رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الخامس بقلم رحمة نبيل
من مجرد حديقة لمنزل صيفي تم اختياره لقضاء شهر عسل في إحدى المدن الجبلية، أضحى ساحة حرب تمتلئ بالمسلحين والأسلحة.
كانت الحديقة ممتلئة برجال العجوز واتسون بينما السيدة واتسون نفسها ساقطة ارضًا بسبب دفعة فبريانو لها بقدمه، و أمامه يقف أنطونيو الذي كان يخفي خلفه روما كحائط منيع، وفي أحد الأركان يختبئ الزوجين ولتر وهما يرتجفان برعب، وخاصة السيد ولتر الذي يكاد يولول كالنساء من الرعب، يتمنى لو لم يجد قطة تلك العجوز ويأتي لتلك الحرب .
بمجرد سقوط السيدة واتسون ارضًا حتى وجد فبريانو جميع المسلحين يلتفون حوله بسرعة كبيرة وأسلحتهم تحلق فوق رأسه بشكل كان من الممكن أن يثير هلع أي شخص، لكن ليس شخص وُلد بين الأسلحة والدماء كـ فبريانو .
رفع فبريانو يده يحاول ادعاء الاستسلام وهو يردد بأسف مصطنع وملامح وجهه بريئة :
" أسف لم اقصد ذلك، لكن أنا حقًا لا احب العجائز وهذا ليس أمرًا شخصيًا مع تلك العجوز "
أنهى كلمته وهو يضرب السيدة واتسون بعنف في خاصرتها بقدمه لتخرج تأوه عالي من فمها جعل فبريانو يبتسم بسمة جانبية، قبل أن يراقبها تنهض ببطء وهي تنظر له نظرات مخيفة .
كان في تلك الأثناء انطونيو في طريقه للمنزل وهو يستغل ما يفعله فبريانو ليتأكد من أمان روما التي كانت تنظر مرتعبة لما يحدث، هي الآن وسط واحدة من تلك المعارك التي كانت تسمع عنها من والدتها، حينما كانت تقص لها مهمات الاحفاد كنوع من الحكايات المشوقة قبل النوم، مرحى الآن أضحت إحدى شخصيات الحكاية .
نهضت السيدة واتسون من الأرض لتقف بكل رشاقة لا تناسب أبدًا تلك العجوز التي كانت منحنية الظهر، ثم ابتسمت بسمة مخيفة وهي تمد يدها تخلع وجهها، أو القناع الذي تضعه على وجهها، لتظهر من أسفله فتاة في غاية الجمال تبدو أقرب لتلك الحوريات التي كانت تفتن الصيادين في قديم الزمان، خلعت الفتاة الشعر الابيض المستعار لتقف أمام الجميع فتاة في ريعان شبابها وفي غاية الجمال، تبتسم بسمة واثقة وهي تنظر لرجالها الذين سيطروا على الحديقة.
كانت عين فبريانو تتحرك بهدوء عليها وهي تخلع قناعها، وبمجرد انتهاء الفتاة من خلع القناع مبتسمة بكل ثقة حتى أطلق فبريانو صرخة عالية يصطنع بها الرعب وهو يغلق عينه مرددًا بارتجاف :
" ويلتي كاد قلبي يتوقف من البشاعة، ارتدي القناع مجددًا ارجوكِ، أنتِ اجمل كـعجوز "
رفعت الفتاة حاجبها بتهكم شديد وهي تتحرك صوب فبريانو بخطوات بطيئة تتوقف أمامه وهي تمسك يده تجذبها برقة لا تناسب ذلك الموقف :
" ماذا حبيبي ألم تشتق لوجهي ؟!"
اعتدل فبريانو في وقفته وهو يبتسم بسمة جانبية يقترب بوجهه أكثر منها حتى بات لا يفصله عنها سوى مقدار شعرة فقط يهمس و عينه تدور فوق ملامحها :
" أي وجه تقصدين ؟! العجوز أم هذا ؟! فأنا اشتاق للعجوز على الأقل كان بامكاني النظر إليها مطولًا دون أن تتأذى عيني من كم البشاعة التي أراها الآن"
" مازلت كما أنت فابري "
" لا تناديني باسمي حتى لا امقته، ناديني بيومي فأنا أكرهه على أي حال"
تعجبت الفتاة وهي تعود للخلف بعدم فهم لما نطق، لكن لم تكد تتحدث بكلمة حتى وجدت يد فبريانو تلتف حولها بسرعة مخيفة يمسك رأسها بعنف وهو يوجه سلاحه حولها مستغلًا غفلة الحراس وهم يتابعون حديثه مع قائدتهم :
" والآن ما رأيك عزيزتي أن أرحم البشرية من بشاعتك ؟!"
____________________________
داخل المنزل كان انطونيو يمسك يد روما يتحرك بها بسرعة صوب الغرفة الخاصة بهم، وهي فقط تنظر خلفها كل ثانية وأخرى تخشى أن يغافلهم أحد من الخلف، شعرت فجأة بجسدها يحط على شيء ناعم، لتجد أن انطونيو اجلسها على فراشهما الخاص وهو ينظر لعينها بقوة يهمس لها :
" ستبقين هنا حتى انتهي من الأمر في الاسفل، مهما حدث ومهما سمعتِ اياكِ روما أن تتركي مكانك، حسنًا ؟!"
هزت روما رأسها برفض وهي تتمسك بخصر انطونيو مرتعبة، هي حتى لم تقضي معه سوى أيام قليلة فقط، والآن معرضة لخسارته في أي لحظة :
" لا لا، ارجوك لا تفعل انطونيو، ارجوك ابق معي، لا تتركني "
" روما حبيبتي لا تخافي شيئًا، لن ادع شيئًا يمسك "
" أنا لا أخشى شيئًا، أنا أخشى فقدك انطونيو، ارجوك ابق معي، سأموت إن تأذيت "
فك انطونيو يدها التي تحيط خصره وهو ينظر من النافذة التي تقبع في نهاية الغرفة والتي تطل على الحديقة حيث المعركة :
" فبريانو في الاسفل وحده، لا يمكنني تركه، ولا تقلقي لن يحدث شيء، هذه ليست اول مرة نتعرض لشيء كهذا روما، حسنًا هيا ابقي هنا لأجلي "
أنهى كلماته وهو ينظر بعينها يرتجي منها وعدًا بالتزام تعليماته، لكنها أغلقت عينها وهي تنخرط في بكاء عنيف، تهز رأسها بلا، لكن انطونيو لم يستطع البقاء أكثر وهو يقبل رأسها بسرعة ثم تركها وركض للاسفل بعدما احضر سلاحه ليلحق بفبريانو، يدرك الآن سبب ارسال فبريانو بالتحديد، ليس لأن المعركة ستحتاج لقتل فحسب، بل لأن فبريانو هو نقطة الضعف الوحيدة لتلك العجوز، أو لنقل لتلك الفتاة الغبية التي تهيم بعشق بائس منذ سنوات .
_______________________________
وعلى الجانب الآخر، صباح جديد في ايطاليا، حيث الجميع استيقظ من نومه بعد اجتماع طويل مع الجد بالأمس، فـ طوال الليل وبعد تأكده من تحرك فبريانو للـ لحاق بانطونيو، جلس معهم الجد وهو يخبرهم بكل ما حدث في تلك الأيام التي تلت الاجتماع الكبير والذي كان مصيدة لكبار اعضاء المافيا .
