رواية آصرة العزايزة الجزء الثانى الفصل الثانى عشر 12 بقلم نهال مصطفى

 

 

رواية آصرة العزايزة الجزء الثانى الفصل الثانى عشر  بقلم نهال مصطفى


" خطأ يُمكن إصلاحـه " 

 ‏البعض يقول : أن إنتظار أحدهم مؤلم ، والبعض الآخر يقول أن نسيان أحدهم مؤلم ، ولكنني أقول : "إن الأسوأ هو حين لا تعرف ما إذا كان عليك النسيان أم الإنتظار؟ 🤍✨

#اقتباس .. 

•••••••••

أن يَربُط الحُب بين روحين ، وهذا ما عجزت عنـه المُدن والطُرق  وغدر الزمان رغم محاولاتـه العديدة في هدم هذه العلاقة بينـنا ولكن نجم الحُب لامع وحتمى ومصيري ولا يمكن إطفائه إلا بناءً عن قراره بمحض إرادته ..

شد الغطاء فوق جـسد " رغد " التي خضعت لفحص الطبيب وبحرص تام منحها قرصًا مهدئاً وآخر لضبط مستوى ضغط الدم كي يحمي الجنين من شر قلقها وتوترها الذي انهال دفعـة واحدة على جسدها .. وأكد عليه بوجوب الذهاب للمشفى صباحًا للإطمئنان على صحتها وصحة جنينـها .. 

هربت للنوم من نفسها ومن زمنهـا ومن كل هلك يدمر روحهـا ، أمطر نظرات الشفقة على حالتها الضعيـفة ، رعشـة جسدها من حِمل ما امتصه على مدار أيامٍ ممتدة.. 

طأطأ رأسه مخذولًا وهو يقترب من أحلام والآهات تُغلف كلماته :
-قوليلي أعمل أيه يا أحلام !!

انتهت من حك كفوفها ببعض على موقد الارتباك :
-هسألك سؤال واحد وبس يا هاشم ، مرتك وولدك لو جرالهم حاچة بسببك هتسامح نفسك !! هتعيش مرتاح يوم في الدِنيا بعديهم !! 

نهش السؤال قلبه كحيوان مفترس :
-أحلام، أنا لسه عاوزها ، ومش عاوز أخسرها بس الظروف معانداني ، هي مفهماش باللي أنا بعمله عشانها ديـه بحميها ، بحميها مني ومن أبوها ومن العزايزة !! أبوها بيهددني بيها . 

كانت المشاعر الملتهبـة تلتهم صدرها إلتهامًا شرسًا :
-والحل اللي يرضيك هو قتل ضناك !! طب تفتكر لو هي هاودتك ونزلتوه ، هتشوف طيفها تاني !! هتعرف تقرب منها تاني !! طب هتعرف تعيش مع غيرها مرتاح !! حبك مهزوز ليه !! الحُب سهم لو اطلق عارف طريقه ومفيش حاچة تزحزحه .. 

برر موقفـه قائلًا :
-أنتوا كلكم ضدتي محسسيني مش فارق لي ولدي ، كل اللي طلبته ناخدو وقت لغاية ما الحال يتصلح والعيل نچيبوا عشرة غيرو مش قصة يا أحلام !! 

رمقته ساخـرة على حماقة فكـره :
-اسمعنى يا ولدي ، هما كلمتيـن هقولهم لك ، ربك ماعيعملش حاچة وحشة ، وطالما العيل ديه چيه يبقى هو اللي معاه مفتاح الفرچ لكُل العك الداير حوليكم ، عاوز تقتله وتچيب غيرك كأنك هتچيبه من السوق ، محدش هيخسر غيرك ، مش عنعاندو حكمـه يا ولدي .. 

ثم ربتت على كتفه :
-قوم أقفل الباب وخدها في حضنك ربنا يحنن قلبك ويرچع لك عقلك يا ولدي ، قوم ، موحشكش حضن مرتك يا هاشم…؟ 

أن يبتلـي المرء بالحُب ؛ أن يُوضع بين أنيابـه ، أن يطحنه بين فكي الأيـام ، أن يقدم له الحب كوجبة دسمة وممنوع الاقتراب منها .. نزع حذائه وساعة يده ولبى طلب أحلام الذي في حاجة إليه .. ولحضنها المهجور .

•••••••••
~المكتـبة .

