رواية انتقام الفصل الثانى عشر 12بقلم رباب حسين

 

رواية انتقام الفصل الثانى عشر بقلم رباب حسين


كثيراََ ما كنت أفكر ماذا سأفعل عندما أصل إلى هدفي فقد كان حلمى منذ الطفولة أن أحقق حلم أمي بأن تنتقم لأبي وكلما اقتربت كلما شعرت بالحيرة في تحديد إجابة سؤال (ماذا بعد؟) وكنت دائماََ ما أتخيل وجه أمي وهو يبتسم لي في رضا فقد إجتزت الأختبار بنجاح وليس بأي أختبار بل هو حلم كبير لها ولذلك أصبح حلمي أيضاََ أما الآن فأنا أقف في المنتصف فلم أجتاز الأختبار بل واكتشفت أن لا وجود له من الأساس ولذلك لن ترضى أمي بالنتيجة ولكن الذي لم أتخيله قط أن تكون نتيجة هذا المشوار الطويل هو الندم..... أنا أشعر بندم كافي ليجعلني أرغب في الإنتحار ندم يذبل قلبي ويحرق روحي من الداخل..... أشعر وأن العالم توقف من حولي وخسرت كل شئ  وأصبحت وحيدة بالرغم من وجودي في منزل أبى وسط عائلتي.... أي عائلة؟!!! فإذا كان هناك بشر يكرهونني في هذه الحياة فلن يكرهوني مثلهم أبداََ ومع ذلك لا أستطيع أن ألوم أحداََ منهم فقد زرعت الكراهية بيني وبينهم وها أنا أحصد ثمارها الشوكية التي تدمي جسدي فنظراتهم كسهام تضرب بي دون رادع أو واقي..... فأنا وحيدة حقاََ.....
ظلت وعد جالسة بالأرض خلف الباب ويمر أمامها كل الذكريات التي بينهما وقد فهمت سبب طلب زين بأن يترك لها الجناح الخاص بهما فهو يريد أن يجعلها تشعر بعدم وجوده بجانبها بعد الآن وأنها خسرته للأبد بل وسيكون ملكاََ لغيرها فإذا كنا نعض الأنامل من شدة الندم فأنا ذابت أناملي ندماََ..... هل أستطيع العودة بالزمن ولو قليل فلن أترك زين يذهب أبداََ سأظل بجواره مدى الحياة..... كيف قلت له إني أكرهه.... حتى ولو كان هذا شعوري قبل فلم أستطع كرهه مئة بالمئة فقد كنت أكرهه وأشتهيه بذات الوقت حتى وإني عشقت كرهي له فلولا كرهي له لم أكن أحاول أن أجعله لي وها أنا أعشقه حد الجنون وهو من كرهني
قطع تفكيرها صوت طرق الباب فنهضت وخرجت من الغرفة وفتحت باب الجناح ووجدت الخادمة تحمل الطعام فأخذته ووضعته بالغرفة بعد أن شكرتها وأغلقت الباب ونظرت إلى الطعام وفجأة ذهب أحساس الجوع الشديد التي كانت تشعر به قبلاََ فنظرت إليه ولم تتناول منه شئ ثم ذهبت إلى الفراش ونامت..... أما سناء فقد جلست لتخطط كيف تتخلص من وجود وعد بالمنزل ووصلت لحل جديد وذهبت إلى غرفة جاسر ووجدته يستعد للنوم وما أن رآها تدخل الغرفة حتى ذهب إليها وقال : ماما..... خير يا حبيبتي فيه حاجة؟ 
سناء : أقعد يا جاسر عايزاك
جلسا معاََ وقالت سناء : بص يا جاسر أنا لما أتجوزت أبوك الله يرحمه مكنتش عارفة إني هحس بفرق المعيشة بين بيت خالي هنا وبيته.... أبوك اه كان مستواه كويس بس مش نفس المستوى ويمكن اللي مخليني عايزة جوازة زين وشهد تتم إني مش عايزة أختك تعيش نفس الأحساس ده
جاسر : طيب وخلاص هي هتتجوزه.... إيه ضرورة الكلام ده دلوقتي؟ 
سناء : كنت مطمنة قبل ما تيجي الزفتة اللي إسمها وعد ديه تاني.... احنا مش هنكدب على بعض زين لسة معرفش يتخطى البت ديه ولا هيعرف دلوقتي.... زين واخد طبع جدك اه بس واخد حتة الرومانسية ديه من أبوه وأنا فاكرة عامر كان عامل إزاى بعد ما بعد عن البت اللي حبها قبل غادة.... وطول ما وعد هنا زين مش هيعرف ينساها ويمكن يحصل الأسوء ويرجع يحنلها أو يسامحها وخصوصاََ إنها حامل منه والولد ده هيجمع بينهم زيادة
تنهد جاسر وقال : إنتي عايزة إيه يا ماما؟ 
سناء : هقولك.... أنا من زمان واخدة بالي إن العلاقة بينك وبين وعد كويسة
جاسر : اه إلى حد كبير
سناء : طيب إيه رأيك لو تجس نبضها فإنك تتجوزها
وقف جاسر وصرخ بها : نعم!!!!