كانت روز كعادتها تتجنب أي لقاء مع جايك، وهي مازالت متأثرة بآخر صدام بينهما، حينما باغتها بقبلة وقحة وعلى مرأى ومسمع من الجميع، نفخت بضيق وهي تنتهي من اعداد الكيك الذي كانت تنكب على عمله منذ الصباح استعدادًا لاستقبال الضيوف الذين جاءوا اليوم لأجلها، ابتسمت بسمة واسعة وهي تتذكر بحنين اصدقاء طفولتها الذين تواصلت معهم منذ أيام وبصعوبة بعدما ساعدها مارتن في استعادة حساباتها القديمة .
يقف على باب المطبخ يمسك دفتره وهو منغمس في رسمها، وكأن ذلك أضحى عمله وشاغله الوحيد، وهو الركض خلف تلك الصهباء في أرجاء المنزل وتسجيل كل شيء تقوم به بواسطة أنامله، تلك الساحرة ألقت عليه تعويذة أوصلته لتلك المرحلة من البلاهة بجوارها .
" ماذا تفعل هنا جايك؟! "
انتفض جايك وكذا فعلت روز التي صدمت بوجود جايك على باب المطبخ يراقبها، ولولا قدوم مايك الذي تعجب وقوفه بهذا الشكل، لم تكن لتنتبه أبدًا لوجوده، تحركت روز صوب الاثنين وهي تقف أمام جايك بقوة وغضب تشير له بيدها حركة تكرر بها سؤال مايك الذي ألقاه منذ ثواني .
لكن جايك رد بكل بديهية وهو يرفع دفتره يلوح به أمام عينها :
" كنت أقوم برسمك "
فتحت روز عينها بصدمة من وقاحة ذلك الشاب، يرسمها دون إذنها، بل ويتفاخر بذلك، أي وقح هو ؟! لم تر في حياتها من هو بمثل جرأته .
مدت روز يدها لجايك بحنق شديد، لكن جايك ابتسم بخبث وهو ينظر لعينها وكأنه يخبرها ( أن رده لن يعجبها) لكن وقبل أن تدرك روز ما قامت به وتسحب يدها، كان جايك يمسك يدها وهو يقول بخبث متجاهلًا وجود مايك الذي تحرك لداخل المطبخ غير مهتم بهما :
" اه انظري لذلك الوجه الوسيم الذي يستقر بكل راحة داخل كف يدك، يشبهني تمامًا "
نظرت روز ليدها حيث يشير جايك، ترمق رسمته التي ما تزال واضحة على يدها رغم محاولاتها العديدة لإزالتها، راقبت اصبع جايك الذي كان يتحسس الرسمة بلطف مرددًا بصوت خافت شارد بعض الشيء :
" يدك ناعمة بشكل يستفز أصابعي لتحسسها "
أنهى جملته وهو يضع يده ذات الاصابع الطويلة جوار يدها يردد بجدية كبيرة :
" ترى ما مقاس أصابعك ؟! أنها صغيرة جدًا "
كانت روز تنظر له نظرات مشوشة وهي تنقل نظراتها بين يدها ووجهه، حتى وجدت جايك يقترب منها ببطء شديد جعلها تبتلع ريقها متوجسة، تراه يقترب أكثر وأكثر حتى أضحى لا يفصل بينهما سوى القليل فقط يهمس في اذنها بنبرة حنونة :
" لقد احترق الكيك الخاص بكِ "
فزعت روز وهي تنظر خلفها بسرعة، لتجد أنها لم تضع الكيك بالفرن بعد؛ لذلك ضيقت حاجبيها بتعجب ولم تكد تستدير حتى تصرخ في وجهه بسبب كذبه عليها، إلا وشعرت بقبلة صغيرة رقيقة على خدها .
فتحت عينها بصدمة كبيرة تلتفت له ببطء تنظر له نظرة وكأنها تسأله عن مصدر تلك الجرأة التي جعلته يقترب منها مقبلًا إياها، لكن جايك فقط ابتسم وهو يقول بهدوء :
" هذه لأنني شعرت أنكِ غضبتي آخر مرة بسبب قبلتي لكِ أمام الجميع؛ لذا أردت تعويضك بأخرى ونحن وحدنا "
" أنا هنا يا جايك، هذه لا تُحتسب"
رفع جايك نظره لمايك الذي كان يقف أمام الثلاجة يتجرع بعض العصير وهو يرفع يده يتحدث بجدية أنه شهد القبلة المحرمة التي لا يجب أن يراها أحد كما يردد جايك، ليشهق جايك بصدمة مصطنعة وهو يقول:
" هكذا سيتعين علينا إعادة القبلة مرة أخرى بعيدًا عن الجميع فقد رآنا مايك، ما رأيك أن نــ "
قاطع حديثه انتفاضة روز وهي تدفعه للخلف بقوة ترفع اصبعها في وجهه وعينها ترسل له سيل من حمم غضبها التي انفجرت داخل براكين أعينها، تشير بيدها على الدفتر الذي يقبع في يده، تشير إليه أن يعطيه لها، ثم أشارت له إشارات تعني أن يبتعد عن وجهها تمامًا.
لكن جايك لم يهتم بذلك وهو يقول بكل جدية :
" لقد انتظرت أن تتصلي بي، لكنك لم تفعلي، هل اضعتِ البطاقة التي اعطيتها لكِ ؟!"
رفعت روز حاجبها بتهكم من حديثه، هل كان يتوقع منها أن تتصل به جديًا ؟! ذلك المغرور من يظن نفسه، وكيف تأتيه الجرأة لفعل ذلك معه، تقسم أنها سوف تـ
" حسنًا هذه بطاقة أخرى احرصي على ألا تضيع منكِ "
هكذا قاطع جايك افكار روز وهو يمسك يدها واضعًا بطاقة أخرى تحتوي أرقامه بين يديها، قبل أن ترميها روز ارضًا بعنف ترمقه بنظرة جانبية، جعلته يبتسم بسمة مستفزة وهو يخرج بطاقة أخرى يردد بشكل مغيظ :
" أنا املك الكثير من تلك البطاقة؛ لذا ستجدينها في كل مكان تذهبين إليه حــ "
توقف عن الحديث وهو يستمع لصوت رنين الجرس الذي جعل روز تدفعه بعيدًا عنها بلهفة، وهناك بسمة غبية ترتسم على فمها راكضة صوب الباب مما جعله يضيق عينه وهو يتابعها بنظراته قبل أن يسمع صوت مايك جواره يقول بشك :
" اشتم رائحة طرف ثالث في تلك العلاقة، لهفة الصهباء تلك ليست طبيعية، انتبه على قلبك يا بني "
أنهى حديثه وهو يربت على كتف جايك ثم تحرك للخارج حتى ينتظر تلك العربية الجميلة كما اتفق معها، تاركًا جايك ينظر لأثر روز نظرات غامضة مخيفة ....
___________________________
" اعطني المربى رفقة "
ابتسمت رفقة بحنان وهي تمسك المربى من أمامها حتى تعطيها لجاكيري، لولا يد اسكندر التي سبقتها وامسكت بها وهو يمدها لجاكيري راسمًا على فمه بسمة بلاستيكية، ثم أعطاها لجاكيري بشكل جعله يكاد ينهض ليكسر فكه، ولا يعلم سبب استيقاظه اليوم باكرًا :
" اليوم سأذهب مع المحامي لارى أين وصلت القضية "
بهذه الجملة افتتح جاكيري الحظيث في قضية رفقة علّ أخيها الحقير ذلك يبعد تلك النظرة عن عينه وهو يشعره وكأنه أتى ليختطف أخته من بين أحضانه، حسنًا هو سيفعل ذلك، لكن ليس الآن لينتهي اولًا من تلك القضية اللعينة وبعدها، يأخذها حيث لا أحد سواه هو وهي فقط، بعيدًا عن أنف أخيها التي يضعها في كل شيء يخصهما .
