رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم مروة البطراوي

رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل الاول بقلم مروة البطراوي 

خلقت المساحه بينهم منذ الصغر لتتسع أكبر و أكبر حتي صارت غير قابله للتقريب كان لدي والدهم كنز حقيقي ألا و هو هما و لكنه حوله الي ساحه حرب،فرق بينهم كما لو كانوا لم يخلقوا من رحم واحد ،بعد أن كان انجابهم معجزة،فضل بعضهم علي الأخر و ترك الأخر في صحراء مقحله بدون زاد! رجل عجوز تم الضحك عليه من قبل ابنه خارق القوى و الدهاء و المكر،فهل تنسي تلك الجراح!الطبيعي أنها لا تشفي!فقد قدم له كل ما أوتي كقربان، و بعد أن علم الجميع ما افتعله هذا العجوز تخلوا عنه حتي أبنائه ليصبح وحيدا و تنخار قواه دفعه واحده.
في احدي الشوارع البسيطه ب محافظة البحيرة و بالتحديد في احدي بيوت أشهر العلافين في المنطقه و في الطابق الأرضي حيث يقطن كبير عائله الحمش الحاج هريدي مع زوجته عائشه السيده الحنونه أم أبنائه الثلاثه الذين أنجبتهم بعد صبر سنوات عديده و اشتياق مرير و حرصت جيدا علي تربيتهم.كان هريدي يتحدث معها بعصبيه
-و أنا قولت هكتبله هو كل حاجه دونا عن أخواته يعني هكتبله.
خشت عائشه من قراره فردت
-يا هريدي حرام محدش ضامن الموت من الحيا.
اتسعت حدقه عيتيه بصدمه قائلا
-بتقولي ايه يا عيشه بتفولي عليا يا وليه؟
شهقت عائشه و وضعت يدها علي صدرها مستنكرة ما يقوله
-ما عشت و لا كنت يا هريدي ربنا يجعل يومي قبل يومك أنا بس.
أوقفها بعصبيه يمنعها من محاولة اقناعه لأنه يعلم جيد أنه خاطئ
-و أنا يعني هعمل ايه غلط ده لفترة مؤقته و بعدين حتي لو أخدهم كلهم
هزت عائشه رأسها برفض و عدم اقتناع بحديثه لأنه يحمل في طياته الوقوع في الاثم
-أنا عايزة تطبق شرع ربنا يا هريدي لو خايف من الضرايب خلاص قسم ما بين التلاته.
رد عليها بعصبيه لأنها علي حق و لكنه لا يريد ذلك يريد الاثناء علي واحد فقط
-ربنا عطي لاتنين منهم العلام واحد دكتور و التاني مهندس لكن ده مكملش الدبلوم.
حاولت معه بشتي الطرق و لكنها فشلت فرأسه مثل حجر الصوان لا تلين أبدا فبكيت قائله
-ربنا عوض عليه بحاجات كتير فاتح محل لوحده و اتجوز و خلف الدكتور اتجوز ومخلفش و التاني مش متجوز.
ارتفع حاجبيه بدهشه عندما وجدها تتعاطف مع محمد و مصطفي و لم تتعاطف مع سالم مثله فرد عليها قائلا
-يا عيشه ده يخليكي توافقي اني أكتب كله لسالم علي الأقل جاب ولد من صلبنا مش التاني اللي دكتور و باب النجار مخلع.
اقتربت منه عائشه و همت بتقبيل يده برجاء ألا يفعلها و يعمل علي التفرقه بيده أولادها لأنها تعلم سالم و خباثته و كرهه لأشقائه
-أحب علي يدك يا هريدي بلاش يا أخويا و ان كان علي الدكتور مسيره يخلف و مصطفي أكيد هيلاقي بنت الحلال خليها بالتساوى.
هز رأسه بالرفض و أصر علي ما قرر مع ابنه سالم لتضطر الي اخباره عن قوة و لديه الاثنين و ان كان سالم في نظره أقوى فهم لا بأس بهم أقوياء
-اسمعني يا هريدي محمد و مصطفي مش هيسكتوا.
أوقفها هريدي بلهجه محذرة فهو يستهون بقوتهم
-عيشه دول اولادي و أنا حر أعمل فيهم اللي أعمله.
وضعت عائشه يدها علي خديها بقلة حيله قائله
-يا ميلة بختي خلاص اللي عملته سنين عمرى هيروح.
🙆🙆🙆🙆🙆🙆🙆#الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى
في الطابق الثاني كانت مريم زوجه سالم ابنهم الأكبر تقوم بالأعمال المنزليه هي ابنة عمه طاهر الحمش و هي الابنة الوحيده له و لذلك أصر هريدي علي أخذها عروس لسالم حتي يضمن نصيب شقيقه بالكامل فهو ليس شريكه بل له وكاله خاصه و يصدر مواد العلافه بمصنع بمنتصف المحافظة و وافق سالم عليها رغما عنه و مع مرور الايام اقتنع بها و بجمالها فهي طويله و ذات جسد ممشوق بيضاء البشرة و عينيها بنيه اللون و ملامحها حزينه كمن أتلفها الحياه و شعرها طويل حريرى بلون كلون عينيها كانت تجتهد في عملها حتي استوقفها ابن عمها سالم و زوجها
-القمر بتاعي عمال هالك نفسه و يجي الليل ينام.
زفرت مريم بحنق فهي تفهم ما يجول برأسه
-مش بنام يا سالم انت اللي بتتأخر ابقي تعالي بدرى.
ابتسم سالم بسخريه لأنه يعلم أنها تتهرب منه و لا تطيقه
-و ان مجيتش بدرى يبقي خلاص أتركن علي الرف مأخدش حقوقي.
جزت مريم علي أسنانها بغيظ فهي ملت الحديث معه بنفس الموضوع
-اشتكيني يا سالم و قول اني عاصيه و طلقني أهو علي الأقل تتأخر براحتك .
جذبها من ذراعها و عنفها بكلتا يديه خاصه عندما لمح في حديثها التهديد بالبوح أنه يتأخر
-مفيش حد هيكون في صفك يا مريم خصوصا بعد ما أبويا يكتبلي كل حاجه باسمي و أبقي الأمر الناهي.
عقدت مريم ما بين حاجبيها بعدم فهم .كيف له أن يفعل ما قاله للتو و من سيسمح له بذلك فهي تدرك جيدا أن هذا الأمر ليس بالهين
-أبوك مين يا سالم اللي هيكتبلك كل الهلومه دي باسمك بلاش نضحك علي بعض نجوم السما أقربلك من اللي بتفكر فيه. اخواتك مش هيسكتوا.
  
