رواية انتقام الفصل الرابع عشر
كثيراََ ما نتعلق بأشخاص ونعتبرهم جزءاََ لا يتجزأ من أنفسنا حتى أننا في بعض الأحيان نفعل كل شئ لأجلهم فقط لأننا نؤمن بهم ونراهم مصدر الأمان لنا ومن الصعب أن تصدم بأن ما فعلت كل هذا لأجله لا يقدر هذا أو لا يستحقه من الأساس وهنا تفقد ثقتك بمن حولك وبذاتك أيضاََ ولكن ماذا إذا كان هؤلاء الأشخاص من أقرب ما يكونو إليك؟
مضى الوقت وزين يعامل وعد بأسوء طريقة ممكنة حتى فقدت الأمل بينهما تماماََ فلا تستطيع أن تعدل فكرته عنها ولا يعطيها الفرصة كي تعبر له هما تشعر به حقاََ تجاهه وحتى إذا أعطاها لن يصدقها وظلت وعد تضع كل الحق عليها وتلتمس له العذر فهو حقاََ معه كل الحق
قبل المحاكمة بيوم
كانت وعد تجلس بغرفتها وتسمع أصوات بالخارج وعلمت أن شهد أحضرت ثوب الزفاف وسمعت أصوات الإحتفال والتهاني التي تملء الممر وأصوات الخدم وهم يقدمون التهاني لها فحفل الزفاف بعد أربعة أيام ويتم عمل الأستعدادت اللازمة وقد رأت قبلاََ بعض العاملين اللذين يقومون بتجهيز حديقة القصر إستعداداََ لإستقبال حفل الزفاف بها وكل يوم يمضي كأنه خنجر يطعن قلبها حتى أنها أصبحت تفكر بأن تذهب من المنزل في ذلك اليوم إلى أي مكان أخر ولكن لا تعلم إلى أين فحتى فضل خالها إنقطعت أخباره فجأة إلى أن أتصل بها وأخبرها بأنه في الأسكندرية ينهي بعض الأعمال.... ظلت تسمع الأصوات بالخارج وهي تغلق عينيها بكل ألم وحزن وتشعر بتمزق قلبها حزناََ ولوماََ في نفسها ومع ذلك تشعر بأنها تستحق ذلك حتى إستمعت إلى صوت طرق الباب وذهبت لتفتح وجدت شهد تقف بالباب وتنظر إليها في نصر وشماتة وقالت : مش هتيجي تشوفي الفستان؟
وعد بإبتسامة حزينة : مبروك عليكي
شهد : أنا عارفة إنك مش بتخرجي من الأوضة خالص عشان كدة طلبت من الأتيليه يجيبولك فستان سوارية عشان تحضري بيه الفرح
حملت شهد الثوب وأعطته لها وقالت : يارب ذوقي يعجبك..... جبته أسود عشان يليق على حياتك الجميلة ديه
نظرت لها وعد وهي مازالت تبتسم في وجهها بحزن وكسرة وقالت : شكراََ إنك فكرتي فيا
شهد : إوعى متحضريش..... ده حتى المسافة مش بعيدة أوي هو في الجنينة تحت وبعدين عشان نودعك قبل ما نسافر أصل زين عايز يقضي شهر العسل معايا في المالديف
شعرت وعد بأنها لا تستطيع التنفس وقلبها يؤلمها بشدة ومازالت تبتسم لها وقالت : لا طبعاََ هحضر.... ألف مبروك.... ربنا يسعدكم..... عن إذنك
أغلقت وعد الباب وشعرت شهد بأن وعد تتألم في صمت حقاََ مما جعلها تشعر بالندم على ما فعلت معها ولا تعلم لما شعرت بألمها هكذا حتى قاطع تفكيرها صوت جاسر : ليه كدة يا شهد؟
نظرت له شهد وابتعدت عن الباب وقالت له في همس : أنا زودتها صح؟
جاسر : مش طبعك يا شهد تعملي كدة مع الناس وتجرحيهم وتدوسي علي وجعهم كدة
شهد : أنا مكنتش أعرف إنها موجوعة كدة..... أنا فاكرة إنها زي ما قالت مش بتحبه وإنها هنا عشان الفلوس زي ما زين قالي
جاسر : مش موضوع بتحبه أو لا بس حطي نفسك مكانها شوية.... ديه واحدة كانت جاية تنتقم من عيلتها وفجأة أكتشفت إنها ظلمتهم بعد ما خسرتهم كلهم وكمان أمها ضيعت نفسها وممكن تتعدم
شهد : أنا مفكرتش في كل ده..... وبعدين يا جاسر ما هي اللي بدأت وقطعت الفستان
