رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل السابع
"والله لتعجَبنَّ
كيف يُقلِّب الله الموازين
لأجل دَعواتك" ❤️
صلوا على نبي الرحمة
_________________
" حسنًا أنا آسفة، حقًا لم يكن الأمر كما تظن فأمي فقط كا ...."
قاطعها انطونيو وهو يبتعد عنها بعنف يضغط على قبضة يده بقوة وهو يتذكر تلك السيدة التي تبذل كل جهدها لأبعادها عنه، وكأنه وباء أو ما شابه ....
" توقفي عن الحديث فأنا أعلم جيدًا كيف هو الأمر روما ؟؟؟ أنا لستُ بأحمق"
زفرت روما بضيق وهي تقترب منه تقف أمام عينه تضم وجهه بين كفيها وهي تناظر عينه بحنان شديد كأم تستسمح طفلها بعدما عاقبته بعنف ...
" حسنًا أنا آسفة، أنت تعلم جيدًا أنني لم أقصد أن ابتعد عنك فأنا اموت كمدًا في بعدك "
نظر انطونيو بعينها ثم قال بهمس متخدر :
" توقفي عن هذا "
" أتوقف عن ماذا ؟؟؟"
أشار انطونيو بعينه ليديها التي تحيط وجنتيه بحنان كبير :
" هذا، أخبرتك العديد من المرات ألا تفعلي ذلك أثناء غضبي منك "
أطلقت روما ضحكة عالية وهي تبعد يدها عن وجهه، تنظر له وهي تفكر أن انطونيو سيظل انطونيو، يود للجميع أن يسير وفق حساباته هو، يحمي الجميع بشكل مزعج ....
" حسنًا ها هي يدي بعيدة عن وجهك، أي شيء آخر ؟؟"
أنهت حديثها بسخرية لاذعة ليبتسم وهو يقترب منها بوجهه متحدثًا بشر وهو يشير للجدار الزجاجي جوارها :
" كم مرة أخبرتك ألا تقومي بهذه الأفعال الصبيانية هنا ؟؟؟"
نظرت له روما ببسمة صغيرة جميلة وهي تعد أصابعها ثم قالت فجأة :
" حسنًا في الواقع لا اتذكر، لكن اعتقد أننا تخطينا الخمسين منذ زمن "
كان انطونيو يراقبها وهي تقوم بتلك الأفعال تلعب على اوتار ضعفه تجاهها بقسوة، ليضرب الطاولة جواره بقدمه وهو يفرغ بها غضبه الذي لا يستطيع أبدًا تفريغه بوجهها :
" تبًا لكِ، سأقتلك روما "
_______________________________
هبط الدرج وهو ينظر لمارتن والذي كان يجلس بكل برود كعادته يحمل حاسوبه يرتشف بعضًا من قهوته باستمتاع يراقب الشاشة أمامه والتي تظهر الحديقة الصغيرة التي تقبع أمام منزل بنية العينين ....
لكنه لم يشعر بجاكيري الذي أتى ليقف خلقه بكل هدوء وهو يشاهد الحاسوب معه بفضول لمعرفة ما الذي يجذب اهتمامه بهذا الشكل، مرت ثوانٍ دون حدوث شيء ومازال جاكيري يقف خلف مارتن يراقبه لينتبه في ذلك الوقت لكلٌ من ماركوس وآدم اللذان خرجا من المطبخ بعدما نالا تقريعًا من سيلين، أشار جاكيري لهم بسرعة بمجرد أن لمحهم يخرجان من المطبخ حتى لا يحدثا صوتًا ...
تحركا الاثنان ببطء ليقفا جوار جاكيري بنظرات فضولية، كانت أعين الثلاثة تمر على الشاشة بكل فضول ومارتن في عالم آخر بعيدًا عن الجميع ...
ركز الثلاثة في الخلف أنظارهم على الشاشة أكثر حينما وجدوا الكاميرا تقترب بشدة من الباب ليقتربوا هم بدورهم من الأريكة التي يقبع أعلاها مارتن.
ثانية....اثنتان ....ثلاثة، ثم فجأة فُتح الباب بشكل مفاجئ ومفزع ليخرج منه شخص بوجه مخيف جعل ماركوس وآدم يصرخان مرتعبين من المفاجأة وهما يعودان للخلف بسرعة كـ ردة فعل طبيعية منهم ليسقط الاثنان على بعضهم البعض وصرخاتهم تعلو في الإرجاء ...
بينما جاكيري كانت ردة فعله على الأمر مختلفة فبمجرد تفاجئه بذلك الوجه المرعب انطلقت يده تعرف طريقها لوجه مارتن وهو يصرخ بغضب :
* يا وغـــد "
سقط مارتن ارضًا من قوة ضربة جاكيري وهو يكاد يبكي من كثرة الضحك على ردة فعلهم، فهو ليس بالغبي حتى لا يشعر بهم يقفون خلفه لذا سريعًا وبحركات أصبع ماهرة استطاع دمج فيديو مراقبته لجولي بفيديو آخر من تلك الفيديوهات التي يظهر بها وجه مرعب فجأة، مستغلًا انشغال جاكيري بتحذير الاثنان ليدمج الفيديوهات وهو يبتسم بخبث ينتظر ظهور ذلك الوجه وبالفعل بمجرد ظهوره حتى صرخ كلاً من ماركوس وآدم ساقطين ارضًا بينما جاكيري ضربه بعنف ليسقطه هو بدروه ارضًا وهو لا يتحكم في ضحكته التي رنت في أرجاء القصر ....
" وغد حقير، تبًا لك ولحاسوبك "
كان ماركوس يتمتم بغضب وهو ينهض من الأرض ليجلس مارتن في الأرض وهو يتحدث ببسمة سمجة :
" هذا حتى تتعلموا ألا تتدخلوا في اموري الخاصة "
اقترب جاكيري من وجهه وهو يقول ببسمة مخيفة :
" اسمع يا رأس الحاسوب أنت، طالما أنك في حدود هذا القصر فلا يوجد شيء يدعى ( أموري الخاصة )، بل امورنا الخاصة، سمعت ؟؟"
أنهى حديثه وهو يعتدل في وقفته ثم تحرك نحو الخارج وهو يقول ببرود :
" سأذهب لانطونيو، فلتنتهوا من اللعب وليذهب كلٌ لعمله "
راقبه الجميع وهو يخرج لينهض مارتن بحنق وهو ينظر لساعته مفكرًا أنه مرّ وقت طويل وهي حتى الآن لم تخرج من منزلها .....
_______________________________
" صباح الخير "
انتبهت جولي لذلك الصوت جوارها، لتتجاهله كليًا وهي تعود للنظر في طبق فطورها تفكر في ذلك القرار الذي اتخذته للتو ...
هي ستعود لوظيفتها السابقة، والتي كانت قد تركتها لقلة الأموال بها، ولكن القليل افضل من اللاشيء ...
