رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الخامس 5 بقلم رحمة نبيل


 رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الخامس 

صدمة هي كل ما شعرت بها جولي وهي تبصر تلك الفتاة التي سقطت على أعتاب منزلها وتدّعي أنها نورسين صديقتها، نورسين والتي كانت لا تقبل حتى أن تحط فتات غبار على ثيابها بل وتشمئز من نفسها إن وجدت جزء صغير غير مرتب في شعرها، تقف الآن على باب منزلها وهي تبدو كـ...كمشردة .

" جولي هذه أنا، ألم تتعرفي عليّ ؟؟؟"

كانت جولي صامتة بصدمة مما ترى لا تفهم شيء، لتجد فجأة تلك الفتاة تلقي نفسها في أحضانها وهي تبكي بعنف شديد أن تساعدها :

" لقد عذبوني يا جولي، رأيت جحيمي أمام ناظري "

لم تتحرك جولي خطوة أو تبدر منها حركة صغيرة وهي تبكي دون صوت او حركة تتذكر نورسين رفيقتها الصغيرة التي تعرفت عليها اثناء دراستها في الروضة، صديقتها اللطيفة الجميلة، صديقتها التي سرقت منها حبيبها السابق وبكل وقاحة لتأتي وتخبرها بكل تكبر أنه لم يحبها يومًا بل كانت مجرد نزوة وأفاق منها عندما رآها هي .

وببطء شديد كانت ترفع جولي يدها تضعها على كتف نورسين التي ابتسمت من بين دموعها ظنًا أنها ستبادلها الاحتضان، لكن خاب ظنها وهي تجد أن جولي دفعتها بعيدًا وهي ترفع يدها صافعة إياها بعنف لدرجة جعلت رأسها يلتفت للخلف ....

" ولكِ عين بالمجئ حتى باب منزلي ؟؟؟ لم ادري أنكِ بهذه الوقاحة "

أنهت جولي حديثها وهي تبعد نورسين بعنف شديد ملقية إياها بعيدًا عنها ثم أغلقت باب منزلها في وجهها بكره شديد بدأت يتسرب لاوردتها، تاركة نورسين تنظر للباب بصدمة كبيرة لا تصدق أنها فعلت هذا بها، حتى ذلك اليوم عندما واجهتها بحبها لحبيبها السابق لم تفعل هذا......

_______________________

كانت ترمق الباب بصدمة لا تستطيع استيعاب ما وقعت به، لقد تركوها في المحل واغلقوا الباب عليها وحدها رفقة مجنون وقح، شعرت فجأة بغصة بكاء ترتفع لحلقها حتى كادت تخرج على هيئة شهقة باكية لولا أنها منعتها بصعوبة كبيرة حتى لا يسخر منها هذا الرجل مجددًا، وفي وسط كل تلك الصراعات مع نفسها سمعت صوته من خلفها يتحدث بنبرة باردة ليس وكأنهما سيقضيان الليلة هنا ...

" هل تعلم مكان الإضاءة ؟؟؟ فأنا أريد تجربة تلك الثياب..هل تملكون بناطيل سوداء قطنية  "

شعرت رفقة بالدماء تفور في جسدها وبالغضب يتصاعد لتلتفت فجأة ترمقه بأعين نارية قادرة على إحراقه حيًا وفي ثوانٍ كانت تندفع صوبه وهي تصرخ بجنون شابه جنونه تدفع جسده بكل ما تمتلك من قوة...

" اتحبسنا ...اتحبسنا بسببك انت يا حيوان ...كله بسببك...بسببك انت هنقضي الليلة هنا في الضلمة لوحدنا "

كان جاكيري يراقب ثورتها تلك وهي تتحدث بكلمات غير مفهومة له ليقول بعدما رآها تجاهد لدفعة وإسقاطه ارضًا رغم فشلها عدة مرات :

" ماذا ؟؟؟ لا تملكون بناطيل سوداء قطنية؟؟؟؟"

فتحت رفقة عينها بصدمة منه ثم ابتعدت عنه وهي تنظر لوجهه البارد تشعر ببكاءها يتصاعد مجددًا وهي تراه ينظر حوله متحدثّا بجدية كبيرة  :

" هل هناك طعام هنا فأنا لم اتناول شيء منذ الفطور...في الحقيقة لقد تشاجرت مع اخي لذا هربت من المنزل قبل أن يفجر غضبه بوجهي وأتيت إليك حتى اثير غضبك واستمتع قليلًا "

ابتسمت رفقة بعدم تصديق لحديثه ...

" ألا تظن أنك صريح بعد الشيء ؟؟؟" 

" هل هذا أمر سيء ؟؟؟"

قال جاكيري تلك الجملة بنظرة بريئة أشبه بالأطفال، لكنه في الحقيقة ابعد ما يكون عن البراءة .

