رواية كبرياء الحب الفصل العاشر بقلم هناء محمود
تايهه مِش مستريحه و جودي هِنا بيرهقني و بيضيع طاقتي مبقتش عايزه الحُب ده و لا الحياة دي عايزة راحتي و بَس....
و مِن بَعد وقت طويل أروح المَكتب لِجدي ...
دَهلت بَعد ما سَمعت إذنه بالدخول ....
لاحظت تعجبة مِن وجودي لكني مهتمتش قَعد قُصاده بإحترام ، طال الصَمت بينا لحد ما كَسرتة...
_أنا عايزه أمشي مِن هِنا مَبقتش قادرة ظلمتنوني كتير و بوظتولي حياتي...
مِحياه ثابت زي ما هو مظهرش عَليه أي صَدمة أو تَعجب فإسترسلت حَديثي...
_رجوع نِسمة تاني فرق طاقتي مِش قادرة أتحمل المشاكل الي بتحصل و الي هَتحصل تاني ....
جاوبني بهدوء و هو بيستند بمرفقة علي مَكتبه...
_طَب و آدم هَتسبيه؟....
سؤاله خلاني أحس بالسُخرية ، إبتسمت ليه ببرود وقولت....
_الكُل كان عارف أني بَحبه ورغم ده وافقتم علي خطوبة مِن نِسمة و في الأخر عَشان تفرض سيطرتك عَليا أجبرتني أني أتجوزه ....
رَفعت عيوني ليه و انا بحاول أظهر ثابة لكن عيوني إتهزت غَصبًِا عَني....
_أتمني تِكون مَبسوط بَعد ما كَسرتني يا جدي و خلتني أحس أني مِن غير قيمة بالنِسبالك و مُجرد بَديلة ليه....
رَطبت شفايفي بِلساني و أنا بَعَدل خِصلاتي...
_انا مِحتاجة أمشي مِحتاجه أحس بقيمة نَفسي و أتمني أنك متحولش تمنعني و تقف جَنبي ولو لمره واحده بَس حَتي .....
كرر سؤاله تاني بِثَبات ظاهري يخفي بِه شُعور الذَنب الذي حاوطه ، فَهو قَد فَرط بأمانة إبنة و لَم يُحافظ علي حَفيدة ظهور نِسمة خلال يظُن بِها السوء ....
مَبقاش شايف غير تَمردها و إنها بِتكَسر كَلامة عَشان كِده إستخدم معاها القسوة و كده بيثبت لنفسه انه لسه المُسيطر عَلي حِسابها!...
وفوق ده إستخدمها عشان يرجع حَفيده الي مِشي...
_هَتسيبي آدم؟....
و قَبل ما تجاوب سألها....
_مبقتيش تِحبيه؟...
تقوست شفتاه مُظهره بَسمة ساخرة مِن حَديثه...
_مَعدتش فارقة يا جَدي ...
_عايزه تمشي عشان يِحس بقيمتك و...
قاطعة و هو بِتشاور علي نَفسها...
_عايزه أمشي عَشان أحس بقيمة نَفسي ، نَفسي الي بقت مَطفية بِسَبَبكم ، و رَغم ده مفكرتش أمشي مِن غير ما أخد إذنك....
مِحتار مش عارف يتقول أيه لكن عيونه المهزوزه المليانه آلم خلته يفكر في كَلامها و يكَسر قاعدة مِن قواعدة و يِسمك لحفيدة مِن تِمشي لوحدها بِعِلمة...
_و أنا موافق تِمشي لوحدك بَس بِشَرط ....حد مِن الخدم هيعيش معاكي و هتخدي سواق بالعربية عَشان أطَمن عَليكي و تقوليلي هتعيشي فين عشان أسأل الأول
اومئت ليه مِن غير أعتراض علي كلامة ....
_موافقة بس مِش عايزه حَد يِعرف مَكاني و لا حَتي ماما لما أبقا مُستعدة هرجع و الأهم عايزك تطلقني مِن آدم أنا و هو مبقناش لِبَعض...
و بِكلامها ده حَس هي قد أيه موجوعة مِنهم و إحساسة بالذَنب زاد لكنه عارف حاجه واحده بَس أن أحفادة بيحبه بَعض و هو هيسعي عشان يجمعهم...
٠
حَطيت شُنطي علي السرير و بدأت أرتب هدومي فيها بهدوء تام
قاطعة فَتح الباب مِن قِبل ماما ...
