![]() |
رواية انتقام الفصل الحادي عشر بقلم رباب حسين
كلمات.... بعض الكلمات تحمل قوة رهيبة.... قوة تزلزل كيانك.... فليست القوة بالحروف ولكن تكتسب الكلمات القوة بفضل قائلها.... فها هي تقف أمامي بكل قوة لتعيد ذكريات أليمة لم أحصل على الوقت الكافي كي أتخطاها وأتخطي حزني وألمي أما هي فتقف أمام الجميع بكل شموخ كأنها لم تفعل شئ..... كيف أتيتي بهذه القوة الزائفة؟....كيف تقفي أمام العائلة التي حرمتيها من أهم فرد بها وكأنك لم تخطئي قط؟.... كم كنت مخدوع وكيف عشقت من لا قلب لها
كلمات رن صداها في أذان كل من بالمنزل وأصيب الجميع بالصدمة آثرها.... وقف الجميع من على مائدة الطعام ينظرون إليها بنظرات كره وغضب والتفت زين إليها وعلى وجهه نظرة غضب لم تراها وعد بحياتها مما دب الذعر في قلبها ولكن لم ترضخ فهي جاءت لتفجر هذه القنبلة ومازال بجعبتها الكثير..... أقترب منها زين في غضب وقال : إنتي مين سمحلك تدخلي البيت ده؟
صاحت وعد بصوت مرتفع وقالت : أنا ليا في البيت ده زيك بالظبط..... زي ما إنت حفيد عيلة نصار أنا كمان حفيدته
نصار في غضب : إيه الكلام الفاضي اللي إنتي بتقوليه ده؟
نظرت له وعد وقالت في تهكم : معلش بقى يا نصار باشا..... للأسف عندك حفيدة من واحدة فقيرة معدمة..... أنا بنت بدر نصار وسمر عبد العال وديه ورقة الجواز العرفي اللي كتبوها قبل ما يموت قصدي يتقتل
أخذ نصار الورقة واقترب زين منه وهو يفتحها وجدها ورقة قديمة وبها عقد زواج عرفي بين بدر وسمر حقاََ نظر زين إلى نصار في تعجب وقال : هو عمي بدر إتجوز واحدة تانية غير خالتي منار؟
سناء : لا طبعاََ
غادة : بدر كان بيحب منار جداََ وإستحالة يعمل حاجة زي كدة
وعد : لا عمل.... وديه ورقة جوازهم
جاسر : إستني بس عشان أنا بجد مش فاهم حاجة..... إنتي قولتي إن عمي عامر الله يرحمه قتل أبوكى.... وجاية دلوقتي تقولي إن أبوكى الحقيقي هو عمي بدر أخوه..... ده إيه بقى اللى بيحصل ده؟
نظر نصار وزين لجاسر في صدمة وقال نصار : لا إنتي أكيد مجنونة..... إنتي جاية بعد السنين ديه كلها تقوليلي إنك بنت بدر إبني اللي مات وكمان إن ولادي قتلو بعض؟
وعد في هدوء : ده على اساس إنك متعرفش إن عمي عامر قتل أبويا
زين : تاني هتقولي إن أبويا قتل
وعد في غضب : ما تسأل جدك.... ما هو واقف قدامك أهوه وعارف إن أبوك قتل أخوه عشان الورث
نصار في غضب : إنتي جبتي الكلام الفارغ ده منين؟
وعد : أنا سمعتك بودني بتقول لعمي عامر إنك مش عايزة غلطته بتاعت زمان تتكرر تاني
نصار : أيوة أنا قلت كدة فعلاََ بس كان قصدي على إنه كان عايز يتجوز واحدة من برا العيلة ورفض يتجوز غادة في الأول ولما أتأكد إن اللي عايز يتجوزها ديه طمعانة فيه سابها بس تعب جداََ بعدها وده اللي حصل فعلاََ مع زين وكنت خايف يحصله كدة واللي حسبته لقيته..... عشان كدة قولتله مش عايز اللي حصل زمان يحصل تاني
