رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة السادسة
_ يعني إنت يا عمر جاي تسألني هتخطب لـ مين كإطمئنان عليا؟
دا كان سؤال ليان لـ عمر اللي كان بيحاول يطلع منها بمعلومات زي ما طلب منهُ آدم، إتكلم عمر بإبتسامة وقال:
= أيوا طبعًا، وبعدين حد يسيب آدم دا حِتة سكرة.
إبتسمت ليان بسخرية وقالت:
_ والله إنت اللي سكر يا عمر، وعرفت منين بقى إني هتخطب؟
إبتسم عمر ببلاهة وقال:
=إي؟
أصل آدم يا حبيبي فضل طول اليوم وهو نايم يتكلم ويقول لأ هتتخطب ويصوت ويعيط، صعب عليا بصراحة وخوفت اسألهُ إنتِ عارفاه مجنون، أو مش عارفاه عشان الذاكرة بس يعني قولت آجي أستفسر منك إنتِ.
إبتسمت ليان بمُكر وقالت بكذب بتحاول تتقنهُ:
_ شخص إنت عارفهُ وآدم عارفهُ كويس أوي، فارس إبن عمي.
كان عمر بيشرب شوية مياه من اللي قدامهُ، بمجرد ما خلصت جملتها شرق وقال بعد وصلة كُحة:
= مين، مش فارس دا اللي كان عايز يخطبك الأول؟
إبتسمت ليان وقالت بهدوء:
_ أيوا، هو أحسن حد هيهتم بيا وبيحبني بجد مش زي صاحبك اللي بايعني.
حاول عمر بتوتر يصلح الموضوع وقال:
= والله آدم صاحبي دا مفيش أطيب ولا أحسن منهُ، دا عبيط مش فاهم فين مصلحتهُ، لكن الأكيد إنهُ بيحبك والله.
قبل ما ترد على عمر من تاني جِه فارس إبن عمها وهو بيندهلها:
_ إي يا روحي اللي موقفك في الشارع هنا؟
بصتلهُ وقالت بإبتسامة:
= مفيش حاجة يا حبيبي عمر بس كان بيسلم عليا.
بصلهُ عمر بغضب وقال بتحذير:
_ خد بالك آدم لو مسكك هيزعلك.
قرب منهُ فارس بإبتسامة سخرية وقال:
= وإنت إي محلك من الإعراب؟
إتوتر عمر شوية وقال بنفس نبرة الغضب:
_ أنا صاحبهُ، خاف على نفسك الفترة الجاية.
بعدها سابهم ومِشي، كنت قاعد في البيت بتابع الشغل اللي فاتني كلهُ وبجهز عشان أنزل من تاني اليومين دول، الباب خبط وقومت فتحت وكان عمر وهو ضارب بوظ شبرين.
دخلنا وبعد ما قعد قولتلهُ بتساؤل:
_ في إي مالك، معرفتش تجيب أخبار ولا إي؟
إتكلم بضيق وبعض من الخوف من إنهُ يتكلم وقال بأسلوب مستسلم:
= بُص أنا هقولك وخلاص، اللي هتتخطبلهُ يبقى إبن عمها اللي كان عايزها قبل كدا.
جزيت على سناني بغضب وقولت بعصبية:
_ فارس!
رد عليا بتوتر وقال:
= وكمان بصراحة الواد بقى ما شاء الله عليه جِتة يعني وإحلو يعني إحنا خسرانين قدامهُ.
مسكتهُ من لياقة هدومهُ بغضب وقولت:
_ يابني إنت مع مين ومين هيخسر قدام مين، أنا هقتـ *لك إنت وهو.
إتكلم عمر بخوف وهو شِبه هيعيط وقال:
= طيب أنا مالي أنا، هو إنت يابني عبيط، شوية مش عايزها ولا عايز أكمل معاها وشوية مش هتبقى لغيري، دا إنت توكسيك بجد يا آدم يعني.
سيبتهُ وزقيتهُ وبصيتلهُ بغضب قبل ما أمسح على وشي بعصبية ولأول مرة في حياتهُ يقول حاجة أقدر أشكرهُ عليها لما قال بعد ما قعد وهو بيكلم نفسهُ:
= مش عارف أنا إي العلاقة دي، يعني مش عايزها ولما جات تشوف حالها بعد ما يطلقها لأ بقى عايزها سبحان الله.
