رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) مسلسل ادم وليان الحلقة الاولي
_ ليان أنا شايف إن كفاية لحد كدا.
بصتلي وكانت عينيها مليانة جفاء وقالت بتساؤل:
= كفاية لحد كدا إي بالظبط يا آدم، كفاية خناق ولا كفاية مواضيعك اللي مالهاش لازمة ولا تكون مواضيعي أنا اللي مالهاش لازمة؟
إتنهدت وقولت وأنا مغمض عيني بقوة بحاول أهدي أعصابي:
_ كلهم يا ليان، كلهم كفاية لحد كدا، كفاية على علاقتنا لحد كدا.
بصتلي بصدمة وعدم إستيعاب شوية وبعدين كبريائها مسمحلهاش تفضل بصالي البصة دي كتير وقلبت الموضوع عشان يكون جاي منها هي كمان وقالت بنبرة متوترة:
= أنا برضوا بقول كدا يا آدم، إحنا حياتنا مع بعض مبقاش ليها طعم ومبقتش تنفع.
سيبتها ودخلت الأوضة وهي قعدت على طربيزة المطبخ وهي ساكتة وساندة راسها على إيديها، كنت عارف إنعا زعلانة وأنا كمان طبيعي نزعل بسبب العِشرة والحب اللي كانوا بيننا.
بس خلاص حياتنا مبقتش تنفع بآي شكل من الأشكال، في الأول فترة الخطوبة وما قبل الخطوبة وأول كام شهر جواز كانت الدنيا كويسة أوي، بس دلوقتي، الوضع حقيقي صعب ومحدش فينا بقى مستحمل التاني.
قلعت الچاكت بتاعي لإني كنت لسة راجع من الشغل وقعدت على السرير وأنا كمان بفكر، اللي قولتهُ هو دا وقتهُ ولا أنا إستعجلت؟
هي يمكن الطريقة اللي مكانتش تنفع، يمكن مكانتش تستاهل الطريقة تيجي بالشكل دا بس أنا تعبت، الحياة معاها كل يوم بتزيد صعوبة.
معداش 10 دقايق ولقيتها واقفة عند باب الأوضة وبتقول بـ هدوء:
_ إنت واثق من قرارك يا آدم؟
إتنهدت وقبل حتى ما أرد هي كملت كلام وقالت:
_ مش بسألك عشان أنا باقية على العلاقة دي، أنا بس بسألك عشان متقولش إني إستسلمت ومحاولتش، بس أديني بسألك عشان لو الموضوع بقى بجد يبقى بموافقتنا إحنا الإتنين ومتقولش إن القرار جِه في وقت عصبية.
كنت باصص في الأرض وبعدين هي جات وقعدت قدامي وقالت:
_ عايزاك تجاوبني أه أو لأ يا آدم، إنت واثق من قرارك؟
بصيتلها في عيونها وأنا مش عارف المفروض أرد بـ إي، إتكلمت بتساؤل وقولت:
= إنتِ إي قرارك يا ليان، أنا أحب أسمعهُ برضوا.
إبتسمت إبتسامة جانبية وقالت بهدوء وثبات:
_ أنا زهقت من العلاقة دي الحقيقة، على رأيك كفاية الحياة دي لحد كدا.
حسيت إني لو كنت هرجع في كلامي فـ بسبب جملتها لأ، رديت أنا كمان بنبرة مفيهاش مشاعر وقولت:
= أيوا متأكد من قراري يا ليان.
بصتلي بنظرة فيها تردذ بس قامت بثبات وراحت ناحية الدولاب وبدأت تفرغ هدومها وحاجتها، مكنتش عارف أحدد المشاعر اللي حاسس بيها فرحان ولا متضايق بس أقدر أقول إنهُ ميكس من دا على دا.
قومت ونزلت من البيت أقعد على القهوة شوية عقبال ما هي تخلص، أه أنا عايز العلاقة دي تخلص وأعرف أشم نفسي شوية وأعيش حياتي من غير ضغوطات وخناقات كل شوية، ولكن أنا برضوا مش ندل للدرجة إني أقعد أتفرج عليها وهي بتمشي.
قعدت على القهوة وولعت السيجارة وأنا بفكر، يمكن بفكر في قد إي كنا بنحب بعض، رجعت فلاش باك لوقت ما عرفنا بعض، كانت هي في الستاد وقاعدة على جنب معاها صحابها بس كانت قاعدة سرحانة.
لمحتها وزي الأفلام بالظبط جذبتني ليها واحدة واحدة وإبتسمت، روحي الجريئة متسمحليش أُعجب ببنت ومتكلمش، روحت وقعدت جنبها من الناحية التانية وقولت بإبتسامة:
_ شكلك مش بتحبي الكورة؟
بصتلي بإستغراب وقالت بتساؤل:
= مين حضرتك؟
إبتسمت وإنا بمدّ إيدي وقولت:
_ أنا آدم محمد، بعشق الكورة على عكسك الحقيقة.