سخر قائلا
-كلها كام يوم.
هزت رأسها بنفي
-مستحيل ده يحصل.
توعد لها قائلا
-طب و حياتك هيحصل.
أزاحته من أمامها
-اوعي كده اما أروح أشوف الحكايه دي.
أوقفها سالم و منعها من الهبوط الي الطابق السفلي
-بكره تنزلي انما النهارده لا لغايه ما يتم المراد من رب العباد.
ثم قام بدفعها داخل الغرفه و أغلق عليها باحكام حتي لا تتهور و تهبط للأسفل و تتحدث مع عمها و تجعله يعدل عن هذا القرار فكرت مريم في الاتصال بوالدها ليحميها من بطش زوجها و لكنها تذكرت كيف قام بالغصب عليها و اجبارها علي الزواج من سالم رغم كرهها الشديد له.هو أيضا لا يحبها يعشق امرأه غيرها صديقه لصديقه مريم و أصرت علي صداقتها لتعلم ما يحدث بين مريم و سالم و للقيام بالتفريق بينهم حتي يعود لها سالم من جديد و بالفعل كانت تذهب الي جارتهم كل يوم لتلصص علي أخبارهم فضلا عن مقابلتها بسالم أخر الليل.
.كانت دائما ما تغدق علي نوال بالهدايا لتخرج لها الأسرار
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 #موكا_سحر_الروايات رواية #الارث_صراع_الاباء_والابناؤ
-الله يا حلاوتهم حلو أوى الشال ده ربنا ما يحرمني منك جبتيه امتي؟
ردت حلاوتهم بغرور و هي تعاتب نوال حيث أنها سافرت لأسبوع كامل
-لسه فاكره حلاوتهم يا نوال ده أنا قلت انك بتتهربي مني لما أبوكي قالي انك مش راجعه.
زمت نوال شفتيها باستياء فالبفعل والدها لا يطيق حلاوتهم و دائما يحذر ابنته منها لأنه يعلم ما بينها و بين سالم
-أبويا ده راجل صعب أوى يا حلاوتهم معلش متزعليش مني و بعدين دي أخر سنه ليا في الكليه لازم أسافر و أحضر.
غمزتها حلاوتهم بوقاحه لأنها تجتهد من أجل أن تليق بمصطفي فهي تعشقه و تريده مع علمها أن مريم كانت تحبه أيضا و مع ذلك هي من بخت السم في أذن طاهر والد مريم ليزج بها في الزواج من سالم
-عقبال ما أشتريلك فستان فرحك علي البشمهندس مصطفي يا نوال.
ابتسمت نوال بتمني فهي تريد منه نظرة فقط و دائما ما تذهب الي مريم
-بس هو يطل عليا بعينيه يا حلاوتهم ده مش بيعبرني خالص كله بسببها .
ابتسمت حلاوتهم بخبث و بفرحه شديده عندما رأت نظرات الكره في عيني نوال
-معلش يا نوال هي مفكراكي هبله و مش فاهمه انها بتحبه مسيرها تقع خطافه الرجاله.
زفرت نوال بحنق فهي دائما تنوى أن تفتعل فضيحه لمريم و حلاوتهم تمنعها تريد لها الخروج بارادتها
  