جاسر : وعد مقطعتش الفستان ماما اللي عملت كدة
شهد في صدمة : إيه؟! لا طبعاََ ماما متعملش كدة
جاسر : روحي إسأليها
شهد : هروح
ذهبت شهد وتحدثت مع سناء أما جاسر فظل ينظر إلى باب غرفة وعد في حزن فهو يعلم أنها تبكي الآن كالعادة مؤخراََ
أما سناء فقد أخبرت شهد بأنها حقاََ من فعلت هذا كي توقع وعد في موقف حرج أمامهم جميعاََ
شهد : ليه يا ماما كدة...... ما هو كدة كدة زين مش طايقها.... وبعدين هونت عليكي تقطعي فستان فرحي
سناء : ما زين جبلك أحسن منه ميت مرة..... وبعدين إنتي مكبرة الموضوع ليه؟ ده أنا برد جزء صغير من اللي عملته فيا ولا نسيتي
شهد : منستش..... بس أنا فعلاََ يا ماما زي ما قولتلك قبل كدة..... أنا حاسة إن فيه حاجة غلط ومش عايزة أكمل في جوازي من زين..... زين بيحبها يا ماما وحاسة إنه في يوم هيحنلها زي ما جدي قال..... يا ماما ساعديني نوقف الجوازة ديه
سناء في غضب : تاني.... هتقوليلي الهبل ده تاني.... قولت مفيش جواز هيتلغي ولا هتتجوزى حد غير زين..... وقولتلك حتى لو بيحبها إنتي بنت خالته وهيحافظ عليكي ولا يمكن يأذيكي.... زين مستحيل يأذي حد فينا
شهد : يعني أتجوز ويرجع يحس إنه بيحبها واتركن أنا على الرف ويروحلها ونبقي ضراير وتاخذه مني في الأخر.... هبقى كسبت إيه بقى
سناء : وإيه يعني.... الشرع محلله أربعة المهم إنك هتبقي مرات زين نصار كبير عيلة نصار بعد جدك
شهد : ماما أنا مش بفكر كدة..... أنا عايزة أعيش مستقرة مع راجل بيحبني أنا..... مش فارق معايا هو مين أو إبن مين..... وبعدين أنا حاسة إن مشاعري لزين مش مشاعر حب كافية إنها تخليني أتجوزه....يعني لما بقرب منه بحس إني بحضن أخويا مش جوزى..... الموضوع ده مخليني مش عايزة أكمل
سناء : لما تتجوزو رسمي وتبقي معاه هتنسي الكلام ده.... ويلا روحي قيسي الفستان وشوفي وراكي إيه وسيبيني أنزل أشوف فستاني كمان
ذهبت سناء وتركت شهد بالغرفة متخبطة المشاعر..... فهي كلما اقترب موعد الزفاف تشعر بعدم رغبتها في أن تكون زوجة له وأيضاََ ترى نظرات زين لها وكأنها أخته وليست حبيبته..... ظلت ترجو الله أن ينهي هذا الزواج إذا كان شراََ لها وليقرب بينها وبين الشخص الذي يستحقها حقاََ..... أما وعد فكانت تبكي في ألم حتى دخل نصار الغرفة ونظر لها في حزن علي حالتها التى تسوء يوماََ بعد يوم وقال : وبعدين يا بنتي بقى.... حرام عليكي نفسك
أغلقت عينيها في حزن ووضعت يدها على صدرها وقالت : مش قادرة يا جدي..... قلبي بيوجعني.....سيبني أمشي .... عشان خاطري يا جدي..... أنا عارفة إني مليش خاطر عند حد فيكو بس سبوني أبعد والله ما هعمل أي حاجة تزعلكم تاني ولو على إبني فا أنا هجيبه هنا تشوفوه براحتكم
نصار : هتروحي فين بس يا وعد..... وبعدين ما إنتي شايفة زين معاند إزاى..... وكمان أنا إتعودت على وجودك معايا.... خليكي معايا وأنا وإنتي يوم الفرح هنمشي نروح أي حتة إنتي عايزاها
وعد : مينفعش متحضرش الفرح يا جدي
نصار : مش مهم عندي إي حد غيرك إنتي.... عشان تعرفي إن خاطرك عندي كبير
إرتمت وعد بين أحضان نصار وبكت وهو يرتب علي كتفها وبعد قليل قال : بكرة جلست المحكمة بتاعت سمر
إبتعدت وعد عنه ونظرت له في خوف وقالت : هتاخد إعدام صح؟!!!
