رواية حب فى 2050 الفصل الرابع 4 بقلم صفاء حسني

  

رواية حب فى 2050 الفصل الرابع بقلم صفاء حسني


- حب 2050

- إمضاء: صفاء حسني الطيب

**(يُبدأ المشهد مع صوت الجدّي بصرامة) **

- جدّي (بصرامة): ابني مش بخيل، سكت مراتك يا مصطفى، والا أقسم بالله أضربها.
(يُعتذر مصطفى من أبوه).

- مصطفى: أعتذر يا سوسن من أبويا!
(يُكمل الجدّي كلامه).

- جدّي (بإصرار): أولادي كلّهم أجدع وأحسن ناس، البخيل في تصرفاته وتفكيره مش الفلوس.
(يتنهد مصطفى، ثم يُقرّر تصحيح خطأه).

- مصطفى (بإصرار): وأنا هاخد رحمة وأشتري ليه لعبة.

- جدّي (بإصرار): لا، مش رحمة بس تنتظر بعد الفطار، وتُخرج أنت وأخواتك بأولادك وتُشتروا لهم ألعاب، وبنتك وابنك معاهم، ويرجعوا يُشاركوا بعض بالالعاب دي اللي أنا عودّتكم عليها، الكل يروح يشوف شغله.
(تُبدأ البنات ب إحضار الطعام والعصائر والفواكه والسلطات).

(ثم يستعد الجميع للفطور على قدوم محمود).

- محمود (باستغراب): (ينظر إلى الصينية). إيه يا هانم اللي مهبّبه ده؟

- سلوى (بقلق): (تنظر إلى ملابسها وشكلها، ليكون في حاجة غلط). لا والله أبدًا! امتى ده وليه الكلام دي عيب؟
(يُقترب الجميع من صوت محمود).

- محمود (باستهزاء): يبقى الـ 5 جنيه باضت وجابت كتاكيت وكبرت وبقت فراخ، صح؟ جبت الفرخة والمحشي والحاجات دي من فين؟
(ينتفض الجدّي).

- جدّي (بصرامة): يخربِت عقلك يا محمود، إنت مش هتُبطّل هزار!
(يُفضل الجميع يُضحك على سلوى).
(يُأخذ أبوها محمود على جانب).

- الجدّي (بإحراج): يا ابن الموكوسة، لسه بدافع عنك، تُكسّفني كده، لا إنت عايز تِترّبي من جديد!
(يُقلب الجدّي الموضوع هزار، ويُغيّر الرأي).

- جدّي (بإصرار): هات يا سلوى الفرخة اللي إنتِ سرقتها!
(يُأكل الجميع من الفرخة اللي جاءت من الـ 5 جنيه، وطبعًا مرات مصطفى شمتنا، افتكرت إن الحاج مجدي انحرج ويُغير رأيه).

(لكن بعد الانتهاء، يُطلب من الكل ياخد أولاده على محل اللعب، والأطفال تختار و أي ثمن يُشتروا).

- محمود (بصدمة): نعم؟
(يُصرخ الجدّي في محمود).

- جدّي (بصرامة): إنت تِخرص خلاص، وتُنفّذ من غير كلام.

(تُفوق مليكة ورحمة على صوت حد بيقول: "إيه يا مليكة المغامرة الجديدة دي يا بنتي؟")

- مليكة (بفرحة كبيرة): "مالك! حبيبي كنت فين يا حبيبي؟ إزاي تعمل شغب وتدخل السجن؟"

- مالك: "مين قال كده؟ هو أخوك ليه في كدة !"

- مليكة (باستغراب): "نعم أنا !"

- مالك (بيضحك وبيسالها): "، اهو بس استنى شوية. إيه المغامرة العجيبة دي؟ مرة واحدة لقيت استدعاء من ظابط وأنا في الجامعة، يطلب إني أروح على عنوان معين بعد المحاضرات. لما سألت ليه، عرفت إنها مشكلة جديدة من صاحبة المشاكل دي!"

- مليكة (بقمصة غضبٍ طفولية): "باقي أنا كده، أنا مخصمك!"

