رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الخاتمة بقلم رحمه نبيل


رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الخاتمة

#الخاتمة

يا شباب الفتنة خطافة ومفيش حد كبير عليها ، إبعد عنها وإقفل أي باب ممكن يوصلك ليها ، وأوعي تنسى ؛ اللي إتفتن ماکنش عامل حسابه إنه ممكن يتفتن !! . 


د / محمد الغليظ 


صلوا على النبي...


________________________


" حسنًا أنا حتى الآن لم افهم، ما علاقة ذلك بدراجون ؟؟؟ أعني لِمَ هو بالتحديد من بين الجميع من أصبح واحدًا من قادة المخابرات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"


ضحك اليخاندرو بخفوت :


" احفادي جميعهم لديهم وظائف بعيدة عن أمر المافيا، أعني هم لم يتخرجوا من مدرسة للمافيا، ولن نعيش حياتنا نقتل الآخرين "


أنهى حديثه ببسمة صغيرة ساخرة قبل أن يعلو صوت جولي بدهشة وهي تفتح فمها :


" حقًا ؟؟؟ هل لديهم وظائف أخرى بعيدًا عن كل ذلك ؟؟؟"


هز اليخاندرو رأسه وهو يشير لفبريانو :


" فبريانو اختار أن ينضم للمخابرات بعدما قرر أن يكون حلقة الوصل بيننا وبينهم، فهو منذ صغره كان يحب القتال والأسلحة "


صمت ثم أشار لانطونيو الذي كان يربع ذراعيه لصدره ببرود :


" انطونيو تخرج من كلية خاصة بإدارة الأعمال؛ لذا هو من يتولى شركات العائلة والتي بالمناسبة هي نفسها شركاتي الخاصة التي أسستها بعيدًا عن ذلك العالم "


صمت ليتحدث باستمتاع وهو يشير لباقي الاحفاد :


" يمكنكم تخمين وظائف البقية من خلال تصرفاتهم بكل سهولة "


ابتسم جاكيري وهو ينظر لرفقة و هو يقول ببسمة عابثة :


" هيا حبيبتي الأمر سهل، في رأيك ما هي وظيفتي ؟؟؟؟"


خجلت رفقة من حديثه خاصة كلمة كلمة ( حبيبتي ) التي خرجت منه بكل تلقائية، تجاهلت نظرات جاسي المصدومة من علاقتها مع جاكيري وهي تقول بخفوت :


" راقص ؟؟؟؟"


صدحت ضحكات جاكيري لتهز اركان القصر كله وهو يهز رأسه بلا :


" يا فتاة كيف أتت لكِ تلك الفكرة بحق الله؟؟؟ نعم احب الرقص، لكن ليس لدرجة أن اتخذه وظيفة "


صمتت رفقة بخجل لتجده يجلس على يد المقعد الخاص بها وهو يقول ببسمة واسعة ينظر لعينها دون الاهتمام بأحد :


" أنا طيار جميلتي، اعمل في الخطوط الجوية الخاصة بالبلاد، لكن هذه الفترة أنا في إجازة طويلة بعض الشيء "


نظرت له رفقة بصدمة وهي تحاول استيعاب حديثه، كيف طيار ؟؟؟ لكن لوهلة تخيلته يرتدي بذلة الطيار لتتسع بسمتها بشدة .


تحدثت جولي وقد بدأت تتحمس لتلك اللعبة تشير على مارتن :


" انا انا سأخمن...مارتن أنت تعمل في مجال الالكترونيات صحيح؟؟؟ أنا ذكية "


ضحك مارتن على حديثها وهو يشير لها بالاقتراب :


" سبق واخبرتك بالأمر بالفعل، كما أن الأمر واضح بالفعل حبيبتي الذكية، ان خريج هندسة برمجيات "


تجاهلته جولي وهي تشير لمايك الذي كان يبتسم بسخرية على الجميع وعلى حظه البائس :


" وانت ما هي وظيفتك ؟؟؟"


انتبه الجميع لجولي ليجيبها مايك بفخر :


" يمكنك أن تحذري "


نظرت له جولي ثواني لا تعلم شيء فهي لم تتعامل معه كثيرًا حتى تحكم :


" امممم لا اعلم، حسنًا يمكنك أن تخبرنا بدليل صغير يمكننا في الوصول للإجابة الصحيحة "


" عملي متعلق بالنساء "


أنهى مايك حديثه بغمزة مشاكسة قبل أن يعلو صوت رفقة المتحمس دون أن تنتبه أنها تتحدث العربية :


" كوافير حريمي ؟؟؟"


سخرت جاسي من الأمر وهي تردد :


" ده آخرة صبي رقاصة من وقت ما دخلت وهو عينه اللي عايزة تتقلع متشالتش من عليا ...ده متحرش أو قواد "


أطلقت رفقة ضحكات عالية جذبت انتباه مايك الذي قال بتحفز يشعر بوجود خطأ، في الأمر أو أنهم يسخرون منه :


" ماذا قالت تلك الفتاة حتى تضحكك بهذا الشكل ؟؟؟"


هزت رفقة رأسها بلا شيء وهي تردد :


" لا تهتم، أخبرنا ما هي وظيفتك "


اجاب مايك دون أن يرفع عينه من على وجه جاسي الحانق :


" أنا مصمم ازياء معروف "


تحدثت جولي دون أن تستطع كبت حديثها :


" أنا لم اسمع بأسمك سابقًا "


ضحك جاكيري بصخب على ملامح مايك الذي صاح في وجه جولي :


" هذا لأنني اعمل تحت اسم مستعار يا ذكية، وا أحد يعلم اسمي الحقيقي او حتى يدرك هويتي "


توقف مايك عن الصراخ وهو يستشعر ضربة على رقبته تبعها صوت مارتن الحانق من صراحه في وجه جولي بدون سبب وجيه، وبالفعل كان فقط مايك يفرغ غضبه بسبب سخريتهم منه :


" توقف عن الصراخ في وجه زوجة أخيك يا وقح "


ابتسم مايك بخبث وهو يغمز :


" زوجة أخي ؟؟؟ يبدو أن الأمر تطور "


خجلت جولي بشدة وهي تعود لمكانها جوار روما التي كانت ترمق الجميع يصمت غريب جذب انتباه انطونيو إليها.


