رواية انتقام (وعد الزين) الجزء الثاني الفصل الاول 1 بقلم رباب حسين


رواية انتقام (وعد الزين) الجزء الثاني الفصل الاول بقلم رباب حسين 


الماضي يلاحقنا دائماََ فمن منا يستطيع أن يغير ماضيه أو يعود بالزمن ليغير قراراته وإختياراته وعلى الرغم من إنها قرارات فردية ولكن تأثيرها يكون على من حولنا أيضاََ بل وفي بعض الأوقات هناك أخرون يتحملون نتائج إختيارتنا فيكون حينها الندم أصعب فنرى أعز الأشخاص على قلوبنا يخسرون كل شئ بسبب أخطاء لم يكن لهم يد بها

خسرت أبنائي الأثنين وها أنا أرى حفيدتي تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام عيني وحفيدي الأخر يبكي دماََ على فراقها..... ترى ماذا فعلت ليحدث هذا أمام عيني؟ شعور العجز بات مصاحباََ لي ولا أملك إلا الدعاء 

ظل زين يحاول إيقاظ وعد تحت نظرات نصار الذي يبكي ويدعو الله أن لا تموت حفيدته فعلى الرغم من أنها كانت بعيدة تماماََ عن قلبه إلا أنها أصبحت من أعز الأشخاص لديه..... ظل الجميع يقفون في صدمة عدا جاسر الذي كان يشعر بألم قلبه مثل زين فهو أيضاََ أحبها وتأكد من ذلك عندما شعر أنها سوف تذهب وتتركه فاندفع نحو زين وجذبها من بين يديه وهو يصرخ ويبكي عليها فقال جاسر : زين فوق..... سيبها خلينا نشوف فيها إيه

نظر له زين بعين باكية ونظرة حائرة ثم جذبها من بين أحضانه ووضع يده يجتف أوردتها فوجد بها نبض ضعيف فقال : لسه عايشة..... إستعجلو الإسعاف بسرعة

يامن في ذعر : والله طلبتها..... إن شاء الله يجو على طول.....زين تمالك نفسك شوية.... وعد هتعيش إن شاء الله

ظل زين ينظر إليها وبداخله ينمو شعور الخوف من فقدانها فقد نسي كل ما فعلت وأيضاََ جرح كرامته التي جعلته يبتعد عنها ويقسى عليها دون رحمة

بعد قليل جاءت الإسعاف وأخذت وعد وصعد زين معها بالسيارة ولحقو بهما جميعاََ


في فيلا كبيرة يجلس أحد الرجال الذي يبلغ من العمر ٥٥ عاماََ يجلس بشموخ يدخن ويقرأ بعض الأخبار عن أسعار البورصة في الهاتف اللوحي حتى دخل أحد الحرس وقال له : منصور باشا

نظر له منصور فأردف الحارس قائلاََ : زين نصار إتعرض لمحاولة قتل في القصر النهاردة

نزع منصور السيجار من فمه وقال : مين اللي حاول يقتله؟

الحارس : خال مراته.... واتقبض عليه

منصور : أخو سمر اللي لسة خارجة براءة من قتل عامر؟

الحارس : أيوة يا باشا

منصور : ليه حاسس إن فيه عداوة بينهم..... هاتلي سمر ديه أنا عايزها

الحارس : أوامرك يا باشا

ذهب الحارس وظل منصور يفكر ما سر هذه العداوة ولماذا تحاول سمر الإنتقام من عائلة نصار؟ ثم أمسك هاتفه وقام بإجراء إتصال وانتظر قليلاََ حتى جاءه الرد

منصور : أيوة يا غالب..... قولي مش فضل ده يبقى الواد الديلر اللي قولتلي عليه خال مرات زين؟

غالب : اه هو.... ليه يا منصور باشا؟

منصور : حاول يقتل زين النهاردة..... تعرف ليه عمل كدة؟

غالب : لا معرفش.... ليه صح؟

منصور : طيب أنا هعرف بطريقتي

غالب : يا باشا أنا مطمن طول ما الموضوع معاك وعارف إنك هتوفي بوعدك زي ما أنا وفيت بوعدي

