رواية خلف قضبان القلوب الفصل الرابع عشر بقلم ميمي عوالى
بدر و عينيها تتلالا بالدموع : مين اللي قابلتيه يا زهره وحكى لك على كل الكلام ده ، وجايه النهارده تقلبي عليا المواجع من اول وجديد تاني يا بنتي 😒
زهرة بتردد : مراة عمى
بدر شاهقة بذهول : فاطمة
زهرة : ايوة
بدر بترقب : قابلتيها فين .. و ازاى و امتى
زهرة : مراة عمى تبقى جدة همس يا ماما .. البنت الصغيرة اللى بشتغل معاها
بدر بخوف : و عرفت انك بنت منير
زهرة و هى تلاحظ شحوب امها : مالك يا ماما ، حاساكى خايفة من حاجة
بدر ببكاء : قالتلك انى السبب فى موت اخواتك
زهرة بلهفة : لا يا ماما .. مش ده ابدا اللى حصل وقتها ، بابا قدر يوهمك بده عشان بس يبعدك عنه من غير ما تاخدى منه اخواتى
بدر بصدمة : يعني ايه .. معناته ايه الكلام اللي انتى بتقوليه ده ، انتى تقصدي ان اخواتك لسه عايشين نور وسوزان لسه عايشين
زهرة و هى تزدرد لعابها : البنت اللي انا بشتغل معاها واللي اسمها همس تبقى بنت نور اختي الله ير….
كانت بدر تمسك بعضد زهره بايد مرتعشة وهي تتجول بعينيها بملامح وجهها وهي تحاول ان تتبين صدق كلماتها ولكنها في لحظات شعرت بان الظلام يداهم جميع ما حولها حتى سقطت ارضا امام اقدام زهره التي لم تكمل حديثها ، فصرخت زهرة وهي تنادى امها و هى تحاول اعادتها الى الوعي ، لتحاول المجندة مساعدتها ايضا ، و عندما شعرت بفشلها الزريع قامت باستدعاء الاسعاف
اما زهره فقد اسرعت الى الخارج وابلغت زكريا بما حدث من وسط دموعها فقال زكريا بقلق : اهدي بس يا زهره بالراحه ، ده كان شيء متوقع طبعا ، ما تقلقيش .. انا هكلم المحامي واخليه يتصرف هو لسه مابعدش اكيد ، ما تقلقيش انتى بس و اهدي
وفي خلال سويعات قليلة .. كانت بدر ترقد بالمشفى تحت تأثير المهدئات ، بعدما ابلغهم الطبيب بانها قد اصيبت بصدمة عصبية حادة
و بعد ان ساعدتهم الاجراءات التى قام بها المحامى على نقلها الى مشفى خاص تحت الحراسة ، لتصر زهرة و سوزان على التواجد بالمشفى الى حوار امهما حتى تكونان بالقرب منها
و كانتا تجلسان بالقرب من غرفتها وقتما كان زكريا يحاول تهدئة زهرة التى لم تتوقف عن البكاء و هو يقول بتعاطف : وبعدها لك يا زهره .. مش هتهدي شويه ، المفروض انك تبقي مستعده وقت ما تفوق علشان تقدري تدخلي لها وتتكلمي معاها ، ازاي عاوزاها تشوفك وانتى في منظرك ده ، ده انتى عينيكي ما بقتش باينه من كتر العياط
زهرة : ازاي ما خدتش بالي .. كان لازم اعمل حسابي وانا بتكلم معاها انها ممكن تتعرض للى اتعرضت له ده ، كان لازم اخذ بالي اكثر من كده كان لازم اعمل حسابي واجيب لها الموضوع بالتدريج ، ليه اتسرعت .. ليه ما استنتش شويه وجبت لها الكلام حاجه بحاجه ، المفروض اني اكتر واحده فاهمه الكلام ده و عارفة حالتها
سوزان بعيون دامعة : معلش يا زهره .. الحمد لله انها جت لحد كده ، وبعدين ادينا اهو جبناها المستشفى اللى مهما ان كان هتبقى احسنلها من السجن ، وان شاء الله هتبقى كويسه لما تفوق
