رواية كبرياء الحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم هناء محمود

 

رواية كبرياء الحب الفصل الحادي عشر بقلم هناء محمود



حاولت أبان ثابته و انا بشد زين أكتر ليا و كأني بَستنجد بيه!....

إبتسمت بشفاه مُرتعشة ليه و انا بحرك دماغي كَترحاب في مُحاولة لِتَخطي الموقف ، مكُنتش جاهزه أني أشوفة دِلوقتي....

قولت بنبره مهزوزه...
_هروح الحَمام عَن أذنُكُم....

سَمعت صوت فارس و هو بيناديني ...
_متتأخريش طَيب...

كُنت بَمشي بَخطوات أشبة للجَري حاسه أن رجلي مَيقتش شايلاني خلاص ....

دَخلت الحمام بِسُرعة، تَنَفسي بَقا صَعب و مَغص مِعدتي رَجع تاني !....بَعد ما كانت حياتي هادي رجعت تاني لصخبها ...

ساندت بإيديا علي الحوض و انا ببص لِنَفسي في المِراية ...
_اهدي يا هَنا ، وجودة هِنا مِش هَيغير حاجة ...

حاولت أصبر نَفسي بأي كلام يِمكن أهدي!...

مَسكت تليفوني و أتَصَلت بِمَلك ....
_انتِ فين؟...

جاوبتني بِغَضب عارفة مَصدره أكيد أحمد...
_لِسه هتنحرك عشان أحمد أتأخر في الشُغل ....

نَفيت براسي و كأنها شايفاني ، أنا خلاص همشي مِش هَقدر أقعد هِنا أكتر مِن كِده...
_متجيش يا مَلك انا خلاص همشي....

أستشفت إهتزاز نَبرتي فسألتني بِقَلق ...
_أنتِ كويسه؟....

_لاء ، آدم رَجع أنا شوفة...
كُنت بحاول أبان ثابته لكن نبرتي خانتني في الاخر و رعشت صوتي ظَهرت 

_يعني ايه رَجع فهمنين شوفية فين؟...

زفرت أنفاسي الي كانت ثَقيلة عليا ، رَطبت شفايفي بلساني بَعد ما جفت بِسَبب توتري...
_آدم في الحَفلة ، لَما أروح هَكَلمك....

قَفلت معاها و طأطئت راسي لِتَحت و انا باخد زفير و شهيق بإنتظام لعلي أخفف تقلصات مِعدتي .....

رَفعت راسي و بَصيت في المُراية حاولت أعدل هيئتي و أبان ثابته ....

خَرجت بَعد دقايق و انا حاسه بإرتجاف في بَدني...

مِشيت بِسُرعة قَبل ما حد يوقفني ...
طَلعت فُصاد الباب و أنا بَبص حوليا عايزه أي تاكسي يروحني مِش هستحمل أقد هِنا أكتر مِن كِده....

_مِش هَتسلمي عَلي أبن عَمك قَبل ما تِمشي يا هَنا؟!....

التفت ليه بتوتر كان حَطط ايديه في جيبة و لابس بَدله سودا كانت لايقه عليه ، شَكله أتغير شعره بقا أطول عَضلات جِسمة برزت أكتر و نَظراتة أتغيرت و كأنه رَجع لبروده تاني؟!....

بَلعت ريقي ببطئ و اتكلمت و انا ببعد نَظراتي عَنه...
_أهلًا ....

اختصر الكَلام بأربع حروف كُلمة مَلهاش جواب غير إبتسامة صُغيرة و كُل واحد بيروح لِحالة بَعَدَها....

إبتَسم بِجانبية عَلي كِلمتي و قَرب مِني بخطوات بَطيئه لَحد ما بَقا واقف قُصادي مُباشرةً ...

مَرر لِسانة عَلي شفايفة بِتسلية بِملامحي المُتوترة ...
_حاسس أنك مِش فَرحانة أنك شوفتيني....

رافعت عيوني ليه و حاولت أثبت علي موقفي و متأثر بِه...
_مِش فارقة يا آدم لا هَفرح و لا هَزعل بِشوفتَك...

هَمهم ليا بِهدوء و قَرب أكتر لدرجة أني حَسيت بأنفاسه بِتضرب عُنقي ، هَمس بِخفوت عَند ودني ...
_حكايتنا منتهتش يا هَنا خَليكي عارفة ده كويس ...

رجع براسه لورا فخلا وشوشنا أقرب لِبَعض ...
_هنتقابل كِتير ، عَشان تِبقي عَملة حِسابك بَس....

بَصلي لثواني و مِشي بَعدها ، لساني متحركش عَشان يطلع أي حروف و كأني فَقد النُطق!....

وجودة قُدامي كِده لَجمني و شَل تَفكيري....

تابعت طيفة و هو بيرجع تاني لجوا ....