نظرت له وعد وحاولت أن تستوعب وصمتت قليلاََ ثم قالت : ماشي هفترض إنك متعرفش بس ده ميمنعش إن هو اللي قتله
زين في غضب : بت إنتي..... أنا مش هسمحلك تجيبي سيرة أبويا تاني فاهمة
وعد : هو عشان بقول الحقيقة بقيت وحشة دلوقتي
نصار : إستنى بس يا زين..... عامر فعلاََ مقتلوش لأن ببساطة عامر أصلاََ مكنش موجود هنا ساعة وفاة بدر كان برا مصر
شعرت وعد بأن هناك خطباََ ما ودب الرعب بقلبها ولكن عادت وتحدثت : ما ممكن يكون وصى حد يقطع فرامل العربية وهو مسافر عشان محدش يشك فيه
زفر زين في غضب ثم قال : بابا كان عايش برا.... أنا وأمي وهو كنا برا مصر من قبل ما عمي يموت بسنة ورجعنا عشان جدي لما عمي بدر مات
نصار : ده غير إن عامر طول عمره ملوش في الشغل بتاعنا ولا مهتم بيه ونادر لما كان بيجي الشركة وكان بيشتغل برا ولما بدر مات رجع وساعدني في الشركة لحد ما زين بدأ يشد حيله وينزل معايا وبعدها جاله شغل الوزارة وبعد عن الشركة كان بيجي بس لما كان الشغل بيحتاجه أو كتير عليا أنا وزين ومطلبش مني مليم واحد زيادة يعني إستحالة يبقى طمعان زي ما إنتي بتقولي
نظرت لهما وعد في صدمة وهي تحاول أن تبحث عن دليل لما قالته سمر ولكن يبدو وأن حديث زين ونصار صحيح وأن عامر لم يقتل بدر.... شعرت بالدماء تهرب من عروقها..... هل قتلت أمي عامر ظلماََ؟ .... لا ليس مجدداََ.... كيف سأبرر ما فعلته أمي الآن؟
زين : أنا مش عارف إنتي عايزة إيه بالظبط..... لو فاكرة إنك هتضحكي علينا باللي إنتي بتعمليه ده تبقى بتحلمي
نظرت له وعد وشحب وجهها وقالت في هدوء وإرتباك : بس ماما..... ماما كانت متأكدة من هي اللي بتقوله
شهد : وإمك ديه تعرفنا منين أصلاََ ولا تعرف عمي عامر الله يرحمه منين عشان تحكم عليه بالشكل ده؟
بلعت وعد ريقها من شدة التوتر وقالت : هي.... هي قالتلي إن بابا..... بابا هو اللي قالها إن أخوه عايز يخلص منه
نصار : لا.... لا عامر كان بيحب بدر جداََ.... ده أخوه الصغير..... ده لحد قبل ما يموت كان بيدور على اللي قتل بدر.... أمك غلطانة
زين في غضب : هو إنت مصدق أصلاََ إنها بنت عمي بدر فعلاََ.... ده أكيد ملعوب جديد جاية تلعبه علينا كلنا فاكرة بقى إنها عشان عرفت تضحك عليا قبل كدة خلاص بقى إن احنا هبل وهنصدق كل حاجة
وعد : أنا زيك بالظبط عايزة أعرف الحقيقة وعايزة أعرف مين اللي قتل أبويا..... وأنا مستعدة أعمل تحليل DNA مع نصار باشا ولو طلع كلامي صح وهيطلع صح هدور على اللي قتله ومش هسيبه
جاسر : ما إنتي ممكن تزوري التحليل
زين : ديه تتوقع منها أي حاجة
نظرت له وعد في حزن وقالت : حضرتك يا نصار باشا ممكن تبعت تجيب حد من أي معمل تحاليل ومتقوليش على أسمه ويجي هنا ياخد عينة مني ومنك ويمشي وحضرتك تستلم النتيجة بنفسك
