رواية خلف قضبان القلوب الفصل الحادى عشر بقلم ميمي عوالى
بعد مرور نحو شهرين .. كانت زهره تجلس بصحبه الصغار الثلاثه بردهة المنزل وهي تحاول ان تقص عليهم بعض قصص الاطفال
وكانت فاطمه تجلس على مقربه منهن بصحبه سوزان حين وجدوا زكريا يدلف من الخارج و يقول بصوت مسموع : السلام عليكم جميعا
ليرد الجميع السلام ويقترب اياد من ابيه حاضنا اياه وهو يقول بطفوله محببه : كويس انك جيت يا بابي انا جعان اوي
فاطمة بدهشة : وما قلتش ليه يا اياد ان انت جعان كنت خليت داده جابت لك اكل على ما بابا ييجي
اياد : عشان كنت عاوز استنى بابي ونقعد ناكل كلنا مع بعض
زكريا : طب اديني جيت اهو يا سيدي هطلع اغير هدومي بس بسرعه وانزل على طول ونتغدى كلنا سوا
ثم قال زكريا بانتباه : اومال يونس فين مش قاعد معاكم ليه
سوزان بحماس : يونس خرج
زكريا بذهول : خرج ازاي و مع مين و ليه ، و راح فين
سوزان ضاحكة : يا عم حيلك علينا بس شويه ايه الاسئله دي كلها
زكريا : فهموني طيب ايه اللي حصل
سوزان : ابدا الدكتور قرر ان هو عايزه يخرج معاه شويه
زكريا : ايوة خرجوا راحوا فين يعنى
فاطمة بابتسامة : قال انه عايز يعمل له اشعه يا زكريا ما تقلقش يا حبيبي وزمانهم جايين
زكريا : طب ليه ما كلمتونيش وانا كنت جيت روحت معاهم او حتى قابلتهم في المستشفى ، ليه سيبتوه يروح معاه لوحده
سوزان : يونس هو اللي رفض ان اي حد يروح معاه وصمم انه يخرج مع الدكتور لوحده وبصراحه .. انا ما حبيتش انى اضايقه او انى اصمم انى اروح معاهم ، حسيت انه بقى يتضايق من الحكايه دي وحسيت كمان انه عايز يحس انه قادر انه يتحرك لوحده من غير ما يبقى فيه قلق عليه اكنه بيبي صغير ، و كمان زهره هي اللي قالت لي ان انا اسيبه وان كده ممكن يبقى افضل له في الوقت الحالي ، وكمان ممكن يبفي فى مصلحه العلاج بتاعه
زكريا بتفهم : ماشي .. طالما في مصلحته و احسن ليه تمام ، بس هل تابعتوه بالتليفون يعني واللا ايه
فاطمة : ايوه يا حبيبي ما تقلقش كلمناه واتطمنا عليه وكمان عرفنا انه خلاص على وصول ، و بعدين كمان محمد السواق معاه ، انا صممت انه ما يروحش مع الدكتور في العربيه بتاعته صممت يروح بعربيتنا احنا على اساس ان الدكتور لو حصل اي ظروف ما يبقاش مضطر انه يرجع بيه لحد هنا اهو هيرجع مع محمد وخلاص
اطلع انت بقى غير هدومك علشان كمان لما يرجع لو احتاجلك تساعده في حاجه .. تبقى انت براحتك ومش متقيد بحاجه
ليستدير زكريا متجها الى الاعلى ولكنه عاد الى التوقف مره اخرى والتفت الى زهره قائلا : على فكره يا زهره .. اعتقد ان انك هتضطري تباتي النهارده معانا
زهرة بفضول : اشمعنى .. هو في حاجه
زكريا : المحامي كلمني وقال لي انه عايز يجي لك يقعد معاكي ، عايز يعرف منك حاجات معينه وقال كمان انه عايز يبلغك بالتطورات اللي حصلت لما قعد مع التاجر صاحب المديونيه بتاعه والدتك