منصور : متقلقش يا غالب المصلحة واحدة وإن شاء الله هنخلص من عيلة نصار كلها قريب

أنهى منصور المكالمة وظل ينتظر إحضار سمر إليه التي بالفعل وصل لها حراس منصور قبل مداهمة الشرطة للمنزل للقبض عليها بتهمة التحريض على قتل زين نصار وفي هذه الأثناء وصلت سيارة الأسعاف إلى المشفى ونزل زين مع وعد من السيارة يلحق بهم وهم يركضون بها إلى غرفة العمليات وقف بالخارج ودخلو الغرفة وأغلقو الباب وقف ينظر من خلف الباب وكاد أن يصيب بالجنون من الشعور الذي بداخله وينظر إلى يديه وثيابه الملطخة بالدماء فقد نزفت وعد كثيراََ وهي بين يديه بعد قليل وجد كل أفراد العائلة يلحقون به عند غرفة العمليات ونصار يسير بصعوبة فلا قوة لديه للسير بعد ما حدث أمام عينيه اليوم وجلس في وهن أمام الغرفة واقترب جاسر من زين وقال : قالولك حاجة؟

زين بصوت ضعيف : الدكتور اللي في الإسعاف قالي الرصاصة جنب القلب بس جت في شريان رئيسي ونزفت كتير جداََ

وضع جاسر يده على رأسه يحاول أن يهدأ قليلاََ ولكن دون جدوى ولاحظت شهد إهتمام جاسر الزائد بوعد.... اقترب يامن من زين ووضع يده على عاتقه وقال : إهدي يا زين..... بس طالما كنت شاكك إن ممكن حاجة زي كدة تحصل ليه عملت الفرح برا؟

نظر له زين وهو يشعر بالضياع وقال : وأنا كنت هعرف منين؟

عقد يامن حاجبيه وقال في تعجب : طيب ليه البوليس كان متنكر في الحفلة وقبضو على فضل بسرعة كدة؟

صمت زين ونظر إلى الفراغ وفكر قليلاََ ثم نظر إلى نصار الذي يجلس على الكرسي والدموع تذدرف من عينيه وتذكر كلام وعد الأخير له : جدي..... قوله الحقيقة يا جدي.... دلوقتي هيصدق..... قوله كل حاجة وخليه يسامحني يا جدي

ذهب زين إلى نصار ونظر إليه وتحدث بصوت ضعيف / كانت عايزاك تقولي إيه يا جدي؟..... أنا عايز أعرف الحقيقة..... مخبيين عليا إيه؟

نظر له نصار في حزن وقال : وعد تبقي بنت عمك بدر وخالتك منار

اقتربت غادة منه ولحقت بها سناء وقالا : إيه؟!!!!

غادة : إزاى يا خالي؟!!! وعد تبقي نور إزاي؟

زين : فهمني يا جدي..... أنا مش فاهم حاجة

نصار : فاكر اليوم اللي خرجت فيه ومرجعتش ورجعت عندها صدمة هو ده اليوم اللي عرفت فيه الحقيقة..... سمر خطفتها من العربية يوم الحادثة وهي اللي زرعت في دماغها كل ده وكرهتها فينا

غادة : يعني وعد تبقي نور بنت منار؟!!! مش يمكن بتكدب يا خالي؟

نصار : لو كانت بتكدب مكنتش وقفت قدام إبنك عشان تنقذه وتضحي بحياتها علشانه

زين : وهي ليه تضحي بحياتها عشاني أصلاً؟

نظر له نصار بعين دامعة وقال : عشان بتحبك..... أظن واضحة جداً

شعر جاسر بالغضب والغيرة عليها وأيضاً بالقلق مما فعله سابقاً عندما اقترب منها في غرفتها فقال : فهمنا يا جدي الموضوع كله وليه فضل حاول يقتل زين وليه مقولتش حاجة عن الموضوع ووصلنا إننا ممكن نخسر وعد دلوقتي

