رواية خلف قضبان القلوب الفصل الخامس عشر بقلم ميمي عوالى
يونس بحدة : اخرسى .. و اياكى اسمعك تقولى عليها دادة مرة تانية ، انتى فاهمة 😒
مريم بصدمة : انت بتقول لي انا الكلام ده يا يونس بتقول لي انا اخرس ، و عشان مين .. عشان واحدة ….
يونس بحدة اكبر : قلتلك اخرسى .. انتى ماتعرفيش حاجة
مريم بترصد : طب و ماتعرفنى ، ماتتكلم انا قدامك اهو ، ايه بقى ده اللى انا ما اعرفوش و اللى اكيد هيطلع السبب الحقيقى اللى خلاكم تلغوا سفركم لراس البر فجأة كده
فاطمة بمهادنة : هيكون ايه بس يا بنتي اللي احنا مخبيينه عليكى ما انا قلت لك في التليفون انا واخوكى امبارح لما كنتى بتكلمينا
مريم : لا يا ماما .. وما تنسيش ان انا بنتك وعارفه طبعك كويس اوي ، وانتى بتتكلمي كنت عارفه و متاكده ان انتى مخبيه حاجه ، وحاجة كبيره اوي كمان ، وشكلك متعمده ان انتى ما تقوليليش عليها
يونس : اسمعي يا مريم ، من يوم ما اتجوزتى لحد النهارده ما حدش فينا ابدا جالك بيتك وسالك على اللي انتى بتعمليه او على اللي انتى عايزه تعمليه
وده لاننا بنحترم خصوصياتك فيا ريت انتي كمان تحترمي خصوصيات بيتي
مريم بصدمة : انت بتقول لي انا الكلام ده يا يونس و كمان بتقولهولي وانا موجودة في بيتك
يونس : وهتفرق ايه لو كنتى موجوده في بيتي ولا موجوده في اي مكان تاني ، كلامي هياخد نفس المعنى و مش هيختلف من هنا لاى مكان تانى
مريم : تفرق كثير اوي يا يونس ده انت شويه شويه هتقول لي اطلعي بره وهتطردني من هنا
فاطمة : بلاش كلام خايب يا مريم وما لوش لازمه ، اخوكى بيقول لك حاجه ملهاش اي علاقه باللي انتى بتقوليه ده
مريم بهجو .م : يعني انتى موافقه على كلامه اللى بيقولهولي ده يا ماما ، ده بدل ما تقولي له عيب اختك في بيتك ما يصحش انك تقول لها الكلام ده
يونس : هو ايه اللي يصح وما يصحش ، انتى مش حاسه بنفسك ، مش سامعه نفسك انتى بتقولي ايه ولا شايفه نفسك بتتكلمي ازاي ، ما تفوقى يا مريم فوقي وانزلي على الارض شوية ، و اتعاملي مع الناس زي ما بتتعامل معاكي ، بطلي تتعاملي معاهم بعنجهية فاضية و تتكلمي معاهم من مناخيرك
مريم بكبر : ده لاني عارفه كويس اوي الفرق اللى ما بيني وبين اللي قدامي ، وبعامل كل واحد على حسب مقامه واعتقد ان كل واحد عارف كويس اوي هو ايه وواقف قدام مين
يونس بسخرية : ما فيش فايده .. هتفضلي طول عمرك زي ما انتى ، بس صدقيني هييجي وقت وهتندمي على كل اللي انتى بتعمليه ده
لتخرج مريم شيئا من حقيبتها و تضعه امام فاطمة قائلة : مفتاح الشاليه اهو ، وانا ماشيه طالما ان وجودي ما بقاش مرغوب فيه
فاطمة : يا بنتي اقعدي واستهدي بالله ، ايه بس الكلام العبيط اللي انتى بتقوليه ده
مريم : اعمل لكم ايه وانتم عمالين تتكلموا على حاجات انا مش فاهماها ومخبيين عليا اسرار زي ما اكون فجأة بقيت قدام ناس غريبه عني و غريبه عنهم ، ومش عاوزين تقولوا لي بتتكلموا على ايه و لا مخبيين ايه
ابنك زعق لي وبهدلني لمجرد ان انا بقول على زهرة دادة ، وقال لي اني مش فاهمه حاجه ، و لا هو اللي فهمني اللى انا مش فهماه ، ولا هو اللى حتى احترمني وهو بيتكلم معايا
لتتنهد فاطمة قائلة : يا بنتي كل الحكايه ان احنا لسه مش عارفين الدنيا فيها ايه ، واكيد هنقول لك كل حاجه ، هو احنا يعني هنخبي عليكى ازاي وليه
