امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثامن عشر 18 بقلم نداء علي

 


 امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثامن عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب اليك



💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

غيمات السماء ليست جميعها بذات الجود فبعضها يضن على راغبيه بالغيث ويتلذذ برؤيتهم يموتون عطشاً فلا يغرنك ما تراه فما العبرة إلا بالنهايات.

تحدثت إليها رباب بصوت هامس قائلة

هجولك اطمني يا أم رائد، الأمن مستتب وكله تحت السيطرة

قهقهت ميادة بقوة قائلة

انتِ بتتكلمي بصوت واطي كده ليه يا رباب، هو جاد عندك

همست رباب من جديد بدلال

وااه، أومال ايه، انا نفذت كلامك بالحرف الواحد والنتيجة زين جوي

ميادة بود : تمام يا رباب، ربنا يهدي سركم

رباب بتمني : يارب، ربنا يكفينا شر الناس، اجولك ايه هروح اني اچهزله فطور ملوكي اكده ونشوف هيوافج نسافر كام يوم كيه ما جولتيلي ولا لاه

ميادة مبتسمة : ان شاء الله هيوافق يا رباب، جاد بيحبك ومحتاجلك بس انتِ طولي بالك وكل حاجة هتبقى كويسة

انتهى حديثهما وتوجهت ميادة إلى غرفتها، جلست بهدوء وتذكرت ما دار منذ أشهر عدة عندما هاتفتها احداهن

................................

فلاش باك

استمعت الي مديرة مكتبه بهدوء مستعر، كيف له أن يفعل شيئآ كهذا، سرعان ما نفضت عن رأسها تلك الهواجس وصاحت بحدة

متأكدة يا رولا ، يعني الست دي شفتيها بنفسك؟!

دفعت رولا عن نفسها ما استشعرته من اتهام بصوت ميادة وأكدت قولها :

على فكرة يا ميادة هانم، أنا شغالة معاكم من اكتر من عشر سنين وعمري ما نقلت كلمة بتحصل جوة الشركة لأي حد وحضرتك أكيد عارفه

تنهدت ميادة بضيق وجاهدت نفسها في التريث

عارفه وواثقة فيكِ ، بس يمكن انتِ فاهمه غلط.

رولا : لأ طبعا، دي ست شكلها لوحده مشكلة، لبسها واسلوبها ونظراتها لجاد بيه كلها بتأكد ظنوني

ميادة : خلاص يا رولا، عاوزاكِ تتابعي كل حاجة وتبلغيني أول بأول.

رولا بطاعة : حاضر، ان شاء الله

لم تنتظر كثيرآ بل اتخذت قرارها وهاتفت شقيقها على الفور طالبة منه الحضور لمناقشته في بعض الأمور الهامة، لم يمر ما يزيد عن الساعة وأتى إليها جاد راغباً في لقياها.

استقبلته بترحاب كعادتها وتحدثا سويا في أمور شتى وأخذت تمازحه إلى أن تأكدت من خلو المكان من

الجميع.

تبدلت وكأنها لم تكن تمازحه منذ قليل وتحدثت بلهجة محذرة :

ايه أخبار الشغل يا جاد؟

جاد بهدوء : زين جوي الحمد لله، ان شاء الله هنمضوا صفقة مهمة وكَبيرة

ميادة بترقب : مع مين؟

جاد بتوتر : مع شركة استيراد وتصدير

ميادة : أيوة يعني مين صاحب الشركة دي؟

جاد بحدة طفيفة

خبر إيه يا ميادة، وانتِ شاغلك بالك ليه؟!