قص نصار لهم كل ما حدث وكيف كانت تشعر وعد عندما فقدت زين وأنه يتزوج أمامها وكيف صدمت عندما علمت بحقيقة سمر مما جعل جاسر يشعر بالحزن وألم القلب عندما تأكد أن وعد لن تكون له فمن المؤكد أن زين سوف يسامحها أما زين فقد تجمعت الدموع في عينيه وقال في صوت يملئه الألم والحسرة : ليه يا جدي مقولتليش؟

وقف نصار أمامه في غضب وقال : مكنتش مصدقها ولا شايفها وكل أما كانت تتكلم كنت بتكدبها ملقتش حل غير إني أروح للبوليس عشان يحميك ولو كنت قولتلك كنت هتفتكر إننا بنعمل كدة عشان متتجوزش شهد..... وعد إتعذبت كتير وعاشت حياتها كلها مع ناس مش بترحم كل همهم الفلوس كانت في إيديهم مجرد وسيلة ياخدو بيها اللي هما عايزينه..... عاشت طول حياتها مع الراجل اللي قتل أبوها وأمها وخلوها تنتقم من عيلتها واتحرمت من حنان أهلها لدرجة إنها قالتلي إن إنت الوحيد اللي حست معاه بالحب والحنان ومع ذلك فضلت تعذب في نفسها وتشيل نفسها مسئولية كل حاجة حصلت وبقت عايشة مكروهة في وسطنا عرفت ليه قالتلك الموت أرحم

هربت الدموع من عين زين وظل يفكر في كل ما حدث وتيقن أن وعد ضحية لعبة قذرة وخطة مدروسة وتذكر كيف كان يقسو عليها وكيف لم يصدقها وهي تنهار أمامه عندما علمت حقيقة سمر وفضل وكيف ظن أنها كانت تتصنع المرض أمامه وتذكر ما قالته له ليلة أمس

"أنا مش زعلانة إنك هتتجوزها بالعكس ده العقاب اللي أستحقه على اللي عملته وبجد بتمنالكم السعادة من كل قلبي.... بس عايزاك تصدق حاجة واحدة بس وياريت تفضل فاكر الكلام ده..... عايزاك تعرف إني بجد حبيتك فعلاََ المرة ديه مش بكدب عليك..... ألف مبروك يا عريس"

لماذا أشعر بأنها ودعتني بالأمس..... لا لن تتركني وحيداً..... لن أحتمل هذا سوف تعود لي

قطع شروده خروج الممرضة تركض خارج غرفة العمليات وبعد قليل عادت ومعها دكتور أخر يركض خلفها حاول زين إيقافها ولكن ركضت سريعاً وعادت إلى غرفة العمليات..... شعر زين بالخوف الشديد فحالة وعد تبدو سيئة ظل ينظر حوله والصدمة واقعة على كل من أمامه وشهد تبكي دون توقف بعد أن علمت الحقيقة وأن وعد هي إبنة خالتها المتوفية منار وجاسر ينظر أمامه بشرود فكيف سيواجه زين بما فعل مع وعد وكيف سيتخلص من هذا الذنب وهذا العشق المحرم.... بعد قليل خرجت ممرضة أخرى وقالت في عجالة : المريضة بتنزف بشدة.... الرصاصة صابت شريان رئيسي في القلب ده غير إن الحمل كان ضعيف جداً وهي جسمها هزيل وللأسف البيبي نزل..... إحنا محتاجين دم ضروري حد هنا فصيلة دمه AB؟

نظر بعضهم إلى بعض ولم يجدو بينهم أحد بهذه الفصيلة فقال زين : أنا هتصرف

إبتعد زين قليلاً وتحدث مع أحد الوزراء الذي كان يعمل معه عامر وطلب منه توفير كمية من هذه الفصيلة سريعاً من بنك الدم وبالفعل بعد قليل تم إحضاره وتم إعطاءها لوعد وبعد حوالي ساعتين خرجت وعد من العمليات وتحدث الطبيب إلى زين وقال : العملية كانت صعبة جداً ومكان الرصاصة صعب..... إحنا قدرنا نوقف النزيف ودكتور النسائية عمل اللازم وللأسف خسرنا الجنين..... بالنسبة للنزيف فهو آثر على الجسم جداً ودخل في حالة صدمة فهي هتتنقل على العناية المركزة وده طبعاً بسبب عملية القلب وعشان نتابع نقص الدم إذا كان أثر على أعضاء الجسم الداخلية ولا لا

