رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة السابعة 7 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة السابعة 

_ شيلي السكينة يا ليان دي عليها شيطان.

قولتها بخوف وأنا باصصلها بحذر وتوتر وهي حطاها على رقبتي ومُبتسمة بكل هدوء، إتكلمت بصوت هادي وقالت:

= المرة اللي بتقول إني حاولت أقتـ *لك فيها أنا مش متذكراها ولكن دلوقتي أنا في كامل عقلي ووعيي يا آدم.

إتكلمت بهدوء وأنا باصص للسكينة وببلع ريقي بخوف:

_ طيب أنا عملت إي طيب دلوقتي، إستهدي بالله!

شالت السكينة ولفت قعدت قدامي وهي لسة مسكاها وعينيها باردة زي القتلة المُتسلسلين أو ظهرالي كدا عشان الوضع اللي هي حطاني فيه وقالت:

= إنت عايز إي مِني بالظبط يا آدم، مفكرني عروسة لعبة بين إيديك وقت ما تحب ترجعني ترجعني ووقت ما تزهق مِني تبعدني عنك؟

إتنهدت وقولت بتبرير وضيق وأنا بحاول أداري غيرتي:

_ إنتِ مراتي فـَ طبيعي لما أسمع إنك عايزة تتخطبي لواحد تاني وكمان فارس، لأ معلش بقى ستوب إنتِ شكلك إتجننتي وعايزة تعقلي وأنا هعقلك عادي.

شاورت بالسكينة ناحيتي بنظرة تحديد وقولت بإبتسامة:

_ هعقلك يا روحي يعني هقولك كدا كُخ مينفعش وكدا يعني، هو إنتِ فكرتي حاجة تاني؟

شالت السكينة جنبها تاني وقالت بتساؤل:

= ما أنا جيتلك لحد عندك يا آدم وحاولت معاك، وإنت اللي رفضتني، طبيعي أشوف حياتي أنا كمان وأرتبها من دلوقتي حتى لما أتطلق منك يادوب يبقى كل حاجة متظبطة وعلى نهاية شهور العِدة أتجوز.

إبتسمت بسخرية بداري بيها غضبي وقولت:

_ وحضرتك جديدة في الدين ولا إي، شهور العِدة مينفعش حتى تبُصي لراجل غيري ولا تتفقي معاه كإنك متجوزاني بالظبط لحد ما تخلص يا هانم.

بصتلي بنظرة غيظ وقالت بضحكة سخرية:

= طيب تمام يا سيدي، ممكن ترد على الجزء الأهم بالنسبالي دلوقتي، أنا جيتلك لحد عندك وإنت رفضت يا آدم، يبقى إزاي من الناحية دي رافض وإزاي لما بعدت جاي ترجعني تاني، إنت شايفني إزاي؟

إتنهدت ورجعت راسي لورا شوية وقولت:

_ مش عارف يا ليان، أنا مش عارف أنسى الماضي وحركاتك وفي نفس الوقت مش عايز أخسرك عشان بحبك، أنا بجد تايه ومش عارف إي العمل؟

بصت ليان للأرض شوية بتفكير وبعدين قالت بإبتسامة:

= وهتيجي كمان يومين تقولي لأ مش عايز أعيش معاكِ صح؟

بصتلها بتفكير وسرحان وأنا تايه في عينيها وملامحها اللي بحاول أخليها تهون عليا وتنسيني كل اللي فات منها وقولت:

_ لو فضلتي على نفس ليان دي فـَ أنا بالنسبالي أعيش معاكِ عمري كلهُ، الخوف كلهُ لما ترجعلك الذاكرة شخصيتم هتتغير، أنا خايف يا ليان.

بصتلي وقالت بتساؤل:

= خايف من إي يا آدم؟

رديت بهدوء وأنا لسة سرحان فيها:

_ خايف أحبك تاني يا ليان وترجعي من تاني تكرهيني فيكِ بأفعالك معايا، خايف أتخبط نفس الخبطة مرتين.

