رواية حب فى 2050 الفصل الثالث 3 بقلم صفاء حسني

 

 

رواية حب فى 2050 الفصل الثالث بقلم صفاء حسني


تبدأ السيدة رحمة تشعر بتعب و تُفقد ذاكرتها).

رحمة (بالتوهان): عائلة مين؟ و بيت إيه؟ أنا عايزة أنام!

(تُنام رحمة مكانها على الكرسي).

مليكة (بقلق): أه أكيد إنتِ تعبتِ يا جدّي، طب مين اللي بيقعد معاكم هنا غير أنتِ ومين بيجهّز لكم الأكل؟

إياد (بإجابة بسيطة): الدادة سناء، وأحيانا عمتو سما.

مليكة (بإدراك): صح كده! طيب أنا ماشيّة علشان أُحسّي أمشي قبل المغرب، بس يارب أُلاقي أخويا هناك ومش أفطر لوحدي.

(تخرج مليكة من باب البيت الصغير، ومتجهة إلى الحديقة، سمعت صوت أغنية رمضان).

مليكة (بإعجاب): ياه، بقالي كتير مش سمعت الأغنية دي.

نورين (بفرحة وتعلق): (تجري وراء مليكة وتمسك ببنطلون مليكة علشان تُخليها تُقعد). مش تسيبي يا مليكة.

مليكة (بإجابة بسيطة): أنا لازم أروح بيتي، مش ينفع أقعد عند حد غريب.

نورين (بإصرار): لا، بس إنتِ مش غريبة.

مليكة (باستغراب): إزاي بقى؟

نورين (بإيمان): تيت قالت إنك بتكوني ماما نهى اللي أنا مش شفتها، و إياد قال إن ماما رجعت تاني لنا، يبقى إنتِ ماما، و عايزة تسيبي تاني؟ تيت عايزاكي جوا!

(تُفكر مليكة في كلام الجدة، وتُدرك أن الأطفال مُؤمنين بما تقوله).

مليكة (في نفسها): هما بيصدقوا كلام جدّتهم. طب هي عندها زهمير بس الأطفال دي مش عارفين شكل أمهم، أكيد صدقوا كلام جدّتهم، هما أطفال بردو.

(تُجيب مليكة نوران اللي بتبكي).

مليكة (بلطف): طب أهدى يا قلبي، هي مش تيت، كانت نامت.

نورين (بإصرار): لا، صاحية، وبتنادي عليكي جوا.

مليكة (بإجابة بسيطة): طيب ادخلي قولي لها إن روحت، علشان أنا بجد هتاخر.

نورين (بإلحاح): مش هينفع، علشان خاطري يا ماما، مش تسيبي تاني.

مليكة (بإحساس بالذنب): أسفة يا قلبي، والله مش ينفع.

(تُقترب مليكة من الباب الكبير علشان تخرج، ولكن تُفاجأ بأن حد بيقفل الباب بقوة).

(تُسمع مليكة صوت عالي جهوري).

صوت جهوري (بصرامة): مفيش خروج! ادخلي جوا! هو دخول الحمام مش زي خروجه!

مليكة (بقلق): يا لهوي، أنا بدأت أحس بخوف من المكان، بس لازم أُثبت نفسي في الشغل، الجريدة قررت إن اللي يعمل تقرير مختلف هيتعين، ومش هلاقي أحلى من الموضوع ده. بس الحاجة رحمة سحرتني، لما بدأت تحكي، حسيت كأنّي عايشه معاها في الزمان ده.

(مليكة تُحاول الخروج من البيت، لكن تُفاجأ بصوت جهوري يقفل الباب بقوة).

صوت جهوري (بصرامة): مفيش خروج! أدخلي جوا! هو دخول الحمام زي خروجه!

مليكة (باستغراب وشجاعة): يعني إيه مفيش خروج؟ هو أنا اتحبّست هنا؟ لا هخرج!

(تُرفع مليكة رأسها لترى الشاب اللي بيتكلم ، وتُصبح عيونهم في عيون بعض).

الشاب (بصرامة وتحدّي): و أنا قلت مفيش خروج! وهتدخلي غصب عنك!

(يدفعها الشاب داخل البيت، وتجري نورين إلى جدّتها).

نوران (ببكاء): تيت، الحقي بابا بيزعّق لماما، وأنا خايفة تمشي وتسيبني تاني!