" جولي هل يمكننا التحدث ؟؟"
تجاهلت جولي مرة أخرى وهي مازالت تفكر كيف ستعود لما كانت عليه ؟؟؟
" جولي ارجوكِ اسمعيني أنا آسفة، حقًا آسفة، لكن اقسم لكِ أنني منذ ذهبت مع ذلك الحقير لم أهنئ بيومٍ واحدٍ في حياتي، فقد اتضح لي أنه عضو في عصابة وقطاع طرق وقد خدعني و...."
" لا أهتم، حقًا لا أهتم نورسين، أنا سأخرج لانهي بعض الأمور...اتمنى عند عودتي ألا أجدك"
أنهت حديثها وهي تغادر تاركة نورسين تنظر في أثرها بعيون دامعة لا تعلم ماذا تفعل وأين تذهب الآن ؟؟؟ فهي سبق وباعت منزلها واعطت ثمنه لذلك الحقير الذي ادّعى حبها ...
سقطت ارضًا وهي تضع رأسها بين يديها تبكي بوجع وخوف؛ وجع مما هي به، وخوف من مستقبل مجهول .....
خرجت جولي من المنزل وهي تتنفس بعنف تحاول منع دموعها تسير نحو الحديقة الخلفية الصغيرة للمنزل وهي تكرر يصوت مختنق بالدموع :
" يكفي حزنًا....يكفي وجعًا سوف ترحل واغلق ذلك الباب تمامًا، نعم سأفعل واعود كما كنت "
توقفت عن الحديث وهي تتوقف أمام شيء مجهول الهوية مغطى بمفرش ابيض كبير يقبع في أحد أركان الحديقة بعيدًا عن الأعين....
وخلف الشاشة كان مارتن يجلسيراقبها يتحسس الشاشة وهو يقربها لوجهها وكأنه يمسح دموعها ..
" صبرًا يا جميلتي، اعدك لن اجعل تلك الأعين تبكي مجددًا "
انتبه مارتن أنها تقف أمام شيء مغطى غريب ليقترب أكثر وهو يراقبها بفضول ترفع الغطاء عنه ببطء ليتبين له في النهاية الأمر ...
همس بعدم فهم :
" عربة طعام؟؟ حقًا ؟؟؟"
_______________________________
" نعم ؟؟؟"
نظر فبريانو لروبين بغضب وشر وهو يزجرها بعينه آمرًا إياها أن تخفض رأسها حتى لا تصاب، لكنها تستمر في النظر له بغباء كبير ...
صرخ في وجهها وقد بدأت الطلقات ترتطم في سيارته بعنف مهددة إياها بتفجيرها في أي وقت ليغمض عينه بغضب مخيف ثم ودون كلمة واحدة كان يمد يده يجذب روبين بعنف لتجلس أسفل مقعدها وهي تضع يدها على رأسها برعب وقد بدأت تتنفس بعنف شديد تبكي برعب من صوت الرصاص ...
وهو لم يهتم بها بكل كانت عينه فقط على المرآة وهو يرى البعض منهم يخرج جسده من النافذة يصوب نحوه ...
كانت روبين تفتش حقيبتها بهستيرية وهي تكاد تصاب بأزمة قلبية مما يحدث تستشنق دوائها برعب لا تصدق ما تعيشه الآن، تفكر في هوية هؤلاء الذين يطلقون الرصاص عليهم في وضح النهار وامام الجميع، ألا يخشون الشرطة ؟؟؟
" عندما استدير بالسيارة ستفتحين الباب وتقفزين منها "
تحدث فبريانو وهو يتحسس مسدسه ومازالت عينه لم تتحرك من على المرآة وقد ارتسمت بسمة مرعبة على فمه ...
توقفت روبين عن البكاء وهي ترفع رأسها له تتحدث من بين دموعها بعدم فهم :
" ماذا قلت للتو ؟؟؟"
" قلت أن تقفزي بمجرد استدارة السيارة "
" يا صلاة النبي؟؟؟ اقفز بمجرد استدارة السيارة ؟؟؟ مش عايزني اعملك شقلباظ في الجو وانا بنط؟؟ ولا انط سادة كده ؟؟"
نظر لها فبريانو وهو بعض شفتيه بغضب :
" هل تمزحين معي ؟؟؟"
" امزح ؟؟؟ امزح مين يا اهبل أنت، نط ايه اللي انطه ؟؟؟ مركب لاعبة جمباز معاك؟؟؟؟ ده أنا عندي الغضروف، أنا مفاصلي بتطقطق لو اتقلبت وانا نايمة تقوم تقولي اقفزي من السيارة؟؟؟؟ "
نظر لها فبريانو وهو يفتح فمه لا يفهم منها شيئًا، لكنه ابتسم وهو يتحدث ببرود :
" حسنًا ابقي في السيارة "
" آه وماله ابقـ......."
لم تكمل حديثها وهي تشعر فجأة باستدارة عنيفة في السيارة أدت لاختلال جسدها ورجه بعنف لتسقط أسفل قدمه مباشرة وهي تصرخ برعب مما يحدث معها تبحث بهستيرية عن البخاخ الخاص بها وايضًا هاتفها وهي تصرخ بهستيرية وبكاء تتحدث بجدية كبيرة :
" ماما عايزة اودع ماما وبابا واختي و...مين تاني مش عايزة انسى حد أنا هعمل لايف على الفيس لكل اللي عندي و اودعهم "
كانت تتحدث وهي تبحث عن الهاتف حتى تحدثهم وتودعهم، لكن كل ذلك توقف وهي تشعر بالسيارة تتوقف فجأة وهو يخرج منها بعنف شديد....
هبط فبريانو من السيارة بعدما توقف بها قاطعًا الطريق على الذين يلحقون به يخرج مسدسه وهو يجهزه وبمجرد خروج اول شخص بهم، حتى كانت رصاصة تتوسط رأسه لترديه قتيلًا ...
ابتسم فبريانو بسمة مخيفة يتحرك باستمتاع شديد صوب السيارة وهو يحمل سلاحه ثم فتح الباب فجأة ليجد أن اللذين بها كانوا يبحثون بخوف عن الرصاص الذي كان ساقطًا في أرضية السيارة ...
"مرحبًا، ارجو ألا أكون قد قاطعت شيء مهم ؟؟"
لم يكد أحدهم يفتح فمه حتى كان يلحق بالاول وهناك رصاصة في نفس المكان بالضبط ليفتح الثالث عينه برعب وهو يرفع مسدسه في وجه فبريانو الذي ابتسم بسمة مخيفة مطلقًا رصاصة على يده قبل حتى أن يفكر في إطلاق رصاصة ثم سحبه بعدها بعنف من السيارة وهو يجعله يستند على السيارة يمسك فكه بعنف هامسًا :
" من الذي ارسلك يا هذا ؟؟؟"
نظر له الرجل وهو يرتجف ولم يجب ليبتسم له فبريانو ثم رفع مسدسه يصوبه نحو رأسه وما كاد يطلق الرصاصة عليه حتى سمع صوت يأتي من جهة سيارته ....