سناء : هشششش أقعد بس هفهمك.... دلوقتي جدك خلى زين يردها عشان حفيده ميترباش برا ولا حد غريب يربيه لكن لو إنت طلبت إيدها منه وهي وافقت هيطلقها من زين وبعدين ده أحسنلها مش أحسن ما تبقى مراته على الورق وخلاص وهي كمان مش بتحبه هي وافقت عشان طمعانة وعايزة تفضل قاعدة على قلبه وتفشكل الجوازة
جاسر : اه وإنت عشان تحافظي على جوازة شهد تلبسيني أنا في جوازة وكمان من طليقة زين وحامل منه..... ده إيه التفكير الجميل ده
سناء : هو دلوقتي بيقول مش عايزها وكارهها وهي وقفت قدام الكل وقالت إنها بتكرهه خلاص يبقى من حقك زيك زي أي حد يطلب إيدها..... هي مش عجباك؟
جاسر في إرتباك : إيه يا ماما..... إيه اللي إنتي بتقوليه ده؟
سناء : يا واد ده أنا حفظاك وشفتك وإنت بتبصلها كذا مرة وكمان عينك كانت هتطلع عليها لما نزلت تتعشى معانا أول مرة
صمت جاسر ولم يجيب فلم يستطع إنكار إعجابه بها فهي مرحة وبشوشة وجميلة وقوية الشخصية ولولا إعجابها بزين لفكر بالأرتباط بها جدياََ وبعد تفكير قال : بس يا ماما زين هيقول عليا إيه؟
سناء : ليه هو متوقع إنه لما يطلقها هتفضل قاعدة على ذكراه..... إنت أولى من الغريب على الأقل هتربي إبنه قدام عينيه
جاسر : صعب يا ماما أوي بجد اللي بتطلبيه مني
سناء : بص احنا نستني لحد ما نتأكد إن هي حفيدة جدك فعلاََ ولا ولو طلع كلامها صح لازم تنفذ وبعدين جدك مش هيجوزها لحد من برا العيلة
جاسر : ما هي مرات زين
سناء : على الورق.... وجدك لو حس إن البت مظلومة في جوازها من زين وموافقة عليك هيقبل
جلس جاسر يفكر وظلت سناء تحاول إقناعه بشتى الطرق حتى وافق مبدئياََ على الفكرة فهو بالفعل كان معجب بها ولكن لم يتخيل أن يرتبط بها قط وخصوصاََ أنها زوجة زين.... عادت سناء إلى غرفتها ونامت وظل جاسر يفكر ثم خلد للنوم.... في الصباح إستيقظت وعد وأخذت حمام دافئ وبدلت ثيابها ولكن لم تخرج من الغرفة وفضلت أن تظل بها فهي غير مرغوب بها في هذا المنزل على الأطلاق ولا ترغب في رؤية نظرات الكره داخل أعينيهم جميعاََ وخصوصاََ زين الذي أصبح يرميها بسهام الكراهية من عينيه.... تناول الجميع الطعام بالأسفل وذهب زين وجاسر إلى العمل وشهد خرجت لتقوم بالتسوق من أجل الزفاف وطلب نصار من الخدم أن يصعدو لوعد بالطعام في غرفتها وبعد أن نفذو طلبه قامت أحد الخادمات بإبلاغ نصار بأن وعد لم تأكل شئ بالأمس ولا اليوم شعر نصار بالقلق عليها فصعد إلى غرفتها وطرق الباب وقامت وعد بفتحه دخل نصار وجلس معها وظل يتحدث معها ولكن لم تكن تجيبه وكأنها في عالم أخر فهي تشعر بالضيق الشديد والذي جعلها تشعر بعدم الرغبة في أي شئ
ظل نصار بالغرفة معها طوال اليوم يحاول أن يستدرجها بالحديث ولا يعلم لما هذا الفضول في معرفة شخصيتها حقاََ أو ربما هو شعور بأنها بالفعل حفيدته..... عاد نصار إلى غرفته عصراََ وظل بها قليلاََ وعادت شهد من الخارج وهي تحمل الكثير من الأغراض وقابلتها سناء وغادة وقالت في سعادة : مبروك يا عروسة..... الفستان وصل من برا
شهد في سعادة بالغة : بجد وصل
سناء : اه يا حبيبتي أنا حطيته في أوضتك ومردتيش أفتحه غير لما إنتي تيجي.... يلا بقى عشان هنموت ونشوفه
