رواية انتقام الفصل العاشر 10 بقلم رباب حسين


رواية انتقام الفصل العاشر بقلم رباب حسين


هل عرفت طريق الحزن يا قلبي؟ دعني أهون عليك..... لا تحزن فقد عشقت حقاََ ولم تخطئ.... فقط تعرضت لخداع..... قد خدعنا معاََ وصدقنا الوعود الكاذبة والعيون الباكية بدموع التماسيح..... صدقنا الإبتسامة التي ورائها سيل من الكراهية...... صدقنا اللمسة الخادعة والنظرة الماكرة..... لم تؤلمني الآن؟ يا جسدي ما هذا الألم الذي تشعر به..... عيناي.... أعصابي...... كياني..... دمي.... كل ما بك يؤلمني من وجع الفراق..... تحمل قليلاََ فيجب أن تنسى..... كف عن تعذيبي...... كيف تشتاق لها هكذا؟ كيف مازلت تبحث عنها بين أحضاني...... كفى ملاماََ فجلد الذات أدماني..... يكفي شعوري بالغدر وكيف أبدو أمام من تحديتهم لأجلها..... لا عليك يا قلبي سأدفن حبك داخلك لن تعشق مرة أخرى.... لن أسمح لك أن تكسر مرة ثانية..... فلا أمان في هذه الحياة..... سوف أتغير لن أعود كما كنت وسوف أكرهها كما عشقتها حد الجنون..... إمهلني قليلاََ وكفى ألماََ سوف أخذ بثأرك قريباََ وستراها باكية أمامك تستجدي عطفك ولن تجده

ظل زين يهون على قلبه وعقله ويحاول أن يستوعب ما مر به وهو يقود سيارته حتى عاد إلى المنزل ليلاََ ثم دخل القصر لم يجد أحد أمامه فصعد إلى غرفته وعندما فتح الباب تغلغل في صدره عبيرها ووجد ذاته يستنشقه في إشتياق فغضب من نفسه أكثر وصفع وجهه لعله يدرك ما حدث ثم أغلق الباب بالمفتاح خلفه وأخذ ينظر في أرجاء الجناح حوله حتى دخل إلى غرفة النوم الداخلية ونظر إلى الفراش وتذكر وجودها بين أحضانه تذكر لمستها وضحكتها ونظرة عينيها لمعت الدموع بعينيه ثم تذكر الحديث الذي قالته

"إبن القاتل يدوب يتكره..... بكرهك"

تصاعد الألم في قلبه وأمسك بالفراش وأطاح بما عليه في غضب ثم أخذ يحطم بكل شئ في الغرفة في غضب عارم ويتردد في أذنيه كلمة واحدة "بكرهك..... بكرهك..... بكرهك"

فأخذ يصيح بكل قوة : وأنا كمان هكرهك...... أنا كمان هكرهك

مما جعل كل من بالقصر يستمعون له واقتربو من الجناح في ذعر يطرقون الباب ووقفت غادة تبكي أمام الباب وتقول : إفتح يا زين..... إفتح متوجعش قلبي عليك..... إفتح يا إبني خليني جنبك

ونصار يطرق الباب أيضاََ ويطلب منه أن يفتح الباب وشهد تقف بعيد قليلاََ وتبكي فقد شعرت بكم الألم في صوته وهو يصرخ وسناء وجاسر يحاولان كسر الباب

ظل زين يصيح ويحطم في الغرفة حتى أصبح كل ما بها لا يصلح للإستخدام مرة أخرى وكل ما بها من زجاج أصبح ملقى علي الأرض وعندما هدأت حالة الغضب الذي يمر بها جلس أرضاََ وبكى..... كأنه لم يبكي من قبل في حياته ثم صاح بأعلى صوته : سيبوني لوحدي........ مش عايز أشوف حد ولا أكلم حد

أرتمت غادة بين أحضان نصار وهي تبكي : إلحقه يا خالي..... أنا خايفة يجراله حاجة

إحتضنها نصار وقال : متقلقيش زين هيفوق بنفسه..... سيبيه يخرج اللي جواه عشان يعرف يكمل..... روحو على أوضكم وأنا هفضل هنا لحد ما يفتح الباب

غادة : أنا هفضل معاك

نصار : إنتي تعبانة يا غادة..... روحي إرتاحي ومتقلقيش عليه

سناء : تعالي يا غادة خدي دواكي ونامي..... يلا حبيبتي.... هو شكله خلاص هدي

ذهبو جميعاََ وأحضر نصار كرسي وجلس أمام الباب يستند على عصاه بيديه وينتظر حتى يفتح زين الباب