نظر نصار بعيداََ عنها ولا يعلم كيف ستتحمل وعد كل هذا فهي أمها بالمقام الأول حتى وإن كانت قاتلة فستظل هي أقرب الأشخاص إليها ولن تتحمل إذا حكمو عليها بالشنق
وعد في بكاء : أنا عارفة إنها هتاخد إعدام..... يعني خلاص خسرت كل حاجة..... الإنتقام خلاني خسرت كل حاجة..... زين وعيلتي وأمي..... فاضلي إيه أنا..... أوعى تسيبني إنت كمان يا جدو..... أنا من غيرك هضيع خلاص
نصار في حزن : أنا مش هسيبك يا وعد.... إنتي بنتي مش حفيدتي..... إنتي عارفة إن كان نفسي في بنت أوي بس للأسف جدتك مقدرتش تخلف بعد أبوكى..... ولما أبوكى خلف نور كانت التفاحة بتاعت البيت بس ماتت مع أبوكي الله يرحمهم بقى..... بس ربنا بعتلي بنت زي القمر تبقي بنتي وحبيبتي اللي خدت قلبي أول ما قالتلي يا جدي..... أنا عايزك تجمدي يا وعد عشان أنا حاسس إن اللي جي خير..... وقلبي بيقولي إن زين هيسامحك في يوم من الأيام
وعد : أنا عايشة بس على الأمل ده يا جدي..... يارب نقرب من بعض تاني..... إدعيلنا بس
إبتسم نصار لها وظل معها حتى نامت قليلاََ وعاد زين إلى القصر وجد العائلة مجتمعة علي العشاء عدا وعد كالعادة فهي ترفض أن تتواجد معهم جميعاََ وترى كل هذه النظرات الحاقدة بأعينيهم..... نظر لهم زين وأخبرهم بأنه سيبدل ثيابه وينزل على العشاء ثم صعد إلى الطابق العلوي وذهب إلى غرفة وعد وفتح الباب وجدها تجلس أمام الطعام ولا تأكل منه شئ فقال : شكلك عرفتي إن محكمة أمك بكرة..... إيه زعلانة عليها؟
نظرت له وعد ولم تجيب فقال : على العموم متزعليش من دلوقتي..... إستني لما تتعلق في حبل المشنقة وبعدين إبقي أزعلي براحتك ورحي إدفنيها بقى وعيطى وصوتي براحتك.... بس للأسف مش هتعرفي تعمليلها عزا
بكت وعد وقالت : حرام عليك يا زين بقى
زين في غضب : حرام عليا؟!!! ومش حرام عليكو لما قتلتو أبويا
وعد : أنا مقتلتش حد
زين : مش معني إنك محطتيش السم بإيدك إنك مقتلتيش..... إنتي جاية هنا أصلاََ عشان تقتليه.... أنا كل إما أفتكر إني دخلتك البيت ده بإيدي ببقى عايز أموت نفسي..... بس مش مهم برتاح عموماََ لما بشوفك بالمنظر ده
نظرت له وعد والألم يرتسم علي قسمات وجهها ثم ذهب زين وتركها تبكي ولا تعلم أتبكي على فراق أمها أم معاملة زين القاسية لها وبعد قليل نهضت ونامت دون أن تتناول أي شئ
في الصباح إستيقظ زين مبكراََ ليذهب إلى قاعة المحكمة ولكن تم تقديم موعد الجلسة وحضرها المحامي وسمع المرافعة
حاجب المحكمة : سمر عبد العال دسوقي
سمر : موجودة سعادتك
المحامي : عبد الله ياسين حاضر عن المتهمة
القاضي : إتفضل يا أستاذ
عبد الله : ممكن نستدعي الطبيب الشرعي سيادتك
القاضي : نادي على الطبيب الشرعي
الطبيب : حاضر يا فندم
ثم أدلى بالقسم وقام عبد الله بالوقوف بجانبه وبدأت الأسئلة
عبد الله : حضرتك يا دكتور أفدت في التقرير إن المجني عليه مات أثر التسمم بس مذكرتش نوع السم