الحب… لم يكن فقط مُجرد شعور، بل هو سحر يذوب في الدم، هو سماد أرواحنـا الذابلة ، يغذى كل شيء فينا ، كل شيء يتغيـر ، يزهر ، يحلو ، حتى صوت الحياة يصير أهدى ويتحول صخبـه للحن يُعزف على أجراس ليالينـا .. 
كانت " ليلة " راكضة في فراشها ، تتشبث كفوفها باللحاف الذي يدثرها ، ويدثر روحها التي تذوقت لأول مرة شهد الحُب ، وملاذ مشاعر مختلفة تسكنها ، تعرفت على كل هذا للتو .. إثر رجفات جسدها المتتالية انسكب الدمع من عينيها وهي تراجع تفاصيل حالة الحب التي عاشتها معه ، تتنفس عطره القابع على ملابسها بدلًا من الهواء .. تتذكر شتات روحها وهي تغيب عن الحياة لتنتقل إليـه بين يديه وهي لا تدرك أي شيء سوى أنها تحتاج المزيد من هذا الدفء ..  الفراشات ذاتها ؛ لا يمكنها وصف سعادتي التي تسكُن بجميعِ أحشائي عندَ قُربك ، أشعرُ بكل مرّة حينَ ألتقيكَ " بأنّني أتجدّد " وأعود للحياةِ مرّة أُخرى بهيئة مُفعمة بالأملِ والطٌمأنينة.

تأرجحت عينيها ببطء لتسقط على ظهره العاري الواقف أمام الثلاجة الصغيرة يرتشف الماء بجنون حتى أنه لم يكتفي بهذا ورغم برودة الطقس بالخارج إلا أن جسده تحول لكتلة ناريـة ملتهبة حاول إضفاءها بالماء المُثلج الذي سكبه على رأسه وتناثرت قطراته فوق جسده .. 
صدح صوت قلبه عن غايته فيها ومطمعه في غرف الجروح من موطنها واستبدالها بسنابل حُب ، تذكر كيف كانت كالحمامة الذبيحة بين يديـه ليقرضه الندم والذنب بشراسه ، تحول جسده من ماء ودماء ، لبركان يحمل كافة المشاعر التي تحرقه بدون رحمـه … 

فارقت ليـلة فراشها بمهلٍ والعبرات تنهمر من عينيها ، لمست أقدامها الحافيـة الأرضية الخشبيـة لتُطرق بنبرة خافتـة ومهزوزة :

-أنا عايزة أمشي … 
أخرج تنهيدة حارقة من جوفه قادرة على إزالة غيمـة ودار إليـه :
-أفهم بس ، حصل إيـه لكُل الدموع ديه !! 

ثم اقترب منها محاولًا لمس ذقنها فأبت متمردة :
-هارون ، لو سمحت .. عايزة أمشي ؟ 
رد بحسـم :
-مش هسيبـك تمشي فـ حالتك دي!! تعالي قوليلي حصل لك أيه !! 

تضاعفت سيول الدموع من عينيها أكثر بضعفٍ وهي تضرب الأرض بقدميها :
-هارون ، مش قادرة من فضلك اتصرف عايزة أمشي من هنـا . 

طافت عينيـه في موجات الإنارة التي قطعت حبال الوصل بينهمـا وهو يمسك ذراعها بدون رغبة منها :
-تعالى نتكلمو . 
-لا .. لا أنا همشي .
ثم جففت عبراتها بارتباك عبثي :
-أنا متوترة ومش قادرة اتكلم .. 
دنى منها برقـة النسيم على الأرض وهو يضمها لصدره بحنان تمجده الفراشات :
-متوترة يبقى مكانك حضني وهتهدي ..
مش قادرة تتكلمي ، يبقى تاچي في حضني وتتنفسي بس .. لكن مفيش مشى من هِنه بحالتك دي . 

ظننت أن زمن المعجزات قد انتهى حتى ألتقت بسحر حضنه القادر وحده على ذوبان ملوحـة أحزانها ، دفن جسدها بداخله وهو يمسح على شعرها ويتمايل بها بهدوء كإنه يُسكن آلام طِفلٍ صغير ،من فرطِ حِنيته اتكأت عليه وكأنه لا شيء ثابتٌ سِوا .  .. تولى مُهمة الحديث الخافتة نيابـة عن صوت رعشتها بيـن يديه  :

-مش شايفـة إنك مكبرة الموضوع!! كان حصل إيه لكُل ديـه يعني !! ماهو أنا بردك معذور ، جمالك غواني ، وحلالك غايتي ؛ وأنا بشر لحم ودم .. عارف إني اتچرأت وديه غلطي .. بس أعمل أيه قوليلي وأنا شايف حتة بقلاوة بالسمنة البلدي واقفة قصادي .. 

ثم أبعد رأسها عن صدره وهو ينظر إليها كإنها أكبر مغانمه :
-حقك عليّ يا ست العرايس؛ مش هتتكرر مرة تانية .. بس مش وعد !! يعني مضمنش عينيكي ياخدوني لفين المرة الچاية. 

ختم جُملته بقبلة رأس طويـلة وهو يمسح على كتفيها التي تئن تدريجيًا :
-خلاص عاد ، فكي ، هتكشري في وشي هروح اتچوز عليك واحدة ماعتكشرش. 

تبسمت تحت عمق أحزانها وهي تتأمل رِقة حنانه ، طال صمت التلاقي لدقيقتين قطعها هارون الذي تولى مهمة مسح الدموع عن وجهها :
-ولا عمري أقدر أعملها !! أصل هلاقي فيـن زي العينيـن دي تاني ، أنا عاشقـك يا ليلة .. 