زهرة بامتنان : انا تعبت حضرتك كثير قوي .. مش عارفه اشكرك ازاي على كل اللي بتعمله معايا ده
زكريا وهو يعود مره اخرى الى اتجاهه الى الاعلى : مفيش تعب ولا حاجه ، و ان شاء الله يبقى خير
وبعد عوده زكريا الى الاسفل مره اخرى و اثناء جلوسه بينهم .. تفاجئوا جميعا بعوده يونس صحبه محمد السائق وهو يدلف متكئا على عكازين ويقوم بالسير بالاتكاء عليهما ببطء و حذر شديدين
ليهب الجميع و يقفوا بانشداه وذهول تام وهم يراقبون حركه يونس التي برغم بطئها الشديد الا انهم وجدوا سعاده طاغيه تطل من اعينه وهو ينظر الى همس وكانه ينتظر رده فعلها على ما تراه
ولكن كانت فاطمه هي اول من تخلصت من ذهولها واتجهت من فورها الى يونس وقامت باحتضانه بشده وهي تقول بسعاده طاغيه : حمد لله على سلامتك يا ابني .. ايه المفاجاه الهايله دي ، انت كنت عارف ان انت هترجع كده وعشان كده ما كنتش عاوز تاخد حد مننا معاك
يوتس و هو يحاول السيطرة على تهدج صوته نتيجة المجهود الذى يبذله : ده لاني ما كنتش متاكد من النتيجه وعشان كده ما كنتش عايز حد فيكم يتعلق بالامل ويرجع يفقده من تاني ، بكفايه بقى وجع فيكم لحد كده
زكريا : بلاش خيابه .. وجع ايه بس ، الف مبروك يا حبيبي الف مبروك
اما همس فوقفت الى جوار جدتها وقالت ببعض التردد : هو انا ينفع احضن بابا يا تيته ينفع احضنه من رجليه زي ما اياد بيعمل مع عمو زكريا كده
يونس بابتسامة مرحة : ينفع طبعا يا هموسه .. بس اوعي توقعيني احضنيني بالراحه
همس وهي تحتضن ابيها من قدميه بحب طفولي طاغي : ما تخافش يا بابا مش هوقعك
اما سوزان فكانت تراقب جميع ما يحدث امامها بصمت شديد والابتسامه الصافيه ترتسم على شفتيها مع دموع تملأ عينيها ، حتى اقترب يونس ببطء من المقعد والقى بجسده فوقه ، ليجد سوزان تمد يديها لتتلقف العكازين من بين يديه وهي تقول بسعاده : الف مبروك يا يونس ما تتصورش انا سعيده بيك النهارده قد ايه
يونس بمرح : اخيرا نطقتي ده انا قلت القطه اكلت لسانك
سوزان : الحقيقه المفاجاه الحلوه اللي انت عملتها لنا النهارده دي هي اللي اكلت لساني
زكريا : احكي لنا طيب يا يونس ايه اللي حصل وازاي وصلت للمرحله دي من غير ما حد فينا يبقى عارف
يونس : الحقيقه انا طلبت من الدكتور انه ما يجيبش سيره قدام حد فيكم
سوزان : معنى كده ان الموضوع ده بقى له اكتر من جلسه
يونس : الحقيقه ايوه .. الموضوع بقى له دلوقتي حوالي خمس جلسات
سوزان : يعني بالظبط بالظبط من وقت ما ابتديت تمنعني اني احضر معاكم الجلسات .. مش كده
يونس ضاحكا : ما هو انتى لو حضرتي كنت ازاي هعرف اعمل المفاجاه كده زى ما انا عاوز .. كنتى هتبوظيها طبعا
سوزان : مش مهم .. المهم ان انت ابتديت ترجع تقدر تمشي على رجلك من تانى
