رواية تحت وصاية الشيطان الفصل التاسع 9 بقلم نورا نبيل


 رواية تحت وصاية الشيطان الفصل التاسع 

 " غضب فى الاجواء"
ترك ليون مكتبه ، وذهب لغرفه الأستقبال ،والفضول يتأكله ليرى من ذلك الذى قد جاء لمقابلته.
حين دلف ليون الى الغرفه فوجئ بشاب يبدو مألوفا لديه كأنه شاهده بمكان ما لكن لا يتذكر اين .

حين شاهد الشاب ليون نهض،ثم مد يده ليصافحه فبادله ليون المصافحه ،وتحدث اليه بصوت جاد،ونبرة واثقه ،وهو يتفحصه محاولا ان يتذكر أين شاهده.

تحدث اليه قائلا:-
سيدى اقدم لك نفسى انا ادعى خوان والدى من اكبر اثرياء الجزيرة لقد شاهدت امس الفتاه التى كانت برفقتك صمت قليلا كأنه يسترجع ذكرى رؤيته لها ،وليون يأخذها امامه على الفرس ،وشعرها الذهبى يتطاير خلفها كأنه غيمه من الذهب الخالص تنتشر بالأجواء.

ثم اكمل قائلا بعد ان انتبه ان شرد كثيرا ،وقال انا اقسم لك احببتها منذ الوهله الأولى التى سقطت بها عينى عليها ارجوك اود ان تزوجنى اياها اليست هى ابنتك ؟

رمقه ليون بنظرات مشتعله ،وقد أشتد احمرار وجهه،حاول كثيرا كظم غيظه حتى لا يلكم هذا المدعو خوان لكى يجعله يصمت الى الأبد .

تحدث اليه ليون ،وهويحاول كظم غيظه ،والسيطرة على انفعاله،هتف به مقاطعا اياه بنفاذ صبر قائلا:-
لكنك لا تعلم عنها شيئا ،وهى لازالت صغيرة بعد لن اسمح لها بالزواج قبل بلوغها السن القانونى ثم انها ليست ابنتى هى تحت وصايتى.

تحدث اليه الشاب بغيظ شديد ،وقد احتد بالحديث على ليون قائلا بغضب :-
لكن لما لاتأخذ رأيها فربما لديها رأى اخر لماذا انت متحكم هكذا ،وتفرض سيطرتك عليها اعطها فرصه بأن تختار فربما يكون يعجبها الأمر.

هدر به ليون غاضبا ،وقد اصتكت اسنانه ببعضها البعض من شده غضبه ، وبرزت عروق وجهه من شده غضبه ،ثم قال له بصوت غاضب كالرعد :-

الم اقل لك انها تحت وصايتى ،وانا وحدى فقط المسؤل عن
أى شئ يخصها نعم انا دكتا تور ،ومتحكم ،وليس لها الحق بأن تتنفس دون أذنى لذلك او د اخبارك بأن طلبك مرفوض

،وهيا غادر الأن ،واياك ان اراك هنا مرة أخرى الفتاة لا زالت صغيرة.

غضب الشاب بشده،وهتف به غاضبا بنبرة متوعدة ،وهو يشير بيده قائلا :-
ليكن بعلمك سأتزوجها سواء شئت او لم تشاء سوف ترى سيد ليون بأم عينيك سأخذها رغم عنك.

هتف به ليون بصوت غاضب كالرعد ،وقد غامت عيناة لتتحول للون الاسود القاتم من شده غضبه ، وبرزت عروق عنقه بشدةثم اجابه بحنق شديد

فى احلامك ايها الفتى انت لا تعلم من هو ليون ؟،واقسم أن شاهدتك بأى مكان لا تعلم ماذا سأفعل بك.

غادر الشاب مزمجرا بغضب ،وخرج من منزل ليون ،كالعاصفه الشديده التى تدمر ما يمر بطريقها.

امسك ليون بالمزهريه ،وقذف بها خلفه لتسقط وتتحول الى اشلاء صغيرة متناثرة بكل مكان .
اندفع ليون خارجا من المنزل بأكمله كا الأعصار الثائر.

كان الغضب يسيطر على كل خليه من جسده حتى انه كان جسده ينتفض بقوة من شده غضبه

سار ليون بمحاذة شاطئ البحيرة لعله يهدئ من بركان الغضب المشتعل بداخله.