زهرة برفض : فين اللي كويسه دي بس يا سوزان دي صدمه عصبيه ، عارفه يعني ايه صدمه عصبيه يعني مش عارفين لما هتفوق هتبقى عامله ازاي ولا هيبقى مردود اللي حصل ده كله عليها شكله هيبقى ازاي
سوزان : بس الدكتور بيقول انها ان شاء الله ممكن تبقى كويسه لما تفوق ، احنا مش عايزين نقدر البلا قبل وقوعه
زهرة بتمنى : يا رب يا سوزان .. يا رب .. انا ما ليش في الدنيا دي حد غيرها بعد ربنا
سوزان : ان شاء الله هتبقى كويسه وتقوم لنا بالسلامه ، بس ما تنسيش انك ما بقيتيش لوحدك ، احنا بقينا كلنا مع بعض ، ولا ايه يا زكريا ما تقول لها حاجة
زكريا بتنهيدة ممتعضة : انا مش عايز اتكلم ولا اقول لها حاجه دلوقتى عشان بس مراعي الظروف اللى هى فيها ، المفروض هي تفهم من نفسها انها ما بقتش لوحدها ، و ان بقى لها اخوات وعيله واللا نسيتى انك كمان بقيتي خاله
زهرة بدهشة و كأنها لم تستوعب الوضع بعد : خالة
زكريا : خالة و عمة كمان ، خالة همس وعمة تولين واياد ولا نسيتيهم و اللا ايه
زهرة بابتسامة من بين دموعها : تصدق انى فعلا لحد دلوقتي مش قادره استوعب اللي حصل ، مش قادره استوعب ان بعد كل السنين دي بقى عندي اخت وابن خاله كمان ، لا و كمان ولاد صغيرين انا ابقى خالتهم و عمتهم
كنت فاكرة ان خلاص الدنيا قفلت عليا انا و ماما ، عارفين لما خطيبى سابنى وقت ما ماما اتحبست .. ماما كان زعلها على طلاقى اكتر من زعلها على حبسها
مش عشان طلاقى .. لأ .. لكن عشان كانت عمالة تمنى نفسها انها تبقى جدة
اتاريها ماتعرفش يا حبيبتى ان ليها حفيدة موجودة ، لو شفتوا نظره عينيها لما قلت لها ان همس تبقى بنت نور ، حسيتها بتغمض عينيها كانها يا حبيبتى خايفه لا تفتح بعد كده وتلاقي ان كل الكلام اللي سمعته ده مش حقيقي ، اكنها بتتشبث بالكلمتين اللي قلتهم ، حسيت روحها بتتسحب منها و هى ماسكة اكتافى وانا مش قادره اعملها حاجه
سوزان و هى تمسح دموعها : كفاية بقى يا زهرة ، ماما ان شاء الله هتبقى كويسة ، اللي فهمته من كلامك و كلام ماما فاطمه انها قوية ، و ان شاء الله هتقوم وهتبقى كويسه وهتتحمل اللي حصل وهتعدى منه وهنتجمع كلنا مع بعض قريب اوى
زهرة لزكريا : هو هيفضل عليها حراسه كتير بالشكل ده ، انا عايزه ادخل اقعد معاها جوه وابص عليها واتطمن كده و اشوفها فاقت و اللا ايه
زكريا : المحامي قال لي ان بعد اللي حصل النهارده ده ممكن بكره او بعده بالكثير ان شاء الله كل الكلام ده ينتهي خالص ، فات الكتير ما باقى الا القليل
سوزان : مش عاوزاها تفوق تلاقي نفسها لسه فيه عسكري واقف على اوضتها
زكريا : ما تقلقوش ان شاء الله على بكرة و اللا حاجة .. يكون الكلام ده كله خلص
سوزان : طب هو انا مش ممكن ادخل ابص عليها ، مش هقرب منها ما تخافوش ، هبص عليها بس
زهرة : وانا كمان عايزه ادخل اتطمن عليها ، انا قلقانه عليها اوي
