رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثامن عشر بقلم ميمي عوالى
فاطمة بتردد : لانه كان عارف ان ابراهيم هيقف قصاده و هيمنعه انه يتجوز الست دى و انتى على ذمته 😒
بدر : عمرى ما هسامحه ابدا على اللى عمله ده
سوزان : خلاص يا ماما ، اللى فات فات و عمره ما هيرجع تانى ، و بابا دلوقتى بين ايدين ربنا ، و مهما كان اللى عمله ، الا انه اعترف بالحقيقة لعمى الله يرحمه قبل ما يموت
بدر بمرارة : و اعترافه ده مسح اللى عمله يا سوزان ، مسح حرمانى منكم و حرمانكم منى ، مسح ان زهرة اختك اتربت بعيد عن حضن اهلها ، مسح انى اتحرمت من فرحتى بجواز نور و خلفتها ، مسح انى اتوجعت على موتها من تانى بعد ماعشمت روحى انى هشوفها هى كمان و اتملى بيها و بقربها
زكريا : استهدى بالله يا خالتى ، انا عارف انك حزينة و موجوعة من جواكى ، بس زى ما سوزى قالت .. مامنوش فايدة خلاص ، خلينا فى اللى جاى ، انسى كل اللى حصل ده و افتكرى ان احفادك مستنيين يشوفوكى و يتعرفوا عليكى
بدر بتوجس : و لما يسالونى كنتى فين .. هقول لهم ايه يا زكريا
يونس : زى ما قلنا لمريم اختى بالظبط
بدر بانتباه : و قولتوا لها ايه
يونس : اننا عرفنا مكانك بالصدفة من اسم زهرة اللى زى اسم سوزان و نور الله يرحمها ، و مافيش داعى نجيب قدام حد غيرنا موضوع السجن ده
بدر بخجل : هى مريم ممكن تتضايق …
زكريا : مش حكاية تتضايق يا خالتى ، هو بس كده افضل و عشان جوزها كمان غريب عننا .. خلى الحكاية بيننا احنا و بس ، ماحدش غيرنا يفرق معاه الكلام ده
بدر : طب و لو سالونى بعدت ليه من الاساس
يونس : مريم عارفة اللى عمى الله يرحمه عمله زمان ، لكن بالنسبة للولاد …
زكريا : الولاد ممكن يتقال لهم ان خالتى كانت مسافرة و لما رجعت سالت علينا و جتلنا و بس ، و ما اعتقدش ان هيبقى عندهم فضول اكتر من كده عشان لسه صغيرين
زهرة : طب هنقول كانت مسافرة فين ، لازم نبقى متفقين كلنا مع بعض على نفس الكلام
زكريا : لو سالوا .. يبقى راس البر ، و عموما ده جزء من الحقيقة عشان مانكذبش
بدر : طب انا هخرج امتى
سوزان : بكرة الصبح ان شاء الله
زهرة : انا جيبتلك لبسك اللى بتحبيه كله من الشقة
فاطمة : احنا كلنا النهاردة هنبات فى بيتى يا بدر .. بيت ابراهيم الله يرحمه ، و بكرة الصبح ان شاء الله لما الولاد ييجوا ياخدوكى .. هيجيبوكى على هناك على طول ، خلونا نتلم سوا من تانى ، ده انا وحشتنى قعدتك اوى
و بعد مضى بضعة ايام قليلة من خروج بدر من المشفى .. و استقرارهم جميعا بمنزل ابراهيم ، كانت فاطمة ما زالت بغرفتها صباحا ، و لم تكد تتجه الى الباب للخروج من الغرفة الا و سمعت طرقا خفيفا على بابها ، و عندما قتحت الباب وجدت زكريا امامها وهو يقول : صباح الخير يا ماما كويس انى لحقتك قبل ما تخرجي بره
فاطمة : صباح الخير يا حبيبي ايه .. كنت عايزني في حاجه ولا ايه