-قلتلك يا حلاوتهم زى ما غصبتها انها تتجوز سالم لما روحت قلت لأبوها انها بتصاحب اولاد ممكن أخليها تطلق من سالم.
لوت حلاوتهم شفتيها بامتغاص فمثل هذه الامور ستفسر علي أنها كيد نساء و من المحتمل تمسك سالم بها أكثر و أخذها و ابعادها عن شقيقه
-اممم و بعد ما تفضحيها مصطفي هيتجوزك؟
انتابت نوال الحيرة فحلاوتهم محقه من الممكن أن يتزوجها
-كلامك صح يا حلاوتهم هيبقي معروف عني اني خرابة بيوت.
🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰 #مروه_البطراوى جروب #موكا_سحر_الروايات
عوده الي منزل هريدي الحمش بالطابق الثالث كان يقطن الطبيب محمد و زوجته بهيرة .كانت شارده في الفراغ تبتسم حتي دخل عليها
-بتضحكي علي ايه؟
بهيرة بتأفف و ضيق
-و انت مش شايف اللي احنا فيه يضحك؟
زفر محمد بحنق و رد عليها بحده قائلا
-ايه اللي احنا فيه ؟احنا معندناش موانع.
انتفضت بهيرة و بدأت وصلة الصياح
-و انت مش دكتور و لا علي رأي عمي؟
نظرة اليها نظرة معاتبه و رد عليها قائلا
-انتي أكيد اتجننتي دي اراده ربنا يا جاهله.
أغمضت بهيرة عينيها بحزن و هتفت بمرارة
-أنا من يوم الاجهاض و أنا تعبانه أوى يا محمد.
صرخ محمد في وجهها و لعنها علي ضعفها قائلا
-كل مرة هتفكريني بالاجهاض و الزفت قلتلك مكنش ينفع نسيبه.
أخذت تتعالي أنفاسها و دقات قلبها كمن يتمزق بداخله لا يستطع ادراك الموقف
-مكتوب عليا لما أحمل أحمل في طفل مش مكتمل و أفضل أتعاير من أبوك و أخوك.
استشاط محمد غضبا و جز علي أسنانه بغيظ و ود سحق سالم أمامها حتي لا يتعدي حدوده مرة أخرى
-من هنا و رابح نزول تحت من غيرى مش هيحصل يا بهيرة حتي لو زهقتي عندك التلفزيون حتي نزولك لمريم ممنوع.
تضايقت بهيرة من أوامره و تحذيراته .ألا يكفيه ما يجول بداخلها سيمنعها أيضا عن الهبوط لمريم و اللعب مع صغيرها الذي تعتبره ابنها
-كنت بلاعب محمد الصغير.
منعها و حذرها باصبعه قائلا
-لا محمد الصغير و لا غيره.
ابتسمت بهستيريا و ضحكت
-ههههههه.حتي ده ممنوع ؟
انشق قلبه و انفطر من أجلها
-و الله غصبن عني بس ده أحسن حل.
ترجته و توسلت اليه أن يعدل عن قراره
  