فتحت روبين باب السيارة بعنف متجاهلة صوت الرصاص في الخارج وهي تخرج رأسها من السيارة تتقيأ بسبب حركة السيارة المزعجة التي جعلتها تشعر بدوار ....
كان فبريانو على وشك إطلاق الرصاص حتى سمع صوت روبين تتقيأ لينظر صوبها وهو يرمقها ببرود وهي تتقيأ بعنف شديد تلعنه وتسبه بكل ما تعلم من سباب ....
قلب فبريانو عينه بضيق ثم نظر للشاب وهو يتحدث بملل :
" حسنًا سأراعي مشاعر تلك الحمقاء ولن اقتلك أمامها، لذا اذهب لمن ارسلك وأخبره ألا يمزح معي مزاح ثقيل كهذا مجددًا، وأن يرسل في المرة المقبلة رجالًا استمتع بقتالهم ."
أنهى حديثه وهو يضرب رأسه في السيارة بعنف ثم تركه وتحرك لسيارته يصعد إليها ببرود يراقبها تسعل بشدة وهي تبكي مما رأت ثم اعتدلت وهي تنظر له بتعب قائلة :
" من هؤلاء وماذا يريدون منك ؟؟؟"
ابتسم فبريانو ثم تحرك بالسيارة ببرود وهو يردد على مسامعها أسخف سبب ممكن يمازحها ببرود ...
" هؤلاء بعض المزارعين الذين كنت اعمل معهم قديمًا، وهم كانوا فقط غاضبين لأنني في المرة الأخيرة نسيت أن اروي محصول البطاطا لهم "
أنهى حديثه وهو يطلق ضحكات رنانة في السيارة جعلتها ترمقه برعب شديد وهي تفكر مليًا في أمر مساعدته .........
_______________________
" هل أنت مستعد ؟؟؟"
تساءل جون وهو ينظر لرفقة التي كانت تحدق في المبنى العملاق أمامها بانبهار شديد وهي تتحدث بعدم تصديق ...
" لا تخبرني أننا سنعمل هنا ؟؟؟"
ابتسم جون وهو يدفعها من ظهرها لتنتفض هي سريعًا بعيدًا عنه، تسمع صوته الهادئ وهو بجيبها مشيرًا للشركة أمامهما :
" نعم هذا هو مقر عملنا، هيا حتى لا نتأخر"
أنهى حديثه وهو يتحرك صوب الباب تاركًا إياها ما تزال تنظر للباب بانبهار شديد وفكها يكاد يلامس الأرض أسفلها، لكنها أفاقت على صوت جون العالي من داخل المبنى ...
" هيا اسكندر توقف عن التحديق سنتأخر "
أفاقت من أنبهارها الغبي ذاك وهي تتحرك صوب الباب بسرعة وبسمة متسعة وحماس شديد لبدأ العمل في الشركة وهي تتنفس قائلة بفرحة كبيرة :
" شكلها كده بداية مبشرة ...."
_____________________
" اقسم إن اقتربت خطوة إضافية لاصرخن بأنك تحاول الاعتداء عليّ "
رفع انطونيو حاجبه بسخرية ثم وفي ثواني فقط كان يكتف يديها خلف ظهرها وهو يقربها منه يهمس ببسمة خبيثة :
" حسنًا اصرخي جميلتي، لا أهتم"
زمن روما شفتيها بضيق وهي تدرك جيدًا أنه لا يمزح وحقًا هو لا يهتم لما تقول، أو حتى يهتم لأحد ...
" حسنًا اترك يدي لارحل قبل أن تنتبه امي لغيابي "
" لم ننتهي بعد يا جميلة الجميلات "
نظرت روما لعينه لتراها تشتعل بغضب شديد، هو حقًا غاضب الان ولا يمزح لذا صمتت وهي تستمع له يهمس بشر :
" هل تعلمين ما فعلتي للتو ؟؟؟؟"
نظرت هي بخوف من نبرته تهز رأسها بلا، ابتسم هو بسخرية وهو يشير للجدار جوارها والذي كان قد غطاه بستارة مع دخوله للغرفة حتى لا يراه أحد في الغرفة الأخرى ....
" بينما أنتِ تقفزين كقرد أجرب كان رجالي يحدقون بكِ"
شهقت روما بعنف من تشبيه ذلك ولما فعلت دون وعي منذ قليل، لكنه لم يتوقف وهو يضرب الطاولة مجددًا بغضب شديد :
" وذلك الحقير نعتك للتو بالمثيرة ...."
" مهلًا، أنا مثيرة بالفعل و...."
" واللعنة لا يهمني، أنا فقط من يحق له قول ذلك لا أحد آخر، أنا أفكر جديًا في سجنك في القصر الشمالي ..."
ابتسمت روما بعدم تصديق لما وصل له تفكيره لتمد يدها تربت على خده بلطف مرددة :
" حسنًا يا عزيزي فقط أهدأ فأفكارك بدأت تأخذ منحنى خطر ...أنا حقًا لم اقصد، الفتاة في الخارج أخبرتني أنك مشغول ولم تقل أنك في اجتماع ..."
مسح انطونيو وجهه بغضب شديد وهو يبتعد عنها حتى لا يضعف أكثر :
" تبًا لكِ ولها، بسببكما سأخسر واحدًا من افضل الموظفين هنا "
نظرت له روما بحزن وهي تقترب الجزء الذي ابتعده :
" لا لا انتظر ارجوك لا تطرده لأجلي، أنا آسفة "
تحرك انطونيو وهو يخرج من الغرفة قائلًا بلا اهتمام وبكل جدية :
" لا تقلقي أنا لن اطرده بل سأقتله ..."
نظرت روما في أثره بصدمة كبيرة وهي تفتح عينها لا تصدق إلى أين قد يصل بشره ...لذا سريعًا تحركت خلفه وهي تنادي عليه بغضب شديد، فهي لن تسمح له بذلك ولو على جثتها ....
" أنت يا سيد توقف عندك هما وإلا اقسم أن ......."
توقفت عن الحديث وهي تفتح عينها بصدمة ترمق ذلك الذي كان يأتي من نهاية الممر وحوله العديد من الرجال يحدثهم بجدية كبيرة، ركضت روما سريعًا تختبئ خلف انطونيو حتى لا ينتبه لها ذلك الشخص، لكن كان الوقت قد فات لتستمع لصوته وهو يخرج متعجبًا من وجودها هنا :
" روما ؟؟؟ ماذا تفعلين هنا ؟؟"
نظر انطونيو خلفه لروما بحاجب مرفوع ثم عاد بنظره لذلك الشاب وهو يرمقه من أعلى لاسفل متحدثًا بنبرة مخيفة :
" يبدو أنه كان لديكِ رفقة جيدة خلال تلك السنوات روما الصغيرة ......"
