رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة التاسعة 9 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة التاسعة 

"بعد مرور سنة على معاهدة الصُلح والبدأ من جديد"

_ دا أنا هدخل فيك السجن النهاردا يا آدم.

خلصت جملتها وحدفت عليا الڤازة اللي الحمدلله لحقت نفسي ووطيت وإتكسرت في الباب ورايا، إتكلمت بخضة وصدمة:

= يا بنت المجانين، إنتِ حدفتيها بجد، عايزة تموتيني يا ليان؟

مسكت المج اللي كان قدامها وحدفتني بيه وهي بتقول بصوت أعلى وعصبية:

_ أومال ههزر معاك إنت يعني؟

جريت من قدامها وبعدين قربت منها بسرعة ولويت دراعها ورا ضهرها وأنا بقول بتعب وفرهدة:

= الله يخربيتك، إتهدي بقى يا شيخة ربنا على الظالم والمفتري.

إدتني بالرجل في رُكبتي جامد خلتني أسيبها واتألم وهي راحت جريت ورايا وركبت علي ضهري وهي ماسكة في شعري بغل وقالت:

_ والله لأوريك يا آدم، بقى أنا تسيبني باليومين ومفهمني إنك في شغل في الفيوم وإنت مع الهانم!

كنت بحاول أنزلها من على ضهري وأنا بتألم بسبب شدها لشعري وقولت بنبرة متألمة:

= يابنتي والله العظيم ما إتكلمت معاها أصلًا، هي كمان كانت في الرحلة دي، طبيعي يعني في مكتب واحد وبعدين أنا مالي ومالها، إنتِ عايزة تتخانقي وخلاص؟

شدت على شعري أكتر وبعدين عضتني في كتفي وسط صراخي وبعدين قالت:

_ ياعم إعتبرني بتلكك، أنا مش طايقاك ولا عايزة أغيش معاك، أنا خلاص تعبت منك إنت وإبنك اللي خسارة فيك دا.

على سيرة إبننا صحي من نومهُ ودا شيء بديهي وطبيعي جدًا لإن في كل البيوت الأهالي مش بيعرفوا يناموا من صوت الرضيع ولكن في بيتنا الرضيع هو اللي مش بيعرف ينام من صوتنا.

حدفتها من عليا بسرعة وهي مركزة مع صوت عياطهُ وضربتها بالرجل وأنا ماسك راسي بألم وقولت:

= يابت وحياة ربنا ما عايز أتغابى عليكِ هكسرك مش هخليكِ نافعة.

بعدين سيبتها ودخلت أشوف زين إبننا اللي مكملش 3 شهور لسة وربنا يعينهُ بجد على العيلة اللي هو طالع فيها دي، شيلتهُ وأنا بسكتهُ وهي جات ورايا وهي منحكشة وأنا بصراحة برغم كل دا ضحكت على منظرها، كانت بصالي بغيظ ولسة هتقرب مني قولت بصوت وشوشة:

= بس إسكتي في إي، زيزو هيتخض.

غمضت عينيها في محاولة لتهدئة نفسها، كملت كلام وقولت بضحك:

= من شكلك أكيد.

فتحت عينيها بصدمة وكانت بصالي بغيظ ولسة هتجري ناحيتي خرجت برا بالواد والباب خبط، فتحت الباب وكان عمر ومُبتسم، قبل ما يتكلم إديتلهُ زين وقفلت الباب في وشهُ بسرعة وكانت هي ورايا ورجعنا من تاني لشغل القط والفار.

بعد خناقة تقريبًا دامت ساعة ونص كنا قاعدين أنا وهي على الكنبة وقدامنا عمر وهو شايل زين ووالدتي ووالدتها، بدأوا يتكلموا بتساؤل وقالوا:

_ أيوا يعني إي اللي إنتوا عاملينهُ في نفسكم دا، إنتوا كل يومين بمشكلة ليه، مش عارفين تعيشوا زي باقي البني آدمين الطبيعيم ليه عايزة أفهم؟!

بدأت أتكلم وأنا بشاور على شعري اللي قطعتهُ والجروح اللي في جسمي بسببها وأثار العض وقولت:

= يعني إنتوا شايفين مين اللي غلطان دلوقتي، أبقى راجع من سفر وشغل وضغط وآلاقي رغدة المتوحشة دي قدامي، أنا أعمل فيها إي طيب، والله ما بقيت طايق العيشة معاها بربع جنيه.

بصتلي بسخرية وقالت:

_ لأ حاسب بس عشان مقدرش أعيش أنا من غيرك، بعد إذنكن أنا خلاص عيشتي مع الإنسان دا خلصت على كدا، أنا تعبت بجد.

فضلوا يتكلموا معانا كتير فس كلام من نوعية:

= يابني ويابنتي إنتوا دلوقتي معاكم طفل، حافظوا على حياتكم، حاولوا تنضجوا شوية وتشيلوا المسئولية وتبطلوا شغل الأطفال دا.

وخلافهُ كتير، واكن كان القرار اللي نطقناه مع بعض:

_ لأ إحنا عايزين الإنفصال.

خلاص نزلنا من البيت كلنا عشان هي قررت تروح لبيت أهلها وأنا روحت معاهم عشان أوصل زين إبني، ركبوا كلهم في عربية مع بعض ومعاهم زين عشان مش مأمنين عليه معانا وركبنا إحنا العربية بتاعتنا وراهم عشان المكان في التاكسي.

كنت بسوق وبقول بغضب:

_ إحنا هننفصل أيوا بس خدي بالك لو قررتي تتجوزي حد تاني أنا هاخد إبني ومش هوريهولك تاني.

ضحكت بسخرية وقالت:

= لأ هتجوز وهيبقى معايا إبني عشان حضانتهُ هتبقى معايا.

بصتلها وأنا بتتريق على كلامها وبقلدهُ وراها بطريقة مستفزة، إتكلمت بعصبية وقالت:

_ متقلدنيش ومتتريقش عليا عشان أنا مش صغيرة معاك.

عدت وراها نفس كلامها من تاني وهي إتعصبت وفضلت تلعب في الدريكسيون وأنا بسوق وبتقول:

= بقولك متقلدنيش عشان هزعلك والله.

إتكلمت بخضة وأنا بزعق من التوتر:

_ يخربيتك بس، إوعي هنموت يابنت العبيطة سيبي الدريكسيون.

فضلت تعند معايا لحد ما فاجأة إحنا الإتنين آخر حاجة شوفناها نور قوي جدًا عائد لعربية نقل كبيرة.

*في المستشفى*

بيتكلم الدكتور وبيقول بملل وزهق وهو شايفهم قدامهُ كلهم منتبهين ليه بعد ما فاقوا ومعرفوش بعض للمرة التانية:

_ نفس المرة اللي فاتت، إنتوا ماضيين عقد مع الحوادث بيتجدد كل سنة ولا إي؟

إتكلم عمر بتعب وهو شايل زين وقال ببكاء:

= يا سوادك يا عمر.

تعليقات



×