مريم بترصد : وايه بقى الحكاية اللي انتم مش عارفينها لسه دى
فاطمة بتردد : زهرة
مريم : مالها
فاطمة : تبقى بنت عمك منير الله يرحمه ، و اخت نور و سوزان
مريم باستنكار : ايه الكلام الفارغ اللي انتى بتقوليه ده ، انا عمري ما سمعت ان عمي كان له ولاد تاهوا منه وهم صغيرين
تبقى زهره دي طلعت لنا منين ان شاء الله ، طلعت لنا في البخت 😏
يونس و هو ينظر لامه نظرة تحمل تحذيرا قويا : ما انتى عارفه ان عمي كان مطلق مامتهم قبل ما يموت ، وكانت مامتهم اختفت وما كناش عارفين مكانها ، وبابا الله يرحمه كان دور عليها فتره وما عرفش يعتر فيها ، اتاريها كانت حامل في زهره وقت ما اختفت واحنا لسه عارفين الموضوع ده امبارح
مريم بسخرية : يا سلااام .. ايه الفيلم العربي الهابط اللي انت بتحكي عنه ده ، ده ما فيش عيل صغير يصدق الكلام اللي انت بتقوله ده ، دي اكيد نصابه
يونس بحدة مرة اخرى : انا حذرتك قبل كده من انك تتكلمي عنها بالاسلوب ده ، مش عايز اتكلم تاني يا مريم معاكي بنفس الاسلوب اللي اتكلمت بيه معاكي من شويه ، فيا ريت تتكلمي عنها باحترام وما تنسيش انها بنت عمك
مريم : انت ايه اللي انت بتقوله ده ، بنت عمي مين دى ، هو اي حد ييجي يقول انا بنت عمكم نصدقه كده وناخده في حضننا ، ايه يا يونس .. هو انت صغير عشان اي حد يضحك عليك بكلمتين
يونس بقوة : يا بنتي افهمي .. انتى معتقده ان زهره هي اللي جت وقالت لنا انها بنت عمنا ، احنا اللي اكتشفنا الكلام ده من بطاقتها واسمها ولما دورنا وراها لحد ما عرفنا ان اللى حكيناهولك ده هو الحقيقه
مريم : ولما هي دي الحقيقه .. امها لما ولدتها ما جابتهاش لعمي وقالت له بنتك اهي ليه ، و ازاى قدرت انها تعيش السنين دى كلها من غير ما تفكر تسأل على ولادها مرة واحدة لحد النهاردة
فاطمة : لان عمك كان عامل عليها لعبه ومفهمها انها اتسببت في موت بناتها الاثنين و هم نايمين
و هد. دها وحذرها انها تحاول تقرب مننا او منه مره ثانيه
يونس : الخلاصة يا مريم .. الواقع دلوقتي بيقول ان زهره تبقى بنت عمنا ، و اخت سوزان واخت نور الله يرحمها وخالة بنتي فلازم تفهمى انها بقت واحده مننا هي ومامتها ، وانا بحذرك من دلوقتي لو فكرتي في اي لحظه انك تضايقيها او تضايقي مامتها فاعتبري نفسك انك بتعاديني يا مريم .. فاهماني 🙄
لتنظر له مريم بضيق غاضب ، وتقول وهي توجه حديثها لامها : ما فيش فايده .. خليكم انتم كده دايما ناصرين الغريب والبعيد عليا رغم ان المفروض انكم تنصروني انا ، انا اللي احق بنصركم ده من اي حد ثاني ، لكن انتم .. شويه تنصروا عليا زكريا ، وشويه تنصروا عليا بنات عمي و اهي جت كمان دلوقتي كملت ، وجايين كمان تنصروا عليا بنت عمي الجديده اللي طلعت لي في المقدر جديد هي ومامتها كمان
فاطمة باستنكار : ننصر ايه ونهزم ايه بس يا بنتي هو احنا في حر .ب
مريم : انتى مش سامعه ابنك بيقول ايه ، ابنك بيحذرني انى لو جيت ناحيتها هيعاديني ، بس ماشي براحتكم .. بكره تندموا على كل اللي انتم بتعملوه معايا ده ، انا ماشيه
لتتجه مريم الى الخارج وسط نظرات الاحباط من فاطمه ويونس ولكن ايا منهما لم يحاول استمالتها مره اخرى