_________________________
توقف جاكيري بسيارته وهو يتحرك بها عكس اتجاهه فهو كان على وشك الوصول للمخازن الخاصة بهم حتى يتأكد من البضاعة، لكنه تلقى اتصالًا من سكرتيرة انطونيو تبلغه بالذهاب الاجتماع بدلًا منه لأنه على حد قولها مشغول للغاية الآن في أمر مهم .....
سمع رنين هاتفه ليخرجه ويرى المتصل، قلب عينه بضيق شديد وهو يفتح المكالمة يرد بصوت ضجر من محدثه :
" نعم (دي ) هل حدث شيء لتحدثيني ؟؟؟"
ابتعدت المدعوة دي عن احضان ذلك الرجل الذي كان جسده يمتلئ بالوشوم بشكل يثير اشمئزاز الرائي وايضًا يضع العديد من الحلقات المعدنية في وجهه واذنه ....
" مرحبًا يا عزيزي أنا أيضًا اشتقت لك "
ابتسم جاكيري بملل وهو يغلق الهاتف في وجهها دون كلمة مسبقة فهو ليس في مزاج يسمح له بحديث تلك الحقيرة، والتي يعلم جيدًا لِمَ تدور حوله كأفعى سامة، وهو ليس بالاحمق حتى يقع لها، حسنًا ربما كان ليفعل إن كانت جميلة بعض الشيء .
ضحك بسخرية من نفسه وهو يتوقف بالسيارة الخاصة به، يخرج منها بكل هيبة يرتدي ثياب شبابية كعادته فهو ابدًا لا يحب ارتداء البذلات الرسمية ...
التقى جاكيري نائب أخيه الخاص بفرعه وهو ينتظره على باب الشركة ليتحركا معًا صوب الباب بملامح صخرية يحسن جاكيري ارتدائها في الوقت اللازم وهكذا بالفعل يخفي خلفه ملامح أكثر من مخيفة ....
دخل الاثنان لمكتب كبير خلف إحدى السيدات وهي تشير لهما أن ينتظرا حتى يفرغ مديرها مما يفعل، ثم بعدها تحركت صوب الخارج بخطوات هادئة رزينة .
تاركة جاكيري يدور بعينه في جميع انحاء المكان بملل شديد يستمع لصوت النائب جواره وهو يخبره بكل جدية عن أمر الاجتماع ....
ثوانٍ وكان يتقدم منهما رجلٌ يظهر عليه ملامح الكبر ورغم ذلك كان يبدو بصحة جيدة رغم ملامح العجز التي خطت بأثرها على وجهه ..
هكذا فكر جاكيري وهو ينهض ليصافحه مبتسمًا له بسمة صغيرة متحدثًا بهدوء وتحفظ شديدين :
" اخي يعتذر لك عن المجئ وذلك لخروج أمر طارئ له، لذا أنا من سأكمل الاجتماع معك "
" نعم اعلم ذلك فقد حدثني السيد انطونيو منذ قليل وشرح لي الأمر ...هيا تفضل معي لطاولة الاجتماعات "
تحرك جاكيري معه يجلس على الطاولة وجواره نائب انطونيو وفي المقابل يجلس مدير الشركة ليبدأ الجميع في التحدث بكل جدية ......
_______________________
كانت تتحرك في الشركة وهي تقوم بطباعة الاوراق لهذا ومساعدة هذه وتحضر القهوة لذاك ، لينتهي بها الأمر مرتمية على أحد المقاعد بتعب تهمس بتذمر شديد :
" هو أنا هقضيها في الشغل الاهبل ده ؟؟؟ أنا مش ساعي هنا عشان يبهدلوني كده "
" هييه اسكندر اذهب واطبع لي هذه الـ...."
توقفت الفتاة عن التحدث لرفقة وهي ترى انتفاضة جسد رفقة وهي تصرخ في وجهها بجنون لم تتحكم به :
" تبًا لكِ ولاوراقك، اذهبي واطبعيها لنفسك فأنا لستُ خادمًا هنا "
أنهت حديثها وهي تتنفس بعنف وقد ألقت بكل حديثها في وجه الفتاة التي بهت وجهها بشدة لتجرأ ذلك الشاب على الصراخ في وجهها هكذا، لتقوم وفي غفلة عنه بلطمه على صدغها بعنف ....صفعة أرجعت رأس رفقة للخلف بصدمة وهي تستمع لصراخ الفتاة في وجهها :
" اللعنة عليك وعلى امثالك يا حقير ...من تظن نفسك للصراخ في وجهي هكذا ؟؟؟؟ أنت مجرد موظف حقير اتينا به ليساعدنا في تسهيل أمور العمل وليس لتدير الشركة يا لعزيزي "
أنهت حديثها وهي تتركها متسعة الأعين مما قالته تنظر بصدمة لجون الذي جاء على صوت الصراخ وسمع كل شيء يحدث، اخفض جون رأسه ارضًا بخجل من نظرات رفيقه.
بينما رفقة تحكمت في دموعها بصعوبة كبيرة وهي تتحرك للخارج بخطوات بطيئة لتمر جوار جون تقول بصوت مختنق لحبسها الدموع :
" لا تدعني أرى وجهك مجددًا "
أنهت حديثها وهي تركض صوب المراحيض تود أن تختلي بنفسها حتى تفرغ شحنة البكاء داخلها، دخلت الحمام بسرعة دون أن تنتبه أنها قد دخلت لحمام الفتيات وهي بهيئة رجل ....
وفي المكتب سمع الجميع صوت عالي جعلهم ينتفضون برعب ...
" ما الذي يحدث في شركتي ؟؟؟؟"
استدار الجميع برعب لصوت مديرهم الذي دبّ الرعب في قلوبهم وجواره يقف هو بهيئة غير مبالية بالمرة بما يحدث، وتحرك بهدوء تاركًا المدير يصرخ في أوجه الجميع كمدرس يعنف طلابه...
توقف أمام المرحاض ليسمع صوتها تبكي في الداخل بعنف، نفخ باستهزاء وهو ينظر للوحة المعلقة والتي تدل على أن ذلك مرحاض الفتيات ....
" تلك الغبية، تنسى أنها شاب في أعين الجميع "
وبلا تردد فتح الباب ليدخل المرحاض ثم أغلقه من الداخل، حتى لا يدخل أحد عليهم....
تحرك ببطء ثم جلس على الرخام الذي يحيط بالاحواض يراقب الباب الذي يصدر بكائها من خلفه بكل برود شديد ينتظر أن تنتهي من وصلة البكاء تلك، لكنها ابدًا لم تنتهي بل ازداد بكائها حدة ...