تنهدت بضيق وقد ايقنت أنه بالفعل في سبيله نحو الغرق وأن ما وصل إليها حقيقة

ميادة بخيبة أمل

هسألك سؤال يا چاد، انت بتحب رباب؟

ابتلع ريقه بتوتر واغمض عيناه قليلاً لتأخذه أمواج التيه التي لم يصادفها من قبل وهمس دون تردد

هحبها؟ هتسأليني عن حبي لرباب بعد السنين دي كلياتها؟

قطعت ميادة المسافة الفاصلة بينهما وكأنها تعبر حواجز السنوات وهمست بصدق

اللي بيحب ممكن يأذي ويتعب حبيبه، بس مستحيل يخونه.

هب واقفاً وغضبه يتراقص في نظراته ولوح بيده يحذرها لكنها ابتسمت بانتصار قائلة:

النهاردة أنا بتكلم معاك باعتبارك أخويا واقرب حد ليا، صدقني يا جاد لو عرفت إنك لسه بتقابل الست دي أو في بينك وبينها حاجة هتكلم مع رباب، للأسف مش هعمل حساب لأي حاجة لأني مبكرهش في حياتي أد الخيانة والغدر.

ابتعد قليلاً، أولاها ظهره هارباً من حديثه لكنه لم يبق على حاله كثيراً، استدار بكامل جسده ونظر إليه بترقب وحيرة جلية

احلفلك بأيه إني لا فكرت ولا حتى جلبي مال لواحدة غير رباب، بس أنا رايد...

اقتربت هي وربطت على كتفه بحنو قائلة

رايد ايه يا ابن نوارة، رايد تحس انك مرغوب والستات هتچري وراك

لم يعقب فابتسمت هي بخفوت

الجواز مهواش لعبة ولا تچربة ولو اللي بينك انت ورباب انهد مستحيل يتبنى من تاني يا حبيب أختك، كلنا بنضعف يا چاد بس الراچل واد الأصول هو اللي يبعد في اللحظة المناسبة، فاهمني يا أبو چواد

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

تحدثت احداهن بجرأة تتشح بالوقاحة قائلة

هتحولنا للتحقيق ليه يا دكتور سلمان، احنا كنا بنتكلم عادي هو الكلام عليه جمرك؟

تحدث سلمان بلهجة آمرة قائلاً :

مسمعش صوت، المستشفى ديه ملكي، يمكن أنا من اول يوم هتعامل مع الكل بحسن نية وعمري ما اتكلمت مع ست ولا راچل بأسلوب غلط، لكن لما يكون المجابل عدم احترام وتطاول عليا وعلى شرفي يبجى لاه، كل واحد يعرف حدوده، التحجيج ده ياست يا محترمة أولا لأنكم مهملين شغلكم احنا مكناش وجت راحة ديه مواعيد العمل الرسمية للمستشفى، ثانياً كلامكم كان عني أنا وخطيبتي.

شهقت هي قائلة

خطيبتك مين دي، وامتى؟

سلمان بحدة : خطيبتي تبجى سما، وميته فده ميخصش حد فيكم ولا أنا مفروض اخد منك الأذن الاول جبل ما اروح واطلب يدها؟!

اقترب أحد الأطباء قائلاً

يا دكتور سلمان حجك عليا، احنا مكناش نعرفوا والبنات كانوا بيجولوا الكلام الموچود أصلا على الفيس يعني الدنيا كلها شافته .

سلمان بتوبيخ هاديء

عمرك سمعت عن حادثة الإفك يا دكتور ياسر، بما ان حضرتك مسلم اكيد تعرفها ولا إيه؟

ابتعد عنه قليلاً ووجه حديثه لهم جميعاً :

حتى لو مسمعتش ولو مكنتش مسلم يا أخي في حاچة إسمها أصول وتربية وربنا سبحانه وتعالى أمرنا منرميش غيرنا بالباطل، أنا جدام الكل عمري رفعت عيني على واحدة ست، كبيرة كانت ولا صغيرة؟!