اما بالمشفى فكانت تجلس سوزان وزهره بغرفه بدر وهما تراقبان امهما النائمه امامهما بهدوء شديد عندما دخل عليهما زكريا : وقال السلام عليكم .. ايه الاخبار طمنوني
زهرة : ما فيش جديد الدكتور برضه بيديها المهدئات
قالوا لي انها لما فاقت كانت بتصرخ وبتعيط وبتنده على بابا وبتطلب منه يجيب لها نور وسوزان
زكريا : طب والدكتور ما قالش حاجه جديده
سوزان : قال ان ما فيش حاجه هتبان قبل بكره على الاقل
زهرة بفضول : ما فيش اخبار جديده من المحامي
زكريا : شغال على الاجراءات ، قال لي ممكن الموضوع كله ينتهي على بكره او بعده بالكثير ان شاء الله مجرد ما يستصدر قرار العفو عنها كل شئ هينتهي
زهرة بتضرع : يارب
زكريا بتعاطف : ما تقلقيش .. ان شاء الله كله هيبقى تمام ، ثم استدرك قائلا : طب مش يلا بينا ولا ايه
زهرة : هو انا برضه هسيبها لوحدها كده من تانى وامشي
زكريا : احنا قلنا ايه يا زهره ، وبعدين الدكتور قال انها كده كده مش هيسمحولها تفوق النهارده ، يبقى لازمته ايه قعدتك بقى كده ، ياللا بينا خلونا نروح ونشوف ماما ويونس والاولاد
زهرة باعتذار : انا اسفه .. انا عارفه ان انا مقصره مع الولاد جامد من وقت ما عرفت اللي حصل واكيد فاطمه هانم …..
سوزان بامتعاض : تاني فاطمه هانم يا زهره ، هي مش قالت لك يا تقولي لي يا ماما يا تقولي لي يا مرات عمي ، ماما هتزعل منك كده على فكره وبعدين دي ماما طيبه اوي وبتحب الناس كلها وبتحبك وبتحبنا كلنا
زهرة بصدق : و الله وانا كمان بحبها قوي ربنا العالم ، بس لساني اخذ على كده
زكريا ضاحكا : لا .. عودى لسانك بقى لان بعد كده هتبقى بغرامه وبعقاب فحاولي تفلتي من الكلام ده
سوزان و هى تقترب من بدر و تقبل رأسها : انا بقول يلا بينا لان انا جعت اوي
زكريا : ياللا
اما بمنزل مريم .. فكانت تستشيط غضبا و كان حاتم يقول : اكيد نصابة
مريم : قلت كده ماعجبتش ، و قالوا لى ده احنا اللى اكتشفنا بالصدقة من اسمها ، لا و كمان اتاكدوا
حاتم بفضول : طب يعنى معنى كده ان مراة عمك دى موجودة لحد دلوقتى و اللا ماتت هى كمان
مريم : مش متاكده ، ماقالوش و ما سالتش ، بس تقريبا عايشة
حاتم : طب و افرضى انها فعلا بنت عمك ، ايه اللى يضرنا فى حاجة زى دى
مريم : يضرنا كتير .. يونس بية فارد جناحه ليها على الاخر و تلاقيه هيغرف و يديها ، و اللا انت ناسى الشبه اللى بينها و بين نور
من ساعة ما شفتها و انا مش طايقاها بسبب الحكاية دى ، و من وقتها و انا كنت عارفة ان الشبه ده نتيجته مش هتبقى خير ابدا
حاتم : تفتكرى يعنى انه ممكن يتجوزها
مريم : مش عارفة يا حاتم ، بس من وقت موت نور و انا كنت متاكدة ان يونس هيحرم على روحه جنس الستات بحاله لحد ما يموت
لكن بالشكل ده ، ممكن اوى يميل للى اسمها زهرة دى ، و يفكر انها ممكن تعوضه عن اختها و تلاقيه فى غمضة عين اتجوز و خلف من تانى
حاتم : طب و العمل
مريم بامتعاض : مش عارفة بقى ، ضايقونى و نكدوا عليا بعد ما كنت راجعة من عند مجدى و ماجى و انا مبسوطة
حاتم : اتفقتى معاه
مريم : ايوة خلاص ، احنا اللى هنوفر التلاجات و نأجرهاله
حاتم : اتفقتى معاه على التفاصيل
مريم : تؤ .. قلت اخلى البكى على راس الميت ، بس همتك انت بقى تنجز فى الحكاية دى .. مافيش وقت ، و الكمية اللى جاية المرة دى صلاحيتها تعتبر زيرو