حركت عينيهت بين و بين الشُنط بِعدم فِهم لحد ما سألت بتريث...
_أنتِ بِتَعملي أيه؟...
كانت خايفة مِن إجابتي شوفت ده في عنيها جاوبتها بِصراحة....
_هّمشي يا ماما ...
قربت مِن بإنفعال و هي بتسحب الهدوم مِن أيدي بقوة...
_يَعني أيه هتمشي ؟...انتِ فاهمه بتقولي ايه؟...و هتروحين فين اصلا؟...
اتنهد بِضيق و انا بقعد علي طرف السرير...
_هَمشي مِن هِنا ، أنا أخدت إذن جدي و سَمحلي بِده ، مِحتاجة أبعد عَن هِنا عّن المشاكل دي كُلها مِحتاجه ادور علي نَفسي شوية ....
قَعدت جَنبي و سألتني بِدموع ...
_و هّتمشي مِن غيري ؟....مِن غير أُمك حَبيبتك؟...
بعدت عيوني عَنها خوفت أضعف قُصادها
انا محتاجه اخد الخطوة دي ....
_انا مِحتاجه أتعافا يا ماما...
اتكلمت بِسُرعة و هي بتمسك ايدي...
_حَتي مِني؟....
أومئت ليها بهدوء و انا بحاول أكبح دموعي...
_آه يا ماما ، أنتِ وجعتيني في كُب مره كُنت بتخدي صَفها أو بتقضلي ساكة في كُل مره مكنتيش بتقفي قُصادهم و تقوللهم بِنتي عُمرها ما تِعَمل كِده ....
شاورت علي قَلبي و قولت بنبره مُرتعشة...
_في كُل مره كُنت بتسبيني لوحدي ده كان بيتكسر ميت حِته لَما نِسمة رَجعت مبقاش عَندي حُضن أجري عَليه أو حَد أحكيليه كُنت وحيدة و لسه وحيدة في البيت ده ، أرجوكي سبيني أمشي مِن غير مشاكل و أنا لَما أبقا كويسة هَرجعلك....
دموعها إنسابت علي وجنتها و ده خلاني اكره نفسي لإني السَبب في دموعها و احس بالذنب أكتر ....
عيوني كانت متألمه و شفتاي مُرتجفه فَهمت إحساسي فَمسحت دموعها بِسُرعة و هي بتضمني ليها....
_انا آسفه ، حَقك عَليا ...كُنت غَبية بَسعي اني اثبتلهم اني مش وحشه و سيبت بنتي و سط الزحمة ، أمشي مِن هِنا و انسي كُل حاجه وجعتك...
بَعدت عَني و حاوطت وشي بين كفوفها وقالت ...
_بَس مِش هتنسي أمك صَح؟!....
نَفيت ليها و انا شَهقاتي بَدأت تطلع بخفوت اترميت في حُضنها بَحثًا عَن بَعض الدفئ و الأمان...
_مقدرش انساكي ، محدش بينسخ امة انا هكلمك علي طول ....
شدت علي حُضنها ليا و قالت بتقطع...
_س..محيني يا...بِنتي.....
و من غير ما أحس شهقاتي عَلت أكتر و دموعي زادت بقيت بعيت بِإنهيار!....
دفنت راسي في حضنها اكتر وقولت...
_مقدرش مسمحكيش يا ماما زَعلي منك مُختلف مِش قادرة اخد منك موقف بِكِلمة وحضن مِنك بنسي كُل حاجه....بَس أنا مِحتاجة أمشي ...:
٠
خَلصت توضيب حاجتي خلاص هَمشي و أسيب إسكندرية هروح ورا فُرصة شُغل مِش مضمونة و ورا حد معرفهوش لكن مِش مُهم المُعم أني هَبعد عَن هِنا ، مِش هلحق أسلم علي مَلك و أحمد بس هتواصل معاهم أول ما أوصل...
أستنيت الكُل ينام و مشيت مِن غير ما يحسه زي ما أتفقت مَع جِدي ...:
٠
٠
مَعرفش ينام طول الليل بِيفكر فيها و في كلامها عايز يروحلها بس خايف كِده يكون متطفل عَليها و يزعجها .....
"فلاش باك"
كان قاعد في كافية قُريب مِن الشُغل عَنده ماسك تليفونة بيقلب في الڤيديوهات لَحد ما أستوقفه ڤيديو لِشَخص بيقول ....