-يا محمد أنا غلطانه مش هشتكي تاني .
اشتد غيظه منها و من ضعفها و أردف
-و الله حتي لو اعتذروا ليكي يا بهيرة.
كادت أن ترد عليه و لكنها انتبهت الي صوت هاتفها و عندما رأت اسم مريم ينير شاشته قطبت جبينها فهي لا تهاتفها الا في أشد الأمور
-مالك يا مريم؟
ارتبكت مريم قائله
-محبوسه في الأوضه و مفيش مفتاح
عقدت بهيرة ما بين حاجبيها قائله
-مخبياه فين أخر مرة و فين محمد؟
تذكرت مريم أمر محمد و انتحبت قائله
-سالم حبسني و أخد الولد نزله تحت تعالي خرجيني
🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈 #الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى.
سرعان ما هبطت لها بهيرة ضاربه بفرارات محمد بعرض الحائط و ما ان فتحت لها حتي ارتمت مريم في أحضانها تسرد عليها ما حدث
-و ده يخليه يحبسك؟
هزت مريم رأسها بالنفي
-لا هو خاف لأثر علي عمي.
ابتسمت بهيرة بسخريه و لوت شفتيها
-يبقي عبيط هو مش عارف عمي بيحبوا قد ايه؟
اندهشت مريم لاستسلام بهيرة للموقف و عدم ضيقها
-بقي انا بحكيلك علشان تحاولي تلحقيه تقوم تستلمي خالص؟
تنهدت بهيرة و زفرت أنفاسها بقلة حيله فهي بعالم أخر من العذاب
-يا مريم أنا في ايه و لا في ايه؟ و بعدين هو عمره ما هيحجز علي الأملاك.
مطت مريم شفتيها فلا أحد يعلم سالم غيرها فهي زوجته تشعر بأنفاسه التي تود احراق الجميع
-هيحجز يا بهيرة و محدش هيقدر عليه و لا عمك هريدي نفسه ربنا يستر ميجراش له حاجه بسببه.
انتفضت بهيرة و تحدثت مع مريم و لأول مرة بجرأه لدرجه استغربت منها مريم كأنها ترى بهيرة اخرى
-و لا حتي أبوكي. علي فكرة لو حصل حاجه زى دي هيبقي أبوكي السبب لأنه العقل المدبر لسالم بس بكره تشوفوا سالم هيعمل فيكم ايه.
كادت مريم أن ترد عليها لولا طرقا علي الباب لتظهر والده أزواجهم تدلف بمحمد و الذي من ان رأته بهيرة حتي جذبته اليها لتدلله قائله
-تعالي يا مرات عمي ادخلي.
دلفت عائشه من الباب قائله
-حد منكم ينزل يجهز الأكل .
اعترضت بهيرة و هي تدلل محمد
-يا مرات عمي محمد حلفان عليا مش أنزل.
تنهدت عائشه و هي تنظر الي مريم بحزن
-حقك عليا يا بهيرة أنا عارفه انه بيضايقك.
ربتت بهيرة علي كتف عائشه و قبلتها قائله
-اذا كان عليا نفسي أنزل بس انتي عارفه اللي بيحصل.
🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎 #موكا_سحر_الروايات رواية #الارث_صراع_الاباء_والابناء
هبطت مريم و قامت باعداد الطعام في صمت مطبق تتذكر ما حدث في الصباح و ما ان أتي موعد الطعام قامت بتحضير السفرة و التف الجميع عدا مصطفي
سأل محمد عن مصطفي قائلا
-أومال مصطفي فين العادي انه بيبقي أول واحد
-زم سالم شفتيه بضيق لان محمد يقصده بالتأخير
-كان هنا من شويه بس لمح البت نوال جارتنا خرج يكلمها.
كادت أن توبخه والدته لولا دلوف مصطفي عليهم لتشعر مريم أن سالم صادق
-مساء الخير عليكم جميعا.معلش اتأخرت عليكم كنت عند جارنا الحاج منعم بشوفه
رد عليه الجميع و الكل مختلف في نظراته و علي رأسهم سالم كانت نظراته خبيثه أما البقيه كلها استفهام
-مساء النور
انتبه الي ردهم جميعا و انتبه أيضا لعدم ردها فتحدث لوالدته و هو ينظر صوب مريم
-كان واحشه بنته اللي بعدت عنه بقالها أسبوع و كان عايزني أشوفلها حل في الجامعه.
ردت عليه عائشه بوهن حيث كانت في ملكوت أخر يعصفها التفكير عصفا في موضوع الارث
-و انت هتعمل ايه يا ابني انت مسكين انت و أخوك محمد متعلمين أه بس غلابه ما باليد حيله يا ابني.
قطب مصطفي جبينه و أخذ ينظر الي محمد نظرات استفهام لعله يفهمه و لكن لن يوجد عند محمد أدني فكرة
-مالك يا أمي. الموضوع بسيط.انتي عارفه الدكاترة اصحابي و لولا اني مش حابب كان زماني رئيس قسم هناك.و بعدين هي كمان صعبان عليا مرمطتها كل اسبوع سفر و سكن مش مضمون في القاهرة و دى بنت و وحيده لوحدها فهتوسط ليها أن شاء الله
انتبهت مريم لاصراره علي مساعدة نوال لتبتلع غصه مريرة بحلقها


 

تعليقات



×