رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثالث عشر بقلم ميمي عوالى
مضت الليلة على جميع من بمنزل يونس بقلق مقرون بالشغف ، فكانوا جميعا ينتظرون وقع نزول الخبر على زهرة ، فكانت فاطمه تشعر بان خبرا كهذا من المؤكد انه سيجعل زهره تشعر بالارتياح لاستطاعتها مساعده بدر للخروج من محبسها ، اما سوزان فكانت على قدر من السعاده لشعورها بان الله قد عوضها عن فقدانها لشقيقتها نور بأخت اخرى حتى ولو كانت اخت غير شقيقه
بينما تضاربت مشاعر يونس وزكريا ، فيونس لا يتذكر بدر ولا تجمعه بها ايه ذكريات قد يتذكرها بها فعندما حدث ما حدث كان ما زال صبيا صغيرا ، و لكنها ام نور التى حرمهما عمه من البقاء معها بكل قسوة ، و بات ليلته و هو يفكر و يفترض .. لو ان نور ما زالت بينهم .. فكيف كان مدلول ما حدث على مشاعرها ، هل كانت ستسعد بذلك كسوزان ، ام انها كانت ستشعر بالغضب من الوصع كله
بينما زكريا كان يشعر بشعور لم يعرف ماهيته ، فكان يشعر باضطرابا لم يعتاده من قبل ، فقد اعتاد على عدم وجود اي اقارب له سوى اخوته وسوزان وبرغم حبه و تعلقه الشديد بفاطمه وامتنانه لها عرفانا بجميلها وحنوها عليه في تربيته الا انه عندما علم بان خالته ما زالت على قيد الحياه وان باستطاعته ان يجتمع بها راوده بعض الحنين لرؤيتها والتمتع بقربها رغم زكرياته القليلة و البعيدة ايضا معها
و ايضا و برغم معزته الخاصة لزهرة بصفتها معالجة نفسية لاخيه و ابنته ، و ايضا تعتنى بصغيريه .. الا انه شعر بالسعادة والارتياح لكونها ابنة خالته
اما سوزان فلم تستطع النوم ، و قضت ليلتها فى تصور لقائها بأمها و وصعت له سيناريوهات كثيرة ، و ظلت على وضعها حتى اطلت اشعة شمس النهار ، لترتدى ملابسها و تخرج من غرفتها و تتجه الى الاسفل ، بل انها اتجهت الى الخارج ، و جلست بالحديقة و هى تحدق ببوابتها بانتظار دلوف زهرة بين الفينة و الاخرى
لتتفاجئ بزكريا ينضم اليها و هو يقول بصوت يبدو عليه الارهاق : صباح الخير .. ايه .. ماعرفتيش تنامى زيى
سوزان : صباح النور ، حاولت انام .. بس ماعرفتش
زكريا : نفس اللى حصل معايا
سوزان بفضول : تفتكر هتفرح بالخبر
زكريا : تقصدى مين فيهم ، زهرة و اللا خالتى
سوزان : الاتنين
زكريا : خالتى اكيد هتفرح طبعا
سوزان بترصد : طب و زهرة .. تفتكر ممكن حاجة زى كده تخليها تتضايق
زكريا : التفاصيل تضايق يا سوزى ، تضايق اوى كمان
سوزان : عندك حق ، على اد فرحتى بان ماما عايشة و موجودة ، على اد حزنى على اللى عرفته عن بابا و اللى عمله معاها
صحيح انا مش فاكراه اصلا و لا فاكرة مراته ، لكن نور الله يرحمها كانت حكتلى عنهم حاجات بسيطة على اد ذاكرتها ما استوعبت لان برضة هى كمان كانت بتاع خمس ست سنين وقت ما اتوفى
لكن كانت بتكره اللى كان اسمها نانى دى ، و قالتلى انها كانت قاسية علينا ، و ان بابا ما كانش تقريبا يعرف حاجة عنا
دايما كانت بتقوللى انها ما حسيتش بالحب و الدفا غير لما جينا هنا عند ماما فاطمة
