رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل التاسع بقلم روزان مصطفى
" رُدني إلى أعتاب الطفولة، لم ينضج جسدي بالشكل الكامِل لأتحمل طعنات الغدر مما يحدُث، لم أُعانِق دُميتي بالشكل الذي يجعلني أكتفي منها.. لم أُكمِل صحن طعامي، لازالت حقيبتي المدرسية بجوار الحائِط، وحلقة الكارتون المُفضل لي لم أُنهيها بعد.. نظرت في المرآة لأجد شخصًا بالغًا، وجهه الناعم البريء تحول لِرجل تعثر في الزمن، هذا ليس أنا، أين خبئتموني؟ " _بقلمي
* منزل عزيز الإبياري
كانت سيليا بتترعش وهي بتتلفت حواليها بتدور على سيلا وبتصوت وتعيط، حست بألم شديد في معدتها وحست بالدوار والشعور بالقيء فراحت على صندوق الزبالة رجعت جواه.
وهي بتتعدل وبتمسح بوقها ظهرت سيلا من ورا الشجرة وهي بتقول: ماااامي أنا اللي كسبت، معرفتيش تلاقينيي.
سيليا بغضب مُبالغ فيه وهي بتحسبها من دراعها وبتمسكها بين إيديها بترُجها جامد بعصبية: برضوو عملتي اللي في دماغك وخرجتي رغم إني قولت لاا، إنتي طالعة غبية كدا لميين.
سيلا بتصوت من الخوف راحت سيليا ضرباها على دراعها وهي بتقول: وقفتي قلبي وقاعدة تلعبي، حراام عليكي، قولي حااااضر مرة.
بدأت سيلا تعيط فسحيتها سيليا لجوة ولقت بدر كمان بيعيط، الإتنين بيعيطوا سوا وسيليا جالها إكتئاب وصُداع فقالت بزعيق: بس بقى إخرسوا!! مش قادرة..
بعدها حست بالذنب وهي شايفة دموعهُم راحت شالت بدر وطبطبت عليه وهي بتقول بالراحة: بس يا ماما خلاص حقك عليا.
سندت بالإيد التانية على ظهر الكنبة عشان تقعد لإنها تعبانة ولما قعدت سحبت سيلا وهي بتطبطب عليها بعدين قالتلها: ليه يا ماما مبتسمعيش الكلام؟ ينفع نلعب ونهزر بالطريقة الوحشة دي اللي تخوف؟
سيلا بتبرير طفولي: ما دي لعبة أستغماية.
سيليا بتعب: لا دي مش إستغماية، الاستغماية لازم نتفق أنا وإنتي سوا إننا هنلعبها دلوقتي مثلًا، لكن اللي عملتيه يا ماما إنك خوفتيني وخلتيني أعيط وقلقتيني، ينفع كدا؟
سيلا: تؤ.
سيليا: طب هنعمل كدا تاني؟
حركت سيلا رايها يمين وشمال بمعنى لا
فحضنتها سيليا وهي بتحاول تهدي عياط بدر بالمرة.
* منزل نوح الرايق
سمع تخبيط على الشباك فـ بص لقى عامل توصيل الأكل.
فتح نوح الشباك وقال: لم أقُم بطلب الطعام! رُبما أخطأت، المنزل المُجاور لي.
شكرُه عامل التوصيل ومشي وخلص نوح تجهيز الشنطة وقرر يروح يجيب أكل ليه ولرفيف عشان يروح المُستشفى.
خرج من البيت وحط الشنطة على الكرسي اللي ورا في العربية وبدأ يسوق ويتحرك.
وقف عند مطعم ونزل ودخله، إختار طلب الأكل بتاعُه، وهو واقف شاف واحد قاعد وماسك الجورنال! رغم تطور السوشيال ميديا وإستغناء الناس عن الجورنال الراجل دا كان مُريب وبيبُص لنوح بطريقة مُريبة
أخد نوح الأكل وهو بيحفظ ملامح الراجل اللي بيبُصله بخبث من ورا الجورنال.
حط الأكل جنب شنطة الهدوم بعدها إفتكر إنُه مطمنش باقي السُفراء عليه وعلى رفيف فـقرر يتصل بيهم وهو سايق عشان يسلي وقتُه.
* في المُستشفى
المُلثم جري ناحية رفيف ومسك الكُرسي بتاعها وبدأ يمشي بيها بسُرعة ناحية بوابة الخروج بتاعة الطواريء
رفيف وهي ماسكة في مساند الكرسي: لااااا إنت عاااوز مني إييييه، هييييييلب ميييي.