" أي محامي هذا ؟! مارسيلو ؟!"
ابعد جاكيري نظره من على وجه اسكندر وهو يرد على سؤال رفقة :
" لا ليس مارسيلو بل شخص آخر "
" ولِمَ لم تخبر مارسيلو أوليس محامي ؟!"
قضم جاكيري قضمة أخرى بتلذذ وهو يردد بسخرية :
" صدقيني أنتِ لا تريدين ذلك، إن وكلت مارسيلو بقضيتك، فربما ينتهي منها في نفس المدة التي كنتِ ستقضينها في السجن على أية حال"
فتحت رفقة فمها بصدمة من حديثه، أليس مارسيلو ابن عمه ويجب أن يتحدث عنه بشكل جيد أمامها على الأقل؟!
اكمل جاكيري وهو يتناول طعام غير مهتم بأي شيء حوله :
" ثم هو لم يذهب في حياته كلها لمحكمة، وانا لن اغامر بأن يجرب الأمر فيكِ "
صمت وهو يتخيل شيء ثم هتف بنبرة عادية :
" اتخيله يقف أمام القاضي وهو يحدثه بلا مبالاة وعدم اهتمام، وفي منتصف الجلسة ينهض وينسحب منها بحجة أنه شعر بالملل بسبب كثرة الاحاديث مطالبًا بإلغاء الجلسة"
أنهى حديثه وهو يضحك بقوة تحت نظرات رفقة واسكندر المتعجبة ونظرات سيلين الساخرة من حديثه، تتمتم بضيق ويبدو أن حديث جاكيري عن مارسيلو ذكرها أنها اليوم لم تذكر الاحفاد بسوء؛ لذا اندفعت بسرعة تردد :
" تسخر منه وكأنك متقن في عملك، لا تدعني أتحدث عن عدد المرات التي كادت تقتل بها رحلة بأكملها، حسرة اليخاندرو عليكم، لا يوجد واحد فقط منكم جــ.."
توقفت عن الحديث فجأة وتوقفت اصوات الاكل، وتوجهت جميع الأنظار لذلك الصوت الذي كان يأتي من جهة باب المنزل، صوت قطرات مياه تصطدم بالأرض .
فتحت رفقة عينها بصدمة تراقب توفيق الذي يبدو أنه خرج لتوه من حمام السباحة بالخلف، حيث كانت ثيابه ملاصقة لجسده، وقطرات المياة تسقط على الأرضية اسفله، هذا دون ذكر الرمال التي تلتصق بقدمه ملوثة الأرضية .
ثواني فقط هو كل ما استغرقه الصمت ليخيم على المكان، قبل أن يختفي على أثر صرخات سيلين التي هزت أرجاء المنزل بعنف وهي تولول من ذلك المظهر الذي تراه، تتشنج واعتز بغضب في مكانها، مما جعل جاكيري يجذب جاكيري بعيدًا عنها وهو يردد بخوف مصطنع :
" ابتعدي عنها رفكة، ستنفجر "
انطلقت صرخات سيلين تهز ارجاء المنزل :
" يا ويلتي لقد أفسدت الأرضية "
لكن توفيق لم ينتبه لصراخها وهو مازال يرتدي عوامة سوداء على شكل ذلك البطل الخارق الخرافي " بات مان " يتحرك بها بكل فخر صوب طاولة الطعام يردد :
" الماية برة فظيعة بجد، خلصوا فطار ونطلع كلنا نبلبط فيها "
أنهى توفيق حديثه وهو يتحرك صوب المقعد المجاور لسيلين يقول بجدية متحسسًا معدته :
" الماية طلعت بتجوع اااااا"
توقف توفيق عن الحديث وهو يشعر فجأة بالهواء أسفله بدلًا من المقعد، ليسقط بعنف على الأرض يتأوه بسبب قوة الاصطدام، رفع عينه بسرعة يبحث عن المقعد ليجد أن تلك العجوز جذبته من خلفه قبل أن يجلس عليه .
" تصدقي وتؤمني بالله، أنتِ ست مهزقة وعايزة اللي يربيكِ "
اندفع توفيق ينهض بقوة وهو يخلع العوامة الخاصة به يلقيها في الأرض صارخًا :
" أنتِ مفكرة نفسك مين يا ست أنتِ، ماشية تدوسي على خلق الله ومفكرة محدش قدك، لا فوقي ده أنتِ عندنا بتتباعي في سوق الجمعة بالكيلو "
لم تصمت سيلين له، بل نهضت بعنف وهي تقف أمامه مرددة بقوة تحرك عكازها في الهواء حول البقعة التي لوثها توفيق :
" ما هذه التصرفات الصبيانية أيها العجوز ؟! لقد لوثت المنزل باكمله، ولم تكتفي بذلك بل كدت تبلل مقاعد طاولة الطعام، لوثت الأرضية التي هي أثمن من عائلتك كلها "
" وأنتِ مالك أنتِ ؟! ولى أمر البيت ولا ايه ؟! بعدين عيلة مين يا اما عيلة أنتِ تعرفي عيلتي و لا تطولي تعرفيهم اساسًا ؟! ده ابن خال عم ابويا يبقى مسئول كبير في هيئة السكك الحديد، وجوز خالة عمتي يبقى عمدة قد الدنيا، ونروح بعيد ليه، اللي أنتِ بتكلميه ده يبقى اكبر رجال الأمن في ايطاليا، أنتِ بقى مين وبنت مين عشان العنطظة ( الغرور ) دي كلها ؟!"
أنهى حديثه بنبرة مستفزة لم تفهم سيلين منها شيئًا، بينما أطلقت رفقة ضحكة عالية وهي تراقب ما يحدث مرددة :
" اكيد طبعًا اكبر رجال الأمن، ده أنت كاسر الخمسين يا توفيق "
رد عليها توفيق يرفع إصبعه بقوة :
" لا يا رفقة كبير مقامًا مش سنًا، بالنسبة للسن فأنا لسه ١٠ الجاي هكمل الاربعين "
في ذلك الوقت وأثناء تلك المشاجرة الممتعة، نهض اسكندر ليجيب على هاتفه، ليبتسم جاكيري بخبث شديد وهو يراقب رحيله ثم استغل الأمر وأمسك بيد رفقة بشكل جعلها تستدير له بقوة وهي تنظر له بعدم فهم .
لكنه ابتسم وهو يقترب منها هامسًا :
" لقد جهزت لكِ مفاجأة رفكة، مفاجأة جميلة مثلك "
كان يقول كلماته ببسمة واسعة كطفل صغير احضر لوالدته هدية، ثم ذهب ليعطيها لها بحماس شديد وهو يترقب ردة فعلها.
" أي مفاجأة تلك جاكيري ؟!'