بُعده عَني أداني مِساحة للتَنفس مِن تاني ، مِش حَبة وجودة مِن انا لِسه متعافتش مِنه و لا مِنهم مش هقدر أتعامل معاهم تاني !...

٠
تاني يوم كُنت قاعدة في الورشه لابسه فُستان بيچ مِشجر في ورد روز مُنه فيه لحد بَعد الرُكبة و عليه جاكت خفيف قُصير بِنَفس لونه كُنت مِستانية قدوم فارس ....

فَتح الباب و دَخل مَكتبي ...
_صباح الخير...

مجوبتهوش وده خلاه يلاحظ ملامحي المتقوسه دلاله علي غَضَبي...

شاور لزين الي كان معاه وقال...
_زين روح اقد برا مع الباقي و احنا هنخلص شُعل و هنجيلك....

أومئ زين بأدب و مِشي....

اتكلم بِمَرح في مُحاولة أنه يخفف الجو بينا....
_قَلبة وشك ليه علي الصُبح...

بصَلة بغضب و سألته ببرود...
_انتَ أزاي تِقَبل مَشروع آدم...

قَعد علي الكُرسي الي قُصادي و قطب حواجبه بعدم فِهم...
_و فيها أيه يَعني؟...ما أنا دايمًا بقبل من غير ما أرجعلك ايه الي مَزَعلك؟!...

وقفت بِغَضب قُصادة ...
_انا إسمي ايه يا فارس؟...

جاوبني ببرود...
_هنا***الصياد....

ضَحكت بِسِخرية...
_و هو اسمه آدم الصياد....ابن عَمي انتَ فاهم عَملت ايه؟!....

صوتي بقا عالي بِسَبب شِدة إنفعالي ، غَضبي إنعكس عَليه ....
_انتِ مِن عيلة الصياد للحَديد و الصُلب؟...ازاي متقوليش حاجة زي كِده يا هَنا؟...افتكرته تشابة أسماء مِش أكتر انتِ محكتليش عَنهم قَبل كِده....

بَعثرت خِصلاتي بِغَضب وقولت...
_تشابة أسماء بَعني المفروض ترجعلي الاول و تتأكد مِش تقبلة عَرضة و خَلاص و تخلينا تَحت رَحمة!....هو كِده عارف و متأكد إننا مِحتاجينه ....

التفت حولين نَفسي و فِكره إنه هيبقا قريب مِن تاني هتجنني....
_كُل ده بِسَببك هَضطر اشوفه تاني بِسَببك يا فارس كُل حاجة عَملتها عشان أبعد عَنه راحت علي الفاضي....لا و بِسَبب شروط العقد الي أنتَ مضيت عَليه بِغباء مش هنعرف نفسخه انا ما صدقت اطلقت مِنه!....

وقف بِضيق مِن أسلوبي الوقح ...
_اتكلمي معايا عِدل يا هَنا ، أنا معملتش حاجة غَلط دي كانت فُرصة لينا عَشان نِكَبر شِركتنا الي كانت حِلمنا و انا معملتش حاجة غير اني قَبلتها ، قَبلتها بَعد تَفكير و انا عارف أنك واثقه فيا و واثقه اني هعمل المُستحيل لِمُستقبل الشُركة مِش ذانبي أنك مفهمتنيش انك مِن عيلة الصياد للحديد و الصُلب دي مُشكلتلك...

قاطع عراكنا وصوتنا العالي ...
زين الي دَخل علي طول عشان باب المَكتب كان مفتوح...
_بابا انتَ بتزعق لِهَنا ليه كِده؟....

كان بيسأل بِبرائة كانت كَافِية أنها تضيع كُل غَضبي...

اتنهدت بِضيق وقولت و أنا بشاورلة...
_كُنا بِنتكلم يا زين عادي بَابا مَكانش بيزعقلي ...

عيونة مكنتش مُقتنعه لكنه فضل الصَمت و هو بيقرب مِني...

اتنهد فارس بِضيق ...
_انا هروح اتابع شُغل المكتب خلي زين معاكي....

قَعدت بِتعب علي المَكتب و أنا حاسه أن الضيق الي جوايا زاد بِسبب عراكي مَع فارس....

بَعد يوم طويل مِن الشُغل مَسكت تليفوني لما سَمعت صوت رِسالة كانت مِن فارس...
"متزعليش مني انا عارف ان عصبيتك كانت غصب عنك و عارف انتِ مريتي بأي عشان تبعدي عَنهم حقك عَليا..."

إبتسمت بِراحة بَعد ما شوفت الرِسالة بتاعة علي القليلة هو مِش زَعلان مِني ....

٠

بَصيت لِنَفسي في المراية 

لابست جيبة من الشفون مشجره اسود في اللوان تانيه و عليه بلوزه سودة و حِزام في النُص اسود و عليهم هليز شتوي سودا وجاكت خَفيف...