حاتم : ماتقلقيش ، فى اقل من تلت ايام هتبقى التلاجات موجودة و شغالة كمان
و فى المساء كان زكريا يجلس بصحبة يونس بغرفته و بصحبتهما فاطمة التى كانت تقول : سكتت يعني يا زكريا ما قلتش حاجه
زكريا : عاوزاني اقول ايه بس يا ماما
فاطمة : يا ابني احنا بنحكي لك عشان تقول لنا رايك في اللي حصل هنعمل ايه مع مريم
زكريا : ما انا خايف اتكلم يا ماما لا تزعلي مني وانتى عارفه ان يعز عليا زعلك منى
فاطمة : وايه اللي هيزعلني منك بس يا ابني ، ما تتكلم على طول
يونس : اتكلم على طول يا زكريا وقول لنا رايك يمكن نلاقي لنا مخرج من اللي احنا فيه ده
زكريا بامتعاض : مخرج من ايه بس يا يونس هو انتم يعني تايهين عن مريم ، مريم طول عمرها كانت بتغير من نور الله يرحمها ، ولسه لحد النهارده بتغير من سوزان مش غيره بالمعنى المعروف لكن بتغير من معاملتنا ليهم ، و حاطه في دماغها ان هم ما يستاهلوش اهتمامنا ولا حبنا اساسا ، دى بتغير من معاملة حضرتك ليا يا ماما ، مش عايزاكى تعامليني المعامله اللي انتى بتعامليها لي وشايفه انها احق بكل ده مني ومن سوزان ، حتى احيانا بحس انها ناقمه على همس نفسها ، مش عايزاها هى و لا ولادى ياخدوا اهتمام من اى حد زي ولادها ما بياخذوا الاهتمام ده
فاطمة : فكرك يا ابني ان انا مش عارفه كل الكلام اللي انت بتقوله ده ، انا عارفاه كويس اوي وعارفه انها طول عمرها كده من زمان ولحد النهارده ، بس انا بتكلم على موضوع زهره اللى جد علينا ده ، واحنا عمرنا ما حطينا ابدا في اعتبارنا ان ممكن حاجه زي كده تحصل في يوم من الايام ، ومش عايزه البنت تحس انها منبوذه من حد فينا ، و رغم ان مريم ماهياش عايشه معانا ، لكن انا عارفه انها برضه مش هتسلم منها ولا من عمايلها ولا كلامها ولسانها ، و عشان كده كنت بقول ليونس ان احنا نرجع البيت بتاع ابوك من تاني ونتجمع كلنا هناك
زكريا : رغم انى موافق على كلامك ده يا ماما علشان المكان فعلا ياخدنا كلنا .. خصوصا بعد خروج خالتي من السجن ان شاء الله ، لكن انا مش شايف ان هيبقى في فرق ، تفتكري اساسا هي عملت اعتبار ان ده بيت يونس وهو حر فى اللي بيعمله في بيته مثلا
انا اصلا نفسي يونس يقوم بالسلامه في اسرع وقت ويبتدي ينزل الشركه من تاني ، على الاقل يقدر يحط حد للي هي بتعمله واللي انا مش قادر احط الحد ده بنفسي
يونس : وهي الشركه كمان فيها ايه يا زكريا ، ما تتكلم على طول وتقول ايه اللي بيحصل
زكريا بتردد : مش حاجه معينه يعنى يا يونس ، ما اقدرش اقول انها بتعمل كذا او حاتم بيعمل كذا ، كل اللي اقدر اقوله لك اني بتلاشى بقدر الامكان ان اتعامل معاها هي او حاتم في الشركه ، ما انت عارف بتاخد كل كلامي على اني عدو ليها مش على اني اخوها الكبير ابدا
فاطمة بتطييب خاطر : اوعى تاخد على خاطرك منها يا ابني .. بكره تعقل وتعرف انها ملهاش غيرك انت ويونس
زكريا : يارب يا ماما
يونس : برضه ما وصلناش لحل .. هنعمل معاها ايه في موضوع زهره وطنط بدر
زكريا : انا شايف ان ما فيش حاجه في ايدينا حاجة تتعمل حاليا ، رايي ان احنا نسيب الموضوع يمشي زي ما هو لحد ما نشوف هترسي على ايه
فاطمة : يعني هنسيبها زعلانه كده