زكريا : ماما فاطمة دى فلتة من فلتات الزمن ، تعرفى .. بابا الله يرحمه مرة قاللى .. انه لما اختارها هى بالذات عشان يتجوزها بعد ما امى ماتت و هى بتولدنى ، كان عشان حنيتها على كل اللى حواليها .. كانت جارتهم ، و قاللى ان امى الله يرحمها كانت بتحبها و بتحترمها
و قاللى انها لما ولدت يونس .. كان قلقان ان معاملتها ليا تتغير ، لكن اتفاجئ انها صاحبتنى بزيادة و كانت دايما تقوللى اخوك الصغير و لما يكبر هتاخد بالك منه ، حتى لما كنت انا و يونس نتخانق مع بعض على اى لعبة .. عمرها مانصرت حد فينا على التانى
سوزان : اومال كانت بتعمل ايه
زكريا بابتسامة : كانت بتاخد مننا اللعبة و تقوللنا انها مش هترجعهالنا تانى غير لما تلاقينا اتصالحنا و رجعنا نلعب مع بعض بأدب
ليسود عليهما بعض الصمت قبل ان يستمعا لصرير البوابة ، و ينتبها لزهرة و هى تدلف منها بهدوء و تلقى عليهما تحية الصباح ببعض الدهشة لوجودهما معا بهذا الوقت المبكر
و لكن دهشتها ازدادت عندما وجدتهما يقتربان منها و التوتر يعتلى ملامحهما و سوزان تقول بلهفة : ايه يا زهرة .. مال وشك كده
زهرة باستغراب : مالى .. انا كويسة خالص ، انتو اللى فى حاجة و اللا ايه
سوزان بتردد : لا خالص .. عادى
زكريا : لأ فى
سوزان بلجلجة : ايوة صحيح .. فى حاجة مهمة اوى عاوزين نكلمك فيها
زهرة بقلق و هى تتنقل ببصرها ما بين سوزان و زكريا : ايه اللى حصل ، ثم قالت بلهفة و هى تنظر لزكريا : المحامى قال لحضرتك اى حاجة عن ماما
زكريا بنفى : لا خالص .. لسه ما قالليش اى حاجة
زهرة بدهشة : اومال فى ايه انا اترعبت
لتمد سوزان يدها و تمسك بكف زهرة بحنان و تسحبها معها الى الداخل و هى تقول برفق : ما تخافيش كده ، كل الحكايه ان احنا عاوزين نتكلم معاكي في موضوع قبل ما تبتدي يعنى تنشغلي مع الولاد ، فتعالي نقعد جوه لان الدنيا ابتدت تحرر ويمكن كمان ماما فاطمه ويونس ييجوا يقعدوا معانا ، لان هم كمان عاوزين يتكلموا معاكي
زهرة بتردد : لو انتم شايفين ان انا مش هينفع اكمل معاكم تاني ولا مع الولاد ممكن تقولوا لي ببساطه وانا همشي من غير اى احراج
سوزان بلهفة : تمشي تروحي فين بس ، انتى مش هتتحركي من هنا تاني ابدا بعد كده
زهرة و هى تزداد حيرة : انا ما بقيتش فاهمه حاجه
كانوا قد وصلوا الى الداخل ولمحوا فاطمه وهي بصحبة يونس ، و هما يتقدمان منهم و يلقيان عليهم تحيه الصباح ثم تقول فاطمة : دائما يا زهره بتيجي في ميعادك ما شاء الله عليكي يا بنتي ربنا يحميكى
زهرة بامتنان : متشكرة اوى لحضرتك
زكريا : تعالي يا زهرة اقعدى عشان نعرف نتكلم
فاطمة بابتسامة : بالراحه عليها يا ولاد انتم مالكم خليتوها مخضوضة بالشكل ده ، ما تقلقيش يا زهره احنا هنتكلم معاكي يا بنتي كلام عادي خالص ما تقلقيش ، مالك خايفه بالشكل ده
زهرة بقلق : انا مش خايفه . بس مستغربه ، حاسه انى هسمع حاجه ممكن ماتبقاش ……