____________________
توقف بسيارته وهو ينظر لها يرى جيدًا أن ملامح الرعب مازالت تستوطن وجهها، لكنه للحق لا يهتم...
" حسنًا، هذا هو العنوان الذي أمليته عليّ "
ابعدت روبين عينها من عليه بصعوبة وهي تنظر للمحل أمامها تفكر مطولًا في أمر ما ثم وفي ثوانٍ كانت تفتح باب السيارة وهي تخرج منها تصرخ برعب شديد تتحرك بعيدًا عنه ...
" الحقوني ...قتال قتلة ...الحقوني يا ناس ده قتل الرجالة كلهم ...الحقوني قتال قتلة"
كان فبريانو يراقبها من سيارته بعدم فهم وهو يراها تركض في الساحة التي تتوسط المكان والتي تحتوي على نافورة في المنتصف يقف جوارها بعض الأشخاص الذين انتبهوا لصراخها المجنون هذا ...
مسح وجهه بضيق شديد فهو حقًا لا قِبل له بالتعامل مع هذا الجنون طويلًا، هبط من السيارة ليقف جانبًا يتسند بكتفه على أحد الجدران يراقبها تركض أمامه بشكل جعله يكاد ينفجر ضاحكًا، وأثناء دورانها ذاك اصطدمت به لتفتح عينها برعب شديد وهي تتراجع للخلف :
" أنا معملتش حاجة والله متقتلنيش "
قلب هو عينيه بضيق وهو يسحب يدها صوب السيارة ليعلو صراخها برعب شديد :
" النجدة ساعدوني، سيقتنلي ارجوكم ساعدوني "
نظر لها الجميع بصدمة من حديثها ليتحرك أحد الرجال صوبهم وهو يصرخ في وجه فبريانو بقوة وبلغة إيطالية لا تفقها هي :
" أنت اترك الفتاة وشأنها، ماذا تظن نفسك فاعلًا ؟؟؟"
نظر له فبريانو نظرة باردة ثم قال وهو يفتح باب السيارة يلقيها داخلها :
" إنها زوجتي وهي تعاني هذه الأيام من هلوسات "
أنهى حديثه دون كلمة إضافية وهو يصعد جوارها بينما هي التصقت في الزجاج خلفها وهي تبكي بخوف شديد منه :
" ارجوك لا تقتلني، أنا لم أقدم على اذيتك "
زفر فبريانو ثم اقترب منها فجأة مما جعلها تعود أكثر وتلتصق بشكل كبير في الباب تغمض عينها بخوف تنتظر أن يذبحها ويتخلص منها، لكنه لم يفعل بل ببساطة همس جوار أذنها بنبرة مسكينة أجاد صنعها :
" هيا روبين، أنه أنا فبريانو البستانيّ الشهم، هل تظنين أنني قد أقبل يومًا على حمل سلاح؟؟؟ أنا اخاف من الدماء حتى "
أنهى حديثه بنظرات بريئة مخيفة للحق .
فتحت روبين عينها ببطء وهي تراقبه كيف كان قريبًا منها بهذا الشكل تهمس بخوف وما زالت دموعها تملء عينها :
" لكنك للتو قتلتهم "
" أنا لم اقتل أحد، بل ذهبت للتحدث معهم بهدوء، وأثناء الحديث حدث تشاجر بينهم وبين أنفسهم ليقتل أحدهم الآخر، و أنا ليس لي يد بذلك، والدليل على ذلك أنني لم أُمس بسوء، فلو كنت معهم بنفس القتال كنتِ على الأقل وجدتيني مصاب ببعض الطلقات صحيح ؟؟؟"
هزت روبين رأسها ببلاهة قليلًا وهي تفكر في الأمر، كيف يخرج من هكذا معركة دون أن يصاب حتى بخدش ؟؟؟
ابتسم فبريانو بسمة صغيرة وهو يبتعد عنها مربتًا على وجنتها :
" احسنتِ صغيرتي ...."
ابتعد عنها وهو يعتدل أمام المقود يردد :
" والآن سأخذك لتناول الطعام فليس لدي وقت للبحث عن عمل لأننا مضطر للعودة "
اعتدلت روبين في جلستها بعدما أفاقت من الخدر الذي تلبسها من قربه تتنفس بعنف شديد مخرجة البخاخ الخاص بها وفي رأسها تردد، كيف لقربه أن يخطف أنفاسها هكذا وهي التي حتى في حالتها السابقة والتي كانت تصرخ فيها مرتعبة لم تشعر بالاختناق كما الآن جواره...
" ولكنني كنت أريد أن نجد لك عمل اليوم، حتى اساعدك ولا تعود لذلك المنزل البغيض مجددًا"
ابتسم فبريانو وهو يتوقف أمام عربة طعام يقول بجدية :
" نعم اصبتِ هو منزل بغيض بالفعل وجميع من يسكنون به اوغاد ... لكن لا بأس سأتحمل حتى نجد عمل، والآن لنتناول شيئًا قبل العودة "
أنهى حديثه وهو يتوقف أمام عربة الطعام يأخذ منها ما يريد ثم صعد للسيارة وتحرك بها وهو يمد يده بالطعام لها لتبتسم وهي تأخذه منها هاتفة بسعادة كبيرة لمبادرته تلك :
" شكرًا لك أنت لطيف للغاية "
" تبًا لكِ أخبرتك ألا تناديني باللطيف "
تناولت روبين قضمه من الطعام بيدها بشهية كبيرة وهي تردد بصعوبة لانتفاخ خدها من كثرة الطعام :
" حسنًا أنت حقير ولست لطيف "
ابتسم فبريانو بسخرية وهو يتحرك يوصلها لمنزلها حتى يستعد لرحلة المساء مع جده ....
" نعم حقير، وحقير كبير طالما أنني انحدر من آل فوستاريكي فأنا وغد حقير، تذكري هذا "
___________________________________
مدت روما يدها المرتجفة لتمسك بذراع انطونيو حتى لا يتهور ويفعل شيء لذلك الشاب، الذي كانت تسبه في نفسها مائة مرة، تلعن تلك الصدف التي جعلتها تلقاه ...
" انطونيو أهدأ إنه فقط....."