جلست رفقة ارضًا بارهاق و قد بدأت طاقة تحملها تنفذ منها تستند بظهرها على أحد الجدران تضم قدميها دافنة وجهها بها وهي تتذكر كل ما تعرضت له بهذه الحياة وكأن الحياة لا تملك لعبة تستلذ بعذابها سواها هي واخيها،  ها هي في بلد غريب مع أشخاص غرباء تحاول التأقلم ونسيان ما حدث معها في بلدها ونسيان جميع المصائب التي تنتظرها عند العودة لها .

" يا فتى هل نمت ؟؟؟ لم تخبرني بعد هل هناك طعام أم لا ؟؟؟" 

رفعت رفقة رأسها بحدة فجأة ترمقه بنظرة جعلته يتعجب سببها هل قال شيء خاطئ ؟؟؟

" ألا ترى أنني لست في حالة تسمح لي بمجادلتك ؟؟؟ " 

" لا "

ولم تتعجب رفقة من رده فهي قد اعتادت جنونه وبرودة أعصابه، شعرت به يقترب ليجلس جوارها وهو يستند برأسه على الجدار خلفها يقول بكل هدوء :

" سيلين كانت ستصنع الباستا على الغداء اليوم "

التفتت له رفقة ترمقه بضيق  ولم تجب عليه وقد خمنت أن سيلين تلك هي زوجته أو ربما حبيبته ...

" جيد أنني سُجنت هنا قبل معاد الغداء حتى لا اضطر لتناول ذلك الطعام الذي تعده "

_______________________________

استدار فبريانو نصف استدارة يواجه أخاه الذي كانت عينه على الفتاة التي أتت مع الصغيرة، ليدرك أن خطة الصغيرة بالاختباء خلفه قد أتت ثمارها وأن أخاه لا يراها ...

" لا شيء عد لما كنت تفعل يا فنان "

أنهى حديثه بسخرية ليشتعل وجه مارتن وهو يقترب منه يحاول أن يرى ما يخفي :

" هل تسخر مني ؟؟؟ وايضًا ماذا تخفي خلفك الآن؟؟؟ أرني هيا "

لم يتحرك فبريانو خطوة بسبب تلك اليد التي تمسكت بثيابه بخوف شديد وكأن القادم وحش سينقض عليها، نظر لها ببرود يتمعن نظرات الخوف بعينيها ليقول بصوت بارد لأخيه دون أن يحيد بعينه عن خاصتها :

" أخبرتك لا شيء مارتن لقد ضلت الطريق فقط ووصلت لهنا.....عد لما كنت تفعل وابتعد عني "

رفع مارتن حاجبيه بريبة يفكر منذ متى وكان أخوه يمتلك الوقت للوقوف مع فتاة ضلت الطريق؟؟؟ وهو الذي كان لا يحبذ أن تكون هناك امرأة في حيذ وجوده، كان مارتن يفكر بحيرة غافلًا عن تلك التي تكاد تتوسط احضان أخيه، لكنه لم يشأ أن يخالف اوامر فبريانو لذا رحل بكل هدوء بعدما ألقى بجملته :

" حسنًا، لكن لم ننتهي بعد "

تجاهل فبريانو حديث اخيه ثم نظر للاسفل قليلًا وهو يبعد الفتاة عنه ببرود متحدثًا :

" ارحلا ولا تأتيا هنا مجددًا، وإلا المرة المقبلة لن ينتهي الأمر بسلام "

أنهى حديثه وهو يوجه أنظاره بحدة لاروى التي شعرت برجفة عنيفة تسير في جسدها من نظراته المخيفة قبل أن يبعدها عنها ويوجهها لروبين.

انحنى قليلًا يواجه تلك التي مازالت تتعلق به يهمس لها بصوت لا يصل لاروى التي اشتعل بها الفضول لتعلم بما يهمس لها  :

" وأنتِ يا صغيرة....... "

نظرت له روبين بانتباه ليشعر في تلك اللحظة أنه يحدث طفلة صغيرة حقًا وهذا لا يعجبه البتة فهو ليس من هواة الفتيات اللطيفات الرقيقات، ربما لأنه لا يعلم كيف يتصرف معهن، لكن تلك التي أمامه لا تبدو بهذه الملائكية التي تظهر بها، بل هناك جانب مظلم بها وهو سيعمل جاهدًا لاظهاره، حقًا فضوله يدفعه للتخلي عن تحفظه والاقتراب منها يود رؤيتها وهي تصرخ تغضب تفتعل المصائب، يود رؤيتها بعيدًا عن ذلك الجانب الملائكي المقزز ...