زكريا و هو يدلف الى الداخل و يغلق الباب من ورائه : كنت عاوز بس اسالك اذا كنت كلمتي مريم و عرفتيها ان خالتي وصلت هنا واللا لا
فاطمة بامتعاض : انا ما قلتلهاش ان احنا جينا هنا من اصله
زكريا : ليه بس
فاطمة : الصراحة يابنى متضايقة من الكلام اللى قالتهولى انا و اخوك اخر مرة جتلنا فيها وقت ماجابتلى مفتاح الشالية
زكريا : طب و هى جديدة يعنى على مريم يا ماما ، مانتى عارفاها و حافظاها اكتر مننا كلنا
فاطمة : مش جديدة يا ابنى .. بس انا تعبت و مابقيتش حمل المناهدة معاها ، هو احنا يا نمشى على مزاجها فى كل حاجة يا تزعل زى العيال الصغيرين ، الحكاية دى مسخت اوى و لازم لها وقفة
زكريا : معلش يا ماما ، انا عارف ان انتى اتحملتيها كتير ، و فعلا الموضوع محتاج وقفة ، بس ماحبكتش الوقفة دى تيجى فى الموقف ده بالذات
فاطمة : و اشمعنى بقى
زكريا : مش هكدب عليكى ، بس خالتى سالتنى عنها كذا مرة ، و لاحظت ان وش زهرة بينكسر كده لما السيرة بتيجى اكنها عارفة او مخمنة ان هى و خالتى السبب فى غيبتها دى
لدرجة ان زهرة فاتحتنى انها عاوزة تدور على شقة تنقل فيها هى و خالتى ، و طبعا لو ده حصل ممكن سوزى كمان تقول لك هروح معاهم
فاطمة بحيرة : يعنى برضة بعد كل ده و كل واحد يروح فى ناحية
زكريا : طب انتى شايفة ايه
فاطمة بقلة حيلة : لو وجود مريم هو اللى هيخليهم يشيلوا الحكاية دى من دماغهم .. هكلمها اصالحها ، بس انت بقى تضمن انها لو جت تسلم علي بدر ماتس/مش بدنها بكلمتين من بتوعها
زكريا بنفى ساخر : لا طبعا ما اضمنهاش
فاطمة : طب و العمل
زكريا بحيرة : مش عارف ، انا بس قلت اقوللك على اللى حسيته و كمان على كلام زهرة
فاطمة : طب انت قلتلها ايه لما قالتلك كده
زكريا : طبعا قلتلها شيلى الكلام ده من دماغك خالص ، بس حاسسها مش مقتنعة
فاطمة : طب هو انت اما بتقابل مريم فى الشركة مابتجيبلكش سيرة حاجة خالص
زكريا : لأ .. و ده لو شفتها من اصله ، مانتى عارفة انها بتتلاشى التعامل معايا
فتطمة : طب و حاتم
زكريا : اهو حاتم ده اللى حكاية لوحده
فاطمة : اشمعنى
زكريا : مش عارف يا ماما ان كان هو اللى سايق مريم و اللا هى اللى سايقاه ، من وقت جوازهم و دخوله فى الشركة بصفته الجديدة و هو بيحاول يحط مناخيره فى حاجات كتير اوى ، ااه مال مراته زى ماهو مالنا و ما اقدرش اتكلم نص كلمة ، بس تحسيه دايما كده و هو بيتكلم ان كلامه له اكتر من معنى ، و يرمى كلام غلس و هو وشه بيضحك عشان لو اعترضتى يبقى بيهرج
فاطمة : و طبعا مراته مقوياه و موافقاه على كل حاجة
زكريا : و عشان كده نفسى يونس يرجع الشركة باسرع وقت
فاطمة : اشمعنى بقى
زكريا : يا ماما فى حاجات كتير اوى مريم و حاتم بيعملوها مش تمام ابدا ، و خايف اتكلم عشان عارف مريم هتاخدها من انهى زاوية ، انما لما يونس يبقى موجود و هو اللى يشوف الكلام ده و يعترض عليه مريم مش هتقدر تعارضه ابدا زى ما بتعمل معايا