توقفت عن الحديث وهي تشعر بانطونيو ينفض ذراعها عنه بغضب ثم وجه أنظاره للشاب وهو يتحدث بنبرة هادئة تخفي خلفها براكين تشتعل وهو يفكر في نوع العلاقة التي تجمع بين ذلك الاحمق وروما، ليس الأمر وكأنه لا يثق بها، بل لأنه يشتعل غيرة عليها، ألا يحق له الغيرة ؟؟؟ ألا يحق له أن يحرق العالم من حوله إن وجد متحاذق كهذا يقترب من فتاته ؟؟؟
" من أنت و كيف تعرفها ؟؟؟"
رفع الشاب أنظاره لانطونيو بعدم فهم لنبرته تلك ثم فتح فمه ليتحدث بهدوء غير مبالي له وهو ينظر لروما :
" وما شأنك أنت يا سيد فأنا صديق لعائلتها، لِمَ تتدخل بيننا الان ؟؟؟"
ابتسم انطونيو بسمة مميتة ثم اقترب منه خطوات دبت الرعب في أوصاله، يضع يده على كتف الشاب وهو يبتسم له بسمة مخيفة :
" عد من حيث اتيت يا عزيزي فأنا لا أريد اذيتك صدقني "
شعر الشاب بإهانة شديدة من حديث انطونيو ليفتح فمه يتحدث بعنف وجدية في نفس الوقت :
" من أنت يا سيد حتى تحدثني بذلك الشكل؟؟؟ ألا تعلم مع من تتحدث ؟؟؟"
" صدقني من صالحك ألا اعلم، فأنا وقتها سوف انهي عائلتك كلها لذا ارحل ولا تدعني أرى وجهك مجددًا "
فتح الشاب عينه بصدمة وهو ينظر لروما التي كانت ترمق انطونيو بهدوء شديد فهي اعتادت الأمر منه وحقًا لا تهتم لشيء سوى أن هذا المتحاذق قد يذهب ويخبر والدتها، فهو ابن رفيقتها ....
" اسمع يا سيد ربما لا تعرفني، و أنا لا أريد اذيتك، أنا هنا لعمل صفقة كبيرة مع السيد فوستاريكي، صفقة ستجعله يجمع ارباحًا لم يكن ليحلم بها يومًا، ولا أظن أنه سيكون سعيدًا إن سمع أنك اغضبتني "
ابتسم انطونيو باستخفاف وهو يمسك بيد روما يجذبها للمكتب الخاص به تحت انظار ذلك الشاب التي تكاد تحرقهما :
" والسيد فوستاريكي يخبرك أنه سيعلن إفلاسه ولن يتعاقد مع شركتكم، هيا ارحل من هنا "
نظر الشاب للباب الذي أغلق بعنف شديد في وجهه بشر ليفتح عينه فجأة وقد أدرك حديث ذلك الرجل، ينظر جانبه لمستشاره :
" ماذا يقصد بحديثه ؟؟؟"
هز المستشار رأسه بملل من ذلك الشاب المستهتر :
" الذي كنت تحدثت هو نفسه السيد فوستاريكي "
ابتلع الشاب ريقه بخوف وهو يشعر بحبيبات العرق تغرقه من كثرة توتره وهو يتخيل ردة فعل والده إن علم بأنه للتو أفسد صفقته العظيمة التي كان يعقد عليها آماله كلها ...
" ولِمَ لم تتحدث يا غبي، تركتني افسد الأمور وأنت فقط تشاهد ؟؟؟"
صمت ثم أردف بتوتر شديد يفكر في حل للمشكلة قبل أن يعلم والده :
" حسنًا أنا علمت سابقًا أن هناك تسعة أحفاد في هذه العائلة ولكل منهم فرع، يمكننا الذهاب لآخر ونقنعه بـ...."
قاطعه المستشار وهو يضرب كف بكف يرحل مستاءً :
" ذلك الذي اغضبته للتو هو أكبرهم ويعتبر بمثابة قائد لهم، ولا تحلم أن يخالفه أحدهم ويتعاقد معك ..."
أنهى حديثه وهو يرحل تاركًا إياه يقف في المكان يناظر الباب بعجز لا يعلم ماذا يفعل ليأتي في رأسه أن يتحدث مع روما ويخبرها أن تتوسط لها عنده ....
__________________________
كان يجلس وهو يبتسم عليها تقف بعربة طعام في إحدى الحدائق، فهو هكذا يراقبها منذ ساعات بعدما رأى أن يقوم بعمله هنا بدلًا من الشركة، فأحضر حاسوبه ووجد مكان له أسفل إحدى الأشجار وجلس في مكان يتوارى عنها يراقبها تبيع الطعام والحلوى للاطفال هناك ببسمة صادقة لأول مرة يراها على وجهها منذ فترة طويلة ...
" حلوى تبيع حلوى، الرحمة "
أنهى حديثه وهو ينتزع عينه بصعوبة من عليها يحاول إتمام عمله قبل أن يقع تحت يديّ انطونيو الذي لن يرحمه إن لم ينتهي من الأمر فهو أوكل له تحديث جميع أنظمة امان الشركات والقصر ...
فجأة سمع صوتًا ذكوريًا في الافق ليرفع عينه من على حاسوبه يراقب ذلك الرجل الذي كان يقترب منها ببسمة هادئة ينوي الشراء منها بعض الأطعمة لحبيبته التي تنتظره على بعد لا بأس به من العربة، لكن لم يكد يصل العربة حتى نظر مارتن بشر لبعض الرجال يقفون على بعد منها ليتقدم أحدهم فورًا وهو يقطع طريق الرجل الذي كان في طريقه لعربة الطعام ...
" معذرة يا سيد لِمَ تقف في طريقي هكذا ؟؟؟"
تحدث الرجل الآخر ( أحد رجال مارتن ) :
" هلّا تحركت معي يا سيد فأنا اريدك في أمر هام "
" أي أمر هام هذا؟؟؟ أنا حتى لا اعرفك، ابتعد اريد شراء الطعام "
تحدث الآخر بآلية وهو يسحبه خلفه قبل أن تلمحهم امرأة سيده وهو يقول بصوت صخري لا حياة به :
" وهذا بالتحديد ما أود التحدث به "
ابتسم مارتن من بعيد وهو يراقب ابتعاد الرجل، فهو يجلس هنا يراقب كالصقر حتى يمنع أي رجل حقير تسول له نفسه أن يقترب منها ...
ابتسم برضا وهو يعود بعينه للحاسوب، لكن فجأة اخترق صوت صراخ أذنه وهو يسمع صوت امرأة وصوت جولي كذلك الأمر ويبدو أن السيدتان تتشجران ...
رفع عينه ليشاهد الشجار باستمتاع شديد، يراقب عودة القطة بنية العينين الشرسة خاصته ...
" أخبرتك أن هذا مكاني أنا يا سيدة لذا تحركِ أنتِ وعربتك بعيدًا قبل أن أفعل ما لا يعجبك يا صغيرة ...
نظرت جولي للسيدة من أعلى لاسفل ثم ابتسمت بسمة مصطنعة وهي ترد عليها :
" حسنًا اود رؤية ذلك "
فتحت السيدة عينها بشر وهي ترمق جولي باستخفاف ....
ثم رحلت وهي ترميها بنظرات لا تنبأ بالخير، لكن كل ذلك كان تحت عينيه هو يراقبها كيف تتوعد لبنية العينين بشكل أثار تهكمه ....
عاد مجددًا لعمله وهو ينغمس به لتمر ساعة تقريبًا لا يشعر بها بمن حوله سوى بضع مرات كان يرفع عينه يراقبها وهي تلاعب الاطفال مكتشفًا بها جزء آخر لطيف بها ...
