رواية انتقام الفصل الثالث عشر بقلم رباب حسين
كثيراََ ما نرتكب أخطاء أحياناََ دون قصد وأحياناََ نظن أننا نفعل الصواب..... في كل الحالات نتعلم من هذه الأخطاء ولكن الأصعب هو دفع الثمن وأنا أخطئت كثيراََ وعليَّ الآن أن أدفع ثمن أخطائي فقد زرعت الأشواك بيني وبين كل من حولي وابتعدوا عني جميعاََ حتى أصبحت هذه الأشواك لا تأذي غيري وها أنا وحيدة بعد أن خسرت كل شئ ولم يعد لي سواك يا بني العزيز.... ترى هل تشعر بي؟ فأنا أشعر بك وأنتظر قدومك كي تكون عوناََ لي في هذه الحياة وأعلم أن عليّ الإعتذار لك فقد تأتي إلى هذه الدنيا وتجد أقرب شخصان لك هما أكثر شخصان متخاصمان في حياتك.... ولكن لا عليك فأنا أحبك كثيراََ وأعلم جيداََ أن زين سيكون أبداََ جيداََ لك
مازالت وعد تجلس في غرفتها لا تخرج منها ولا ترى أحد بالمنزل سوى نصار الذي يهتم بها ويحاول مساندتها تتجاوز تلك المرحلة الصعبة أما نصار فقد بدأ يفكر بوقف زواج زين من شهد ولكن لا يعلم كيف يفعل ذلك فإذا عرض هذا الأمر على زين فلن يقبل أبداََ ومن الممكن أن يتزوج عنداََ به وبها لذا قرر أن ينتظر ووضع كل أمله في أن زين سوف يدرك حقيقة كل شئ ويوقف هذه الزيجة برغبةََ منه فقط
يجلس نصار بالأسفل ينتظر عودة زين من معمل التحاليل ليأتي بالنتيجة المنتظرة.... دخل زين المنزل ويحمل في يده نتائج التحاليل ونهضو جميعاََ عدا نصار وانتظرو إعلان زين للنتيجة وقال نصار في ثقة وهدوء : ها إتأكدت؟
نظر له زين وقال : كان معاك حق يا جدي..... وعد تبقي بنت عمي بدر فعلاََ
نهض نصار ووقف أمامهم جميعاََ وقال : أنا كنت متأكد بس كنت مستني عشان إنتو تتأكدو وتسمعو مني اللي هقوله ده..... من هنا ورايح وعد هتتحرك في بيت جدها عادي جداََ مش هتتحبس فوق ومفيش حد فيكو هيتعرضلها..... كفاية إتحرمت منها كل السنين ديه ولازم أعوضها عن كل اللي عاشته فاهمين
أماءو له جميعاََ ونظر نصار إلى زين وقال : تعالى ورايا على المكتب..... غادة خلي حد من الخدم ينادي على وعد تجيلي المكتب
دخل نصار وتبعه زين وبعد قليل جاءت وعد وعندما رأت زين شعرت بقلبها يهوى بين قدميها فقد إشتاقت له رغم قسوته
نصار : تعالي يا وعد أقعدي
وعد : خير يا نصار باشا النتيجة طلعت؟
إبتسم نصار وقال : من هنا ورايح تقوليلي يا جدي
نظرت له وعد وفهمت أن النتائج سليمة ثم نظرت إلى زين الذي ينظر إليها بجمود
نصار : إسمعني يا زين.... إنتو الأنتين أحفادي علي إسمي وبمناسبة الأسم هتاخد التحاليل ديه وتروح بيها للمحامي تخليه يطلع شهادة ميلاد لوعد بإسم عمك الله يرحمه وبعدين هتخلي المحامي يجيلي عشان هكتب لوعد أسهم في الشركة وده نصيبها الشرعي في ورث أبوها
نظر له زين وقال : إنت عايز ديه تبقى شريكتي في الشركة؟
نصار في غضب : ديه تبقى حفيدتي وكلامي يتنفذ
وعد : بس أنا مش عايزة يا جدي
نصار : يا بنتي ده حقك
وعد : أنا قولتلك إني مش عايزة من حضرتك حاجة
زين : كفاية تمثيل بقى..... ده إنتي عملتي كل ده عشان الفلوس
نظرت له وعد في حزن ولم تجيب فهو محق وتعلم أنه لن يصدقها مهما قالت فنظرت إلى نصار وقالت : أنا مش عايزة حاجة.... أنا عايزة أمشي من هنا
زين : مفيش خروج من هنا
وعد : مش إنت اللي قولت إني مقعدش معاك تحت سقف واحد
زين : مفيش خروج بإبني من هنا..... خلفي الأول وبعدين روحي في أي حتة إنتي عايزاها
وعد في صدمة : ليه هو إنت هتاخد مني إبني؟!!!