"الشَخص الي حبيتو مِن خَمس سنين و أتفارقتو لما ترجعو لا هو هيكون زي ما هو ولا أنتَ ، هتبدأ تشوف عيوبة الي مكنتش عجبابك بوضوح و مِش هتبقا مُتقبلة هتبدأو تتعرفه علي بَعض مِن الأول.."
ساب تليفونة و الكلام لِسه بيدور في عَقله أخد رشفه مِن فِنجان القهوة و قال لِنَفسه...
_أنا فِعلا مبقتش شايف نِسمة زي الأول ، الحركات البسيطة الي كانت بتبهرني مِنها بَقت بتدايقني!....مبقاش عَندي مَشاعر ليها
أتنهد بضيق و هو بيبعثر خِصلاته...
_عَكس هَنا ، عندي فضول ليها مُختلف لِسه زي ما هي ليها تأثير عليا بِكلمة مِنها ممُكن أهدي و أنسي كُل حاجه!....
بَص مِن الازاز بيتمتع بالجو فِي مُحاولة لتصفية أفكارة ....
إستفاق مِن دوامة عليها قُصاده...
_نِسمة؟!...
سَحب كُرسي وقعدت قُصادة ....
_روحتلك المكتب ملقتقش قالو إنك هِنا...
اتوترت مِن تعابيره الصَلبة معطاش رد فِعل وقال...
_جاية ليه؟...
عدلت خِصلاتها وقالت بضيق مِنه...
_مُمِكن أعرف أخرتها أيه؟...أنا بَحاول أصلح بينا و مستعدة أعمل كُل عَشان تِسامحني ....
_ليه؟!...ليه عايزانا نرجع سوا ؟...و الأهم ليه أصلًا رجعتي دلوقتي ؟...
إسترسل كلامه و هو باصص لفنجان القهوة بِشرود...
_أنا كاتب كِتابي يا نِسمة يعني مش فسخ خطوبة ده طلاق و لأختك !....فاهمة يَعني أيه؟...أفرضي أنا و هَنا فرحنين سوا مَع بَعض و حياتنا كويسه كُنتِ هتيجي و توظي حياتنا؟!....
ضَغطت علي شفايفها بِغيظ مِن كلامة و قالت بِضيق...
_اديك قولت أفرضي...يَعني أنتم مِش مبسوطين مَع بَعض ، مَحدش هيحبك زي ما حَبيتك يا آدم أنتَ كتبت كِتابك عَليها عَشان تنقذها مِن أيمن مِش أكتر يعني إضطريت تِعمل كِده أو الله و أعلم هي عَملت أيه و خلتك تكتب الكتاب....
طاوعها في كلامها ببرود زائف ...
_تِفِتكري هَنا كَانت عَايز يكتب كِتابنا ليه؟...
لما لقيته بيجاريها في الكَلام حَست أن في أمل فأتكلمت بإندفاع و حِقد....
_عَشان تَخدك مِني مِش أكتر ، لما أتخطبنا كُنت شايفه غِلها مِننا و أزاي كانت بِتحاول تقرب مِنك و تدايقني بأي طريقة و أول ما مِشيت أستغلت الفُرصة....
إبتسم بِجانبية علي كلامها و بدأ يشوف الصورة بِوضوح لأول مَره....
_هَنا قعدة أربع سنين بِعيدة عَني و مِش بتفكر تكلمني حَتي أو تشوفني غير صُدفة ، جدي أجبرها علي أيمن قعدت أسبوع كامل بتفكر تعمل أيه و لَما فَشلت جتلي يوم كتب الكتاب لأني أخر أمل وفوق كُل ده لما رجعتي قالتلي روحلها يا آدم لو كنت رجعتلك مكنتش هتفكر تمنعني.....
رَطب شفتاه بِلسانة و إستند بِذراعية علي الطاولة....
_يِمكن كُنت بَحبك أو مَبهور بيكي زَمان لكن فرق السنين خلاني اشوفك بطريقة تانية أنتِ سببتيلي الم كِبير لما مشيتي خلتني شَخص باهت كُنت مِستانيكي ترجعي منكرش ده لَكنك أتأخرتي أوي ...
سألته بِترقب ....
_هي أخدت مَكاني صح؟....
نَفي ليها براسه وقال....