اتسع بؤبؤ عينيها لتندفع بسؤالها العفوية والذي سبب لها بعض المخاوف :
-هارون أنت بعدت فجأة ليه ؟!أسفة ، أنا السبب مش كده !! بس هو طبيعي يعني اخاف واتوتر وووو 

سد فوهة كلماتها بأصابعه وبعينين ضائقـة تفحصها :
-أششش ، أنا بعدت عشان كان لازم أفرمل يا ليـلة ، هارون العزايزي لما يتچوز مش هياخد مرته في السـر ، في مكتبه في قصرهم ؛ مقامك عندي عالي قوي ، أنت يتبني لك بدل البيت قصـور ، وتلبسي الفستان الأبيض چاري والبلد كلها شاهدة ومباركة چوازنـا ، أنتِ يتعملك فرح الدنيا كلها تحكى وتتحاكى عليه ، ديه مقامك يا ست العرايس كلهـم .. 

ثم أطلق تنهيدة خفيفة وهو يداعب خُصلة من شعرها وأتبع :
-أنا مش هظلمك في حق واحد من حقوقك ، ليلِزاد تخش بيتي وفرشتي معززة مُكرمة ، أخدها في حضني وسريري من أفخم ما يكون ، مش في أوضة صغيرة كأننا بنسرقوا زي العيال الصغيرة .. أنا ما عشقتكش وبس،أنا بقت روحي فيك،كل ما أتنفس… أفتكرك،وكل ما أغمّض عيني… ألاقيكي.

ثم انحنى ليحملها كإنها طفلة لم تتجاوز العشر سنوات من عُمرها وأقدامها العارية تتأرجح بهواه ، مُعلقة في رقبته ذائبـة في سحر كلماته :

-وهيكون عندنا أولاد شبهك وعيلة حلوة تعوضني عن كُل اللي فات .. صح؟ 

جلس على طرف فراشه وهي بحضنه متقوقعة كاللؤلؤة في حضن صدفتها ، مشتهية عالمهم معًا :
-نفسي يكون عندي بيبيز كتير ، وتربيهم أحلام ، عشان يطلعوا زي بابهم كده .. حنينيـن وفي نفس الوقت رجالة أوي .. 

ثم تنهدت بتمنى وهي تسند كفها على صدره :
-ساعات كتير بتمنى ، كان هيحصل أيه لو كُنا قرايب  ، ودمنـا واحد واتقابلنا وحبينا بعض من زمان او مكتوبين لبعض من زمان ، ومش فيه أي حاجة تمنع بيننا !! كانت الحياة هتبقى أسهل وأحلى .. 

لف ذراعـه حول خصرها وأكمل :
-أحنا دمنا واحد من قبل ما نتلاقوا يا ليلة .. ومكتوبلنا لُقا وحب من قبل ما ناچوا الدنيا دي ، عشان أنتِ قدري ؛ يعني ما ينفعش تكوني مع حد غيري .. ولو چينا وبصينا على كل العُقد دي ، ما يمكن هي اللي محليـة علاقاتنا وواخدينها تحدي وحلاوتها في صعوبتـها .. يمكن لو كانت حياتنا سهلة زي ما اتمنيتي ، مكناش هنحبوا بعض ..!! 

فكرت للحظات تائهة في بحـور فرط حنو وعذوبة كلماته ممتنة للقدر الذي جمعهما لتعترف لعينيه :
-أنا كده كده كنت هحبك يا هارون ، أنت لازم كل اللي يتعامل معاك يعشقك .. 

عقد حاجبيه مسمتعًا بدرجة القُرب بينهما وهي تململم بين ذراعيه ليردف ممازحًا:
-حتى  كنت الراجل الغتت اللي قابلك على الطريق وكان شغال شخط ونطر !! 

-يااااه دانت كُنت سئيل بشكل وأنا كنت هبلة شوية !! لا كتير ، بس بردو كنت قمر يا عمدة ، الهيبة فضاحة وعمرها ما اتغيرت يا عزايزي باشا .. حتى وأنت صبي شغال عند الجماعة اياهم على عربيتهم.. هيبتك كانت فضحاك أوي. 

-طلعتي مش سهلة واصل .. أهو إكده اللعب يحلو ، والحب يبقى أحلى وأحلى ..

فتسلق كفها معالم وجههُ؛ بنظرات تود أن تخبره فيها عن الكم الهائل من الحب الذي يستوطن قلبها لتقاسيم وجهه الرجولية و وإبتسامة ثغره المتأنية  والحديث الذي يأتي من خلال جوف عينه المغلفة بالأسرار ، كيف لي أن أصفك وصفاً دقيقا .. ظلت تتأمله عن سكب وهي تدندن لوجهه الجميل كلمات الأغنية التي شاركها فيها بنفس النبرة الخافتـة :

-انا اول مرة شفته كان راضى زماننا عنا
فردلي الحب إيده و أخدنا من مكاننا
سبنا الدنيا وما فيها و دوبنا ورحنا جنة
مرت بينا الساعات
وكلامنا كان سكات
توهنا ونسينا روحنا والوقت علينا فات ..

