امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل العاشر 10 بقلم نداء علي


 امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل العاشر 


بسم الله الرحمن الرحيم

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب اليك

 

لحظات الخوف الهادرة التي تهرول بعدما تسطع شمس السكون لا تنته لكنها تترك بصمتها بداخلنا فتحجب عنا دفء اعتدناه وتمنحنا برودة تأبى الرحيل فتهتز الثقة ويتقلص الأمان ويبقى هاجس الفقد يلازمنا.

ابتسم سلمان إلى شقيقته التي تجاهد في رسم بسمة زائفة تحاول أن تخدع به الجالسين من حولهم بينما نوح يطالعها بحب يشوبه حزن دفين

تحدث سلمان بشاكسة قائلاً

ماشاء الله بجيت عال العال يا چوز اختي، إيه رأيك نشوفلك عروسة چديدة يمكن صحتك تتحسن.

نظرت إليه ميادة بغيظ فتحدث نوح بمرح

واه، عروسة كيف ياواد انت، واختك بكل ستات الدنيا.

سلمان ضاحكًا بقوة

ميادة مسيطرة جوي ياواد السياف

نوح بمشاكسة

أومال ايه ده المثل هيجول 'امشي في چنازته ولا تمشي في چوازته'

نهرته مياده بلطف

بعيد الشر يا نوح، لو عاوز تتجوز يا سيدي قوم بالسلامة واعمل اللي يعجبك

سلمان بترقب

يا سلام، هتچوزيه بصحيح

ميادة بثقة : رغم انه مستحيل يعملها، بس المهم عندي انه يبقى بخير يا سلمان، مش مهم أي حاجة تانية.

سلمان بفضول

كيف يعني، هتجبلي واحدة غيرك تشاركك فيه

ميادة َنظراته تحتضن نوح

ماهو بعده عني موت يا سلمان، بعد نوح عني لأي سبب موت بالنسبة ليا وهو عارف.

اقترب منها سلمان يحتضنها بحنان واحتواء بعدما غلبته دموعها ومسد فوق شعرها قائلاً بهدوء

ياستي اطمني، الحمد لله نوح باشا صحته زي الفل، كل الحكاية انه ضغط نفسه بزيادة، ويمكن رايد يعرف هتحبيه أد ايه

أشار إليه نوح أن يقترب منه فامتثل لطلبه وانحنه بمحاذاته ليهمس نوح إليه قائلاً

هي مين الدكتوره اللي كانت معاك ديه، شكلها حلو جوي

تبدلت ملامح سلمان وتعرق جبينه قليلاً فنظرت إليه ميادة بريبة قائلة

بيقولك ايه يا سلمان؟

حرك سلمان رأسه بنفي

مفيش، هيسالني على حاچة اكده

ميادة : لا والله، بتقولوا أسرار

سلمان بغيظ : أنا خلاص اطمنت عليكم وهروح اكمل شغل

ناداه نوح بمكر

استنى يا دَكتور، رايح فين دلوك

التفت إليه سلمان قائلاً بغيظ

راچعلك تاني ياواد عمتي، هطمن على أحوال المستشفى وراچع

نوح : الله يعينك، والله المستشفى ديه زينة وروحها حلوة

ميادة بشك : في ايه يانوح، انت بتتكلم عن المستشفى ولا حاجة تانية

كاد أن يجيبها لكن دلوف رباب وجاد قاطع حديثهما واستغل سلمان الفرصة وأسرع سلمان مغادراً بعدما باغته نوح بسؤاله عن سماء.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

دار بسيارته إلى أن أصابه الملل فتوقف إلى جانب الطريق ينظر إلى السماء المظلمة من حولها فلاحَ بناظريه نجم براق، تأمله قليلاً إلى أن أعلن هاتفه عن اتصال من رقم مجهول، نظر لؤي إلى هاتفه بملل لكنه أجاب مرغماً بعدما تكرر الإتصال

تحدث بجدية

مين معايا

صمت قليلاً واغمض عيناه بملل قائلاً

بقولك ايه يابتاعه انتِ، قولتلك ألف مرة أنا مليش في مشواير الحب والجواز والعبط ده، وبعدين انتِ جبتي رقمي ازاي؟

استمع إلى حديثها قليلاً ولم يكلف نفسه عناء الرد بل وضع اسمها في لائحة الرفض للمرة التي لا يعلم عددها، لا يعلم يقيناً هل يتلذذ برؤية غيره يتألم أم أن المحيطين به عاجزين عن فهمه، تحرك بسيارته من جديد يستكمل رحلته إلى لا شيء، يود أن يقضي حياته بأكملها هكذا، حرُ بلا قيود لكنه مقيد بالكثير......