زكريا مقاطعا اياها : اعتقد ان العكس صحيح يا زهره ، اهدي بس كده واسمعيني
زهرة بانتباه : سامعاك
زكريا : امبارح انتى بعتتيلي صوره البطاقه بتاعه مامتك مش كده
زهرة بدهشة : ايوة
زكريا : مامتك اسمها بدر على سليمان الحاوى .. مش كده
زهرة : ايوة .. ده اسمها ، بس ايه المشكلة
سوزان بدموع : مش مشكله خالص يا زهره كل الحكايه ان انا كمان مامتي اسمها بدر علي سليمان الحاوي
زهرة بعدم استيعاب : تشابه اسماء يعنى .. عادى ، بتحصل
زكريا : لا يا زهره مش تشابه اسماء ، مامتك هي نفسها مامة سوزان
زهرة بذهول : ايه الكلام ده يا استاذ زكريا ازاي يعني .. اكيد في حاجه غلط ، ازاي يعنى مامتي تبقى هي نفسها مامة سوزان ، اكيد تشابه اسماء
فاطمة : لا يا بنتي مش تشابه اسماء ولا حاجه ، صحيح صوره مامتك اللي في البطاقه يمكن ما تكونش واضحه قوي ويمكن الزمن اثر عليها وعلى ملامحها لكن عمري ابدا ما اتوه عن عيون مامتك اللي اول ما شفتك يوم ما كنتى داخله من الباب وانتى ماسكه همس في ايديكي افتكرتها في لحظه من ملامحك اللي تعتبر نفس ملامحها وقت ما كنت معاشراها زمان
زهرة بذهول : انا مش قادرة استوعب حاجة من كلامكم ده
يونس : اعتقد انك لازم تسمعي الحكايه من اولها عشان تقدري تستوعبي فعلا كل الكلام ده
فاطمة : انا هفهمك يا زهره واحكي لك يا بنتي الحكايه كلها من البدايه عشان تقدري تفهمى الحكاية مظبوط
لتبدا فاطمه في قص جميع ما سبق وقصته على زكريا ويونس وسوزان بالليله السابقه وكانت زهره تستمع اليها بانتباه شديد ويبدو عليها الذهول التام ، حتى انتهت فاطمه من حديثها وقالت : معنى كل اللي حكيته لك ده ان انتى وسوزان ونور اخوات حتى لو اختلف اسم الاب لكن هتفضلوا اخوات من الام
زهرة بدموع : ومين اللي قال لحضرتك ان اسم الاب مختلف
زكريا بفضول : تقصدي ايه
زهرة : اقصد ان فاطمه هانم وهي بتتكلم وبتحكي على اللي حصل زمان قالت ان اللي كان متجوز ماما كان اسمه منير واللي يبقى والد نور وسوزان مش كده
فاطمة : ايوة يابنتى
زهرة : انا كمان اسمى زهرة منير
يونس بصدمة : مش معقول .. ازاى الكلام ده
زكريا : ممكن تكملى اسمك ، اسمك زهرة منير ايه
زهرة : زهرة منير محمود الخياط
فاطمة : يعنى ايه ، امتى و ازاى
ليقول يونس : هى وقت ما عمى عمل اللى عمله ، كانت سوزان وقتها عمرها اد ايه
فاطمة : ما كانتش كملت سنتين
سوزان : يعنى وقت ماحصل الكلام ده .. كانت ماما حامل
فاطمة : ماقالتلناش ، طب ليه ما حاولتش تيجينى و تقوللى
بس انتى يا زهرة سبق و قلتيلى قبل كده ان باباكى اتوفى من خمس سنين يبقى ازاي انتى بتقولي دلوقتى ان اسمك على اسم سوزان
زهرة : ده لان والدي اللي توفى ده .. يبقى والدي اللي رباني واللي يبقى جوز ماما .. الله يرحمه عمري ما عرفتلي اب غيره ، هو اللي رباني و اهتم بيا وبتعليمى ، لحد اما مات الله يرحمه ، كنت خلاص تقريبا خدت الماجستير وكنت خلاص هبتدي ان انا اقدم على الدكتوراه