دقائق كثيرة قضوها في التهامس والصمت ، النظرات التي يتبعها القبلات التي تُصبر عليهما شمس الحب المتقدة بجوفهما .. مسح على شعرها وهو يضعها على السرير بمكانها برفق ، فتمسكت بهِ :
-هتروح فين !! 

-هطفي النور وارچع لك .. 

تسلل بهدوء ليغلق أنوار الغُرفـة ، ثم عاد إليها وهو يشدها لحضنه لتتوسد ذراعـه ، وهو يمسح فوق شعرها لتغرق فـ النوم .. فتمتم ممازحًا ليُلطف الأجواء بعد ما كسر الحاجز بينهما بناء على تعليمات الطبيب :
-لساتك عند قولك أن حضني زي حضن أبوكي .. ؟

كتمت شهقتها وهي تعض على شفتها لتردف :
-هارون خلاص ، عيب كده ! أصلا نسيت ، مش فاكرة حاجة يعني..وانسى بقا عشان مزعلش منك ، ولا أنت غاوى تتكلم في حاجات متصحش . 

داعبها بدهاء ومكر :
-أنتِ اللي عيب اللي عتقوليه ديه !! هي دماغك راحت فين !! أومال فين الامان والاطمئنان والسلام  ووو ولا أنت راسك راحت لفين !! راحت أكيد للحريـة والذي منها. 

تقلبت في فراشها لتصدر له ظهرها كي تخفي خجلها منه وهي تقول بعتبٍ:
-هارون على فكرة ، أنت بجد طلعت قليل الأدب ، كُنت فاكراك محترم زي الشيخ هلال !! 

طوق خصرها لتلتصق بهِ أكثر وهو يقول بسخرية :
-هي رقية قالت لك أن هلال مشغل لها فوق برنامج أرض الأبرار ومقضينها مجالس علمية هاشمية !! الله يفضحه هيفضحنا !! 

-لا ماقلتش كده بردو !دي من دماغي يعني مايبنش عليه !! بقول لك محترم جدًا . 

-ليلة ، فكك من دماغك وخليكي معايا ؛ هتكسبي..

كتمت صوت ضحكتها عنه :
-لا بردو الشيخ هلال بتاع ربنا أوي ملهوش في الكلام بتاعك ده ، أنا قولت لك بردانة وأنت استغليت الموقف أسوأ استغلال ، هو مش بيكذب زيك . 

-كل شيء فـ الحُب مباح  !! ولازم تتعودي على كل ديه  .. وهلال ده ميغركيش السبحة واللحية كلها كام شهر ويخلي عم . 

ثم دارت برأسها إليه لتراوغه :
-الانكار مش هيفيدك ومتحاولش تنكر أنك قليل الأدب وبطل تشوه صورة الشيخ هلال قدامي .. بلاش الحركات دي ، هشتكيك لأحلام .. أقولها أن ابنك العمدة طلع باد بوي ومش كيوت زي ما كنا فاكرين  !!

زرع ضحكت بتربة شعرها وهو يتنهد متمتمًا :
-ياصبر الصبر عليـكي .. 

قلدته ممازحـة :
-يا صبر الصبـر عليك بجد .

غمغم في مسامعها هامسًا ليقول :
-على فكرة ، أنتِ اللي قلبـك خفيف وأحب أقول لك أن لسـه مشوفتيش ولا حاجة .. نامي ومرقي ليلتك يا ليلة قبل ما أرجع في كلامي .. وأوريكي قلة الأدب دي بكل أشكالها ..  

-شفت شفت !! أهو الطبع بيغلب التطبع يا عمدة .. 

تسارعت ضربات قلبها فلم يكُن شعورًا و حَسب ، بل اعتدلت متبعة بوصلة قلبها وهي تتجه نحوهُ وهي ثابتـة .. لتهمس له قبل أن تستسلم للنوم :
-بس بردو هفضل أحبك لاخر عمري .. 

ظل سابحًا في نهر الحُب وهو يعد ذخائر حربه التي سيخوضها من أجلهـا ، وهو يعقد الوعد مع عيونها النائمة :
-عيشت عمري كله أحارب عشان الكُل ، ودلوق بقيت أحارب الكُل عشان روحي ، والفرق بين الشخصين هو أنتِ ..

انتظرها حتى غرقت في سباتها بعمق آمنة ، هادئة بحضنه ، طبع قبلتين على ملامحها المستريحة وانسحب بهدوء من جوارها ، متجهًا نحو الحمام كي يقوم بغسل ملابسها بنفسـه حتى نظفها تمامًا ، ومن بعدها أشعل المدفأة الكهربية وعلق الملابس أمامها كي تجف في أسرع وقت ، وعاد إليها ملاكها الحارس ليتلذذ النظر برؤياها وهي تنعم براحتها تحت مظلـة حبه ….. 