أصابهم خجل وخزي فنكسوا رؤوسهم جميعاً فاستكمل هو قائلاً :

ربنا سبحانه وتعالى خابر زين ان النفوس المريضة كتير وعشان كده ذكر في كتابه

بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ)

يا أخي ده أنا حتى لو عفش جوي ووصلكم عني كلام يسيئ ليا العشرة اللي بينا تستدعي إنكم تحامولي وتجفوا في ضهري مش تنهشوا فيا وفي بنت حالها من حالكم يا محترمات.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

قرأ رحيم الرساله من جديد ولم يدرك ما يريده آثر، لما يطلب إليه مهاتفته دون أن يعلم أحد وما الذي أصابه، تحين رحيم الفرصة وأسرع إلى غرفته واتصل على الفور بالرقم المرفق برسالة صديقه الوحيد

اجابه آثر بلهفة وقد كان بانتظار مكالمته

رحيم، أخبارك ايه، اوعاك تجول لحد إني هكلمك دلوك

رحيم بفضول وترقب

خبر إيه يا آثر، انت فين؟

اثر بخوف

بعدين هجولك اني فين، أنا هربت وخدت اختي شام معايا

جحظت عينا رحيم ولم يجد ما يقول إلى أن اخبره آثر بكذبة تجمل السبب الحقيقي لهروبه قائلاً

أبوي رفض اني ادخل الچامعة وكان رايد يچوز شام لراچل أكبر منيه، حاولت معاه مرة وتنين وعشرة ومفيش فايدة واصل مكنش جدامي حل غير الهرب

رحيم بتردد

بس هروبكم مهيحلش المشكلة

آثر بصدق : مشكلتنا ملهاش حل ياواد عمتي، أنا بس كلمتك لأني خابر ان أبويا هيچيلك ولو مچاش هيشيع وراك حد يمشي وراك زي ضلك لاچل ما يوصلنا، ولو وصلنا هيخلص علينا كيه الفروچ

قاطعه رحيم برفض وإصرار

كلام إيه ده يا آثر، ابوك مهما عمل بيحبك ومستحيل يأذيكم

ادمعت عينا آثر وكم تمنى أن يصبح ما يقوله رحيم حقيقة لكنه أدري الناس بوالده لذا استحلفه اخذا منه وعدا وميثاقاً

هحلفك على كتاب ربنا انك متجولش لحد مهما كان إني كلمتك

رحيم برجولة ودون تردد

على رجبتي يا آثر، اطلب مني اللي انت رايده وأنا هنفذ.

ابتلع ريقه بحرج وتردد قليلاً لكنه ما من سبيل أمامه سوى رحيم لذا طلب إليه بصوت خافت

رايدك تسلفني مبلغ، أي فلوس معاك ولو رايدني اكتبلك وصل هكتبلك والله.

رحيم بحدة وقد ارتفعت طبقة صوته من فرط غضبه :

خبر ايه يا آثر، انت واد خالي جبل ما تكون صاحبي وان شاء الله بعد ساعة واحدة هحولك مبلغ تمشي بيه حالك وأول ما تحتاچ تاني تبعتلي رسالة بس وأنا هتصرف.

ادمعت عيناه من فرط احساسه بالدونية والضعف واستشعر رحيم ذلك فتحدث إليه بود وصدق

هتعمل ما بينا فرج ليه يا آثر، يعني لو أنا في ورطة ومحتاچلك هتهملني؟!

اجابه بانكسار

برجبتي والله يا رحيم، رغم اني مملكش حاچة اساعدك بيها.

رحيم : يبجي خلاص، تطلب اللي محتاچة ومتشيلش هم.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

تسللت بخفة إلى غرفته، استنشقت رائحة عطره بقوة واقتربت تطلع إلى صوره المعلقة فوق جدران الغرفة، اقتربت إلى وصلت إلى مكتبه فجلست فوق مقعده بسعادة غامرة، تحدثت بخفوت قائلة :

امتى هتحس بيا يا جواد، يا ترى احطله الچواب فين، اهنه في الدرچ كيه ما جالتلي حبيبة ولا تحت المخدة، يوووه طب لو شافوش ولا حد غيره قرأه

ارتعدت بخوف وصوت هامس يحذرها مما هي مقبلة عليه لكنها استطاعت بث الثبات بداخلها بعدما تذكرت كلمات صديقتها المراهقة

كل شيء مباح في الحب والحرب كيه ما بيجولوا وبعدين متخافيش جواد ميجدرش يجول لحد انت في الاول والآخر بت خاله ومن لحمه.