زكريا : طب خليكم هنا و انا هتصرف و ان شاء الله رب العالمين اعرف اخليكم تدخلوا تبصوا عليها
و بالفعل استطاع زكريا ان يجعل سوزان و زهرة تدلفان الى غرفه بدر و هو بصحبتهما للاطمئنان عليها ، لتقترب زهرة من امها و هى تتفحص وجهها و يدها ، ثم تقبل راسها ، و تبتعد قليلا لتترك مساحة لسوزان و زكريا
و ما ان وقع بصر زكريا عليها حتى قال بابتسامة حنين : تصدقى ان شكلها ما اتغيرش كثير عن زمان
سوزان و هى تتامل ملامح امها : انت لسه فاكر شكلها يا زكريا
زكريا : ايوة .. طبعا فاكر
سوزان بدموع : طول عمري و انا كان نفسي انى يبقى ليا ذكريات معاها .. بس للاسف انا مش فاكراها خالص
زكريا : ان شاء الله تعملي ذكريات جديده معاها وتفضلي فاكراها يا ستى العمر كله و تحكيها لولادك
لتقترب سوزان من امها و تقبل يدها برقة شديدة ، ثم تقبل راسها و هى تهمس لها قائلة : هستناكى تفوقي وتاخديني في حضنك وتحاولي تعوضيني عن كل اللي فات ، وانا كمان .. اوعدك انى هحاول بكل قوتي اني اعوضك عن كل اللي شفتيه من بابا
صدقيني لو كنت اعرف انك عايشه كنت قلبت الدنيا عليكى لحد ما لقيتك ، و ما كنتش ابدا هسيبك تبعدي عني السنين دي كلها
زكريا : كفايه كده يا بنات .. يلا بينا .. مش عايزين نعمل مشاكل مع اداره المستشفى و لا مع الحارس اللي بره لحد ما القصه دي تخلص بكره ان شاء الله
وبعد ان خرجوا جميعهم من الغرفه .. قال زكريا : دلوقتي وجودنا ما لوش اي لازمه .. احنا محتاجين نروح نستريح لحد ما ييجي بكره الصبح ان شاء الله يكون المحامي خلص كل الاجراءات ونرجع كلنا علي هنا
زهرة برفض : لأ ارجوك .. انا مش هسيبها لوحدها
زكريا : يا زهرة افهمي .. الدكتور قال انها مش هتفوق ابدا قبل بكره الصبح بسبب المهدئات اللي هم مدينهالها واديكى شايفة .. هي نايمة كمان ، يعنى قعدتك جنبها مش هتعمل لها اي حاجه ، خالتي لا قدر الله ما هياش عندها حاجه وجعاها ولا مرض ولا اي حاجه تخليكى تقلقي وانتى بعيده عنها ، خلينا نروح ونستريح ونغير هدومنا ونرجع لها من تاني ان شاء الله بكرة ، علشان كمان ماما ويونس عايزين يجولها
و بعدين من البيت للمستشفى ما فيش مسافه كبيرة اصلا ، ده يا دوب عشر دقائق بالعربيه .. يلا ربنا يهديكى
زهرة بتردد : طب افرض بقى انها فاقت في اي وقت .. مش المفروض انها ما تلاقيش نفسها لوحدها بالشكل ده
زكريا : حتى لو فاقت واللي انتى بتقوليه ده حصل فعلا رغم انه مستبعد جدا حسب كلام الدكتور ، فهي في مستشفى مليانه دكاتره ومليانه تمريض .. يعنى اول ما هتفوق هتلاقي كل دول حواليها وهيكلمونا نجيلها .. ها .. يلا بقى
اما فاطمة .. فكانت تجلس بصحبة يونس و هى تراقب الصغار و تتبادل الاحاديث مع يونس عندما سمعت صوت هاتفها و شاشته تحمل اسم مريم ، فاجابت بهدوء قائلة : السلام عليكم ازيك يا مريم عامله ايه يا حبيبتي
مريم : ازيك يا ماما انتم عاملين ايه ، انا قلت اكلمك عشان اقول لك ان خلاص الشالية جاهز لاستقبالكم في اي وقت
