![]() |
رواية انتقام الفصل السادس عشر بقلم رباب حسين
لم أكن لأتخيل أني سوف أقع بعميلة الأختيار بين أكثر شخصين معزةً على قلبي..... فعليّ أن أفقد أحدهما لأجل الأخر ولكن قد إتخذت قراري المؤلم ولا بديل له
ظلت وعد بالغرفة بعد ما فعله جاسر معها وكأنها صفعةََ قوية جعلتها تدرك ما حولها وعاد إدراكها لما يحدث فالغضب الذي شعرت به عندما اقترب منها مستغلاََ وضعها الحالي جعلها تستوعب ما مرت به أمس وفوراََ تذكرت ما سيحدث لزين وأخذت تتحرك في الغرفة ذهاباََ وإياباََ تفكر في توتر كيف ستنقذ زين من هذه المكيدة...... بعد قليل دخل نصار الغرفة وجد وعد تقف أمامه وما أن رأته حتى هرعت إليه وقالت في فزع : جدي.... لازم تلحق زين يا جدي.... زين في خطر
نظر لها نصار وهو لا يعرف عن ماذا تتحدث ونظر لها في صدمة فقد تحدثت أخيراََ ثم قال : الحمد لله يا بنتي إنك إتكلمتي..... بس إيه اللي إنتي بتقوليه ده؟
وعد : صدقني يا جدي زين في خطر.... سمر عايزة تقتله لازم تحميه
نصار : وسمر عايزة تقتله ليه؟.... يا بنتي أنا مش فاهم حاجة
وعد : هفهمك يا جدي
أخذت وعد تقص له ما استمعت له بالأمس ونصار تزداد علامات الدهشة على وجهه والصدمة تحتل قسمات وجهه فقال : مش ممكن..... أنا مش مصدق.... إنتي نور بنت بدر ومنار..... مستحيل..... ليه سمر عملت كدة؟ ..... معقولة فيه غل يوصل للدرجة ديه.... فيه طمع كدة؟
وعد في بكاء : أنا مش هسمحلهم يقتلو زين يا جدي..... كفاية خدو مني بابا وماما حرموني منكم وكرهوني فيكو لحد ما كرهتوني وزين خلاص مبقاش مصدق أي حاجة أقولها.... لو رحت قولتله مش هيصدقني وهيفتكر إني بعمل ده كله عشان الجوازة تتلغي...... بس أنا هتصرف..... أنا هروح أنزل الولد وأتصل بيها تيجي عشان تبقى معايا في المستشفي
نصار في غضب : إنتي بتقولي إيه..... ولد مين اللي إنتي عايزة تنزليه
وعد : صدقني مفيش حل تاني..... هي عايزة تقتله عشان الولد هيورث كل حاجة ومش بعيد تدور على طريقة تخلص مني بيها وتبقي هي الوصي على إبني وساعتها ترميه وتاخد كل حاجة منه وتبقى هي صاحبة الثروة ديه..... صدقني يا جدي الولد ده لو جيه شهادة ميلاده هتبقي شهادة وفاة زين
نصار : إسمعي الولد ده هيجي يعني هيجي..... وبعدين حتى لو عملتي كدة مش بعيد تدور على أي طريقة تانية عشان بردة توصل للفلوس والله أعلم هتفكر في إيه..... أنا هأمن زين وهاخدك نروح للظابط تحكيله كل اللي سمعتيه إمبارح وتقوليله إن الحيوان اللي إسمه فضل ده هو اللي قتل بدر ومنار
وعد : واضمن منين إن زين مش هيجراله حاجة؟
نصار : إن شاء الله مش هيحصل حاجة.... خليني بس أروح أكلمه عشان ياخد معاه حرس وراه
وعد : طيب كلمه هنا يا جدي وأفتح السبيكير عايزة أطمن إنه كويس
قام نصار بالإتصال به واستقبل زين المكالمة وما أن سمعت وعد صوته حتى إنسابت دموعها فهي قلقة عليه للغاية وأخبره نصار بأن يصطحب معه الحرس بكل مكان خوفاََ من سمر إنها قد خرجت من السجن ومن الممكن أن تحاول الإنتقام منه لأنها مازالت مقتنعة أن عامر من قتل بدر.... وافق زين على طلب جده وأنهى المكالمة ونظرت وعد إليه وقالت : ليه مقولتلوش على الحقيقة يا جدي؟
