رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الثامنة 8 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الثامنة 

_ آدم أنا مش عايزة أكمل معاك.

حطيت إيدي على وشي وقولت بتوتر وأنا مقلق:

= حبيبتي والله حقك عليا، لو عايزاني أروح أطُخها بالنار معنديش مشكلة والله.

كانت هادية جدًا وباهتة، نظرتها باردة وكانت باصة قدامها حتى مش بصالي وقالت بهدوء بعد تنهيدة طويلة نوعًا ما:

_ لأ، سيبك من موضوع مريم أنا فعلًا مش عايزة أكمل معاك يا آدم، خلاص كفاية أوي كدا على علاقتنا.

قعدت بهدوء جنبها وأنا باصصلها بشك وقولت بتساؤل:

= ليان إنتِ رجعتلك الذاكرة صح؟

بصتلي بعيون جافة من المشاعر ولكن فيها دموع مانعاها إنها تنزل وقالت:

_ أيوا يا آدم، نفس الموقف يُعتبر اللي خلاني أفقد الذاكرة خلاها ترجعلي بسبب التشابهُ، إنت خونتني يا آدم.

قعدت جنبها وقولت بصدق وتوتر:

= والله العظيم ما حصل يا ليان، والله الموضوع اللي مريم قالتهولك قبل ما نعمل الحادثة دا كدب، وهي إتصلت بيا وقالتلي قالتلك إي يومها كمان.

بصتلي بغضب وقالت:

_ والله!
تفتكر بقى هصدقك إزاي وإنت كدبت عليا لما كنت فاقدة الذاكرة وقولتلي إن مكانش في سبب وإني فعلًا مجنونة!

بصتلها بغضب مُماثل وقولت بتريقة:

= والله إنتِ!
يعني بالنسبة لإن حضرتك كنتِ هتقـ *تليني دي عادي ولا إي الدنيا معاكِ، ثم إني مكدبتش إنتِ فعلًا مجنونة إنك تفكري تعملي فيا كدا.

بصتلي بغضب هادي وقالت:

_ أنا مش مصدقاك يا آدم.

نفخت بضيق وأنا ببُص للسقف وإيديا الإنتنين في خصري وبعدين بصيتلها وقولت بإبتسامة مرغومة:

= طيب أعمل إي عشان تصدقيني يا حياتي؟

ردت عليا بغضب أكبر وقالت:

_ متقوليش يا حياتي، أنا مش حياتك أنا هبقى طليقتك.

قعدت جنبها وقربت منها بطريقة سريعة ومُباغتة وقولت:

= ليه بقى؟
عشان تتجوزي فارس بيه؟

زقتني بعيد عنها بتوتر وقالت بتصنُع الغضب والثقة:

_ والله أنا براحتي بقى أتجوز الي أتجوزهُ وقتها شيء ميخصكش.

طبطبت عليها وقولت بإبتسامة مش مُبشرة بالخير ولكنها مُبشرة على نفاذ صبري:

= حبيبتي مش هنفضل نعيد في نفس الكوبليه دا كل يومين، مرة أنا ومرة إنتِ وشغل الفرهدة دا، خلينا حبايب وأنا بحبك وإنتِ بتحبيني، حتى لما فقدنا الذاكرة وهنبدأ حياتنا من جديد رجعنا حبينا بعض تاني، فـ بلاش نكابر وإحنا بنحب بعض.

بصتلي دقيقة بصمت وأنا كنت ببادلها النظرات، إتكلمت وقالت بهدوء:

_ آدم أنا فعلًا حاسة إني مش هقدر أعيش معاك.

إبتسمت نفس الإبتسامة اللي أنا مرغم عليها عشان مقومش أكسر دماغها وندخل في حوار جديد مع بعض وقولت:

= حبيبتي، مش هسيبك وهفضل أقنعك زي ما أقنعتيني يا روحي.

خلصت جملتي وقومت ناحية الباب، إتكلمت بتساؤل وقالت:

_ إنت رايح فين؟

بصيتلها بإبتسامة ماكرة وقولت:

= هقنعك بنفس الطريقة اللي أقنعتيني بيها.