زين في إستهزاء : لا أسيبهولك تربيه عشان يطلع قاتل زيك
نهض زين في غضب ووقفت وعد في غضب أمامه وقالت : إنت مين..... بجد إنت مين؟ إنت زين اللي أنا أعرفه
نظر لها زين في عينيها بغضب وقال : أنا زين تاني..... لكن زين اللي عرفتي تضحكي عليه وتخدعيه ووقفتي في وشه وقولتيله إنك بتكرهيه مبقاش موجود خلاص عشان كدة وفري ألاعيبك ديه لحد تاني
وعد : بس زين نصار مبيرجعش في وعوده..... إنت وعدتني إن محدش هياخد إبني مني
تنهد زين وقال : هو الصراحة الوعد ده ميتاخدش عليا عشان كان فيه وعود كتير أوي قصاد الوعد ده إنتي منفذتيهاش..... بس ماشي مش هاخد الولد بس خروج من هنا إنسي
نظرت له وعد في رجاء وقالت : أرجوك يا زين سيبني أمشي..... أنا مش عارفة أعيش هنا ولا قادرة أستحمل..... كلكم بتكرهوني خليني أمشي إفتكرلي أي حاجة كويسة وخلينا أعيش في أي مكان تاني
ضحك زين بصوت مرتفع وقال : حاجة كويسة..... إنتي عملتيلي أنا حاجة كويسة؟!! .... إنتي أكتر حاجة عملتيها في حياتك عشاني إنك خليتني أكره الحب وأكره نفسي عشان حبيتك وأندم إني في يوم حبيت واحدة زيك
أقترب منها زين ونظر في عينيها بنظرة كره وقال : أنا بكرهك ولو طولت أعيشك في العذاب طول عمرك مش هتردد أبداََ وخروج من هنا تنسيه
نصار في غضب : زين إتكلم مع بنت عمك كويس
نظر له زين وقال : هي حفيدتك يا جدي اه بس متنساش إنها مراتي وكلمتي أنا اللي هتمشي
تركه زين وغادر ونظرت وعد إلى آثره والدموع تملء عينيها وتشوش رؤيتها فقد ألمها سماع هذه الكلمة منه وما ألما حقاََ أنها رأتها داخل عينيه.... اقترب منها نصار ورتب علي كتفها فنظرت له بعيون باكية وقالت : أنا عارفة إني قولتله الكلمة ديه قبل كدة وجرحته بيها بس هو عمره ما شافها في عينيا يا جدي بالعكس عمري ما وصلت لمرحلة إني أبص في عينيه بالكره والحقد ده...... لكن زين بجد كرهني..... خلاص يا جدي كل اللي بينا إنتهى والظاهر إتكتب عليا أعيش في العذاب ده طول عمري..... أنا تعبانة أوي يا جدي
ثم بكت أخذها نصار بين أحضانه وقال لها : إهدي يا بنتي..... زين مبيعرفش يكره هو بس مجروح وأنا متأكد إنه لسة بيحبك..... إصبري شوية يمكن يفوق
شعر نصار بأن وعد يختل توازنها فأمسك بها جيداََ وأجلسها على الاريكة في قلق وقال : كل ده عشان مش بتاكلي كويس..... أنا عايزك تاخدي بالك من نفسك ومن صحتك فاهمة..... البيت ده بيتك تعملي فيه اللي إنتي عايزاه ومحدش هيتعرضلك تاني
وعد : حاضر يا جدي
ظلت وعد مع نصار في المكتب قليلاََ ثم عادت إلى غرفتها أما سناء فقد كانت تتحدث مع جاسر وتطلب منه ضرورة التعجيل بعرض الزواج على وعد فقد أصبح وجودها أمر مسلم به