" في الأمس عندما أعود سوف اخبرك بها، فقط تجهزي وعندما اعود سوف اخذك لاريكِ إياها "
أنهى جاكيري كلمته وهو ينظر لرفقة بتردد يود فعل شيء، لكنه تراجع سريعًا وهو ينهض منتفضًا بشكل اثار فزع رفقة يردد وهو يجلي حلقه :
" سوف اذهب لاحضر نفسي "
راقبت رفقة رحيله بتعجب شديد قبل أن تستدير بسرعة وهي ترى الشجار قد اشتغل بين العجوزين، لتهنض من مكانها وهي تتدخل بينهما بحنق تردد :
" سيب شعرها يا عم توفيق أنت مش صغير عشان تعمل كده، سيلين دعي عكازك جانبًا سوف تثقبين معدته به "
________________________
" ما بك فابري لم اتوقع تلك المعاملة الخشنة منك "
ادعى فبريانو الحنين وهو يتنهد مشددًا من ذراعه على رقبتها يردد بحسرة :
" أنه الزمن يا ابنتي، يغير الجميع "
ابتسمت الفتاة بسمة جانبية وهي تمد يدها تحاول ابعاد يده من حول رقبتها بعدما أشارت لرجالها بعدم التدخل، ريثما تمنحهم إشارة الهجوم :
" حسنًا لا بأس، اعلم أنني اسكن في مكانٍ ما داخلك "
" نعم أنتِ محقة، فأنتِ الآن تقبيعين في مكب نفايات عقلي "
أطلقت الفتاة ضحكة عالية وهي ترد عليه بخبث :
" أيها الماكر، تدعي الثقل، ورغم ذلك بمجرد معرفتك لقدومي اتيت راكضًا لتراني، هيا يا رجل عشقك ينضح من جميع سكناتك "
" متأكدة أنه العشق ؟! فما أشعر به الآن هو الاشمئزاز، رائحتك لا تطاق صدقًا "
صدح صوت انطونيو الذي خرج للتو من منزله وهو يقول ببسمة صغيرة باردة بينما يديه ترفع السلاح على الرجال أمامه :
" أعتذر إن قاطعت تلك اللحظات الرومانسية بينكما، لكن أنا لدي شهر عسل لاستكمله؛ لذا هلّا بدأنا ؟! "
بسمة صغيرة ارتسمت على جانب فم الفتاة قبل أن تعتدل في وقفتها بشكل مباغت، وفي حركة سريعة كانت تتحرر من فبريانو دافعة إياه للخلف ثم مالت بجسدها تنزع سلاحها من حذائها في لمح البصر، في نفس اللحظة التي أخرج بها فبريانو مسدسه الثاني ويتحرك انطونيو وهو يرفع سلاحه على الرجال ينضم لابن عمه .
ليكون الأمر كالتالي فبريانو جوار انطونيو وأمامهم الفتاة ترفع أسلحتها عليهم وخلفها يقبع الرجال المسلحين، ابتسمت الفتاة وهي تراقب انضمام انطونيو ثم قالت بخبث :
" اه مر زمن طويل طوني، اشتقت إليك كثيرًا، ألم تشتاق لي؟!"
همس فبريانو بتعجب مصطنع :
" عجبًا تلك المرأة تعاني جفافًا عاطفيًا كبيرًا، فمنذ جاءت وهي تسأل كل من تراه إن كان اشتاق لها أم لا، حالتك بائسة يا امرأة "
لم تهتز ملامح انطونيو وهو يحرك أصبعه بخفة يجهز سلاحه للاطلاق، يستمع لحديث أحد الرجال الذي صاح بصوت جهوري :
" المقاومة لن تفيد أيًا منكما، المنزل كله محاصر؛ لذا استسلــ.."
ولم تكتمل الجملة حيث سقط صاحبها ارضًا مضجرًا في دماءه ليفزع الجميع من سرعة اختراق الرصاصة لدرجة أن أحدًا لم ينتبه حتى لخروجها، تحركت الأعين سريعًا صوب فبريانو الذي هز كتفيه وهو يقول :
" لا احب المقدمات الطويلة، إن أردتم قتلنا فافعلوا دون أن تتحدثوا بكل تلك الخطابات التي تتسبب لي في صداع "
وكانت جملة فبريانو بمثابة شرارة البداية لتلك الحرب التي اشتعلت في ثواني، مع دخول رجال اليخاندرو الذين لحقوا بفبريانو بأمر من اليخاندرو نفسه .
تبادل كلا الجانبين إطلاق النيران وقد بدأ فبريانو يسقط أعداد كبيرة مستغلًا في ذلك مهارته العالية في التصويب واستخدام سلاحين في نفس الوقت .
كان انطونيو يختبأ أسفل أحد الجدران وهو يقتل كل من يراه، حتى انتبه لحركة الفتاة صوب أحد الجهات، والتي يختبأ بها فبريانو، ابتسم باستخفاف وهو يجهز سلاحه للاطلاق، ثم وجهه صوب قدمها وفي ثواني كانت الفتاة تسقط ارضًا صارخة بوجع ارتسمت على أثره بسمة واسعة على فم انطونيو .
بينما فبريانو لم يكن يهتم بكل ما يحدث حوله حيث بدأت حدة القتال تخفت شيئًا فشيء بسبب تناقص أعدادهم، أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهو يستمع لرنينه يرى اسم روبين يلوح أمامه على شاشة الهاتف، لكنه رغم ذلك اغلق الاتصال والهاتف ثم اغلق الهاتف، في نفس اللحظة التي أبصر بها سقوط جسد تلك الفتاة على مقربة منه .
كان السيد ولتر مازال يختبأ مع زوجته في الحديقة الخلفية بعيدًا عن المعركة الضارية التي تحدث في الحديقة الأمامية وقد مرت ساعة منذ هربوا بعيدًا عنهم.
تمسكت السيدة ولتر في زوجها وهي تبكي برعب تلعن ذلك اليوم الذي خطت به قدمها إلى تلك الحديقة .
" سنموت، لقد أخبرتك أنهم غريبي الاطوار، ذلك الرجل وزوجته مجرمون "
نظر ولتر لزوجته وهو ينتزع ذراعه منها بعنف شديد صارخًا في وجهها بقوة :
" ماذا ؟! ومن كان يدفعني للالتصاق بهم والتعرف عليهم ؟! أليس أنتِ ؟!"
" لقد ...لقد رأيت بنفسك منزلهم وسيارتهم وثيابهم، كان من الواضح أنهم اثرياء؛ لذا أردت انشاء علاقة صداقة معهم عسى أن تغتنم الفرصة وتعقد صفقة معه أو ما شابه تنقذنا من افلاسنا الوشيك أيها الاحمق "
رماها زوجها بنظرة مميتة ثم صرخ في وجهه :
" اقسم إن نجونا من هنا سوف اااااا"
توقف عن الحديث وهو يجد مسدس يوجه لرأسه، رفع عينه ببطء من على وجه زوجته التي كانت ترتجف برعب وقد أدركت أنها النهاية، ينظر لذلك الرجل الذي يحمل سلاحًا يصوبه على رأسه، و بمجرد رؤيته لوجه الرجل حتى أطلق السيد ولتر صرخة تشبه صرخات النساء :
" لا لا ارجوك لا، ارجوك خذ كل ما املك، لكن اتركني اعيش ارجوك لا لا"
كان السيد ولتر يهذي برعب وهو يرى نظرات ذلك الشخص المرعب، قبل أن يستمع لصوت في الخلف ينادي :
" فبريانو دعك من هؤلاء الحمقى وتعال "
ابتسم فبريانو بسمة جانبية وهو ينظر للسيد ولتر وزوجته قبل أن ينزع سلاحه من على رأسه يحركه بعشوائية في يده، مما جعل السيدين ولتر يلتصقان في الجدار وصرختهما تعلو، لكن فبريانو ابتسم بسخرية وتحرك بكل بساطة صوب انطونيو الذي نظر للاثنين وهو يقول بشر :
" اخرجا من منزلي ، وتذكروا إن علم أحد بما حصل منذ ثواني سوف ...."