شعر زين بالخوف الشديد حتى فقد تركيزه ولم يستوعب ما قاله الطبيب ثم أمسك يد الطبيب في بكاء وقال : قولي إنها هنعيش بس..... قولي إن فيه أمل ترجع وإنها مش هتمشي وتسيبني

نظر له الطبيب في حزن وقال : مش هكدب عليك الحالة صعبة جداً.... إن شاء الله هتقوم بالسلامة

زين في صدمة : يعني هتقوم صح.... هتعيش صح.... أصل.... أصل أنا ملحقتش أعتذرلها..... أنا مكنتش أعرف حاجة

ظل ينظر إلى نصار الذي يقف بجواره ويامن والدموع تهرب من عينيه ويقول لهما : أنا مكنتش أعرف إنها إتظلمت أوي كدة..... كنت فاكرها بتكرهني..... طيب ليه قالت إنها بتكرهني؟ ده أنا محبتش حد في حياتي غيرها ومكنتش عايز أي حد غيرها..... ليه بعدت عني؟.....ليه عملت فيا كدة وفي الأخر عايزة تمشي وتسيبني..... عايزة تضحي بنفسها عشاني وتسيبني.... مش كفاية إتعذبت في بعدها عني جاية دلوقتي تعاقبني بالشكل ده على اللي عملته فيها..... طيب ترجع تعاقبني بأي طريقة أنا موافق..... بس متمشيش.... متموتش وتسيبني

ثم عاد النظر للطبيب وقال : لا..... لا مش هقدر..... مش هقدر أستحمل أخسرها بالشكل ده

اقترب يامن منه وهو يبكي على حالة زين الذي لم يراه في حالة إنهيار هكذا من قبل وقال : إهدي يا زين مش كدة.... الدكتور مقالش حاجة هي بس فترة وهتعدي وإن شاء الله هتقوم بالسلامة

غادر الطبيب وهو يشعر بالأسي على حالة زين واستند زين على الحائط عندما شعر بارتخاء قدميه وقال : ياريت الرصاصة جت فيا وهي لا..... ياريت أنا اللي مكانها دلوقتي..... إبني راح وهي كمان هتروح مني..... أنا مش قادر أستوعب اللي بيحصل ده

قامت غادة بإحتضان زين وهي تبكي وتقول : يارب متاخدهاش مني بعد ما رجعتهالي تاني..... يارب قومها بالسلامة يارب

فكانت منار مقربة جداً من غادة وهي من وفقت بينها وبين عامر فكانت طيبة وعطوفة وبعد وفاتها شعرت بأنها فقدت قطعة من قلبها وموت نور إبنتها الصغيرة كانت صدمة قوية لها فكانت تحبها جداً ودائماً ما كانت تقول أن زين سوف يتزوجها ولم تتخيل أبداً أن الله سوف يجمع بينهما حتى بعد أن توفت وعادت مرة أخرى..... جلس نصار على الكرسي ولم يتحدث فقط ينظر أمامه ويدعو من قلبه بأن تعود وعد له مرة أخرى أما جاسر فذهب إلى الممرضات وقام بسؤالهم عن غرفة العناية التي تمكث بها وعد ثم عاد وأخذهم جميعاً إلى هناك ولكن لم يستطيعو رؤيتها فكانت الزيارة ممنوعة عنها.... رفض زين مغادرة المشفى وطلب من جاسر ويامن الإهتمام بأمور الشركة وطلب من غادة إحضار ملابس له من المنزل وقرر أن يمكث بالمشفى ولن يغادر دونها..... أخذ جاسر نصار وغادة وسناء وعادو إلى المنزل أما يامن فأخذ شهد بالسيارة ليوصلها إلى المنزل وجلست بالخلف وهذا بسبب حجم ثوب الزفاف التي كانت ترتديه...... بالسيارة كانت شهد تنظر إلى يامن في المرآة الداخلية للسيارة وهو يركز فقط بقيادة السيارة ولا ينظر إليها..... فكان يشعر بالسعادة كونها لم تتزوج زين ولكن سعادة ناقصة فهي لا تشعر بعد بمشاعره تجاهها وأيضاََ بكائها كان دليل على أنها نادمة على إنها لم تتزوج زين اليوم.... ظلت شهد تنظر إليه ولا تعلم لما شعرت بالراحة عندما رأت عينيه بالمرآة وقالت : كنت ناوي تقولي إمتى؟