جاسر : يا ماما لو روحت إتكلمت دلوقتي هيفهمو إني طمعان
سناء : هو أنا بقولك روح أطلب إيدها أنا بقولك شاغلها.... خليها تتعلق بيك وبعدين هيبان ساعتها إنكم حبيتو بعض وخلاص مفيش طمع ولا حاجة
جاسر : طيب ما ده هياخد وقت
سناء : بس سهل.... هي دلوقتي ملهاش حد غير جدك لو إنت قربت وإهتميت بيها هتبقى زي الخاتم في صباعك
انقضى اليوم وبالصباح نهضت وعد وبدلت ثيابها ونزلت إلى الأسفل وجدتهم يتناولول الطعام فلم تتجه إليهم وعندما ألتفتت قال نصار : تعالي إفطري يا وعد
وعد : لا يا جدي..... أنا رايحة الجنينة
نصار : طيب هخلي الخدم يطلعو الفطار ليكي برا
أماءت له وعد وذهبت وأمر نصار الخادمة بأن تخرج الطعام
غادة : أنا برده يا خالي مش طايقة نفسي وأنا شيفاها
نصار : وعد معملتش حاجة عشان تكرههوها بالشكل ده.... وبلاش معاملتكم ديه معاها
جاسر : أنا معملتش معاها حاجة والله
نصار : مش إنت يا جاسر
شهد : ولا أنا والله مع إنها قطعتلي الفستان وبرده متكلمتش معاها في حاجة
تذكر زين ما فعله معها بسبب الثوب وصفعته لها وإعتذارها رغم أنها لم تفعل شئ وبالرغم من ذلك لم يخبر شهد بحقيقة الأمر وأن سناء هي من قعطت الثوب فصاح في غضب : هو قصده عليا أنا خلاص..... أقفلو بقي السيرة ديه
نهض زين وترك الطعام ولحقت به شهد بالحديقة ووقفت تتحدث معه بشأن السفر خلال شهر العسل تحت نظرات وعد التي تجلس بالحديقة
شهد : بص يا زين الفندق ده تحفة وعامل عروض حلوة أوي للعرسان
نظر زين بالهاتف وقال : اه حلو فعلاََ..... خلاص إحجزي
شهد في سعادة : ماشي
زين : هتخرجي النهاردة؟
شهد : اه هروح أعمل بروفة للفستان
زين : الحمد لله إنك لقيتي فستان حلو
شهد : وأنا كمان مبسوطة أوي
ثم قامت شهد بمعانقته فوقع نظر زين على وعد التي تنظر إليهما من بعيد ولاحظ أنها أبعدت عينيها عنهما في حزن والألم يرتسم علي قسمات وجهها وتذكر ما قالته إلى نصار
"مش قادرة أشوف واحدة تاني مكاني في حضنه"
إبتعدت شهد عنه وقالت : أنا هطلع أتصل بصاحبتي عشان تعدي عليا نروح سوا الأتيليه
أماء لها زين وهو يبتسم وذهبت ثم نظر إلى وعد مرة أخرى وجدها تغلق عينيها في ألم فهي لا تتحمل رؤيته مع شهد ولا تعلم كيف ستتحمل هذا الوضع وإلى متى؟..... اقترب منها دون أن تشعر وعد به ووقف أمامها في شموخ وهو يعقد ذراعيه أمام صدره وقال : إيه متضايقة من حاجة؟
نظرت له وعد في عتاب وصمتت قليلاََ تتأمل ملامحه وقالت : لا بس تعبانة شوية من الحمل يعني
زين : تعبااااانة..... طيب ما تنزليه
نظرت له وعد في صدمة وقالت : نعم!!!!