" توقفي عن إلقاء نفسك في المشاكل فليس كل مرة ستتخطي الأمر دون أن ينالك ضرر "

شعرت روبين بالخجل من حديثه لتهز رأسها ببطء وهي تبتعد عنه :

" أنا آسفة حقًا اعدك لن تتكرر "

ابتسم فبريانو بسمة صغيرة ثم أشار بعينه على البوابة وهو يقول :

" سوف اتصل بكِ لاحقًا والآن ارحلي من هنا والآن"

فزعت روبين من نبرته لتلتفت سريعًا لابنة خالتها تمسك بيدها ثم تركض معها صوب الباب تاركة إياه ينظر في أثرها ببسمة مخيفة هامسًا :

" والآن لنستمتع بإظهار روبين السيئة  "

_______________________________

ارتمى ماركوس على الأريكة وهو يمسك قدمه بوجع :

" عسى أن تتعفن بالجحيم انطونيو، أنا لا أشعر بقدميّ "

جلس ادم جانبه وهو يتنهد بارهاق شديد يلقي رأسه للخلف وهو يهمس :

" اللعين جعلنا نقضي اليوم برمته في الركض وراء هؤلاء الاغبياء، فقط لو أراه امامي سـ....."

" ماذا ستفعل ؟؟؟" 

انتفض آدم من مكانه وهو يستمع لصوت انطونيو الذي كان يهبط الدرج وهو يثبت عينه عليهما بحدة ....

" أرى انكم مازلتم أحياء، إذن لِمَ التذمر يا رفاق ؟؟؟" 

دخل مايك وهو يلقي سلاحه على الطاولة بعنف يرمق انطونيو بشر كبير، ليبادلة انطونيو نظرته بأخرى مبتسمة باردة وهو يردد بكل برود يمتلكه :

"  لا تخبروني انكم لم تستمتعوا ...هل توقفتم لتناول الآيس كريم في طريقكم "

نظر الثلاثة لبعضهم البعض بغضب لينتفض مايك فجأة منقضًا على انطونيو وهو يكيل له السباب بغضب شديد لينضم له جايك الذي جاء راكضًا من الخارج في ضرب انطونيو والذي للعجب كانت ضحكاتهم تعلو وتعلو كلما ضربه أحدهم ...

دخل فبريانو مع مارتن ليشهدا ما يحدث بلا اهتمام ويقول مارتن :

" كيف كان يومكم يا رفاق ؟؟؟"

استدار ادم له وهو يهتف بحنق شديد :

" لِمَ يتحدث الجميع وكأننا كنا في رحلة مدرسية أو ما شابه تبّا لكم جميعًا كنا سنموت في هذه المهمة "

أشار مايك لذراعه بعدما ابتعد عن انطونيو :

" لقد كدت انتهي في هذه المهمة القذرة يا حقير "

اقترب فبريانو من مايك وهو يرمق ذراعه بملامح منكمشة قليلًا ليمد يده فجأة ولي غفلة من مايك ويضغط على جرحه بعنف، لتنطلق صرخة مايك وهو يسب فبريانو :

" تبًا لكم جميعا...سأقتلكم..ابتعد عني يا حقير "

أنهى حديثه وهو يبعد فبريانو عنه بعنف شديد لتنكمش ملامح فبريانو بضيق كطفل أُخذت منه لعبته المفضلة لكن وقع نظره فجأة على مارسيليو الذي كان يستند برأسه على الأريكة لا يهتم حقًا بما يحدث حوله، يمسك ذراعه أيضًا يمنع تسرب الدماء منها بعدما قام أحدهم بجرحه جرحًا بليغًا ....

وكما حدث مع مايك قام فبريانو بالضغط على ذراع مارسيلو الذي انتفض صارخًا بوجع وهو يحاول ابعاد فبريانو عنه، بينما فبريانو كان ينظر لمكان الجرح وهو يقول بتعجب متجاهلًا صراخ مارسيلو ...

" غريب، جرحك في نفس مكان جرح مايك...هل هذا لانكم إخوة ؟؟؟" 

أبعده مارسيلو عنه بعنف وهو يصرخ في وجهه :

" واللعنة عليك يا مختل كده أموت وجعًا "

نفخ فبريانو بعدم اهتمام وهو يستمع لصراخ خلفه صم آذان الجميع ....

_______________________

" وبعد سنتين فقط من ولادة اخي الكبير والحفيد الاول للعائلة جئت أنا لهذه الحياة "

" الله يسامحها امك "

انتبه جاكيري من ذكرياته على همهمة الصغير جواره ليلتفت لها وهو يقول بتعجب :

" ماذا قلت للتو لم اسمعك ؟؟؟"

ابتسمت رفقة بسمة سمجة وهي تقول بضيق :

" اقول أنه لا يعنيني متى وكيف ولدت أو عدد المرات التي فزت بها في سباق السيارات أو عدد المرات التي أغضبت فيها أخاك وكاد يقتلك، كل هذا لا يعنيني، وأنت بذاتك لا تعنيني لذا انصرف بعيدًا عني فقد بدأت افقد صبري"