أكثر ما يؤلم المرء منا  أن يصل إلى عمق الحُب مع حبيبه ولا يملك  شيئًا منه ، مسافات وجسور وحصور بين جسدين يجمعهما فراش واحد ولكن الروح لا تروى بعد كما حللها الشرع ، شرع الدين والحب كمان يجب أن يكون ، رغبتي بكِ أعمق من اتصال جسدين بل تفاقم الأمر لتعانق أرواح محلقة في قصور الحُب .. 
•••••••••••

(صباحًا) 
تعلم أن العذاب لا يكمـن بالفـراق فقط بل أقسى أنواع العذاب الحقيقي أن تبقى الروح معلقة .. لا هي قريبة ولا بعيدة كافية لتجاوز هذا الكم الهائل من الحُب .. 

بغُرفـة أحلام ؛ كان هاشـم راقدًا بجوار زوجته يتأملها ، يشبع فؤاده منها ، يتلقى وميض عبراتها المتساقطة من قسوة الحزن بجوفها ، شرد بملامحها التي سجنته من لحظة رؤيتها ليتذكر وعدًا قطعه على نفسه قديمًا في شهر العسل الخاص بهما.. تعلقت بعنقـه متدللة :

-هتفضل تحبني كدا لاخر العمر يا هاشم ! 

قبل كفها أمام البحر ليعقد وعده معها :
-يعني أيه لآخر العمر !! أنا هفضل أحبك عمرين تلاتة كده !

-بتشتغلني!! ليه هتعيش كام حياة غير دي!! 

ضم رأسها لصدره وهو يتلذذ بقربها وبالهواء :
-وأنتِ فاكرة أن العمر بتاعهم زي العُمر بتاعنا ! ولا اليوم بتاعنا في الحب زي الأيام العادية ! أنا هحبك عُمر كامل بتاريخ الحب ، يعني مهما خدتي منه زي البحر ده مش هيخلص ولا عمرك هتشبعى … 
وفي عُمر تاني هحبك فيه بطريقـة تانية بعيدة عن دوشة العالم اللي بهرب منها ليكي .. عُمر مفيهوش بشـر ولا حقد ولا أي حاجة تفرقنا … 
عمر تالت ؛ لما يغطيني التراب وجتتي ياكلها الدود ، بس ساعتها روحي هتكون حايمة حوليـك ومستنياكي تونسيها وو 

هبت بوجهه معترضة :
-أخس عليك يا هاشم !! متقولش كده !! بعد الشر عليك ، لا حبني دلوقتي وبس ، وسيب بكرة لربنا وللقدر .. عايزة اتبسط بكل لحظة معاك ، أنتَ راجل لازم يتعاش معاه الحُب تفصيلة تفصيـلة على مهلنا لغايـة ما أقول استكفيت من حبك ، وصدقني عمري ما هكتفي .. 

استبدل قُبلات الماضي بالحاضر ، أتبع مسار الزمن والشوق ليطبع قُبلات اعتذاره على معالم وجهها ، أيقظها منبه الحب برأسٍ تؤلمها كثيرًا وهي تبعده عنه بكفها الذي حاصره وتمتم بهمس :
-الزمن قدر يهد ما بينا يا رغد ..

بنبرة خافتة وهي تنظر لأحلام النائمة جنبًا :
-هاشم !! أنت بتعمل أيه !!

ظل يمسح بكفه على شعرها :
-سامحيني يا رغد ، سامحيني إني مقدرتش أكون كد وعدي ! سامحيني عشان أنا متعلق من روحه ، بين قسم حلفته وبين وعد قطعته على روحي !! 

تململت في نومتها برفض تام لاعتذاره :
-ملهوش لزوم يا هاشم ، أحنا خلاص .. مبقاش ينفع .. مش هينفع يا هاشم . 

منع اعتدالها لتظل تحت سُحب كلماته الصعيدية :
-مش بمزاچك ، ولا بكيفك يا رغد .. 

همست بحذر وهي تتملص من حصاره لها :
-ولا بمزاجك يا هاشم ، في طفل دلوقتي ومصيره متعلق بينا وبقرارنا ، انتهت فرصة الاختيار ، كل اللي جاي مش في ايدينا .. 

ثم ترجته بضعف يعلن حاجتها لقُربه ، حاجتها لتلبيـة أهواء حاملها ، حاجتها لتخفيف عبء مشقة الحمل عنها :
-هاشم من فضلك ، ابعد .. 