قربت منهُ بسرعة وقعدت جنبهُ وأنا مُبتسم وقبل ما يقوم يجري مسكتهُ وحضنتهُ وأنا ببوسهُ وقولت:
_ لأول مرة في حياتك تعمل معايا حاجة صح، إزاي راحت عن بالي إني لسة مطلقتهاش!
بصلي عمر بإستغراب وقالب بتساؤل:
= وإنت كنت ناسي ولا إي؟
مسكت راسي وأنا بتنهد بسعادة وراحة وقولت وأنا باصص للسقف بعد ما رجعت جسمي لورا:
_ والله كنت ناسي، الحمدلله بقيت متطمن خلاص.
بصلي عمر وقال بتساؤل:
= هتعمل إي دلوقتي يعني؟
إتعدلت فجأة واللي خلى عمر ينتفض ويضرب كف بكف من التوتر وقولت بحماس:
_ هنبدأ السباق أنا وهي ونشوف مين هيكسب.
قومت وسيبتهُ مش فاهم حاجة ونزلت بسرعة وروحت ليها، أول ما والدتها فتحتلي الباب برقت وقالت بتساؤل:
_ إي اللي جابك هنا يا آدم؟
بصيتلها بإبتسامة وعدم فهم وقولت:
= أنا مراتي هنا طبيعي هاجي كل شوية، هي فين؟
مكنتش عايزاني أدخل بس أنا فاهم ليه يعني وهو سبب وجود فارس، تخطتها ودخلت وكانت ليان واقفة وجنبها فارس باصين عليا، بصيتلها وقولت بغضب:
_ قاعدة مع البيه دا ليه يا عسل؟
قرب فارس مني خطوتين وقال بإبتسامة:
= في المقام الأول إبن عمها والتاني والأهم خطيبها.
إبتسمت بسخرية وأنا بطبطب على كتفهُ بقوة وقولت:
_ في واحد يخطب واحدة متجوزة، طيب قولي إزاي؟
قربت ليان مننا لما حست إننا هنمسك في بعض بجد وقالت بزعيق موجهة كلامها ليا:
= متجوزة إي، إحنا إنفصلنا خلاص.
بصيتلها بإبتسامة سخرية وقولت:
_ حبيبة قلبي ألف مليون سلامة عليكِ إنتِ فاقدة الذاكرة أيوا بي أنا قولتلك من فترة إننا كنا لسة منفصلناش، ولا عشان مشيتي وأنا سيبتك تمشي يبقى كدا خلاص الموضرع خلص؟
إتوترت ووضح عليها إنها فعلًا كانت ناسية حاجة زي دي بسبب البُعد والمشاكل اللي حصلت بيننا زي ما حصل معايا وقالت بعدم فهم:
= يعني إي يعني؟
مسكت إيديها وأنا بوقفها جنبي وبقول بغضب وأنا بجز على سناني بإبتسامة:
_ يعني إنتِ مراتي ومينفعش حد يقرب منك ولا يخطبك لإنك متجوزة يا حبيبتي.
ردت عليا بغضب وقالت وهي بتبعد إيديها عني:
= وأنا بقى عايزة أنفصل عنك يا آدم.
قربت من ودنها وقولت بهدوء وإستفزاز:
_ طلاق مش هطلق يا روح قلبي ولو مجيتيش معايا هطلبك في بيت الطاعة يا زوجتي العزيزة.
بصتلي بغضب شديد وسكتت، حضنتها من كتفها وإحنا ماشيين وبصيت لـ فارس بإبتسامة مُستفزة بتحتوي على التحذير نوعًا ما اللي كان واقف مصدوم ومقدرش يتكلم.
بعد ما نزلنا تحت بعدت إيدي عنها وقالت بغضب:
_ إبعد عني يا آدم أنا مش بمزاجك تسيبني وقت ما تحب وتيجي تاخدني وقت ما تحب، أنا نزلت بس تجنبًا للمشاكل معاك إنت وفارس، بس أنا لسة عند كلامي هتطلق منك وهتجوز فارس يا آدم.
