده 
زكريا : لانى زعلان .. بس مش منك ، الحقيقة اما قعدت مع نفسى .. لقيت ان برغم انى فعلا حاولت كتير انى اصلح امهم الا انى …..
زهرة : سكتت ليه
زكريا : الحقيقة مش عارف اقول انى فشلت و اللا ماصدقت
زهرة : مش فاهمة 
زكريا : اصلى كنت بشوفهم و هم على طول متخشبين و بيتجنبوها ، و اكتشفت انى كنت مبسوط بده
ااه كنت بنصحها تقرب منهم ، لكن كنت من جوايا رافض القرب ده 
زهرة : طب ليه 
زكريا : تقدرى تقولى كده ان من جوايا عارف و متأكد ان خسارتهم ليها هى نفسها .. اقل بكتير من خسارتهم لنفسهم 
زهرة بعدم فهم : خسارتهم لنفسهم
زكريا : ماهى اصلها لو كانت قربت منهم زى ما اى ام فى الدنيا دى بتعمل مع ولادها .. كانوا هيلقطوا منها و من طباعها ، و لو كانوا لقطوا منها ، للاسف ماكانوش هيلاقوا غير الفراغ
زهرة : اسمحلى .. بس مش فاهمة 
زكريا : هديكى مثال عشان تفهمى ، يعنى مثلا لو انتى عطشانة و شربتى من الماية المالحة بتاعة البحر .. هتتروى؟
زهرة : لأ طبعا .. مهما شربت هعطش اكتر 
زكريا : اديكى فهمتى 
زهرة : انا مافهمتش حاجة 
زكريا : اصلها من جوة مجوفة ، فاضية ، عاملة زى التمثال اللى مليان هوا ، مابتفكرش غير فى المظاهر و التفاهات ، فلو كانوا هياخدوا منها حاجة .. ماكانوش هياخدوا غير الشكليات و المظاهر و بس 
و هيبقوا نسخة مجوفة تانية منها .. فهمتى قصدى 
و عندما لم يجد منها ردا قال : سكتتى يعنى 
زهرة : الحقيقة خايفة اقول اللى فى دماغى لا تزعل منى من تانى 
زكريا : قولى انا سامعك
زهرة : اصل اسمحلى يعني لو هى بالسوء ده .. يبقى ليه من البداية يعنى ….
زكريا : تقصدى ليه اتجوزتها من الاصل مش كده
زهرة : يعنى 
زكريا : لانى ماكنتش اقدر اقف اتفرج على كسرة ابويا و اسكت 
زهرة : عمى !!
زكريا : ايوة ، بس دى حكاية طويلة ، هبقى احكيهالك بعدين 
زهرة بحرج و هى تطمئن على وضعية الصغار فى الخلف و الذين ذهبوا جميعا فى نوم عميق : اانا طبعا ماليش انى اتدخل فى الحكاية دى 
زكريا : صدقينى مش حكاية تدخل ابدا ، و انتى اصلا بقيتى خلاص واحدة مننا و لو ماعرفتيش منى هتعرفى من ماما او حتى من سوزان على الاقل ، بس تقدرى تقولى كده انى كل ما اقتكر اللى حصل وقتها .. بستغبى نفسى انى استسلمت للى حصل 
ماحسبتهاش مظبوط ، كان كل تفكيرى وقتها ان بابا مايبقاش مضغوط ، و ان يونس و نور ماحدش يكدر فرحتهم 
اللى حصل باختصار ان مجدى ابو ماجى ظهر فجأة فى السوق ، و ظهر كبير و اكنه كان طول عمره كان موجود ، و عمل اسم و سمع و ابتدى يعمل علاقات كتير مع كل رجال الاعمال و التجار تقريبا ، و طبعا بابا كان من الضمن ، او تقدرى تقولى كده انه كان على راس القايمة بما انه كان له اسمه و وزنه فى السوق
مجدى رغم قلة خبرته في مجالنا .. الا انه كان ابن سوق ، عارف و فاهم اصول التجارة ، يمكن على اد تفكيره .. لكن ماكانش برضة لسه بيتعلم 
كان كل كلامه وقتها انه ورث ثروة كبيرة اوى من عمه اللى ماكانلوش ولاد ، و قرر انه يعمل شركة استيراد و تصدير 
و الحقيقة قدر يجمع ناس عندها خبرة كويسة قدرت انها توقف له الشركة 