ظهر عامل نظافة وجه عشان يوقف المُلثم، غرز المُلثم في بطنه سكينة والدم نزل على وش رفيف اللي صوتت بهستيريا وهي مستنية مصيرها
وعلى إثر صويتها الهستيري رجعت الكهربا وعامل النظافة. بيقعد على رُكبه وبيتألم من الطعنة، أما الملثم شك رفيف في دراعها بالسكينة بغيظ ففتحت بوقها من الألم، وجري على سطح المستشفى ووراه بعض رجال الأمن.
سحبت الممرضة كرسي رفيف وهي بتقولها: هل أنتي بخير؟
رفيف وهي بتترعش وبتعيط: أنا بخير فقط عالجوا ذلك المسكين، وأريد الإطمئنان على أختي أيضًا.
الممرضة بتوتر: ستكون بخير لكن لابُد من مداواة الجرح في ذراعك.
سحبتها الممرضة بالكرسي بتاعها ورفيف ماشية بتبص لقت أوضة مفتوحة وفي دم على الأرض عرفت إن في حد إتقتل، بعدت وشها الناحية التانية وهي بتعيط بقلة حيلة من كُتر الضغط النفسي اللي بتتعرض ليه.
دخلت الممرضة بيها لغرفتها وبدأت تقطع كوم فستانها بالمقص عشان تداويلها الجرح وتخيطُه
المُمرضة وهي بتخيطلها الجرح: لابد من الإطمئنان على حملك فالضغط النفسي والعصبي الذي تعرضتي له خطر.
رفيف بتعب: لا بأس أنا بخير أريد فقط الإطمئنان على شقيقتي الصغيرة.
دخل نوح الأوضة بتاعة رفيف لقى الممرضة بتخيطلها جرح في دراغها فقال بخضة: في إيه؟؟ مين عورك كدا!!!
رفيف بعياط: نوح إلحقني، الراجل الملثم اللي كان سبب في إننا نيجي هنا جه المستشفى وبهدلني وقتل عامل النظافة و..
نوح بمُقاطعة: بتقولي إيه!! حاول يقتلك؟؟ يا إبن ال..
نوح وهو بيوجه كلامه للممرضة: هل من المفترض أن أشعر بالراحة لوجود زوجتي وإبني وشقيقتها في مشفى كتلك التي لا تتميز بأمن؟
الممرضة: سيدي أرجو منك الهدوء، لقد حدث عطل في الكهرباء وذهب الجميع بلا إستثناء لإعادة الكهرباء لمسارها في ذات الوقت تعرضت زوجتك لذلك الإعتداء وذهب رجال الأمن خلف المجرم في علوية المشفى، من الأفضل لك أن تقوم بتحرير محضر في قسم الشرطة حول كل ما حدث، نحن هنا نقدم الخدمات الطبية فقط.
سحب نوح رفيف بالراحة جدًا من دراعها السليم وشالها بين إيديه ومسك في نفس الوقت شنطة الهدوم والأكل وقال: سأخذ زوجتي وشقيقتها وسنرحل من هنا، لقد تم دفع أموال خدمتكم السيئة بالكامل.
حاولت الممرضة توقفه وتقنعه إن حالة أخت مراته خطر فقالها نوح: في كلا الحالتين هي في خطر!
خرج برا وحط رفيف في العربية والشنط والأكل ورا وبعدها إداها مفتاح العربية وقالها: هدخل أجيب أختك، إقفلي على نفسك في العربية كويس.
رفيف بتعب شديد ودراعها ملفوف بالشاش: متقلقش عليا.
جري نوح على المستشفى تاني وكانت رفيف قاعدة في العربية قلقانة وبتتلفت حواليها جايز تشوف المُلثم تاني
، فضلت قلقانة لغاية ما نوح ظهر وهو شايل اختها فحطت إيديها على قلبها وهي بتعيط وبتقول: الحمدلله ربنا نجانا، الحمدلله.
حط نوح أختها ورا ورجع يركب في كرسيه وقال لرفيف: أنا ربطت لأختك حزام الأمان، إربطي حزامك إنتي كمان.
ربطت رفيف حزامها على الواسع عشان بطن الحمل وهي بتمسح دموعها وقالت بإرهاق بدني ونفسي: هنروح فين.
كان نوح مركز على الطريق وقال: هعرف أحميكُم، وأوديكُم مكان أمان.