يونس : هو طبعا ما نقدرش نقول ان انا كده مشيت بس على الاقل ابتديت اقوم من على الكرسي
زكريا بحماس : ده في حد ذاته يا حبيبي انجاز كبير جدا . نقدر نقول ان انت كده حطيت رجلك على اول درجات الشفا الكامل باذن الله
يونس : باذن الله
فاطمة : ربنا يا حبيبي يتم لك شفاك على خير وترجع زي ما كنت بالظبط واحسن كمان
يونس : يارب يا ماما .. يارب ، الدكتور قال ان بمرحله العلاج الجديده اللي دخلناها من شهر فات دى ، اننا ان شاء الله لو فضلنا على نفس الوتيره بتاعه التقدم دي .. اني ممكن استغنى عن العكاكيز خالص في ظرف شهرين ثلاثه بالكثير ان شاء الله
سوزان بحبور : احنا لازم نحتفل بالخبر الحلو ده
زكريا : والله عندك حق فعلا اللي حصل ده يستاهل ان احنا نحتفل بيه بس هنحتفل ازاي
سوزان : انا هنزل بنفسي اجيب احلى تورته واجيب الحلويات اللي يونس بيحبها كلها
يونس بتحذير مرح : خدي بالك ان الدكتور محذرني ان وزني يزيد جرام واحد مش حتى كيلو
زكريا : يا سيدي احنا اللي هناكل مش انت
فاطمة : ازاي بقى .. يعني احنا نجيب الحاجه ونقعد ناكل وهو يقعد يتفرج علينا
سوزان : لا طبعا ازاي يعني .. لازم هياكل معانا انا مش هجيب حاجات كثير وهو يدوق من كل حاجه حاجه مش هيلحق يعني
زكريا : عموما يا ستي اعملي اللي انتى عايزاه واحنا هناخد بالنا ان هو ما يزودش
واقتربت زهره بخجل من يونس وقالت وهي تهنئه على تقدمه في العلاج الف مبروك يا استاذ يونس ان شاء الله ربنا يتم لك الشفاء بالف سلامه وخير باذن الله
يونس : الله يبارك فيكى .. متشكر يا زهره ، الحقيقة انتى من يوم ما عرفتاكى و انتى قدم الخير
فاطمة بتأكيد : صدقت يا ابنى ، ثم اكملت بحذر : تفتكروا اكلم مريم اقول لها ، لو عرفت بعد كده وكمان عرفت اننا ما قلنالهاش ومبلغنهاش هتعمل لنا ازعرينة
زكريا : كلميها يا ماما .. كلميها وعرفيها ، مهما كان اكيد هتفرح علشان اخوها وهتنبسط بان حالته ابتدت تتقدم و ان الشفا باذن الله خلاص ما بقاش بعيد
لتقول سوزان طب ايه يا يونس هتتغدى زي ما انت كده ولا هتطلع تغير هدومك الاول
يونس : لا خلونا نتغدى انا كمان حاسس ان انا جوعت قوي
فاطمة : خلاص بعد الغداء ان شاء الله هبقى اكلم مريم وابلغها وهي وظروفها ان حبت تيجي بقى بالليل تقعد معانا شويه تمام ما حبتش يبقى احنا كده عملنا اللى علينا ، عشان ما ترجعش بعد كده تلوم علينا وتقول ما قلتوليش
وبالفعل بعد الغداء هاتفت فاطمه ابنتها مريم وبعد تبادل السلام قالت فاطمه بحبور : عندي ليكي خبر بمليون جنيه
مريم بفضول : خير يا ترى
فاطمة : يونس اخوكي النهارده ابتدى انه يستغنى عن الكرسي العجل وابتدى انه يحرك رجليه ويعتمد في مشيه على عكازين بدل الكرسي
مريم باهتمام : تقصدي ان يونس فعلا ممكن يرجع يتحرك من تاني