نصار : عشان مش هيصدق.... وكمان مش عايزه يتوتر وفرحه بكرة.... أنا عارف يا بنتي إن الموضوع مزعلك بس زين لو ضغط عليه هيتمسك بالجواز أكتر وأنا عندي أمل إنه يرجع عن القرار بنفسه
بكت وعد وقالت : الفرح بكرة يا جدي
نصار : أنا عند وعدي وهاخدك ونمشي من هنا
قاطعته وعد وقالت : لا مش هقدر..... بقولك عايزين يقتلوه قبل الفرح..... أنا مش هطمن غير لما الفرح يعدي على خير..... خلينا نروح للظابط
وافق نصار وذهب معاََ إلى قسم الشرطة وقصت وعد كل شئ للضابط المسئول وأخبر الضابط نصار بأنه سوف يضع حراسة عليه وأيضاََ سيضع حراس داخل القصر يوم الزفاف دون أن يلاحظهم أحد وبعد أن أطمئن نصار عاد مع وعد إلى القصر وظلت وعد تنتظر عودة زين في قلق حتى تأخر الوقت كثيراََ مما جعل الخوف يدب بقلبها وأخبرت جدها بأنها ستنتظر عودته بالأسفل وعاد زين بعد منتصف الليل ووجد وعد تجلس على درج القصر وما أن رأته نظرت إليه وابتسمت في سعادة لأنه عاد سالماََ.... نظر لها زين وعقد حاجبيه ثم وقف أمامها في هدوء وقال : بتعملي إيه هنا في نص الليل
وعد : كنت فين كل ده؟
زين : وإنتي مالك..... إنتي مصدقة إنك مراتي ولا إيه؟..... وبعدين طلع معايا حق أهوه في إنك بتمثلي...... خفيتي كدة على طول وصوتك طلع في يوم واحد..... عشان بس جدي يبقي يصدقني
نظرت له وعد وعلمت أنه يتحدث هكذا حتى يؤلمها كالعادة ولكن لم تبالي فكل ما يهمها الآن سلامته وهذا ما حرصت عليه فقالت : الحرس كانو معاك؟
تعجب زين من حديثها فأراد أن يستفذها ولكن لم تبالي بهذا الحديث فقال : ليه؟ عشان تبلغي سمر وتقتلني..... اااااه نسيت...... الولد اللي في بطنك مجمد قلبك.... خلاص بقى مبقاش ليا لازمة......نظر لها في سخرية وقال : إيه فاهمك أنا صح؟
نظرت له وعد في حزن وقالت : ياريت تفهمني...... ياريت تصدقني يا زين
زين : أهبل أنا بقى..... أكيد مش هقع في المقلب مرتين..... إوعي أنا عايز أنام بكرة فرحي ولازم أبقى فايق
دفعها زين بيده بعيداََ عن طريقه فنظرت له وعد وقالت : زين
توقف زين ونظر لها وجدها تنظر إليه في عشق وحزن والدموع تنساب على وجهها وقالت : أنا عارفة إني غلطت في حقك كتير..... وعارفة إني خدعتك وإنك لا يمكن تصدقني ولا تثق فيا أبداََ..... بس في يوم من الأيام ممكن تعذرني..... مع إني مش مسامحة نفسي أصلاََ على اللي عملته معاك بس نفسي تسامحني..... أنا مش طالبة منك أي حاجة ولا عايزة حاجة غير إني أشوفك مبسوط..... شهد حلوة وبتحبك وهتحافظ عليك ويمكن تبقى الزوجة اللي إنت بتتمناها وصدقني أنا مش زعلانة إنك هتتجوزها بالعكس ده العقاب اللي أستحقه على اللي عملته وبجد بتمنالكم السعادة من كل قلبي.... بس عايزاك تصدق حاجة واحدة بس وياريت تفضل فاكر الكلام ده..... عايزاك تعرف إني بجد حبيتك فعلاََ المرة ديه مش بكدب عليك..... ألف مبروك يا عريس