إتحرك نوح بالعربية وفضل سايق ساعات طويلة لغاية ما وصل عند بيت الطبيبة النفسية، نزلوا وهو شايل أخت رفيف، ورفيف قاعدة تبُص على البيت مستغربة
خرج عيسى وهو بيشيل منه البنت وبيقول بصدمة: يا نهار أزرق دول متخرشمين خالص..
نوح بتعب: وهو بيديه الشنط والأكل: خد لغاية ما أجيب رفيف.
فتح الرايق باب العربية بتاع رفيف عشان يشيلها وقالها: يلا يا حبيبي؟
بصت رفيف بصدمة وقالت: بيت مين دا؟
شالها نوح بين إيديه وقفل باب العربية برجليه وهو بيقول: هتفهمي لما ندخُل.
دخل نوح وحط رفيف على الكنبة والطبيبة النفسية ضحكت وقالت: واو، بيتي بقى ملجأ ليكُم.
نوح ببرود لعزيز: هو مش أنا لما إتصلت عليكُم وأنا سايق أحكيلكُم اللي حصل قولتلك صفيها؟
عزيز ببرود: ما أنا قولت أستناك..
الطبيبة النفسية: نوح وجودكم هنا خطر عليا وعليكم، وأنا مش مستغنية عن حياتي
خرج نوح السلاح من جنبُه وقربلها وهو بيقول: لا ما هو دا بيتي التاني عارفة ليه؟
وشوشها نوح في ودانها وقال: عشان هموتك بس مستني حاجة مُعينة.
برقت الدكتورة ورفعت رفيف حاجبها وهي بتقول بغيرة: ما تسمعونا بتتوشوشوا في إيه؟
نوح وهو بيبُص للدكتورة بتحذير رد على رفيف وقال: مفيش يا حبيبتي كُنت بسأل الدكتورة عندها ترباس ولا لا.
رفيف بإستغراب: ترباس؟
نوح وهو بيقول للكُل: كل واحد يقدر يروح لمراته دلوقتي لإني خلاص هقعد بنفسي مع الدكتورة أنا والمدام ونونسها.
إتأففت الدكتورة فقال أمير: يبقى تيجي توصلنا كل واحد لبيته بعدين ترجع هنا تاني.
نوح: أنا سيبت مراتي مرتين وفي المرتين اللي سيبتها فيهم إتبهدلت، بقترح تاخدوا العربية اللي برا دي بتاعة الدكتورة هي كدا كدا مش هتستخدمها خلاص
عزيز وهو بيضيق عين قال: هي لحقت تجيب عربية وبيت في يوم واحد بجد؟
نوح وهو بيبصلها قال بتريقة وهو بيضيق عينيه: أومال هتضيع وقت؟ ست الكُل وراها إنجاز لازم تخلصه بإنها تخرِب بيت أبونا عشان تتكرم وتتمجد هي، خدوا العربية وكل واحد يروح بيته.
مسك عزيز المفاتيح وهو بيشاور على ودانه لنوح وقال: هكلمك أتطمن.
نوح وهو بيرفع إيديه وبيودعه: حبيبي هبقى أرد.
خرجوا وقفلوا الباب وراهم فقعدت الدكتورة وحطت رجل على رجل وحكت إيديها على راسها بمعنى الصُداع والضغط المُرتفع
نوح وهو بيبص للدكتورة: إنتي هتقعدي ترتاحي ولا إيه؟
رفعت الدكتورة راسها وهي بتقول: نعم!!
نوح وهو بيقرب لأكياس الأكل قال: خدي حطيلنا دا ناكل لقمة كلنا سوا أنا جعان ومراتي هفتانة.
الدكتورة النفسية بضيق: مش عاوزة أكل حاجة.
نوح ببرود: عنك ما طفحتي، قومي جهزيلنا الأكل إحنا عاوزين ناكل لغاية ما أحمي المدام.
الطبيبة النفسية بإحراج: إحترم نفسك إزاي تقول حاجة زي كدا.
نوح بتريقة عليها: راجل بجح وتعبان في دماغي هتقولي إيه، إنتي لسه قاعدة وحاطة رجل على رجل فاكرة إنك هنا الدكتورة اللي بنديها ألوفات وعايزة تعمل من ورانا مصلحة؟ حضري الأكل.. وشوفيلنا حاجة ساقعة في الثلاجة، جايبة عربية وبيت من الفلوس اللي كانت بتسحبها مننا.