صعدت شهد وغادة وسناء إلى الغرفة في لهفة فقد طلبت من زين أن يحضر لها ثوب الزفاف من الخارج وهو لم يعترض ورحب بالفكرة وقد أختارته شهد بعناية مما جعلها متشوقة لرؤيته وعندما فتحت الباب وجدت الثوب داخل الغلاف الخاص به وفتحته سريعاََ ولكن صرخت في صدمة..... وجدته ممزق تماماََ وجلست على الفراش تبكي وصاحت بهما : مين عمل كدة؟
نظرت سناء وغادة إلى الثوب في صدمة وقالت غادة : يلهوى..... ده متقطع كله..... مفيهوش حتة سليمة..... مين اللي عمل كدة؟
سناء في غضب : مفيش غيرها..... هي البومة اللي كنا مصدقنا خلصنا منها راح خالي مرجعها وسطنا تاني
وصل زين إلى المنزل وسمع أصوات الصراخ بالأعلى فصعد سريعاََ ووجد شهد تبكي بحرقة وتريه ما حدث بالثوب وبدون تفكير علم أن وعد هي من فعلت هذا فذهب بكل غضب وفتح الباب دون أن يطرقه مما جعل وعد تشعر بالفزع وعندما رأت نظرات الغضب تتطاير من عينيه وهو يقترب منها أخذت تخطي إلى الخلف خوفاََ منه ولكن أمسكها من ذراعها وقال في غضب : تعالي هنا
وعد في توتر : فيه إيه..... فيه إيه أنا عملت إيه؟
سحبها من يدها حتى وصلت إلى غرفة شهد ودفعها أمامهم جميعاََ وقال في صوت مرتفع : إيه الهباب اللي إنتي عمليته ده؟
نظرت وعد إلى الثوب في رعب ثم نظرت إليهم جميعاََ وعادت النظر إلى زين وقالت : والله ما أعرف.... معملتش حاجة
اقترب منها زين والغضب يزداد علي وجهه وقال : أمال مين اللي عمل كدة..... مفيش غيرك بس اللي يعمل الحركات الزبالة ديه..... عايزة تبوظي الجوازة صح؟..... مش هيحصل يا وعد وهتجوزها غصب عنك فاهمة ولا لا
إبتعدت عنه وعد ووقع عينيها علي سناء التي تنظر إليها وعلى وجهها نظرات السعادة مما يحدث بها وعلمت أن سناء من قام بتمزيق الثوب فقالت : هما اللي عملو كدة عشان يلبسوني التهمة
جذبها زين من يدها مرة أخرى وقال : يا بت إنتي مش بتتعبي من الكدب..... مين فيهم هيعمل كدة وهو عارف إن خلاص مفيش وقت والفرح قرب..... إنتي معمولة من إيه بالظبط أنا بقيت قرفان منك ومش طايق أبص في وشك
نظرت وعد في عينيه وكأنها تبحث عن زين الذي تعرفه وعن نظراته التي جعلتها متيمة به ولكن لم تجده فهي تشعر بأن من يتحدث إليها الآن شخص أخر ونظراته تبدلت فكانت متوجة على عرش قلبه وأصبحت الآن أبغض الأشخاص إلى قلبه 
شهد في بكاء : أعمل إيه أنا دلوقتي؟ 
اقترب زين منها ووضع كلتا يديه علي وجنتيها وأزال دموعها ونظر لها ليطمئنها وقال : متقلقيش يا شهد هجيبلك أحسن منه..... مش هخلي أي حاجة توقف جوازنا
كل هذا تحت نظرات وعد التي أصبحت كوقود مشتعل من الغيرة وهي تراه يدلل إمرأة أخرى أمام عينيها وشعرت بأنه قد سرق منها فقالت في غضب : هو إنت فاكر إني لو قطعت الفستان إنك كدة مش هتتجوزها..... أنا لو عايزة أبوظ الجوازة هبوظها ومش بالطريقة الهبلة ديه..... بس أنا أصلاََ مش بفكر في ده ولا عايزة أعمل ده أساساََ
شعر زين بالدماء تغلى بعروقه فهي لا تزال تقف أمامه وتعلنها بوجهه بأنها غير مهتمة به وبزواجه فقام بصفعها علي وجهها مما جعل وعد تشعر بألم أكبر فكل ما كانت تقصده هو فقط أن تنفي هذه التهمة عنها ولا تعلم ما فهمه زين من حديثها..... ظلت تنظر إليه في عتاب والدموع متجمعة داخل مقلتيها وتضع يدها موضع الصفعة وبدأت تنزف من شفتها أثر هذه الصفعة القوية ولكن ما ألمها حقاََ هو قلبها.... هنا ودخل نصار وسأل في فزع : فيه إيه؟.... إيه الزعيق ده كله..... مش عارف أصلي منكم