وترك باقي جملته معلقة بشكل ارسل الرجفة لجسد الاثنين اللذان كانا على شفا حفرة من الانهيار، وبعدها تحرك رفقة فبريانو للمنزل وهو يراقب الحديقة التي أصبحت خالية من أي شيء يدل على المعركة التي حدثت منذ ثواني :
" لقد هربت "
ابتسم فبريانو بسمة جانبية ساخرة :
" لا بأس سوف تعود مجددًا، فظهورها بهذا الشكل يخفي الكثير خلفه"
" يخفي الكثير، ام يخفي حنينًا لك "
أنهى انطونيو حديثه بضحكة عالية وهو يراقب الغيظ الذي اعتلى وجه فبريانو :
" تلك الفتاة تثير داخلي نزعة للقتل "
صمت ثم قال وهو يرى بعض الرجال الذين يعملون معهم يسحبون الجثث للخارج :
" على كلٍ انتبه لنفسك ولزوجتك "
هز انطونيو رأسه بخفة قبل أن ينظر لخصر فبريانو يقول بجدية :
" هل جرحك خطير ؟!"
نظر فبريانو للاسفل يتحسس جرحه قليلًا :
" لا، لا تقلق الرصاصة مرت بجانبي وخدشتني فحسب، لم تستقر به، سوف يلتئم مع الوقت "
ربت انطونيو على كتفه وهو يقول ببسمة صغيرة مشيرًا لخارج المنزل :
" حسنًا اغرب الآن عن وجهي حتى اقضي آخر دقائق في شهر العسل اللعين هذا "
أطلق فبريانو ضحكة عالية وهو يتحرك صوب الخارج يلحق برجالهم حتى يعود معهم، يردد بخبث :
" امممم لا اعتقد ذلك يا عزيزي، فيبدو أن أيام سعادتك ولت، وأنت على موعد مع جحيم نسائي "
أنهى حديثه بغمزة ماكرة ثم خرج تحت نظرات انطونيو الذي لم يفهم جملته الأخيرة، يراقب بشرود الزوجين ولتر ل وهم يركضون لخارج المنزل، قبل أن يستمع لصوت في الخلف يصدح بغضب وهو يردد بسخرية مقلدًا حديث تلك الفتاة مع انطونيو :
" اه مر زمن طويل طوني، اشتقت إليك كثيرًا، ألم تشتاق لي؟!"
رفع انطونيو حاجبه وهو يستدير ببطء ليواجه روما التي كان وجهها احمر من البكاء، وعيونها كذلك، لكن لم يدري هل هي حمراء من البكاء ام الغضب؛ كانت روما تهز قدميها بعنف وهي تتذكر تلك الكلمات التي سمعتها من تلك المرأة حينما خالفت أمر انطونيو وخرجت للنافذة، وقتها سمعت تلك الكلمات التي اشعرتها كما لو أنه على معرفة مسبقة بتلك المرأة، لتبتعد فورًا عن النافذة رافضة سماع المزيد تتوعد لانطونيو بالويل .
" هل أنتِ جادة روما ؟!"
" نعم، أنا جادة، بحق الله انطونيو لقد نادتك طوني، والجميع يعلم أنك طوني أنا وحدي، ليس لها حق في ذلك "
كانت تتحدث بغضب شديد وهي تبكي، وقد نست أنهم منذ لحظات كادوا يقتلون على يد عصابة، نست كل لذلك ولم تتذكر سوى غيرتها من رئيسة تلك العصابة التي أتت لقتله خصيصًا .
" اريد الرحيل الآن انطونيو، اعدني للمنزل "
___________________________________
ألقى مارتن الحاسوب جانبًا وهو يحرك رقبته بتعب شديد، فقد سهر طوال الليل يحاول الانتهاء من الأعمال الملقاه على عاتقه في غياب انطونيو حتى يتمكن من أخذ إجازة والزواج بجولي، وعند تلك الذكرى اندفعت بسمة كبيرة لوجهه ينهض من مقعده المكتب الخاص بجده يحرك جسده حتى يفك تشنج عضلاته، ثم قرر الذهاب لأخذ حمام بارد علّه يشعر بالنشاط أكثر ليستكمل أعماله .
صعد مارتن الدرج دون الاهتمام بكل تلك الأصوات التي تصدر من المطبخ، يدرك جيدًا أنه ربما يكون شجارًا سخيفًا بين الجميع، هو يعاني كثيرًا في غياب انطونيو وفبريانو وجاكيري، الأمر مزعج عندما تكون المسئول الأول في المنزل، الآن فقط شعر بكل الضغط الذي كان يعانيه انطونيو من محاولة تيسير الامور .
توقف مارتن في سيره وتوقف عن الحديث مع نفسه وهو يراقب جولي تخرج من غرفة تحمل مطرقة في يدها جعلته يضيق عينيه، يقترب منها هامسًا بريبة :
" جولي ؟؟"
وتوتر جولي الواضح انبأه بأنها تدبر لشيء احمق قد يقتله، اقترب اكثر وهو يقف أمامها يقول بشك :
" ماذا تفعلين ؟! "
" ماذا افعل ؟! أنا خرجت من الغرفة للتو مارتن، لِمَ تسأل هكذا سؤال غريب ؟!"
" كان من الممكن أن يكون السؤال غريبًا بالفعل لو أنكِ لم تخرجي للتو من غرفتي أنا "
ضغط مارتن على كلماته الأخيرة وهو يرفع حاجبه في انتظار تبريرها عن سبب اقتحام غرفته والخروج منها بهذا الشكل وكأنها كانت تقوم بكارثة في الداخل، لكن كل ما صدر من جولي هو شهقة عالية وهي تنظر خلفها تهمس بعدم تصديق وكأنها كانت غائبة عن الوعي أثناء دخولها وخروجها من الغرفة :
" حقًا هذه غرفتك ؟! "
هنا وتأكد مارتن من أنها فعلت كارثة في الداخل؛ لذلك امسك ملابسها بعنف وهي يراها تحاول الانسحاب بسرعة، وبعدها مد يده يفتح الباب وقلبه يخبره أنه لن يسعد بما سيراه :
" تعالي لهنا يا امرأة، اقسم إن كنتِ لمستي أيًا من اسلحتي سو....."
توقف مارتن عن التحدث وهو يفتح فمه ببلاهة شديدة وعينه تدور في غرفته يحاول استيعاب ما يرى أمامه، ينظر مرة لجولي ومرة لغرفته وكأنه يسألها إن كان يقف في غرفته فعلًا أم أنه يتخيل ؟!
" ما هذا ؟! هل نحن في معرض في معرض لصورك الخاصة جولي ؟!"
حولت جولي نظرها في الغرفة تراقب صورها التي قامت بتعليقها في كل مكان، بعدما نزعت أي صورة لمارتن واستبدلتها بصورها الخاصة، ابتسمت بسمة صغيرة وهي تضم يديها لصدرها في حركة لطيفة بريئة :
" ألن تصبح تلك غرفتنا الخاصة حبيبي ؟!"
" غرفتنا الخاصة جولي، وليس غرفتك الخاصة "
أبعدت جولي يده عنها مستغلة حالة الصدمة التي مازال يحاول الخروج منها برؤيته لصور جولي تملء المكان بشكل اثار حنقه، ثم رأى جولي تركض بسرعة الطاولة الصغيرة جوار الفراش تحمل شيء من عليها وبعدها عادت له وهي تقول ببسمة :
" اه نعم اعلم أنها غرفتنا الخاصة؛ لذلك وضعت لك صورة هنا، انظر أليست جميلة ؟!"
حرك مارتن رأسه ببطء حتى استقرت أنظاره على الصورة الصغيرة التي تحملها جولي، والتي كانت عبارة عن رسمة لهما سويًا وضعتها في إطار خشبي صغير جدًا :
" حقًا جولي، حتى الصورة الوحيدة لي، تشاركينني فيها؟!"