ابتسم وهو يضغط على أحد الازرار يرمق الشاشة بانتصار شديد وهو يراقب عملية التحميل واخيرًا سينتهي من الأمر بعد عمل يومين كاملين ...
كانت عينه تمر على الخط الذي يظل على وقت التحميل بنفاذ صبر يريده أن يكتمل حتى يغلق حاسوبه وينتبه لجميلته، وها هو قد انتهى نصف التحميل تقريبًا لترتسم بسمة واسعة على شفتيه سرعان ما انمحت بسرعة وهو يشعر بجسد يرتمي عليه بعنف شديد أدى لإغلاق الحاسوب بقوة لدرجة شك أنه كُسر وما كاد يرفع عينه يراقب ذلك الذي تجرأ و أضاع تعب أيام ...
شعر فجأة بتصلب جسده تحت لمساتها، يشعر بها تضمه بعنف إليها، تلك الرائحة هو يعرفها جيدًا فهي تخصها هي وحدها ....
" ارجوك ساعدني ...."
أخرجه صوتها الملتاع الباكي من غيمة أحلامه الوردية التي انتقل إليها فورما اشتم رائحتها لاعنًا في سره العمل والحاسوب وكل شيء، إن كانت النتيجة عناق كهذا .....
_____________________
خرجت من المرحاض بعدما فرغت من بكائها وافرغت كل أحزانها، وقد أخذت قرارها الاخير فيما يخص حياتها تلك ...
سوف تستقيل من هذه الوظيفة التي خدعها بها جون واخبرها أنها وظيفة مترجم، لكن لم يخبرها أنها وظيفة ساعي فقط، لقد خدعها و خدع أخيها ...
مسحت دموعها وهي تفكر جديًا في العودة لبلدها واخيها، فجحيم بلدها خيرٌ من جنة غربتها ...
خرجت وهي تمسح عيونها الحمراء بقوة لترفع عينها ترجو الحوض حتى تغسل وجهها، لكن فجأة شهقت بعنف شديد كاد يوقف قلبها جزعًا لرؤيته يجلس على الرخام بكل برود وهو يضع يده اسفل ذقنه يراقبها
عادت للخلف بتوتر تضع يدها على قلبها برعب وهي ترفع عينها له، تحاول أن تخرج من تلك الحالة مخبرة نفسها أنها أضحت تتخيله، هذا ما كان ينقصها ....
أغمضت عينها بشدة وهي تتجاهل ذلك الهاجس تتجه صوب الحوض مجددًا غير سامحة لافكارها في ذلك الوسيم أن تأخذها لمنحنى تخيله أيضًا ...
" هل انتهيت من البكاء ؟؟؟؟؟؟"
فتحت عينها بصدمة وهي تنظر جوارها لصورته تبتلع ريقها وهي تعود للخلف تقتنع نفسها أنها تتخيل، لكن رؤيته وهو يتحرك من الحوض صوبها حتى أصبح على بُعد شعرة منها جعلتها تدرك أنه حقيقة، لكن كيف ؟؟؟
" هل انتهيت من رثاء نفسك كضعيف متخاذل ؟؟؟"
ودون أن تشعر سقطت دموعها مجددًا بعدما ظنت بكل غباء أنها أنهت جميعها في الداخل ...
" ما الذي تفعله هنا ؟؟"
تجاهل جاكيري حديثها وهو يبادلها بسؤال آخر :
" لِمَ لم ترد لها الصفعة في التو؟؟؟؟"
فتحت رفقة عينها بصدمة وهي تتخيل أنه شاهد وضعها المزري منذ قليل، نظرت ارضًا وهي تحاول تمالك نفسها :
" لا يمكنني ضرب امرأة، سيُعد هذا قلة احترام مني "
خرجت ضحكة عالية من جاكيري وهو يراقبها ويراقب الاحمرار الذي غزى وجنتها ...
" حقًا يا لك من شهم !"
" ماذا هل تسخر مني ؟؟؟ لا يوجد رجل يضرب امرأة لذا لا تتـ..."
أنا أفعل..."
قاطعها بكل جدية ولا مبالاة لتفتح فمها بصدمة كبيرة تردد :
" تضرب امرأة ؟؟؟"
" واقتلها إن لزم الأمر طالما فعلت ما لا اغفره "
شحب وجه رفقة وهي تفكر أنها يجب أن تبتعد عن ذلك الشاب فهي لا تضمنه حقًا ولا تنسى أنه يحمل سلاحًا أيضًا....
فجأة انتفضت وهي تستشعر يده الباردة ضد بشرتها الحمراء الملتهبة بسبب الصفعة ...
" تبًا لتلك الـ***** ، لقد تركت اثرًا على بشرتك الملساء يا فتى "
كانت رفقة تناظرة في البداية بخدر حتى ذكر هو آخر جملة لتضرب يده بعنف تبعدها عن خدها تسبه في نفسها ...
ضحك هو ضحكة قصيرة وهو يشير لخدها :
" صحيح كيف نمت لحيتك بهذه السرعة أنا لم انتبه لها سوى الآن ؟؟؟"
فتحت رفقة عينها وقد الجمها سؤاله لا تعرف كيف تجيب عليه لتحاول إيجاد أي حجة تجيبه بها لكنها لم تجد شيء قد يبرر شيئًا كهذا ...
وهو للحق لم يهتم كثيرًا وهو يقترب منها يمسك يدها ثم نظر في عينها وهو يقول بجدية كبيرة :
" يا فتى ما هي وظيفتك هنا ؟؟؟"
نظرت رفقة ليده التي تمسك يدها ثم جذبتها منه سريعًا وهي تتحدث بحنق شديد :
" المفترض أن أعمل مترجم هنا، لكن وجدت نفسي اعمل كـ ساعٍ "
ابتسم لها جاكيري ثم قال ببساطة :
" جيد عينتك مترجم عندي "
نظرت له بصدمة ولم تكد تستفسر عن مقصده حتى وجدته يقترب منها هامسًا بنبرة جعلتها ترتجف لا تعلم خوفًا أم تأثرًا لقربه :
" تعلّم ألا تترك أحد يقترب منك "
" أنت تقترب مني الآن "
ابتسم جاكيري لها بسمة لم تفهم مقصده بها، لكنها شعرتها خبيثة :
" سواي أنا ......"