فاطمة باستغراب : هو انتى لحقتي يا بنتي .. ده انتى كنتى لسه معانا هنا بالليل
مريم : وهو انا يعني يا ماما اللي رحت نضفته ، انا بعتت ناس من طرفي عملوا كل اللي انا قلت لهم عليه ، الشالية اتفتح واتهوى واتنظف وكمان خليتهم حطوا خزين في الثلاجه وفي الفريزر ، شوفوا انتى بس عاوزين تروحوا امتى وبلغوني
فاطمة بتردد : مش عارفين لسه يا بنتي ، في شويه ظروف جدت كده ربنا يسهل لما تبقى تنتهي نبقى نشوف هنعمل ايه ، و ان كنا هنروح فعلا ولا لا
مريم ببعض الحدة : يعني ايه الكلام ده يا ماما هو مش لسه امبارح كنتم بتقولوا لي ان انتم عايزين تروحوا وكانت مشكلتكم ان الشاليه محتاج يتنضف واديني نضفتهولكم ، ايه بقى اللي خلاكم ترجعوا في كلامكم بالشكل ده مسافه سواد الليل زي ما بيقولوا
فاطمة و هى تحاول الهرب من حديث مريم : اصل يا بنتي رجعنا تاني لقينا ان اخوكي لازم ياخذ راي الدكتور علشان اكيد هيبقى له تعليمات معينه يمشي عليها فما ينفعش ان احنا نسافر من غير ما الدكتور يبقى عارف ويقول لنا هنعمل ايه
مريم بعدم اقتناع : هو انتم يعني لما كنتم بتتكلموا امبارح ما كنتوش عارفين الكلام ده
فاطمة بتردد : اصل زكريا يعنى …..
مريم بامتعاض : ااه زكريا .. قلتيلى بقى ، ويا ترى بقى سي زكريا قال ايه خلاكم تغيروا رايكم
وعندما راى يونس حيره امه وعدم تمكنها من مواصله الحديث مع مريم مد يده وتلقف منها الهاتف ووضعه على اذنه قائلا : ازيك يا مريم
مريم : اهلا يا يونس ازيك .. انت غيرت رايك ليه مش كنت عايز تسافر تغير جو
يونس : زي ما ماما قالت لك كده ، رجعت بعد كده لقيت انى المفروض اسال الدكتور واشوف التعليمات بتاعته هتبقى ايه ، وان كان ينفع ولا لا من اصله ، فطلبت من زكريا انه يعدي عليه ويتكلم معاه علشان يفهم منه الدنيا ممكن تمشى ازاى بالظبط ، و ان كان ينفع اتاخر على الجلسات بتاعتى و اللا ايه
مريم بامتعاض : معنى كده ان الاكل والحاجات اللي حطيتها لكم هناك في التلاجه والفريز دول ممكن تبوظ لو انتم ما سافرتوش خلال الاسبوع ده زي ما كنتم بتقولوا
يونس : لو الناس اللي انتى بعتيهم يعملوا الكلام ده لسه موجودين هناك خليهم ما يسيبوش اكل هناك ، واحنا وقت ما نسافر هنعرف نتصرف وكتر خيرك اوي على نضافه الشاليه
مريم بغضب كامن : ماشي يا يونس انا هضطر اقفل معاك عشان جاي لي ورق مهم لازم اراجعه حالا ، مع السلامه
وبعد ان انتهت المكالمه نظرت فاطمه الى يونس وقالت بحيره : انا مش عارفه حكاية اننا نخبي على مريم موضوع بدر دى صح ولا غلط
يونس : احنا عامه مش هنفضل مخبيين العمر كله برضة يا ماما ، بس برضه انا مش مرتاح ان مريم تعرف ان مرات عمي كانت في السجن ، اعتقد انها لو عرفت حاجه زي كده ممكن تضايق بيها سوزان وزكريا و اكيد طبعا زهرة و يمكن كمان همس مانتى عارفاها ، وانتى مش تايهة ابدا عن اسلوب مريم وحركاتها ، انتى بنفسك ما حكيتيلهاش ابدا على حكايه مامه زهرة وسجنها حتى من قبل ما نعرف انها بنت عمي .. لانك برضه كنتى متخوفه انها تضايقها بكلامها لما تعرف الموضوع ده ، فاكيد مش هنيجي دلوقتي ونقول لها الكلام ده