_هي مِش بَديل عَشان تاخد مَكانك يا نِسمة ، هي ليها مكانها لوحدها....
شاور علي بدلك الي كان لونها رصاصي فاتح وقال...
_شايفه لون بدلتي ؟...لابس قميص ابيض و بَدله فاتحه بقيت بحب ألبسها علي طول عشان هي بَس قالتلي الالوان الفاتحه جَميلة عَليك ، عَكسك فاكره قولتلي ايه لما قولت ان هَنا الي بتختارلي هدومي ....
ابتسم بِسِخرية و اتكلم و هو بيقلد نَبرتها....
_لا يا آدم الاوان الفاتحه مِش حلوه عليك بتخليك بهتان متلبسش فاتح تاني ...، كُل حاجه كانت هي مصلحاها فيا أنتِ بوظتيها يا نِسمة أنا مكنتش مستنانيكي عَشان عايزك كُنت مِستانيكي عَشان اعرف الاسباب عَشان محطش اللوم علي نَفسي ...
مسكت ايديه بِسُرعة...
_بَس أنا بَحبك يا آدم ، و مُستعدة اعمل اي حاجه عَشان نرجع ....
سَحب ايديه مِنها لكنها اتكلمت قبل منه...
_اسمعني بَس...
مسك تليفونه بعد ما سمع صوت رسالة كانت خاصة بالشُعل فامسكه ، إستغلت هي إنشغالة و صورتة عَشان تبعتلها....
و قف بعد ما قرا الرسالة و قال بعجلة و هو بيحط الحِساب...
_انا لازم امشي ، الكلام بينا خِلص يا نِسمة احترمي قراري....
"الحَاضر..."
هو خلاص مبقاش عايزها بَس الي هيقطع الأمل أكتر و يشيل إحساسة بالذَنب أنه تَطلع كَدابة زَي ما هَنا قالت؟....
إستني النهار يطلع و لابس لبس كاچوال و أتوجه لأوضه نِسمة ...
_لو صحيتي يا نِسمة البس عَشان عايزك في مِشوار....
كَلمها مِن ورا الباب مِن غير ما يدخل ، و في بالة مليون خِطه ليها....
إبتسمت بِسَعادة لِفِكرة أنه جالها لحد عَندها و كَمان عايزها في مِشوار مَعني كِده أنه صدقها هَي!...
لابست بِسُرعة و الفَرحة مِش سايعاها هو خلاص بَقا ليها....
٠
طول الطريق كان ساكت و هي بَس الي بتتكلم...
_أحنا رايحين فين؟...
جاوبها بإختصار و هدوء...
_المُستشفي....
الخوف اتمكن مِنها و ظهر علي نبرتها...
_ليه؟...انتَ تعبان؟...
هاودها بهدوء...
_اه شوية ....
رَكن العربية علي جَنب و ترجل مِنها بروية و هي تابعتة بتوتر و خوف مِن الي جاي...
قرب مِن الإستقبال و اتكلم معاهم بِشويش عشان يحجز....
فَضلة قاعدين وقت مِستانين دورهم...
_انتَ ليه واخدني معاك...
_مِش عايزه تيجي معايا؟...
نفت ليه بتوتر وقالت...
_لا طبعًا عايزه انا بَس مِستغربة....
نادت الموظفه علي اسمة فوقف و هي وقفت معاه ...
شاورلها علي الاوضه دخله و لاحقتهم الممرضه بالبس...
_لو لابسه اي اكسسورات اقلعيها او اي حاجه فيها حَديد...
نَفت ليها و هي لسه هتشاور علي آدم توضح الموقف ، لكن قاطعها هو بِسُرعة...
_اتفضلي انتِ
مشت المُمرضه بتعجب مِنهم تَحد زعر نِسمة مِن الموقف...
وقف قُصادها وقال ببرود...
_يلا يا نِسمة عَشان تِعملي الأشعة....
اتكلمت بتوتر و خوف...
_ اشعة ايه الي اعملها ؟...
سحب شنطتها مِنها عَشان يطلع و تلبس...
_اشعة عشان نطمن عليكي بخصوص الورم
نفت بهستريا و بتبعد عنه...
_اشعة ايه الي اعملها؟...انتَ بتفاجئني يَعني؟..مينفعش كِده انا مِش هَعمل أشعة...
ثابتها مِن كتفها و هو بيقبض عليهم بقسوة...