فاطمة : طبعا اومال ايه .. انا بقول لك انه النهارده راح مع الدكتور عمل اشعه ورجع على العكاكيز وبيحرك رجليه معاها وقال ان الدكتور قال له انه ممكن في ظرف شهرين ثلاثه بالكثير يستغنى خالص عن العكاكيز دي ، وعشان كده يا ستي انا بكلمك عشان اقول لك ان احنا عاملين حفله بالمناسبه دي ، ان شاء الله بالليل ، وقلت اقول لك لو ظروفك تسمح تيجي تسهري معانا وتباركي لاخوكى
مريم بحمحة : الف مبروك طبعا يا ماما بس للاسف النهارده بالذات انا وحاتم مرتبطين بمواعيد ومعزومين على العشا بره بس اكيد هاجي انا و حاتم بكرة و اللا بعده بالكتير علشان نبارك ليونس
فاطمة بتفهم : ان شاء الله يا حبيبتي ما يهمكيش انا عارفه ان انتى مش دايما بتبقي فاضيه بس قلت انى لازم اقول لك ، ما هو ماينفعش يحصل حاجه زي كده وما ابلغكيش ، عشان تباركي لاخوكى وتفرحي له
مريم : طبعا يا ماما انا اول واحده طبعا افرح ليونس ، هو انا ليا غيره
لتنظر فاطمه دون شعور الى زكريا الذي كان يجلس امامها وهو يحتسي قهوته فقامت بغض بصرها عنه وهي تقول ببعض العتاب الضمنى : طبعا يا مريم ما لكيش الا اخواتك يونس وزكريا
مريم بامتعاض : انتى عارفه كويس يا ماما اني ما بعترفش اساسا ان ليا اخوات غير يونس وبس ، بس عموما انا عارفه ان انتى فارضه عليا زكريا زي الشربه بالظبط
فاطمة و هى تحاول انهاء الحديث : ماشي يا مريم اللي يريحك يا بنتي شوفي ظروفك هتسمح لك تيجي امتى وتيجي تنوري الدنيا كلها سلمي لي على حاتم وبوسي لي الولاد مع السلامه
ثم نظرت فاطمه الى المحيطين بها وقالت مريم بتبارك لك يا يونس بس النهارده هي وحاتم معزومين على العشا برة ، وقالت انها هتيجي لك تبارك لك ان شاء الله بكره او بعده بالكثير
يونس : براحتها يا ماما وتيجي اي وقت البيت بيتها
اما عند مريم فما ان اغلقت الخط التفتت الى حاتم الذي كان يجلس الى جوارها وهو يستمع الى حديثها مع امها عبر الهاتف وقالت ببعض الدهشة مما سمعته من امها : تصدق ان بعد كل ده .. ان يونس ممكن يرجع تاني يمشي على رجليه
حاتم : مشي مشي يعني خلاص .. رجع يتحرك عادي خالص زي ما كان زمان زينا كده
مريم : لا مش للدرجه دي ، لسه شويه ، ماما بتقول انه ابتدى يستعمل عكاكيز بدل الكرسي ، تفتكر هيقدر يستغنى عنهم ويتحرك كده عادي زي ما كان زمان ولا هيفضل طول عمره يتحرك على العكاكيز دي
حاتم : مش عارف .. الحاجات دي بتبقى كل حالة غير الثانيه ، بس هو يعني اتحسن فجاه كده وقام وقف على رجليه
مريم : مش عارفه . ماما ما قالتليش حاجه واحنا بقى لنا كتير ما بنروحش اساسا هناك ، تقريبا من وقت الحفله اللي كانت معموله بسبب رجوع سوزان
حاتم : وزكريا ما جابش سيره حاجه ، بس عموما هيبان ، والمواضيع دي ما بتجيش برضه ما بين يوم وليله حتى لو هو دلوقتي ماشي على عكاكيز زي ما مامتك قالت لك مش هيصبح من بكره يستغنى عنها
مريم بفضول : تفتكر انه ممكن ينزل الشركه من تاني