ولولا المعاش بتاعه اللي ماما بقت تاخده بعد ما مات .. ما كانش هيبقى لنا اي دخل ثاني ابدا بعد وفاته ، يعنى هو اللي صرف على تعليمي وعلى لبسي وعلى كل حاجه في حياتي ، حتى جهازى اللى ماما جابتهولى بالقسط .. كنا مرتبين حالنا انها هتدفع القسط من المعاش ده ، وعمري ابدا ما هقدر انسى جميله عليا طول عمري
فاطمة : افهم من كده ان ما عندكيش اخوات منه اقصد يعني ان مامتك ما جابتش ولاد تاني بعد ما اتجوزته
زهرة بنفى : لا .. انا اتربيت ما بينهم وحيده والحقيقه ما اعرفش سبب عدم خلفتهم ايه ، عمري ما سالت و عمر ماما ما اتكلمت ولا بابا كمان الله يرحمه .. عمره ما اتكلم في حاجه زي كده
زكريا : اعتقد ان خالتى هى الوحيدة اللى تقدر تفسرلنا كل الكلام ده
زهرة بفضول : خالتك
زكريا بابتسامة : ايوة خالتى .. مامتك كانت اخت والدتى الله يرحمها ، يعنى انتى دلوقتى بنت خالتى زيك زى سوزى تمام
فاطمة : بس يا زهرة .. انتى ازاى ما اخدتيش بالك ان انتى و همس اساميكم مشتركة فى اللقب
زهرة : حتى لو كنت اخدت بالى ، عمرى ما كنت هتوقع حاجة زى دى ابدا
لتحتضنها سوزان و تقبلها بحب و تقول : سبحان الله ما كدبش ابدا اللي قال ان الدم بيحن .. اهو انا من ساعه ما شفتك وانا حبك اتزرع في قلبي من غير اي مقدمات
زهرة بخجل : الحقيقه انا كمان حبيتك قوي ، و حبيتكم كلكم وبرضه من غير اي مقدمات
سوزان : طب هنروح لماما امتى بقى
زهرة بقلق : الصراحه انا خايفه على ماما انها تسمع حاجه زي كده مره واحده ، اعتقد ان احنا لازم نمهد لها الموضوع ده
زكريا : زهره عندها حق ، لما خالتى تعيش السنين دي كلها وهي معتقده ان بناتها الاثنين ماتوا وبسببها كمان ، مش هيبقى سهل عليها ابدا لما تعرف الحقيقه
يونس بتنهيدة حزينة : تفتكروا لما تعرف ان ولادها ما ماتوش بالطريقة اللى عمي قال لها عليها و لا وقتها ، وترجع تعرف بعد كده ان نور ماتت هيبقى سهل عليها
سوزان بحيرة : انتم مالكم صعبتوها ليه كده ، انا كنت فاكره ان احنا هناخد بعضنا كلنا ونروح لها نزورها ونفرحها بوجودنا كلنا حواليها
زكريا : انا كلمت المحامى اول ما صحيت ، و حولتله الفلوس اللى التاجر طلبها ، و ان شاء الله هيخلص اجراءات التنازل النهاردة ، و مش هيفضل غير اجراءات الخروج
سوزان بحماس : يعنى ممكن تخرج النهاردة
زكريا : للاسف مش بالسرعة دى ، الحكاية ممكن تاخد فى حدود اسبوعين تقريبا
سوزان باحباط : لسه اسبوعين
زهرة بابتسامة : احنا كنا فين و بقينا فين ، اللى خلى المدة اللى مرت دى عدت ، ان شاء الله الاسبوعين كمان هيعدوا
لتفتح زهره حقيبتها وتمد يدها بداخلها وتخرج مغلفا وتقدمه الى زكريا قائله : دي الفلوس اللي قلت لحضرتك عليها .. اتفضل ، و زي ما اتفقنا ان شاء الله انا ملزمة انى اسد لحضرتك الباقي من مرتبي
زكريا بحزم : رجعي فلوسك في شنطتك يا زهره انا مش محتاجها
زهرة : بس ده كان اتفاق بيني وبينك
سوزان : اسمع يا زكريا .. الفلوس دي الكفاله بتاعه ماما وانا ان شاء الله هدفعها كلها انا معايا فلوس تكفي