الطبيب : لأن السم مش معروف.... أو مجهول الأسم بس هو موجود بالفعل بس نادر جداََ
عبد الله : ممكن حضرتك تكلمني عن خصائص السم ده
الطبيب : السم ده ملوش لون ولا طعم ولا ريحة يعني لو تم إضافته لأي عصير أو أكل مش هتحس بيه وممكن يتحقن كمان عادي بس هو ملوش إسم علمي بس إحنا عارفين إن فيه سم بيستخرج من بعض الأعشاب البحرية وأكتر الإحتمالات إن ده السم اللي قتل المجني عليه تاني حاجة إن السم ده لما بيدخل الجسم بيعمل علي إتلاف الأجهزة الداخلية للجسم يعني يدخل على الكبد والكلى وبعدين الرئة وأخيراََ القلب وفي حالة المجني عليه عشان السن طبعاََ وإنه كان عنده القلب مستحملش السم ده
عبد الله : يعني حضرتك بتقول إن السم بيدمر الجسم من جوا الأول..... طيب ممكن أعرف بياخد وقت أد إيه لحد ما يموت الجسم نهائي؟
الطبيب : هو على حسب الحالة لكن مش أقل من ٥ أو ٦ ساعات وممكن أكتر لأن السم بيموت بالبطئ مش سريع المفعول.... يعني في حالات ممكن تقعد بعد حقن السم ده شهرين لحد الوفاة بس طبعاََ بيبقي فيه إعياء شديد وطالما المجني عليه مكنش بيشتكي فا أنا تقديري إنه خده ومات بعدها في خلال ٧ ساعات وده طبعاََ عشان لقينا منه في المعدة يعني ملحقش يتهضم بالكامل
عبد الله : سيادة القاضي.... ممكن نذيع الفيديو المصور اللي في إثبات إن موكلتي هي اللي دخلت العصير للمجني عليه
القاضي : إعرضو الفيديو
تم تشغيل الفيديو في المحكمة ثم قال عبد الله : سمر هنا دخلت العصير الساعة ٤ و ٢٥ دقيقة على حسب الساعة اللي كان بيتم بث الفيديو فيها..... حضرتك يا دكتور ممكن تقولي وقت الوفاة بالظبط؟
الطبيب : من ٤ و٣٠ دقيقة ل ٥ بالكتير يعني في نفس التوقيت بالظبط
عبد الله : طيب تتوقع إن العصير ده هو اللي السبب في قتل المجني عليه؟
الطبيب : لا طبعاََ مش ممكن
عبد الله : شكراََ يا دكتور..... سيادة القاضي العصير اللي دخلته موكلتي مش هو السبب في الوفاة زي ما الدكتور قال ده غير إن بفحص المواد اللي موجودة في معدة المجني عليه مفيش أي تواجد العصير البرتقال ولكن ذكر الطبيب في التقرير إن العصير كان موجود في البلعوم وده يبعد الشبهة تماماََ عن موكلتي بذلك أطلب من عدالة المحكمة براءة سمر عبد العال من التهمة المنسوبة إليها
بعد المدوالة أخذ القاضي قرار الإفراج عن سمر بضمان محل الإقامة وقام فضل بالتهليل في المحكمة فرحةََ بخروج سمر من القضية ثم خرج المحامي الخاص بعائلة نصار وتحدث مع الطبيب الشرعي الذي أكد له ما قاله المحامي حقاََ وأن عامر قد تم تسميمه خارج المنزل وهذا ما سيغير سير التحقيق تماماََ بعد قليل وجد زين يتوجه داخل المحكمة فذهب إليه وأخبره بأن سمر قد حصلت على البراءة وقص له ما حدث وطلب زين منه متابعة القضية وقاطع حديثهما إتصال نصار به
زين : أيوة يا جدي
نصار : طمني يا زين إيه الأخبار؟
زين : سمر خدت براءة.... مش هي اللي قتلت بابا