فَتحت باب الشَقه لقيت فارس و زين مستنتين بِما إننا جيران في العُمارة ....

سألني فارس بِهدوء...
_جاهزة؟...

اومئت ليه و انا بمسح علي شَعر زين...

روحنا شركتنا المتواضعه كانت في شَقه واخدين دورين ، الاول و مكتب فارس و بقيت المُهندسين الكانه بيعده علي الصوابع و اوضه للإجتماعات و الدور التاني مَكتب و ورشة تَنفيذ المشاريع....

النهاردة إجتماعنا معاه ....مَع آدم !....

زَفرت أنفاسي بِثَقل و انا بَفتك باب العربية و بَنزل مِنها ....

بِبَساطة هَرفض قُربة مِني أنا مِش حِمل تعب قَلب انا لوحدي كويسة....

_استاذ آدم وصل وقاعد جوه...

قَبل ما أدخل وقَفني صوت فارس ...
_استني...

بَصتلة بإهتمام فقال...
_علي إتفقنا زي ما إحنا؟...لو مش قادرة خلاص مِش هضغط عليكي ...

نَفيت ليه وقولت بِعزم ...
_لا يا فارس علي اتفقنا متقلقش ، انا و آدم أطلقنا خلاص انا مِش هسيبك زي ما أنتَ مسبتنيش....

همهم ليا بإبتسامة مليانة إمتنان و اتوجهنا لغُرفة الإجتماع ليه هو....

_صباح الخير...
اتكلمت بإبتسامة خفيفة للموجدين من غير ما أبصلة....لَحقني فارس و قعد علي كُرسيه...

بِسَبب التوتر الي أنا فيه حسيت بالحراره بتضرب جِسمي ، قالعت الچاكت و بقيت بالبلوزه ...

و قعدت جَنب فارس زي العادة ...

عيونة متشلتش مِن عَليا ....

وقف المُساعد بتاعة و بدأ بشرح لينا المشروع كان عُباره عن ڤيلاتين في الساحل و شَقة 

بدأ فارس يتكلم و انا كُنت ساكته و لكن حاسه بِنظراتك ليا!...

_تمام المُهندسة أميرة هتتابع معاكم...
اتكلم فارس بَعد ما اتفقنا علي كُل حاجة و بدأ يوضب الورق لكنه وقفنا ...

_مش المفروض مشروع مُهم زي ده يهتم بيه صُحاب الشُركة بِنَفسهم...
نَبرتة كانت حادة و نظراتة مقلتش حِده....

رمقة فارس بعدم فِهم فَقال...
_مِش فاهم قصدك...

بَصلة ببرود وقال بقلة ذوق...
_هو مفيش غيرك في الشركة دي ولا ايه؟...مِن وقت ما قعدت و محدش بيرد و بيتكلم غيرك!....المفروض مَشروع زي ده صُحاب الشِركة كُلهم يهتمه بيه...

فَهم فارس آدم بيرمي علي أيه فجاوبة...
_هَنا لِسة مُبتدأ عَشان تِمسك مشووع زي ده انا بنقدملك الاحسن..

التزم فارس بإتفاقنا انا قولتله بتصرف المهم مشتغلش مَع آدم او قابلة....

ابتسم آدم بِسِخرية و هو بيقو قُصادنا وشاور للي في الاوضة معانا...
_تقدرو تتفضلك برا يا أساتذه...

استنه الإذن مِن فارس و بعدها اتحركة بره بِصّمت...

اتكلم بِسُخرية و نظراتة كانت حادة ...
_هو القط اكل لِسانك و لا ايه؟...سايبة يتكلم بالنيابة عَنك و لا كأنه ولي أمرك؟...

سُخرية كانت مختلطة بالغيظ و الغَضب ، سَند بأيده علي الترابيزة الي كانت حاجز بينا و غَضب مَقلش....

كان فارس هيتكلم لَكن آدم شاورلة ببرود...
_متتكلمش انتَ ، كلامي ليها يا تفضل ساكت او تطلع برا أحسن...

اسلوبة الفَظ مَعجبش فارس فَخلا يتكلم بِحده زيه لكن ممزوجة بالبرود و ده طَبع فارس...

شاور عَليا وقال...
_لما تكون بتكلم خَطيبتي كِده يبقا مِن حَقي أتدخل...

كرر آدم كِلمة بإستنكار و صدمة...
_خَطيبتك؟!...يَعني ايه ؟..

سؤالة اتوجة ليا في النهاية و الصدمة معتليه ملامحة لكن ما ضحك بِصوت وقال...
_مش عيب تخطب واحده و هي علي ذمة راجل تاني يا ابو الرجولة؟....


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×