رحمة (بتهدئة): هو سيف، مش يُبطّل حركاته دي. (تمسك العصا وتمشي إلى مليكة). نهى حبيبتي، إنتِ روحتِ فين يا بنتي؟ تعالي، متخافيش من الواد دي، أنا هقرصك ودّنه.

مليكة (بإصرار): يا أمي، أنا مش نهى، ومحدش يقدر يحبسنى، مفهوم!

الشاب (بصرامة): متعليش صوتك على أمي، مفهوم!

(يُظهر الشاب شكله ، وهو يرتدي لباس الشرطة، شاب وسيم لكن جاد في عمر الثلاثين).

الشاب (بتهديد): إنتِ قولتِ لصاحبك إنك مش فارق معاكي لا شرطة ولا غيره، صح؟

مليكة (باستغراب): مش فاهمة تقصد إيه؟

الشاب (بإجابة واضحة): لا، فاهمة! و اختارتِ تدخلي مملكتي برضاكي، ومخوفتيش ، يّبقي تكملى اللعبة والمرة ده مفيش خروج إلا برضايا أنا!

مليكة (بإصرار):لعبة ايه وهبل ايه 
و أنا لي اسم أسمى مليكة، يا بابا، ؟ وصحفية ودخلت عملت حوار صحفي، مش أجرمت على فكرة.

سالت رحمة (باستفسار): في حاجة يا سيف؟ ليه متعصب كده يا ابنى ؟

انصدم سيف وسال امه ): إنتِ عارفة أنا مين يا أمي؟

(تبتسم رحمة بفخر).
رحمة (بإعجاب): طبعا، إنت سيف ابني، هو أنا أنسى ابني؟

(ينظر سيف إلى مليكة ، ثم يتكلم بهدوء).

ساله سيف وطلب منها ترد عليه (بإجابة واضحة): إنتِ كنتِ جاية في مهمة صحفية هنا صح، وحسّيت إن البيت دي في مادة صحفية هتفيدك في المجلة؟

صفقة مليكة يد على يد): هو انا بقول ايه من الصبح 
رفع صوته وقال: 
ممكن رد ب إيجاز 
تنهدت مليكة 
يعني حاجة زي كده؟

سيف (بإيجاز): تمام! يبقى هتفضلي في البيت ده لحتى ما تخلصي شغلك.

مليكة (باستغراب): مش فاهمة بردو، ما أنا ممكن أجي كل يوم وأتكلم مع الحاجة رحمة، وأمشي، ليه بتفرض عليّا البقاء في مكان ملّيش صلة بيه؟

سيف (بإصرار): إن كنت ناوي أفرض رأي فعلاً،كنت أُقبض عليكي بتهمة التعدّي و دخول بيت الناس، وكمان سحب أسرارهم، ودي عقوبتها كبيرة، لكن اكتفيت إن أنا اللي أحبسك! و كل دي علشان أمي استجابت لكِ، وتذكرتها لحاجات كتيرة في الماضي والحاضر بتفصيل كبيرة، ومش حصلت قبل كده اللي النهاردة، وكمان استمرّت وقت كبير عن غير عادتها تتكلم، رغم كانت دايما تفتكر الأحداث، وفي نفس الوقت بتنساها.

مليكة (بإجابة بسيطة): عادي، دي لإنّها عندها زهمير، ومريض الزهايمر كده.

سيف (بإصرار): لكن إنتِ قدرتي تتعاملي معاها، ولو خرجتِ من الباب هنا هتنساكي، وكمان مش أسمح لكِ ال دخول مرة ثانية، و اختارِ!

مليكة (بإذعان): خلاص، مفيش مشكلة، ممكن أبحث في النت علشان اللي عايزة أعرفو في كل حاجة.

سيف (بإيجاز): تمام! يبقى مش أشوف وشك هنا مرة تانية، بس صدقيني قصة بيت العقارب هتلاقي فيها كل اللي بتدورّي عليه.

(تُفكر مليكة في العرض ، ثم تُوافق).

مليكة (باستسلام): أنا عرفت هما ليه سمّوه بيت العقارب!

(ينظر سيف إلى مليكة بتحدّي).

سيف (بإجابة غامضة): ليه باقي؟

مليكة (بضحكة براءة): علشان إنت موجود فيه!