حاتم بضيق : تقصدي انه يرجع من تاني يتابع الشغل بنفسه مع زكريا
مريم : ايوه هو ده قصدي بالظبط
حاتم بضيق : هو احنا خلصانين من زكريا لما هينط لنا يونس كمان
مريم : طب و العمل .. هنعمل ايه يا حاتم .. الموضوع كده ممكن يكون قرب قوي ، ده انا كمان ما استبعدش ابدا اننا ممكن نلاقى زكريا داخل علينا في اي يوم وهو ساحب معاه يونس فى ايديه ، و انت عارف يونس ، ماكانش بيسيب مستند و لا ورقة تعدى الا اما لازم يبص فيها و يراجعها بنفسه
حاتم : يبقى شغلنا احنا مش لازم يمر عليه
مريم : و تضمن منين ان مايحصلش اى غلطة كده و اللا كده تخلى اى مستند يروح ناحيته ، احنا لازم نعمل مخارجة من الشركة فى اقرب فرصة
حاتم بحدة : انتى اتجننتى ، هنسيب مالنا لزكريا ، و بعدين انتى ناسية ان اسم الشركة بالنسبة لنا مش شوية ابدا ، و خصوصا بعد شغلنا مع مجدى
مريم : بس الحاجات اللى قدرنا نمررها من ورا زكريا .. مش هنعرف نمررها من ورا يونس ، إن كنت قدرت استغل ان زكريا مابيحاولش يدقق ورايا عشان يتلاشى انه يعمل معايا اى كلاش كده و اللا كده عشان ما يزعلش ماما ، الا انى مش هقدر اعمل نفس اللى عملته مع يونس .. هنعمل معاه ايه
حاتم : بس برضة انا ما اعتقدش ان يونس ممكن يرجع الشغل بكل طاقته زى زمان ، اكيد هيحتاج ياخد وقته برضة
مريم : وقت اد ايه يعنى ، لا يا حاتم ، مهما طال الوقت .. مسيره هيرجع ، و لما هيرجع هيبقى كل تركيزه انه يثبت للكل انه رجع زى الاول بالظبط ، ده ان ما كانش احسن كمان
حاتم : طب و العمل
مريم : العمل اننا نحاول على الاقل نخلص من كل صفقات بتاعه اللحمه اللي مع مجدي واللي قدرنا اننا نحط جزء منها في الثلاجات التابعه لينا فى الشركه بتاعتنا وما تنساش اتفاقنا مع مجدى ، خد بالك ان مجدي مش سهل ونابه ازرق ، لو في اي لحظه حس ان فلوسه في خطر ممكن يقلب علينا الدنيا كلها ومش هيهمه ولا حاجه و لا حد
حاتم : وايه اللي هيخليه بس يحس ان فلوسه في خطر
مريم : فكرك انه لما يسمع ان يونس هيرجع لشغله فى الشركه من تاني .. ده مش هيخليه يقلق خصوصا ان الشعار اللي محطوط على العبوات بتاعة اللحمه نفس شعار الشركه بتاعتنا ويا دوب حرف واحد اللي متغير من الاسم عشان نقدر نستغل تلاجاتنا من غير ما حد من الموظفين ياخد باله وطول ما احنا ما بنشتكيش من حاجه زي كده يبقى ده بمعرفتنا وموافقتنا ، و ان لو يونس شم خبر مش هيسكت
حاتم بتفكير : يبقى مش لازم يونس يرجع الشركة
مريم : و هنمنعه ازاى
حاتم : على الاقل الفترة دى ، على ما بس الشحنة اللى متخزنة فى مخازن الشركة تروح للتجار
مريم : و على ما ده يحصل ، مش عاوزة اى حد من المخازن دى يهوب ناحية مكاتب الادارة ، و كمان مجدى لازم يتصرف و يوفر تلاجات بديلة لتلاجاتنا ، اومال هو احنا كنا مدخلينه معانا ليه