فاطمة : طب هنقول لها كانت فين و عرفنا ازاى ، ما هي مش هتسكت ، و هتفضل تسال وتسال لحد ما تبقى عايزه تعرف تفاصيل التفاصيل وانا اعصابي ما بتتحملش كتر الاسئله وخايفه اقع بكلمة كده و اللا كده قدامها ، ما انت عارف اني ما ليش خلق للكلام الكتير
يونس : ما تقلقيش .. اصبري بس لما يرجعوا بالسلامه ونبقى نتكلم مع بعض ونشوف هنوصل لايه
فاطمة بتفكير : ايه رايك .. متهيالي ان آن الاوان انى ارجع بيتي يا يونس ، على الاقل لما بدر تخرج اقدر اقنعها انها تقعد معايا هناك هي و زهرة ، لاني ما اعتقدش انهم ممكن يوافقوا انهم يقعدوا هنا
يونس : وليه ما يوافقوش يا ماما ما البيت كبير وياخدنا كلنا
فاطمة : ايوه يا حبيبي انا فاهمه اللي انت بتقوله ده لكن اعتقد انهم ممكن يتحرجوا ، مهما كان ممكن يقولوا انهم ما لهمش صفه هنا
يونس : انتى ناسيه ان مرات عمي تبقى جدة همس و ان زهرة تبقى خالتها زي سوزان بالظبط ، يبقى ازاي بقى ما لهمش صفه ، بالعكس ده ليهم صفه وصفه كبيره اوي كمان
فاطمة : مش عارفه يا يونس .. بس عموما اما يبقى زكريا يرجع نبقى نقعد ونتكلم مع بعض احنا الثلاثه ونتفق واللي فيه الصالح ان شاء الله يكون
يونس : الاهم من كل ده دلوقتي ان انتى تتفقي مع زهره انها هتفضل معانا ، ما فيش سبب ابدا انها ترجع الشقه اللي كانت فيها ، و كمان الحوامديه اللي هي عايشه فيها دي بعيد اوي عن هنا وكده كده انتى بتقولي انها كانت بتدور على شقة تانية ، و ان عقد الشقه اساسا قرب يخلص ، يعني كده كده لازم هتشوف مكان ثاني تعيش فيه
فاطمة : ما انا عشان كده يا ابني بقول لك ان احنا المفروض نرجع البيت عندى ، مهما كان اسمه بيت عمها وبدر مش هتتكسف انها تبقى موجوده فيه ولو حبت انها تقضي وقت مع همس يا سيدي تعالى انت وهمس اقعدوا معانا هناك ، انا كده كده مش هسمح لك من اساسه انك تقعد لوحدك ، مش هبقى متطمنه عليك حتى لما ترجع لحالتك الطبيعيه ان شاء الله قريب .. فبرضه مش هسيبك تعيش لوحدك الا لو جالك مزاج في يوم من الايام انك تتجوز ، وقتها بس ممكن اسمح لك انك ترجع هنا تاني
يونس باستنكار : ايه بس الكلام اللي انتى بتقوليه ده يا ماما ، جواز ايه اللى انتى بتجيبي سيرته ده ، انا اتجوز ثاني بعد نور ، ده لا يمكن يحصل ابدا 😒
فاطمة و هى تربت على يده : خلاص ما تزعلش كده ، اعتبرها زلة لسان يا سيدي ، ويا عالم يا ابني ربنا مخبي لنا ايه وشايل لنا ايه ، ربنا يكتب لك الخير دايما
وبعد قليل يدلف زكريا بصحبه زهره وسوزان و يلقون السلام ، فتسال فاطمه بلهفه قائله : ايه الاخبار يا اولاد طمنوني .. سبتوا بدر عامله ايه دلوقتي
سوزان بحزن : سيبناها نايمه برضه يا ماما ، الدكاتره مدينها كميه مهدئات كبيره ، وكمان الدكتور قال انهم هيفضلوا يدوها في المهدئات دي يمكن يومين كمان على ما هتصحى