ظهرت ملامح منكسرة على وجه جاكيري وهو يستمع لحديثها ثم نظر للاسفل بحزن قليلًا متحدثًا بخفوت :

" لم امتلك يومًا صديقًا "

سخرت منه رفقة رغم ذلك الوجع الذي نغز قلبها تجاهه وهي تردد باستهانة :

" بالطبع لم يتحملوا وقاحتك لذا هربوا منك "

" لا بل قتلتهم ....أعني أنا حقًا لم اقصد ذلك هم من اثاروا غضبي "

كانت رفقة تنظر له برعب شديد وقد بدأت تدرك أنه وللحق مجنون وليس مجرد تصرفات معتوهة يقوم بها، سمعته يكمل حديثه :

" لقد كانوا يخططون للغدر بي لذا قمت بقتلهم جميعًا، أنا من الاساس لم اعتبرهم اصدقاء بل كنت ارافقهم في السباقات فقط، فأنا لا املك اصدقاء سوى اخوتي وأبناء عمومتي "

صمت وهو ينظر لوجهها الشاحب ترمقه برعب وكأنها ترمق موتها وهي تبتعد للخلف ببطء ليقول هو بعدم فهم :

" ماذا حدث ؟؟؟ لِمَ أنت خائف هكذا ؟؟؟" 

لم تجبه رفقة، بل قامت فورًا من جواره وهي تركض صوب غرف التبديل تخطط لحبس نفسها داخلها حتى يأتي الصباح وتتخلص منه، لكن وقبل أن تخطو خطوة بعيدًا عنه كانت متعرقلة في السجادة أسفل قدمها ساقطة ارضًا وهي تتأوه بعنف، لكنها رغم ذلك لم تستسلم بل عافرت ونهضت مجددًا تحاول الهروب منه وايضًا تعرقلت في ثيابها هذه المرة ..

كل هذا كان تحت انظار جاكيري الذي لم يحرك ساكنًا، بل ظل مكانه يراقبها بعدم فهم وبرود وهو يقول :

" هل اساعدك ؟؟؟؟ "

صرخت رفقة بعنف وهي مازالت تحاول النهوض من مكانها :

" إياك أن تقترب مني سمعت ؟؟؟" 

أجابها جاكيري ببرود شديد وهو يعيد رأسه للخلف غير مهتم بها وهي تتأوه من ألم قدمها جواره يردد بشرود :

" ترى ماذا يفعل الاوغاد الآن ؟؟؟ هل تعتقد أنهم افتقدوني ؟؟؟"

أطلقت رفقة تأوهًا وهي تمسك قدمها بوجع شديد، ليكمل هو حديثه غير مهتمًا بها البتة :

" لا...لا اعتقد هذا فهم اوغاد بحق "

______________

كانت ما تزال تجلس أمام منزل جولي لا تبارح مكانها، فلا مكان تذهب إليه بعدما نبذت الجميع قديًما لأجله، وها هي تتلقى عقابها على ذلك .

كانت جولي في الداخل تشتعل بشدة لا تعلم كيف اتتها الجرأة لتقف على عتبة منزلها تطلب المساعدة بعد كل ما فعلته ؟؟؟؟؟؟

خرجت جولي من شرودها على رنين المنبه الخاص بهاتفها لتنطلق إلى غرفتها تبدل ثيابها حتى تذهب لتلك الخانة القذرة مجددًا تأخذ مرتب الشهر السابق الذي عملت به هناك، وبعدها ستحاول البحث عن عمل في أي مكان بعيدًا عن الغناء، لكن وأثناء وضع لمساتها الأخيرة على وجهها سمعت رنين هاتفها معلنًا وصول رسالة لها ...

اتجهت صوب الهاتف وهي تحمله بتعجب لذلك الرقم الغريب الذي يظهر على شاشته وخلفه تقبع بعض الكلمات التي أثارت تعجبها وبشدة...

" اعتني بنفسك يا بنية العينين، حتى نلتقي مجددًا "

فكرت جولي أنه ربما يكون شخص احمق كهؤلاء الذين يلاحقونها عادة لذا لم تهتم وهي تلقي هاتفها في حقيبة يدها ثم تحملها متجهة نحو الخارج لتقابل فجأة نورسين التي كانت تنزوي في أحد الأركان جوار بابها ...

حاولت السير واستكمال طريقها دون أن تعيرها حتى أي اهتمام، لكن ذلك الاحمق الذي يتوسط يسراها منعها من ذلك لتقوم بفعل غبي لا تعلم إن كانت ستندم عليه كما حدث سابقًا ام لا ...فقد ألقت مفاتيح المنزل جوار قدم نورسين ورحلت دون حتى كلمة واحدة لتنهي ما خرجت لأجلها ....