إتنهدت ليان وبصت للسقف شوية وبعدين بصتلي وقالت بتساؤل:

= كانت إي أفعالي طيب يا آدم عشان معملهاش تاني؟

بصتلها وضحكت وقولت بهدوء:

_ طيب فالنفترض دلوقتي مش هتعمليها، بس فيما بعد لما ترجعلك ذاكرتك وتفتكري حياتنا السوداوية زي ما أنا إفتكرت، هنعمل إي بقى ساعتها؟

ردت عليا بإبتسامة وقالت:

= مش يمكن من هنا لساعتها شخصيتي بتاعت دلوقتي تقدر تتحكم في الماضي، قول وربنا يسهل لحد وقتها.

إتنهدت وقولت بنظرة حزن نوعًا ما:

_ كنتِ دايمًا بتعايريني يا ليان إني مش قادر أصرف عليكِ زي ما كان بيتصرف عليكِ وإنتِ في بيت أهلك، كنتِ دايمًا بتحاولي تعملي مشكلة من آي حاجة عشان نتخانق وتقللي مِني، مش عارف إي اللي غيرك كدا ولكن الموضوع بدأ من لما بقيت أضغط على نفسي في الشغل واتأخر برا وساعات ببات باليومين والتلاتة، كنتِ بتتخانقي معايا وبتشُكي فيا مع إني كنت بعمل كدا عشان أكفي طلباتك وتبطلي تتخانقي معايا وتعايريني.

بصتلي ليان بحزن وقالت بندم حقيقي:

= حقك عليا يا آدم أنا أسفة، أنا إزاي كنت كدا!
أكيد كنت إتجننت في عقلي!
بس إنت مكنتش بتخونني فعلًا صح؟

بصتلها بملل وقولت بعدم تصديق:

_ أهو هنبدأ تاني، هي هي نفس الشخصية مش هتتغير لو فقدتي الذاكرة مليون مرة.

ضحكت وقالت وهي بتمسكني من دراعي عشان مقومش:

= خلاص تعالى ياعم بهزر معاك في إي، إقعد.

قعدت من تاني فعلًا وقولت بإبتسامة:

_ خلاص نبدأ صفخة جديدة مع بعض؟

مدتلي إيديها بسلام وقالت وهي بتغمزلي:

= صافي يا لبن؟

غمزتلها أنا كمان ورديتلها الإبتسامة وقولت:

_ صافي وبحب.

إبتسمت وبدأنا بعدها نتكلم ونهزر مع بعض وعادت العلاقات صافية مرة أُخرى، قررنا ننزل نشتري حاجات للبيت الفاضي طبعًا لإن الأكل اللي جابوا لينا أهلنا خلص وطبعًا الفضل الأكبر يرجع لـ عمورة حبيبي، وبمجرد ما فكرت فيه ظهرتلي خلقتهُ قدامي.

_آدم صاحبي حبيبي.

حضنني بعشم زي عادتهُ ولكن عشمهُ زايد حبتين كل مرة بيكسرلي عضمة بس، بعدتهُ عني وقولت بإبتسامة غتتة:

= حبيبي، إي اللي جابك هنا يا أخي.

بصلي وبص لـ ليان بإبتسامة واسعة وقال بمشاغبة:

_ الله، عودة العلاقات دي ولا إي؟

إبتسمتلهُ ليان وأنا فضلت باصصلهُ بقرف ومن بعذها حضنني تاني وأنا بحاول أنقذ نفسي وهو بيقول:

_ حبيبي يا صاحبي ألف مبروك ربنا يجعلها أخر الأحزان يارب.

بعدتهُ عني وقولت بفرهدة وسط ضحكات ليان:

= يابني أحزان إي يابني، بُص عشان عادت العلاقات وكدا سيبنا شوية بقى لوحدنا خليك فهيم.

غمزلي وقال وهو ماشي:

_ عيوني يا صاحبي يا حبيبي، ها.

مِشي من قدامنا وإحنا بنضحك عليه وقولت لـ ليان:

= فظيع عمر صاحبي دا، بس بحبهُ والله.