بصتلي بعدم فهم وقالت:

_ يعني؟

= يعني هروح لمريم وهقرر أخطبها وأبقى معاها ونشوف لو هتقدري تستحملي يبقى قدري وهكمل مع مريم، لو مقدرتيش وقتها نشوف بقى الموضوع دا.

إتوترت والغيرة ظهرت عليها وقالت وهي بتقوم من على السرير برغم التعب اللي حاسة بيه وقالت بغضب وهي بتمنعني:

_ مفيش منهُ الكلام دا، إنت متجوزني يا حلو مش هينفع تتجوز حد تاني إحنا لسة متجوزين.

ضحكت وقولت بسخرية وأنا ساند على الباب:

= وإنتِ مفكراني زيك وليا شهور عِدة وكدا ولا إي؟
حبيبتي أنا راجل يعني مثنى وثُلات ورُباع.

رفعت نفسها شوية عشان تقدر توصل لمستوى طولي على قد ما تقدر وقالت بنبرة تهديد وغضب:

_ والله يا آدم لو فكرت تعملها بس لأكون مخلصة عليك وإنت عارفني ومجربها مِني كذا مرة قبل كدا وعارف إني مش مجرد بهدد.

إبتسمت ووطيت راسي ليها وقولت بصوت هادي:

= طيب وإنتِ متضايقة ليه؟

خدت بالها من إنفعالها الزايد والواضح فـ عدلت نفسها وقالت بتوتر وتصحيح:

_ أنا بس قصدي إني مش بحب مريم دي ومش عايزاك تنصُرها عليا، لكن غير كدا عادي براحتك يعني، بس مريم أنا مش موافقة عليها.

قربت منها خطوتين وقولت:

= طيب وإنتِ مالك مريم أو غيرها توافقي ليه هو إنتِ اللي هتتجوزيها، أهم حاجة أنا؟

إبتسمت بغضب وقالت بغل:

_ والله، يعني بتعترف إن هي عجباك وعايزها وموافق عليها تبقى مراتك، والله حلو أوي بجد.

سحبتها من إيديها بهدوء ومن غير كلام وخدتها في حضني، كانت إتصدمت من الحركة المُفاجأة وفضلنا ساكتين إحنا الإتنين شوية لحد ما قولت بتعب وهدوء:

= متعبتيش يا ليان من كل الفرهدة اللي عملناها في بعض أخر فترة، مش كفاية بقى ونعيش شوية في هدوء ونبطل نكابر في حاجات مش هتفيدنا وبس بتاخد من عمرنا؟

فضلت ساكتة ومردتش عليا، كملت كلامي وقولت بعد تنهيدة:

= إحنا الإتنين عارفين إننا بنحب بعض ومنقدرش نستغنى عن بعض بعد كل العمر دا وكل اللي مرينا بيه مع بعض عشان نبقى سوا، ليه نضيع كل دا وليه أصلًا كل المتاعب دي، خلاص الموضوع حليناه بدل المرة ألف.

مردتش عليا بكلام ولكنها بادلتني الخضن وقعدت تعيط، فضلت أطبطب عليها لحد ما هديت وبعدين قعدنا وقولت بتساؤل وأنا بمسحلها دموعها:

= طيب بتعيطي ليه دلوقتي.

ردت عليا بنبرة مهزوزة بسبب العياط وقالت:

_ عشان أنا كمان تعبت يا آدم، بس أنا مش قادرة أعيش معاك تاني بسبب اللي كنا بنعملهُ في بعض سواء بقى أنا أو إنت، حاسة إننا جينا على بعض زيادة عن اللزوم.

مسكت إيديها وقولت بإبتسامة:

= يا ست لو عليا فـ أنا مسامح في حقي، كفاية بس إني أبقى معاكِ وجنبك، وخلينا نبدأ صفحة جديدة مع بعض مادام كل واحد فينا عرف غلطهُ فين وإعترف بيه.