تركته وعد وعادت إلى غرفتها وجلست بالفراش قلبها يتمزق ألماََ فعليها أن تحضر الزفاف بالغد وتشاهده وهو يتزوج بغيرها فهي تشعر بالقلق كثيراََ عليه ولا تستطيع تركه والذهاب من القصر أما زين فظل محله بالأسفل ولا يعلم لما شعر بصدق حديثها حقاََ مما جعل عقله مشوش..... هل حقاََ تحبه..... ولكن كيف فهي قالت أمام الجميع أنها تكرهه..... هل حقاََ تشعر بالغيرة من وجود شهد معه؟.... تذكر نظراتها له بالحديقة عندما عانقته شهد أمامها..... حاول زين السيطرة على تفكيره ومشاعره المتخبطة فالزفاف غداََ ولا مجال للتراجع حتى وإن كانت هذه رغبة قلبه الذي ينبض لها فقط وصعد إلى غرفته وظل يفكر طوال الليل حتى طلوع الفجر ويشعر برغبة شديدة بأن يذهب إلى غرفتها ويأخذها بين أحضانه فهو يشتاق إليها حد الجنون ولا يعلم كيف سيستبدلها بواحدة أخرى..... تذكر ما قاله نصار له وأيضاََ يامن الذي حذره من هذه الزيجة وأيضاََ تأكيده له بأنه مازال يعشق وعد ولم يتخطاها بعد..... أما وعد فكان البكاء هو حليفها..... فأصبحت دموعها هي من يأنس وحدتها دائماََ..... تذكرت كل شئ مرت به مع زين وكيف كان يدللها ويفعل كل ما بوسعه لتبقى سعيدة والآن هي من أكثر الأشخاص اللذين يكرههم في حياته..... فقد تحول العشق المجنون إلى كراهية راسخة في عقله وقلبه فهو لا يدع فرصة تمر دون أن يوبخها أو ينظر إليها بنظرات مبغضة..... أما شهد فكانت تجلس بغرفتها تنظر إلى ثوب الزفاف المعلق أمامها وشعور الرفض يزداد داخلها حقاََ ولا تعلم كيف تنهي هذا الأمر وظلت تدعي الله طوال الليل بأن يرشدها إلى الطريق الصحيح ولا يتمم هذا الزواج إذا كان حقاََ شراََ لها ولا تعلم لما تتذكر نظرات يامن لها وحديثه الأخير مازال صداه داخل أذنيها..... أما جاسر فعاد متأخراََ وكادت الشمس أن تسطع بالسماء وكأنه يهرب من مواجهة وعد بعد ما فعله معاها صباحاََ ولكن قد أخذ قراره بأنه يجعلها ملكه فكلما تذكر اقترابه منها وكيف شعر بنبض قلبه لها زادت رغبته في جعلها ملكاََ له..... أما العاشق الوحيد الباكي في ألم يجلس في شرفة غرفته وينظر إلى الفراغ.... هل حقاََ سأذهب غداََ إلى حفل زفافها؟....ليت يتغير كل شئ..... كيف لا أعلم ولكن أثق بأن الله سيختار لي الأفضل..... إستيقظ علي ووجد يامن مازال يجلس بالشرفة فخرج له وقال : مالك يا يامن؟..... إيه اللي مصحيك لحد دلوقتي؟
نظر له يامن ولم يجيب ثم نظر إلى الفراغ مرة أخرى
علي : برده يا يامن..... مش قولنا هننساها بقى
يامن : مش عارف..... ولا قادر...... أنا كان رجعلي الأمل تاني بجواز زين مع إني مكنتش موافق عليها بس في نفس الوقت كنت فرحان إن زين فعلاََ مش عايز شهد.... وفجأة كل حاجة إتبدلت
علي : وأنا قولتلك من زمان مينفعش.... أصلاََ أنا مش عارف إنت قولتلها كدة ازاي
يامن : كان نفسي تحس بيا..... خلاص أنا بخسرها رسمي.... مقدرتش حتى ملمحش على اللي حاسس بيه..... أنا جوايا نار ومحدش حاسس بيا
علي : أنا حاسس بيك..... بس عايزك تنسى وتعيش حياتك يا يامن..... بكرة تلاقي اللي تحبك وتحبها بجد مش الحب اللي من طرف واحد ده
يامن : اللي ربنا عايزه هيكون..... قوم نام عشان جامعتك
علي : لا.... أصلاََ النهار قرب يطلع..... هقعد معاك مش هعرف أسيبك لوحدك..... بقولك إيه تيجي نفطر سوا.... أنا هقوم اعمل فطار لينا وأمك تصحي تبهدلني كالعادة
إبتسم يامن فقال له علي : إيوة كدة أضحك..... ربنا يريحك قلبك الطيب ده
ذهب علي وترك يامن يتنهد في صمت ويدعو من كل قلبه أن تحدث معجزة اليوم