صاح قائلا:-
يا الهى انا اتمنى لو أذهب اليها لأخبرها بمشاعرى تجاهها لأتحدث اليها قائلا:-

ماذا لوأخبرتك؟ أن الحديث معك يشبه أحتضان ألف غيمةٍ .؟.. يشبه بياض الطمأنينية ٠٠٠٠٠وبالمناسبة ؟أحبك جدا"

ماذا لو ضربت عرض الحائط بكل شئ ؟ وبحت لها بمكنون قلبى بدلا من هذا العذاب الذى فرضته على قلبى .
هل سوف اظل هكذا احارب مشاعرى؟ المتوهجه ناحيتها بقوة الى متى سوف أستطيع ان اخمد تلك النار المتأججه بصدرى.
بعد ان هدء قليلا عاد الى المنزل ، وحين شاهد زهرة الجورى ذات اللون الأحمر تتألق وسط مثيلاتها من الورود
انحنى ليون ليقوم بأقتطافها ليهديها للارا.

كم اشتاق اليها ؟ فهى دائما تسكن ايامه، ولياليه ،بل انها استوطنت بدمه اصبحت تستوطن بوريده كأنها داء ابتلى به ليس له علاج، وليس منه شفاء.

عاد ليون الى المنزل ،وهو يكاد يهرول من شده شوقه اليها فهو لم يراها منذ تناولوا الأفطار معا .

دلف الى المنزل ثم تسلق الدرج متجها لحيث غرفتها ،قام بمواربه باب غرفتها ليلقى نظرة عليها ليستطلع اذا كانت نائمه او مستيقظه.

حين اصبح بمنتصف الغرفه اقترب من فراشها ليلقى عليها نظرة.
فوجدها مستلقيه بالفراش ،وعينيها مغمضتين ،جلس الى جوارها ،واخذ يداعب شعرها الذهبى الذى يتألق فوق جبهتها كشلال من الذهب الخالص.
انحنى ليلثم خدها بود شديد

بود شديد فا تألقت عيناها الفيرزوتين بنظرات السعاده ،وهى ترمقه ،وهو جالس الى جوارها يتأملها بشغف ،وعشق مس شغاف قلبها.

هتفت به بسعاده :-
ليون متى جئت لقد سئلت عنك الخادمه قالت لى نك خرجت من المنزل بعد مشاجرة مع احد الاشخاص.
ثم اكملت قائله بنبرة استفهاميه من ذلك الذى تشاجرت معه ليون ؟

ليون وقد عاد لذاكرته تفاصيل الحديدث مع ذلك المدعو خوان مرت مسحه حزن على وجهه ثم اغمض عينيه ليزفر بقوة ،واقترب منها ،وامسك بيدها بين يديه قائلا:-

اريدك ان تستمعى الى جيدا لا را ، وانا اعدك اى قرار سوف تأخذينه سأدعمه به ،ولن اغضب.

أجابته لا را لارا قائله بقلق :-
ماذا حدث ليون؟ لقد اقلقتنى اخبرنى هل هو شئ خطير لهذة الدرجه؟

ليون ،وهو يحاول ان يتحكم بغضبه كى لا يتحدث اليها بنبرة غاضبه تحدث اليها قائلا:-

لقد كنت اتشاجر مع شاب جاء لخطبتك ،وانا رفضت بشده ان يتزوجك لكن بعد ان هدئت قليلا ايقنت كم انا كنت مخطئ ؟،وكان يجب ان أخذ رأيك سامحينى لارا ان كنت قد قررت بدلا عنك ،وقد طردته شر طردة.
ارجو الا تكونى غاضبه منى صغيرتى.؟

تأملته لارا بنظرات تقطر عشقا قائله :-

لا تظن انى غاضبه ليون انا قد عشقتك منذ الوهله الاولى التى تلاقيت بك بها لا تظننى طفله ،وصغيرة ،ولا اعلم حقيقه مشاعرى كلا ليون انا اعشقك اذوب شوقا اليك كلما ابتعدت عنى ،ولو برهه يا حبيبى .

ارتجف قلب ليون بين اضلعه حين اعترفت له لارا بمشاعرها تجاهه تمنى لو يحتضنها ،ويمطرها بالقبلات لكنه تراجع باللحظه الأخيرة.

وقف يتأملها ،وقد حاول ان يبدو غير مبالى بحديثها، وان يرسم على وجهه قناع اللا مبالاة .

ليون :-
لكن ياصغيرتى هذة حياتك ،ومن حقك ان توافقى او ترفضى انا اسف اننى قد احتديت عليه بالحديث كان يجب ان اخذ رأيك بالبدايه .

،وانا كبيرا جدا عليك لارا بينى وبينك عقد ، وحزن والم ، وعذاب اشياء كثيرة ، و انت مازالت طفله صغيرة فى مقتبل العمر غير معقول ان اجعلك تقضى حياتك مع شخص مكبل بالماضى ،قلبه ليس به مكان للحب
مازالت صغيرة ،وغير مدركه لحقيقه مشاعرك سأعتذر للشاب ،واحدد له موعدا ليقابلك .

