رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الخامسة
_ بقولك حاولت تقتـلني يا عمر!
بصلهُ عمر بملل من نفس الموضوع اللي بيتكلموا فيه من إمبارح وبعدين رد عليه بشِبه تحايُل:
= يابني إقنعني إزاي وهي كمان عملت الحادثة؟
مسحت وشي بغضب ورديت عليه بعصبية للمرة المليون:
_ تاني، إنت دماغك دي فيها عش عناكب أكيد، بقولك شوفتها بعيني وهي راكبة العربية وأول ما شافتني داست بنزين جامد وكنت شايف نظرتها ليا اللي كلها غِل وحقد، وخبطتني فعلًا وطلعت وشها من العربية بتبتسم بشر وبعدين لبست هي كمان.
إتنهد عمر وقال بنفاذ صبر:
= طيب فالنفترض إنت بيتهيألك بسبب قوة الحادثة؟
بصيتلهُ بغضب من غير ما أتكلم وهو إتوتر شوية وقال بنبرة قلق:
= ما إنتوا اللي هتجننوني يومين بتحبوا بعض ويومين هتقتـ *لوا بعض!
رجعت ضهري لـ ورا وقولت بهدوء:
_ خلاص مفيهاش يومين تاني.
إتكلم عمر بتساؤل وهو متردد وقال:
= طيب بزمتك من الفترة اللي بعد الحادثة هي إتغيرت وحتى رجعت تحبك زي الأول، طيب ما تحاول مرة تانية يا آدم إبدأوا حياة جديدة.
إتنهدت وبصيتلهُ وقولت بعد ما بصيت للسقف:
_ مش عارف، حاسس بحاجات كتير جوايا، بس الأكتر بالغضب منها ولو شوفتها ممكن أمو *تها في إيدي فـَ على إي بقى خلينا كدا.
زفر عمر بغضب وقال وهو بياكل من الفاكهة اللي قدامهُ:
= والله إولعوا بقى إنتوا الإتنين كلتوا دماغ أمي.
بصتلهُ بهدوء وتركيز مع كلامهُ وقولت بشكّ:
_ كلنا، وإحنا الإتنين؟
هي كلمتك وإنت حكيتلها حاجة ولا إي؟
كمل عمر أكل وهو سرحان وقال بدون وعيّ:
= أكيد لأ يا صاحبي هو أنا كنت لسة عرفت حاجة عشان أقولها، هي زمانها سمعت كل حاجة.
قومت وقفت وقربت منهُ بهدوء وهو خد بالهُ من اللي قالهُ وإبتسم بخوف وتوتر وقال:
= أصل هي من بعد الحادثة بقت حساسة أوي، أقصد يعني زمانها سمعت كل حاجة بقلبها.
مسكتهُ من لياقة التيشرت بتاعهُ وأنا بقومهُ بهدوء ومش بتكلم وطلعت الموبايل بتاعهُ من جيبهُ وكانت على المكالمة فعلًا، قفلت المكالمة وهو طلع يجري في الشقة وأنا بجري وراه.
قولت بعصبية وهو واقف الناحية التانية:
_ دا أنا هلبس الأحمر فيك النهاردا يا عمر الكلب، إنت بقيت جاسوس وعصفورة؟
كملت جري وراه وهو طلع فوق السفرة وهو بيصوت وقال:
= والله أبدًا أنا بحاول أصالح بينكم بس.
إبتسمت بسخرية وقولت بغضب:
_ أديك نيلتها خالص أهو، مرتاح دلوقتي يا أذكى أخواتك، وفالحلي بس كل شوية أعز صحابك وتكسرلي عضمة بس.
نزل من السفرة ودخل الحمام إستخبى فيه، إتكلم من جوا وقال:
= والله كانت نيتي خير يا آدم إنت صاحبي الوحيد واللي بحبهُ.
شديت شعري بعصبية وأنا بفكر في اللي المفروض يتعمل، زمانها دلوقتي هي اللي مش هتقبل تكمل معايا فعلًا، بس ثواني!!