فاطمة : يا ابنى انت اخوهم الكبير و احترامك واجب عليهم هم الاتنين
زكريا : حضرتك عارفة ان مريم مش مقتنعة بالكلام ده ، و شايفة انى زكريا ابن سيادة مش زكريا ابن ابراهيم
فاطمة بمراضاة : معلش يا حبيبى .. طول بالك عليها و مسيرها تعقل و تفهم
زكريا بسخرية : طب ما انا مطول بالى اهو يا ماما ، هو انا فى ايدى حاجة تانية اعملها غير كده
فاطمة : ماشى يا حبيبى و انا هكلم مريم عشان خاطرك
ليقبل زكريا راسها قائلا : ربنا مايحرمناش منك ابدا
فاطمة : و لا يحرمنى منكم يا حبيبى
زكريا : طب كنت عايزه اخد رايك في حاجه كده كمان
فاطمة : خير
زكريا : انا عرفت من خالتي ان زهره بتدور على شغل
فاطمة : طب ليه تدور على شغل ، مش تنتبه بقى لرساله الدكتوراة بتاعتها اللي عايزه تخلصها دي
زكريا : ما يتهيأليش يا ماما ان زهره هترضى انها تقعد معانا من غير ماتشوف شغل
فاطمة : طب انت عاوزنى اكلمها
زكريا بتردد : لأ .. مش كده
فاطمة : طب ايه اللى فى دماغك
زكريا : ايه رأيك لو عرضت عليها تنزل معانا الشركة
فاطمة : طب ياريت ، على الاقل تبقى فى حمايتك انت و اخوك
زكريا بامتعاض : ماهو هو ده بقى اللى عاوزك تساعدينى فيه
لتنظر له فاطمة بعدم فهم .. فيكمل قائلا : انا عاوزك تساعديني انك تقنعي معايا يونس انه ينزل الشركه في اسرع وقت حتى لو كان النهارده
فاطمة بدهشة : النهاردة النهاردة
زكريا : ايوة .. من ناحيه عشان موضوع مريم وحاتم اللي قلت لك عليه دلوقتي ده ، ومن الناحيه الثانيه علشان مريم لو شافت زهره في الشركه من غير يونس هتضايقها بالأوي ، لكن لو يونس موجود هتخاف تضايقها او تيجى جنبها حتى
فاطمة ضاحكة : هو انت بتتحامى فى اخوك الصغير من مريم يا زكريا
زكريا بقلة حيلة : طب وايه الجديد يعني .. ما انا طول عمري بتحامى فيه منها يا ماما ، المهم هتساعديني و اللا ايه
فاطمة : اكيد هساعدك يا ابنى .. ان شاء الله هعمل اللى اقدر عليه
و على مائدة الافطار كانت زهرة يبدو على هندامها انها تستعد للخروج .. فقالت لها سوزان : انتى خارجة يا زهرة
زهرة : ايوة .. عندى انترفيو هعمله و ارجع على طول ان شاء الله
ليتبادل زكريا و فاطمة النظرات بينما يقول يونس : ماقلتيش يعنى انك بتدورى على شغل
زهرة و هى تجلى صوتها : ما اعتقدش ان بقى من المناسب دلوقتى انى يعنى افضل اشتغل …
زكريا بمقاطعة : ما حدش طلب منك ده
زهرة : انا طبعا مش هسيب الولاد و برضة هاخد بالى منهم بس باعتبارى عمة و خالة وبس ، لكن انا لازم الاقى شغل
زكريا : و ليه لازم .. هو انتى ناقصك حاجة
زهرة : مش حكاية ناقصنى ، بس ماينفعش
بدر : سيبوها براحتها يا اولاد ، هى ادرى بحالها
زكريا : طب هو فين الانترفيو ده
زهرة بتردد : حضانة فى مول تجارى طالبة مشرفين
سوزان : تانى يا زهرة ، حبيبتى فى وظايف كتير اوى احسن من كده بكتير