روحنا سوبر ماركت وبدأنا نتسوق شوية وإشترينا حاجات كتير جدًا وطبعًا كنت أنا عربية التنقُل بتاعتها، بالمناسبة كلمة إشترينا دي تعود على تنقية ليان للحاجات والڤيزا اللي هي بتاعتي لكن أنا كنت شيال، وعادي يا جماعة بتحصل في أحسن العائلات وأنا راضي.

خلصنا وخرجنا برا السوبر ماركت وقررنا نطلع الطلبات البيت وننزل تاني نتمشى شوية مع بعض في وسط الشوارع الفاضية من بعد المطرة والبرد دا.

روحنا شارع المُعز اللي محدش في الدنيا بيختلف عليه، قعدنا نتمشى شوية وإحنا بنضحك وجبنا دُرة سخنة تناسب الأجواء الشتوية والقلبين المُحبين جدًا.

بعدها قعدنا في كافيه نشرب حاجة دافية عشان ليان كانت بردت، إتكلمت بتساؤل وقولت:

_ أقلعلك الچاكيت طيب؟

إبتسمت وقالت بإستفزاز:

= لأ مش لايق على الأوتفيت، بعد كدا هتلبس نفس الألوان بتاعتي عشان أعرف آخدهُ براحتي.

رفعت حاجبي وإبتمست بمرح وقولت بتريقة:

_ ومالهُ، دا إحنا عنينا.

ضحكت وبعدها إتنده على إسمي عشان أروح أخد الطلب بتاعنا، روحت وفي الحقيقة ياريتني ما روحت، أصلي نسيت إن أنا وليان مش بيكمل لينا موقف حلو للأخر وخصوصًا بعد ما بشوف خلقة عمر في وشي.

وأنا بستلم الطلب بتاعي ظهرت مريم وخدتني بالحضن والعشم الزايد وهي بتقول بخوف وقلق:

_ آدم حبيبي، وحشتني أوي عامل إي دلوقتي كنت قلقانة عليك موت.

بعدت عنها بخوف وتوتر وبصيت ناحية ليان اللي كانت شافت كل حاجة وبصتلي بغيظ وقامت بسرعة وغضب، قولت بخوف لمريم وأنا كارههة:

= منك لله يا شيخك إي اللي إنتِ عملتيه دا؟

قربت مننا ليان وزقت مريم في كتفها بغضب وقالت:

_ إنتِ إزاي تقربي من جوزي إنتِ عبيطة؟

ردت مريم عليها بإندفاع عشان مدت إيديها عليها وقالت بإستفزاز:

= حبيبتي دا كان هيبقى جوزي بس إنتِ اللي سرقتيه مِني.

بصتلي وقالت بغضب:

_ ما ترد يا حبيبي، ولا إنت عجبك الحضن أوي؟

كنت لسة هرد وأبرر لنفسي بس مريم إتكلمت من تاني وهي بتحط إيديها على كتفي عشان تزيد الطين بلة وقالت:

= والله يا حبيبتي هو جاي أصلًا هنا عشان يشوفني بيننا ميعاد، إنتِ اللي دخيلة علينا.

بصيت لمريم بصدمة وأنا لساني إتخدر ولليان اللي بصتلي بغضب ومشيت من المكان، حطيت اللي كان في إيدي على البار وبعدت مريم عني وأنا بقولها بغضب وعصبية:

_ ربنا ياخدك يا شيخة، أنا طايقك يابومة عشان آجي أقابلك، وربنا لو لمحتك قدامي تاني هزعلك ومش هعتبر إنك واحدة.

جريت ورا ليان ومتجاهل مريم اللي كانت بتندهلي وكانت ليان طلعت برا، طلعت لقيتها واقفة بتعيط ومتسمرة في مكانها، قربت منها وقولت بحذر:

_ ليان يا حبيبتي وحياة ربنا دي كدابة أنا بحبك إنتِ، متخليهاش تأثر فيكِ إحنا ما صدقنـ...

قطعت كلامي لما لقيتها فجأة وقعت في الأرض مُغمى عليها، شيلتها بسرعة وروحت بيها المستشفى.

تعليقات



×