بصت لإيدي وبعدين بصتلي بإستنكار وقالت:
= مطلبتش أتعرف، أقصد بتكلمني بتاع إي؟
رجعت إيدي تاني بإبتسامة وأنا حاسس بالإحراج بعض الشيء وقولت:
_ وأنا كمان إتشرفت بيكِ، بكلمك عشان حسيت إني عايز أكلمك الصراحة.
ضحكت على شكلي المُحرج الممزوج بجُرئتي، شكلي يضحك مش كدا؟
أصلي ضحكت أنا كمان، بس على ضحكتها، إتسغلتها فرصة وسألت بإبتسامة:
_ إسمك إي بقى؟
بصت للملعب قدامها وقالت بهدوء وإبتسامة رقيقة وجميلة أوي:
= إسمي ليان، وأيوا فعلًا مش بحب الكورة، بس جيت عشان أراضي صحابي.
إتكلمت وكأني متأثر وقولت:
_ تحبي نعوضها ونخرج؟
بصتلي بغضب وحزم وحسيت إني عملت جريمة، مكانش وقتهُ صح؟
إتكلمت بنبرة غاضبة وقالت:
= إنت بتتكلم بثقة كدا ليه، أنا لسة عارفاك من خمس دقايق.
حمحمت وبصيت للستاد قدامي ولسة هاجي أتكلم بس كانت قامت مع صحابها، زميت شفايفي وأنا حسيت إني كان ممكن أعمل حاجة بس غبائي وإستعجالي كان لازم يتدخلوا.
بصيت عليها وهي ماشية وشوفتها بتلوحلي بإيديها وهي مُبتسمة، شاورتلها بإيدي وأنا مُبتسم وكانت مشيت.
صحيت من رجوعي للماضي على صوت عمر صاحبي وهو بيقول بتساؤل بعد ما حط إيديه على كتفي:
_ يابني بقالي ساعة بكلمك، مالك في إي؟
رديت عليه بتركيز وقولت:
= ها، معاك أهو، مفيش حاجة.
بصلي بنظرة شك وقال:
_ مشاكل في البيت مع ليان تاني؟
إبتسمت إبتسامة مش عارفة أصفها هي حزن ولا راحة ولكنني قولت:
= خلاص علاقتي أنا وليان شِبه خلصت، إحنا يُعتبر بنجهز للطلاق.
صاحبي إتصدم وقال برفض:
_ لأ لأ، قول كلام غير دا، أيوا إنتوا علاقتكم إتغيرت شوية بعد الجواز بس دا مش معناه إنكم تسيبوا بعض يعني يا آدم.
إتنهدت وأنا ببُص لإيدي وقولت:
= خلاص مبقاش ينفع يا عمر، الحياة بيننا بقت صعبة وكلها مشاكل ومتنفعش تبني بيت بالشكل دا ولا ينفع نجيب أطفال تعيش في التوتر اللي بيننا دا، كنا بنحب بعض أه بس دلوقتي خلاص.
فضل صاحبي ساكت شوية وقال وهو بيطبطب عليا:
_ ماشي يا آدم بس خلي بالك عشان قرار الإنفصال دا مش سهل، راجع نفسك فيه بدل المرة تلاتة، علاقتكم مكانتش سهلة وأنا كنت معاك خطوة بخطوة وشوفت قد إي عانيتوا عشان تبقوا مع بعض.
رجعت راسي على ضهر الكرسي وشوفتها وهي نازلة من البيت قدامي وفي إيديها شنطة هدومها، وقفت تاكسي وركبت، عينينا جات في عين بعض قبل ما تركب ولكن فعلًا ركبت ومشيت.
إتنهدت وأنا حاسس براحة كبيرة، أيوا يمكن هفتقدها شوية ولكن هبدأ أعيش حياتي بدون مشاكل ولا عصبية ولا ضغوطات، الموضوع ممكن بالنسبالكم بيع ولكن هو دا الراحة بالنسبالي وبالنسبالها.
مبقاش فاضل غير بس خطوة واحدة وهي إني أطلقها رسمي من المحكمة ودي أسهل خطوة وهعملها بكرا الصبح، مهما كان الحياة الزوجية بيننا متوصلش للإهانة وإني مش قادر أكفي إحتياجات البيت برغم إنها بتبقى إحتياجتها هي اللي أوڤر ومش بتخلص.
دلوقتي بقيت حاسس إني تمام، حاسس إن حياتي هتبدأ تتظبط وهعرف أسدد ديوني اللي هي عملتهالي، ديون الأوردرات والعيشة النزيهة اللي كانت عايشة فيها على حِس شغلي وتعبي، أيوا هي كانت عايشة أكتر من كدا عند والدها ولكن دلوقتي على الأقل تهدي الدنيا شوية.
ولكن مكنتش بشوف دا منها، دايمًا بتلومني إني مش في نفس مستوى والدها الإجتماعي، ولكن دلقوتي وبعد ما مشيت، أنا حاسس إني مرتاح والدنيا هتبدأ تحلو معايا.