زهرة : انا محتاجة اى شغل مؤقتا على ما اكمل الرسالة بتاعتى ، و وقتها هيبقى ليا كاريير خاص بيا
زكريا : طب طالما بقى اى شغل و السلام يبقى خلاص .. اشتغلى معايا
زهرة بذهول : اشتغل معاك ايه
زكريا : فى الشركة
زهرة برفض : انا مش هقبل احط مليم فى جيبى ما اكونش تعبانة فيه
زكريا : و مين قاللك انك مش هتبقى تعبانة فيه
زهرة : اصلي هشتغل معاك ايه فى الشركة
زكريا : يا ستي انا محتاج مديره للمكتب بتاعي
زهرة : سكرتيره يعني
فاطمة : ومالها السكرتيره يابنتى بس .. هو مش شغل
زهرة : مش قصدي طبعا لكن يعنى معقول طول السنين دي و هو ما كانش عنده سكرتيره وجاي النهارده فجاه يحس انه محتاج يبقى عنده سكرتيره
زكريا : ومين بس اللي قال لك ان انا ما كانش عندي سكرتيره ، كان عندي يا ستي سكرتيره بس اخدت اجازه بقالها اسبوع دلوقتى علشان هتتجوز
زهرة : طب اديك بتقول اهو اجازه يعني هترجع تاني شغلها بعد فتره ايه اللي يخليك بقى تحطني مكانها وتقطع عيشها
زكريا بامتعاض : ومين قال لك بس ان انا هقطع عيشها ، كل الحكايه ان هي عايزه مواعيد خاصه بعد الجواز والمواعيد بتاعه الشغل بتاعنا ما تنفعهاش فانا حولتها على اداره ثانيه تناسب مواعيدها اللى هى محتاجاها وبدور حاليا على سكرتيره غيرها
زهرة بترصد : انت بتتكلم جد ولا بس عشان تشوف لي وظيفه والسلام
زكريا : هو انتى لو جيتي اشتغلتى معايا مش هتعرفي ان كنت بتكلم جد ولا اي وظيفه والسلام زي ما بتقولي ، اكيد هتعرفي منك لنفسك ويا ستي لو لقيتي ان الكلام اللي انا بقوله لك ده مش حقيقي ما تبقيش تكملي معايا
لتنظر زهرة الى بدر و كأنها تطلب مشورتها .. فتقول لها بابتسامة : ابن خالتك اكيد عايز مصلحتك يا زهرة واكيد مش هيضرك ، روحي معاه ولو لقيتي ان الدنيا مش عاجباكي ابقي روحي للحضانه اللي انتى بتقولى عليها دي
لتنظر زهرة مرة اخرى الى زكريا و تقول : طب هو انا ممكن ابتدي شغل من امتى
زكريا : من النهارده لو حبيتي ، ممكن تيجي معايا دلوقتي وتبتدي شغل على طول
زهرة بتردد : ايوه بس تفتكر يعني اني هعرف ، اقصد يعنى مش هلخبط لك حاجه
زكريا : هو اكيد طبعا الدنيا مش هتبقى سهله عليكى في الاول لكن شويه بشويه هتتعلمي وهتعرفي كل حاجه منك لنفسك وعموما انا ممكن اخلي حد من السكرتاريه بتاعة يونس يبقى معاكي في البدايه ويفهمك كل حاجه ، وانا كمان مش هسيبك
يونس : طالما زكريا معاكي ما تقلقيش يا زهره زكريا احسن واحد يعلمك ، انا نفسى متعلم منه ، المهم انك تبقي تلميذة نبيهة
همس : يعنى خالتو زهرة مش هتلعب معانا النهاردة
سوزان ضاحكة : هو مافيش غير خالتو زهرة و اللا ايه ، ماينفعش خالتو سوزى هى اللى تلعب معاكم النهاردة
تولين : طب هى هتتاخر و اللا هتيجى على طول
زهرة بابتسامة : انتى عاوزانى اتاخر و اللا ما اتأخرش
تولين بترجى : انا مش عاوزاكى تخرجى اصلا