حاتم : ماتنسيش برضة ان التلاجات اللى اشتراها بمبلغ و قدره ، و ماتنسيش ان احنا اللى عرضنا عليه تلاجات الشركة
مريم : ده لانه كان مستكتر تمن التلاجات ، و ما كانش لسه شاف المكسب اللى جايله ، لكن دلوقتى .. اهو التوزيع ابتدى و التجار ابتدوا يدفعوا
حاتم : بصى .. احنا ممكن نقول له اننا نبتدى نسلم الطلبيات من التلاجات بتاعتنا قبل التلاجات بتاعته ، بحيث اننا نخلص بسرعة من اللحمة اللى متخزنة عندنا قبل ما حد من اخواتك يشم بيها خبر
مريم : طب و الطلبية اللى بعدها و اللى بعدها ، احنا عاوزين حل جذرى
حاتم : خلينا نخلص الاول من الكمية اللى الموجودة عندنا ، و انا بعد كده هتكلم معاه و افهمه ، بس خدى بالك انه هيطلب مننا نشاركه فى تمن التلاجات
مريم بتفكير : و انا ما عنديش مانع ، بس بشرط
حاتم : شرط ايه
مريم : الارض اللى هيبقى عليها التلاجات تبقى شراكة بيننا و بينه ، و الا كده يبقى بنرمى فلوسنا على الارض
حاتم بتفكير : غلط يا مريم
مريم : غلط ليه بقى
حاتم : احنا مش قلنا اننا مش عاوزين اسمنا ييجى مع مجدى فى اى اوراق رسمية ، لو اسمنا جه معاه فى عقد ملكية الارض اللى عليها التلاجات ، نبقى شركا معاه كمان فى اللى جواها
مريم بامتعاض : طب و الحل
حاتم : الحل اننا نقنعه يأجر تلاجات على ما الصفقة تنتهى ، يا اما نتفق مع التجار انهم يستلموا الشحنة زى ما هى ، و يتصرفوا هم فيها بمعرفتهم
مريم : طب و هم ممكن يوافقوا
حاتم : احنا ماغشيناش حد فيهم ، كلهم عارفين اللى فيها
اما بمنزل يونس .. فكان الجميع يلتف حول يونس و هم يتسامرون و يتضاحكون وسط احتفالهم بتقدمه فى العلاج ، ليقول زكريا : ناوى ترجع الشركة امتى يا بطل
يونس بتردد : لا .. شركة ايه دلوقتى يا زكريا ، اصبر عليا شوية
سوزان بمرح : واضح ان زكريا مش قادر على بعدك يا يونس ، اكيد بتوحشه الحبة اللى بيسيبك وبيروح فيهم الشركة
فاطمة : لا بس برضة شوية كده يا زكريا ، يونس اكيد محتاج شوية كده يشم نفسه فيهم و يغير جو
سوزان بحماس : طب ايه رايكم لو نطلع لنا يومين فى شالية راس البر
فاطمة : يااااه ، ده احنا بقالنا سنين ماهوبناش هناك
يونس بحزن : من قبل موت نور
الجميع : الله يرحمها
زكريا و هو يغير مجرى الحديث : انا ما عنديش مانع
فاطمة : بس هنحتاج نبعت حد ينضفه الاول
سوزان : انا ممكن اخد البنات و اسبقكم ، و انتم حصلونا تانى يوم
يونس باعتراض : ازاى يعنى لوحدكم
سوزان : دى ليلة واحدة
يونس : و لا ساعة حتى
زكريا : يونس عنده حق يا سوزى
سوزان : طب و الحل
و اثناء حوارهم تخبرهم الخادمة بوصول المحامى ، ليتقدم منه زكريا و يرحب به و يصطحبه الى غرفة المكتب و يطلب استدعاء زهرة ، و التى ما ان جلست أمام المحامى حتى قال لها : الحقيقة انا جايبلك خبر مش بطال ابدا
زهرة : خير يارب