نظرت نورسين للمفاتيح أسفل قدميها لا تصدق أنها غفرت لها وستسمح لها بالدخول للمنزل ؟؟؟ ابتسمت وهي تنهض سريعًا تمسح دموعها بكفها تركض للمنزل قبل أن تعود جولي وتغير رأيها .. ..

_____________________________

" مـــــا الـــــذي يحـــدث في هـــذا المنـــزل ؟؟؟؟؟؟"

كانت تلك الصرخة تنطلق من فم سيلين التي انتفضت على صوت صراخ يأتي من خارج المطبخ لتتبع ذلك الصوت حتى وصلت للبهو وتبصر ما يحدث ....

استدار الجميع بفزع لصراخ سيلين ذاك الذي لا يفهمون له سبب، ليتحدث مايك بغضب شديد وهو يشير لذراعه :

" انظري سيلين، لقد أُصبت في ذراعي وكل هذا بسبب الحقير انطونيو "

أنهى حديثه يشير لانطونيو باتهام كطفل صغير يشكو لوالدته من آخر ضربه ......

" انظري لمدى الإصابة بيدي ولا أحد هنا يهتم بي وأحضر لي طبيب يعالجني حتى "

كان يتحدث بتذمر وهو يشكو لها قسوة الجميع لتدفعه سيلين بعيدًا من مكانه بحنق تصرخ في وجهه :

" للجحيم أنت و ذراعك، لقد أفسدت ارضيتي الثمينة يا غبي "

فتح مايك عينه بصدمة من حديثها بينما هي لم تتوقف عن الصراخ به بل انتقلت أيضًا لمارسيلو وهي تصرخ بهما سويًا :

" انظرا لتلك الدماء التي لوثت الأرضية أسفل اقدامكم القذرة ... ألم أخبركم أن تخلعوا الحذاء قبل الدخول وألا تتجرأوا وتخطوا على الأرضية بهذه الدماء "

صاح مارسيلو مستنكرًا حديثها :

" ما بكِ يا عجوز هذا منزلنا لذا لا تستمري في إلقاء أوامرك بوجهنا حـ..."

لم يكمل حديثه بسبب انقضاض سيلين عليه بالضرب وهي تصرخ في وجهه :

" هل تصرخ في وجهي يا فتى؟؟؟ عيبٌ عليك يا قليل الأدب، ليت اليخاندرو أضاع بعض وقته في تربيتكم بدلًا من ذلك الفساد الذي يفيض منكم "

أنهت ضرب مارسيلو وهي تستدير للجميع ترفع عكازها في وجوههم مؤنبة إياهم بشر :

" للمرة الاخير احذركم جميعًا اياكم و تلويث أرضية الثمينة، إذا أردتم الموت فلتموتوا بعيدًا عن هنا فبقع الدماء يصعب إزالتها من الأرضيات "

أنهت حديثها وهي تنظر لأعين الجميع تتأكد أن حديثها قد وصل إليهم جيدًا لينطلق صوت فبريانو يقطع ذلك الصمت الذي عقب حديثها :

" ذكروني مجددًا ما الذي يمنعني من قتل تلك العجوز ؟؟؟؟" 

" جدك سيقتلك "

أجاب مارتن بجدية على حديثه ليهم فبريانو رأسه وهو يردد :

" آه صحيح لقد أمرنا جدي بعدم قتلها، لكنه لم يقل شيء عن تعذيبها "

اجابه انطونيو هذه المرة بجدية أكبر :

" لا لا اعتقد أنه ذكر أمرًا كهذا، لذا يمكنك فعل أي شيء طالما أنك لم تقتلها "

صرخت سيلين بهم وهي تضرب عكازها ارضًا بقوة :

" هل تخيفونني يا حمقى ؟؟؟؟ العبوا غيرها فلست أنا من أخشى حديثكم الغبي هذا "

أنهت حديثها ثم رحلت بكل كبرياء تضرب الأرض أسفلها بالعكاز تبتسم بانتصار ......

ليردد مايك في اعقابها بغيظ وحقد :

" عجوز شمطاء ....تبًا لكِ ولارضيتك"

أنهى حديثه ثم عاد ليصرخ بصوت عالي حتى يصل حديثه لها :

"  إن مت سأخبرهم أن يحضروني لهنا خصيصًا حتى أنزف كل دمي على ارضيتك العزيزة، علّي اتسبب لكِ في أذمة قلبية ونتخلص منكِ"

ضحك ماركوس بشدة على حديث اخيه ثم قال وهو يتخيل الأمر :

" وقتها ستجد روحها تطوف في القصر بأكمله وهي تردد حسرتي على أحفادك يا اليخاندرو "

ضحك الجميع بعنف على حديث ماركوس، ثم بدأوا يتبادلون الحديث حول المهمات الأخيرة أثناء قيام كلًا من مارتن وادم بعلاج مارسيلو و مايك ....
نظر جايك حوله بتعجب وهو يتساءل :

" مهلًا أين جاكيري ؟؟؟؟؟؟"

____________________________

كانت تتسطح على فراشها وهي تحدق في هاتفها للمرة التي لا تعلم عددها تتأمل حروفه التي أرسلها لها " غدًا سأنتظركِ أمام منزلك "

ابتسمت وهي تتخيل ذلك الشاب اللطيف حقًا لقد ساعدها في كثير من الأوقات وما ستفعله له، لن يوفيه حقه ....