وضعت سهيلة خطابها المحمل بمشاعرها وأسرعت خارجاً قبل أن تنتبه رباب لغيابها فقد تركتها وذهبت لإعداد بعض الحلوى من أجلها.

اصطدمت سهيلة بجواد الذي نهرها بحدة قائلة

بتعملي ايه يابت انتِ في أوضتي

ادعت هي الصلابة ودفعته بغيظ قائلة

هعمل ايه يعني، أنا كنت بدور على عمتي

اقترب من اذنها هامساً

بصي بجى، أنا لا صغير ولا تايه عن حركاتك ديه، انا يابت الناس هعيش حياتي بالطول والعرض ويوم ما افكر اتچوز هدور على واحدة برة العيلة كلياتها، سيبك انتِ من أيام زمان والبت لابن خالها والهيصة ديه، ولو أمي معشماكي بحاچة هجولك أها انا مستحيل ابصلك يا سهيلة أنا بعتبرك اختي الصغيرة وبس، فهمتي؟!

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

عاد إلى بيته وقلبه يصيح رافضاً لما يحدث، لقد اختلفت نظرته للأمور، سماء ليست كأي سماء بل هل ظل خُلق له ليحيا معه وبه، لقد أكد له اسماعيل دون أن يدري مشاعر كان يحسبها هينة وضعيفة لكنه بات على يقين بأن القوة تأتي من رحم الضعف وان الحياة لن تمنحه ما يرغب بصدر رحب بل عليه انتزاع ما كُتب له. 

توقف عن السير والتفت بدهشة لكن دهشته وفضوله لم يدم طويلاً بعدما ناداه فهد قائلاً 

تعالى يا سلمان، اجعد يا ولدي رايدين نحكوا معاك كلمتين. 

تطلع إلى الجميع فوجد شقيقه ووالدته وكل منهم ينظر إليه نظرة مختلفة، فقلب نوارة يحنو عليه ويشفق على حاله فانطلقت من عينيها نظرة تحتضنه وكأنها تخبره ألا ييأس، بينما جاد وكعادته يرى أن سلمان يستحق أفضل مافي الحياة حتى وان لم يفلح في شرح مشاعره تجاهه إلا انه يعلم يقيناً محبته الصادقة له. 

استمع سلمان إلى صوت نوح قائلاً 

السلام عليكم، معلهش اتأخرت عليكم بس كنت في الشركة وأول ما چيت ميادة جالتلي إنكم عاوزني. 

أشار فهد إليه قائلاً 

تعالى يا نوح، اجعد ياواد انت خلونا نشوف حل، تبادل الجميع أطراف الحديث يسعون إلى الخروج من تلك المعضلة بينما هو يستمع إلى أصواتهم المتداخلة وآراءهم المتباينة وكل يحمل بداخله تردد من الاستمرار في تلك الزيجة بينما هو تتعالى بداخله نيران الغيرة والرغبة في الثأر لسماء 

تحدث فهد بشيء من الحيرة قائلاً بتردد

انت ناوي تكمل الچوازة ديه يا سلمان ولا نفضها سيرة يابني وبلاها وچع راس. 

احتدت نظراته واعتدل واقفاً يتطلع إليهم بثقة لم تتزحزح يخبرهم بقراره الذي لا رجعة فيه قائلاً 

حضرتك رايدني اتخلى عن سما، اهملها اكده وكأني بأكد الكلام اللي الناس هتجوله. 