أنا فارق معايا ليه، ما أنا اللي مش عايز أبقى معاها، سحبت الچاكيت بتاعي وقولت وأنا نازل:
_ ماشي يا عمر البوبي، أنا هنزل ألعب ماتش كورة وإنت بقى خليك محبوس في الحمام اللي إنت لسة حالف فيه ياكش تتلبس وهقفل الباب بالمفتاح وحسابك معايا لما أرجع.
نزلت فعلًا من البيت وقفلت عليه بالمفتاح، بعد ما نزلت خرج من الحمام وهو بيتنهد براحة وإتتصل على ليان وقال بإبتسامة ولا كإن في حاجة:
_ هو نزل دلوقتي رايح يلعب ماتش كورة في النادي اللي جنب البيت، روحي بقى حاولي تصالحيه عشان إنتِ عملتك فعلًا قبل الحادثة وحشة أوي.
إتكلمت ليان بتنهيدة وقالت وهي حاسة بحزن رهيب وحيرة بسبب اللي عملتهُ:
= حاضر، ربنا يستر.
في وسط ما أنا بلعب وبطلع كل الكبت اللي جوايا في اللعب والفرهدة ودماغي مليانة بـ مليون حاجة وقفت عشان أشرب مياه وببص بصة سريعة لقيتها واقفة على جنب.
حاولت أتجاهلها ولكنها شاورتلي، شوفت بصراحة إنها قلة ذوق وروحتلها بس مش عشان حاجة تانية خالص لأ.
روحتلها وقولت بتساؤل:
_ لابسة تيشرت كورة ليه، ما إنتِ مش بتحبيها؟
إبتسمت وقالت بهدوء:
= عادي، ما إنت كمان مكنتش بتحب القراءة وجيت معايا المكتبة، فاكر السبب كان إي؟
رديت بجفاء نوعًا ما وأنا ببُص للسما وحاطط إيدي في جنابي:
_ لأ الحقيقة مش فاكر.
بصت في الأرض بإبتسامة حزينة خلتني أوبخ نفسي شوية وبعدين بصتلي وقالت:
= أنا مش عارفة أنا عملت كدا ليه يا آدم بس أكيد إنت برضوا عملت حاجة، ما هو لكل فعل رد فعل أكيد أنا مش مجنونة؟
سرحت شوية بتفكيري وأنا برجع بالذكريات وكان يومها بعد ما هي مشيت وصلتني رسالة من مريم، بتقولي فيها إنها كلمت ليان وقالتلها إننا بنحب بعض وإني هتجوزها لإني بحبها من ساعة خطوبتنا.
قفلت مع مريم بعد ما إتخانقت معاها، مش حبًا في ليان ولكن عشان صورتي في النهاية متبقاش وحشة بالكدب، رجعت تاني للوقت الحالي وقولت بتصنُع الولا حاجة:
_ لأ مجنونة ومكانش في حاجة.
بصت في الأرض تاني ولكن المرة دي مش بإبتسامة ولقيتها بدأت تعيط، نزلت إيدي جنبي وحطيت واحدة على كتفها وأنا بنزل بمستوى طولي شوية عشان أبصلها وقولت بنبرة ندم:
= ليان، طيب بتعيطي ليه، تعالي طيب نقعد هناك.
روحت معاها وقعدنا في الإستراحة وإستنيتها لما هديت شوية وقولت بتساؤل:
= مالك بتعيطي ليه؟
إتكلمت بنبرة حزينة ومهزوزة من العياط:
_ أنا بس حاسة إنهُ مش من العدل تستغنى عني وأنا واحدة جديدة بمجرد إن بس إنت رجعتلك الذاكرة، حاسة إني حتى او فعلًا كنت عملت حاجة زمان فـَ أنا مش فاكراها وحاسة إني بتحاسب على حاجة ظلم بعد ما علقتني بيك بتعبد عني!
بصيتلها وقولت بهدوء:
= غصب عني أنا كمان يا ليان مش قادر أنسى اللي كنتِ بتعمليه فيا ومعايا.
مسحت دموعها وسكتت دقيقتين وبعدين قالت بتساؤل:
_ فاكر لما سألتني لو الذاكرة مرجعتليش هقبل إننا نبدأ صفحة جديدة مع بعض ولا لأ، أنا دلوقتي بسألك نفس السؤال يا آدم، إنت لسة عايز إجابتي؟
لفيت وشي الناحية التانية ناحية الملعب وقولت بهدوء:
= كان ممكن أوافقك ولكن سؤالي كان في محور إن الذاكرة مرجعتليش، ولكن دلوقتي للأسف رجعتلي.