" بكرة هحاول الاقي ليه وظيفة تناسبه احسن من شغلته في القصر ده وقلة القيمة اللي بيشوفها دايمًا هناك "

أنهت حديثها وهي تتخيل نفسها كمنقذة تساعد الفقراء والمحتاجين، تتخيل بسمته وفرحته حينما تجد له وظيفة .

كل ذلك كان يدور في عقلها وهي تحاول ترتيب أفكارها للغد .....

" وها نحن نبدأ رحلتنا في البحث عن وظيفة تناسب البستانيّ ....."

_________________________

دخلت الحانة وهي تكرمش ملامحها باشمئزاز لتلك الرائحة التي اخترقت أنفها فورما خطت بقدمها للداخل، سارت وهي تراقب الأجساد المتمايلة هنا وهناك والفتيات التي تعلو الطاولات وترقص بشكل منفر، ابتسمت بسخرية وهي ترى فتاة أخرى غيرها تتوسط المسرح وتقوم بعملها هي مع اضافات اخرى كالرقص المثير والحركات التي تجعل الجميع يتفاعل معها .

ضحكت وهي تهز رأسها بيأس ثم دخلت لمكتب المدير سريعًا تود الانتهاء من كل هذا فقد طفح كيلها من كل تلك الحياة التي تعيشها منذ زمن مدعية شيء ليس بها .......

دقت الباب لتسمع صوت مألوف بنبرة جهورة قوية يدعوها للدخول، وبمجرد أن خطت داخل المكتب حتى وجدته ينتفض من مكتبه يصيح بسخرية لاذعة :

" آه انظروا من هنا ؟؟؟ أنها المغنية الفاشلة الهاربة "

لو كانت في حالتها الطبيعية لكانت جلدته بسياط لسانها، لكن هي الآن حقًا ليست في حالة تسمح لها في الدخول معه في نقاش أبدًا ..

" جئت لأخذ بقية حسابي جيمس "

ضحك المدعو جيمس بصوت عالٍ وهو يتحرك من مقعده يدور حول مكتبه حتى أصبح على بُعد خطوات صغيرة منها ليقول ساخرًا :

" حقًا أي حق هذا الذي تتحدثين عنه يا جميلة الجميلات ؟؟؟" 

نظرت له جولي بحاجب مرفوع وهي تحاول التحكم في نبرة حديثها لعلمها ما هو قادر على فعله :

" حساب الشهر السابق يا سيد لقد عملت هنا ولم احصل ولو على فلسٍ واحد فقط "

" آه تقصدين بقايا الاموال تلك ؟؟؟"

ابتسمت جولي وهي تدرك أن مهتمها للحصول على أموالها ستكون صعبة إن لم تكن مستحيلة ....

" نعم جيمس اريد بقايا الاموال كما تقول لذا اعطني إياها ودعني ارحل بسلام "

ابتسم جيمس بخبث وهو يقترب منها أكثر وعينه تسافر على جسدها الذي تخفيه في ثياب واسعة بعض الشيء...
توقف امامها وهو يبتسم بسمة جانبية ثم مد يده يتلمس بشرتها بنظرة عابثة :

" لو أنكِ استمعتي لي سابقًا واستغليتِ جمالك هذا، لكنتِ الآن تمتلكين ذلك المكان "

شعرت جولي بجسدها ينتفض اشمئزازًا من لمساته لتسارع بإبعاد يده بعنف :

" كف عن هذا واعطني أموالي لارحل "

ابتسم جيمس ثم وفجأة في غفلة منها كانت يده تضم خصرها مقربًا إياها منه وهو يهمس لها بما جعل جسدها يرتجف خوفًا :

" ترحلين ؟؟؟ مازال الوقت مبكر يا جميلة "

_____________________________

كان فبريانو يتناول الطعام ببرود شديد وهو يراقب ملامح انطونيو الذي لم يتوقف عن الاتصال بأخيه ذلك المجنون، أين يمكن أن يكون ؟؟؟؟

" لتجلس وتتناول طعامك انطونيو فجاكيري ليس بصغير لتفعل هذا "

أنهى مايك حديثه وهو يتناول بعض الباستا أمامه بملامح حانقة فهو لا يحب هذا الطعام أبدًا خاصة إن كانت سيلين هي من صنعته، لكن ليس لديه الرفاهية للاعتراض .