زين : الصراحة أنا مش عايز حاجة تربطني بيكي أكتر من كدة..... وبعدين لو نزلتيه هتقدري تمشي من هنا زي ما إنتي عايزة..... ولا عايزاه عشان الورث وكدة؟
وقفت وعد أمامه وقالت : إنت عايزني أقتل إبنك يا زين..... لا أنا مش مصدقة.... زين اللي حنينه بتتوزع على الناس كلها عايزني أموت إبنه..... ده أنا قلت إنك هتبقى أحسن أب في الدنيا
زين : أنا مش عايز إبني تبقى أمه واحدة زيك..... وبعدين كفاية تمثيل بقى..... إنتي مش هتعملي كدة عشان الورث..... الواد ده هيخلي فلوس عيلة نصار كلها تحت رجليك فا بلاش بقى دور الأم الحنونة وبلاش نتكلم عن الحنية عشان زمانها خلص خلاص ومتدوريش عليها عندي تاني..... الحنية ديه هتبقي للناس اللي تستاهلها
ثم أشار بيده إلى الجهة التي ذهبت منها شهد فنظرت له وعد في حزن وقالت : هي فعلاََ تستاهلها مش هقدر ألومك وأنا مستهلش حنيتك أبداََ بس أنا مش بتكلم عني بتكلم عن إبنك وده أكتر حد محتاج حنيتك وحبك وأنا إستحالة أنزل إبني أبداََ وأفهم زي ما تفهم
تركها زين وذهب إلى سيارته وقادها إلى خارج المنزل وجلست وعد مكانها بعد قليل خرج جاسر ورآها تجلس وحيدة وشاردة وذهب إليها وعندما اقترب منها وجد علامات الألم تظهر على وجهها فتقدم منها سريعاََ في ذعر وقال : وعد مالك؟
نظرت له وعد ومالت على الطاولة فاقدة للوعي وأخذ جاسر يا حاول إيفاقها ولكن دون جدوى فحملها ودخل بها القصر وعندما رآها نصار وقف في ذعر وقال : مالها وعد؟!!
جاسر : أغمي عليها
نصار : طلعها فوق وأنا هطلبلها دكتور
صعد بها جاسر وعندما وضعها بالفراش اقترب وجهه من وجهها كثيراََ فظل يتأمل ملامحها عن قرب وشعر بخفقان قلبه لها فابتعد سريعاََ عنها ثم نظر حوله في تعجب وبعد قليل دخل نصار ليطمئن عليها : أنا طلبت لها دكتور
جاسر : جدي..... هو الجناح فاضي كدة ليه.... ده حتي مفيش مرايا ولا كومودينو
نصار : معرفش زين مجبش غير دول زي ما تقول كدة بيعاقبها يعني..... أنا هفرشو تاني
جاسر : أنا شايف إن كل البيت جي عليها أوي.... هي اه غلطت بس أنا عاذرها..... بس مكنش لازم تعمل في الفستان كدة
نصار : وعد مقطعتش الفستان
تعجب جاسر وقال : ديه شهد بتقولي إنها أعتذرت
نصار : هي أعتذرت عشان حاسة بالذنب وشايفة إن هي تستاهل المعاملة ديه..... وعد لا بتاكل ولا بتشرب بسبب إنها حاسة بالذنب طول الوقت
جاسر : طيب مين عمل كدة يا جدي؟
نصار : الصراحة أنا شاكك في سناء بجد
صمت جاسر وظل يفكر قليلاََ فلا يستبعد أن تفعل سناء ذلك فهي لا ترغب بتواجدها في المنزل ويعلم أنها لن تنسى ما فعلته وعد معها قبلاََ فهي لا تنسى الإساءة أبداََ.... بعد قليل جاء الطبيب وقام بفحصها وأخبر نصار أنها تحتاج إلى تغذية ورعاية وهذا ضروري في أوائل الحمل حيث انها مازالت في الشهور الأولى..... ذهب الطبيب وذهب جاسر إلى العمل ودخل نصار الغرفة الداخلية ووجد وعد تجلس شاردة حزينة علي فراشها فاقترب منها ووضع يده على وجهها وإذا بوعد تنظر إليه وعينيها تصرخ من شدة الحزن والألم وكأنها تستنجد به ثم ملئت الدموع مقلتيها مما جعل نصار يشعر بالحزن الشديد وقال : طيب قوليلي أعمل إيه يريحك وأنا أعمله
وعد في بكاء : عايزني أنزل الولد يا جدي..... زين عايزني أقتل إبني..... أنا لحد دلوقتي مش مصدقة إنه قالي كدة