زين في غضب : تعالى يا جدي شوف البلوة اللي إنت رجعتها علي حياتي.... إتفضل شوف عملت إيه في الفستان بتاع الفرح..... أنا قولتلك يا جدي بلاش تقعد معانا في بيت واحد
نظرت وعد إلى سناء التي يعلو وجهها إبتسامة الإنتصار وتذكرت ما فعلت بها من قبل وصوت داخل عقلها يخبرها أن هذا ما زرعتيه وهذا حصاده.... أغمضت عينيها في ألم وقبل أن يجيب نصار عليه قالت في هدوء : أنا أسفة..... أسفة يا زين على كل حاجة...... أنا إتضايقت لما شفت الفستان ومحستش بنفسي..... أوعدكم مش هعمل حاجة تاني تزعلكم
تركت وعد الغرفة تحت نظرات زين الذي تعجب مما قالته وتذكر نظرات عينيها له في عتاب ثم قال نصار : تعالى ورايا يا زين
ذهب نصار إلى غرفته ولحق به زين وأغلق الباب خلفهما
نصار : إنت ضربتها؟
زين في غضب : مش شايف عملت إيه يا جدي
نصار : صوتك يوطى ورد عليا...... ضربتها؟
زين : اه
نصار : أخر مرة تمد إيدك عليها تاني..... سامع ولا لا
زين : إنت بجد يا جدي بتدافع عنها
نصار : سامع ولا لا
تنهد زين وقال : حاضر
كاد أن يذهب إلي أن قال نصار : وشوف مين اللي قطع الفستان..... عشان وعد مخرجتش من أوضتها النهاردة
نظر له زين في تعجب وقال : عرفت منين..... ما يمكن خرجت وإنت مشفتهاش
نصار : عشان أنا كنت معاها في الأوضة طول اليوم
عقد زين حاجبيه وقال : طيب هي إعتذرت ليه؟
نصار : عشان فيه حاجات كتير جواها عايزة تعتذر عنها..... إسمعني يا زين كويس وكلامي يتنفذ..... هما ٣ أيام وأعرف إذا كانت حفيدتي ولا لا وخلال ال ٣ أيام دول محدش ليه دعوى بيها نهائي ولو طلعت حفيدتي لا أنت ولا كل اللي في البيت هسمحله إنه يدوس على طرفها فاهم
ذهب زين ونزل إلى المطبخ وسأل سعاد كبيرة الخدم عن ما حدث اليوم وأكدت سعاد حديث نصار بأن وعد لم تخرج من غرفتها وعندما قام بسؤال العاملين في المطبخ عن ما حدث بالثوب لاحظ إرتباك أحدهم وعندما سألها قالت أنها رأت سناء تدخل إلى غرفة شهد وبيدها مقص..... هنا وعلم أن سناء من فعلت هذا لتوقع وعد في هذه المشكلة عاد زين إلى الطابق العلوي وهو يشعر بالندم على صفعه لها.... اقترب من غرفتها ووجد الباب مفتوح وسمع صوت نصار يتحدث معها وهي تبكي فوقف جانباََ وشعر بالألم داخل قلبه من صوت بكاءها
نصار : طيب إنتي عايزة إيه؟
وعد : عايزة أمشي..... سبوني أمشي من هنا
نصار : يا بنتي مش احنا إتفقنا تستني لحد ما النتيجة تطلع
وعد في بكاء : والله ما هزورها..... تصدق بالله أنا نفسي تطلع سلبي وتسبوني أمشي.... والله ما بقيت عايزة حاجة..... وحتى لو طلعت إيجابي خلي كل حاجة بأسم زين زي ما هي أنا مش عايزة منكم حاجة..... بس أنا لو فضلت هنا هموت بجد من الوجع اللي في قلبي..... أنا مش قادرة أشوف كل الكره ده في عين زين ومش قادرة أشوف واحدة تاني مكاني في حضنه..... أنا بمنع نفسي إني أترمي في حضنه وأعيط..... هو الحضن الوحيد اللي ضمني في حياتي..... أرجوك يا نصار باشا.... طيب بص إنسى الكلام اللي قولته خالص وأنا بقولك أهوه أنا كنت بكدب عليك ومش بنت بدر ولا حاجة وسبوني بقى