لوت جولي شفتيها بحنق وهي تردد :
" ماذا أليست جميلة ؟! لقد اخترتها بعناية ووضعتها على الجانب الخاص بك في السرير، حتى تراها أمام عينيك بمجرد استيقاظك مارتن "
هتف مارتن بجنون وهو يشير للغرفة حوله :
" اراها بمجرد استيقاظي ؟! جولي أنا سأراكِ في كل لحظة وكل همسة في حياتي بهذه الطريقة، أخشى أن أدخل للمرحاض لاجدك وضعتِ صورة لكِ هناك أيضًا "
ابتسمت جولي بسمة واسعة غبية، جعلت مارتن ينظر لها بشك :
" أنتِ لم تفعلي صحيح ؟!"
" واحدة صغيرة اقسم، وضعتها على مرآة المرحاض حتى تراني جوار وجهك كلما نظرت للمرحاض "
" ما بكِ جولي، لا ينقصني سوى أن تلصقي صورتك على جبهتي "
لوت جولي فمها بحزن وهي تقول بخفوت :
" فقط اردتك أن تراني في كل مكان مارتن، حتى لا تنساني "
تنهد مارتن بتعب وهو يأخذ الصورة الصغيرة من يدها يلقيها على الفراش، ثم جذبها بحنان لاحضانه يستند بذقنه على رأسه يردد بخفوت ولطف :
" جولي حبيبتي، كيف لي أن انساكِ وانا لا استطيع محوكِ من عقلي لثواني فقط ها ؟! لم تكوني مضطرة لفعل كل ذلك حبيبتي، فأنا بالفعل غارق في حبك حتى اذني، اغرق في عينيك البنية تلك بلا رغبة في الخروج من بحارها؛ لذلك صدقيني، أنتِ لستِ مضطرة لكل ذلك جولي "
ضمت جولي خصره وهي تقول بحب :
" اخاف أن تمل مني يومًا مارتن، أخشى أن تجد يومًا من تستبدلني في قلبك "
" لن يحدث فأنتِ لا تسكنين قلبي حتى استبدلك بأخرى جولي، أنتِ قلبي نفسه بنية العينين "
ابتسمت جولي بسعادة وقلبها يرقص طربًا لحديثه، تضمه أكثر وهي تقول بحب كبير :
" مارتن أنا اسفة على كل ما فعلته سابقًا من أفعال طفولية، لكنني كنت أفعل ذلك معتقدة أن هذا سيجعلك دائمًا منتبهًا لي، كطفل يفتعل المشاكل لجذب اهتمام والديه "
ابتسم مارتن وهو يربت على شعرها بحنان ثم قبله قبلة لطيفة يردد :
" لا بأس جميلتي افعلي ما تريدين، لكن وأنتِ بين أحضاني "
___________________________
زفر للمرة المائة أثناء انتظاره لها لتجهز هي وايان، فها هو أتى مرغمًا لتلك النزهة التي اخبرته بشأنها في الأمس، والآن هو ينتظر أمام المنزل منذ ما يقرب النصف ساعة وقد أوشك صبره على النفاذ .
نظر في ساعة يده ثم نظر للباب ينتظر أن يطل عليه أحدهما في أي لحظة كى لا يفلت فتيل غضبه، أخرج هاتفه بغضب وهو يضغط عليه بقوة كادت تحطم شاشته، ثم رفعه لاذنه ينتظر الرد حتى يصب جام غضبه فيمن سيجيب، لكن ثواني فقط حتى تناهى لاذنه صوت هايز التي قالت برفق :
" اسفة حبيبي على تأخُرنا، كدت انتهي "
وبهذه البساطة تبخر كل غضب ادم ليحل محله الصدمة من كم التلقائية التي تسكن نبرتها، وكأنه زوجها وينتظرها للخروج في نزهة رفقة ابنهما، ولم يدري ادم سبب تلك الرجفة التي أصابت جسده بمجرد أن داعبت تلك الفكرة خياله .
" هايز توقفي عن هذا واسرعي وإلا تركتك ورحلت "
" أتوقف عن ماذا يا عزيزي ؟!"
" عن هذا هايز "
صمتت هايز من الجانب الآخر وهي تعض شفتيها تبتسم بسمة صغيرة، شاكرة ربها أنه ليس أمامها وإلا لكانت تلك البسمة اشعلت غضبه أكثر، لا تدرك سبب كرهه لذلك، لكنها تستمتع بشدة :
" حسنًا آدم، لقد انتهينا "
اغلق ادم الهاتف وهو يلقيه على المقعد جواره يزفر بضيق ولا يدري علته، هل يكره تلك الأفعال من هايز كمل يصرح دائمًا أم يتحرق شوقًا لعيش تلك المشاعر التي تتولد بسبب أفعالها التي تقوم بها ؟!
شعر ادم بهايز تصعد جواره وفي الخلف صعد ايان الذي ألقى عليه تحية مستمتعة وبحماس شديد، جعله يبتسم وهو يتحرك بالسيارة يتجاهل هايز جواره وكأنها مجرد هواء .
وبعد ساعة من انطلاق السيارة كان ايان يسقط في النوم بسبب سهره ليلة الأمس حسب حديث هايز التي لم تتوقف عن التحدث منذ صعدت جواره، تحاول دفعه للخروج من صمته، وقد نجحت بمجرد القائها لذلك السؤال الغبي :
" آدم من هي تلك جولي ؟!"
نظر لها ادم نظرة سريعة قبل أن يعود بنظرة للطريق مجددًا يردد سؤالها باستنكار :
" جولي ؟! "
" نعم، تلك التي كان يريد مارتن جعلك تفحصها أمس "
" وما دخلك أنتِ هايز؟!"
رمقته هايز بنظرات مغتاظة قبل أن تعتدل في جلستها تنظر أمامها بضيق تلوي شفتيها بحنق شديد تتمتم بعدة كلمات غير مفهومة، لكن ادم لم يهتم وهو يحاول كبت بسمة جاهدت للظهور على فمه، واستمرت الرحلة يعمها الصمت، قبل أن تبصر هايز حديقة الملاهي والالعاب تظهر على نهاية الطريق لتستدير بلهفة لايان تتحدث بحماس جعله يشك أن أيان هو من اقترح تلك الرحلة :
" أيان انهض لقد وصلنا، هيا بسرعة لقد وصلنا مدينة الملاهي يا فتى "
استيقظ ايان بسرعة وهو ينظر حوله ومازال النعاس يزين عينه مرددًا :
" اين اين ؟! وصلنا ؟؟"
صاحت هايز بسعادة وهي تشير للبوابة قبل أن يتوقف آدم بسيارته في المكان المخصص لها، يرى هبوط هايز السريع من السيارة وهي تركض صوب البوابة صارخة بسعادة تنادي ايان ليرتسم على وجه ادم بسمة ساخرة وهو يتبعهم .
_______________________________
يجلس في الطائرة التي أقلعت منذ ساعة تقريبًا ينظر في هاتفه الذي لم يكن به أي إشارة تدل على قدرته لإجراء مكالمة، زفر فبريانو بضيق وهو يخرج هاتف اخر صغير مخصص للمهمات، كما أنه يحتوي ميزة وجود إشارة اتصال طوال الوقت، حتى وسط الصحراء، أخذ يكتب عليه رقم منزل روبين، ثم ابتعد في مقعده قليلًا عن الجميع يجلس براحة في الطائرة، ثواني ووصل له صوت العجوز وهي تردد :
" بيت وادي، مين معايا ؟!"