ألقى نظرة سريعة على أحلام النائمـة ، ليواصل ما بدأه ، ليواصل النطق بدون كلمات ، أنحسرت الدنيا عليهما و لهفة وعود مغتالة على سفح الزمن  ،وبزلزال هادئ قَبِلته وقبّلتهُ .. صاحبته الطريق بعبرات متدفقة وآهات ملتاعة وهي تشكو منه إليه .. كف يبعده وآخر يتمسك بهِ .. كانت قبلته كشعور أول نسمة بعد عام حار طويل .. لم يكن غرضها من تقبيله لمسه بل كانت تلمس الراحة والوعود الراسيـة عليهما ، لحظة نسيان ، نسى كل شيء وتلذذ الثنائي بقطف رحيق الزهور معًا ، حتى أتاهم صوت أحلام التي نهضت على  صوت أجراس الحُب قائلة :

-ما تحترم نفسك يا واد وتحترم وچودي !!! 
افترقا الأحبة في لمح البصر ، لتغادر رغد مرقدها وتجلس بجوار أحلام وهي تسحب آناتها بهدوء :
-أحلام ، هو مين سمح له ينام جمبي ، من فضلك قوليلو يطلع بره .

نظرت أحلام لهاشم بخزى :
-وأنتَ أيه رأيك يا تربية يدي !! لكنك واخد عرق امك الحنبلي .. 

وقف في منتصف الغُرفـة وقال بحيرة :
-أنا مش هقدر أسيب شغلي يا أحلام ..

قاطعته رغد قبل أن يكمل حديثه بحرقة وألم يحرقها :
-وأنا مش هقبل أرجع لك يا هاشم ، واطلع برة مالكش دعوة بيا ، وأقول لك حاجة كمان ، أنا مش هنزل البيبي وأعلى ما في خيلك اركبه ، والولد ده هيجي الدنيا رغم انه ما يستاهلش يكون ابنك ، بس ده حظه بقا ، زي حظ مامته ، لا ليا نصيب في أب ولا جوز .. اطلع برة يا هاشم .. اطلع برة .

تدخلت أحلام لفرط عصبية رغد خائفة على صحتها ، لتمنع هبوب عواصفه:
-اطلع برة ياهاشم يا ولدي وأنا هتكلم معاها ..يلاه تهدى وابقوا اتكلمو ..

خرج مرغمًا من غرفته وهو يلعن ذلك الحظ المفرق بينهم ، ارتمت رغد في حضن أحلام وهي تصرخ شاكية :
-أنا تعبت يا أحلام .. محدش فيكم حاسس بيا ، أنا عايزة جوزي بس مش اللي واقف قدامي ده ، أنا عايزة هاشم جوزي .. هاشم اللي وعدني عمره ما هيتخلى عني .. 

ثم كفكفت عبراتها وهي تشهق شاكية حال قلبها :
-ابنه كل دقيقة بيسأل عليه ، عايز يطمن بوجوده ويحس بحب باباه ليه ، لكن ده من غير أي رحمة بيقتل فينا بسكينة باردة .. أنا تعبت والله ومبقتش متحملة أكتر من كده … 

•••••••••••
~بغُرفة هلال . 

نزعت " رقية " إسدال الصلاة بعد ما أحضرت له مائدة الفطور من أسفل ، لتبقى بمنامة قطنية تصل لرُكبتها .. تركت الطعام بمكانـه ثم ذهبت لعنده بخفوت وهي تراقب تفاصيـل وجهه النائمة .. مسكت خصلة من طرفها لتمررها على ملامحه المستريحـة وهي تكتُم صوت الضحك .. ظن أنها ذبابة هش عليها بخمول ولكنها لم تكف عبثًا ولا ضحكًا .. فتح عينيه على قمرها الساطع :

-يا صباح الأفاعيـل !! 

قفلت عين وفتحت الآخرى :
-أخس عليك يا هلال !! 

أول ما فعله لملم شعرها جنبًا حذبها لمستواها ليدفن قبلتـه بجدار رقبتها كما اعتادته :
-بلاها أفاعيـل ، وخلينا في التقبيـل .. 

تمايلت نحوه بدلال :
-بعد أيه عاد !! أنتَ حتى قفلتني ومتعرفش أنا عملت عشانك أيه !

-ايه ؟!! 

وشوشت له :
-خليت فردوس تحضرلنا فطور اللي بتحبه وعملت لك كيكة من يدي ، وسرقته من ورا عمتى صفيـة عشان هي سمها ونارها الوكل يطلع الأوض .. شوفت عمل كد أيه أنت لساتك نايـم ! استر علىّ أنت عارف أنا مش كد أمك .

اعتدل من نومته وهو يفحص جمالها وبيض ذراعيها المرجانيـة ويقول :
-فتنـة أنتِ يا رقيـة !! 

برقت عينيها بدهشـة :
-هي دي چزاتي !! يعني كل اللي عملته ديه مطمرش وو بتشتمنى !!

جذبها من خصرها ليبدل الجلسات كي يجعلها تحت محط أنظاره وهو يمتلئ منها دفعة واحدة :
-حاشـة لله !! يُقطع لساني أن نطقتها ولكن .. 