زهرة : بس انا اتفقت مع استاذ زكريا من البدايه ان انا هدفع الفلوس اللي معايا وانه هيقسط لي الباقي من مرتبي
يونس : الموضوع ما بقاش يخصك لوحدك يا زهره الموضوع بقى يخصنا كلنا ، الموضوع يخص مامتك ومامه سوزان وخالة زكريا وحماتي و جدة همس ، يعني عامل مشترك ما بيننا كلنا ، و اكيد ما ينفعش ان انتى لوحدك اللي تشيل الليله كلها ، الليله دى هتتقسم علينا كلنا
زهرة باعتراض : ايوة .. بس يعنى
قاطمة بابتسامة : ما خلاص يا زهرة ، و زى ما قال لك يونس .. بدر ما طلعتش مامتك لوحدك ، يبقى ليه انتى يا بنتي اللي تشيلي بس الموضوع ده لوحدك .. الموضوع هيتوزع علينا كلنا ، و ماتنسيش انها كمان جدة همس و كانت زى اختى تمام
سوزان : خلاص يا زهرة .. شيلي الفلوس بقى دلوقتي على ما نعرف الفلوس هتتقسم علينا ازاي زي ما قال يونس وخلونا نتكلم في المهم
زهرة بتنهيدة امتثال : طب وايه هو المهم
سوزان : هنعرف ماما اللي حصل ازاي .. انا عاوزه اشوفها ، انا ما نمتش من امبارح وطول الوقت بفكر في المقابله هتتم ازاى بيني وبينها
ليقطع حديثهم صوت هاتف زكريا الذى التقط الهاتف و هو يطالع شاشته قائلا : ده المحامى
ثم يرد على الهاتف قائلا : صباح الخير يا متر .. ايه الاخبار طمني
طب تمام دي حاجه كويسه جدا الخطوه الجايه يا ترى هتبقى ايه
يعني إذن الزياره طلع باسم زهره لوحدها
انا فعلا ما حددتلكش اى اسامي لحد ثاني معاها
عموما ملحوقه الزياره قدامها قد ايه ، اقصد يعنى ميعادها الساعه كام بالظبط
طب تمام .. زهره هتبقى موجوده في الميعاد إن شاء الله
ايوة طبعا مفهوم .. خلاص نتقابل كلنا هناك في الميعاد انا هبقى موجود مع زهره
متشكر جدا يا متر ، على ميعادنا ان شاءالله ، مع السلامه
وبعد ان انهى زكريا المكالمه نظر اليهم وقال : المتر حدد ميعاد للزياره بعد ساعتين من دلوقتي ، بس الزياره طالعه باسم زهره والمحامي بس ، وعشان كده زهره بس اللي هتروح والمحامي طبعا هيبقى موجود معاها علشان يخلص موضوع التوكيل اللى عاوزه من خالتي عشان يقدر انه يخلص لها كل الاجراءات
سوزان بامتعاض : ايه ده يعني انا مش هروح لماما ولا هشوفها النهارده
زكريا : معلش يا سوزي .. اعتقد ان كده الاحسن و اهو على الاقل زهره يبقى عندها فرصه انها تتكلم معاها وتمهد لها الموضوع
و انا هخلي المحامي يطلع لنا اذن مخصوص للزياره بكره ونقدر ان احنا نروح كلنا نشوفها ونقعد ونتكلم معاها
زهرة بفضول : هو حضرتك ما سالتش المتر يعنى هو المفروض الموضوع بتاع انها تخرج خالص ده ممكن ياخد وقت قد ايه
زكريا : حضرتك ايه بس يا زهره ما خلاص يا بنتي قولي لي زكريا على طول ده انا ابن خالتك يعني المفروض ما يبقاش فى تكليف بيننا و بين بعض
زهرة بخجل : طب سالته
زكريا : اللي عرفته ان الاجراءات دي بتاخد تقريبا حوالي اسبوع او اسبوعين ، لكن المحامي وعدني انه هيبذل اقصى مجهوده انه يخلص الحاجات دي باسرع ما يمكن