- سيف بحدة : "أخوك جه، مالكيش حجة إنك تفطري معانا. ومن النهاردة، أنتِ وأخوك هتقعدوا هنا لحد ما نشوف نتيجة بحثك هتجيب نتيجة، واللي لأ..."

- مليكة (بانصدمة): "نعم؟ أفهم من كده إني محبوسة هنا؟"

- سيف: "سمّيه زي ما أنتِ عايزة."

- **مليكة: **"أنت واعي اللي بتقوله؟ هعيش إزاي وأنت هنا؟"

- سيف (باستغراب): "نعم يا أختي؟ ليه؟ إن شاء الله هتطرديني من بيتي كمان؟"

- مليكة: "مش قصدي، بس أنا خايفة الناس تقول إيه عليا."

- سيف: "وكان فين عقلك ده والناس وأنتِ داخلة البيت؟ وأنا عمري ما أبص لواحدة زيك. اطمني أوي، وأخوك معاكي."

- مليكة: "نعم سعدك واحدة زيي! يعني أنتَ تطول، أنا اللي مش هفكر أعيش مع واحد زيك. يالا يا مالك."

- رحمة (قطعت حديثهم): "هو رجع اتخانق معاكي تاني؟ تعالي يا حبيبتي، ما تزعليش نفسك خالص. هو شغله أثر على عقله، مش طالع زي أبوه حنين كده. الله يرحمك يا مراد، كان ملك وسط البشر."

- سيف: "أنتِ افتكرت اسم بابا؟"

- رحمة: "أنت عبيط! أنا أقدر أنسى اسم حبيبي ده؟ مزروع في قلبي من وأنا طفلة." (تحضن مليكة) "معلش يا بنتي، تعالي نحضر الفطار مع بعض، وأحكيلك عن أبو سيف، وأنت كمان ممكن تتعلم..."

- مليكة: "الفطار جاهز يا أمي."

- رحمة (بانتباه): "إيه ده؟ صح! هو فين جدّي؟ لسه مجاش؟ وإيه ده؟"

- مليكة (بصوتٍ واطي): "راحت منها تاني، بس كويس علشان فاكراني مرات المخلوق العجيب ده! إيه أنا أكون مراته؟ ده مش يتعشّر!"

- سيف (اقترب منها): "أنا سامعك على فكرة، ولسانك ما يطولش. أنتِ بتلعبِ في عداد عمرك، وممكن أوديكي في داهية."

- مليكة (تلوّح بيدها له): "روح يا شيخ كده!" (تهرب من نظراته مع رحمة، وتتكلم معها) "يعني اشتروا الألعاب وقتها؟"

- رحمة (ابتسمت بعد الفطار، واتجمعوا أعمامي، وسمعتهم): كنت واخدة طبق فيه كنافة وبسبوسة لبابا بعد الفطار على طول. قعدنا شوية، كانت اللمة حلوة. تعالي أوريكي كنا بنقعد هنا في الفينج، وماما وعمتي ومراتات أعمامي كلهم دخلوا يغسلوا المواعين وهما بيضحكوا وبيرغوا."

- مليكة: "امتى؟"

- رحمة: "جدّي جمعهم علشان موضوع اللعبة، علشان يخلي عمي يشتري لي لعبة حلوة، وبابا فانوس. كان إجباره علشان يشتري لي لعبة أنا ورحيم، وبابا مش كان عايز يشتري. وسمعت الكلام ده وهو بيتكلم مع أعمامي..."

فلاش باك

- جدّي: "كمان ساعة نروح نصلي التروايح، وبعد كده تجمعوا أولادكم وتشتروا لهم ألعاب."

- محمود (اعترض): "ليه يا بابا؟ مش مستاهلة."

- مجدّي: "أنتَ دايماً معترض! لأ، مستاهلة. مش ينفع أولادك يتفرجوا على اللعبة والفانوس في كل مكان ويتحرموا منه. أنا عمري ما حرمتكم من حاجة، وكمان مش ينفع أخواتك يجيبوا لعب لأولادهم وأولادك يتفرجوا عليها."