لم يعجبه الصمت المحيط به فنظراتهم توحي برغبتهم في التراجع لكنه لن ييأس، وجه حديثه إلى نوح قائلاً 

وانت رأيك ايه يا باشمهندس، أبعد عن وچع الدماغ واشتري راحتي؟ 

ابتسم نوح برزانة قائلاً 

شيلتك لوحدك يا سلمان لو كدها كمل ومتخافش ولو هتنخ وتتعب في نص المشوار يبجى تبعد من دلوك وتهملها لصاحب نصيبها 

احتقن وجهه وكور قبضته بغيظ قائلاً 

كلامك صوح ياواد عمي، وان شاء الله مكمل ومهختلاش عنها مهما حوصل

اعترض جاد بشيء من الحدة قائلاً 

هو عند وخلاص، ما بلاها الچوازة الشوم ديه من أولها، انت ناسي اننا في الصَعيد ولا إيه، الناس هتتكلم وتجول راح ولف على واحدة مخطوبة وخطفها من عريسها ولا احنا هنمشوا في البلد ننادي ونجول إنك بريء وان كل الكلام ده إشاعات 

أشار إليه بتحذير وقد بدا متحفزاً للشجار فاقترب فهد يحول بينهما وأسرع نوح يجذب سلمان بعيداً عن جاد الذي تحدث بدهشة

خبر ايه ياواد أبوي، رايد تضربني إياك، انت خابر إني هتكلم لاچل مصلحتك 

صاح سلمان بصوت متألم قائلاً

مصلحتي! فين المصلحة ديه لما اسمح لكلب زي اسماعيل يبعدني عنها بكلمتين ماسخين جالهم لناس وعدومة الضمير دايرين يلسنوا بيهم بين الخلج، أنا السبب في المشكلة من أولها يا چاد، اسماعيل كارهني أني وجاصد يأذيني بسما بس ورب الكعبة مراح ينول مراده ولو على رجبتي. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

لم يمنحها والدها مجالاً للحديث بل كان قراره حاسماً، لم يلتفت إلى أنينها الصامت ولم تفلح محاولاتها البائسة أن يقرأ بعينيها ما تعجز عن قوله علانية

تحدث بجدية قائلاً

أنا يابنتي مقدرش ارميكي في النار واسيبك، الناس دول عالم غير عالمنا وواضح انهم مشاكلهم كتير، اسماعيل ده ومن كلامك قاصد يشوه سمعتك علشان موقفك قبل كده معاه واللي كان بسبب الدكتور سلمان ومعنى كلامك برده انه مش هيسكت ولا يسيبك في حالك واحنا غلابة مفيش حيلتنا غير سمعتنا واسمنا اللي محافظ عليه من سنين

سماء بقهر

يعني حضرتك مصدق كلامه، أنا مستحيل يا بابا أعمل كده

هاشم بثقة وتأكيد : لو ثقتي اتهزت في نفسي متتهزش فيكِ يا سما، بس الناس بتاخد بالظاهر والدنيا بقت صعبة يا بنتي، سلمان أهله ناس صعايدة وايديهم طايلة يقدروا يجيبوا حقه من عين الشمس، لكن انتِ مين يجيبلك حقك، لو وافقنا على خطوبتك منه هنأكد كلام اسماعيل وغيره يبقى بلاها الجوازة دي، وانتِ لسه صغيرة وبكرة يجيلك نصيبك. 

ابتلعت ريقها بصعوبة وكأنها على وشك الموت واغمضت عيناها مرارا علها ترجع إلى واقعها، مسد فوق رأسها قائلاً 

لو عاوزة تاخدي اجازة وتروحي اسكندرية معنديش مانع سافري لحد ما تهدي والحكاية دي تتنسي وياريت تسيبي المستشفى دي خالص يابنتي، المثل بيقول ابعد عن الشر وغنيله
تعليقات



×