زهرة : معلش بقى عشان الشغل ، بس ان شاء الله مش هتأخر ، و لما ارجع ان شاء الله نبقى نلعب سوا .. اتفقنا
همس و تولين و اياد : ماشى .. اتفقنا
زكريا : و انت يا يونس ، مش ناوى تيجى معايا بقى
سوزان : هو انت ناوى تاخدهم كلهم معاك و اللا ايه ، مافاضلش غيرى يا زيكو ، سيبلى يونس شوية
زهرة : بس انا رايى ان يونس كمان يبتدى يرجع شغله ، انت ما شاء الله اتحسنت كتير اوى عن وقت ماشفتك اول مرة ، و اكيد الشغل وحشك و اللا ايه
يونس بتردد : ماكنتش عاوز ارجع الشركة بالعكاز
زهرة : و ماله العكاز ، ياما ملوك و وزرا و رؤساء دول اتعرضوا لظروف طارئة خلتهم يمشوا على عكاز لفترة و اول ما خفوا خلاص
يونس : انتى هتقارنى العكاز بتاعى بالعكاز بتاعهم برضة
زهرة : مهما اختلفوا الا انهم فى الاخر مجرد وسيلة مساعدة بتأدى غرضها لفترة و خلاص بتروح لحالها بعد كده
و انت لازم تبص للعكاز على الاساس ده و دايما كل ما تتضايق منه افتكر السرير اللى ماكنتش بتفارقه و كنت بتخاف تتحرك من عليه ، لكن اول ما غلبت خوفك ده شوف وصلت لايه دلوقتى
يونس ضاحكا : حلوة جلسة الدعم النفسى اللى على الصبح دى يا دكتورة
زهرة : دكتورة .. يسمع منك ربنا
سوزان بمرح : مانتى تعملى حسابك انك تكملى رسالتك و تعوضى كل اللى فاتك باسرع وقت و تاخدى اللقب رسمى عشان نبقى احنا الاتنين دكاترة و نغيظ العيال دى .. هم الاتنين متخرجين بمقبول بالعافية
يونس : بس ماتقوليش عيال
سوزان بابتسامة حنين : طول عمرى كنت بسمع عمى الله يرحمه و هو بيقولهالكم ، و لما كان يلاقينى زعلانة كان يقوللى العيال دى زعلتك ليه
قاطمة : ايوة .. كان روحه فيكم الله يرحمه
لينهض زكريا واقفا و يقول : ياللا يا زهرة و اللا تحبى تأجليها ليوم تانى
زهرة : لا مش هاجل .. جاية معاك
زكريا : ياللا انت كمان يا يونس
يونس : خلينى انا بكرة عشان ما اخركش ، هاخد وقت على ما اجهز
زكريا : لا يا سيدى مش هتأخرنى و لا حاجة ، ياللا و انا معاك
فاطمة : و انا كمان هساعدكم عشان تنجزوا
يونس : حتى انتى يا ماما
فاطمة : طول ما انت بتحاول تأجلها يوم ورا التانى يبقى عمرك ما هتاخد خطوة ، و انا من راى زهرة و زكريا بس مارضيتش اتكلم اما لقيت زهرة قامت بالواجب .. ياللا هساعدك و انت بتجهز لو محتاجنى
سوزان بامتعاض : هتخرجوا كلكم و تسيبونى
بدر : مانتى معايا انا و فاطمة اهو و الولاد كمان
سوزان : طب تحب اساعدك فى حاجة يا يونس ، اجهزلك لبسك
يونس : لا يا سوزى ، سيبى زكريا يتصرف هو عشان يحرم
و بعد وقت ليس بالقليل كان زكريا يتجه الى الشركة بصحبة يونس و زهرة
اما بالشركة .. فكانت مريم تجلس صحبة حاتم بمكتبه و تقول : هو زكريا ما اتصلش بيك النهاردة
حاتم : لا .. ليه
مريم : و انا جايالك كان مكتبه مقفول و اما سالت عليه قالوا لى انه لسه ما وصلش