يونس : لو على زعلها يا ماما فمريم على طول زعلانه يبقى بجملة
فاطمة : ايوة يا ابنى .. بس انا برضه ما يهونش عليا .. مهما كان دى بنتى
زكريا : صدقيني انا لو شايف ان انا بالذات كلامي ممكن يجيب نتيجه معاها انا كنت رحت لحد عندها واتكلمت معاها وطيبت خاطرها ، لكن انتى عارفه و كلكم عارفين ان مريم اساسا دايما بتتلاشاني وما بتحبش تتكلم معايا ولا تدخل معايا اصلا في اي حوار
هو ممكن بعد يومين ثلاثه كده اخذ يونس معايا على الشركه وتبقى مفاجاه ليها ولكل الناس اللي موجوده هناك ووقتها يونس يتعامل معاها عادي واكن ما حصلش حاجه ومره في مره هتلاقي الدنيا رجعت زي ما كانت
يونس : انا ما عنديش مانع
فاطمة : خلاص يا ولاد اللي تشوفوه بس برضه انا شايفه ان احنا نرجع البيت عندي
زكريا : على فكره يا ماما انا ممكن اخد خالتي وزهره عندي في البيت و متهيالي حاجه زي كده ممكن تبسط مريم جدا
فاطمة باستنكار : لا طبعا .. انت لو عملت حاجه زي كده سوزي كمان هتروح معاكم ، وانا ما اقدرش ان انتم تبقوا في حته وانا في حته يا ابني حرام عليك ده انا ما صدقت ان احنا اتجمعنا من تاني كلنا مع بعض ، تقوم عايز تفرقنا من تانى بالشكل ده ، وبعدين ما تنساش ابدا ان همس كمان اتعلقت اوي بزهره .. عايز تحرمها منها يا ابني
زكريا : انا ما اقصدش ابدا اي حاجه من الكلام ده يا ماما انا بس بقترح حل ممكن يريح مريم
يونس : لا يا زكريا .. انا كمان مش موافق ، سيبك بقى من مريم دلوقتي وخلينا في الاقتراح بتاع ماما
فاطمة : يعني انت موافق يا ابني ان احنا نرجع البيت بتاع ابوكم
يونس بتسليم : ما عنديش مانع يا ماما اعملي اللي يريحك
فاطمة : خلاص .. انا هبعت زينب والبنات بكره اخليهم ينضفوا البيت ، وان شاء الله اول ما نلاقي ان خلاص بدر باذن الله هتطلع بالسلامه تجيبوها على هناك وكلنا نتنقل على هناك
زكريا بمزاح : وانت يا عم يونس .. ايه ..هنقل لك الاسانسير اللي عملته لك هو كمان على هناك واللا ايه
يونس ضاحكا : يا خسارة الفلوس يا جدع ، بس ياللا .. نصيب
فاطمة : مؤقتا يا يونس على ما تقدر تستغنى عن العكاز خالص ، هخليهم يحضروا لك اوضة من اللى تحت
زكريا : و انا الاوضة اللى جنبه
فاطمة : طب و ليه يابنى
زكريا : يعنى يا ماما .. خلى البنات و خالتى ياخدوا راحتهم فوق من غير كسوف و لا حزازية
يونس بمرح : طول عمرى بقول الواد زكريا ده ابو المفهومية كلها
فاطمة بابتسامة : اومال ايه ، واخد طباع ابوك الله يرحمه كلها
يونس : طب و انا .. مش واخد منه حاجة
فاطمة مازحة : واخد عنده و دماغه الناشفة
و بعد مرور يومان على نفس الوتيرة .. كان المحامى قد استصدر امر الإفراج عن بدر ، و تم رفع الحراسة عن غرفتها نهائيا
و كان الطبيب المعالج لبدر قد بشرهم بانها قد بدأت الاستجابة لحديثه معها بهدوء بعد ان بدأت فى استيعاب المستجدات من حولها
ليتجهوا جميعهم الى المشفى عدا الصغار ، و الذين تركوهم تحت رعاية زينب
و عند وصولهم الى غرفتها .. طلبت زهرة ان تدلف لها اولا بمفردها ، و عند دخولها الغرفة .. انتبهت لها بدر و قالت بلهفة : زهرة .. كنتى غايبة عنى فين كل ده يا بنتى
زهرة و هى تحتضنها باشتياق و لهفة : حقك عليا يا ماما .. بس الدكتور هو اللى كان مانع عنك الزيارة