تحدث ماركوس ببسمة وهو يشير لنفسه :


" وانا مهندس و جايك رسام، و مارسيلو محامٍ، وآدم طبيب "


مصمصت رفقة شفتيها بتأثر :


" ما شاء الله عيلة تفتح النفس كلكم كليات قمة وحاجة تشرف "


تحدثت جاسي بعد صمت قصير وهي توجه حديثها لفبريانو :


" لحظة، هل هذا يعني أنك دائمًا كنت في صف المخابرات ؟؟؟ أعني تلك الجرائم التي كنا نسمع عنها والتي تمت بأيدي الاحفاد "


" نحن يومًا لم نأذي شخصًا بريئًا كنا نقتل القذرين فقط، و لا كل جرائمي مع العائلة لم تكن للمخابرات علم بها "


" لكن هذه جريمة ....وخيانة للقسم "


ابتسم فبريانو باستفزاز :


" أنا لم القي أي قسم، ثم هل تظنيني شرطيًا شريفًا ؟؟؟ أنا وغد يا عزيزتي، كما أنني أخبرتك أنني فقط عميل غير رسمي، أم أنك استيعابك تصبح ضيعفًا "


صمتت جاسي بحنق من سخريته منها، هي نست بالفعل أمر أنه ليس عميلًا رسميًا، لكنه لم يكن عليه أن يتحدث إليها بفظاظة هكذا أمام الجميع، ذلك الوغد لا تعلم كيف وقعت اختها في حبه؟؟؟؟


صاحت جولي بسعادة كبيرة متجاهلة كل ما قد قيل سابقًا عن الوظائف أو غيرها، فقط تسير خلف رغبتها كالحمقاء لا اكثر او اقل :


" هذا يعني انكم ستظلون مافيا ؟؟؟"


ابتسم اليخاندرو بغموض شديد و هو ينظر للاحفاد وهناك حديث يدور بين الأعين لا يفهمه سواهم يجيب سؤال جولي :


" نحن مافيا حتى تنتهي المافيا "


رمقته جولي بجهل :


" عفواً لم افهم شيء "


تنهد اليخاندرو وهو يوضح ما يقصد :


" اقصد أنه حتى الآن لم انتقم بالكامل لأجل عائلتي، و حتى انتهي من كل ما أريده سنظل نفعل ما نريد "


صاحت جاسي باندفاع وغضب شديد لا تصدق أنها تجلس وتستمع لهم :


" لكن هذا مخالف للقانون "


رمقها اليخاندرو قليلًا قبل أن يقول ببسمة :


" القانون لم ينصفني سابقًا حينما استنجدت بهم لأجل انقاذ زوجتي من يد الخاطفين، أو حينما استنجدت بهم لأجل زوجات أبنائي، لم ينصفني القانون يومًا؛ لذا هذا العالم سيظل تحت قبضتي حتى اقرر أنا عكس ذلك، وكما قلت سنظل مافيا حتى تفنى المافيا وبطريقتنا الخاصة "


أنهى اليخاندرو حديثه وهو ينهض متجاهلًا الجميع يتجه صوب مكتبه وهناك راحة وسعادة كبيرة تغمر قلبه، فها هو حقق وعده الذي قطعه لأبنائه تاركًا خلفه جاسي التي نهضت وهي تعترض بقوة :


" دراجون، أنت تعلم جيدًا أن ما تفعله خاطئ ومخالف للقانون يا قائد "


" تتحدثين وكأننا نقتل ابرياء جاسي، أخبرتك أننا يومًا لم نرفع السلاح على شخص برئ، كل ما في الأمر أننا ننفذ القانون الذي تتغنين به، لكن بطريقتنا، نحن لم نخطأ نحن نخلص العالم من أشخاص قذرين يبيعون المخدرات والأسلحة، يتسببون في حروب، الأشخاص الذين يعجز القانون على المساس بهم، اخبريني هل لديكم سلطة على أعضاء المافيا جاسي؟؟؟ لا صحيح؟؟؟ إذًا دعينا ننهي الأمر بأسلوبنا الخاص، وإن كان الأمر يتعلق بكوني رجل قانون، فأنا على استعداد للتخلي عن الأمر الآن، لأنني أعلم جيدًا أن ما سأحققه وانا فبريانو، سيعجز عنه دراجون بكل تلك القيود التي تحيطه "


صمت ثم قال بخبث شديد :


" اللعبة مازالت مستمرة، ونحن من سنضع قوانينها الخاصة جاسي، و كما قال جدي، سنبقى كما نحن وننفذ مهماتنا كما كنا "


صمتت جاسي وهي تتأمل حديثه، هو محق، عالم المافيا عالم متشعب وصلت سطوته لابعد الحدود، ولولا مساعدتهم اليوم ما كانوا تمكنوا يومًا من فعل كل ما فعلوه ..


" و روبين ؟؟؟؟؟"


استدار فبريانو بعنف بعدما كاد يرحل وهو يستمع لاسمها الذي قلب كيانه وبسهولة كبيرة ودون أي مجهود :


" ما بها روبين ؟؟؟"


" منذ فترة جئت لتسألني إن كنت امتلك إخوة ؟؟؟ لهذا السبب ؟؟"


شرد فبريانو في تلك الذكرى البعيدة في الزمن والقريبة من قلبه، تلك الصدفة التي ألقت بروبين أمامه، حينما جائت بالخطأ لمنزله بدلًا من طبيبة سيلين، وقتها تعجب الشبه بينها وبين جاسي، وايضًا لهجتها المصرية أصابته بالشك؛ ليذهب للعمل في اليوم التالي ويسأل جاسي عن الأمر، لتؤكد له أنها تمتلك اخت وحيدة تسمى روبين، وقتها تأكد من أنها هي اخت جاسي، حتى يوم الحانة لم يفكر حتى في النظر لجاسي فبمجرد ذكر مايك أن هناك فتاة تشبه روبين ادرك أنها جاسي والتي كان قد منعها من المجئ لتلك المهمة و رغم ذلك خالفت أوامره ليتفاجئ بها أمامه، وقتها لم يعلم كيف تحكم به غضبه وهو يصرخ في وجهها لمخالفتها الاوامر ثم ألقى لها بنظرة توعد، أفاق فبريانو من شروده على صوتها وهي تقول :


" هل ستعرضها للخطر ؟؟؟"


" لن يتجرأ أحد على المساس بها طالما هناك نفس في صدري جاسي تأكدي من هذا "


اقتربت منه جاسي بخطوات بطيئة وهي تقف أمامه نقول بجدية :


" ومن قال أنني قد أسمح لك بالاقتراب من اختي؟؟؟ أنا لن أسمح لمختل مثلك بالركض خلفها " 


هز فبريانو كتفه ببساطة وهو يقول ببسمة :


" لا بأس سأقتلك أنتِ و والدتك واحصل عليها، الأمر سيكلفني رصاصة إضافية لا اكثر "


صدمت جاسي من حديثه و هي تفتح فمها ببلاهة :


" أنت أيها المجنون المختل، ستقتل امي ؟؟؟"


" الأمر يعتمد على موافقتها على علاقتي بروبين "


صرخت جاسي بصدمة وهي تشير له :


" يا اللهي أنت مجنون اقسم أخبرتهم سابقًا أنك مجنون، ولم يصدقني أحد "


ضحك فبريانو بصخب وهو يستمع لصراخها قبل أن يقاطع حديهثم دخول بلاك وهو يقترب منهم قائلًا ببسمة باردة :


" يبدو أن تلميذي الحبيب يثير بعض المشاكل هنا "


نظرت جاسي لبلاك وهي تركض له تستنجد به :


" سمعت يا قائد سمعت ؟؟؟ لقد هددني للتو أنا وأمي بالقتل ؟؟؟ كما أنني اكتشفت للتو أنه مجرم وليس أي مجرم بل هو أحد أحفاد اليخاندرو"


ضحك بلاك وهو يتجاهل كل ذلك الحوار مقتربًا من انطونيو الذي ما يزال يجلس على الأريكة بكل هدوء بعدما أخذ كل واحد منهم حبيبته لينفرد بيها بعيدًا عن الآخرين ...