تحدث ادم موافقًا :

" نعم انطونيو اجلس ولا تخف على جاكيري "

ابتسم انطونيو بسخرية لاذعة وهو يجلس ملقيًا هاتفه جواره ثم مسك معلقته وهو يردد :

" أنا لست خائفًا على جاكيري أنا خائف على البشر من جاكيري....لا ندري أي جنون يقوم به الآن "

زفر بضيق ثم عاد بظهره يلقي ملعقته دون حتى تناول طعامه، حتى وإن تظاهر بالعكس فهو يكاد يموت خوفًا على أخيه لا يتخيل أن يحدث لأحد منهم شيء .....

" طالما اخي وفبريانو موجودون في هذه الحياة لا اظن انني سأهنئ بها يومًا"

أنهى حديثه وهو ينهض من مكانه بعنف يتحرك نحو الخارج بنية البحث عنه بنفسه خوفًا أن يكون هؤلاء الذين لاحقوه سابقًا قد تمكنوا منه ....

نظر فبريانو في أثره وهو يلقي ملعقته بضيق مرددًا وهو ينهض ساحبًا سترته يلحق بانطونيو :

" يكفي أن استيقظ لأجد أنني سبب للحرب العالمية الثالثة...كل شيء فبريانو فبريانو، تبًا لفبريانو "

أنهى حديثه وهو يخرج من الباب لينظر الجميع لبعضهم البعض ثم في ثوانٍ كانوا جميعًا يخرجون خلفهم وقد أثار قلق انطونيو ذلك ريبتهم...

صعد كل واحد منهم لسيارته سريعًا لينطلقوا في منظر مهيب يبحثون عن جاكيري يتمنون أن يكون بخير ...

نظر جايك أمامه وهو يشرع بسيارته بشكل مخيف يهمس برعب قد بدأ يدي في أوصاله :

" أين أنت يا اخي ....اتمنى أن تكون بخير "

_________________________________

صيحة عالية خرجت من فم جاكيري وهو يرقص بصخب على موسيقى هاتفه وكأنه في إحدى الحفلات بينما رفقة كانت تجلس بعيدًا عنه بحنق منه وقد تأكدت الآن أنه مجنون حقًا فهو منذ نصف ساعة تقريبًا وهو يرقص ويحتفل كما لو كان في زفافه .....

بينما عند جاكيري كان يغمض عينه وهو يرقص بحركات مرنة على الموسيقى، حيث كان أكثر الجميع براعة في الرقص رغم أنه لا يرقص كثيرًا إلا أنه يبرع فيه .

نظرت رفقة في هاتفها مجددًا على أمل أن تجد تغطية تمكنها من الاتصال بأحد لينقذها، لكن لا شيء مازالت التغطية صفر في المكان .....

فتح جاكيري عينه لينتبه لها وهي تنظر له ليبتسم بخبث وهو يقترب منها جاعلًا قلبها يسقط خوفًا وهي تراه يسحب يدها إليه ثم يضمها منه يراقصها كما لو أنه يراقص حبيبة له ...

شعرت رفقة بالرعب يدبّ في قلبها وهي تدرك الآن حقيقة صادمة هذا الشاب ليس مستقيمًا....هل يمكن أن يكون ....؟؟؟؟
شهقت بصدمة وهي تراه يتحرك بجنون على الإيقاع السريع ممسكًا بيدها وهو يضحك باتساع وكأنه لم يضحك يومًا ..

بينما عنده هو لا يعلم لِمَ فعل هذا حقًا ؟؟؟ لكن ربما أنه اشتاق لجاكيري السعيد وهي لا تعرفه لذا لا ضير في إخراج ذلك الطفل المجنون وجعل جاكيري الناضج يتنحى قليلًا في آخر عقله، مقربًا أن هذه آخر مرة سيجعلها تراه .

ابتسم وهو يجعلها تلف حول نفسها بسرعة بينما هي مازالت ترمقه بصدمة وشعور بالخوف يكتنفها ...
فجأة توقفت تلك الموسيقى ليصدح في المكان صوت موسيقى رومانسية جعلت بسمتة غريبة ترتسم على فمه لتتحدث هي بريبة وهي تراه يبتسم بتلك الطريقة :

" لا تنظر إليّ هكذا، أنت تخيفني "

ابتسم جاكيري وهو يقترب منها يتحدث بلهفة كبيرة وبسمة غبية وكأنه وجد كنز كبير فهو يستطيع فعل ما يريد أمامها، هي لا تعرفه بالنهاية ولن تراه مجددًا :

" راقصني فقط هذه المرة واعدك لن اطالبك بشيء آخر "

شعرت رفقة بالغرابة من هذا الشخص كيف له أن يراقص شاب آخر مثله، هذا غريب ومقزز في نفس الوقت ...