ضمها نصار بين أحضانه وشعرت وعد بالدفئ الذي تبحث عنه وكأنها وجدت حنان الأب الذي حرمت منه طوال حياتها فاستكانت بين يديه وظلت دموعها تنساب علي وجنتيها في هدوء وقال نصار : مين قالك إني مستني نتيجة التحليل..... أنا مستنيها بس عشان أثبتلهم إن إحساسي صح..... إنتي حفيدتي يا وعد ومن النهاردة في حمايتي ومحدش فيهم هيقدر يدوسلك على طرف ولحد ما النتيجة تطلع واحطها في عينيهم إنتي هتفضلي في الأوضة هنا ومحدش هيقربلك
كل هذا تحت مسامع زين الذي شعر بالحيرة من حديثها مع نصار..... لما تبحث عن زين القديم فهي تكرهه كما قالت لي قبلاََ؟....ولم أشعر بأن الغيرة تأكل قلبها الآن؟ لما ترغب في معانقتي وهي من نظرت لي داخل عيني وقالت بمنتهي الجدية أنها لم تحبني قط؟
عاد زين إلى غرفته ودخل إلى الشرفة وقام بإشعال سيجار وظل ينظر أمامه وعقله يدور به الكثير ولكن ما تأكد منه أن وعد تكذب على نصار كي تكسب تعاطفه ويحميها منه بعد أن فقدت حمايته..... قاطع تفكيره دخول شهد التي صدمت عندما رأت السيجار بيده وقالت : إنت رجعت تشرب تاني يا زين؟
رمي زين السيجار وأبتسم قليلاََ وقال : لا مش كتير
شهد : زين لو سمحت مترجعش للسجاير تاني.... المرة اللي فاتت تعبت بسببها وقلنا خلاص هنبطل
زين : خلاص والله.... أخر مرة
إبتسمت شهد وقالت : ماشي...... بس قولي بقى هعمل إيه في الفستان؟
زين : إنزلي أغلى براند في مصر وإشتري أغلى فستان ولا يهمك..... وبعدين أصلاََ لما تنزلي وتتفرجي وتجربي الفستان هتحسي بمتعة أكبر
شهد : تصدق معاك حق..... خلاص من بكرة هنزل أدور.... مع إن الفستان كان حلو أوي
زين : خلاص يا ستي هعوضك..... إيه رأيك نطلع شهر عسل في أي حتة إنتي عايزاها؟
شهد في سعادة : بجد يا زين..... هتعرف تاخد أجازة ونطلع شهر عسل؟ 
زين : أسبوع أو أتنين مش هيأثرو.... هخلي جاسر ويامن يشيلو الشغل شوية..... مش كفاية مش هعملك فرح
شهد : إنت أحسن زين في الدنيا..... أنا هروح أدور أون لاين على أماكن حلوة
إبتسم زين وقال : ماشي
قامت شهد بمعانقته في سعادة وعندها تذكر زين قول وعد " أنا بمنع نفسي إني أترمي في حضنه" 
بعد قليل إبتعدت شهد عن أحضانه ونظرت له فقام بوضع يده على شعرها وابتسم إبتسامة حزينة لها ثم غادرت شهد..... زفر زين بقوة وقال بصوت مسموع قليلاََ : أنا بعمل إييييه؟
فقد شعر بأن ما يقوم بفعله خاطئ تماماََ وتذكر حديث يامن معه بأنه يستغل شهد فقط وأنه حقاََ لم يستطع نسيان وعد
مر ٣ أيام ونفذ من في المنزل جميعاََ طلب نصار ولم يدخل أحد غرفة وعد غيره والخدم فقط وكان يجلس مع وعد كثيراََ وشعرت وعد بالراحة من تواجده الدائم فبدأ بالفعل معاملتها كحفيدته أما هي فأصبحت متعلقة به كثيراََ وبدأت تتحدث معه بكل شئ عن حياتها وتيقن نصار بأن وعد تعشق زين حقاََ ولكن يعلم جيداََ أن زين لن يقبل بها..... ذهب زين مساءاََ لإحضار نتيجة التحاليل وانتظر قليلاََ حتى أحضر العامل الورقة وأعطى لزين الملف الذي قام بفتحه في لهفة شديدة وعندما وقعت عيناه عليه فتح عينيه في صدمة
تعليقات



×