" لا بأس عميلة ١٠٣، أنتِ تعرفين دراجون خير معرفة؛ لذا تحمليه، ثم أنني أعرف جيدًا هويته الحقيقية، احيانًا نحتاج لعمل بعض الاستثنائات "


صدمت جاسي من حديث بلاك ثم صمتت قليلًا تفكر في شيء، وتحسب الأمر من جميع الاتجاهات، وإن كان القائد يعلم بهوية دراجون الحقيقية ويتجاهل الأمر تاركًا إياهم ينهون بعضهم البعض، فمن هي حتى تعترض ؟؟؟ الأمر أشبه بلعبة خبيثة اكبر من تفكيرها، هكذا فكرت بكل جدية قبل أن تستدير ببطء قائلة لفبريانو ببسمة صغيرة :


" إذًا هل مازال العقاب بشأن مهمة الحانة قائمًا ؟؟؟ أعني ألا يوجد استثناء صغير لاخت زوجتك المستقبلية " 


تجاهلها فبريانو وهو يتحرك صوب بلاك بكل جدية :


" لا ..."


همست جاسي في أثره بحنق :


" تبًا لك، لا اعلم كيف يمكن لروبين أن تتحملك"


ضحك فبريانو بصخب وقد وصل له حديثها ليستدير أثناء سيره غامزًا وهو يقول بمكر :


" وكأنني اعاملها، كما اعاملكم أيها الاوغاد؟؟؟؟ روبين في عالم آخر وردي يقفز به ارنب صغير، بينما انتم في عالم اسود مقفر"


أنهى حديثه وهو يكمل طريقه صوب بلاك تاركًا جاسي في صدمتها، لم تتوقع يومًا أن تسمع لذلك الحديث من قائدها و عن اختها ؟؟؟؟؟ هي حتى في أقصى أحلامها جموحًا لم تتخيل أن توقع اختها الصغيرة البلهاء شخص مختل ومجنون كـ قائدها .


خرجت من تفكيرها في كل ما حدث على صوت رنين هاتفها رفعته على أذنها لتبتسم وهي تنظر للجميع أمامها :


" نعم صدّيق، لا يا رجل انهيت مهمتي والآن اعطني القليل من الوقت وسأكون امامك، لا تتناولوا الطعام دوني "


________________


وضع انطونيو الملف الذي كان قد سرقه رفقة مايك ومارتن من القصر أمام بلاك وهو يقول بجدية :


" وبهذا نكون قد انتهينا من ذلك الاتفاق اللعين بلاك "


حمل بلاك الملف ببرود وهو يتصفحه قائلًا بعدم اهتمام، دون رفع عينه له :


" أرى أن جدك لم يحسن تربيتك انطونيو "


ضحك انطونيو بسخرية ثم أشار لسيلين التي تتحدث للفتيات باهتمام شديد :


" نعم هذا رأي سيلين أيضًا "


رفع بلاك عينه من الملف و هو يقول ببسمة ساخرة و قد انتبه لشيء ما به :


" اممم أرى أن هناك صفحة فارغة في هذا الملف "


أدعى انطونيو الجهل قبل أن يقول بتفاجئ مصطنع :


" اووه تقصد تلك الصفحة التي تحتوي معلومات عنا ؟؟؟ اه اعتذر منك فقد قطعتها حتى اعطيها لاخي الصغير، فهو مؤخرًا كان غاضبًا ودمر المرسم الخاص به؛ لذا أعطيتها له حتى يرسم عليها ريثما يشتري اوراق جديدة، اتمنى ألا يثير هذا حزنك ؟؟؟"


ضحك بلاك وهو يهز رأسه بسخرية :


" لا يا عزيزي لا بأس، قلبي يتقطع شفقة على أخيك المسكين "


" بلاك ذلك الاحمق الذي أخرج روبين لا يرد على اتصالاتي، أنا أحاول منذ خرجنا من القصر ولا احد يجيب، سوف اجن، اتصل بذلك اللعين والآن بلاك ...."


_____________________________


" راقص ها ؟؟؟؟ أنا راقص ؟؟؟"


أطلقت رفقة ضحكات عالية وهي تنظر لملامح جاكيري الحانقة من حديثها السابق عن وظيفته الفعلية :


" حسنًا أنا أقصد أن رقصك رائع عزيزي "


ابتسم جاكيري وهو يتقدم منها أكثر وأكثر حتى اصطدمت في شجرة خلفها ليقول هو بتسلية كبيرة :


" حسنًا قد أصبح راقصًا لأجلك "


انفجرت رفقة في الضحك وهي تستمع لحديثه تتخيله يرقص والجميع يصفق له، هتفت من بين أنفاسها اللاهثة :


" لا ارجوك ابقى كما أنت، أنت مجرم افضل "


ابتسم جاكيري وهو يتنهد قبل أن يقترب منها هامسًا بلطف شديد :


" إذًا رفكة العزيزة، ارجو أن تكوني اشتقتي لمصر، فنحن لدينا رحلة طويلة لها "


نظرت له رفقة ثواني قبل أن يبادر هو بالشرح :


" حسنًا الأمر هو أنه حان الوقت ليدرك الجميع حقيقة رفكة اللطيفة، سأعود معكِ لمصر ونعيد لكِ حقك، وقد أخبرت اخاكِ بكل شيء "


فتحت رفقة عينها بصدمة وهي تهتف :


" أخبرت اخي بماذا بالتحديد ؟؟؟"


" كل شيء ... عني وعنك وحتى عن توفيق "


فتحت رفقة فمها بصدمة وهي تصرخ دون وعي :


" عم توفيق ؟؟؟؟ نسيته كليًا "


نظر لها جاكيري بعدم فهم فهو ظنها صدمت بسبب حديثه مع أخيها، وليس لأنها نست أمر توفيق وسط كل تلك الأحداث الجنونية التي تعرض لها الجميع منذ اختطاف صديقتها وحتى الآن .


أعادت رفقة شعرها للخلف وهي تقول برعب :


" زمانه دلوقتي بيلف الشارع بصورة الصرصار اللي هو رسمها ليا وفضحني وخلى اللي ما يشتري يتفرج على صورتي العرة اللي معاه "


أنهت رفقة حديثها وهي تخرج هاتفها بسرعة تحاول انقاذ ما يمكن إنقاذه من كرامتها التي سيهدرها العم توفيق بتوزيعه لمعلوماتها الشخصية أسفل صورة ذلك الصرصور البشع والذي يدعي بكل فخر أنها هي، لكن ينقصها بعض الألوان ...