تكورت تحت مظلته متدللة والضحكة تغرد بملامحها :
-ولكن أيه !!!قصدك أيه بفتنة دي !! يعني أنا شريرة مثلًا !

تنهد من سحر جمالها :
-أنتِ فتنة للقلب ، والعقل وكافة الحواس الآداميـة ، يعني أيه افتح عيني لا فاكر وكل ولا شُرب ومش هاوي غير حضنك .. 

دقت عصافير الحُب بوجهها وهي تقول بخجل :
-ماني طول الليل في حضنك ، مش هطير منك يعني .

-لا يُكفيني يا ستـي .. 

تمردت تحت يده كقطة تراوغ :
-هلال ، كِده هتعوض على شُغلك وترچع تقول أنا السبب .. 

ثم هربت من تحت يديه بخفة متغنجة على قُربه :
-قوم افطر وبطل چلع .. 

لحق بها وهو يضم خصرها ويكسر من كأس رائحتها :
-وفيها أيه لما اتچلع على مرتي !! 

ردت بتلقائيـة :
-يا عم أنت  صحتك حلوة  ومساعداك  ، أنا ميتى كَديك ، عمتى صفية غذتك الـ٩ شهور في بطنها ،أما أنا مولودة ناقصة شهرين ، أما أنتوا اللهم صلى على النبي كلكم صحتكم عفيـة ومتقوية .. صح أنتو كُلكم ليه طوال قوي كِده !! مفيش حد فيكم طالع لأمه ليه !! 

ما انتهت من جُملتها العفويـة ، فوصل لمسامعه صوت استغاثة هيثم بالخارج الذي تعرقلت قدمه بمفرش الأرضية ليسقط على ركبته متأوهًا ، هرول هلال على صوت صرخة استغاثة أخيه فوجده يتألم من ركبته في الممر ، فتمتم قائلًا :

-اللهم صلى على النبي ، هي چت فيك يا هيثم !! 

وألقى نظرة للداخل :
-بركاتك يا في بالي ..

لم تتوقف عن كتم صوت الضحـك وهي تتوارى وراء الدولاب ، فاقترب هلال من أخيه ليساعده على النهوض :
-هي عين وصابتك ، معلش هابقى أجي أرقيك .. 

-مية مرة أقول لأمك متفرشش المُكيت ديه هنه !! غاوية تكسرني قبل ما أخش دنيـا .. أمك دي ما عتسمعش الكلام واصل .  

رمقه هلال جابرًا بخاطره :
-تعيش وتاخد ، بس مال عينك وارمة ليه !! 

تذكر قرصة النحلة بالأمس ليقول :
-اااه غويت العسل ، قرصني النحل !! ياريتني سمعت كلام أمك .. أهو بقيت مكسور وملدوغ عشان صفية تستريح .

-طب يا أخويا تاني مرة مش كد قرص النحل متغواش عسله ، وأمشي عدل حياتك هتتعدل .

-هو حد مبوظ سُمعتي عندك !! قول لي مين قال لك هيثم عكاك ! دول مكانوش ١٢ بت لتحسين مستويات الخبرة ، اعتبرهم كورسات انجليزي .. لا حياء في العلم يا مولانا .. 

-تصدق بالله ، أنت تستحق كسر رقبتك مش بس كسر ، وكل ديه أعمالك .. تستاهل ..

ما أردف كلماته بشماتة فغادر لغرفته وهو يقفل بابها متجاهلًا ثرثرة أخيه ، وينظر لرقية التي تتمايل على لحن الضحكات :

-كنت بهزر والله ، جت في هيثم ، قوله يحصن نفسه عاد مش ذنبي..

-جت في هيثم ويستاهل !! طب المرة الچاية هتيجي فيّ يا رقية ، وما يحسد المال إلا صحابه ، يعني أنتِ اللي هتخسري .. 

تدللت عليه وهي تسحبه لمائدة الطعام وشرعت في إطعامه :
-لا أنت محصن روحك زين ..مفيش حاچة هتيچي فيك . 

مضغ اللقمة بثقل لسانه :
-بيت المنظور خرب قبل بيت الظالم يا رقية ، وأنا يابت الناس لسه عايز أجيب عيلين أربيهم .. مشي معايّ الچوازة لوچه الله . 

شرعت في تقشير البيض والضحكات توابل طعامهم لتقـول بتأملٍ :

-أنا عحبـك قوي يا هلال ، يا بختي بيك ويا بخت عيال هتكون أنت أبوهم ..

سحب يدها ليطبع بداخله قبلة حنونة :
-يابختي بيكِ ويابختهم بيكِ ، أنتِ قدري الجميل الذي كتبته السماء . 

مسحت على لحيته وضربات قلبها تسابق كلماتها :
-ربنا يديمنا لبعض .. حصل حاچة ، البت زينة چت الصبح وشافتني وأنا شايلة الوكل ، البت دي وراها نصيبة يا هلال ، مش عارفة ارتاح لها ، حساها بتدبر مكيدة وربنا يستر ويهدي شيطانها عليها ..