فاطمة بحزن : لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، ما تقلقوش يا اولاد .. ان شاء الله هتبقى كويسه ويمكن خير ، على الاقل ان شاء الله لما تفوق والدكاتره يطمنونا عليها تلاقي نفسها خلاص موضوع الحبس ده انتهى ، وانها تقدر تخرج بقى وتعيش معانا و في وسطينا من تانى
زكريا : كل شئ بأمر الله
وعندما لاحظت فاطمه ان زهرة لا تشترك فى الحديث قالت لها : وحدي الله يا زهره يا بنتي ان شاء الله ماما هتبقى زي الفل وهتخرج بالف سلامه ما تقلقيش
زهرة بتنهيدة مثقلة : لا إله إلا الله محمد رسول الله
يونس : خلي داده تحضر لهم اكل يا ماما دول ما اكلوش حاجه خالص من الصبح
فاطمة و هى تتجه الى المطبخ : دقايق و يبقى الاكل جاهز
زهرة باحراج : لو تسمحوا لي انا همشي انا
يونس : تمشى تروحى فين
زهرة : هروح
زكريا بحزم : ما فيش مشيان من هنا .. انتى هتفضلي معانا من هنا ورايح مش هترجعي الحوامديه دي تاني ابدا
زهرة باستنكار : ازاي الكلام ده ، اومال هروح فين
يونس : هتفضلي معانا هنا
زهرة بحرج : ايوة .. بس
يونس : ما فيش بس يا زهره هتفضلي هنا وماما كمان ان شاء الله لما تخرج بالسلامه برضة هتفضل معانا
وبعدين انتى مش كنتى بتقولي ان عقد الشقه بتاعتك خلاص هيخلص وانك كده كده بتدوري على مكان ثاني .. يعني كده كده كنتى هتسيبي الشقه ، يبقى خلاص .. سيبيها من دلوقتى و تعالى على هنا
زهرة : يا استاذ يونس …
يونس : استاذ ايه بس يا زهره ، يا بنتي انا جوز اختك ، يعني المفروض تشيلى الالقاب دى نهائى
زهرة بخجل : ايوة .. بس مهما كان
فاطمة و هى عائدة اليهم : اسمعي الكلام يا زهره واعتبري نفسك يا بنتي وسط اخواتك انا مرات عمك زي سوزان بالضبط وكمان سوزان بتقول لي يا ماما ما بتقوليش يا مرات عمي يعني لو حبيتي تقولي لي يا ماما زيك زي سوزان هتفرحيني اوي ، انما طبعا لو عايزه تقولي لي يا مرات عمي مش هقول لك لأ ، و برضة هبقى مبسوطه وفرحانه
زهرة بتردد : بس حاجتى و حاجة ماما
سوزان : بسيطه يا زهره اروح انا وانتى نجيبها شوفي انتى بس عايزه تجيبي ايه ونجيب كل اللي انتى عايزاه من حاجتك وحاجات ماما وكمان ننزل نشتري لماما حاجات جديده عشان لما تخرج بالسلامه ان شاء الله تبقى مبسوطه وما تبقاش محتاجه حاجه
زكريا : خلاص يا زهره اسمعي بقى الكلام ، بكره ان شاء الله تبقي تنزلي الصبح انتى وسوزى تروحوا على الشقه في الحوامديه و السواق هيفضل معاكم هناك لحد ما يرجعكم على هنا تاني او حتى يوصلكم المستشفى وبعد كده يبقى يجيب هو الحاجه على هنا ، وانا كده كده هاجي لكم على المستشفى ونبقى نرجع كلنا سوا ان شاء الله
سوزان و هى تضم زهرة : يبقى هتباتى معايا في اوضتي
زهرة و هى تتلفت حولها : اومال الولاد فين
فاطمة : فى الليفنج بيتفرجوا على الكرتون
زهرة : طب انا هروح ابص عليهم