شال نوح رفيف ومشي بيها قدام الدكتورة اللي مبرقة ومصدومة فوقف نوح عندها وقال: هناخد دوش ونطلع نلاقي اللقمة جاهزة، ومتصحيش البت الصغيرة الغلبانة بدوشتك، بدل ما أديكي على عينك.
رفيف وهي كاتمة الضحكة: عيب يا نوح إحنا مهما إن كان ضيوف في بيتها.
نوح وهو لسه شايل رفيف: بيت مين إنتي هنا في خير جوزك، دي واخدة مني نص مليون جنيه إنتي مستوعبة الرقم؟ وجاية تهددني بنت ال، بس وربنا لأطلعه على جتتها.
طلع نوح فوق وقفل الباب برجليه.
الدكتورة النفسية فتحت درج وخدت منه فلوس، ولبست المعكف الشتوي اللي ورا الباب وفتحت باب البيت وطلعت تجري.
فجأة لقت حد بيكعبلها وبينام فوقيها عشان يقيد حركتها..
* في منزل عزيز القائد
دخل عزيز فجريت سيلا عليه وهي بتقول بسعادة: بابااا.
شالها عزيز وحضنها وهو بيبوس خدها جامد بعدها قال: ماما نايمة ولا إيه.
سيلا ببراءة: أه عشان عيطت كتير.
عزيز إتخض وقال: عيطت!! ليه!
سيلا وهي بتلعب في صوابعها: عشان أنا خرجت برا البيت وإستخبيت وهي فضلت تدور عليا، زعلت إني كسبتها.
عزيز بخضة: يا نهار مش فايت، فتحتي باب البيت وخرجتي برا؟ إوعي تعملي كدا تاني.. يلا إنزلي إلعبي لغاية ما أشوف ماما.
قعد عزيز جنب سيليا، كانت نايمة وشعرها مفرود على كتفها فزاح شعرها على جنب وباس رقبتها، صحيت سيليا راح محاوط عزيز وسطها وهو بيضمها ليه جامد وبيقول: وحشتني يا ملبن.
فركت سيليا عينيها وهي بتتاوب فقال عزيز بإشتياق: لا كدا مش هتفوقي غير بطريقتي.
إداها قبلة عميقة وحاوطت سيليا خصره برجليها وهو بيقوم بيها، ولسه رايح بيها للأوضة بعدت عنه وقالت بألم: نزلني، نزلني يا عزيز
نزلها عزيز وهو ماسكها من أكتافها وبيقول: مالك؟؟ دايخة!
حطت سيليا إيديها على ظهرها وهي بتقول: إنت نسيت إني حامل ولا إيه، الحركة اللي عملتها لما حاوطت رجليا عليك دي وجعتلي ظهري أوي وبطني.
قعد عزيز على ركبه ورفعلها التيشيرت من عند البطن بعدين باس بطنها وقال: فين الوجع تحديدًا، هنا؟
نزلت سيليا التيشيرت وهي بتبص حواليها وبتقول: عزيز إتلم بجد، سيلا بتلعب وممكن تشوفنا.
غلغل عزيز صوابعه بين شعرها بعد ما قام وقف تاني قدامها وإداها قبلة كمان أعمق وبعدها بعد وقال: ماهو محدش قالك تبقي ملبن كدا.
سيليا وهي بتفتكر: أه صح عملتلك أكل خاص بيك غير المايع بتاع سيلا.
لف عزيز إيده حوالين ظهرها ورفعها عن الأرض وهو بيقول بإشتياق: عاوز أحلي قبل ما أكل.
* في منزل أمير الدهبي.
اخد شاور وقعد قدام التي في وصِبا بتحطله الأكل، حطتله الشوكة والسكينة وطبق الاكل وهي بتقول: دوق بقى الستيك دا والصوص بتاعه، هيعجبك أوي
أمير بإبتسامة: تسلم إيدك يا منقذتي.
صبا إستغربت وقالتله: منقذتك؟
أمير سحب إيديها وقعدها جنبه وهو بيقول: يعني زمان في واحدة شعرها طويل وحلوة لقت واحد بيغرق راحت أنقذته.
صبا بإبتسامة وهي بتبصله: مكانش بيغرق، كان متعمد يموت نفسه وربنا ألهمني أنقذه عشان حكايتنا تكمل، ونبقى سوا وأخلف منك.
باسته بوسة سريعة وقالت: خلص طبقك دا لغاية ما أغير لإبننا وأغير أنا هدومي وأجيلك نسهر سهرة حلوة.