قضى لؤي ما يقرب من الساعتين يقود سيارته إلى حيث يريد إلى أن بلغ مقصده، ترجل إلى الأسفل وصعد إلى بناية مكونة من طابقين، دق الباب بخفة ليخرج إليه أحد الخدم قائلاً بإحترام

تحت أمرك يافندم

أشار إليه لؤي بثقة قائلاً

قول للبيه لؤي القاضي برة

لحظات قليلة انتظرها لؤي إلى أن اتاه صديق طفولته ينظر إليه بسعادة قائلاً

مش معقول، انت رجعت امتى يا بني؟

احتضنه لؤي بخفة واشتياق حقيقي وبادله صديقه العناق

اجابه لؤي بود

رجعت من يومين وقولت اشوفك قبل ما اسافر تاني

صدم رامي فلكمه لؤي بمرح قائلاً

خليني اقعد الأول اخد نفسي وبعدين نتكلم

ابتسم الاخر واعتذر بلطف

ياعم حقك عليا، اتفضل استريح الأول، قولي تحب تشرب ايه ولا نتعشى الأول

تطلع لؤي إلى المكان من حوله وهمس بخفوت

لوحدك في الشقة ولا معاك قطط

قهقه رامي قائلاً

لا والله تبت إلى الله خلاص، أنا خطبت وهتجوز قريب وانت عارف

لؤي بغرور : ياراجل، يعني خلاص وقعت ولا إيه

رامي بجدية

الاستقرار كويس اكيد، وبعدين انت عارف إني طول عمري علاقاتي محدودة

لؤي : عارف، عارف، بس قولي مختار بيت بعيد ليه كده أنا تعبت على ما عرفت أوصل

استقام رامي واقفا وقد اقبل اليهما الخادم ببعض الاطعمة والمشروبات فساعده رامي في تقديمها إلى لؤي واستكمل حديثه بتوضيح

العروسة ياسيدي هي اللي اختارت الموقع ده، بتقول في النص بين أهلي وأهلها علشان مفيش حد يزعل

ابتسم لؤي نصف ابتسامة وتحدث بروية

شكل العروسة دبلوماسية

وافقه رامي مؤكدا

جداا، تحس انها سفيرة في نفسها كده، تعرف لولا هدوءها وبالها الطويل كانت طفشت من زمان

لؤي : بذمتك في واحدة عاقلة تطفش من ظابط وسيم زيك كده

ضيق رامي ما بين حاجبه وهتف بدهشة

على أساس انك بتحب الشرطة أوي

لؤي : يعني أنا وضعي مختلف، دخلت الشرطة بس ملقتش نفسي فيها لكن انت مقتنع بشغلك

رامي : والله انت أمرك غريب يابني، ده احنا كلنا كنا بنتمنى نبقى زيك ولحد دلوقت مفيش حد مصدق انك قدمت استقالة وسافرت

ارتشف لؤي القليل من الماء وتحدث بمرح

طول عمري بتمنى ابقى ظابط أو نصاب

قهقه صديقه إلى أن ادمعت عيناه وهتف بصوت متقطع من فرط تعجبه

انت مشكلة فعلاً، شمال أو يمين مفيش عندك وسط

نظر إليه بغرور وهمس بصوت واثق

التطرف في الأحلام جميل، له طعم مختلف، أحلام الناس العادية متناسبنيش لأني غير الكل

تأفف صديقه قائلاً

أبو الغرور ياجدع

التفت إليه بسخرية وابتسم بانتصار

حقي يا مغفل، لازم الإنسان يقدر نفسه ويعرف قدراتها كويس ووقتها بس هيقدر يوصل لحلمه