يونس : روحى كلى الاول مع سوزى و زكريا و بعدين ابقى روحيلهم ، على الاقل تقدرى تتكلمى معاهم
اما مريم فكانت تشيط غضبا و هى تجلس بمكتبها بالشركة بعد ان هاتفت حاتم و طلبت منه الحضور لمكتبها ، و عندما دلف اليها قال بفضول : ايه اللى حصل
مريم بغضب : مش هيسافروا
حاتم : تقصدى مامتك و اخواتك
مريم : اومال مين يعنى ، ايوة هم
حاتم : ايه اللى حصل
مريم : بكلم ماما اقوللها انى اتصرفت و بعتت ناس ظبطت الدنيا فى الشالية لقيتها بتقولى انها مش عارفة هيسافروا امتى و ده لو سافروا من الاساس
حاتم : ماقالتلكيش السبب
مريم باستنكار : بتقول ان يونس لسه هيسال الدكتور ان كان ينفع يسافر و اللا لا
حاتم : طب ما يمكن
مريم بتفكير : تؤ .. ماما صوتها كان بيتلجلج و هى بتكلمنى ، و ما بتبقاش كده الا اما بتكون عاوزة تخبى عنى حاجة
حاتم : و تفتكرى يعنى ايه اللى هتخبيه و ليه
مريم : مش عارفة ، بس كمان مش ملاحظ ان زكريا بية ماجاش النهاردة
حاتم : السكرتيرة بتاعته قالت انه كلمها و قال لها انه عنده مشاوير شغل برة
مريم بسخرية : و هو زكريا عنده شغل غير شغل الشركة ، ده مابيوربش فى حتة من غير ما بنعرف ، يبقى راح فين
حاتم بتخمين : يمكن راح البنك
مريم : و افرض .. هيقضى اليوم كله هناك ، لا لأ ، فى حاجة تانية
حاتم : انتى هتقلقينى ليه ، طب ماتروحى لمامتك ، و اكيد و انتى قدامها هتقدرى تعرفى اللى انتى عايزاه
مريم بتفكير : عندك حق ، بس مش النهاردة .. بكرة
حاتم : و اشمعنى
مريم : هروحلها بحجة انى برجعلها مفتاح الشالية من تانى 😏
و باليوم التالى .. خرجت سوزان بصحبه زهره واتجهتا سويا الى منزل زهرة بالحوامدية ، و قامتا بضب بعض الحقائب المحملة ببعض الاغراض الخاصة بزهرة و بدر ، ثم اتجهتا الى المشفى و صرفا السائق بالحقائب الى منزل يونس
و عند وصول السائق بالسيارة .. اخرج الحقائب و قام بحمل بعضها الى الداخل ، ليلتقى بمريم و التى كانت فى طريقها للدلوف هى الاخرى الى الداخل ، فنظرت الى السائق بفضول و قالت : ايه كل الشنط دى يا محمد .. هو فى حد جاى من السفر و اللا ايه
محمد بصفاء سريرة : دى حاجة الانسة زهرة
مريم باستنكار : و زهرة جايبة كل حاجتها دى هنا ليه
محمد : الحقيقة مش عارف
مريم : و هى فين
محمد و قد شعر ببعض القلق من ملامح مريم : مش عارف
لتتجه مريم الى الداخل بملامح تعتليها الحدة ، و ما ان وقع بصرها على امها و يونس حتى قالت بتهكم غاضب : نفسى اعرف لحد امتى هتتعاملى مع الخدامين بالسذاجة اللى انتى بتتعاملى بيها معاهم دى
يونس بحدة : جرى ايه يا مريم ، انتى ازاى تتكلمى مع ماما بالشكل ده
مريم : و هى ازاى تسمح لواحدة بتشتغل عندنا انها تخلى السواق بتاعنا مرمطون معاها و يشيل لها شنطها كمان
فاطمة بتردد و هى تنظر ليونس : انتى بتتكلمى عن ايه يا بنتى
مريم : عن الدادة اللى حاطينها وسطنا و عاملينها واحدة مننا يا ماما 😏
يونس بحدة : اخرسى .. و اياكى اسمعك تقولى عليها دادة مرة تانية ، انتى فاهمة