بعد ساعتين ظل زين جالس بالأرض بعد أن أخرج كل ما به من غضب وحزن وبكاء..... عادت شهد إلى غرفة زين ووجدت نصار مازال يجلس أمام الغرفة فذهبت إليه والحزن يبدو عليها وقالت : هو لسة مخرجش يا جدو؟

أماء نصار بلا

اقتربت شهد وطرقت الباب وقالت في هدوء : زين..... ممكن أدخل..... إفتح الباب يا زين

لم يجيب وظلت تنتظر قليلاََ ثم قالت : مش طول عمرك لما بزعل بتيجي تخبط على أوضتي وتفضل مستني لحد ما أفتح وتتكلم معايا..... طول عمرك بتخاف على زعل الكل عشان كدة محدش فينا مستحمل يشوفك كدة..... إديني فرصة أرد اللي إنت كنت بتعمله معايا..... إفتح يا زين

إنتظرت قليلاََ حتى سمعت صوت المفتاح فنظرت إلى نصار في سعادة فأماء لها نصار بأن تدخل سريعاََ.... دخلت شهد وجدت الغرفة محطمة بالكامل ويجلس زين على الأريكة التي أصبحت مهترئة..... أزاحت ما عليها وجلست بجواره وقالت : إيه كل ده؟ الأوضة باظت خالص

زين في جمود وعينين غاضبين : عشان تليق على شكل حياتي الجديدة..... وعلى اللي هعمله فيها

رتبت شهد على كتفه واقتربت منه وقالت : متخليش الغضب يغيرك..... أوعي تنسى إنت مين يا زين ولا تتبدل بحد تاني..... إنت مغلطش إنت عملت كل اللي تقدر عليه واللي أي راجل بجد هيعمله مع واحدة بيحبها..... هي اللي غلطت والله أعلم هي وصلت إنها تعمل كدة إزاى..... لو قعدت تفكر بهدوء هتلاقي إنها كانت بتتكلم بكل ثقة إن عمي عامر قتل أبوها وده برده مش سهل..... أنا معرفش هما إزاى وصلو لده ومين أبوها أصلاََ عشان عمي يقتله

زين : كانو أصحاب..... أنا عرفت منه بعد ما اتجوزنا إن هو وأبوها كانو أصحاب وهو فعلاََ مات بس معرفش إنه إتقتل ولا بابا قالي كدة..... قالي مات بس ولو كان مات مقتول كان قالي

شهد : طيب إيه اللي خلاهم يقولو كدة؟

زين : معرفش يا شهد..... بس أنا متأكد إن بابا مش قاتل

شهد : وأنا كمان طبعاََ..... ده كان حنين عليا زي بابا بالظبط..... وإنت حنين زيه يا زين إوعى تتغير..... عايز تقسى عشان تعرف تعدي المرحلة ديه ماشي..... بس أوعى تقسى على حبايبك..... فيه ناس بتستني نظرة الحنية اللي في عينيك يا زين و بتدور عليها.... فيه ناس لما الدنيا بتقف قدامها أول حاجة بتفتكرها إن إنت موجود وهتقدر تهون كل ده

نظر لها زين وأدرك ما تقوله وقد تيقن أنها تتحدث عن نفسها وأنها تحب شخصيته هكذا ووجد أن معها حق فإن كان سيتغير فسيفعل ذلك مع من يستحق فقط ثم قال لها : شكراََ يا شهد

إبتسمت شهد وقالت : شكراََ إنك فتحتلي الباب.... أنا مبسوطة أوي إنك سمحتلي أدخل أتكلم معاك.... المهم تخرج من الأوضة ديه ولما تخرج منها ترمي كل اللي كان فيها ورا ضهرك عشان تنسى وتعرف تقف على رجلك زي ما كل مرة بتحصل مشكلة بنشوف زين تاني يوم واقف على رجله..... عشان تقدر تكمل يا زين وخلي في بالك إن الحياة مش بتقف علي حد

نهض زين معها وذهب إلى غرفة أخرى وعادت شهد إلى غرفتها وألقى زين جسده على الفراش ونام

أما وعد فكانت بالفراش بعد أن أحضر فضل لها الطبيب وعندما فتحت عينيها وجدت فضل يبتسم لها في سعادة ويقول : أخيراََ فوقتي..... قومي يا وش السعد

نهضت وعد في إعياء شديد وتشعر بأنها ليست على ما يرام وساعدها فضل حتى جلست وقالت : مالك فرحان كدة ليه؟ 

فضل بسعادة : عشان باب الحظ إتفتح يا بت..... إنتي حامل...... حامل في حفيد نصار باشا

فتحت وعد عينيها في صدمة وقالت : لا..... إنت بتتكلم بجد؟

فضل : أنا قعدت أفوق فيكي ولما لقيتك مش بتتحركي وجسمك متلج رحت دورت على دكتور ولما كشف عليكي قالي إنك حامل ومكلتيش حاجة النهاردة عشان كدة عندك هبوط وفضل معلق المحاليل وقالي خليك جنبها لحد ما تفوق...... أنا من ساعة ما عرفت وأنا طاير من الفرحة

وعد في غضب : ليه؟ هو إنت فاكر إني هكمل في عملية النصب بتاعتكم ديه...... أنا هنزل الولد ده عشان خلاص مش عايزة حد يستغله ويستغل أبوه

ثم بكت وعد وقالت : أبوه اللي معملش أي حاجة في الدنيا غير إنه حبني وأنا بمنتهي الغباء صدقت كلام أمي اللي خليتني ألعب عليه اللعبة القذرة ديه عشان بس طمعانة في فلوس نصار 

وقف فضل في غضب وقال : لا إنتي أكيد إتجننتي..... إنتي عايزة تضيعي كل اللي عملناه وتقتلي إبنك عشان زين...... لا أنا مش هسمحلك بده أبداََ

وقفت وعد في غضب رغم إحساسها بالمرض الشديد وقالت : أنا اللي مش هسمح لحد إنه يستغل إبني زي ما أستغلني..... وبعدين لما يكبر أقوله أبوك مش طايقني ليه ها؟ عشان ستك يا حبيبي قتلت جدك ظلم وأنا كنت مشتركة معاها..... ده بقى اللي مش هيحصل أبداََ

فضل : يا بت إفهمي الواد ده طاقة القدر اللي إتفحتلنا عايزة تضيعي الخير ده كله

وعد : فين الخير ده؟!!! فين...... ده أنا مليش عين حتى اروح أقول لأبوه إني حامل..... أنا هنزله بس قبل ما أنزله هروح لماما القسم وأقولها إني حامل وبعدين هسقطه عشان تعرف إن اللعب معايا ومع عيلة نصار مخلهاش تكسب أي حاجة غير إنها هتقضي عمرها في السجن

فضل : أنا غلطان إني قولتلك على الحقيقة..... لو أمك هنا كان زمان أنا وهي بنرقص من الفرحة لكن خلاص هي مفيهاش أمل بقى

تركها فضل وذهب من الغرفة وجلست وعد على الفراش ووضعت يدها على بطنها..... عذراََ يا بني عليا أن أقتلك بيدي..... لا تعلم كم أرغب في رؤيتك وحملك بين يدي..... لا تعلم مدى إشتياقي لمعرفة هل أنت ولد أم بنت..... فقط أرغب أن تكون تشبهه كي تعوضني عن حرماني منه

بكت وعد من قلبها وكأن روحها تبكي قبل عينيها وقلبها يدمي حزناََ..... لقد حرمت من الرجل الوحيد الذي أحببته..... حرمت من الحنان الذي لم أشعر به سوى بين أحضانه...... فقد وجدت به الأمان الذي لطالما بحثت عنه وكان يزيد غضبي عندما أشعر أني فقدت إحساس الأمان بفقداني لأبي ولكن عندما كنت أظن أني أنتقم لهذا الحرمان فقدت هذا الأمان ولكن هذه المرة بيدي أنا...... ولكن أقسم لك يا بني لم يكن ذنبي فأنا ضحية مثله ويعلم الله لم أستطع أبداََ أن أؤذيه..... أمي هي السبب ويجب أن أجعلها تدفع ثمن هذا الحزن الذي أشعر به

ظلت تبكي وعد حتى الصباح لم تستطع النوم فالقرار الذي أخذته لم يكن هين أبداََ فكيف بأم أن تقتل إبنها الذي مازال ينمو بين أحشائها بيديها 

مر يومان.... تم ترحيل سمر إلى النيابة العامة وعين فضل لها محامي للدفاع عنها وبرغم غضب وعد منها إلا أنها لم تستطع أن تترك سمر دون محامي وقد طلبت من المحامي أن يحضر لها موافقة بزياراتها وقد حصل عليها بالفعل..... أما زين فقد تبدل تماماََ بعد هذه الليلة فأصبح غاضب دائماََ ولا يترك مجال للمزاح أو الحديث وأصبحت حياته بمنتهى الجدية فقط يعمل ويعود إلى النوم بعد أن يطمئن علي نصار وغادة فقط..... حاول يامن وجاسر أن يخرجاه من هذا الجمود ولكن دون جدوى.... وفي المساء عاد زين ووجد نصار يجلس بالبهو ينتظر عودته

زين : مساء الخير

نظر له نصار وقال : هتفضل كل ليلة ترجع متأخر كدة؟ 

زين : كنت في الشغل.... إنت كويس يا جدي؟ 

نهض نصار ووقف أمامه وقال : لا يا إبني مش كويس.... أنا قلقان عليك يا زين..... حاسس إني شايف واحد معرفوش إيه اللي جرالك.....كل ده عشان واحدة متسواش...... مين ديه اللي تهز زين نصار...... ده إنت الوحيد اللي في العيلة ديه واخد طبعي وتفكيري..... أنا عايزك تقف على رجلك وترجع زي ما كنت...... إنت هتبقي كبير العيلة من بعدي ومش عايز حد يقول ده واحدة بهدلته وخليته يمشي يكلم نفسه

زين : لا يا جدي متقلقش..... أنا مبقتش أفكر فيها خلاص 

نصار : إثبتلي

زين : حاضر..... فرحي أنا وشهد كمان شهر..... تمام

نصار : متأكد؟ 

زين : أيوة..... ياريت تبلغهم وأنا هبقى أتكلم مع شهد بنفسي

نصار : عين العقل..... وصدقني يا إبني مع الوقت هتنسى

أماء له زين وصعد إلى غرفته بعد أن ترك الجناح كما هو ولم يسمح لأحد بأن ينظفه أو يبدل الآثاث المحطم به فقط تركوه هكذا..... بدل ثيابه وجلس بالفراش ولم يستطع النوم فمازال قلبه ينبض لها وهذا ما كان يشعره بالغضب الشديد ولكن كان يفكر بأن مع الوقت سيعتاد غيابها..... في الصباح ذهبت وعد إلى إلى النيابة العامة لرؤية سمر وجلست بمكتب وكيل النيابة تنتظر قدومها بعد قليل دخلت سمر وذهبت إلى وعد وقامت بإحتضانها وقالت : وحشتيني يا وعد..... عاملة إيه؟ 

نظرت لها وعد في جمود ولم تجيب وجلست سمر أمامها وعقدت حاجبيها في تعجب وقالت : مالك يا وعد؟ 

وعد : مستنية أسمع الحقيقة منك..... ولا اه صح مش هتقوليها..... بس على العموم أنا عرفتها خلاص يا ماما

ثم قالت في غضب : أنا بس نفسي أعرف إنتي إزاى كدبتي عليا كل ده؟ إزاى تخليني أشترك معاكي في الجريمة ديه وتخليني أروح أخرب حياة واحد من غير أي سبب وادخلك بإيدي بيته عشان تقتلي أبوه

نظرت لها سمر فهي لا تفهم ماذا تقصد : إنتي بتقولي إيه؟.... إنتي جاية تحاسبيني عشان خدت بطار أبوكي

وقفت وعد في غضب : متقوليش أبويا..... بقولك عرفت كل حاجة كفاية كدب بقى..... أنا مش بنت بدر نصار

وقفت سمر وقالت : لا بنته..... مين قالك الكلام الفارغ ده؟ 

وعد : خالي..... قالي إنك مخلفتيش غيري من محمود جوزك اللي متجوزتيش غيره أصلاََ وإن ورقة الجواز العرفي ديه مزورة

سمر : أقعدي يا وعد وأنا هفهمك كل حاجة

جلست وعد وقالت سمر : أنا مش هكدب عليكي الورقة فعلاََ مزورة..... أنا هحكيلك كل حاجة....محمود جوزى بعد ما خلفت منه بنتي اللي هي وعد عرفنا إنه مريض وكان بيموت خلاص عشان كان عنده مرض نادر..... بعدها كان بدر بيجي البيت يزوروه لأنه كان صاحبه هو وعامر.... المهم بدر بعد ما مات محمود فضل يزورني ويودني لحد ما بنتي وعد تعبت وعرفنا إن هي خدت المرض من أبوها.... في الفترة ديه أنا وبدر حبينا بعض بس بدر كان عارف إن أبوه مش هيوافق يتجوزني وخصوصاََ إنه كان متجوز منار بنت عمته أخت غادة وسناء وكان مخلف كمان..... بس مقدرناش نبعد عن بعض لحد...... لحد يعني..... لحد ما غلطنا أنا وهو..... هو قالي إنه هيتجوزني في السر بعد اللي حصل بس للأسف عمل الحادثة ومات وأنا ساعتها مبقتش عارفة أعمل إيه وخصوصاََ إني عرفت إني حامل فيكي.... ساعتها خدت وعد وسبت البيت وروحت إسكندرية وقولت لفضل إني لقيت دكتور بيعالج الحالات اللي شبه حالة وعد وهروح بيها بس للأسف ماتت.... بعد ما خلفتك ومعرفتش أكتبك بأسم مين مبقاش عندي حل غير إني أدفن وعد في أي حتة من غير شهادة وفاة وإنتي تعيشي بإسمها وقعدت في إسكندرية ٦ سنين وفهمت فضل إن وعد بتتعالج وبعدين رجعت بيكي المنطقة علي إنك وعد وطلبت من فضل يساعدني فإني أنصب علي عيلة نصار بس أنا الحقيقة مش بنصب عليهم هو فاهم كدة بس إنتي فعلاََ بنت بدر ولو مش مصدقاني إرفعي القضية وروحي إعملي تحليل إثبات نسب هتتأكدي من كلامي