عقد يامن حاجبيه في تعجب ونظر لها بالمرآة وقال : أقول إيه؟!!!!

شهد : اللي جواك من ناحيتي

أوقف يامن السيارة ونظر خلفه لها ولم يتحدث

شهد : كنت مستني لما تلاقيني مرات واحد تاني؟

يامن : أقولك إزاى وأنا كل أما أشوفك ألاقيكي مش شايفة غير زين ومش عايزة غيره أو لما اسمع إنك بتعملي مشاكل بينه وبين مراته عشان يطلقها وتتجوزيه إنتي ولا أقولك لما ألاقيكي بتتجوزيه وإنتي عارفة إنه قلبه لغيرك ومع ذلك مش قادرة تقولي لا مش عايزاه..... كل ده كان بيإكدلي حاجة واحدة بس..... إنتي بتحبي زين

شهد : لا..... مش بحبه..... كنت فاكرة كدة وقولتلك كدة من يومين

يامن في غضب : ولما قولتي كدة لمحتلك..... إفتكرت إنك هترجعي عن قرارك..... إفتكرت إن ممكن يبقى فيه أمل بينا بس للأسف طلعتي مش عايزاني بردة وروحتي كملتي الجوازة ولولا اللي حصل النهاردة كان زمانك دلوقتي في حضن زين وأنا قاعد في بيتي عارف إن البنت اللي حبيتها في حضن أعز أصحابي دلوقتي وبقيتي محرمة عليا مدى الحياة.... جاية دلوقتي بتلوميني وتقوليلي مقولتش ليه؟!!!

نظرت له شهد داخل عينيه وقالت في حزن : أنا أسفة إني خليتك تحس بالشعور ده..... كنت صغيرة ومش فاهمة والله يا يامن..... وماما عمالة تضغط عليا وأنا مش قادرة أقف قدامها

يامن في غضب : قولتلك ديه حياتك إنتي..... إنتي مش صغيرة يا شهد وقرار الجواز مش سهل يتاخد كدة عشان ماما عايزة ده

شهد : صح..... إنت صح..... وأنا مش طالبة حاجة منك إنت معاك حق تزعل ومتبصش في وشي أبداََ عشان مخدتش قرار..... بس إنت لما جيت واتكلمت معايا أخر مرة حسيت إن معايا حق وإن رأيك صح وإن ديه حياتي بس فكرة إن ألغى الفرح قبلها بيومين صعبة أوي وكنت هضطر أقف قدام العيلة كلها وأولهم ماما اللي مكنتش هتوافقني أبداً ده غير الكلام اللي كان ممكن يتقال عليا من الناس.... ولما سألتك السؤال دلوقتي كان غرضي منه إنك لو كنت لمحتلي من بدري مكناش وصلنا للنقطة ديه دلوقتي

يامن : اه يعني الغلط مني دلوقتي؟ تمام..... أنا غلطان يا ستي

إعتدل يامن مرة أخرى وهم بقيادة السيارة ولكن توقف عندما قالت شهد : أنا اللي غلطانة..... وكنت غبية إني مشفتش الحب ده كله اللي في عينيك..... كنت معمية بكلام العيلة كلها وعمري ما فكرت في الموضوع بعقلي وللأسف خسرتك وأنا فعلاً مستهلكش عشان كان لازم أوقفك وأقولك متمشيش لما لمحتلي بحبك ليا بس والله معرفتش أستوعب ولا كنت متأكدة من حبك ده بس لما شفت نظرتك ليا النهاردة وأنا واقفة بفستان الفرح جنب زين إتأكدت إنك بتحبني فعلاً