-النفس الأمارة بالسوء ، أعلن من ميت شيطان يا رقية .. الشيطان ديه كل اللي عليه بيهز عصا النفس ، أما الباقي ديه بتاعنا أحنا .. زينة اتچنبيها خالص وأقصري أي حديت معاها.. 

وضعت اللقمة في فمه وأتبعت سرًا :
-وفي حاچة كمان ، أنا ليه قلبي حاسس أن في حاچة بين أخوك هارون وليلة !! 

حدجه محذرًا :
-رقيـة ، ركزي في حياتنا وبس ، متفسديش عقلك وحياتك بتركيزك مع الآخرين .

زفرت بحرجٍ :
-والله مش قصدي أقول عليهم حاچة وحشـة ، بس أنا شوفتها طالعة من أوضة المكتبة وشكلها كانت بايتـة هناك وو 

رمقها بنظرة تحذيرية وأتبع خلفها :
-رقية، دي آخر مرة تقولي فيها على حد من أخواتي إكده ، وهارون بالذات عارف حدوده زين مع ربنا .. ومستحيل يعمل اللي قولتيه أكيد فهمتي غلط .. 

كتمت فمها بأسفٍ :
-أنا أسفة والله ، بدردش معاك وعارفة أن كلامنا مش هيطلع لحد ، ولا هقوله لحد غيرك .. حقك عليّ والله ، بص أنا هعيش طرمة وخرسة ومش هتكلم والله بس ماتزعلش.

قبل رأسها بنصح هادئ :
-رقية الطريق الفاصل بين الچنة والنار ؛ هي كلمة .. صوني لسانك تسلم دنياكِ وآخرتك .. متزعلنيش منك ، أنا عارف قصدك ، بس ديه اسمه رمي محصنات وأحنا معندناش دليل ، يمكن كانت فعلًا زي ما شوفتي بس هارون نام في أوضته ، أنا لو شوفت هارون أخوي بعيني بيعمل الغلط هكذب عيني يا رقية..

-ربنا يخليكم لبعض ومايحرمكم من بعض واصل -ثم اندفعت بتلقائية-بس بردك مش مستريحة للي اسمها زينة دي يا هلال .

•••••••••••••

~مجلس العزايزة . 

-أيوة يعني ميـن اللي بلغ مأمور المركز ودخل الحَكومة بين مشاكلنا !! دي جُرس وفضايح ولازمًا اللي عمل إكده يتحاكم.

أردف كبير كبراء المجلس جملته الآخيرة في ظل الأوضاع السائدة في ضواحي النچع ، فقطعه أحد الخفر قائلًا :

-قبضوا على خِضر وِلد سويلم وِدلوق في المچلس هو ومرته ، وهارون العزايزي راح على هناك .. والبلد مقلوبة قلب وناس الميت عاوزين يا خدو حقه .. 

أردف الشيـخ الآخر :
-قوتنا بتتزحزح يا عزايـزة ، ولو موقفناش وقفة من حديد ، يبقى تاريخ العزايزة اتشطب عليه من اليوم ورايح . 

فأتبع الآخر :
-كل يوم نصحوا على نصيبة في النچع ولا كانك الناس هاممها حد !! أحنا زمان مكنش حد يسمع صياح الدايابة حتى ، كان كله بيتعشى وينام ..

اقتحم فارس الجباس المجلـس بنيران فتنته :
-متچمعيـن عند النـبي ، وعلى إكده هتقضوها مسايرة وقول وحديت زي النسوان !! هو أنتوا مش واخدين بالكم من حاچة مهمة قوي .. 

أردف كبيرهم :
-مش كفاية سامحين لك تخش مچلس كمان چاي ترمي ألغاز وحديت ملهوش عازة !

توسط دائرة المجلس العقيم ليقول :
-بدل ما تضربوا أخماس في أسادس !! أنتوا مش واخدين بالكم بكُل النصايب دي حصلت من يوم ما ركبها العزايزي لولده !! يعني هارون مسك من هِنه وبقت غابة من هِنه .. 

ثم جلس على أحد المقاعد وأكمل :
-سيبكم من دي ، خُدوا الكبيرة ، في بتيـن مقيمين ليهم كذا يوم في بيت خليفة !! أصحاب المچلس مفكروش يسألوا مين البتين دولت !! وأيه چايبهم العزايزة !! طب واحدة ومذيعة وعينيها من العُمدة ومرتاحين في أمرها !! التانية اللي چت من باب الله دي ، تطلع مين !! مچاش ليه في راسكم أن خليفة العزايـزي عيلعب بيكم هو وعياله !!!!!! 

ثم رفع كفيه مبرئًا ذمته بعد ما فجر قنبلته :
-أنا والله چاي في خير ….. هااه فوتكم بعافية … 

تعليقات



×