المحامى : خير ان شاء الله ، انا قعدت مع التاجر اللى والدتك مديوناله و وصلت معاه لاتفاق اعتقد انه اكتر من مرضى بالتسبة لك
زهرة بلهفة : طمننى ارجوك ، وصلت معاه لايه
المحامى : قدرت اقنعه انه يتنازل عن تلاتين فى المية من مستحقاته اللى عند والدتك ، و انه اول ما يستلم المبلغ ، هيقدم تنازل فورى و اللى بيه نقدر نخرجها من السجن
زهرة بابتسامة مكسورة : ايوة .. بس انا لسه قدامى فترة على ما اقدر انى اجمع باقى المبلغ اللى هو عاوزه
المحامى : الفترة دى اد ايه تقريبا
زهرة و هى تغمض عينيها ببعض الاحباط : لسه حوالى تلت شهور ، يا ترى هو ممكن ينتظر الفترة دى من غير ما يرجع فى كلامه او يطلب انه يزود المبلغ من تانى
المحامى بتفكير : الحقيقة ما اضمنش الحكاية دى
زكريا : انتى معاكى اد ايه يا زهرة
زهرة بخجل : حوالى خمسين الف
زكريا : حلوين اوى ما تقلقيش ، شوفى انتى بس دلوقتى المحامى عاوز منك ايه و اعمليه
لتنظر زهرة الى المحامى بفضول ، فيقول لها : مبدأيا عاوز بيانات والدتك الرسمية بالكامل ، و ياريت لو صورة الرقم القومى بتاعها ، لانها لازم تعمل لى توكيل
زهرة : طب و هى هتعمل التوكيل ده ازاى و هى فى السجن
المحامي : ماتشغليش انتى بالك خالص بالحكاية دى ، ادينى انتى بس بياناتها و صورة الرقم القومى بتاعها و انا هتصرف
زهرة : حاضر .. بس الرقم القومى بتاعها طبعا مش معايا دلوقتى
المحامى و هو يقدم اليها دفترا و قلما : مش مشكلة ، ممكن تبعتيهولى مع زكريا بية
اكتبيلى بس دلوقتى اسمها الرباعى و فى سجن ايه مؤقتا ، عشان اعمل لها إذن زيارة على ما تبعتيلى الرقم القومى عشان ابتدى فى اجراءاتى على طول
زهرة بتردد و هى تعيد الدفتر للمحامى بعد ان دونت بيانات والدتها : يعنى هتحاول تفهم التاجر انه يصبر عليا التلت شهور دول
زكريا : ماقلتلك يا زهرة ماتشغليش انتى بالك بقى بحكاية التاجر و الفلوس دى ، و سيبى المتر يتصرف ، المهم دلوقتى الرقم القومى تجيبيهولى او حتى صوريهولى على الواتس و ابعتيهولى اول ما ترجعى البيت على طول .. ، و انا هبعته للمتر ، على الاقل نختصر الوقت .. اتفقنا
زهرة : حاضر
المحامى : طب هستأذن انا دلوقتى ، و هنتظر صورة الرقم القومى زى ما اتفقنا عشان ابتدى فى الاجراءات
و بعد مغادرة المحامى .. نظرت زهرة الى زكريا بامتنان و قالت : مش عارفة اشكر حضرتك ازاى على وقفتك دى معايا انا و ماما
زكريا بابتسامة : يا ستى لا شكر على واجب
زهرة و هى يبدو عليها بعض القلق : طب انا هستأذن حضرتك عشان ارجع للولاد
زكريا : مالك يا زهرة ، شكلك زى ما تكونى مش مبسوطة من كلام المحامى
زهرة بتردد : لا ابدا .. انا بس خايفة لا التاجر يعنى …
زكريا : سكتتى ليه ، تقصدى عشان الفلوس
زهرة بخجل : يعنى
زكريا : مش عاوزك تقلقى .. انا هكمللك على الفلوس اللى معاكى
زهرة برفض : لأ طبعا .. انا لا يمكن اقبل حاجة زى دى ابدا 🙄