(تُجري مليكة من أقدام سيف زي الطفلة البريئة).

(يبتسم سيف على شكلها الطفولي، ويُفضل واقف مستني هتفتح إزاي).

(تُحاول مليكة فتح الباب، لكن مش تُقدر، وتُصرخ في سيف).

مليكة (بإصرار): إنت فاكرني مقطوعة من شجرة علشان تخطفيني؟ لا يا حضرة النقيب، أنا عندي أهل بتسأل عني و أخ بيدور عليّا!

سيف (بضحك): هههههه، بجد؟ أبوكي في ندوة في الغردقة، وأمك في سياحة معاه، و أخوكي مشرف عندي من ساعات ما دخلتِ من الباب دي! حضرتك شوف باقي هتروح لمين؟

(تشعر مليكة بالخوف على أخوها).

مليكة (بقلق): نعم! هو أنا مُتراقبة بقى؟ فين أخويا؟ و اخده ليه؟ ذنبه إيه؟ واللي هي إفترّي وسلطة بتُحكم على الفاضي؟

سيف (بإجابة واضحة): لا يا ماما، إحنا مش بنُقبض على حد إفترّي، وفي ال ألف قضية ممكن أُلبّسها ليكِ وليه، لكن هو اللي جيه لحد عندي شارب مخدرات ومتبهدل في الشهر المبارك ده، و ضرب عربية حد تاني معاه لفة حشيش.

مليكة (بحزن): كذّاب! أخويا مش يعمل كده! إنت اللي ملفّق ليه القضية! إيه المطلوب منّي حضرتك؟ وتسيب أخوي!

(يبتسم سيف بمكر).

سيف (بإيجابية): شاطرة كده، ادخلي زي ال بنات الحلو اللي بتسمع الكلام! (ينادي على سناء). يا سناء، جاهزة غرفة لل آنسة، وكمان فترة ال .. من الحق هو؟ اسمك إيه؟

مليكة (باستهزاء): والله إنت بتستظرف! مش قلت عملت تحرياتك عني من وقت ما دخلت بيتك، ومش عارف اسمي؟ عجيبة!

(يُرد سيف بتحدّي).

سيف (بإيجاز): طبعا! هو إنتِ مين؟ أحفظ اسمك، بشوف من عينّتك كتيرة، ورأسي مش دفتر أحفظهم كلّهم.

مليكة (بإصرار): من عينّيتي أنا؟ طب أحفظ اسمي كويس أوي، علشان أنا مش زي حد، أنا مليكة يونس الفيومي، وأبوي دكتور كيميائي حضرتك، يعني مش بيلعب! وأمي خريجة علوم زيه، و أنا من بيت محترم و عارفة إن أخويا مظلوم! ولو عايز أقعد هنا، يبقى أخويا معايا، غير كده أنا ممكن أُثبت بسهولة إنّه مظلوم يا حضرة الباشا سيف!

(تُقرر مليكة البقاء في البيت).

مليكة (بإصرار): لو قعدت هنا مش علشان خايفة على أخويا منّك، لإنّك مش تقدر تهز لي شعر، أنا أقعد علشان مصلحتي، لإنّي اقتنعت برأيك إن فعلاً لو اختفيت من قدام الحاجة رحمة ممكن تنساني، ومش أعرف أتوصل معاها مرة تاني، و هاخد إذن من شغلي علشان ..

(يُكمل سيف كلامها).

سيف (بإجابة واضحة): أتقدم طلب باسمك في الجريدة بموافقة عمل تقارير عن بيت في حي شعبي يمتلكه النقيب سيف، و تمّت الموافقة عليه.

(تُصبح مليكة في حيرة، وتُفكر في كيفية وصول سيف ل المعلومات عنها ).

مليكة (باستغراب): هو كان موجود من بدرّي، واللي مين بلّغه بوجودي، و إمتى و إزاي عمل كل دي؟ مش مهم. تمام! يبقى فاضل أخويا، ومش أقعد هنا اللي و أخويا معايا ده شرطي إن أقعد، لو عجبك.

(تخرج رحمة وتمسك يد مليكة).

رحمة (بإشفاق): سيبك منّه يا حبيبتي، وتعالي، أنا مش عارفة قبلتِ تتجوزيه إزاي من الواد دي!