لكن طول الوقت كان بيحاول يخلي له ضهر ، كان عاوز يبقى له وتد فى السوق ، و الوتد ده بانه يناسب كبرات السوق زى ما بيقولوا 
و فعلا .. قدر يجوز ولاده الشباب الاتنين من بنات تجار ليهم برضة اسمهم زى بابا كده ، لحد ما اتفضل ماجى و اللى قرر انه يجوزها لابن الخياط
بس ماكانش عامل حسابه ان بابا مش طماع زى تجار كتير و مش هيبص لثروته اللى هبطت عليه من السما ، اتفاجئ ان بابا قالهاله بصراحة ان عمره ما هيجبر حد من ولاده انه يتجوز بالطريقة دى 
زهرة بذهول : انت عاوز تفهمنى انه هو راح لعمى و طلب انه ياخد حد منكم لبنته 
زكريا ضاحكا : ماتستغربيش كده ، الحكاية دى مش غريبة على الناس اللى بتشتغل فى السوق ، بتلاقى جوازات بزنس كتير اوى 
زهرة باستنكار : الحياة الزوجية عمرها ماكانت بزنس و لا هتكون 
زكريا : عندك حق ، بس اوقات العشرة بتخلق نوع تانى من الحب و الالفة مابين الزوجين .. بتخليهم ينسوا السبب اللى اتجوزوا عشانه
زهرة : طب و لما عمى رفض عرض والد ماجى ، ازاى اتجوزتها بعد كده
زكريا : اتفاجئت قى يوم ان بابا بيورينى انا و يونس صور ليه و انا و يونس وياه و احنا بنشرب و بنرقص وسط كبارية و حوالينا ازايز خمرة و رقاصات و حاجة استغفر الله
زهرة باشمئزاز : استغفر الله العظيم ، و اذا بوليتم فاستتروا ، و انتو بتتصوروا عادى كده
زكريا ضاحكا : انتى فاكرة ان الصور كانت حقيقية 
زهرة بفضول : اومال ايه .. متفبركة
زكريا : طبعا 
زهرة : و بعدين 
زكريا : وقتها اثبات فبركة الصور دى ماكانتش بالساهل زى دلوقتى ، تؤ .. كانت شغلانة كبيرة اوى 
عمك كل تفكيره وقتها انه هيتفضح فى السوق و سمعته هتتأثر و مابقيناش عارفين مين اللى عمل الصور دى و لا مين اللى باعتها 
لحد ما اتفاجئنا بسى مجدى بيكلم بابا و بيقول له انه بلغه اللى حصل و انه قال ايه .. مسك اللى بعت الصور و ادبه بطريقته لانه مايخلصوش ان سمعة نسايبه تتلط فى السوق 😏
زهرة بفضول : و بعدين 
زكريا بابتسامة مكسو.رة : يونس و نور وقتها كانوا بيحبوا بعض و متواعدين على الجواز ، فقررت ان انا اللى اشيل الليلة و اتجوزتها انا 
زهرة : طب و ليه ما بلغتوش 
زكريا : قلت لبابا ، و كان رده ان العيار اللى ما بيصيبش بيدوش و ان الكلام ده ممكن فى لحظة يهد تاريخه كله و يأثر على سمعته فى السوق و على ثقة الناس فيه
زهرة : طب و بعدين
زكريا بسخرية : ابدا .. اتجوزتها و انا فاكر انى هقدر اتقابل معاها قى نقطة و نكمل مع بعض من عندها ، لكن للاسف .. اكتشفت انها كان ممكن تسعد اى بنى ادم تانى الا انا
زهرة بتردد : ممكن اعرف السبب
زكريا : الحقيقه طول عمري وانا بحب البساطه فى كل شئ ،  ما بحبش التكلف ولا بحب اعيش الدور زي ناس كثير ، و برغم اني اتولدت ولقيت ان الحمد لله مستوانا المادي كويس .. الا اني عمري ما حاولت اني اعيش الدور على حد ، بس في المقابل كانت مريم عكسي على طول الخط ، او الحقيقه تقدرى تقولى كده انها عكسنا كلنا ، مش عكسي انا لوحدي