نصار : ماشي... معنديش مانع
زين : أنا اللي هجيب الموظف بنفسي
نصار : ولحد ما نتأكد هتفضلي هنا قدام عيني
زين في غضب : ليه يا جدي؟
نصار : عشان أنا حاسس من فترة كبيرة بحاجة من ناحيتها
سناء : قصدك إيه يا خالي
نظر نصار إلى غادة وقال : وأظن عامر قالك نفس الكلام يا غادة
صمتت غادة قليلاََ ثم قالت : أيوة يا خالي قالي
زين : إيه هو ده متفهموني
نصار : فاكرة يا وعد لما قعدتي واتكلمتي معايا على السفرة لما قولتلك لازم تنزلو علي العشا
وعد : أيوة فاكرة
نصار : ساعتها أنا وعامر بصينا لبعض وجالنا نفس الأحساس.... إن أسلوبك وكلامك وطريقتك في الحوار شبه بدر بالظبط ده غير إنك فيكي شبه منه
وعد في سعادة : بجد.... أنا شبهه.... طيب انا عايزة أشوفه.... عندك صورة ليه
زين في غضب : كفاية تمثيل بقى..... إنتي إيه معجونة من إيه.... كتلة كدب
وعد في بكاء : والله ما بكدب وأنا قدامكم أهوه أعملو التحليل
زين : العياط مبقاش يأثر فيا خلاص..... بلاش بقى الشغل ده.... دوري على غيره
نظرت وعد له في حزن شديد وشعرت بكسر قلبها ثم نظرت إلى نصار وقالت : أنا تحت أمرك يا نصار باشا في اللي إنت عايزه
نصار : روح يا زين هات موظف من أي معمل
زين : ماشي بس إعمل حسابك لو البت ديه طلعت فعلاََ بنت عمي مش هتقعد معايا هنا في القصر تجيبلها شقة تعيش فيها لوحدها
نصار في غضب : عايزني أطرد حفيدتي برا بيتي..... ديه واحدة ست تقعد لوحدها إزاى يعني؟
زين في غضب : لا مش هتقعد هنا يا جدي..... أنا مش طايق أبص في وشها.... وبعدين هتقعد معايا إزاى وهي طليقتي وأنا هتجوز أنا وشهد بعد أسبوعين مينفعش طبعاََ
وقعت الصدمة علي وعد وفتحت عينيها وصاحت في غضب : إنت هتتجوز شهد؟
زين في غضب : وإنتي مالك
أقتربت شهد منه ووضعت يدها اليمنى حول ذراعه لترى وعد خاتم الخطبة بيدها ومالت عليه بجسدها وقالت : أيوة هنتجوز وإتخطبنا من أسبوع
نظرت وعد لهما في صدمة ثم قالت في غضب : بس للأسف يا زين هتشوفني غصب عنك حتى لو مطلعتش بنت عمك زي ما إنت بتتمني
زين : وده ليه بقى إن شاء الله؟
وعد : عشان أنا حامل
وقعت الصدمة علي الجميع ونظر زين إلى وعد وهو لا يصدق ما قالته وقال : حامل؟!!!! من مين؟
وعد في غضب : إيه من مين ديه..... إنت إتجننت منك طبعاََ
نصار : يبقى تردها يا زين
نظر زين إلي نصار وكأن ما به من عقل سوف يتبخر في الهواء : أرد مين يا جدي..... لا كدة كتير بجد عليا..... إنت عايزني أردها
غادة في غضب : إزاى يا خالي ديه أمها قتلت عامر عايزها تقعد في وسطنا تاني عشان تخلص علينا
نصار : وعد مقتلتش حد..... أمها هي اللي قتلت وبتتحاسب على اللي هي عملته ولو كانت غلطت في الأول فده بسبب الكلام اللي فضلت أمها تقنعها بيه طول عمرها..... ودلوقتي هي فهمت الحقيقة وإكيد مش هتضر حد فينا