سيف (بإصرار): أمي، لو سمحتِ بلاش الكلام دي دلوقتي!

رحمة (بعتراض): إنت أصل ولد مش يتعاشر، و صوتك عالي!

مليكة (بموافقة): أه والله يا أمي، قول ليه!

رحمة (بإيمان): تعالي، و سيبك منّه، أنا أحكي ليك قصة جدّي.

(تُقترب رحمة من أذن سيف).

رحمة (بإشارة): أصل الواد سيف دي نسخة من جدّي مجدي، كان بردو زي كده، هو الظابط و الرابط بتاع البيت البسيط على مرور السنين، وهو كان ماسك العائلة من حديد، وأكمل ليكِ، بعد الفطار عمل ليّ إيه؟

مليكة (بانصت ): ماشي، تعالي يا أمي.

(تُوجه مليكة نظرها إلى سيف).

مليكة (بإصرار): لو سمحت، الفطار يكون من مطعم فاخر، أنا مجرد ضيّفة عند حضرتك، و واضح إن وجودي إنت مستفيد منّه أكتر منّي، و عارفة كمان إنّكم بيت كرامي أوي.

(ينظر سيف إلى مليكة بعصبية).

سيف (بإصرار): لا يا ماما، هتاكل من الأكل اللي بيتقدم ليكِ، إنتِ و المحروس أخوكِ.

مليكة (بتمثيل الحزن): يعجبك كده يا ماما؟ مش عايز يعزمّني على أي أكل و خلاص؟ و أنا صايم!

رحمة (باستياء): طلع بخيل زي جده! أصل بابا كان زيه كده، كان مطلع عين أمي في الفلوس!

مليكة (بضحك): هههههه، طيب كنتِ بتعملي إيه؟

رحمة (بإثارة): أقولك عمل إيه بابا لما شاف أمي وهي نازلة بالفراخ...

مليكة (بفضول): عمل إيه؟

رحمة (بإيمان): بدأ الجميع يفرش ترابيزات تحت تكعيبة العنب. و أنا كنت وقتّها بتفرج على بوجي و طمط. و عمّو عبدة زارع أرضه، وقبل المغرب بساعة جدّي فتح إذاعة القرآن الكريم، ابتهالات جميلة و قرآن، وبعد كده الشيخ الشعراوي على التليفزيون، و أبناء الحاج مجدي كانوا بدّوا يجوا.

مليكة (باستغراب): مش إنتِ قولتِ إنّهم كانوا عايشين معاكم؟

رحمة (بشرح): لا، كان ناقص عمّي وبنت السفير. تصدّق جدّي حكم عليها تعمل الأكل وتجيبه معاها كمان؟ ده حكم الحاج مجدي، كل بيت من بيوت أولاده لازم يُشارك في إعدادات الطعام، بس كان بيبدأ في أول يوم خميس من كل شهر، أما في رمضان ٤ مرات في الشهر، كل خميس، وأحيانا كانوا يُباتوا يكون خميس و جمعة.

مليكة (باستفسار): هو إنتوا كنتوا دايما بتتجمعوا، مش رمضان بس؟

رحمة (بإيجابية): أه طبعا، كان دايما بيجمعنا، بس في رمضان ليه مأزق خاص مع صوت الشيخ محمد رفعت قبل الفطار و صوت المدفعّة، و كل أحفاد جدّي موجودين، كنا بنلعب بنات و شباب مع بعض. مش أنسى إن بنت عمّي مصطفى كانت جايبة عروسة بروب جميلة جدا، وأنا كنت نفسي أُلعب بيه أوي، و كنت واقفة زعلانه جدّي وقتّها اتنفّرز على عمّي مصطفى أوي!

مليكة (بفضول): ليه بقى؟ و قاله إيه؟

(تُبدأ رحمة بسرد الحدث ، و تُذكر مليكة ب أحداث الماضي).

رحمة (بإحساس): جدّي: "مصطفى، يا مصطفى، يا ابن السفير".

مصطفى (باستغراب): ليه بس بتقول كده؟ هو أنا مش ابنك يا بابا؟

جدّي (بصرامة): لا، مش ابني، إنت بقى ابن السفير، و اتعلّمت تكسر القلوب!

(يُوطي مصطفى ويُبوس يد أبوه).