حاتم : عنه ماوصل ، بس انتى بتسالى عنه ليه ، عاوزة منه حاجة
مريم : هعوز منه ايه يعنى ، بس ملاحظة ان بقاله فترة كده مش منتظم فى مواعيده ، و سايبنا احنا كده اكننا بنشتغل عنده ، و يادوب بييجى يبص بصة و يمشى
حاتم : طب ما هو احسن ، على الاقل مايوجعلناش دماغنا
مريم بامتعاض : بس متنساش ان مافيش ورقة بتمشى من غير امضته
حاتم : ياستى ماتشغليش بالك ، خلينا احنا فى شغلنا
مريم : ماجى كلمتنى من شوية
حاتم : خير
مريم : كانت بتسالنى على التلاجات ان كانت جهزت و اللا لسه
حاتم بسخرية : شايفها بقت متحمسة بزيادة و اللا انا متهيالى
مريم : لا مابيتهالكش .. ماهى اصلها عاوزة تبقى بزنس وومن
حاتم ضاحكا : ايه .. ناوية تقعد ابوها فى البيت و تمسك مكانه و اللا ايه
مريم : تؤ .. ماجى طموحها اكتر من كده بكتير ، ماجى عاوزة تدخل عالم رجال الاعمال لغرض تانى خالص
حاتم : غرض تانى زى ايه يعنى
مريم بسخرية : ماجى عاوزة تنخطب لرجل اعمال مايكونش يعرف اصلها و لا فصلها ، عاوزة تنسلخ من قديمها كله
حاتم : طب ما هى تبقى شاطرة لو عملتها
مريم باستنكار : مين دى اللى شاطرة .. كل اللى عاوزة تعمله ده عشان فاكرة ان لو ده حصل تبقى بتغيظ زكريا ، و انه اول ما يشوف حاجة زى دى هيجرى يقوللها ارجعيلى
حاتم : تبقى فعلا غبية ، ده زكريا ما صدق انه خلص منها من غير وجع قلب
مريم : المهم .. الشحنة هتوصل بعد تلت ايام .. لازم التلاجات تبقى جاهزة لاستقبالها
حاتم : ماتقلقيش …
ليستمعان الى بعض الجلبة خارج المكتب و التى تقطع حديثهم ، فتنهض مريم متجهة الى الباب لاستطلاع السبب ، و ما ان فتحت الباب الا و وجدت جمع من العاملين يلتف حول يونس يهنئونه بالعودة ، لتغلق الباب سريعا قبل ان ينتبه اليها احد و هى تلتفت لحاتم قائلة بامتعاض : عملها زكريا و رجع يونس للشركة ، خد بالك لو طلب اى اوراق لازم تراجعها كويس جدا قبل ماتديهاله
حاتم و هو يزفر من تحت انفاسه : طب بس ياللا نخرج نقابله دلوقتى .. ماينفعش نبقى قاعدين هنا و مش سامعين كل الدوشة دى
ليتجهان الى الخارج بينما تقول مريم بصوت مسموع و كأنها لم ترى يونس بعد : ايه الدوشة دى .. فى ايه
ثم تنظر ليونس و هى تتصنع المقاجأة فتقول بدهشة : مش معقول .. يونس .. نورت الشركة
حاتم : اهلا يا يونس ، مش كنت تقول عشان نستعد لاستقبالك
لينظر يونس الى العاملين قائلا بابتسامة امتنان : انا متشكر اوى يا جماعة ، تقدروا تتفضلوا على شغلكم
لتنظر مريم الى زكريا و هى لم تلاحظ بعد وجود زهرة و تقول : مش المفروض كنت تدينا خبر
زكريا و هو يشير تجاه زهرة : طب مش تسلمى على زهرة الاول
لتنظر مريم لزهرة بجمود و تقول : اهلا
حاتم : اتفضل يا يونس فى مكتبى عشان تستريح
زكريا : روح معاهم يا يونس على ما اوصل زهرة و ارجعلك يكونوا جهزولك مكتبك
ليتجه يونس الى مكتب حاتم بصحبة حاتم و مريم ، و ما ان جلس يونس الا وقالت مريم : هم الولاد جايين معاكم و اللا ايه