نصار في غضب : إيه الجنان ده..... أوعي تسمعي كلامه وتروحي تنزليه
وعد : أنا لا يمكن أعمل كدة..... ده الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي.... أنا بس إتصدمت في زين بجد
نصار : زين مش كدة و إنتي عارفة ده كويس
صمتت وعد وكل ما تفكر به أن هذا جزائها فقد قابلت عشقه بالكذب والخداع وعليه دفع الثمن..... قام نصار بإطعامها رغماََ عنها وأعطاها الأدوية التي كتبها الطبيب وظل بجوارها إلى أن هدأت وقبل حلول الليل وصل الآثاث الجديد لغرفة وعد وقام العمال بوضعه في الغرفة وأصبح الجناح في غاية الجمال وترك نصار وعد لترتاح ونزل إلى أسفل ينتظر عودة زين وما أن عاد حتى صاح نصار بإسمه بغضب في بهو المنزل مما جعل أفراد الأسرة جميعاََ يشعرون بالذعر فوجه نصار لا يبشر بالخير.... لحق زين بنصار إلى غرفة المكتب وهو ينظر إلى غادة ويتسائل بعينيه لها حتى تخبره ماذا يحدث ولكن أماءت له غادة بأنها لا تعلم شئ..... دخل زين المكتب وأغلق الباب خلفه ونظر إلى نصار الذي يتطلع به بغضب شديد
نصار : أنا لما خليتك تمسك الشغل وسيبت الشركة وقعدت في البيت قولت عشان يحس بالمسؤلية واشوفك هتتصرف إزاى لما تبقى كبير العيلة..... بعد شوية لقيتك بتبيع العيلة كلها عشان واحدة عايز تتجوزها
زين : إيه لازمة الكلام ده دلوقتي يا جدي
نصار بصوت مرتفع : لما أتكلم متقاطعنيش...... لما عملت كدة قولت معلش شاب ولسة الحماس واخده والحب عماه وبكرة يفتح..... وفضلت تغلط بعد كدة وأنا أعدي أعدي..... ووقفت إمبارح ورديت عليا عشان وعد وعديتها بردة عشان عارف اللي إنت بتمر بيه مع إني مش حابب أشوف حفيدتي بالمنظر ده أبداََ ويمكن لما قربت منها وعرفتها علي حقيقتها عذرتك في إنك إتمسكت بيها بالشكل ده وكل ده عديته بس بمزاجي...... لكن تيجي تطلب منها تقتل حفيدي ده بقى اللى مش هسمح بيه أبداََ
زين : إستنى بس يا جدي..... لما عرفتها على حقيقتها عذرتني.... ده أنا قلت هتتمنى تقتلني عشان دخلت واحدة زي ديه البيت
نصار في غضب وصوت مرتفع وصل إلى كل من بالمنزل : اللي بتتكلم عليها ديه تبقي وعد نصار..... ولا أنت ولا أي حد يقدر يقف قدامي ويهين عيلة نصار..... أسمع يا ولد وعد خط أحمر ولو إنت فاكر إنك هتتحكم فيها عشان مراتك وأنا هسكتلك تبقى غلطان..... أنا ممكن أخليك طلقها تاني دلوقتي وأجوزها اللي يقدرها بس أنا مش عايز أعمل كدة عشانك.... وعشان عارف إنك مع الوقت هتعرفها على حقيقتها ومش عايز أشوف نظرة اللوم في عينيك ليا عشان طلقتها منك...... لكن لو لقيتها بتعيط بسببك تاني مش هخليك تشوف وشها تاني في حياتك
زين في تعجب : إنت بتكلمني كدة يا جدي عشانها؟!!! ..... اه ما أنا عارف حركاتها كويس وعارف هي ممكن تخليك تبيع الدنيا كلها عشانها..... وبعدين ليه ده كله أنا معملتش حاجة أصلاََ عشان أسمع كل ده
نصار : كلامي يتسمع ومن غير نقاش.... وإتفضل علي أوضتك
خرج زين في غضب وصعد إلى الدور العلوى تحت أنظارهم جميعاََ وكاد أن يدخل غرفته ولكن توجه إلى غرفة وعد وما أن فتح الباب نظر حوله في دهشة وقال : كمان خليتيه يفرشلك الجناح..... طبعاََ ما إنتي عاملة فيها صاحبة البيت