ماجي كانت جايه من بيئه بسيطه ، منطقه شعبيه ، و على اد ما تخيلت انى هلاقى بنت جدعة ، الا انى فى المقابل اتفاجئت انها حست ان الفرق بيننا وبينها مش بسيط و لقيتها خدت مريم اختي مثل اعلى ليها ، وابتدت تقلدها في كل حاجه تقليد اعمى اجوف ، ويا ريتها كانت بتقلدها في حاجه مفيده ، يعني مريم مثلا على اد كل اللي هي بتعمله ده لكن الشهاده لله هي مثقفه ، اكتر منى و من يونس كمان ، بتحب تقرا وتطلع ، و بتحب تشوف الحاجات الجديده اللي طالعه كلها ، مش في الموضه بس ،  لا .. بتشوف التطورات شكلها ايه في كل حاجه ودي حاجه هايله طبعا ، لكن ماجي لما بصت لمريم .. بصت للبسها ، ماركه عربيتها ، الماركات اللي بتتعامل معاها في اكسسواراتها ، الكوافير اللي بتتعامل معاه ، بتلبس الوان ايه ، بتروح نوادي ايه ، بتسهر فين ، بتاكل من انهي مطاعم ، الخلاصه .. كانت بتقلدها في القشره وبس ، حتى الطباع وطريقه المعامله مع الناس .. كانت بتشوفها بتتعامل ازاي وبتتعامل زيها بالظبط
حذرتها كتير .. وفهمتها ان كل الحاجات اللي بتحاول تقلد مريم فيها دى هي نفس الحاجات اللي انا ما بحبهاش فيها ، و حاولت كثير اني اتقابل معاها في نقطه ، و اتنازلت عن حاجات كثير وكنت معتقد انها هتتنازل هي كمان عشان نتقابل في النص حتى عشان خاطر الولاد ، لكن ده ما حصلش 
زهرة : و بعدين
زكريا : الحقيقه كان عندي استعداد ان انا اعدي كل ده ، لحد ما اكتشفت انها عارفه ان أبوها كان بيهددنا 
زهرة بذهول : معقول .. طب و عرفت ازاى
زكريا : من غير ما ادخل في تفاصيل كثير لكن كانت دايما بتستخدم معايا صيغه التهديد لما انبهها ان في حاجه معينه مش عاجباني او احذرها انها تعمل حاجه معينه انا رافضها كانت دايما تهددني بابوها وان بابي مش هيعجبه كذا وان بابي لو سمع كذا مش هيسكت وان بابي وان بابي 
زهرة : فهمت 
زكريا : الحقيقه صبرت كتير لحد ما جيت فى توقيت معين حسيت اني خلاص ما ينفعش 
لحد الحفله اللي عملتها بمناسبه رجوع سوزي بالسلامه .. فاكراها 
زهرة بخفوت : الا فاكراها 
زكريا : يومها قلتلك انى مديونلك باعتذار 
زهرة : و الحقيقة سالت نفسى عن السبب و ماعرفتش الاقيه
زكريا : الحقيقه يوم الحفله انا اللي طلبت من ماما انها تديكى الفستان اللي مريم عملت عليه المشكله و ماجي زعلت بسببه ومشيت 
زهرة : انت
زكريا : الحقيقه في الاول ما كنتش معتقد ابدا الموضوع هيوصل لكده ، قلت مجرد ان الفستان هيناسبك وهيبقى حلو عليكى لاني كنت عارف انك لو حضرتى بلبس عادي مش هتسلمي من لسان مريم فاقترحت على ماما انها تعرض عليكى الفستان وكنت حاسس انه هييجي مقاسك
زهرة بترصد : و بعدين
زكريا ضاحكا : و لا قبلين ، كانت القشة اللى قسمت ضهر البعير 
زهرة : لا بجد 
زكريا : للامانة انا مشيت من عند يونس يومها و انا ناوى انى هطلقها ، لكن ماتوقعتش ابدا ان هى اللى تطلب الطلاق و تسيبلى الولاد كمان
زهرة باستهجان و هى تلتفت للخلف لتتأكد من ان الصغار لا زالوا مستغرقين فى النوم : الحقيقة انا اللى  مش مستوعبة ابدا انها تتنازل عنهم بالسهولة دى 
زكريا : يمكن دى تكون الحسنة الوحيدة اللى عملتها فيا من يوم جوازنا 
زهرة و هى تراقب الطريق : انت هديت ليه
زكريا و هو يشير لاتجاه معين : احنا تقريبا وصلنا 
المقابر هناك اهى ، بس هركن على ما نتجمع كلنا

تعليقات



×