مصطفى (بإعتذار): ليه بس يا حاج؟ ده كله خيرك، مغرقنا، هو أنا كنت بقى نائب اللي من رزقك الحلال.

جدّي (بصرامة): طب ليه تكسر خاطر بنت أخوك محمود؟ أخوك محمود اللي ساب التعليم علشان يساعدني، علشان تُتعلموا و تكونوا بشوات، وفي الآخر مدخل بنتك بلعبة بنت أخوك، عمرها في حياتها ما مسكتها! أفرح بيك، لما قلبها يتحصر و ينكسر هي و بقى أولاد أخوك!

(ينظر مصطفى إلى زوجته في غضب، ثم يُحاول تُصحيح خطأه).

مصطفى (بإصرار): في دي عندك حق يا أبوي، و أنا أحلّها دلوقتي، و أقترب من سوسن. مش أنا قلت لو بنتك صمّت على اللعبة سيبها في البيت؟

سوسن (بإعتراض): دي طفلة، أُحرمها من لعبتها في حكم و شرع مين؟

الحاج مجدي (بصرامة): في حكم و شرع المساواة و العدالة يا بنت السفير! ما هو زي ما بنتك طفلة هنا في البيت، ١٠ أحفاد ليا، و كلهم أعمارهم قريب من بعض.

مصطفى (بإعتذار ): أنا أصلح الغلط يا حاج، أنا أرمي العروسة في العربية.

جدّي (بإصرار): ياريت يا ابني، علشان مينفعش أولاد عمها يشوفوها تُلعب بيه، وكمان مش بتشاركهم.

سوسن (بإعتراض): مش عارفة حضرتك مكبر الموضوع أكبر من الازم، و مصطفى مغلطش علشان يصلح غلطته. اللي أعرفو إن كل حفيد عندك ليه أب و أم يشتروا ليه، مش ذنب بنتي تتحرم من لعبته. مش حضرتك مُربي أولادك و أحفادك، ميُبوصّوش ل الحاجة إلا في إيد غيرهم، ولا كلام في الهوا.

(يُصرخ جدّي بعصبية).

جدّي (بصرامة): بصّي يا بنت السفير، أنا أه ربّيت أولادي على كده، بس ابني بُص للأسف لفوق، و اتجوز بنت السفير، و عايش معها فى فيلا ، أما باقي أولادي اختاروا يعيشوا في البيت المحدّق دي في وسطي، و تحت تُحكمي! و أي واحدة من سلفتك سعاد أو ياسمين أو ليلي يقول ليك إزاي بيتعاملوا مع مواقف زي دي من غير ما يرجعوا ليا! قولي يا ياسمين إنتِ.

ياسمين (بإجابة واضحة): لو ابني شبت في لعبة و لاقيت نفسي معايا تمن أشتري منها ٦ أشتري، مش معايا مجيبهش 

سوسن (باستفسار): ولو ابنك كان مصمّم عليها؟

ليلي (بإجابة مباشرة): أخيره ليتحبس ويلعب لوحده بيها، أو يستنى على ما يكون معايا فلوس و أجيب ليه. هو أولاد عمّه معاه، و كل واحد يُختار لعبة.

سعاد (بإضافة): أما الحاجات الحلوة بيقسموها بالنصف، ولو شيبسي، الكل يشترك فى الكيس، أو أجيب لكل واحد كيس.

(يُسمع جدّي كلام سوسن ، ثم يُصصح خطأها).

جدّي (بإصرار): سمعتِ يا بنت السفير كده؟ أحفادي بيطلعوا قلبهم صافي من غير حقد، و يعرف لو هو امتلك حاجة مش مع غيره يُفضل عايش وحيد منبوذ بيه. و كل شهر أولادي بيخدوا أحفادي يشتروا لهم العاب إلا يختاروها، و كل أب بيحاسب عليها، و بكدة مفيش ولد يفكر إن اللي مع ابن عمّه أحسن منّه، عشان كل واحد مختار اللي عايزه.

سوسن (بإعتراض): حضرتك كبّرت الموضوع كله، علشان رحمة بنت محمود البخيل شافت العروسة في إيد بنتي، و إنت عارف إن ابنك ميقدرش يُخدّها و يشتري ليه، روحت بتعلمّني درس في الأخلاق.

(يُرفع جدّي يده على سوسن ، بصرامة).

تعليقات



×