نظرت له وعد في ذعر من دخوله المفاجئ ولا تعلم سر هذا الغضب..... أغلق زين الباب خلفه وتقدم منها وقال : أنا عارف كويس أسلوبك القذر ودموعك اللي بتمثلي بيها على أي حد عشان تعرف توصلي للي إنتي عايزاه..... بس أنا عارف إن جدي في يوم من الأيام هيشوفك على حقيقتك زي ما أنا شفتك..... أنا معرفش إنتي بتعملي كدة ليه ولا مهتم بيكي ولا شايفك أصلاََ بس ديه أخر مرة هحذرك بلاش طريقتك ديه ووقفي اللي إنتي بتعمليه مع جدي نهائي عشان لو بتعملي كدة عشان جدي يكرهني وتبقى إنتي اللي على الحجر وتاخدي كل حاجة ليكي تبقى غلطانة.... ولو فاكرة إنك هتخليه يضغط عليا عشان أرجعك بردة تبقى غلطانة..... إنتي لو أخر ست في الدنيا عمرى ما هبصلك وأنزل نفسي للمستوى ده تاني
ذهب زين ولكن أوقفته وعد والدموع تنساب على وجهها وقالت : المفروض إنك تكون حاسس بيا دلوقتي..... حاسس يعني إيه فقدان الأب وغدر كمان..... بس على الأقل إنت عيشت معاه فترة كبيرة أنا فتحت عيني على الدنيا ملقيتهوش..... لما عرفت إن أمي قتلته عملت إيه؟.... مش كنت عايز تقتلها بإيدك؟ أنا فضلت طول عمري مش بسمع غير إن أبوك قتل أبويا عايزني أعمل إيه؟
نظر لها زين قي غضب وقال : هو إنتي ليكي عين تجيبي سيرة بابا علي لسانك..... ماشي خليني معاكي للأخر..... لو مكانك فعلاََ هفكر أخد حقه..... بس وش لوش مش بأساليب قذرة زي اللي إنتي عملتيها وكمان البلد فيها قانون..... وأحب أطمنك إني إتكلمت مع وكيل النيابة وأكدلي إن أمك المصون هتاخد إعدام..... وحق أبويا هيرجع من غير ما أوسخ إيدي بناس زيكم
إلتفت زين والغضب يملء عينيه ولكن أوقفته زين وأمسكت به من ظهره وبكت وقالت : كان غصب عني يا زين..... أنا بجد مكنتش أعرف الحقيقة وغضبي عماني خلاني أتصرف بطريقة غلط..... أنا سمعت كلام أمي وبس مفكرتش أصلاََ.... والله يا زين ما أقدر أعمل أي حاجة تأذيك ولا تأذي بابك..... أرجوك يا زين إسمعني وحاول تفهمني..... حاول تحس بيا شوية وتقدر اللي كنت فيه.... أنا بحبك يا زين بجد
إلتفت لها في غضب وأمسكها من يدها وقال بصوت مرتفع : كفاية بقى..... أنا عمري ما هصدقك تاني..... حتى لو جيتي قولتيلي إن الشمس بتطلع من الشرق مش هصدقك..... إنتي بني أدمة كدابة وأنا مش عايز أعرفك تاني..... هتخلفي الواد ومش عايز أشوف وشك تاني تغوري من هنا زي ما إنتي عايزة
دفعها زين وتركها وخرج من الغرفة جلست وعد على الكرسي وأغمضت عينيها في ألم..... قد فعلت كل الأخطاء التي تجعلك تكرهني حقاََ..... فأنا السبب في مقتل والدك..... وأنا من إستغلت عشقك لي.... وأنا من قلت أمام الجميع بإنني أكرهك في الوقت الذي كنت تقف أمامهم جميعاََ من أجلي..... أنا من خسرتك ولا أحد غيري يدفع الثمن.... ولكن لا عليك يا حبيبي فلن أضرك أكثر ولن أقف في طريقك..... فارحل عني وأترك قلبي يتألم في صمت ونار العشق والغيرة تأخذ ثأرك منه..... لا عليك مني فإني بدونك جسد بلا روح ولعلها تستحق أن تكون زوجتك وليس أنا
مضى أسبوع وذهب زين إلى قاعة المحكمة حيث موعد الجلسة الأولى في قضية مقتل والده وعندما دخل المحكمة وجد المحامي يهرول إليه وأخبره أن الجلسة إنتهت بالفعل
زين : إزاى ده مش معادها بعد نص ساعة
المحامي : في قضيتين إتأجلو قبلها عشان كدة خلصت بدري
زين : طيب إيه الأخبار طمني؟
المحامي : سمر خدت براءة
نظر زين إليه في صدمة