قربت منها وضربتها على راسها مرتين بإبتسامة وأنا بحاول أهدي نفسي عشان ممسكهاش أعجنها في الشارع وقولت بنفس الإبتسامة:
= حبيبتي متجيبيش سيرة البتاع دا قدامي تاني، وغير كدا إنتِ مش بمزاجي أيوا بس أنا محتاجك تبرريلي وتشرحيلي لما حد يبقى عايز يقتـ *لك هتعيشي معاه تاني إزاي، إنتِ مش حاسة باللي أنا حاسس بيه عشان إنتِ لسة مفتكرتيش اللي كنا عايشين فيه.
بصت في الأرض بتردد وبعدين بصتلي وقالت بتساؤل:
_ والله، طيب جاي ليه دلوقتي يا آدم ما ننفصل بهدوء زي ما إنت عايز.
إبتسمت بهدوء وقولت:
= لأ، مش هطلقك يا ليان وهتفضلي مراتي ومش هتروحي لحد تاني غيري ولو لقيتك إتكلمتي مع الكائن اللي فوث دا تاني صدقيني مش هيحصل كويس ولا ليه ولا ليكِ.
ضربت كف بكف وقالت بعد تنهيدة طويلة:
_ يعني إنت عايز إي دلوقتي؟
إنت مش بتكلم عروسة لعبة تحركها زي ما إنت عايز، كدا كتير بجد، أنا لسة على كلامي.
نزلت بمستوى طولي شوية وقولت بهدوء:
= وأنا مش هطلق، وريني بقى هتتجوزي أو حتى تتكلمي مع غيري إزاي يا حياتي.
بصتلي بتحدي وقالت:
_ تعالى نعمل زي ما كنا بنعمل يا آدم، سباق موتسيكلات، واللي يكسب يمشي كلامهُ على التاني.
عدلت وقفتي وقولت برفعة حاجب وتعجب:
= وإنتِ عارفة منين حاجة زي كدا؟
إبتسمت وقالت بهدوء ونفس التحدي:
_ إتحكالي من كذا حد، وروحت مع أخويا الصبح عشان يفكرني بالسواقة ونوعًا ما رجعتلي الذاكرة في الحتة دي وشوفت كذا مشهد لينا مع بعض.
إبتسمت وقولت وأنا بمدلها إيدي:
= وأنا موافق، يلا بينا يا لولو.
بصتلي بنظرة لامعة بس بسرعة نزلت عينيها عني عشان مشوفهاش وأنا ضحكت عليها وفعلًا روحنا للمكان.
كل واحد إستعد وركب المكنة بتاعتهُ مستنيين العد عشان ننطلق، بصيتلها وشاورتلها إشارة تحية وأنا بغمزلها وهي بصتلي بسخرية من تحت الخوذة ورجعت بصت قدامها تاني.
بدأ السباق وكل واحد فينا بدأ ينطلق، كانت بطيئة نوعًا ما بسبب نسيانها المؤقت للموضوع دا حتى لو رجعت إتمرنت، عديت من جنبها وهديت السرعة بتاعتي وإتمطعت قدامها بملل كـ نوع من أنواع إني ببينلها إنها بطيئة وغمزتلها من تاني بإستفزاز وجريت بالمكنة.
السباق بدأ يزداد حماس وكنت ببطئ شوية بوهمها إنها قربت مني وبضحك بصوت عالي وأرجع أجري من تاني وفي النهاية كسبت السباق بكل أريحية وكنت واقف بالموتوسيكل بالعرض في نهاية السباق مستنيها بإبتسامة.
أول ما وصلت عندي نزلت وخلعت الخوذة وقولت بإبتسامة:
_ إي يا روحي، يلا نروح بقى ولا إي بيتنا أولى بينا.
خلعت الخوذة بعصبية ورميتها على الموتوسيكل وبدأت تمشي، خلعت أنا كمان الخوذة وحاسبت الراجل ومشيت وراها، كنت سعيد الحقيقة بإنها هترجع البيت من تاني.
أنا بجد إتعلمت من غلطي المرة دي، حاسس إني مستحيل أفرط فيها مرة تانية، الفترة الجاية مش هلعب آي ألعاب تبهدل الدنيا أكتر وهشتغل بس على مراضتها وإننا نرجع مع بعض زي الأول وأحسن.
أول ما دخلنا البيت راحت ناحية المطبخ وأنا قعدت بكل أريحية على الكنبة وغمضت عيني بإبتسامة، حسيت بحاجة بتتحط على رقبتي ولما فتحت عيني لقيتها واقفة بإبتسامة وحاطة سكينة على رقبتي.