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

جلست ديمه إلى جوار سهيلة ومسدت فوق رأسها بحنو وهمست إليها

ليه زعلانه ليلا، عمو نوح بقى بخير الحمد لله

اجابتها سهيلة بضعف

أنا بحب بابا أوي، أول مرة اشوفه بالشكل ده

ديمه بانكسار

اكيد طبعا لازم تحبيه، الأب والأم أجمل حاجة في الحياة

توقفت فجأة عن الحديث واختنقت بعدما اقترب سلمان وفي عقبه رحيم

لاحظ سلمان حزنها فتذكر ما دار بينهما من قبل فتحدث بجدية

ملوش لزوم تفضلوا اهنه يا بنات، خدهم روحهم عالبيت يا رحيم

سهيلة باكية

لاه، أنا هفضل معاكم، مستحيل أروح واسيب بابا

تحدث سلمان برفق

حبيبة خالك، جولتلك أبوكي الحمد لله بجى بخير وعال العال، دلوك لازم تروحوا وتركزوا في مذاكرتكم

ديمه بتحدي

حضرتك تقدر تقول الكلام ده لسهيلة وبس

سلمان بغضب

يعني ايه، مفهمتش كلامك

ديمه بحدة وتحدي

يعني أنا هروح الدار وهخرج منها على المطار مباشرة، خلاص أنا اطمنت على عمو نوح

سلمان بترو ومحاولة للتحكم في غضبه

دلوك تروحوا البيت ولما نوح يخرچ بالسلامة تجدري تسافري

ديمه بلهجة جادة وواثقة

آسفة لحضرتك، بس خلاص أنا قررت ومش بقدر ارجع في كلامي

تحدث رحيم بدوره قائلاً بهدوء

سيبها على راحتها يا خالِ، أنا هوصلها إن شاء الله

ديمه بتوتر

أنا مش طفلة، هسافر لوحدي، أنا نزلت مصر لوحدي، عادي يعني

اجابها رحيم وسلمان سويا

عادي لما يكون مفيش رچالة

ابتسم سلمان على نخوة رحيم وأشار اليه بفخر قائلاً

راچل يا رحيم، نوح مربي صوح

لوت ديمه فمها وهمست بهدوء

امتى أسافر بقى، امتى ارتاح!

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

توارت عن الأنظار وجلست في صمت مقيت، تساؤلات عديدة تطرق أبوابها

لمَ عادت معه وكيف ومتى؟ وما الذي يسعى إليه، هل يراها دمية يحركها كما يشاء، ام أنه....

لم تسطع أن تصل الى اجابة وربما يرفض عقلها الوصول، ضربت جيتها بخفة بعدما تذكرت هاتفها المغلق منذ يومين، من المؤكد أن والدتها قد أصابها القلق

اعادت تشغيله لكنها وجدت مكالمات لا حصر لها من شقيقتها ووالدها، زفرت بضيق فهي لا تريد الحديث الآن لكن قلبها لم يوافقها ورغماً عنها هاتفت والدها الذي عاتبه بلهفة

كده يا سما، كده يابنتي بتعاقبيني يعني وتقفلي موبايلك؟

سماء بهدوء

ما عاش ولا كان اللي يعاقبك يا بابا، حضرتك عارف نظام شغلي، وغصب عني ماخدتش بالي ان الموبايل فاصل

والدها بحب

طيب تعالي البيت، استأذني وتعالي نتغدي وتريحي شوية

سماء برفض

مش هينفع، عندي شغل كتير وصعب استأذن

والدها بحزن

يبقى لسه واخده على خاطرك، يابنتي والله أنا مكنش في بالي اميز اختك عنك ولا افضلها عليكِ، كل الحكاية إنها صعبت عليا، فضلت تتحايل عليا وتقولي...

قاطعته سماء قائلة بشيء من الغيره الموجعة

خلاص يا بابا، الموضوع انتهى، أنا بس كنت متعصبة ومضغوطة من الشغل، ربنا يوفقها ويكتبلها الخير

انتهى الاتصال ولم تنته بعد تناقضات الحياة، هي عاشقة لشقيقتها لكن والدها يصر دون قصد على التفريق بينهما إلى أن باتت بينهما فجوة كبيرة تمنعها من الوصول إليها