ابتعد عنها تاركًا إياها تعيش صراعًا بين نفسها ليمسك يدها فورًا :
" هل تريد الرقص ؟؟؟"
نظرت رفقة ليده بتعجب وهي تنظر للمحيط، رقص ؟؟؟ هنا ؟؟؟ هذا الشاب كل مرة يثبت لها جنونه أكثر واكثر
" رقص وهنا ؟؟؟ ثم ألم تخبرني سابقًا أنك لن تطلب مني أي طلب اخر ؟؟؟"
" ولكنني لم اقسم بذلك ...ثم إن هذه المرة لاجلك وليس لأجلي فأنا اراك حزينًا ذابلًا لذا هيا حرك جسدك الصغير هذا وانس الجميع "
ضحكت رفقة وهي تهز رأسها بيأس من جنونه لتراه يغمز لها وهو يقفز مكانه يرقص بجنون وهي فقط تضحك عليه لتشاركه بعد ثوانٍ في جنونه ذلك وضحكاتها تعلو بينما هو لا يهتم لأحد، مستغلًا أن المراحيض لا تحتوي على الكاميرات ليخرج جنونه، وكم شعر عندما رآها تبكي بالغيظ لعدم ضربها للفتاة، فهو للحظات شعر أن تلك الفتاة صفعت أحدًا يخصه، أعني لقد شاركه جنونه سابقًا إذن بالطبع هو أضحى يخصه ....او يمكن القول تخصه .
_________________________________
في المساء كان الجميع يتحرك من أمام القصر كلٌ بسيارته في منظر مهيب يقذف في قلوب أعدائهم الرعب متجهين صوب المطار حيث طائرة اليخاندرو التي يجتمع بها الجميع بعيدًا عن الطائرة الخاصة بكل واحد فيهم ....
كان كلّ يقود سيارته بسرعة عالية، كلٌ يقود سيارة تعبر عن شخصيته فمنهم من يركب السيارات العالية الرياضية كـ فبريانو، والبعض يقود سيارات شبابية كـ مايك والبعض لا يقود سيارات من الأصل بل يقود دراجة نارية كـ جاكيري الذي كان يسابق الريح بها وهو يضحك بصخب وجنون وخلفه مارسيلو وآدم وقد أصبح الأمر أشبه بسباق ....
تحدث ماركوس وهو يجلس حوار آدم في سيارته :
" هيا أسرع يا رجل كاد يتخطانا ..."
اسرع ادم أكثر في القيادة وهو يحاول تجاوز جاكيري الذي نظر لسيارتهما يبتسم بخبث وفي ثوانٍ كان يسبقه مجددًا وهو يغطي الرؤية عليهم بسبب الدخان الأسود الذي خرج من الدراجة النارية الخاصة به ...
أخرج ماركوس رأسه من النافذة وهو يصرخ بغضب :
" تبًا لك يا لعين ...."
ادخل ماركوس رأسه وهو يصرخ في ادم :
" زد السرعة يا فتى وادهسه ..."
كان جايك يسابق فبريانو جواره وهو يصرخ بصوت عالٍ بسبب اصوات السيارات :
" هيا يا عزيزي لنرى إلى أي مدى يمكنك التحمل "
ابتسم فبريانو ثم غمز له وفي ثوانٍ كان يضرب بسيارته سيارة جايك حتى كادت تنقلب سيارته ليصرخ جايك بغضب وهو يلحق به بعدما استطاع وبصعوبة التحكم في سيارته :
" سأقتلك يا فبريانو، أيها الوغد "
ثواني وكانت جميع السيارات تتوقف في ساحة كبيرة واسعة تقف في منتصفها طائرة كبيرة بعض الشيء وامامها يقف اليخاندرو مع بعض رجاله وبمجرد أن لمح وصول أحفاده حتى صعد الطائر.....
هبط الجميع من سيارتهم وهم يتحركون صوب الطائرة يتقدمهم انطونيو وعلى كلا جانبيه يقبع أربعة من ابناء عمومته وإخوته ...
ابتسم اليخاندرو وهو يراقب أحفاده، يتمتم أنه فقد أبناءه جميعهم، لكن ها هم أحفاده جاءوا ليعوضوه كل ما عاشه سابقًا، والآن حان وقت فتح جميع الدفاتر القديمة والانتقام لمقتل أولاده .....
جلس كل واحدٍ منهم في مكانه المعتاد ليربطوا الأحزمة وتقلع بهم الطائرة حيث وجهتم التالية .....
كان كل واحد يسبح في أفكاره الخاصة ....
فـ انطونيو اغمض عينه وهو يتذكر ما حدث مع روما وكيف أنه صرخ في وجهها لتثبت هي له وللمرة التي لا يعلم عددها أنها تحملته كثيرًا حيث اقتربت منه تربت على وجنته بحنان شديد وهي تخبره أنها ستتركه حتى يهدأ ووقتها ستقتص منه على كل مرة صرخ في وجهها وبعد ذهابها تفرغ هو لجميع الرجال الذين شاهدوها وهي تقوم بحركات مجنونة ....
بينما مارتن كان يبتسم وهو يتذكر تلك اللحظات وهي بين أحضانه فقط لأنها خائفة من بعض الكلاب في الحديقة، يتذكر عيونها التي كانت تكاد تبكي خوفًا وهي تخفي وجهها في صدره .....
اقترب ادم من مارسيلو وهو يهمس له بصوت منخفض :
" هييه مارس ما بهم الجميع كما لو أن الطير على رؤوسهم؟؟"
دار مارسيلو بنظر في أوجه الجميع ليجدهم جميعًا شاردين عدا فبريانو الذي كان يبدو نائمًا لا يهتم لأحد ....
" لا اعلم فهم يبدون كما لو أنهم سقطوا في الحب "
أنهى حديثه لينفجر مايك الذي يجواره في الضحك وهو ينظر للجميع ثم فجأة فك حزامه وهو ينظر حوله يتأكد من أن جده في مقصورة أخرى ليقف في منتصف الطائرة وهو يهتف بصوت عالٍ أفزع البعض وبحماس شديد صاح :
" انتبهوا لي يا اوغاد ....فليوقظ أحدكم ذلك الاحمق فبـ...."
لم يكمل حديثه حتى كانت هناك كأس تمر بجانب رأسه مباشرة لتصدم في الجدار خلفه، رفع عينه لفبريانو الذي فتح عينه بحنق حيث أنه لم يكن نائمًا بل فقط كان يرتاح قليلًا ...
ابتسم مايك ولم يهتم بأن فبريانو كاد يقتله منذ ثوانٍ للمرة المائة بعد المليون ليقول وهو ينظر لمارتن بخبث :
" ما رأيكم أن نلعب لعبة مثيرة؟؟؟"
اعتدل الجميع في جلستهم ليسمعوه وهو يكمل بخبث :
" هيا مارتن اعطني حاسوبك لنبدأ اللعب............"
_________________________________
منذ ولادتهم لم يعرفوا سوى العائلة، والعائلة تأتي اولًا ثم يأتي كل شيء، لذا لا يوجد ما يمكنه تفريقهم أبدًا فهم كحجيم واحد بعدة ابواب، لذا لا يهم من أي باب تدخل فبالنهاية ستجد جحيم......
" فلا تدري من أي باب قد يأتي جحيمك "