نصار في صدمة : معقول.....طيب مين؟
زين : التحقيق هيتوسع يا جدي... لأن الطبيب الشرعي بيقول إن بابا إتسمم قبل ما يرجع البيت بس السم بياخد وقت طويل عشان يموت فا هيبدأوا يشوفو هو راح فين اليوم ده ويعيدو التحقيق كله
نصار : طيب يا زين..... طمني لو عرفت جديد
صعد نصار إلى غرفة وعد وما أن رآها حتى إبتسم لها في سعادة وقال : إمك خدت براءة يا وعد..... سمر مقتلتش عامر
نظرت له وعد في صدمة وقالت : إزاى..... ده بجد؟
نصار : بقولك خدت براءة..... يعني خلاص يا بنتي متحسيش بالذنب تاني.... كدة أنا هاخد حق إبني من اللي قتله.....بس أعرف هو مين وأنا مش هرحمه
وعد : أنا مش مصدقة..... هي اه قالتلي إنها مقتلتوش بس متوقعتش إنها بتتكلم بجد..... أنا عايزة أروح لها..... مش هي زمانها روحت؟
نصار : اه أكيد هتروح علي البيت
وعد : طيب هنزل أروح علي طول
نصار : كلي الأول وبعدين إنزلي
تناولت وعد الطعام في سعادة لأول مرة منذ فترة ثم بدلت ثيابها وقام نصار بطلب سيارة لها لتوصلها إلى هناك وأعطاها بعض الأموال وذهبت..... كانت سمر قد عادت هي وفضل وكل من بالحي قامو بالإحتفال ببراءتها ثم صعدت إلى المنزل ودخلت إلى غرفتها لتبدل ثيابها بعد قليل دخل فضل الغرفة وقال لها في سعادة : حمد الله على السلامة يا أختي..... نورتي بيتك
سمر : ده نورك يا فضل..... يااااه مش مصدقة إني رجعت البيت..... ده أنا قلت مش هشوف الشارع تاني..... لولا المحامي اللي جابته وعد كان زماني بتعدم
فضل : بس إنتي نفدتي بأعجوبة
سمر : اه شفت..... يعني يوم ما أجي أنفذ يبقى هو جي متسمم جاهز
فضل : بس مين اللي عمل كدة؟
سمر : معرفش بقى.... المهم إني خرجت وكله بالفلوس.... يعني لولا وعد دفعت فلوس أد كدة وجابت محامي كبير مكنتش خرجت منها أبداََ
فضل : بمناسبة وعد..... أظن كدة الفرحة فرحتين ووعد خلاص بقت حامل وكل حاجة زي ما إنتي عايزة
سمر : اه..... بس هي فين؟
فضل : كلمتني وقالتلي إن نصار خلي زين يردها لما عرف إنها حامل بس لما رجعت إمبارح وروحت سألت في الشركة عرفت إن زين هيتجوز شهد كمان كام يوم.... بس خروجك براءة ممكن يساعد وعد شوية
وصلت وعد إلى المنزل وأمرت السائق بالعودة إلى القصر فقد تمنت أن تبقى اليوم مع أمها في المنزل وأنها ستخبر نصار لاحقاََ..... صعدت في سعادة بعد أن تلقت التهاني من أهل الحي لعودة سمر إلى المنزل وعندما صعدت فتحت الباب في هدوء كي تفاجأ سمر ودخلت في صمت وجدتهما يتحدثان داخل الغرفة واستوقفها قول فضل : بس أنا مش فاهم حاجة من اللي وعد قالته..... يعني إيه هي بنتك إنتي وبدر؟
سمر في غضب : ما أنت اللي غبي..... إيه اللي خلاك تقولها إنها بنت محمود
فضل : الله..... ما إنتي مخلفتيش غير وعد بس.... متفهميني يا سمر
سمر : هفهمك..... وعد مش بنتي أصلاََ