اقتربت منها إحدى الزميلات قائلة بفضول

قاعدة كده ليه يا سما، اوعي تكوني زعلانه من حد تاني

سماء بجدية

لا زعلانة ولا حاجة، انا بس مرهقة وبرتاح شوية

جلست إلى جوارها قائلة بشيء من المكر

هو الدكتور سلمان قريبك يا سما، البنات بيقولوا انكم قرايب

سماء : لأ طبعا، الدكتور سلمان هيقربلي ازاي، انا من القاهرة وهو من الصعيد

ابتسمت الأخرى بهيام

ياختي ياريته قريبك، ده حتة سكر وقمر كده في نفسه

انتابها احساس مؤلم بالغيرة وشردت قليلاً إلى أن همست اليها رفيقتها

اللي زي الدكتور سلمان عاملين زي الماركات الغالية يا سما، نشوفهم ونسكع عنهم بس صعب نمتلكهم، والقرب منهم سكته صعبة

سماء بتوتر

تقصدي ايه!

اجابتها ببراءة مصطنعة

هقصد ايه يعني، أنا بتكلم في العموم، الناس الغنية ديه مبيجيش من وراهم خير ولو عملوا مصلحة بيبقوا عاوزين قصادها مصلحة أكبر، واحنا غلابة يا سما معندناش غير حاجة واحدة وبس فلازم نحافظ عليها للي يستاهلها.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

كان يسترق إليها النظر بين حين وآخر، يتعجب من تقلباتها، أحيانا تبدو هادئة ومستكينة وساعات منطلقة تفيض بالحيوية، هي مزيج بين ما يريده وما يرفضه.

تحدثت هي بصوت متعب

خلاص رحيم، هنا وصلنا الدار.

ترجل في صمت وبقي واقفا في انتظارها إلى أن لحقت به ودلفا سويا إلى الداخل حيث ينتظرهما الكثير.....

جاهدت ديمه في فتح عينيها لتفلح في ذلك بعد عدة محاولات لتجد نفسها مقيدة في مكان مظلم، أرادت الصراخ لكنها شعرت بالعجز، ارتعدت اوصالها وظنت انها تحيا بكابوس مرعب لكنها تأكدت من حقيقته عندما تقدم منها ذلك القبيح قائلاً

ايه اللي رچعك من تاني يا حَزينة، شكلك ناوية على موتك

ادعت ديمه الشجاعة قائلاً

انت عاوز مني ايه يا مجرم انت، أنا كنت شاكة ان انت انسان شرير

جذبها من شعرها قائلاً بغل

شرير ايه يا طعمة، تصدجي رغم إني مليش في النسوان بس عچبتيني جوي

تململت بين يديه ينفور وخوف وبحثت عن رحيم قائلة

رحيم فين، عملتوا فيه ايه؟

دفشها اسماعيل بغلظة قائلاً 

اطمني، هو والسواج في الحفظ والصون هنخلص عليهم بالراحة، احنا مهما كان ناس حنينه، اقترب منها ثانية قائلاً بوعيد

اما انتِ بجى حسابك عسير، هنتسلوا بيكِ الاول وبعدين نشوفلك صرفة 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

كاد آثر أن يغادر منزله لكن والدها استوقفه قائلاً استنى عندك ياواد انت، رايح فين دلوك

اجابه آثر بخفوت

رايح ازور عم نوح، رحيم جالي انه في المستشفى 

سعيد بقسوة

داهية تاخده َناخدك، مد إليه يده بمغلف صغير قائلاً بلهجة آمرة

هتطلع دلوك، تركب مع رابح وتدلوا المركز هيجابلك واحد في مطعم هتديله اللفة دي وهيسلمك شنطة تچيبها وترچع طوالي

آثر بخوف:

فيها ايه اللفة دي 

اجابه بتحذير : أول وآخر مرة تسألني عن حاچة يا آثر، المرة ديه هعديها المرة الچاية هجطع لسانك،يلا غور من جدامي الراچل مستنيك، يلا هم ياواد انت داهية تاخدك.

صعد آثر إلى السيارة، وبعدما اطمأن إلى ابتعاده بالقدر الكافي دفعه الفضول إلى رؤية محتويات ما يحمله، وليته ما فعل فقد فقد الأمل كليا في أن يحيا بشرف أو أن ينال حظا من السعادة فوالده قد بدأ طريقاً لا رجعة منه.....

تعليقات



×