- محمود: "أنا شايف إن كل واحد يتعامل مع أولاده على قد إمكانياته. وبنت في ستة ابتدائي يعني كبرت، وكمان ابني لعبه يكون معايا في شغلي زي ما عويضين فاكر. مش ينفع تساوينا ببعض زي ما عملت زمان، وتحط قوانين وتتحكم فينا."

- مجدّي: "يعني شايف إني أب مفتري صح؟ أنتَ كنت حابب الشغل معايا؟"

- محمود: "مش قصدي، بس أنا كنت مجبور."
**(مجدّي يقطع حديثه) "تعال معايا."

- محمود: "على فين؟"

- مجدّي (بعصبية): "قلت تعال من غير نقاش!"

عودة إلى الحاضر

- رحمة: "وقتها كنت داخلة بالحلويات، لقيت جدّو واخد بابا وخرج. لما لقيت بابا زعلان، قلت أروح وراه. لكن المرة دي خرجوا برة البيت زعلانة جداً من نفسي إن كنت السبب في كل ده. آه، نفسي في لعبة زي بنت عمي، بس كمان أنا عارفة ظروف بابا، وفعلاً أنا كبيرة. خرجت وراهم علشان أقول لجدّو أنا مش عاوزة حاجة، وكنت بعيط علشان ما لحقتهمش. وفي الوقت ده شافني مراد، هو أكبر مني بست سنين، أنا كنت في ستة إبتدائي وهو كان في تانية ثانوي."

- مراد: "يا رحمة! يا رحمة!"

- رحمة (التفتت على الصوت، لقيت مراد، احرجت شوية لأنهم ما بيتكلموش كتير. هو بيكون مع إخواتي رحيم ورمي وأحمد، وكمان أولاد عمتي ميرفت، أيمن، وناصر. أما إحنا البنات كنا بنكون مع بعض: رانيا، رشا، هدى، نجلاء، وبنت عمتي منى، ملك. لكن شوفته وهو جاي ورايا افتكرت حد بعتّه، روحت ردّيت.)

- رحمة (بخجل): "نعم يا أُبيه مراد."

- مراد (يبتسم على كلمة "أبيه"): "أنتِ بتعيطي ليه يا رحمة؟"

- رحمة: "أنت مش شايف جدّو زعق لبابا بسببّي؟"

- مراد: "بس هو مش كان بيزعق له، بالعكس كانوا بيتكلموا عادي."

- رحمة: "أنا عارفة إن الكل بيقول على بابا بخيل، بس بابا مش كده، هو حظه وظروفه. وفي يوم لما يكون معاه فلوس كتير مش هيحرمني من حاجة."

- مراد: "وأنا ما أقدرش أقول كده على عمو محمود، وبحبه جداً."

- رحمة (بفرحة): "بجد؟ شكراً جداً."

- مراد: "دي عمي، أخو بابا. بتشكريّني على إيه؟ تعالي نروح وراهم علشان تطمني إنهم كويسين."

- رحمة (بفرحة): "أنت عارف هما راحوا فين؟"

- مراد: "هو جدّك بيحب يزور مين كل سنة بعد الفطار؟"

- رحمة: "أخو عمي السيد اللي جنبنا، علشان يطمّن إنّي أكلت من الأكل اللي طلب من مرات عمي محمد تبعته قبل الفطار مع رامي. بس استنى، أنتَ مش بتقعد معانا، إزاي عرفت كل ده؟"
**(ضحك مراد) "أنتِ ناسية إن كل شهر تقريباً عندكم، وكمان أحياناً بجي من غير بابا وماما."

- رحمة: "آه، أنا مش بشوفك، بس بكون عارفة من رحيم لما بينزل يلعب معاك."

- مراد: "طب لسه مصممة تروحي؟ واللي هيجي اسمعك أغنية جديدة لمحمد فؤاد وإيهاب توفيق."

- رحمة (بفرحة): "هو نزل أغنية جديدة امتى؟ ورحيم ما جابهاش ليه؟"

- مراد: "أنتِ عارفة رحيم بيشتري في العيد، والشرايط التعبانة. أما أنا جايب الشريط اللي بـ 15 جنيه، الأصلي."