حل الصباح وجاء موعد الزفاف وبدأ المدعوين المقريبين جداََ من العائلة بالحضور فحفل الزفاف صغير للغاية بسبب الحداد..... وكل أفراد العائلة يستعدون
غادة تجلس بغرفتها تنظر إلى صورة عامر وتتمنى أن يكون معاها فهي تشعر بأن شهد هي الزوجة التي تستحق زين وأن الزواج الأول له كان مجرد خطأ وتم إصلاحه وتمنت أن يكون عامر موجود ويشاركها هذه اللحظة
أما سناء فكانت في قمة سعادتها فهي فعلت ما تمنته منذ زمن بعيد بأن تجعل شهد زوجة زين وأم أحفاد عائلة نصار
وجاسر يستعد بغرفته ويشعر بالسعادة بأنه سوف يرى وعد اليوم وسوف يحاول أن يتحدث معاها بأمر زواجهما مرة أخرى
بغرفة العروس أصدقاء شهد يجلسون معاها بالغرفة يمزحون ويضحكون أثناء عمل الأستعدادت اللازمة للعروس ولكن شهد لا تتحدث أبداََ فكانت تشعر بشعور سئ ولا تريد أن يتم هذا الزفاف ولكن لا محيص..... فقد أصبح كل هذا فقط تمني ولن يحدث بسهولة فالأمر أصبح واقع وسوف تزف عروس لزين بعد قليل
أما زين ووعد كلاََ منهما يقف أمام المرآة والحزن يخيم عليهما يتذكران زفافهما والسعادة التي كانا يشعران بها في هذا اليوم وزين يشعر بأنه قد أخذ قرار متهور بالزواج من شهد ويزداد شعوره بالندم ورغبته في إلغاء هذا الزفاف ولكن لا يعلم كيف يفعل ذلك فلن يقبل بجرح شهد بهذه الطريقة أما وعد فارتدت الثوب الأسود التي قامت شهد بشراءه لها ولم تضع أي مساحيق للتجميل ونزلت بسرعة إلى أسفل وجدت نصار يتحدث مع بعض العاملين فذهبت إليه
نصار : إنت متأكد إن الحرس في كل ناحية؟
الحارس : متقلقش حضرتك..... عدي باشا مقسمنا في كل حتة وكمان كل الشباب اللي بيقدمو الضيافة في الفرح تبعنا..... مش عايزين حضرتك تقلق خالص إن شاء الله هنقبض على فضل النهاردة
وعد : المهم يتقبض عليه قبل ما يعمل حاجة
الحارس : متقلقيش يا مدام..... إن شاء الله خير
ذهب الحارس ونظرت وعد إلى نصار في ذعر وقالت : قلبي مقبوض يا جدي..... خايفة أوي أوي
نصار : وأنا كمان.... بس بدعي ربنا يسترها من عنده
زاد عدد الحضور وجاء يامن الذي تألق في حلة زرقاء برزت لون عينيه التي يخيم عليها الحزن ثم ذهب إلى نصار وقال : مبروك يا نصار باشا
نصار : الله يبارك فيك يا إبني
يامن : هما العرسان لسة منزلش؟
نصار : لسة بيجهزو فوق
يامن : متوقعتش أشوفك تحت يا وعد
وعد : ولا أنا...... قولي يا يامن هو زين هيسافر فعلاََ مع شهد؟
يامن : اه..... زين حجز الطيارة بليل..... ليه؟
وعد : لا بطمن بس
يامن : بتطمني ولا بتدوري على حاجة تعمليها تاني
وعد : أنا عارفة إنك مش بطيقني..... بس أنا مش عايزة حاجة دلوقتي غير إن زين يبقى مبسوط وكويس بس..... عارفة إنك مش هتصدقني بس بكرة الأيام تثبتلكم كلامي
نظر لها يامن ولأول مرة يشعر بأن وعد تتحدث دون أقنعة فهي تقول ما بقلبها حقاََ..... ماذا كان سيحدث لو كنتي صادقة من البداية معه؟ كان من الممكن أن أحصل على ما تمنيت
اقترب جاسر وقال في سعادة : جيت يا يامن.....كويس إنك متأخرتش
يامن : أول مرة أجي في ميعادي صح؟
جاسر : اه شكلك عيان باين
ضحك جاسر ونظر إلى وعد التي أبعدت نظرها عنه فشعر جاسر بأنها ما زالت غاضبة مما فعل فقال : زين لسة منزلش؟
نصار : قال هينزل مع شهد
مالت وعد على نصار وقالت في همس : خليهم يكتبو على طول يا جدي.... خلص الموضوع بسرعة عشان يدخل جوا