يونس : و الولاد هييجوا معانا ليه
مريم : يعنى .. اصلى شايفة زهرة جاية معاكم
يونس : زهرة هتشتغل معانا
مريم ببعض الحدة : تشتغل ايه معانا
يونس : هتمسك السكرتارية بتاعة زكريا
مريم : ده على اساس ايه مش فاهمة
يونس : مريم .. متهيالى ماحدش بيتدخل فى اختيارك للناس اللى بتشتغل معاكى
مريم : الناس اللى بتشتغل معايا ناس بروفيشينال و عندهم اكسبرينس عالية ، انما معلش يعنى .. ممكن تقولولى ايه الميزة اللى فى زهرة غير انها بنت خالة زكريا
يونس : و بنت عمنا
مريم : اللى فرضتوها علينا فرض
يونس بحدة : مريم .. و بعدهالك
مريم : انا برضة اللى و بعدهالى ، انتو مش واخدين بالكم انتم بتعملوا ايه
يونس : بنعمل ايه انا مش فاهم انتى عاوزة ايه بالظبط
مريم : عاوزاكم تطلعوا شوية من جو المدينة الفاضلة اللى انتم عايشين فيها دى ، ماشيين توزعوا فى حنية على كل من هب و دب
يونس : دى بنت عمنا يا بنى ادمة
مريم بسخرية : و تضمنها منين بقى ان شاء الله .. عملتلها دى ان ايه عشان تتاكد انها مش نصابة
يونس بعدم رضا : ماتقول لمراتك تعقل شوية يا حاتم
حاتم بسماجة : مانت عارف يا يونس انى ما بحبش أتدخل بينكم
يونس باستنكار : لا بجد .. طب ياريتك تفضل على مبدأك ده للاخر
ثم نظر لمريم و قال : اسمعى يا مريم .. انا مش عاوز مشاكل نهائى تيجى من ناحيتك ، و حذاري يوصلنى انك بس حاولتى تضايقى زهرة .. صدقينى مش هعديهالك
مريم : ايه يا يونس ، انت ناوى تطردنى من الشركة كمان زى ما طردتني من بيتك و اللا ايه
يونس و هو يستند على عكازه استعدادا للمغادرة : انتى عارفة كويس اوى ان نظام قلب الحقايق ده ما بيجيش معايا .. انا مش زكريا عشان اكش من كلمتين و اريح دماغى و اسكت ، و اللا نسيتى
مريم : لا مانسيتش يا يونس ، مانسيتش انك طول عمرك بتنسى ان انا اللى اختك شقيقتك مش زكريا
يونس بغضب : زكريا ده يبقى اخونا الكبير يا متخلفة
مريم: هيفضل ابن سيادة و احنا ولاد فاطمة
يونس : انتى مريضة نفسيا و محتاجة نتعالجى ، انا قلتلك اللى عندى ، و يارب تسمعى الكلام و ماتعمليش مشاكل
ليتجه يونس الى الخارج تاركا مريم يعتليها الغضب ، ليغلق حاتم الباب وراء يونس و يقول بخبث : انا لو منك ما اتضايقش خالص ، بالعكس ، ده انتى لازم تنبسطى
مريم باستنكار : انت بتخرف بتقول ايه انت كمان
حاتم : بقول ان زهره بما انها لسه هتبتدي انها تتعلم تشتغل معانا وهيبقى ليها غلطات قد دماغها فاحنا لازم نستغل غلطاتها دي لمصلحتنا
مريم بانتباه : ازاي بقى مش فاهمه تقصد ايه
حاتم : اقصد ان كل الحاجات اللي احنا عايزين نخلص امضاءاتها من زكريا زهره تخلصهالنا
مريم : ايه الغباء ده ، لا طبعا بالعكس .. ده هي علشان جديده و غلطاتها هتبقى كثيره .. زكريا هيركز معاها بزيادة ، ده ان ماكانش يونس كمان يراجع وراها كل حرف 😒