أمير: مستني يا حبيبتي.
دخلت صبا وجه أمير مسك الشوكة والسكينة عشان يبدأ ياكل، ركز مع السكينة اللي في إيده وساب الشوكة، لقى نفسه بيفرد دراعه وبيمشي السكينة ناحية العروق وهو بيفتح إيده بالسكينة وبيبصلها ببرود.
خرجت صبا مرة واحدة وهي بتقول بسعادة: جهزلنا فيلم عقبال ما أخاص
شافت اللي هو بيعمله فخبطت على صدرها وهي بتجري عليه وبتقول: يا خبر أبيض!! بتعمل إيه؟؟
أمير إتخض معاها ورمى السكينة وهو بيبُص لإيده وقال: معملتش حاجة!
جريت صبا على الحمام وفتحت المرايا اللي فوق الحوض وطلعت شنطة الإسعافات الأولية، خرجت الشاش والمطهر وكله وخرجت لأمير وهي بتاخُد نفسها وبتقعُد جنبه وقالت: حد يعمل كدا؟؟ أنا جيبهالك تقطع بيها اللحمة اللي بتتاكل، مش اللحم اللي في جسمك يا أمير ليه عملت كدا
كان باصص بإستغراب لإيديه وللسكينة اللي جنب الطبق وعليها دم.
خلصت صبا ولفت إيديه بالشاش بعدها قالت بعياط: ليه عملت كدا.
أمير كان عايز يعيط معاها عشان زعلها زحاسس بالذنب وقال: صدقيني معرفش، معرفش!
* داخل منزل عيسى الغريبي
خد عيسى شاور والباب مفتوح عشان مياسة خايفة عليه، خرج بالراحة فإبتسمتله مياسة وهي بتقول: يا سلام الحمدلله إنك خرجت، الشاش هحطلك واحد جديد غير اللي شيلته من على راسك قبل ما تدخُل تاخد الشاور
عيسى وهو بيلمس راسه عينيه غمضت شوية وقال: هي لسه بتوجع بس أعتقد الجرح لم.
مياسة وهي بتغمز: تؤ، لسه يا حبيبي لازم أحطلك الشاش لغاية ما الوجع دا يروح خالص زي ما الدكتور قال
كان عيسى لافف الفوطة حوالين وسطُه وشعره المبلول بينزل قطرات مياه على جسمه الرياضي، والسلسلة نازلة من رقبته.
دخل الأوضة بتاعة النوم وبدأ يطلع لبس يلبسه وهو بيقول: بكرة هاخدك وناكل برا سوا.
مياسة بسعادة: بجد؟! ياريت يا حبيبي نفسي أخرج معاك لوحدنا أووي.
قمر نامت بين إيدين مياسة راحت مياسة حطتها على السرير وغطتها، وقربت لعيسى وهي محاوطة رقبته قبل ما يلبس بإيديها وقالت بصوتها الطفولي اللي كان نبيل بيتريق عليه: حماتي إتصلت إنهاردة عشان تسأل عليك.. وعمي كمان سأل عنك وكان قلقان من ساعة ما قولتلهم وقع في الحمام إتعور.
بإيد واحدة زق عيسى جسم مياسة عليه وهو بيقولها بعيون ثابته مش بترمش: ما إنت برضو غلطان يا أجنبي، بتقلقهُم عليا ليه.
مياسة وهي بتبصلُه بعينيها الواسعة: إذا كُنت أنا ذات نفسي قلقانة عليك مش عاوزهُم هما يقلقوا؟
لمست مياسة خده وهي بتقول: مال عينيك حمرا كدا ليه؟؟
عيسى وهو بيبص في المرايا اللي جنبه على باب الدولاب: دخل فيها شامبو وغسلتها، متوقعتش تحمر كدا.. تؤ!
باسته مياسة بوسة سريعة وهي بتقول: مبخافش من حبيبي، ملكش دعوة إنت.
عيسى وهو بيحاول يقربلها: طب بما إنُه حبيبك، موحشكيش طيب دا حتى متعور واوا في راسه والدكتور قاله كُل مانجا أجنبية كتير عشان تخِف.
مياسة بضحكة: الدكتور قاله كدا فعلًا؟
عيسى شالها بإيد واحدة وهو بيبُصلها من فوق: مش مصدقاني ولا إيه.