بكت لارا ،وهى ترمقه بنظرات حزينه ،وقلب مفطورا ،وهتفت به بغضب قائله :-
انا لا اريد انا اقابل احد لن اتزوج سوى من اختارة قلبى
انت كاذب ،ومخادع ليون انا واثقه انك تعشقنى مثلى ،واكثر. بل انك تذوب بى عشقا لكنى لا اعلم لماذا انت تريد ان تعذب كلانا.؟

ليون بغضب جامح لم يستيطع ان يتحكم به هتف بها قائلا :-
انا لا احبك لارا ،ولن احبك بينى ،وبينك عقبات كثيرة لن استطيع ان اتجاوزها ارجوك لارا انا لست مؤهل للحب انا شخص معقد.

امسكت لارا يديه بين يديها الصغيرتين الناعمتين ،وهتفت به
امنحنى فقط ليون فرصه لننسى سويا الماضى ،وانا سأجعلك تتغلب عليه .او سنتغلب عليه معا.

- كانت عيناها تفيض بالجمال والرقة فشدد قبضه يده على يدها ثم قال:-
دعى كل شئ للوقت المناسب من يدرى صغيرتى ربما الأيام تخفى لنا شيئا جميلا.

اما الأن اريدك ان تستعدى لنتنزة معا سأخذك بجوله رائعه بالجزيزة ، وسنقضى يوم ممتع ،وهناك بلده صغيرة بأطراف الجزيرة سنزورها معا ،ستعجبك كثيرا صغيرتى المشاكسه.

ماكاد يخرج ليون حتى نادته لارا قائله :-
ليون .
التفت اليها ،يرمقها بنظرات عاشقه قائلا :-
اوامرك ملكتى الصغيرة

لارا:-.
شكرا لك على كل شئ،وشكرا لأنك طردت ذلك الفتى ،لو لم تطردة لقمت انا بطردة.

عاد اليها ثم تذكر انه لم يقم بأهدائها زهرة الجورى الحمراء
مد.يده بها

أخذتها لارا ،قبلتها ،ووعزمت على ان تضعها بشعرها لتحتفظ بها بين طياته.

ابتسم لها ليون ،وغادر الغرفه ليستعد للنزهه التى وعدها بها
ذهب لغرفته اغتسل ،وبدل ملابسه .

،وصفف شعرة ثم احكم اغلاق رابطه عنقه ،واتجه لغرفتها ، وجد الخادمه برفقتها ،وتساعدها بأرتداء ملابسها.

وقف ليون ،واستند الى الجدار ،واخذ يتأملها ،وهى ترتدى فستانا من الشيفون المزركش بحبات االلؤلؤ الذى يتدلى حولها ليصبح كهاله من اللون السماوى يحيط بها كانها نجمه وسط السماء،وشعرها الذهبى يتطاير بحريه فوق
كتفيها .
اخذ يحد ق اليها بتيه ،وشرود مأخوذا بجمالها الفاتن.
مد يده ليمسك بيدها، واسندها لتمشى بجوارة ،وهى تستند عليه فقدمها كانت قد تحسنت قليلا.

كان يتأملها بنظرات عاشقه ،وهمس لنفسه بينما يتأملها قائلا:-
لقد عقد الود قلبى، وقلبها ،عقد لا يحله رب الكون،فأنا لا أرى لذة العيش الا بجوارها،ولذه السعادة الا فى فجر ابتسامتها،ولا أؤثر على ساعة اقتضيتها فابجانبها،ملذات العيش ،ومسرات الحياة.

اخذها ليون ،وغادر لحيث توجد.السيارة ،ثم ساعدها على الجلوس بجوارة بالمقعد الأمامى .
،وجلس خلف المقود.

ثم ادار السيارة متجها الى المرفأ حيث سوف يستأجر قارب صغير ليذهب به الى الجانب الأخر من الجزيرة ليتجه الى القريه الذى وعد لارا بزيارتها.

كانت لارا تجلس الى جوار ليون ،وتتشبس به ،وتتأمل روعه المناظر المحيطه بها.

حين وصل ليون الى وجهته ترجل من القارب ،واسند لارا لترافقه بالخروج من القارب.

ضم يدها بين يديه ،وتوجه بها الى اقرب مطعم ليتناولوا طعام الغداء .
سئلها ليون ماذا تريد ان تأكل ؟

تحدثت اليه قائله :-
اى شئ ليون انا أتضور جوعا لذلك انا سوف أكل اى شئ
ليون :-
حسنا سوف اطلب لك على ذوقى .
دلف ليون الى المطعم ،وبرفقته لارا التى كانت تستند عليه اثناء سيرها.
جلسوا معا على الطاوله ، ثم صفق ليون للنادل ليجلب له قائمه الطعام.