بدر بتوجس : قولي لي يا زهره .. الكلام اللي انتى قلتيهولي في السجن ده .. حقيقي .. اخواتك ما ماماتوش فعلا زي ما ابوكي فهمني ..اخواتك عايشين يا زهره وموجودين . نور وسوزان عايشين وشفتيهم ، طمنيني يا بنتي ، بالله عليك طمني قلبي ، و اللا انا متهيألي انى سمعت منك كل الكلام ده ، قلتيلي يا بنتي الكلام ده واللا ما قلتيهوش
زهرة : بالراحه بس يا ماما .. اهدي يا حبيبتي ،واحده واحده عشان بس ما تتعبيش تاني
بدر بدموع : سيبك من تعبي وقولي لي الكلام اللي قلتيهولي حقيقي ولا انا متهيألى انك قلتي لي الكلام ده ، حقيقه ولا حلم يا بنتي
زهرة : حقيقه يا ماما ، بس في حاجات كثير انتى محتاجه تعرفيها
بدر بلهفة : اي حاجة ممكن انها تستنى مش مهم ، المهم ان اخواتك موجودين وبخير هم فين يا بنتي عايزه اشوفهم ما جوش معاكي ليه ، ما جبتيهمش معاكي ليه ، اوعي يكونوا زعلانين ان انا كنت مسجونة ، اوعى يكونوا فاكرين ان انا واحده وحشه او ست بطاله وعلشان كده اتسجنت ، فهميهم يا بنتي ان انا ما عملتش حاجه وحشه ، فهميهم ان اللي حصل ده كان غصب عني وعنك
زهرة : ما تقلقيش يا ماما الكل عارف ان انتى كنتى مسجونه بسببي وبسبب الحاجات اللي كنتى جايباها لي ، الكل عارف ان انتى ما لكيش ذنب في حاجه
بدر : طب هم فين .. نور و سوزان فين
زهرة برهبة : بصى .. مراة عمى برة ، و معاها زكريا و يونس ، و كمان سوزان هخليهم يدخلوا لك حالا
لتتقدم من الباب و تقوم بفتحه و تدعوهم جميعا للدخول بينما همست لهم ببكاء مكبوت : مش قادرة ابلغها بموت نور ، خايفة تنهار تانى
لتتقدم فاطمة من بدر التى كانت تبحث بعينيها عن ابنتيها ، و جلست امامها على الفراش و قالت بحنين : عاش من شافك يا بدر عاش من شافك يا طيبه .. وحشتيني
بدر : فاطمة .. يااااه يا فاطمة ، انتى كمان وحشتينى اوى
ليتقدم زكريا هو الاخر و يجلس الى جوارها محتضنا اياها وهو يقول : ازيك يا خالتي حمد لله على السلامه
بدر و هى تتفحص ملامحه و تبادله حضنا بحضن : زكرياا .. يا حبيبى يا ابنى ، حقك عليا يا ابنى ، حقك عليا
ثم تنظر بدر الى سوزان و التى كانت تقف تراقبها من على بعد و الدموع تملأ عينيها حتى مدت بدر يديها تدعوها لاحتضانها ، لتندس سوزان بين احضانها باكية بينما كانت بدر تقول بحرقة : ااه يابنتى .. ليه ابوكم عمل فيا كده ، ليه ، ليه يحرمني منكم السنين دى كلها و انتو عايشين معايا على نفس الارض
كل ده عشان يخلص منى و يطلقنى ، كان طلقنى و سابكم ليا فى حضنى ، و لا كنت اتحرمت منكم و لا اتحرمتم منى
زهرة برجاء : اهدى يا ماما ارجوكى .. مش عاوزينك تتعبى من تانى
بدر بنحيب : مهما تعبت مش هتعب زى تعبى يوم ما جالى و قاللى قت/لتى بناتك باهمالك ، ابوكم اتهمنى انى مو..تتهم بايدى يا زهرة ، لا و فهمنى كمان انه عملها معايا بجميلة انه ما قدمش فيا بلاغ للنيابة و ما اتهمنيش بالاهمال
عيشنى عمرى كله بوزر ماعملتوش ، خلانى طول الوقت ناقمة على روحى و كارهاها ، اكتر من تلاتين سنة و انا بنام و انا خايفة لا اتسبب فى كارثة تانية بنومى ده
زهرة : طب ارجوكى اهدى ، الدكتور لو جه دلوفتى و شافك بالشكل ده هيضطر يديكى حقنة تنيمك من تانى
بدر برفض : لا .. مش عاوزة انام ، خايفة انام و اصحى الاقينى كنت بحلم 🥺