مياسة بتبريقة وهي بتضحك: شششش أنا ما صدقت إنها نامت
عيسى وهو بيطلع بيها من الأوضة دي للأوضة التانية: وأنا كمان والله.
ضحكت مياسة وهي متعلقة في رقبته وغارزة راسها في كتفُه.
* بعد ساعة
قعد عيسى في الصالة ومياسة كانت بتغير هدومها بعد ما خدت شاور، إتحركت عجلة أطفال برا وشافها عيسى من ورا الإزاز وإستغرب! عمره ما شاف أطفال في المنطقة يا إما مراهقين يا إما عرسان جُداد!
فضل عيسى باصص ورا إزاز بيتُه بعيون حمرا على العجلة اللي بتتحرك لوحدها وفجأة ظهرت عليها أمل
نط من على الكنبة وهو بيقرب للإزاز وبيبُص بتظقيق عليها!
كانت حقيقية بالمعنى الحرفي، لون شعرها وحتى أبسط خُصلة من شعرها بتتطاير حوالين وشها هو شايفها
والشراب وتفاصيل الفُستان
لاحظت مياة تدقيقُه في الإزاز فقربتلُه وهي شايلة بنتها قمر، بتبُصله وبتبُص للإزاز بإستغراب.
وبعدها قالتله: في حاجة ياحبيبي مضيقاك؟
إتخض عيسى وهو بيبُص لمياسة مُبتسمة فقال وهو بيتنهد براحة: لا بس.. بس إتخيلت حاجة كدا برا.
ضحكت مياسة بغرابة وقالت: حاجة إيه بس، إنت مبتتخيلش يا حبيبي.
عيسى وهو بيتنهد: عندك حق.. أنا مبتـ..
مبنخيلش إزاي قصدك إيه؟؟
فجأة ظهرت مياسة من أوضة النوم وهي بتقول بضيق: إنت بتكلم مين عندك يا عيسى؟
برق عيسى وهو باصص جنبُه ملقاش حد فقال: بكلمك إنتي!
مياسة وهي بتاخُد نفسها: تعالى من فضلك ساعدني مش عارفة أغير لقمر!
* في منزل الطبيبة النفسية.
كانت قاعدة رفيف على السرير وهي فاردة رجليها وبطنها قدامها، لابسة فستان رقيق من فساتينها والوشاح بتاعه وهي بتقول لنوح: هو إنت متجوزها من ورايا زي ما كنت متجوز اللي إسمها مروة دي في مصر؟
قفل نوح الدولاب وهو بيقول بصدمة: يا نهار أزرق! لا طبعًا إيه اللي ودا تفكيرك للنقطة دي؟ الست هانم هي اللي بتهددنا ومبهدلانا عشان كدا أنا بعمل فيها كدا لكن وغلاوتك عندي ما في بيني وبينها كلمة إعجاب حتى، دا أنا مبكرهش قدها.
حركت رفيف خصلات شعرها لورا بإيديها السليمة وهي بتقول: أومال هي ساكتة ليه؟ ملهاش صوت ظاهر!
نوح بطرف عينُه بص لرفيف وسكت مردش..
* داخِل منزل عزيز الإبياري
سيليا وهي واقفة عند شباك عربية عزيز: عرفت هتجيب إيه؟
عزيز: حفظتهم صم، بامبرز لبدر وكزرن فليكس لسيلا ولحضرتك عاوزة قهوة فرنسية بالبندق وتوست ومربى.
سيليا بهزار: ممم وشوف إنت كمان لنفسك حاجة نفسك فيها.
عزيز وهو بيقربلها بوشه: نفسي في ملبن.
ضحكت سيليا وهي بتقول: لا دا إنت مبتشبعش بجد.
عزيز بضحكة: الحاجة الوحيدة اللي فعلًا مبشبعش منها إنتي، إدخلي جوة وإقفلي الأبواب كويس عشان البرد، وأنا هجيب الحاجة بسرعة وأجي.
سيليا بإبتسامة: حاضر.
رفع عزيز إزاز عربيته وإتحرك ومشي، ودخلت سيليا وهي بتقفل الباب الإزاز، جت عشان تقفل الستارة.
لقت شخص ملثم لابس إسود في إسود، واقِف زي التمثال مبيتحركش وبيبصلها.
جاتلها رعشة قوية من الخضة وهي مبرقة وبتتنفس بسرعة
رفع الملثم إيده اللي كانت مستخبية ورا ظهره، كان ماسك فيها حاجة وبيحركها قدام عيون سيليا
كانت عروسة سيلا!