بصتلي بتوهان شوية، وحزن شوية تانيين، وبعدين قامت وقالت بهدوء:
_ وصلني ردك يا آدم، ربنا يوفقك في حياتك.
بصيتلها للمرة اللي حاسس إني بخسرها فيها ولكن مش قادر أعمل حاجة أو أكمل ولا عارف حتى آخد قرار وقولت وأنا بتنهد بعد ما وقفت:
= ويوفقك يا ليان.
مشيت من قدامي على بُعد خمس خطوات وبعدين وقفت دقيقة مديالي ضهرها، كنت ببصلها بغرابة ومستني أشوف هي مستنية إي وبعدين لفت وقالتلي بنظرة فيها كبرياء:
_ صح نسيت أقولك، خطوبتي آخر الشهر دا، أتمنى تيجي.
بصيتلها بصدمة وغضب بحاول أخفيه وقولت:
= مين دا، مين اللي خطوبتها أخر الشهر وعلى مين؟
قربت خطوتين وقالت بتحدي:
_ على واحد بيحبني بجد وبيتمناني، وبقولهالك تاني خطوبتي أنا يا آدم.
سابتني ومشيت وأنا واقف في حيرتي وبضغط على إيدي جامد من العصبية، روحت بسرعة البيت وفتحت الباب لقيت عمر إتنفض في مكانهُ وهو بيصوت بعد ما رمى حلة المحشي اللي كانت في إيديه وقاعد بيتفرج على المسلسل.
قلعت الحزام ولفيتهُ على إيدي وقولت بغضب:
_ إنت يا عمر الزفت أكيد عارف كل حاجة، لو مقولتيلش إي اللي بيحصل والله لأخليك فرخة على حلة المحشي اللي رميتها دي وهوزعك للكلاب الغلبانة الجعانة.
وقف في زاوية الشقة وهو شِبه بيترعش وقال بتساؤل:
= أنا عملت إي تاني، والله ما عملت أكتر من المكالمة، إستهدى بالله ياصاحبي متخلينيش أندم على يوم ما صاحبتك.
إبتسمت وأنا بقرب منهُ بهدوء وقولت:
_ إنت لو مقولتش كل اللي عندك دلوقتي هخليك تندم على مجييتك الدنيا يا عنيا، ليان هتتخطب لـ مين وإزاي؟
بصلي بصدمة واضحة وقال بتساؤل:
= ليان مين اللي هتتخطب، دي توأم مراتك؟
قربت منهُ وضربتهُ مرة بالحزام وقولت:
_ هتعمل نفسك عبيط هعملك سيط وسط الغذاء الكلابي المُتميز.
دعك مكان الضربة بوجع وقال بصدق أنا عارفهُ كويس عشان عمر من أول ضربة بيعترف:
= والله ما أعرف حاجة مين دا اللي هيتخطب ومين اللي هيتجوز، أنا أخر مُستجداتي عنكم إني كنت بصالحكم، أو بحاول يعني.
كنت حاسس بغضب رهيب جوايا وغيرة ومشاعر تانية كتير أوي، رميت الحزام وروحت قعدت على الكنبة بغضب خمس دقايق بالظبط وقومت بسرعة ناحية عمر اللي جري وأنا بقول بهدوء وحماس:
_ يابني تعالى مش هضربك وربنا إنت صاحبي وحبيبي أنا عايزك في مصلحة حلوة.
بصلي بعدم أمان وقال بتساؤل:
= مصلحة إي؟
بصيتلهُ وإبتسمت وقولت:
_ لو كملت شغلتك كـ جاسوس بس على ليان وتجيبلي الأخبار وهتتخطب لـ مين وعارفاه من إمتى وكل التفاصيل المُملة ليك عندي أحلى سفرة مشويات برا.
عينيه لمعت وقال بحماس وإبتسامة:
= إعتبرهُ حصل.
إتكلمت بصوت واطي بيني وبين نفسي بتحدي وقولت:
_ ماشي يا ليان بتتحديني أنا، هنشوف مين هيكسب في الأخر.