ابتسم فبريانو بسمة جانبية وهو يقول بسخرية لاذعة :
" وادي ؟! اسمك وادي ؟! ودلعك لولو ؟! "
لم يخفى على وادي ذلك الصوت أو تلك النبرة الساخرة التي تعرفت عليها بسرعة كبيرة، فليس كل يوم تقابل وقح كهذا الشاب الذي احضرته حفيدتها الغبية وهي تعرفها عليه أنه أكثر الأشخاص لطفًا، منذ زمن وهي تقول أن حفيدتها حمقاء، لكن ليس لتلك الدرجة، الآن فقط تأكدت أن السقطة التي تلقتها روبين في طفولتها على رأسها، أثرت عليها على المدى البعيد وأصبحت حمقاء كبيرة .
" والاستاذ بقى اسمه ايه؟! لؤي ؟! "
ابتسم فبريانو بسمة صغيرة وهو يقول دون مقدمات :
" اريد التحدث لروبين "
" روبين مش هنا، ومتتصلش على البيت ده تاني "
وكادت تغلق الاتصال لولا صوت فبريانو الذي صدح كفحيح بعيدًا عن أي سخرية ومزاح، بشكل ارعب الجدة وبشدة، حتى أنها انقادت لحديثه الذي أخرجه بشر :
" إن اغلقتِ الهاتف في وجهي اقسم أن اجعلك تكرهنينني أكثر وأكثر مما سأفعله "
" أنت يا فتى لم تذق يومًا طعم الاحترام "
" بل ذقته عندما كانت والدتي حية، وفي الحقيقة لم يعجبني كثيرًا؛ لذا لفظته بعنف وتجرعت الوقاحة كؤوسًا، والآن أين هي حفيدتك القبيحة ؟!"
فتحت الجدة عينها من الطرف الآخر تتعجب حديثه ذلك حتى وصل لذكر روبين ووصفها بالقبيحة، ليشعل بحديثه غضبها وهي تهب للدفاع على حفيدتها غير عالمة أن قبيحة تلك ارقى انواع الغزل التي يستخدمها فبريانو :
" قبيحة مين يا ابو قبيحة، اوعاك ياض تكون فاكر نفسك وسيم عشان شعرك وعيونك الملونين، لا لا فوق ده أنا حفيدتي شباب الحارة كلهم بيحفوا عشان بس تبصلهم "
لو كانت تظن أنها بذلك الكلام تعلي من صورة حفيدتها وتجعله يشعر أنه ظفر بها من بين شباب حارتها_ كما تقول _ فقد أخطأت وبشدة، كل ما فعلته هو أنها لفتت أنظاره إلى وجود رجال يحومون حول ارنبه الوردي :
" أي شباب تقصدين يا لولو ؟! "
" نعم ؟!"
" قلتِ هناك شباب يحومون حول روبين، هل تستطيعين تسميتهم ؟! أو اخباري بعناوين منازلهم ؟!"
" أنت عبيط يابني؟! دي جملة بتتقال كده، زي مثلًا لما اقولك ده أنا حفيدتي دي متقدملها طيار وظابط والحوارات دي اللي بنقولها"
لم يهتم بحديثها او لم يفهم مقصدها وهو يردد بجدية مضيقًا عينه :
" من هذا الطيار والآخر الضابط؟! اين تقع منازلهم ؟! "
أبعدت الجدة الهاتف عن أذنها ترمقه بعدم فهم ثم إعادته لاذنها وهي تقول بملل وقد سئمت من هذا الغبي الذي لا يفكر سوى بإبادة جميع الرجال حول روبين :
" خلاصة القول عشان مش فاضية ليك سوسو جيالي كمان شوية، روبين مش هنا خرجت من صباحية ربنا "
" اين ذهبت إذن لولو ؟!"
" راحت تدريب الرقص بتاعها ......"
_________________________________
يجلس مايك في البهو وهو يرتشف عصيره باستمتاع شديد يراقب الحفلة أمام أعينه بكل استمتاع، يرى روز وهي تنغمس في الحديث مع اصدقائها الذين استأذنت جده لاستضافتهم والذين كانوا مكونين من رجلٍ وامرأتين، وايضًا هناك جايك الذي يجلس على الأريكة جواره يحمل دفتره وقلمه وهو يدعي أنه يرسم ولا يهتم لمن حوله، وعينه تكاد تحرق القصر أعلى رؤوس الجميع، خاصة وهو يرى الشاب الذي يوجه حديثه لروز بكل حنين ولطف يجعله يضغط على أسنانه بعنف ويشدد من قبضه على القلم .
" اه كم اشتقت لكِ روز ؟! مر زمن طويل منذ جلسنا سويًا هكذا "
وكانت هذه احدى الجمل التي القى بها الفتى الاصهب لروز، والتي أدمعت عينها بتأثر شديد تشير له بأنها أيضًا اشتاقت لهم جميعًا .
اقترب مايك من جايك يبث سمومه، وينفخ في الرماد مشعلًا غضبه أكثر، حتى يزيد متعه الحفل أكثر :
" انظر هذا هو الطرف الثالث، وايضًا اصهب مثلها، ياللروعة سوف يحضرون فتيات صهباوات صغيرات يشبهن روز "
استدار جايك بعنف يرمق مايك نظرة مخيفة جعلت مايك يطلق على إثرها ضحكات عالية وهو يقول بخبث :
" ماذا؟! لا تنظر لي هكذا أنا فقط افكر بصوتٍ عالٍ "
مصمص شفتيه وهو يقول بحسرة مصطنعة :
" وانا من اعتقد أننا واخيرًا سندخل العنصر الاصهب لمنزلنا ونحصل على جيلٍ جديد متنوع، اقصد أنت ترى جميعنا نتراوح بين الاشقر والعادي، ينقصنا العنصر الاصهب، وانا ظننت الامل بك أنتِ يا ولدي "
أبعد جايك نظره عن مايك ثم انكب على رسمته يحرك يده بعشوائية وسرعة كبيرة على الورقة يحاول ابعاد نظره عن روز ومن معها، يذكر نفسه أنه فقط كان يمازحها ويحب اغاظتها، لا شيء جدي معها، هي مجرد فتاة احضرها جده لمنزله، مايك مخطئ هو لم يحب تلك الصهباء و....
" اه روز لقد ازددتي جمالًا يا فتاة "
قطعت تلك الجملة افكار جايك الذي رفع عينه كالرصاص يحدق في وجه الشاب بشر كبير و كاد ينهض فيقتله، لولا صوت مارتن الذي اخترق الجلسة وتسبقه جولي التي قالت مرحبة بالجميع :
" مرحبًا جميعًا، أرى أن لدينا ضيوفًا هنا "
تحرك مارتن ليجلس جوار مايك على الطرف الآخر في الاريكة، ليكون مايك محصورًا بين مارتن وجايك، يراقب بابتسامة نظرات الفتى الاصهب لجولي بإعجاب شديد .
" اه انظر يا جايك صغيرنا الاصهب أُعجب بعزيزتنا جولي "
ويبدو أن جملته تلك جذبت انتباه مارتن الذي رفع عينه من على هاتفه ببطء ينظر من أسفل رموشه لذلك الشاب الذي كان يحاول جذب جولي لحديثهم مبتسمًا لها بسمة مستفزة، استفز بها كل ذرات صبر مارتن الذي أغلق هاتفه وألقى به على الطاولة بحدة مخيفة جعلت الجميع ينتبه له .