نصار : حاضر.... بس ينزلو
يامن : هو فيه حاجة؟
نصار : لا يا إبني كله خير
بعد قليل نزل زين وشهد من الأعلى وخرجا من باب القصر إلى مكان إقامة الحفل ووقفا عند الباب وبدأ المدعوين بالتصفيق لهما فقد كانت شهد جميلة جداََ بثوب الزفاف ووقع نظر يامن عليها وظهرت الدموع داخل عينيه وكانت شهد تبحث عنه بين المدعوين ولا تعلم لماذا حتى وقعت عينيها عليه ورأت الدموع متحجرة داخل عينيه وتأكد شكها..... يامن يحبها حقاََ أما زين فكان ينظر إلى المدعوين حتى رأي وعد وتعجب حضورها الزفاف ولكن لاحظ أنها تنظر بكل الإتجاهات وكأنها تبحث عن شئٍ ما وجاسر أيضاََ يتابع ما تفعله في تعجب ولكن فرح كثيراََ أنها لا يبدو عليها الضيق من زواج زين.... وقفا قليلاََ ووقفت غادة وسناء بجوارهما وأثناء إلتفات وعد يميناََ ويساراََ لمحت شئ يلمع داخل الزرع حول سور القصر ووجدته مصوب نحو زين فشعرت بالذعر وركضت نحو زين وصاحت بكل قوة : زييييييييييين
وما أن وقفت أمامه حتى إنطلقت الرصاصة وأخترقت ظهر وعد واستقرت داخل القلب نظر لها زين في عينيها وهي تنظر إليه بألم وسقطت تحت قدميه نظر زين أمامه في ذعر ووجد العاملين على الحفل يمسكون بفضل الذي يحاول الهرب ولكن لم يستطع فهبط للأسفل وعلامات التعجب على وجهه ولا يعلم ما حدث وجد وعد تتنفس بصعوبة رفعها إليه وشهد تنظر إليها وتبكي وتصيح بالجميع ليحضرو سيارة الأسعاف
نظرت وعد إلى زين والألم يظهر على وجهها وقالت : الحمد لله..... إنك بخير
زين : إيه اللي خلاكي تقفي قدامي..... إنتي مجنونة
وعد : كدة أحسن..... الموت أحسن بكتير يا زين...... أنا أصلاََ موت من ساعة ما بعدت عنك..... وخسرتك
حاولت وعد التنفس قليلاََ ثم قالت : سامحني يا زين..... أنا مش عايزة أمشي من الدنيا وإنت زعلان مني
إنسابت الدموع من عينيه وقال في حزن : لا مش هتموتي.....الأسعاف جاية..... خليكي معايا متستسلميش
اقترب نصار منهما وجلس بجوارها أرضاََ وقال وهو يبكي : وعد يا بنتي..... يارب متحرمنيش منها يارب
نظرت له وعد وقالت : جدي..... قوله الحقيقة يا جدي.... دلوقتي هيصدق..... قوله كل حاجة وخليه يسامحني يا جدي
بكى نصار ولم يجيب عادت وعد النظر إلى زين وقالت : شكراََ يا زين على إنك بجد حبتني.....وإنك الوحيد اللي مشاعرك ليا كانت صادقة...... ضمني يا زين..... حضنك وحشني.....عايزة أموت جواه
ضمها زين إليه والدموع تنساب على وجهه في صدمة..... إبتسمت وعد في ألم عندما شعرت بالحنان بين ذراعيه مرة أخرى.... ثم أغلقت عينيها واستسلمت للموت
شعر زين بإرتخاء جسدها بين يديه فرفع وجهها إليه ونظر لها وجدها أغمضت عينيها والدماء تسيل من فمها فقال في ذعر وهو يبكي : وعد..... وعد خليكي معايا...... وعد متسبنيش..... وعد أوعي تموتي وتسيبيني..... طيب قومي وأنا هعمل كل اللي إنتي عايزاه..... عايزاني أسامحك أنا سامحتك خلاص.... مش زعلان منك بس أرجوكي متمشيش...... أنا مش هعرف أعيش من غيرك..... وعد عشان خاطري فتحي عينيكي...... وعد مينفعش تموتي وتسيبيني.... جدي ساعدني أفوقها..... ساعدني يا جدي..... يا وعد
ضمها زين إليه وصاح بصوت مرتفع : ووووووووووعد