زهرة و هى تنظر الى ساعة الحائط : اعتقد ان احنا لو هنروح لماما فعلا .. فاحنا لازم نتحرك دلوقتي عشان يا دوب نلحق
زكريا : هى فى سجن ايه
زهرة : القناطر
زكريا : ماتقلقيش معانا وقتنا
سوزان : طب ممكن اجي معاكم هبقى ونس بس
في الطريق
فاطمة : يا بنتي انتى ما نمتيش من امبارح وشكلك مرهق خالص انا بقول ان انتى تطلعي تنامي لك حتى ولو ساعتين علشان ما تتعبيش وزهره لما ترجع هتحكي لنا على اللي حصل
سوزان : حاسة انى مش قادرة اصبر
يونس : خليكى معايا ، على الاقل الولاد مايبقوش كمان لوحدهم
زهرة : يا خبر .. صحيح ، انا كده هتاخر على الولاد
يونس : ماتقلقيش ، سوزى هتبقى معاهم على ماترجعى ، ده ان ما نامتش
فاطمة : ياريتها تنام على ماترجعوا بالسلامة ، و ماتقلقوش على الولاد ، انا هخلى بالى منهم
و على ما زكريا يجهز ، هخلى زينب تحضر اكل سريع كده لبدر النهاردة ، لكن بكرة ان شاء الله نبقى مجهزينلها حاجة مخصوص
اما مريم فكانت تجلس بصحبه مجدى مطاوع ، و ابنته ماجى و كانت تقول : دلوقتي يا مجدي بية .. احنا تقريبا قدرنا اننا نوزع خمسين الشحنه ، والمفروض ان الخمس الثالث على وصول ومحتاجين ثلاجات جديده
مجدى : وليه بقى ثلاجات جديده ما الشحنتين اللي وصلوا الثلاجات اللي موجوده كفت ، ايه اللي يخلينا بقى نجيب ثلاجات جديده من تاني ، هي مصاريف على الفاضي
مريم : التلاجات كفتنا في المرتين اللي فاتوا لاننا كنا بنستخدم الثلاجات بتاعه الشركه بتاعتنا ، لكن دلوقتي مش هنقدر اننا نستخدم الثلاجات دي في الفتره اللي جايه
ماجى : طب ليه يا مريم .. ايه اللي هيقل منفعتها بقى المره اللي جايه وبعد كده كمان
مريم : اننا معرضين ان يونس ينزل الشركه ما بين اي لحظه و التانية
مجدى : طب وهو نزول يونس الشغل من عدمه ايه علاقته باننا ما نستخدمش الثلاجات بتاعه شركتكم
مريم : ان علاقتي بيونس غير علاقتي بزكريا ، زكريا ما كانش بيحاول انه يتدخل كثير في الحاجات اللي انا مسئوله اني اعملها في الشركه انا وحاتم لكن يونس ما عندوش الكلام ده ، يونس ما بيمررش ورقه ولا بيمرر اي تصرف الا لما بيراجعه من الالف للياء
يعني لو حصل ونزل في اي لحظه كل اللي احنا بنعمله ده ممكن يونس يكشفه من اول ساعه يقضيها في الشركه واحنا مش عايزين وجع قلب ومش عايزين حد ينخرب ورانا
مجدى : طب والتلاجات دي لما هنجيبها هتبقى على حساب مين بقى
مريم : احنا قدامنا حل من اتنين .. يا اما الثلاجات تبقى على حسابك والشغل يدخل فيها بايجار يتقسم علينا وعليك يا اما الثلاجات تبقى بتاعتنا انا وحاتم وبرضة الايجار يتقسم علينا وعليك
مجدى بتفكير : انا التلاجات دي مش هستفيد منها حاجه بعد كده لو انا ما استمرتش في موضوع شغل اللحمه ده
مريم : تقصد ان احنا .. انا وحاتم يعني اللي نجيب التلاجات دى
مجدي : بالظبط كده
مريم : طب وقيمه الايجار مين اللي هيحددها
مجدي : نشوف السوق بيقول ايه ونعمل زيه وكله بالورقه والقلم