" لم نتعرف "
وكانت تلك جملة مارتن وهو يرمق الشاب بشر، والذي ابتسم لهم بلطف يشير لنفسه يعرف عنها، وبعدها عاد لجولي بالحديث وهو يقول ببسمة وكأنها هي رفيقته وليست روز :
" أكملي رجاءً جولي "
أخرج مارتن صوتًا ساخرًا من فمه يردد اسم جولي باستنكار وكأنه نطق شيئًا محرمًا :
" جولي ؟!"
استدار له الشاب وهو يقول بتعجب :
" نعم أليس اسمها جولي ؟!"
ابتسم مايك وهو يرتشف العصير وقد بدأت ذرات الحماس تتدافع داخل جسده بعنف شديد، وبسمته أصبحت تصل بين أذنه اليمنى واليسرى، يهمس في أذن مارتن بخبث :
" ما بك مارتن عزيزي، لا تحرج الفتى"
استدار له مارتن يرمقه بشر ثم دفعه بقوة حتى سقط على جايك الذي كان مايزال منغمسًا في رسمته، ليفسدها سقوط مايك عليه ليقذفه بعنف مجددًا صوب مارتن، لكن وقتها كان مارتن نهض من مكانه ينتوي الهجوم على الشاب لولا ارتفاع رنين جرس الباب وتحرك جولي تقول ببسمة :
" أنا سأفتح "
ابتسم جايك فورما تقابلت نظراته مع روز التي حاولت ابعاد نظراتها عنه بسرعة، لولا رؤيتها له يرفع دفتره في وجهها وهو يشير عليه بإصبعه، لم تفهم روز وهي تحول نظراتها على الدفتر تدقق فيه ثواني قبل أن تشهق بعنف متراجعة للخلف، ترمق جايك بصدمة مما رسم للتو فقد رسم رسمة كرتونية له وهو يراقصها اعلى جثة لشخص يشبه رفيقها، بينما جايك ابتسم بسمة باردة يعود للخلف وكأنه للتو أوصل رسالته واضحة لها .
في نفس الوقت الذي دخلت به جولي للبهو تتبعها فتاة غريبة، هبط مارسيلو وماركوس من الاعلى، كان مارسيلو مازال يرتدي بيجامة نومه يفرك شعره بضيق وخلفه ماركوس يعدل من وضعية بذلته للذهاب إلى الشركة وينتهي من بعض الأوراق ليصدم بوجود ضيوف لديهم في منزلهم، بينما مارسيلو لم يهتم لأحد وهو يتجه للطاولة التي تتوسط المجلس يرفع من عليها كوب عصير ويمسك قطعة حلوى يتناولها ثم ألقى نفسه على الأريكة يراقب ما يحدث أمامه بعين مغلقة بعض الشيء .
توقفت جولي في منتصف البهو وهي تقول متعجبة تشير للفتاة خلفها :
" مايك لديك ضيوف "
مدت لورا عينها تبحث عن ذلك المايك الذي تنظر له تلك الفتاة، ليقع نظرها على رجل يجلس على الأريكة يضع قدم على الأخرى يرتشف العصير بطريقة طفولية بعض الشيء، ولم يكن ذلك الرجل سوى " مافو"
" السيد مافو ؟!!!"
كانت كلمة لورا هي ما أوقفت مارتن في منتصف طريقه لذلك الشاب واوقفت مايك عن ارتشاف عصيره باستمتاع واوقفت مارسيلو عن تناول فطوره وهو يرفع عينه بتعجب .
بينما ماركوس نظر للفتاة بتعجب وهو يكرر كلمتها بعدم فهم :
" مافو؟! ما هذا مافو ؟! لا أحد هنا يسمى بهذا الاسم البشع "
ضحك مارسيلو بقوة وهو يشير برأسه على مايك الذي صدم من قدوم لورا الأن وهو يقول لماركوس :
" بلى يا ماركوس، فعزيزنا مايك اسمه المستعار مافو"
انكمش وجه ماركوس بحنق وهو يردد :
" مافو؟! حقًا يا مايك ألم تجد اسم ابشع من هذا ؟! ألم اخبرك أن تتخذ اول حرفين من اسمك افضل "
ردد مارسيلو مؤيدًا حديثه :
" نعم أنت محق، اسم مافو سيء جدًا "
استدار مايك بعنف لمارسيلو وهو يقول بصراخ متذمر :
" مهلًا أنت من اختار لي هذا الاسم يا احمق "
تحدث مارسيلو ببسمة باردة :
" نعم لهذا هو سيء "
ومن بين كل تلك النقاشات المدهشة كان صديق روز يحدق في لورا باندهاش وهو يدقق في ملامحها بغباء شديد جعل مارتن يتراجع وهو يقول ببسمة خبيثة :
" اه انظروا الفتى الاصهب اعجب بالفتاة "
ابتسم جايك يشاركه الأمر منتقمًا من مايك :
" اه يبدوان لطيفان معًا، اعتقد أنهما سينجبان اطفال رائعين حقًا، عسى أن يعيشا في سعادة أبدية "
انتفض مايك من مكانه وهو يصرخ برعب من فكرة أخذ تلك الفتاة منه أيضًا :
" لا، أنت أيها الاصهب ابعد عينك من على الفتاة "
بغيظ تحدث مايك وهو يجذب لورا التي مازالت في صدمتها، أنها علمت اسم مافو الحقيقي ومنزله وعائلته، لم تشعر بيد مايك الذي سحبها صوبه وهو يقول بغيظ مشيرًا للشاب :
" ليس هذه المرة أيها الاصهب، لن تخدعوني هذه المرة، اقسم أنني سأخذها واتزوجها الان "
تحدث ماركوس وهو لا يفهم شيئًا :
" حسنًا ماذا يحدث هنا ؟! "
ردد مارسيلو وهو يتناول قطعة كيك بتلذذ :
" يبدو أن أخاك على وشك خسارة فتاته للمرة الثانية، ام هي الثالثة ؟!"
" بل الرابعة "
هكذا ردد مايك بقهر وحسرة ثم جذب له لورا وهو يقول مشيرًا للجميع بشر :
" إن فكر أحدكم في الاقتراب من تلك الفتاة سأقتله "
أنهى كلمته وهو يوجه بانظاره تحديدًا للشاب الاصهب صديق روز، بينما لورا تفاجأت من حديثه وهي تنتفض بعيدًا عنه تقول بتعجب :
" ماذا ؟! أنت أيها المجنون توقف عن حديثك هذا "
أشار مارسيلو لروز التي كانت تجلس تراقب كل ما يحدث بصدمة وفم مفتوح :
" ألا يوجد المزيد من هذا الكيك روز ؟!"
نظرت له روز ثواني بتشوش قبل أن تهز رأسها بنعم وهي تحمل الطبق الفارغ والذي انهاه مارسيلو تتحرك بخطوات سريعة صوب المطبخ وفي اعقابها مارسيلو الذي استغل ابتعادها عن الجميع ولحق بها .
سحب مايك الفتاة للخارج وهو ينظر للشاب الاصهب نظرات قاتلة يشير على عينه بشر بمعنى ( أنا اراقبك )، كان الشاب يفتح فمه ببلاهة وهو يراقب حركات مايك الغريبة، بينما انقض مارتن عليه وهو يقول بفحيح جانب أذنه :
" اسمع ياصغير نساء هذا المنزل خط احمر، إن تخطيته سأجعل جسدك بلونه من كثرة الدماء التي ستسيل منه، إياك ورفع عينك في واحدة هنا"
أنهى حديثه وهو يعتدل يمسك جولي في يده جاذبًا أياها إليه في إشارة أنها