وقعت الصدمة على وعد التى فتحت عينيها ووضعت يدها على فمها وسمعت ما تقوله سمر: بعد ما مات محمود حاولت كتير أوي مع بدر بس للأسف كان بيحب مراته ومرديش يتجوزني عليها وأنا عيني كانت هتطلع على فلوسه بعد ما عشت عيشة الفقر مع محمود وكمان طلع عيان والبت خدت المرض منه ولو كان معايا فلوس كنت لحقتها وعالجتها بس الحرمان وحش وده اللي خلاني أطمع زيادة فيه ولما يأست قولت أخلص منه وأقول بقى إني كنت مراته وساعتها كان نصار مش هيرضى بالفضيحة لإبنه وكان هيسكتني بقرشين وخلاص رضا يعني.... يعني لو طلبت مليون جنيه عشان أسكت مكنش هيعترض..... ويوم ما وعد ماتت في الفجر حسيت بنار جوايا وحقد على كل حد معاه فلوس وأنا لا.... خدت وعد علي إيدي ومشيت وراهم كنت ساعتها مش مصدقة إنها ماتت كنت فاكراها هتقوم تاني زي ما كان نفسها بيروح ويرجع تاني ولما لقيته دخل محل كدة يتعشى فيه بلغتك بالمكان عشان تيجي تقطع فرامل العربية زي ما اتفقت معاك وشفتك وإنت بتقطعها وفضلت أنا قاعدة مستنياه يخرج بس عشان حظهم الزفت مراته وبنته كانو بيتعشو معاه وركبو العربية سوا فضلت وراهم لحد ما لقيت العربية بتسرع ومش عارف يتحكم فيها وراح لابس في عربية تانية واتقلب نزلت من التاكسي اللي كنت راكباه وجريت علي العربية لقيت نور بنته مربوطة بحزام العربية ورا وبدر ومراته مش في وعيهم وبعدين البت بصتلي ولقيتها بتضحك بصيت علي وعد علي إيدي ولقيتها خلاص مش عايزة تقوم وجسمها برد جداََ ساعتها إستوعبت إنها ماتت رحت حاطاها مكان نور وخدت نور من العربية وجريت بيها وبعدين سمعت صوت إنفجار العربية وكل اللي كان في دماغي وقتها حاجة واحدة إني لو روحت لنصار وقولتله إن بدر إتجوزني ومخلف مني وعمل تحليل للبت هتطلع فعلاََ بنت بدر وساعتها هاخد من الورث ولما رجعت هنا خفت أروح بيها لنصار عشان أكيد هيعرف شكلها وكمان عرفت إن أخوه عامر عنده ولد وأكيد هو اللي هيورث كل حاجة وساعتها مش هاخد غير جزء صغير من الورق ومن هنا جاتلي فكرة إن وعد تلعب على زين وده اللي حصل وخلاص قربت..... دلوقتي بعد ما وعد أو نور حملت مفيش داعي لوجود زين هنخلص منه وساعتها إبنه هيورث كل حاجة وأنا هبقي جدته ووعد خاتم في صباعي وساعتها هدخل قصر نصار وأنا حاطة رجل على رجل
فضل في صدمة : يخرب عقلك يا سمر..... فكرتي في ده كله إزاى؟
سمر : الفقر وحش..... ولا أنت عايز تعيش في الفقر ده طول عمرك؟
فضل : لا طبعاََ
سمر : بس جواز زين ده مصيبة...... إفرض شهد حملت منه..... هيبقى إبنها اللي على الحجر وهتاخد كل حاجة..... إنت لازم تخلص على زين قبل ما يتجوزها..... مش إنت بتقول هيتجوز كمان كام يوم؟
فضل : اه يوم الجمعة الجاية
سمر : حلو..... خلص عليه قبل اليوم ده..... أنا هجيبلك سلاح وتخلصني منه.... هو كدة مهمته خلصت
ركضت وعد من المنزل في صدمة ودموعها تنساب على وجهها وظلت تركض بالشوارع دون وجهة محددة والذعر والخوف يسيطران عليها