نظر لها يامن وقال في هدوء : اااه.... يعني إنتي بس بتتكلمي دلوقتي عشان حسيتي بحبي ليكي .... لكن إنتي أصلاً مش شايفة حد غير زين بس للأسف لما ملقيتيش منه النظرة ديه ولقيتيها عندي جاية تكلميني..... طبعاً ما زين خلاص مش هيقدر يتجوز بعد ما عرف الحقيقة وإن وعد بتحبه صح؟

تجمعت الدموع في عين شهد وقالت : معاك حق تفكر فيا كدة..... يمكن وعد متجوزتش زين عشان طمعانة في الفلوس لكن أمي اللي كانت عايزاني أتجوزه عشان فلوسه وورث جدي وأنا غلطت إني وافقتها بس والله مكنش طمع فيه كل الحكاية إن الفكرة كانت مزروعة في دماغي من وأنا صغيرة بس دلوقتي كبرت وعرفت إن مش ده الحب ولما شفته في عينيك حسيت إحساس جوايا أنا مش عارفة هو إيه

يامن : لما تبقي تعرفيه إبقي قوليلي

ثم قاد يامن السيارة في غضب وتصاعد غضبه أكثر عندما رأي الدموع في عينيها ولكن شعوره بالغضب والحزن سيطر عليه فكان على وشك فقدانها والأمل عاد إليه ولكن لا يعلم ما هو شعورها نحوه وبداخله يقين أنها لا تحبه


في مكان مهجور تجلس سمر على كرسي حولها رجال كثيرة قامو بإختطافها من منزلها قبل وصول الشرطة لها بوقت قصير.... بعد وقت دخل منصور الراوي وخلفه الحرس الشخصي له وجلس أمامها بكل شموخ وقال : أهلاَََ يا سمر..... ها قوليلي بقى..... إيه سبب عداوتك لعيلة نصار؟

نظرت له سمر ولا تعرف عن ماذا يتحدث ومن هو من الأساس فقالت : معلش يا باشا.... هو حضرتك شرطة؟

ضحك منصور في ثقة وقال : لا يا ستي..... أنا واحد مبيكرهش في حياته غير عيلة نصار..... بس عايز أعرف إنتي بتكرهيهم ليه؟ وليه أخوكي حاول يقتل زين النهاردة؟

تصنعت سمر الصدمة وقالت : فضل حاول يقتل زين؟

إختفت الإبتسامة من على وجه منصور وقال في غضب : إنتي هتستهبلي..... أنا معنديش وقت ليكي

ثم وقف ونظر للرجال حوله وقال : خلوها مرمية هنا لحد ما تنطق

ثم ذهب من أمامها وغادر المكان.... ظلت سمر تنظر إلى أثره وهي تشعر بالخوف من نظرته ولا تعلم من هو ولما يكره عائلة نصار هكذا ولا تعلم ما حدث اليوم بين فضل وزين وهل قتله حقاً أم لا؟ 

مضى أسبوعين ومازال زين بالمشفى ينتظر عودة وعد له وإستعادت وعيها مرة أخرى..... يظل ينظر إليها عبر زجاج الغرفة ليري جسدها الهزيل ووجهها الشاحب ويدعو الله كل دقيقة بأن تعود له مرة أخرى.... وفي صباح يوم جديد كان زين نائم بغرفة المشفى وأستيقظ في فزع عندما وجد إحدى الممرضات تدخل الغرفة وتصيح به ليستيقظ وقالت : زين باشا..... إلحق مدام وعد فوق السطح بتحاول تنتحر

نهض زين في فزع ونظر لها وشعر بأن الحياة توقفت من حوله

الفصل الثاني من هنا

تعليقات



×