_ليه يا نِسمة؟...خايفه مِن حاجه؟....الفرضة جاتلك اثبتيلي ان هَنا كدابة و أنتِ الصَدقة يَلا...
دَفعها للخلف عشان تقف ورا السِتارة ...:
_يلا يا نِسمة ....
هِنا عَرفت أن كدبتها خلاص هتتكشف ...لو رفضت تبقا بتكدب و لو عَملت الأشعة هيعرف الحقيقه...أعصابها باظت و بِسبب دَفعه ليها أتوتر أكتر ...
وقفت و هي بتقول بِهستريا...
_خَلاص...خَلاص يا آدم ....
بَصلها برفعة حاجب فَكملت لَما أتأكدت إنها خَسرت خَلاص...
_أنا كِدبت عَليك....
متهزش هو كان جواه إحساس و اتأكد مِنه خَلاص.....
_قولي الحقيقة كاملة بَقا....
دموعها نَزلت بإنهيار و هي بتقرب مِنه..:
_أنا حَبيتك بِجَد يا آدم...
رجع لورا بعيد عَنها وقال بِثبات...
_مِشيتي ليه؟....
مسحت دموعها بِعُنف ...
_خُفت يا آدم مكُنتش مُستعدة للجواز أنتَ كُنت مستعجل...
كرر كُلمتها بإستنكار ...
_مِستَعجل ؟...انا الي كُنت مِستعجل و لا أنتِ كُنت بتقوليل أمتي نبقا مَع بَعض يا آدم؟...امتي يتقفل عَلينا باب واحد يا آدم؟...صَح مِش ده كان كلامك....
صوته علي في نِهاية كلامة و الغَضب إتمكن مِنه...
_انتِ الي خلتيني اسعي و اكمل لما شوفتك عايزاني!....انا مغصبتكيش يا نِسمة لو كُنت جيتي و قولتلي مش عايزه مكُناش هَنكَمل....
بَصلها بِصَمت و هو شايف شهقاتها الي بتزيد و إبتسم بِسُخرية علي حالة و قال...
_بس مرضتيش تقولي كِده عَشان يفضل ليكي فُرصة معايا و تضمني اني هَفَضل مِستنانيكي ، لما رجعتي مكنش عشان انا ارتبطت كان عشان هَنا عشان الي ارتبط بيها هَنا أختك مقدرتيش تتحَملي .
هزها بغضب ....
_قولي الحَقيقة ، عَملت كِده عَشان بِتغيري مِنها....
دفعت ايده و هو بتصرخ بِبُكاء...
_اه يا آدم ، عَملت كِده عشانها إشمعنا هي تتربي و سطكم وسِط علية و أنا لاء شافت بابا اكتر مِني بِكتير شايفة الحُب و الحَنان مِن كُله و انا لاء الكُل بيحبها و معاها ....
قَربت مِنه و هي بتبصله بِغل...
_الي كان بيشفي غاليلي شوية لما كُنا بتخلنق انكم بِتوقفه جَنبي و تشوفوها الوحشه و الاهم مِن ده أنتَ يا آدم ، حبيت إهتماك بيها و علاقتكم كان نِفسي تِحبني زيها....
استرسلت كلامها و هي بتمسح دموعها ..
_انتَ حسستني اني أستحق الحُب يا آدم انا فِعلا حَبيتك...
نفي ليها و هو بيرمقها بضيق...
_انتِ حَبيتي فِكرة انك بَعدتيني عَنها بدليل اول ما ضمنتيني هِربتي....
_كُل حاجه جت بِسُرعة مره واحده كان فاضل اسبوعين علي فرحنا خوفت و بما قولت لماما قالتلي تعاليلي
كمل كلامها بِسُخرية...
_و رجعتي لما لقتيني مع هَنا ، هربتي لما اتأكدتي انك بوظتي علاقتها بالكُل و مِش هتتصلح ، الي واجعني اني كُنت بَصدقك .....
بصلها بتقزز وقال...
_انا بكرهك يا نِسمة و ندمان ندم عُمري اني حبيتك في يوم مِن الأيام ، ايه الغِل و السواد الي جواكي ده؟....انا هروح و هخلي الكُل يعرف حقيقتك انتِ مِحتاجة تتعالجي مبقاش ليكي قاعدة معانا....