مريم : تمام مش هنختلف وعموما انا هحاول بقدر الامكان ان الموضوع ده يتم باقصى سرعه ممكنة
مجدي : طب وانتى جاهزه بالارض اللي تشيل الثلاجات دي
مريم وهي تسحب حقيبتها استعدادا للمغادره : ما تشيلش هم يا مجدي بيه ، ان شاء الله كل الكلام ده هيترتب باقصى سرعه
اما بدر .. فكانت تجلس بقاعة الزيارات عندما تقدمت منها زهره بصحبه المحامي و شخص اخر .. منوط بالتوثيقات العقارية ، لتتلقفها بدر بين احضانها وتقبلها باشتياق وحب وهي تقول : حبيبتي يا زهره .. وحشتيني بس برضة قلقتيني ، مش معاد زيارتك .. طمنيني يا بنتي بسرعه و قولي لي .. في حاجه حصلت و اللا ايه
زهرة بابتسامة : ما فيش اي حاجه يا ماما اطمني خالص انا بس جايه علشان اقول لك خبر حلو اوى ، بس الاول عايزه اعرفك على المتر
لتنظر بدر الى المحامي بعدم فهم وهي تقول : اهلا وسهلا بحضرتك
المحامى : اهلا بيكى يا مدام بدر
زهرة : انا جايبه معايا المتر يا ماما علشان عايزاكي تعملي له توكيل
بدر : توكيل عشان ايه ، و المحامى اللى قبل كده راح فين
زهرة : دي حكايه طويله هبقى احكي لك عليها بعدين ، بس خلينا دلوقتي في المهم عايزاكى تعملي كل المتر هيقول لك عليه لان المتر هو اللي هيخلص لك اجراءات الافراج عنك
بدر بلهفة : افراج عنى انا .. انا هخرج من السجن .. امتى
زهرة : في اقرب وقت يا ماما ، خلاص يا حبيبتي احنا سوينا كل الفلوس اللي كانت عليكى و دفعناها كلها للتاجر والحمد لله المتر كان مع التاجر الصبح واتنازل عن كل حاجه وما فاضلش غير شويه اجراءات علشان تخرجي من هنا
وبعد ان قام المحامي بالانتهاء من الاجراءات الخاصه به ، و توثيقها ، انصرف بصحبة الموظف المعنى بالتوثيقات و ترك زهرة بصحبة بدر التى قالت بفضول : ازاي يا بنتي قدرتى انك تكملي كل المبلغ ده في الفتره الصغيره دي ، انتى كنتى لسه اخر مره بتقولي لي اني يمكن قدامك حوالي خمس ست شهور ، ازاي كده في الفتره البسيطه دي قدرتى انك تلمى المبلغ ده كله
زهرة بتردد : الحقيقه يا ماما اللي حصل كان مفاجاه ليا زي ما هيبقى مفاجاه ليكي بالظبط
بدر : احكي لي طيب ايه اللي حصل
زهرة : قبل ما احكي لك اي حاجه انا عايزه اسالك سؤال يمكن عمري ما سالته لك قبل كده
بدر : سؤال ايه يا زهره
زهرة : مين ابويا يا ماما
بدر بتوجس : تقصدى ايه
زهرة : اقصد اني فتحت عيني على الدنيا وانا بقول لبابا حامد يا بابا وعرفتيني من وانا صغيره ان ابويا الحقيقي طلقك من زمان من وانتى لسه حامل فيا وما جبتليش سيرته بعد كده وانا كمان ما حاولتش ابدا انى اسال عليه ، والحقيقه معامله بابا حامد ليا خلتني نسيت انى مش من دمه و نسيت انه مش ابويا الحقيقى
بدر بجمود : ولما انتى نسيتيه يا زهره ايه اللي خلاكى تفتكريه تاني بعد كل السنين دي
زهرة : اني قابلت اللي يعرفه وحكى لي عنه وعنك وعن اخواتي كمان
بدر و عينيها تتلالا بالدموع : مين اللي قابلتيه يا زهره وحكى لك على كل الكلام ده ، وجايه النهارده تقلبي عليا المواجع من اول وجديد تاني يا بنتي 😒