- رحمة: "والله، فكري قبل ما جدّو يجي ويقول حرام عليكم في رمضان!"
**(ضحك مراد) "ما إحنا خلاص فطرنا، يبقى عادي."

- رحمة: "طب الكاسيت نجيبه؟"

- مراد (طالع كاسيت صغير بيحط فيه شريط قد كف الإيد): "كاسيت بس صغيرة، واحد صاحب بابا جابه من السعودية."

- رحمة: "جميل! طب إيه الأغنية؟"

- مراد: "هو أنا عملت شريط وجمعت أغاني لكل من وردة وإيهاب توفيق. وردة أغنية "الحلوة عيونك"، ومحمد فؤاد أغنية "أودّعك"، وهاني شاكر "الحلم الجميل"."

- رحمة: "واو! طب هنسمع جوا معاهم؟"

- مراد: "لأ، تعالي تحت الشجرة دي، ونسمع مع بعض."

عودة إلى الحاضر

- مليكة: "واو! وسمعتوها مع بعض؟"

- رحمة: "آه، تعالي أوريكي فين."
**(خرجوا برة خلف البيت تحت الشجرة وفي تكة) (قاعدة رحمة، وجانبها مليكة وسيف)

- رحمة: "كنت مكثوفة في البداية، بس فجأة قطعنا حد."

- مليكة: "ده الوحش اللي فيه! مين قطعكم؟ جدّك؟"

- رحمة: "لأ، جدّي راح يعلم درس لبابا."

- مليكة: "درس إيه؟"

- رحمة: "معنى المودة، وبيفهمه إن اللي بيعمله ده علشان الأحفاد ما تشيلش من بعض، أو تنظر لبعض بنظرات كل واحد بالنقصان ده معاه وده لأ. آه، في رضا على كل المحاولات، لكن أبسط الأشياء بترضيهم."

- مليكة: "طب ليه أخدو عند السيد؟"

- رحمة: "لأن عمي السيد كان مثال للبيت الفاضي اللي مافيهوش روح. كان دايماً مشغول وبيسافر من هنا لهناك علشان يجمع فلوس كتيرة، بس للأسف ما عاشش مع أولاده، واتعودوا ياخدوا ما يعطوا. ولما مراته ماتت، كل واحد كبر وأصبح له حياة. لما جه يقعد معاهم كانوا مش محتاجينه، واللي سافر، واللي اتجوزت، وملقاش حد معاه، حتى بطّلوا يسألوا عليه. واللي بتسأل عليه بحجة جوزها وأولادها. جدّي خاف من ده، خاف إن في يوم البيت يفضي عليه وما يلاقيش حد جنبه، وعلشان كده بيجمعنا دايماً."

- مليكة: "فعلاً، إحساس صعب. بس دلوقتي ده بقى عادي، وفي ناس كتيرة بترمي أبوهم في دار مسنين أو الشارع، أو يفضل لوحده في البيت لحد ما يموت."

- سيف: "فعلاً، ده اللي بيحصل. مجتمعنا اتغير أوي، مابقاش فيه الربط اللي كان بيجمع الأسرة: الجدّ والجدة، والأب والأم، والأحفاد."

- مليكة: "فعلاً، فاكرة الموضوع ده اتقابل بس في فترة في عمرنا وإحنا صغيرين."

- سيف: "آه، وقت كورونا صح! أنا وقتها كان عندي خمس سنين."

- مليكة: "وقتُها ما كنتش موجودة، لكن حصل وباء كتير في سنة 2025، وقتها كنت موجودة، لكن لما كبرت كان في وباء أصعب، وما كانش حد بيخرج من البيت إلا للضرورة."
**(ردّت رحمة) "وقتها أبوك يجنّن! عايز يخرج، يروح الجيم أو السايبر أو يتمشى في ال Roxy ويحضر فيلم. كانت فترة صعبة."
**(مليكة تنظر لرحمة لاقيتها نامت تاني) "طب أنا ما عرفتش مين اللي قطعهم."

- سيف: "بكره هتعرفي."

- مليكة: "طب أنت عارف مين؟"
تعليقات



×