" يارب على الأقل يكون لونها " 


ثواني قبل أن يصدح صوت توفيق وهو يقول :


" عفواً أن الرقم الذي تحاول الاتصال به غير متاح الان برجاء الاتصال بعد ساعة و دقيقتين يكون الفيلم خلص، تيت تيت تيت "


" تيت ايه يا عم العربية أنت؟؟؟؟ انت واقف في إشارة ؟؟؟ "


وصل لها صوت توفيق وهو يقول بصوت عالي :


" رفقة؟؟؟ أنتِ لسه عايشة يا بنتي ؟؟؟ ده أنا فكرتك اتقتلتي من زمان "


" يعني مفكر اني هتقتل ورغم كده مهانش عليك ترن مرة بالغلط حتى؟؟؟"


" اعمل يا بنتي مش معايا رصيد، الباقة لسه باقي عليها ايام عشان اجددها قولت شوية ولو محدش اتصل من اللي وزعت عليهم الورق أو حد اتصل عشان استلم جثتك، هنزل اشتري كارت فكة واتصل بيكِ والله "


مصمصت رفقة شفتيها بتأثر شديد :


" اصيل ... اصيل يا عم توفيق اصيل"


" عشان بس تعرفي غلاوتك عندي يابنتي، ده أنتِ في غلاوة عيالي يا رفقة "


" كل ده وفي غلاوة عيالك ؟؟؟ أنا مش متخيلة لو بتكرهني هتعمل فيا ايه ؟؟؟؟؟ "


زفر جاكيري بملل وهو يشير لها أن تنهي المكالمة لتقول رفقة بحنق في الهاتف :


" المهم أنا اتصلت بيك عشان اقولك اني احتمال كبير اسافر مصر قريب "


" طب والجريمة اللي عملتيها يا حزينة ؟؟؟ هتسلمي نفسك و لا ايه ؟؟؟ اسمعي يابنتي اوعك حد يعرف إني كنت مقعدك عندك لاحسن البس قضية تستر على مجرم، وانا مبقتش حمل البهدلة ده غير أني لسه بادئ مسلسل جديد ومش مستعد اقطعه بسبب الحبس "


ابعدت رفقة الهاتف وهي تبصق عليه بصقة وهمية قبل أن تعيده لأذنها قائلة :


" ده أنا هقول انك انت اللي حرضتني على الجريمة دي يا عم توفيق، هقولهم أنك اتفرجت على فيلم هندي وحبيت تطبقه على أرض الواقع وخدرتني عشان اعمل الجريمة دي "


ضحك توفيق بصخب وهو يحاول التحدث من بين ضحكاته :


" بهزر معاكِ يابنتي، المهم قوليلي هتسافري امتى ؟؟؟ ما تخديني معاكِ"


" هو أنا رايحة اتفسح يا عم توفيق ؟؟؟"


" مش مشكلة أنا هتفسح ياستي لغاية ما تخلصي مدتك وربنا يفك سجنك على خير، أنا بقالي سنين كتير منزلتش مصر خديني معاكِ يابنتي نفسي أشوفها قبل ما اقابل رب كريم "


تأثرت رفقة من حديثه ثم نظرت لجاكيري الذي كان يلوي شفتيه بحنق من حديثها مع توفيق وتجاهلها له :


" جاكيري هل يستطيع العم توفيق القدوم معنا ؟؟؟"


نظر لها جاكيري ثواني قبل أن يقول ببسمة صغيرة :


" إن أردتِ ذلك لا بأس حبيبتي "


على صياح العم توفيق السعيد من الجانب الآخر وهو يقول بسرعة قبل أن يغلق المكالمة :


" طب والله أنت اجدع مدير فاشل شوفته في حياتي، هروح ألم الهدوم وأجهز نفسي بسرعة وهستنى اتصالك يا بنتي عشان نمشي "


أنهى حديثه وهو يغلق الاتصال تاركًا رفقة تضحك بقوة وهي تلقي بنفسها بين احضان جاكيري تهتف بضحكة رغم معرفتها أنها ستذهب بنفسها لاحتمال هلاكها، إلا أن الهلاك أضحى في أحضانه نعيم ..


" جاكيري أيها المجنون اخبرتك سابقًا أنني احبك ؟؟؟"


همهم جاكيري وهو يضمها بحنان يربت على شعرها الهائج بطبيعته :


" احب سماعها منك مرة أخرى "


" إذًا لتعلم يا سيد أنني سقطت صريعة ، لك وإن قدر لي الموت يومًا أحب أن أموت وانا اراقصك على صخب ضربات قلبك، أنا اعشقك جاكيري "


" وجاكيري تخطت مشاعره حدود العشق تجاهك يا ذات الشعر المجعد"


___________________________________


" روما توقفي هنا أخبرتك، يا فتاة توقفي "


امسك انطونيو يد روما بعنف قبل أن تصل لسيارتها التي احضرها الحارس الخاص بها أمام القصر بناءً على رغبتها الخاصة للعود إلى منزلها :


" اخبريني الآن ماذا أنتِ بفاعلة ؟؟؟؟"


رمقته روما بغيظ قبل أن تقول من بين أسنانها :


" سأعود لمنزلي سيد انطونيو، وغدًا سوف ارحل تاركة ايطاليا كلها "


" وكيف تصبح ايطاليا دون روما ؟؟؟ ستفقد عاصمتها واتوه أنا في مدنها روما"


صمتت روما وهي تنظر له ثواني قبل أن تشعر بالدموع تغشى عينها لتلقي بنفسها بين احضان انطونيو دون مقدمات وهي تبكي بصوت عالي :


" أنت حقير انطونيو، أكثر رجال العالم حقارة اقسم، أنت وغد كبير وأنا اكرهك، لكنني لا استطيع الابتعاد عنك "


أنهت حديثها وهي تنخرط في بكاء عالي جعل انطونيو يزيد من ضمها بعنف حتى كاد يدخلها بين اضلعه علّ تلك الحمقاء تدرك مكانتها في ذلك الذي يخفق الآن لأجلها :


" اشششش أنا احمق روما، احمق وغبي، فقط لا تبكي لأجلي جميلتي "


" نعم انت احمق، كنت تعاملني بفظاظة وطردتني من غرفتك يا وقح "


ابتسم انطونيو وهو يربت على ظهرها بحنان :


" حسنًا لا بأس يمكنك معاقبتي كيفما شئتِ روما "


صمتت روما ثواني قبل أن تقول بخفوت :


" لا اريد معاقبتك انطونيو فقط نفذ وعدك لي "


نظر لها انطونيو ثواني قبل أن يصدح صوتها قائلة بخفوت :


" خذني بعيدًا عن هنا انطونيو " 


اتسعت ابتسامة انطونيو بشدة وكأنها للتو قالت ما يفكر به؛ لذا و دون كلمة واحدة كان يسحبها بعنف دون أن ينتبه لذلك إلى خارج القصر نحو سيارته، حتى ينفذ وعده لنفسه الذي قطعه منذ وقعت عينه عليها، لكنه توقف فجأة وهو يسمع لصرختها الحانقة :