وعد : يعني أنا بنت بدر فعلاََ؟

سمر : والله إنتي بنته..... وأنا خدت حق بدر اللي مات بسبب أخوه.... هو إنتي لو مش بنته أنا هعمل ده كله ليه هيبقى إيه علاقتي بيهم أساساََ؟ 

إبتسمت وعد في إرتياح وقالت : طمنتيني ده أنا قلت إني نصبت عليهم

سمر : روحي أرفعي قضية النسب وخدي حقك يا وعد

وعد : أنا حامل من زين يا ماما

وقفت سمر في سعادة وقالت : بجد..... حامل بجد..... ألف مبروك يا حبيبتي..... لا ده إنتي كدة ترجعي وبقلب جامد

وعد : هيحصل

دخل العسكري وأعاد سمر إلى الحجز وعادت وعد إلى منزل إمها بعد أن رفعت قضية إثبات النسب على عائلة نصار...... أما زين فقد تحدث مع شهد وطلب يدها للزواج وبرغم خوف شهد من طلبه هذا في ذلك التوقيت وأنه مازال قلبه ينبض لوعد وأخذت الشكوك تدب بقلبها في إحتمال أن زين يحاول أن يتزوجها فقط لينسي وعد إلا أنها لم تستطع المعارضة وبسبب موافقة سناء على الزواج لتضمن حياة كريمة لإبنتها الوحيدة فلم تستطع شهد المعارضة كثيراََ حتى غادة فقد ألحت عليها في الموافقة لتساعد زين على إجتياز تلك المرحلة الصعبة وأكدت لها أن زين لن يظلمها أبداََ وأن هذا ليس من طبعاه وبعد أسبوع أعلنو الخطبة ولكن دون إحتفال إحتراماََ لوفاة عامر أما يامن فقد عاد إلى حزنه مرة أخرى بعد أن فقد الأمل في أن تصبح شهد له وحضر الخطبة وكانت نظراته لها حزينة وهو على يقين أن زين مازال يعشق وعد ولم ينساه بعد وهذا ما جعله يشعر بالشفقة عليها ويرغب في أن يمنع هذا الزواج لأنه يرى أن شهد لن تكون سعيدة مع زين أبداََ..... لاحظ جاسر نظرات يامن إلى شهد وبدأ الشك يدب بقلبه فنظراته كانت تعبر عما يشعر به ولكن لم يتدخل فهو يعلم أن شهد تحب زين ولا ترى سواه

مر أسبوع أخر وفي صباح جديد الجميع يجلس على مائدة الطعام ويجلس زين بجوار نصار بجواره تجلس شهد التي تنظر إليه في سعادة فهو على الرغم من التغيير الواضح في شخصيته ولكن يعاملها بلطف ويهتم بها حتى ولو كان الإهتمام غير مبالغ فيه ومحدود إلا أنها تشعر بالسعادة لذلك

قطع صمتهم صوت الباب وذهبت أحد الخدمات لتفتح ثم ذهبت إلى نصار وبيدها ورقة وقالت : في محضر واقف على الباب وجايب الورقة ديه معاه

ترك زين الطعام وظن أن هذه القضية مرفوعة من وعد وقال لنصار وهو يقرأ : ديه من وعد صح؟....قضية نفقة بقى ولا إيه؟ 

بدأت معالم الدهشة تظهر على وجه نصار ثم قال : هي فعلاََ من وعد بس مش نفقة..... ديه رافعة عليا أنا قضية نسب

زين : مش فاهم

قاطع حديثهم صوت وعد التي دخلت من باب القصر وقالت : قضية نسب عشان أثبت فيها إني بنت بدر نصار حفيدة نصار باشا

الفصل الحادي عشر من هنا

تعليقات



×