شاورلها ببرود عشان تتابعة غير مُكترث لإنهيارها
٠
روح البيت و حظه كانه كُلهم مِتجمعين علي الغدا...
_تعالا يا آدم عَشان تاكل
نَفي لِمَهران و قال...
_انا لِسه راجع مِن المُستشفي أنا و نِسمة...
شاف الزعر المُرتسم علي مِحياهم لكنه سبقهم وقال...
_كُنت عايز اطمن علي صِحتها و الورم الي عَندها..
بصلها بِسُخرية و هو شايفها موطيه راسها...
_مطلعش في ورم اصلا ؟ نِسمة كدابة مَكنتش تعبانة عَملت كِده غِلها و حِقدها مِن هَنا....
شاور للخادمة...
_اطلعي نادي هَنا مِن فوق...
بَصلها مَهران و قال...
_كُنت فاكر أن القاعدة برا هي الي مِخلياكي كِده لَكن يظهر الي جواكي هو السَبب
وقف بِهبته الطاغية ...
_انتِ ملكيش سَفَر بَعد كِده مامتك عايزاكي تِجيلك أنا هَعيد تَربيتك مِن الأول ...
الكُل كان بيبصلها بِصدمة مِش مصدقين إنها عَملت كِده....
نزلت الخادمة مِن فوق...
_هَنا مش موجودة فوق ...
باصلها بتعجب فسأل مامتها...
_هي هَنا خرجت النِهاردة...
نَفت ليه بِهدوء وقالت...
_هَنا مِشيت مِن هِنا....
بصلها بِعدم فِهم ...
_يَعني أيه مِشيت؟!...
مستناش ردهم وطلع علي السلالم بِسِرعة
دَخل أوضتها بإندفاع و بدون تَفكير فَتح الدولاب يشوف هدومها ، كان فاضي!...
حالة مِن الهَرج كانت في القَصر بِسبب إختفاء حفيدتهم الصُغيرة نزل بِسُرعة و قال بِحدة.
_يعني أيه مشيت؟...
كان بيتكلم بإنفعال و هو مش مصدق أنها مِشيت وسابة! هَرب مِنه هي كَمان؟!....
جاوبة مهران بهدوء...
_أنا كُنت عارف ، هَنا مشيت بأذني....
بعثر خِصلاته بِعُنف...
_يَعني أيه تسبها تِمشي أنا جوزها مين سمحلك بِده؟....
كلامها كان غير مُرتب و الغضب اتمكن مِنه جاوبة مَهران بِهدوء...
_هي طَلبت مِن ده مقدرتش اجي عليها اكتر مِن كِده...
ركل آدم الطاولة خلي مُحتوايتها تتكسر مُصدرة ضَجه...
_و انا ذَنبي أيه؟...عشان تخليها تسامحك تيجي عليا ؟...انتَ عايز مِننا أيه اكتر مِن كِده ...
حاول يتملك اعصابة و قال برجاء...
_طب قولي هي راحت فين عشان اروحلها؟....
نَفي ليه مَهران ببرود ...
_مَعرفش هي مقلتش لِحَد...
صوته علا تاني...
_قولي يا حِدي هي راحت فين وريحين والا اقسم بالله مهتشوف وشي غير لما ترجع...
اتحرك للباب بِغَضب و هو مِش قادر يصدق انه سَبته و مِشيت
خرج برا و كلن بيمشي بغضب وقفه صوت مامتها..
_آدم...يا آدم..
وقف و التفت ليها و شاف عيونها المليانة بِدموع وقفت قُصادة وقالت برجاء....
_رجعلي بِنتي يا آدم د فُرصتك عَشان تثبتلها حُبك لو عايزها بِجد رجعهالي ، هي طلبت الطلاق و خلت جِدها يتولي المُهمه دي....
غَضبة زاد اكتر جده مِش مكفيه انه هربها لا و كمان عايز يطلقلها مِنها ...
_عَلي جُثتي ده يِحصل مش هطلقها ، و هرجعها....
٠
"بَعد تمن شهور.."
"طَب ليه يا لُقا بتنادينا ؟...لما الفرُاق مَكتبوب عَليا!...ليه تزيد الحُب بينا و الحَنين ترمية علينا؟!..."
كنت بتغني زي عادتي و انا برسم بهدوء...
_يعني الدنيا مقلوبة تحت و انتي قاعدة هِنا...
اتكلمت بِسُخرية..