تأمل ليون قائمه الطعام ثم اختار طبق الباذنجان باللحم المفروم ،والصوص الابيض ،وطبق من اللازنيا،وفطيرة توت ، وعصير برتقال.

ثم شكر النادل ،وبدء بتناول الطعام ،ثم توقف فجائه اثناء تناوله الطعام ،و أخذ يتأملها بحب شديد،وهو هائم بها ثم همس لنفسه قائلا:-

أرغب بك حبا ...وعشقا....،وجنونا...
،وقصة لانهايه لها
احبك بعين...تعشق النظر اليك
احبك بلسان...لايكتفي من الغزل بك.

انتبهت لارا انه يتأملها .فقامت بوضع يدها فوق يده فانتبه ليون ليمنحها ابتسامه رائعه أذابت قلبها ،وجعلته ينبض بشده.

تحدثت اليه بنبرة رقيقه بصوت هامس قائله :-

مابك ليون ؟ ماالذى يشغل تفكيرك الى هذا الحد.

تنحنح ليون ، وحاول اخفاء مشاعرة المتقده بقربه منها ،وقام برسم قناع من الجمود على وجهه ، واجابها قائلا:-
لاشئ هام طفلتى المشاكسه هيا فلتكملى طعامك لنكمل نزهتنا .
بعد انتهوا من تناول طعامهم .

حاسب ليون النادل ،ثم اخذ يدها ليكملوا نزهتهم

اخذ وا يسيروا معا حتى شاهدوا بعض الحقول المتراميه على الاطراف مما جعل لارا يبدو على وجهها علامات السعاده ،وكانت تود لو كانت قدمها قد شفيت كانت قد ركضت حتى تقطعت أنفاسها.

كانت ترمق ليون من حين الى اخر لتجد انه غامض ،لايبدو على وجهه اى شئ ينبئ عما يفكر به.

شاهد ليون بعض الشباب يمارسون الالعاب الحركيه ،فاخذ لارا ليشاهدوا معا الألعاب ،

فرحت لارا بشده ،وهى تشاهدهم يقفزون بالهواء ،
بعد ان انتهوا من مشاهده الألعاب ،اكملوا سيرهم سويا ليكملوا باقى النزهه.

ذهبوا لزيارة المعالم الاثريه القليله المتواجده بالقريه .
ثم حين شعروا بالتعب من كثرة السير .،وكان الوقت قد تأخر ،وقد عم الظلام

اقترح عليها ليون أن يبحثوا عن فندق لينالوا به قسطا من الراحه.
أخذ ليون يستعلم من اهل القريه عن مكان ينالوا به قسطا
وصف له اهل القريه فندق صغير يبعد حوالى مسافه ربع ميل.
حمل ليون لارا لشعورة بأن قدمها أصبحت تؤلمها ، وتوجه بها الى الفندق ،وحين وصلوا قام بأنزالها ،وتوجه بالسؤال لعامل الاستقبال عن غرفتين لقضاء الليله بهم.

اجابه العامل قائلا:-
أسف سيدى ليس هناك غرف شاغرة سوى واحده فقط اليست تلك زوجتك يمكنكم قضاء الليله بنفس الغرفه .

وافق ليون ثم اخذ المفتاح ،وصعد الى الغرفه وهو يحمل لارا.
دلف الى الغرفه ،وقام بأنزال لارا ،ووقف يتأمل الغرفه كانت صغيرة نوعا ما ،بها تختين ،ومقعد صغير ونافذة صغيرة تطل على حديقه صغيرة .

توجه الى الفراش ،واستلقى عليه ،وقال للارا التى كانت تشعر بالخجل من تواجدهم بغرفه واحده
يمكنك النوم يا صغيرتى فلابد بأنك مرهقه .

لارا :- حسنا سأنام تصبح على خير ليون.

ليون :-
بتثائب ،وانت من اهل الخير طفلتى الفاتنه.

غفى ليون ،من شده ارهاقه ،وكذلك لارا .
بالصباح نهضت لارا اولا ، ونهضت لتدلف الى المرحاض لتضع بعض الماء على وجهها لتزيل أثار النوم ،القت نظرة على ليون لتجده مازال يغط بنوم عميق .

فقررت ان تخرج من الغرفه لتتنزه بحديقه الفندق
جلست بجوار احد الاشجار ، واغمضت عينيها لتستمع بروعه المكان ،والهدوء المحيط به .

بعد قليل تفاجئت بمن يقبلها برقه ،ويحتضنها فتحت عينيها ظنا منها انه ليون لتجد شخصا غريبا يحدق بها
لتنظر اليه بفزع قائله :-
ابتعد عنى من انت ؟ 

تعليقات



×