إبتسمت من بين دموعها وقالت:

_ حقك عليا أنا كمان، وهنبدأ صفحة جديدة زي ما بدأناها أول مرة ونعيش مع بعض على قد ظروف بعض ونسند بعض مش العكس.

إبتسمت وبوست دماغها وقولت:

= جدعة، أنا بحبك يا ليان.

إبتسمت وهي بصالي في عيوني بكل حب وقالت:

_ وأنا كمان بحبك يا آدم.

الباب إتفتح بقوة ودخل عمر بيجري وهو بيعيط وبيقول بصوتهُ المُزعج العالي:

_ مرات أخويا، مالك يا مرات أخويا أنا عرفت إنك جيتي المستشفى.

قومت وقفت وأنا سادد وداني بإيدي من صوتهُ المزعج وقولت بإبتسامة وراها غضب رهيب:

= حبيبي إتأخرت شوية عن عادتك، أنا قولت برضوا مستحيل لحظة زي دي تفوتك ومتجيش تخربها.

بصلي بعدم فهم وسط ضحك ليان وقال بتوتر من نظراتي:

_ أنا عملت إي بس، دي غلطتي إني جاي أتطمن عليكم؟

سندت إيدي على كتفهُ وقولت وأنا بقرب منهُ شوية:

= أنا بس اللي هموت وأعرف مين اللي بيعرفك كل تحركاتنا، دا إنت لو بتمشي ورانا مش هتيجي بالسرعة دي؟

بصلي وإبتسم وقال:

_ أكيد مش همشي وراكم يعني أنا مش فاضي للدرجة دي، بس أنا عامل تتبع للموبايل بتاعك عشان كل ما تدخل المستشفى أعرف وأجيلكم نشوف مين متصاب المرة دي.

كان بيضحك بس لما لقاني باصصلهُ بغيظ وغضب بصلي بتوتر والإبتسامة إختفت، إتكلمت وقولت بتساؤل:

= عامل إي يا عنيا؟

قال بتصحيح وهو بيحاول يبعد عني:

_ والله الموضوع دا من ساعة الحادثة بس ووالدتك هي اللي قالتلي أعمل كدا عشان إنت ممكن تتوه أو يحصل آي حاجة أبقى موجود جنبك.

غمضت عيني بحاول أتلاشى الغضب اللي أنا حاسس بيه وقولت بإبتسامة بعد تنهيدة طويلة:

= والله يا صاحبي مش عارف أشكرك ولا أضربك بس أنا حاسس إني عايز أضربك عشان إنت كل مرة بتيجي في أوقات خاصة وحماسية جدًا.

بعدها جرينا أنا وهو ورا بعض في المستشفى وسط ضحكات ليان اللي أخيرًا لانت وهي في كامل وعيها وكامل حضور ذكرياتنا.

وصلنا البيت بعد ساعة وأخيرًا مفيش حد فيها مُصاب ولا فاقد للذاكرة ولا مجبورين نعيش مع بعض، لأول مرة من ساعة يوم جوازنا تقريبًا بندخل البيت بنفس راضية ومبسوطين وبنحب بعض.

وبعد قاعدة حلوة بيننا كل واحد إعترف للتاني باللي كان مضايقهُ والتصرفات وكل حاجة كانت بتبني بيننا مشاكل، وكل واحد إعترل للتاني بغلطاتهُ واللي مخبيينهُ عن بعض واللي كان كلها بلاوي حقيقية ولكننا خلاص قررنا دي قاعدة هنسمعها في دقيقة وننساها طول حياتنا.

بصينا لبعض وإحنا ماسكين إيد بعض وفي كامل قوانا العقلية عشان نبدأ حياة جديدة مع بعض بكل حب وود، والحقيقة لو كنت دورت في العالم كلهُ على بديل لـ ليان مكنتش هلاقي، هي صاحبة مشواري اللي مش هحب زيها في حياتي ولا عمري هشوف نفس الحب اللي في عينيها ليا في آي عيون تانية.

تعليقات



×