_استاذ فارس زات نفسه جه و نورلي الورشة...
سَحب الفُرشة مِني و هو بيبصلي بِضيق...
_الدنيا مقلوبة عشان الإيفنت الي هيتعمل ...
رفعت كتافي بلامُبلاه ...
_انا قولتلك مِش هروح مش قادرة اختلطت بالكم ده مِن الناس مش هقدر
اتنهد بِضيق وقال...
_لِحَد أمتي يا هَنا هتهربي كُل ده مِش حاسه انك اتعافيتي...
وقفت مِن علي الكورسي و هي انا بعدل خِصلاتي الي بَقت قُصيره عَن الاول و غُرتي بقت اطول...
_انا بتعرف علي نَفسي يا فارس و الحمد الله قدرت اتعافي بس مِش جاهزه لِسه خايفة اقابل حد مِنهم...
محبش يضغط عليا اكتر مِن كده وقال بمرح...
_خلاص يا فَنانه مِش هضغط عَليكي ، ظبطي بقا نفسك عشان نروح نشربلنا كوبايتين شاي ...
زمت شفايي بِضيق ...
_مِش بيحب الشاي...
حدف عليا المَسند بتاع الكُرسي ...
_خلاص يافقر هنشرب أي حاجة ، يلا مِحتاج احكي ....
ضحكت بِصّخب علي حّركته ...
_ده الي انتَ فالح فيه ، المفروض اقبض علي كل مشكله بحلها ليك...
٠
فَتح سَتاير الاوضه عشان يدخل النور و هو بيتكلم بضيق...
_يلا يا آدم بقينا العَصر....
تأفئف بِملل و هو بيدير وشه النحيه التانيه ...
_شوية و هقوم يا أحمد اقفل الستارة بَقا ....
مهتمش ليه وسحب الغطا مِن عَليه
_لا يلا ...
قام آدم بِضيق و هو بيرمقه بِحِقد...
_و انتَ مالك يا أخي ما تسبني نايم..، ساعات بندم إني خليتك صَحبي...
ابتسم احمد بِسِخريه و هو بيقعد جنبه...
_بِتَندم؟...لا فوق يا آدم انا الي مَنيت عليك و خليتك صحبي بعد ما كُنت بتقعد زي اللقيت في الكافية تسترجع ذكرياتك معاها و تبكي علي الاطلال....
ركله آدم بغيظ مِنه فضحك أحمد بِسذاجة ...
_و عَشان صعبت عليا بقيت بكلمك احاول اواسيك و معرفش ازاي بقيت صَحبي...
بصله آدم بطرف عنيه وقال...
_و انا لو كُنت صاحبك بجد كُنت هتخبي عَليا مَكان هَنا....
شَبك أحد كفوفه قُصادك و إعتدل بجزعة العلوي و كأنه في إجتِماع....
_انا قولتلك مقدرش اكسر ثِقه مَلك فيا أنا ماصدقت بقت تِحِبني و غير كِده هيا أصلا مقلتليش مكانها عشان خايفة اقولك...
ابتسم بِجانبية في نهاية كلامة وقال...
_بَس أنا جبتلك طَرف خِيط...
نهض ادم بِهماجية عَشان يِسمعة بأنتباه فَكمل كلامة...
_شوفت مَلك جايلها دعوة لمؤتمر هيتعمل في الإسكندريه هيضم الشاركات الداعمة للمعارض و بالمُصّممين ، مفهمتش اوي بس الي اعرفه هَنا هتبقا هِناك
شاف الحماس في عِنيه فكَمل بتوتر ...
_بَس الدخول بالدعوات يا آدم
جاوب بلهفه...
_طَب و العَمل...
_في حَل واحد بَس، أن شِركتك تِساهم في المؤتمر...
بصله ثواني يحاول يفهمه لَحد ما قال...
_بَس ده مِش تَخصص شِركتي أعملها أزاي دي؟...
رفع احمد كِتافة بعدم معرفه...
_معرفش بقا ...
_اديني طيب الدعوة دي و انا هتصرف...
طلع احمد تليفونة وقال...
_معرفتش اخدها عشان ملك فاصورته ...
اخد آدم مِنه الصورة و دقق فيها بعدها بَصله بهدوء....
_مِش عارف إذا مان ظهوري في حياتها تاني خير ليها و لا لاء؟...مِش عايز ادايقها و في نفس الوقت خايف اظهر الاقيها نَستني!...