ثم نظر إلى وعد وقال : صح؟
أماءت له وعد في حزن
مسح زين على شعره في غضب وقال : يا جدي إنت عاوزني أردها بجد؟ أنا مش مصدق
نصار : حفيدي مش هيتربى برا بيتي ولا عايزها تتجوز واحد تاني وتاخد إبنك وتمشي وواحد تاني يربيه والله أعلم هيربيه إزاي
شعر زين بالغيرة مما قاله نصار وهذا مازاد من غضبه ولكن لم يستطع أن يترك إبنه معها فمن المؤكد ستعلمه الحقد والكراهية كما علمتها أمها فقال : ماشي..... هردها عشان الواد.... بس على الورق وجوازى من شهد زي ما هو في ميعاده
لم يكن في مخيلتي أن ستكون هذه النهاية... حقاََ قُتل عمي عامر ظلماََ وأمي من المحتمل أن تعدم.... لقد حصلتي يا أمي على ما تريدين وأنا من أدفع الثمن.... ماذا أفعل بهذه الأموال وأنا خسرت عائلتي ولا أرى في عينيهم غير الحقد والكره والأشمئزاز..... والآن سأتعذب وأنا أرى إمرأة أخرى بين أحضان زوجي..... زوجي الذي حرمت منه وستأخذ هي مكاني بين ذراعيه.... ستنعم بدفئه وحنانه وأنا مجرد زوجة فقط على الورق..... كيف سأتحمل هذا..... تدمرت كلياََ وليت المال الذي طمعتي به يا أمي قادر على شفائي
فاقت وعد من شرودها علي قول المأذون وهو ينهي الزواج بالدعاء الشهير الذي لم يردده أحد ففي المرة السابقة كانت تقف وحيدة بينهم ولكن نظرة السعادة في عين زين كانت كافية لها ولكن تغيرت النظرة بل تحولت كلياََ إلى العكس فأصبحت مليئة بالأشمئزاز والبغض.... غادر المأذون وترى وعد نظرات سناء وغادة وشهد لها وشعرت بالرعب منهم فقد كانت تحتمي بزين قبلاََ ولكن من يحميها منهم الآن
زين : أنا هروح أجيب حد من معمل التحاليل
ذهب زين في غضب وقاد سيارته وهو يشعر بالدماء تغلي في عروقه فقد تمنى قديماََ أن تنجب له وعد بنت تشبهها بل وقد دعى لذلك من كل قلبه ولكن لم يتوقع أبداََ هذا الشعور الذي يمر به الآن..... غضب يحرق من حوله وقد أصبحت زوجته مرة أخرى رغماََ عنه ولكن هدأ قليلاََ عندما تذكر أنها الآن بين يديه وسيفعل بها ما يشاء وسيجعلها تندم على ما فعلت..... أمسك هاتفه واتصل بسعاد كبيرة الخدم وأمرها بتنضيف الجناح القديم وأنه سوف يصبح غرفة وعد كما هي..... أراد أن يجعلها تتذكر كل شئ وكيف كان معها سابقاََ وأنه لن يكون معها بل سيكون بين أحضان غيرها..... أقسم أن يجعلها تموت ندماََ كل ليلة.... عاد زين مع عامل المعمل وجدها تجلس كما هي شاردة علي الكرسي ويجلس بجوارها نصار ثم قام العامل بأخذ عينة منهما وأخبرهم بأن النتيجة سوف تظهر بعد أربعة أيام..... أخذ زين العامل وعاد به إلى المعمل ثم ذهب إلى العمل وهناك قابل يامن وجلس معه وقص له ما حدث
يامن : يعني إنت رديتها..... طيب وشهد
زين : جواز على ورق طبعاََ.... هو إنت فاكر يا يامن إني هعاملها عادي كدة ده أنا مش طايق أسمع صوتها
يامن : متكدبش على نفسك يا زين..... إنت لسة بتحبها
زفر زين في غضب : أنا هفضل أعاملها زي الزفت لحد ما أكرهها
يامن : طيب وذنب شهد إيه؟ أنا شايف إنك بتظلمها معاك يا زين..... وبعدين وجود وعد معاكم هيعمل مشاكل كتير.... ده غير إن جدك معاه حق أمها اللي قتلت وبتتحاسب هي تتحاسب على ده ليه؟
زين : مش معني إن هي منفذتيش بإيديها إن هي كدة بريئة.....لا هي كانت مخططة لده هي وأمها وجاية أصلاََ عشان كدة وأنا لا يمكن أسامحها على اللي هي عملته..... ده كفاية إنها كدبت عليا ومثلت عليا دور الحب لحد ما خلتني زي الأهبل ماشي وراها في كل حتة..... لا أنا هدفعها تمن كل ده
زفر يامن وقال : مش زين نصار اللي يستغل حب واحدة عشان يغيظ واحدة تانية..... فكر بعقلك يا زين وأنا واثق إنك هتاخد القرار الصح
رحل يامن وظل زين يفكر فيما قاله يامن فهو محق أنا أستغل حب شهد لي وفقط أفكر كيف أنتقم به من وعد ولا أفكر بها قط
أما شهد وسناء فدخلا غرفة سناء وقالت لها : البت ديه خطر.... أنا خايفة ترجع تأثر على زين وهو ملحقش ينساها
شهد : دلوقتي ملحقش ينساها ولما قولتلك كدة من أسبوع قولتيلي لا نسيها وهو اللي طلب يتجوزك
سناء في غضب : إحنا في إيه ولا في إيه..... ركزى معايا نطيرها من هنا
إبتسمت شهد في إستهزاء وقالت : نطيرها..... كان غيرك أشطر.... إذا كان كلنا كدة المرة اللي فاتت معرفناش نعملها حاجة وكل مرة كانت بتلبسنا في حيط دلوقتي هنقدر عليها وهي حامل من زين
سناء : المرة اللي فاتت زين كان بيحميها لكن المرة ديه محدش طايقها
شهد : إنتي ناسية جدي صح؟.... خالك يا أمي العزيزة هيحطها في عينيه عشان الولد.... ويبقى بقى الموضوع أصعب لو طلعت فعلاََ حفيدته ساعتها بقى مش هيخلي حد يلمسها
قطع حديثهما أصوات مرتفعة بالخارج.... خرجت شهد ووجدت عمال مع الخدم يأخذون جميع الأغراض المحطمة من جناح زين فذهبت إلى سعاد وسألتها عما يحدث وأخبرتها سعاد بما طلبه زين منها وأنه سوف يرسل أغراض جديدة بعد قليل .... عادت شهد إلى غرفة سناء وقالت : شفتي زين..... هيقعدها في نفس الجناح
سناء : يعني هي تقعد في الجناح ده كله لوحدها.... ليه؟
شهد : يا ماما زي ما إنتي قولتي رجوعها وإنها بقت مراته ديه علامة ليا عشان مكملش الجوازة ديه
تعجبت سناء منها وقالت في غضب : إنتي مالك يا بت متغيرة كدة ليه... أنا ملاحظة من بدري إنك مبقتيش عايزة زين
جلست شهد وقالت : بصراحة يا ماما أنا مش عارفة أحدد مشاعري.... زين غالي عليا مش هقولك لا بس بجد أنا لما لقيت الموضوع بيمشي في طريق جواز بجد حسيت إنه لا مش زين هو اللي نصيبي
صاحت سناء في غضب : نعم..... إنتي عايزة بعد ده كله وخلاص بقى زين في إيدك ترجعي في كلامك
شهد : يا ماما إنتي اللي من وأنا صغيرة تقوليلي زين ده خطيبك وأنا كنت هبلة وصدقتك.... أنا شفت زين كان بيبص لوعد إزاى يا ماما..... كانت نظرته ليها مختلفة عمري ما شفته بيبص لحد كدة.... ولا بصلي البصة ديه ولا هيبصهالي.... زين لسة بيحب وعد وخلاص زي ما إنت قولتي بقت في وشه..... بذمتك هينساها إزاى..... لا أنا مش عايزة أكمل في الحوار ده
سناء في غضب : عارفة أنا لو سمعتك بتقولي الكلمة ديه تاني هعمل فيكي إيه.... هقتلك بإيدي ديه..... إنتي تطولي تبقي مرات زين نصار.... ده إنتي هتبقي صاحبة ده كله واحنا كلنا ضيوف عندك..... بت الجوازة ديه هتم يعني هتم..... مليش أنا في جو البنات ده ومش بيبصلي وكلامك الفاضي ده.... فاهمة ولا لا
صمتت شهد وغادرت الغرفة فلا جدوى في الحديث مع سناء فهي فقط تفكر بهذا الزواج ولا تفكر بها هي وشهد كل ما تحلم به هو أن تتزوج من تحب وتعيش معه حياة سعيدة دون صراعات..... أما وعد فظلت جالسة بمكانها وبجوارها نصار بعد أن غادرو جميعاََ وظل نصار يتطلع بها وقال : لسة عايزة تشوفي أبوكى؟
نظرت له وعد في سعادة والدموع محبوسة داخل مقلتيها وقالت : اه.... هموت وأشوفه.... ممكن توريهوني
إبتسم نصار وقال : تعالي ورايا
نهض نصار وذهب إلى غرفة المكتب وأخرج صندوق من الخزانة ووضعه أمامها وجلست وعد وفتحت الصندوق في حماس ووجدت بداخله صور لبدر ومنار وإبنتهما نور.... قربت الصورة منها ورأت بدر لأول مرة..... لم تشعر بتساقط الدموع من عينيها فقد تركز على ملامحه وكأنها تشكي له ما مرت به من حزن طوال حياتها كل هذا تحت أنظار نصار الذي شعر بالشفقة عليها وقلبه ينبأه بأنها حقاََ حفيدته
نصار : بتعيطي ليه؟
نظرت له وعد وهو يجلس أمامها وقالت : كان نفسي أشوفه..... نفسي اترمي في ح*ضنه..... عايزة أعرف ح*ضن الأب عامل إزاى...... أكيد غير ح*ضن الأم صح..... إنت عارف أنا أمي عمرها ما حض*نتني بجد ولا عمري حسيت بحنيتها.... كل كلامها وإهتمامها كان ببابا وبس.... ساعات كنت بعذرها وأقول من حبها فيه وإنه إتاخد منها وساعات كنت بقول طيب أنا فين.... فين حقي في ح*ضنها ده مش كفاية إتحرمت من أبويا كمان أتحرم منها وهي عايشة
ثم بكت وقالت : اللي قاهرني أكتر إن محدش حبني ولا حن عليا زي زين..... وخلاص راح مني.... والله أنا ما ليا ذنب زي ما حضرتك قلت.... أنا من وأنا صغيرة وأنا مش بسمع غير جملة واحدة عامر قتل بدر.... سمعتها أكتر ما سمعت إسمي..... غصب عني كرهتكم وخلاص خسرت كل حاجة... خسرت عيلتي وخسرت زين
نصار : إنتي بتحبي زين بجد؟
نظرت له وعد عينيها مليئة بالدموع التي أغرقت وجهها وقالت : اه
نصار : طيب ليه قولتيله إنك بتكرهيه؟
وعد : كلام من ورا قلبي..... أنا مش هكدب عليك أنا فعلاََ مثلت عليه في الأول بس مع الوقت قلبي وقع في حبه..... وكنت كل أما أحس إني هحبه أوقف نفسي.... أنا كنت بتخانق مع نفسي كل ثانية وماما كانت دايماََ تهددني عشان محبوش وتقعد تقولي هما اللي حرموكي من أبوكى وتفضل تكرهني فيكم بس كان بيجي عليا وقت مش عايزة أي حاجة في الدنيا غير زين.... لدرجة إني كنت بتمنى نكون ناس تانية متعرفش بعض ولا بينهم كل ده عشان أقدر أحبه من غير قيود ولا شروط...... بس محدش بيهرب من قدره وحتى لو بحبه خلاص أنا خسرته وللأبد وللأسف معاه حق..... ياريت كنت أنا اللي مت مش عمي..... أنا السبب في موته ولو حتى إنتو سامحتوني وده مش هيحصل أبداََ أنا عمري ما هسامح نفسي..... عن أذنك يا نصار باشا
نهضت وعد وقبل أن ترحل قالت : هو أنا ممكن أخد الصورة ديه
نظر لها نصار وشعر بصدق كلامها حقاََ وألمه قلبه على حالتها وقال في حزن : ممكن
أخذتها وعد وخرجت إلى الحديقة وجلست بها حتى الليل تتأمل في صورة بدر وتقص له كل ما بها من حزن تبكي وتضحك كأنها تراه وهو يشعر بها فقد أصبحت وحيدة حقاََ ولن يهتم بها أحد في هذا القصر..... شعرت وعد بالجوع الشديد وقررت أن تعود إلى القصر وجدت الجميع مجتمع على العشاء وقد عاد زين وجاسر من العمل.... نظر لها زين في حقد ابتعدت عنهم وقررت أن تذهب إلى المطبخ لتأكل أي شئ به وتصعد إلى النوم
نصار : رايحة فين يا وعد؟
وعد : رايحة المطبخ بعد إذنك يعني
سناء : هتسممي مين المرة ديه
نصار في تحذير : سناء
وعد : طيب ممكن أطلب منهم يعملولي أكل
نصار : تعالي كلي معانا
زين في جمود : السفرة ديه لعيلة نصار بس
نظر له نصار وكاد أن يجيب ولكن قاطعته وعد وقالت : لا..... أنا هاكل في أي حتة..... مش هينفع أقعد معاكم.... بعد إذنك يا نصار باشا ممكن تبلغهم حضرتك.... وياريت أعرف أوضتي هتبقي فين عشان أقعد فيها
نصار : أقعدي في الجناح بتاعك.... زين عايز كدة وحاجتك فيه زي ما هي وأنا هخليهم يبعتولك الأكل فوق
أماءت له وصعدت وعد إلى الجناح تتذكر أول مرة صعدت بها مع زين هذا الدرج وكيف كان يمسك يدها في سعادة وهو ذاهب معها إلى الغرفة.... فتحت الباب وهي ترى تفاصيل كل ذلك الليلة ولكن عندما دخلت وجدت كل شئ مختلف فالآثاث جديد ولكن لا يبدو جميل فقط غرفة عادية جداََ أريكة صغيرة بالخارج وسرير بالداخل فقط دون أي كماليات أخرى..... أغلقت الباب ووضعت صورة بدر في غرفة الملابس ونظرت بها ووجدت ملابسها فقط وكل أغراض زين مفقودة..... تذكرت أنها حقاََ زوجته الآن ولكن فقط ورقياََ.... شعرت بالألم يتصاعد في قلبها فهي تتذكر كل ما عاشت به مع زين في هذه الغرفة ثم أغلقت باب الغرفة الداخلية وجلست خلفه وتذكرت الحديث الذي دار بينهما وعندما سمحت لقلبها أن يعشقه دون قيود ولو لليلة واحدة... وضعت يدها على صدرها لتعتصر ألمها بداخله وبكت