" ليس الآن يا احمق، لنتزوج اولًا "


توقف انطونيو وهو يرمقها ببلاهة و كأنها تقول شيئًا عجيبًا قبل أن تجذبه هي لداخل القصر مجددًا :


" هيا سأتصل بأمي لتأتي حتى نتزوج الان وبعدها تهرب سويًا "


ابتسم انطونيو باتساع كطفل حصل على هديته، ليسير خلفها بمرح شديد لا يلائم انطونيو المخيف ذو الهيبة المقلقة :


" حسنًا هذا مناسب لي دعينا نتزوج روما "


__________________________


" توقفي جولي، اقسم إن تحدثتي بكلمة أخرى لاطلقن رصاصات ذلك المسدس الذي تسعين خلفه في منتصف رأسك "


أنهى حديثه وهو يلقي بالمسدس في خزانته ثم اغلقها بعنف مستديرًا لتلك التي لحقت به حتى غرفته محاولة أخذ سلاح منه حتى تجربه وترى كيف تبدو وهي مجرمة _ على حد قولها_، احب مجرمة بكل ما للكلمة من معنى.


" أيها البخيل، تبخل علىّ بمسدس بينما أنت تمتلك المئات منه؟؟؟؟؟ "


صمتت قليلًا قبل أن تقول بهدوء مصطنع :


" اتعلم أكثر ما اكره مارتن "


هز مارتن رأسه بلا لتصرخ في في وجهه بعنف :


" البخل، والآن إن لم تعطني سلاحًا فلا حديث لك معي مارتن وانتهى الأمر بيننا في هذه اللحظة "


أنهت حديثها وهي تمد يدها له في انتظار السلاح قبل أن تشعر لمارتن يسحبها من يدها الممدودة إليه وهو يضع ذقنه على كتفها هامسًا :


" جولي حبيبتي ...."


" لا تحاول استعطافي بحديثك المعسول يا فتى، فأنت الآن في حضرة جولي التي لا تمتلك قلب، جولي المجرمة"


" حقًا يا بنية العينين ؟؟؟؟"


صمتت جولي ثواني وهي تبتسم بسمة صغيرة بلهاء وقد نست كلماتها التي خرجت منذ ثواني فقط :


" حسنًا أنت فزت في هذا، لكن المرة المقبلة صدقني لن اتنازل عن قنبلة "


انطلقت ضحكات مارتن في الغرفة وهو يهز رأسه بيأس عليها ثم قبل خدها بحنان قبل أن يقول :


" أوتعلمين يا جولي، أنني كل يوم يزداد عشقي لك!؟؟ فقط اتمنى أنه حتى بعد مرور سنوات وسنوات أن تبقي دائمًا جواري "


استدارت جولي وهي تضم خصره يحب هامسة :


" سأظل مارتن، سأظل فمن لي سواك في هذه الحياة مارتن ؟؟؟ أنت مسكني الوحيد، دونك أنا مشردة "


ابتسم مارتن وهو يزيد من ضمها ثم همس لها بكل ما يحمل من مشاعر :


" احبك جميلتي، احبك منذ سمعت اذني الحان صوتك، أنا حتى الآن ما زلت مأسورًا بها "


ضمته جولي بقوة وهي تهمس له :


" ابقى دائمًا جواري مارتن "


" حتى تحين ساعتي جولي، وحتى أفقد انفاسي سأظل جوارك بنية العينين، فسلامي بين عينيك وراحتي فقط على انغام صوتك، وحتى اشيخ وتف

افقد اسناني ستظلين بنية العينين خاصتي، صاحبة أجمل عين بنية رأيتها في حياتي، من احببت النظر لعيني فقط لأنها تشبه عينها "


" احبك مارتن ..."


" وانا كذلك جمليتي، احبك "


__________________


" اقسم لك إن لم تتصل والان بذلك الحقير الذي أخرج روبين لاحطمن المدينة على رؤوس الجميع "


هكذا صرخ فبريانو بشكل مخيف في وجه بلاك مما جعل الجميع يأتون على صوت صراخه، لكن بلاك استقبل صراخه بكل برود وهو يهز كتفه قائلًا :


" في الحقيقة لا افهم سبب غضبك هذا، أخبرتك هي في يد أمينة "


لم يتحمل فبريانو برود بلاك ليصرخ في وجهه بجنون :


" من هو ذلك الذي أخرجها ؟؟؟ لن اكرر حديثي مجددًا "


" مالك ( قائد بلاك والقائد الاعلى لدراجون ) "


كلمة بسيطة خرجت من فم بلاك وهو يبتسم بسمة صغيرة مستفزة جعلت دماء فبريانو تغلي وبشدة وهو يفكر في ذلك المخيف قائد قائده الذي لطالما كرهه وبشدة ...


اغمض فبريانو عينه بغضب شديد وهو يضغط على قبضته بشكل أثار ريبة الجميع ثم قال وقد نسي نفسه من كثره غضبه متجاهلًا صدمة البعض من حديثه :


" راجل كركوب المفروض ميتحركش، خارج برة تربته يعمل ايه ؟؟؟ رايح مهمات يتنطط ليه ؟؟؟"


ضحك بلاك بصخب وهو يستمع لحديث فبريانو باللهجة المصرية التي كان دائمًا ما يقول أنه لا يحب الابتعاد عن لغته الأم، لكن يبدو أن غضبه من مالك دفعه للتخلي عن وعده لنفسه :


" مالك كركوب ؟؟؟ ده فيه صحة عني أنا وأنت، بعدين اهدي كده أنت عارف أنه بيعزك عشان كده قال يروح المهمة ويشرف عليها، هو معملهاش بنفسه بس هو اشرف "


أنهى بلاك حديثه وهو يفتح تسجيل صوتي بواسطة مالك ليستمع له فبريانو وهو يضحك بعدم تصديق لصوت مالك يصدح في المكان :


" أنت اتجننت يا ليث ( بلاك ) دراجون مين ده اللي اتعب نفسي عشانه؟؟؟ أنا بس تعبت نفسي وسافرت عشان اخد أنا البنت وابقى اتصرف معاه هو بعدين "


لم ينتظر فبريانو المزيد وهو يخرج هاتفه بعنف يتصل برقم مالك يزفر بضيق شديد يتذكر كل أفعاله التي كان يقوم بها فقط لاستفزاز مالك، كل ما قام به لإخراج غضبه في العلن، و ها هو ينتقم منه.


" الو ...."


" أين هي روبين ؟؟"


" مين روجين دي ؟؟؟ معرفش حد بالاسم ده "


ابتسم فبريانو وهو يدرك صعوبة مهمته الان مع مالك :


" روبين اللي أنت روحت تهربها يا مالك يا حبيبي "


" اه قصدك البنوتة القمر الصغنونة دي ؟؟؟؟"


تمالك فبريانو نفسه يدرك ما يفعله به مالك جيدًا وأنه يستفز غضبه، لكنه لم ولن يعطيه ما يريد :


" أيوة يا حبيبي هي دي، هي فين بقى ؟؟؟"


تحدث مالك ببرود شديد وهو يعود بظهره للخلف :


" متقلقيش عليها يا غالي هي دلوقتي معايا .......في مصر "


تحدث فبريانو باستفزاز شديد لا يهتم بمن يحدثه :


" وهو أنت بتاخدها معاك مصر ليه ؟؟؟ كانت من بقيت اهلك ؟؟؟"


" لا من بقيت اهلك انت، واهلك هما اهلي "


انطلقت ضحكات فبريانو وهو يسير بغضب ذهابًا وايابًا يحاول عدم فقد أعصابه فهو يعلم إن لم يرد ذلك الحقير مالك إعطاءه روبين فلن يجدها إلا بعد وقت طويل جدًا :


" هيا يا رجل كل هذا لأنني كنت اغازل زوجتك؟؟؟؟ هل تحاول معاقبتي بروبين ؟؟ ما ذنبي إن كانت زوجتك جميلة و...."


لم يكمل فبريانو حديثه وهو يستمع لصوت غلق المكالمة ليبتسم بشر يعيد الاتصال مرة أخرى يسمع صوت مالك وهو يقول ببروده المعروف :


" الو مين معايا ؟؟؟؟"


" مالك اعطي الهاتف لـ...."


ولم يدعه مالك يكمل كلمته و هو يغلق الهاتف في وجهه بعنف ليعض فبريانو شفتيه بعنف شديد 


كتم انطونيو ضحكته وهو يتذكر قائد فبريانو الذي كلما قابله استفزه وبشدة، حتى أن الأمر وصل في إحدى المرات للتراشق باليد واشتعل القتال بين الثلاثة( فبريانو و بلاك و مالك ) .


ابتسم فبريانو بشر وهو ينتزع هاتف بلاك من يده بعدما كان بلاك يتصفحه باهتمام، ليبتسم بلاك ببرود يراقب ما يفعل.


بحث فبريانو على هاتف بلاك طويلًا حتى ابتسم بخبث وهو يتصل بأحد الأرقام ثم وضعه على أذنه ينتظر الرد الذي سرعان ما أتاه وهو يستمع لصوت أنثوي يقول برقة :


" السلام عليكم، ازيك يا ليث ( بلاك )"


ابتسم فبريانو وهو يجيب بكل براءة :


" مدام نور ( زوجة القائد مالك ) اهلًا بيكِ أنا مش ليث للاسف "


تعجبت نور من ذلك المتحدث لتقول بتعجب :


" امال مين معايا ده رقم ليث "


" أيوة فعلًا بس انا فبريانو ابقى واحد من تلامذة مالك باشا المهم أن مالك باشا كتر خيره المفروض كان طالع في مهمة عشان ينقذ خطيبتي من الخطف وكده، وبعدها اتصل بيا قالي أنه في مصر ومش راضي يخليني اكلمها، تقريبًا طمع فيها، ممكن تخليني اكلمها، اكيد هو جابها للبيت عنده "


" بتقول ايه ؟؟؟؟ مالك معاه خطيبتك ؟؟؟ وفي مصر ؟؟؟ أنت اتجنيت ؟؟؟"


" أبدًا يا مدام دي الحقيقة، جوز حضرتك المتصابي خطف خطيبتي اللي قد أحفاده ومش راضي يرجعها ليا "


وصل لفبريانو صراخ نور عبر الهاتف قبل أن تغلق المكالمة لتعلو ضحكات بلاك وهو ينظر له بخبث :


" خلي بالك أنت كده مالك مش هيخليك تشوفها لآخر عمرك "


ابتسم فبريانو بسخرية وهو يفكر أنه يكفيه انتقامه من ذلك المالك المزعج ..


صدح صوت مارتن يقول بتعجب :


" ماذا يا اخي منذ متى وأنت تتحدث العربية ؟؟؟"


رمقه فبريانو بنظرة جانبية وهو يردد بعدم اهتمام :


" منذ انضممت للمخابرات، وايضًا لأنني تعاملت مع عرب كثر لذا الأمر كان سهلًا "


ابتلعت رفقة ريقها وهي تفكر في تلك الحمقاء روبين التي متأكدة أنها كانت تتحدث حديث غبي امامه ..


ثواني وصدح صوت رنين في الأجواء ليفتح فبريانو الهاتف يستمع لصراخ مالك الذي وصل للجميع، قبل أن ينتفض فبريانو بعدما كان يقلب عينه بملل وهو يتسمع لحديث مالك الاخير:


" و لولا أن البنت نفسها عايزة تكلمك أنا كنت خليتك تعفن لوحدك يا حيوان، واصبر عليا أنا هكدرك بقيت عمرك " 


هكذا أنهى مالك حديثه ليختفي صوته ويعلو بدلًا من صوتها هي، من اشتاق لسماع همساتها، من استبد به اشتياقه لسماع ضحكاتها الربيعية، اغمض فبريانو عينه وهو يتحرك بعيدًا عن أعين الجميع يختفي وهو يقول بخفوت يستلذ اسمها :


" روبين ...."


لم يصل له سوى صوت شهقات مكتومة من طرفها جعلت قلبه يتحرك كالمجنون وهو يردد :


" روبين دعيني اراكِ حبيبتي "


على الجانب الآخر توقفت روبين عن البكاء بصدمة وهي تستمع لكلمته التي نطقها بكل حنان، حنان لم تكن يومًا لتتخيله من فمه هو بالتحديد، لكنها رغم صدمتها حركت إصبعها ببطء وهي تفتح الكاميرا تضعها أمام وجهها تقول بصوت خافت وهي تمسح دموعها :


" لم اكن اريدك أن تراني وانا ابكي، فأنا ابدو قبيحة "


" لم تكوني يومًا قبيحة حبيبتي، لم تكوني يومًا هكذا، لطالما كنتِ مهلكة بشكل مؤلم لقلبي، مهلكة لدرجة أنني كنت اكافح نفسي حتى لا اسجنك جواري "


صمت يتابع صدمتها التي علت وجهها :


" اعلمي ارنبي الوردي اللطيف أنني في كل مرة كنت أخبرك فيها أنكِ قبيحة، كان قلبي يصرخ بانكِ فاتنة، لم اقل يومًا لفتاة سواكِ أنها قبيحة، بل كنت استمر في قول جميلة كنوع من السخرية، الأمر معكوس معكِ كنت أخبرك قبيحة فقط حتى اخفي لهفتي "


بكت روبين أكثر وهي تستمع لحديثه قبل أن تقول بكل حمق كعادتها :


" وجاي تقولي كده وأنت بعيد يا فبريانو ؟؟؟ يا اخي أنت عمرك ما عملت حاجة صح في حياتك ؟؟؟"


" لا عملت.....حبيتك "


اكملت روبين ببكاء وهي لا تستوعب حديثه او حتى أنه فهم ما تقول :


" أنت وحشتني اوي ...كنت هموت من الرعب لما الراجل الاقرع اللي خطفني قالي أنك هتتقتل "


و رغم ذلك الموقف الذي هم به إلا أنه أطلق ضحكات عالية وهو يقول بلطف :


" الراجل الاقرع ؟؟؟؟"


" اه هو كان اقرع و....."


توقفت روبين عن الحديث فجأة وهي ترفع عينها تنظر له بصدمة كبيرة لتهمس وهي تحاول فهم ما هي به :


" هو أنا بقيت في الانجليزي حلو اوي لدرجة اني بقيت اسمعه كأنه عربي، ولا التليفون ده فيه خاصية الترجمة الفورية ؟؟؟"


صدحت قهقهات فبريانو تملء المكان بعدما كان صراخه يرج جدرانه منذ ثواني، بينما روبين تنظر له بنفس ملامحها البلهاء التي اشتاقاها وبقوة :


" مش فاهمة هو ايه اللي بيحصل ؟؟؟"


كانت تتحدث وهي تكاد تبكي ثم استدرات تبحث عن مالك وهي تقول بنبرة باكية :


" عمو مالك تعالى شوف تليفونك بايظ "


ازدادت ضحكات فبريانو أكثر وكأن ضحكته كانت سجينة وبرؤيتها حصلت واخيرًا على تصريح البراءة :


" عمو مالك ايه بس يا روبين، ده جدو مالك، يابنتي ده معمر زي سيلين كده، تعرفي سيلين ؟؟؟"


هزت روبين رأسها بنفي ومازالت في صدمتها ليضيف هو بلطف :


" واحدة كركوبة زي الكركوب اللي عندك ده "


" انت بتتكلم منين ؟؟؟"


" من بقي "


" ازاي ومن امتى بتتكلم كده ؟؟؟"


ابتسم فبريانو وهو يرد بكل بساطة:


" منذ ولادتي تقريبًا وقتها اتذكر أن والدتي كانت تعلمني الحديث، ثم بدأت بالحديث فعليًا في الثانية ام الثالثة؟؟؟ لا اتذكر جيدًا"


" فبريانو كف عن الاستفزاز وأخبرني منذ متى تتحدث العربية ؟؟؟"


ادعى فبريانو التفكير قبل أن يقول بجدية وهو يعد على أصابعه :


" من سنين طويلة مش فاكر اوي من امتى ؟؟؟"


" يعني من قبل ما تعرفني ؟؟؟؟ يعني كنت فاهمني ؟؟؟؟" 


ابتسم فبريانو وهو يهز رأسه بنعم يراقب صدمتها وكأنها تعرضت لصاعقة يفكر في ردة فعلها عندما تعلم باقي الحقائق عنه :


" يعني كنت فاهمني ؟؟؟؟ وازاي طيب ؟؟؟؟ يعني أنت عمرك ما بينت انك فاهم "


" كنت حابك تاخدي راحتك، لأن معظم اعترفاتك كانت بتطلع منك بلغتك لانك مفكراني مش فاهم "


صمتت روبين بصدمة كبيرة حتى سمعت صوته :


" فاكرة التسجيل بتاعك اللي بعتيه ليا من رقم الطفل ؟؟؟"


هزت روبين رأسها بغباء وهي تتساءل عن كيفية معرفة صاحب الهاتف وأنه طفل، ليقول هو ببسمة صغيرة :


" وقتها اخبرتيني أنكِ تمنيتِ لو كنتِ تتحدثين الإيطالية لتقولين بها تلك الكلمة، حسنًا إن لم تجدي نقطة تلاقي لنا، فأنا سأصنع واحدة نلتقي بها و رغم انف الجميع، وإن لم تستطيع أنتِ قولها بالايطالية فأنا من سأقولها لكِ وبالعربية روبين "


صمت روبين لا تصدق حديثه ذاك ولم تكد تفتح فمها لقول شيء حتى قاطعها وهو يقول بقوة ينظر بعينها عبر الهاتف :


" بحبك يا روبين، بحبك اكثر من نفسي، بحبك لدرجة اني مستعد للتخلي عن عالمي كله عشان اكون جنبك، بحبك اوي "


بكت روبين لا تصدق اعترافه لها الآن، فتحت فمها للتحدث، ثم اغلقته مجددًا وهي تستمع لحديثه :


" فقط انتظريني جميلتي، سآتي لأجلك ولأجل نظرتك تلك قد افعل أي شيء "


" فبريانو ..."


" عمره كله يا روبين ..."


" أنا بحبك اوي اوي اوي "


ابتسم لها فبريانو وهو ينظر لها وقد أضحت عينه تلمع بشدة لا يصدق أنها واخيرًا أمامه تفصله فقط عنها ساعات قليلة حتى يراها :


" وانا أهيم بكِ عشقًا عزيزتي، فقط انتظريني روبين ."


" سأنتظرك للابد فبريانو "


" لن تحتاجين لذلك، فلن اتحمل الابتعاد عنك للابد روبين، يكفيني ساعات الجحيم التي أحياها بعيدًا عنك "


ابتسمت له روبين تمسح دموعها وهي تقول له :


" كلمني كل شوية فبريانو لغاية ما تيجي ماشي ؟؟؟"


"كل ثانية قبيحتي، كل ثانية ستجديني أزعج ذلك العجوز حتى احدثك "


ضحكت روبين بصخب وهي تقول بعدم فهم :


" حرام عليك هو مش كبير في السن للدرجة دي، شكله أكبر من بابا بحاجة بسيطة "


سخر منها فبريانو وهو يردد :


" حبيبتي أنتِ مسكينة، ذلك العجوز لديه أحفاد بعمري تقريبًا، وأحفاده يمتلكون أطفالًا "


صدمت روبين من حديثه وهي تنظر جانبها بسرعة تراه يتحدث في هاتف المنزل منذ وقت طويل ، لا يظهر عليه ذلك السن الذي يتحدث عنه فبريانو، نعم يبدو كبير في السن، لكن ليس لتلك المرحلة ...


" حسنًا دعينا من الحديث عن ذلك العجوز وابقي معي، هيا اخبريني بكل شيء حدث معك "


ابتسمت روبين باتساع وهي تنغمس معه في حوار طويل لم تدري كم امتد و قد نست أنها تحدثه على هاتف شاعرة أنه أمامها وهي تصف له كل شيء حدث وهو يراقبها بحنان شديد، يفتتن بكل حركة تقوم بها وبسمته ترتسم على فمه باتساع ....


" حسنًا لا بأس سوف اعاقب هذا الذي صرخ في وجهك وسأحلق له لحيته، إن أردتِ سأخلع لكِ رأسه كلها"


" أنت تعالج جميع مشاكلك بالقـ.."


فجأة توقفت روبين عن الحديث وهي تقول وكأنها تذكري شيئًا ما :


" فبريانو صحيح...تتذكر تلك الكلمات التي كتبتها لي على الجبيرة؟؟؟"


ابتسم فبريانو وهو يرمقها بحب ليسمعها تقول بخجل :


" ألن تخبرني ما هي؟؟؟ قلت سابقًا أنه يوم اعلم ماهية تلك الكلمات فلن يعد أي شيء كما كان "


هز فبريانو رأسه وهو يستند على العمود خلفه يقول بخفوت :


" امممم كان ذلك قبل أن اعترف لكِ بالفعل "


لم تفهم روبين للحظات مقصده، أو ما يرمي إليه من حديثه، لكن فجأة علمت ما يقصد من نظرته التي كانت تطالعها بخبث :


" هل....هل كتبت اعترافك على الجبيرة منذ ذلك الوقت ؟؟؟؟"


هز فبريانو رأسه ببطء وهو يقول ببسمة صغيرة :


" ليس بالتحديد، أعني وقتها لم أكن أدرك جيدًا شعوري تجاهك، لكنني رغم ذلك وجدت نفسي اكتب لكِ تلك الكلمات دون شعور وكأنني فقدت القدرة على التحكم بيدي التي خطت الكلمات وعقلي الذي فكر فيها وقلبي الذي كان يقفز فرحًا مشجعًا إياهم "


تحدثت روبين بصوت خافت وبشدة وصل له بصعوبة :


" ما هي تلك الكلمات ؟؟؟"


" شاء قدرك يا صغيرة أن تقعي في الجحيم، ومن بين كل ابواب الجحيم اخترتي بابيّ أنا، ذلك الباب الذي لن يسمح لكِ بمغادرة جحيمه، فخروجك منه يعني انطفاء لهيبه، وهو لن يسمح يومًا أن تبتعدي عنه، لأنه وببساطة انحنى لأجلك وخفت لهيبة لأجل نعيمك "


صدمت روبين من حديثه تشعر بجسدها يرتجف تحت وطأة مشاعره تلك، لا تعلم هل تبكي تأثرًا ام تنفجر ضحكًا بسعادة، مشاعر كثيرة ومختلطة تملء جوفها الآن، لكنها رغم ذلك تسائلت ببلاهة:


" لكن...لكن الكلمات على الجبيرة لم تكن بهذه الكثرة "


ضحك فبريانو بانطلاق وهو يهز رأسه مؤيدًا حديثها :


" نعم فأنا كتبت بعض الكلمات بالرموز التي استخدمها عادة في بعض اعمالي، مثل الشفرات تقريبًا وبعض الكلمات كتبتها بالايطالية وهذا حتى اضمن ألا يستطع أحد ترجمتها لكِ بالكامل سواي أنا فقط "


أنهى حديثه ببسمة خبيثة جعلت روبين تضيق عينها وهي تقول :


" أنت خبيث يا رجل "


ابتسم لها فبريانو وهو يقول بجدية كبيرة :


" و ذلك الخبيث انحنى لأجلك يا حمقاء "


" مرحبًا بعودتك فبريانو كدت اشك بك "


ضحك فبريانو بخفوت وهو يقول :


" مرحبًا بأقبح من رأت عيني، منذ رحيلك وعيني لم ترى من هو بمثل قبحك، حتى أنها كادت تعتاد الجمال، لكن ها أنتِ عدتي لتصيبي قلبي بالوجع من قبح وجهك " 


علت قهقهات روبين على حديثه بعدما كشف لها سر وصفه أنا بالقبيحة :


" نعم صحيح أنا أيضًا افتقد لطفك منذ رحيلي " 


وهكذا انقضت ساعات وهو فقط يتأملها بحب يراقب حركاتها ويستمع لضحكاتها التي تسلب قلبه منه مرات ومرات لا يعلم عددها، يتحدث معها بانطلاق عكس طبيعته، فمعها هي يذهب فبريانو الوقح المستفز للجحيم ويبقى ذلك العاشق الغبي الذي يختفي أسفل تلال الفظاظة، حسنًا هو لا يستطيع أن يكون عاشقًا كباقي الرجال، هو عاشق بطريقته ...


ولا يظن أنه يومًا سيستطيع تغيير.......

_________________


خرج فبريانو من مكانه على الجميع ليسمع ضحكات مايك العالية على سيلين التي كانت تركض خلف مارسيلو، وماركوس الذي يركض خلفهم بدوره حتى لا يفوت تلك الذكرى الجميلة _ في رأيه _ ويحتفظ بها على هاتفه .


ابتسم فبريانو بسمة صغيرة قبل أن يمر بعينه على الجميع يراقب همسات انطونيو لروما التي كانت ترمقه بنظرة وكأنه العالم، بينما جاكيري كان كعادته يرقص مع جايك جاعلًا من ضحكات رفقة تعلو اي المكان وقد اكتشفت للتو أنه ليس جاكيري فقط، بل أخيه أيضًا محب للرقص، ومارتن الذي يضم جولي بحنان يربت خصلات شعرها وهو يهمس لها بكلمات حنونة قبل أن يعلو صوت مارتن وهو يقول بنبرة مضحكة :


" أنا القادم حسنًا؟؟؟ إياكم أن يقع أي مغفل اخر في الحب قبلي "


ضحك جايك وهو يتوقف عن الرقص يرتشف بعض المياه، يرمق ادم الذي منذ ساعة تقريبًا وهو يتصفح الملف الشخصي للطبيبة هايز على هاتفه وكأنه يقوم بعمل خطير :


" لا اعتقد ذلك عزيزي "


صرخ مايك دون أن يرى نظرات جايك الموجهة لادم :


" ماذا هل احببت روز الصهباء ؟؟؟ ألم أخبرك ؟؟؟"


تفاجئ جايك من حديث مايك، ثم دار بعينه حتى وقعت على روز التي احمرت وجنتها بعنف شديد تحاول اخفاء خجلها، ليقترب جايك من مايك ينقض عليه بالضرب.


من بعيد كان يقف اليخاندرو يقف وهو يراقب الجميع ببسمة واسعة حتى ارتفع صوت فبريانو وهو ينادي جاكيري الذي كان ما يزال في عالمه الخاص مع رفقة :


" هييييه جاكيري ...."


نظر جاكيري لفبريانو بتعجب وهو يهز رأسه له بمعنى ماذا ؟؟؟


ابتسم فبريانو بسمة خبيثة ماكرة وهو يقول :


" هل مازلت تريد ما اخبرتني به سابقًا ؟؟."


" أخبرتك اشياء كثيرة، لكنك وغد لا تستمع لي، أي شيء تقصد؟؟؟"


ازدادت بسمة فبريانو اتساعًا وهو يفرد ذراعيه لجاكيري يقول بحماس شديد رغم نظراته الخبيثة :


" جهز طائرتك يا فتى......سوف آتي معك لنحتل مصر سويًا "


__________________________


الحب كالنيران التي تلين الحديد، لكن الحديد يبقى حديد حتى بعد أن يلين...


الجزء الثاني الفصل الاول من هنا 

تعليقات



×