ربت أحمد علي كِتفه وقال بهدوء...
_لو مكنش في أمل مكنش زماني جتلك و قولتلك حاول تاني ، هَنا بِتحبك وده ظاهر عَليها مِن زمان أوي ....
ابتسم آدم علي نفسه وقال...
_تعرف اني كُنت فاكر أنك بِتِحبها؟...
بصله أحمد بتوتر وجابك بِصراحة...
_اقولك سِر ، انا الصراحة كُنت مُعجب بيها في الاول و لما جت تِكشف عيوني لمعت وقولت دي فُرصتي
بصلة آدم بغضب و ضيق فا كَمل أحمد بِسُرعة...
_ده كان قبل ما اقرب مِن مَلك ، وقتها كُنت بلاحظ نظراتك ليها حسيت بحُب مِن نحيتك ليها في الاول اديقت و عرفت ان معنديش فرصة بس بعد كِده بقيت بحاول اقربكم اهزر معاها و اتكلم اجبلها ورد عشان تتلحلح و انتَ ولا هِنا...
سألة آدم بفضول...
_يَعني أنتَ كُنت بِتُقصد تِقرب مِنها و تِعمل الحركان دي؟...
أومئ ليه أحمد و قال بِضيق...
_اه يا خويا و انتَ ولا هِنا زي الصنم لحد ما هربت مِنك وعَملي فيها محمد مُحي مُهمل شغلك و كل حاجة و مكتئب و قاعد في شَقتك...
دفعه آدم بِغَضب ...
_اطلع يا احمد برا عشان مش ناقصك ....
تابع خطواته و هو بيخرج و زفر بِضيق ، هي وحشته زعلان مِنها عَشان سابة خايف تكون بطلت تِحِبة و بيحاول علي الفاضي ...
٠
٠
قاعة كِبيرة مليانا بالشخصيات المُهِمه ....
وقفت بُتوتر و هي بتعاين هيئتها بالفُستان النِبيتي كان بَسيط و رقيق لايق عَليا....
مَقفول من فوق وضيق مِن الوسط و نازل علي اوسع شوية
آذنت للطارق بالدخول ...
_بابا بيقولك خَلصتي يا هَنونا...
إبتسمت ليه و انا بنخفض ليه عشان اواكب طولة...
_خَلصت يا روح هنونا يلا بيا....
مَسكته مِن ايديه و نَزلنا سلالم بهدوء ظاهري لكن التوتر كان مُسَيطر عَليا انا بقيت شريكة فارس مِش مُجرد فَنانة اخدت كورسات و بَقيت بَصصم ديكورت كَمان و بقينا شركا سوا...
هو ليه الصفقات و الاجتماعات و انا عليا التنفيذ
سِبت الفُستان بَعد ما نزلت مِن علي السلالم ...
بصلي فارس بإبتسامة و هو بيمد ايده...
_يا مساء الرقة...
رمقة بضيق زائف و انا مسك ايد زين كويس...
_فكك مِني ...
مسك زين مِن النحة التانية وقال...
_قماصة موت انتِ يا هَنا ، دي شركتك زي ما هي شركتي لزم تبقي معايا و كَمان عشان اعرفك علي صاحب اكبر مشروع هنفذ في الشِركة
شاورلي اقف وقال...
_خليكي هِنا لحد ما ادور عَليه...
همهمت ليه بهدوء و وقفت صُحبة زين ...
_الله فراشة شوفتيها يا هَنا...
بصيت مكان ما بيبص بس مشوفتش حاجه ...
_فين دي...
ساب ايدي و بدأ يتحرك بِسُرعة...
_اهي هِنا هروح قبل ما تهرب...
_استني يا زين ...
حاولت الحق و انا بهتف بإسمة لحد ما خَبطت في حَد!...
رَجعت لورا و انا بمسك جبهتي و قولت...
_معلش مكنش قصدي...
مديت ايدي و مسكت زين قبل ما يبعد عَني...
رَفعت عيوني لما لاحظت ان الشخص الي خَبطة لسه واقف ...
و الصدمة كانت عنوان نظراتي...
_هَنا انتِ هِنا ...انتو اتعرفة علي بعض و لا ايه؟...
وقف فارس جَنبي وقال بإبتسامة...
_اعرفك يا هَنا ده آدم صاحب مشروعنا الجديد...
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم