رواية تحت وصاية الشيطان الفصل الاول
"طفله تحت وصايتي"
بعد مرور عدة أعوام على إصابته الحادثة المشؤومة التي تسببت بإصابته بالشلل ،مما جعل الفتاة التي اراد الزواج منها تتخلى عنه ،ولولا ثقته بنفسه، ومساعده جاك صديقه الذى اصر ان يرافقه لإجراء جلسات علاج طبيعى ليعود للوقف على قدميه مرة أخرى ،ولكن بمساعدة عكاز الذى اصبح رفيقا له بعد الحادث، وذات يوم
أثناء ما كان ليون يجلس فى مكتبه يراجع بعض أوراق الشركة الخاصة به توقف عن عمله حين تناهى الى سمعه طرقات على باب مكتبه ترك الاوراق من يده ثم تحدث قائلا بصوته الأجش
تفضل .
إدارات الخادمه مقبض الباب ثم دلفت لتتحدث اليه
،وهى تخشى النظر بعينيه،وهي ترتجف من شدة خوفها منه فهو أثناء عمله لا يريد من أحد مقاطعته .
تحدثت اليه الخادمة قائلة:-
سيدى هناك امرأة مسنة ،وبرفقتها فتاة صغيرة بانتظارك بالخارج تريد مقابلته لأمر هام.
قطب ليون جبينه ،وضيق عينيه ،وهو ينظر الى الخادمه ثم قال لها::-
حسنا ادخليهم لغرفه الأستقبال، وسأتى لهم فى الحال .
،نهض ليون من خلف مكتبه، واخذ عكازة ليستند عليه فمنذ الحادث الذي أصابه بالعجز،وهو لا يستطيع مفارقته
ثم ذهب باتجاه غرفة الاستقبال ،وما أن دلف إلى الغرفة بطلعته المهيبة ،وعطرة النفاذ وقعت عينيه على الفتاه الصغيرة ذات شعر ذهبي ، وبشرة بيضاء التى ما أن شاهدته الا وانزوت في صمت الى جانب المرأة المرافقة لها ،وأخذت ترمقه بنظرات مذعورة ،
,وقد تملكها الذعر من هيئته .
تحدث ليون بحزم بصوته الأجش ألقى التحية على السيدة. متجاهلا وجود الفتاة التى ما ان شاهدها شعر أنها ستكون مصدر إزعاج شديد له.
ليون:-
مرحبا سيدتى هل أستطيع ان اخدمك بشئ؟
السيدة :-
بخنوع نعم سيدى انا المربية الخاصة بابنة عمك لارا لقد توفى عمي ، وزوجته ، وقد أوصى أنه لو حدث لهم شئ ان اجلب لك ابنتهم لتكون تحت وصايتك.
ثم التفت لترمق لارا بحنان ،وتضمها الى صدرها بود كأنها تدرك مدى خوفها منه
حين استمع ليون لكلمات السيدة احتلت علامات الغضب ملامح وجهه ثم هتف بها :-
هذا ما كان ينقصني أن أتحمل مسؤولية طفلة صغيرة .
لا أن هذا كثير .فكيف لى ان اعتنى بتلك الصغيرة انا لدى اشغال كثيرة ،وليس لدى وقت لرعايتها.
تحدثت اليه المربية قائله:-
لا تحمل هما سيدي أنا سوف أقوم برعايتها فقط مطلوب
منك ان تنهى إجراءات وصايتها ،وتقوم بالتقديم لها بالمدرسه لتكمل تعليمها ،اما اى شئ اخر يخصها اتركه لي ،ولاتنسى انها اصبحت وحيده بهذا العالم ليس لها سواك..
تأفف ليون بغضب ،ثم استدار تاركا اياها ويعود ليكمل عمله ثم أمر الخادمة أن ترشدها لغرفتها ،
ثم التفت قبل أن يبتعد ،ووجه حديثه للمربية:- بصوت حاد قائلا:-
لا أريدك أن ينتابك القلق؟ سوف ارسل بطلب المحامى لينهي إجراءات الوصاية ،ومن الغد سوف اكلف احد العاملين لدى ليبحث لها عن مدرسه مناسبه .
لكن اريدك ان تنتبهي عليها أن تلتزم بأوامره ،وغير مسموح لها الاختلاط بالغرباء ،وغير مسموح لها ايضا الاقتراب من
غرفة نوم ، أو غرفة مكتبى ،وان تلتزم الهدوء ،ولا تكون مشاغبة ،ولا تعاقبها أشد عقاب
حسنا يمكنك ان ترافقها الى غرفتها ،وانا سوف ارسل بطلب المحامى الخاص بى لأنهاء اجراءات الوصاية.
ارجو ان تنبهى عليها الا تخالف اوامرى حتى لا أضطر أن إلى معاقبتها.
المربية :-
لا تقلق سيدى سوف أتحدث معها ،وتأكد انها لن تخالف ابدا اوامرك ،وستكون فتاه مطيعه.
حين ذهبت لارا مع مربيتها للغرفه التى خصصها لها ليون
اخذت لارا تتأمل الغرفه بفرح شديد لقد كان اثاثها فخم لكن يسيطر عليها جو من الكآبة الستائر ذات لون غامق، و تبدو لمن يراها للوهلة الاولى سجن انفرادى ،وليست غرفة نوم
والنوافذ تبدو كأنها لم تفتح من زمن طويل
استدارت لارا لمربيتها لتحدثها قائله:-وهى تدبدب بقدمها بالأرض بتذمر ماذا يظن نفسه ذلك الليون ؟، منذ أن شاهدنا ،وهو لا يتوقف عن اصدار الاوامر اقسم انى لن ينصاع لأوامره مهما فعل ثم اننى لست بطفلة صغيرة انا عمرى خمسة عشرة عام.
مربيتها وتدعى مارى:-
بحب،وهي تضمها لصدرها بحب اموى
طفلتى المشاكسه يجب ان تتبع أوامره حتى لا يغضب عليك ،ويعاقبك أن مزاجه حاد دائما ،وانا اخشى عليك من ان يعاقبك.
لارا :-
لكن ان مظهرة يثير الرعب فى نفسى كلما شاهدته أنه يشبه شيطان يريد أن ينقض على فريسته لكن لن أستسلم لسيطرته ،وسوف اتغلب على الشعور بالخوف الذى يعترينى عندما اكون بحضرته.
مارى : -
ليكن بعلمك انى قد حذرتك يا طفلتى المشاكسه ،، واعتقد انك لن تتراجع حتى يعاقبك .
ذهب ليون لغرفة مكتبه ،وهو يستند على عكازه .
دلف الى الغرفه ثم حين أصبح بداخلها جاهدا ليصل الى الاريكه ، وحين أصبح قريبا منها ترك عكازة ،واستلقى عليها لينال بعض الراحه ،وحتى يقوم بمد قدمه قليلا ، حتى يستطيع أن يعود بعد قليل لمتابعة عمله.
ثم امسك هاتفه ،وطلب رقم المحامى الخاص به،وطلب منه أن يتحرى عن أملاك عمه ،وأن يأتى له بأوراق الوصاية من أجل أن يقوم بإجراءات الوصاية على ابنة عمه.
ثم بعد أن نال قسطا من الراحة.
سمع صوت طرقات على باب مكتبه فاعتدل ،وجلس على الاريكه ثم أمر الطارق بالدخول.
دلفت الخادمه الى الغرفه ثم تحدثت اليه قائله:-
سيدي جئت لأخبرك ان الغداء جاهز.
ليون :-
حسنا ابعثى احد الخدم لينادى لتلك الفتاة ليخبرها أن تأتي لتناول الطعام.
الخادمه :-
أمرك سيدي سوف أرسل لها أحد الخدم .
نهض ليون ثم امسك عكازة ،وذهب لغرفته ليبدل ملابسه ،ويغتسل قبل أن يعود لتناول الطعام.
صعد السلم بصعوبة شديدة ،ثم وصل الى غرفته دلف اليها ثم ذهب للمرحاض ليغتسل ثم ارتدى ملابسه ،وهبط إلى أسفل متجها الى غرفة الطعام.
جلس على رأس المائده ،بعد قليل تقدمت لارا ،وهي ترتجف من شدة خوفها منه كانت تهابه منذ اللقاء الاول فهو دائما متجهم الوجه ،وتخشى لو يعاقبها لو اخطئت بأى شئ
تقدمت ببطئ من المائده ، وجلست ، وحاولت ان تتظاهر بالثبات رغم انها ترتجف من الخوف لمجرد شعورها انه قريب منها.
انتهت الخادمه من وضع الطعام .
ثم انصرفت .
بدء ليون يتناول طعامه بصمت ،وهو يرمق لارا من وقت لأخر بنظرات ناريه .
اما لارا كانت يدها ترتجف من شدة خوفها منه،وما أن همت برفع الملعقه فمها من شدة ارتجاف يديها سقطت الملعقة من يدها لتصدر ضجة كبيرة.
مما أغضب ليون بشدة ،يرمقها بنظرات ناريه ثم صاح بها بغضب قائلا :-
انت ايتها الفتاة ألم تتعلمي كيف تمسكين بالملعقة هل انت بلهاء هل انت طفله تحتاجين لمن يطعمك بفمك .
غضبت بشدة لارا من صياحه الغاضب عليها فتركت الطاوله وفرت هاربة تركض لغرفتها ، وهي تبكي بقهره من معاملته الجافه لها.
دلفت الى غرفتها، واغلقت الباب عليها من الداخل
زفر ليون بغضب ثم نهض تاركا الطعام .
متجها لغرفته لينال قسطا من الراحة.
المساء خرجت ساره من غرفتها ،وقررت أن تخرج إلى الحديقة عليها تتخلص من غضبها حين تجلس بالحديقة قليلا
نزعت حذائها من قدمها وأمسكتها بحذر ،وتسللت ببطئ شديد ،وتمنت أن لا يراها أحد حتى تستطيع الخروج.
اغمضت عينيها حين كادت تصل الى الطابق الارضى بسلام ، واخذت تبتهل الى الله شاكرة .
ثم تقدمت بخطوات بطيئه وهى تنظر الى موقع خطواتها .
ثم حين كادت تبلغ نهاية السلم اصطدمت بجسم صلب امامها مما جعلها ترفع عينيها تطالعه بذعر شديد.