" هيا لا ترفض فقط رقصة واحدة فأنا طالما تمنيت أن ارقص يومًا على هذه الموسيقى، لكن لم أجد في رفيقًا قبلًا "

صاحت رفقة في وجهه بغيظ شديد وعدم تصديق لحديثه :

" يا رجل تلك الأشياء تفعلها مع امرأة وليس معي هل جننت "

كانت تتحدث بأكثر صوت خشن تملكه ليبتسم هو بسمة صغيرة ثم اقترب منها هامسًا في أذنها بنبرة حاول ألا يظهر فيها خبثه :

" حسنًا سأتخيلك فتاة جميلة بشعر اسود مموج "

أنهى حديثه وهو يجذبها لاحضانه فجأة وهي مازالت في صدمتها تنظر لعينه لا تفهم ما قال للتو، هل وصف شعرها للتو ؟؟؟؟ أم أنها فقط تتخيل ، لكن جاكيري لم يمنحها الفرصة للتفكير حتى وهو يجذبها مراقصًا إياها بلطف لو رآه أحد لتدلى فكه صدمة، لكن هذا هو جاكيري مجنون في جميع تصرفات، ويقوم بما يخطر بباله دون وضع أي اعتبارات في حسبانه.....................

______________________________

انتفضت جولي للخلف وهي تبعد ذلك القذر عنها لكنه لم يبتعد عنها، بل ازدادت لمساته قذارة وهو يقربها منه أكثر يحاول تقبيلها عنوة لتصرخ هي بفزع تحاول إبعاده عنها، لكن أين هي بجانب قوته وجسده المعضل ؟؟؟؟؟؟

في الخارج دخل الحانة وهو ينظر حوله بعيون تدرس كل شيء ليجد أحد الرجال يهرول صوبه ثم يهمس في أذنه بشيء ما وبعدها اختفى فجأة وكأنه لم يكن....

ارتمست بسمة على وجهه وهو يتحرك صوب مكان ما يخرج سلاحه من ثيابه وعلى وجهه ترتسم علامات الإجرام لا يهتم لكل تلك الأجساد التي تتراقص حوله ولا هؤلاء النساء اللواتي تكاد أعينهن تأكله ....

فجأة عمّ في المكان الهرج والمرج تزامنًا مع انطلاق صافرات الشرطة التي انتشرت في المكان كله تجمع من به بعنف شديد، لتتسع بسمته وهو يتجه صوب المكتب يفتحه بعنف ليجد ما جعل غضبه يشتعل وكأنه على وشك احراق المكان كله بنظراته، وبدلًا من قتله بسلاحه كما كان ينوي ألقى سلاحه ارضًا وهو يركض صوب ذلك الحقير يهجم عليه بجنون يكاد يفصل رأسه عن باقي جسده ....

تفاجئ مدير الحانة بشخص يجتذبه بعنف من أمام جولي بعدما كاد يقبلها عنوة، ولم يكد يستوعب الأمر حتى وجد لكمات توجه له في كل مكان في جسده لتخرج صرخة من فمه هزت جدران المكتب ...

ابتعد عنه وهو يتنفس بعنف شديد يود لو يقتله الآن، لكن ليس أمامها، تركه يشبه الجثة الهامد ثم نظر إليها وهي ترمقه بصدمة كبيرة لا تعلم ما حدث وكيف حديث، كادت تفتح فمها متحدثة لولا يده التي امسكتها بعنف ثم سحبها للخارج دون إعطاء أدنى اهتمام للضوضاء أو ما يحدث حوله، خرج ولم يتجرأ أحد على الاقتراب منه خطوة ...

تحرك بها لخلف الحانة حيث شارع صغير ضيق ثم توقف به وهو يشير لها بالهدوء وبعدها أخرج هاتفه ووضعه على أذنه يتحدث به :

" لا سوف الحق بكم أكملوا انتم البحث، انبئوني إن علمتم عنه شيء "

أنهى حديثه ليستمع لصوت صافرات الشرطة تعلو حوله ليقترب منها أكثر يضع يده على فمها وهو يشير لفمه بعلامة السكوت لتهز هي رأسها بنعم، تشعر بالرعب وهي تفكر في هذا الشخص ما الذي يفعله هنا و في هذا الوقت، لكن كل ذلك اختفى وهي تشعر به يضمها بحنان كأنه يخشى أن تصاب بخدش هامسًا بنبرة حنونة لم تسمعها يومًا :

" هل فعل لكِ شيء ؟؟؟؟"

_______________________________

كان يقود سيارته وهو ينهي اتصاله مع أحد الرجال ليرى إن عثر أحدهم على ذلك الحقير جاكيري ام لا ...يفكر أين يمكن أن يكون ؟؟؟
لكن رنين هاتفه منعه من استكمال أفكاره ليرفع الهاتف وهو يجيب على ذلك الرقم الذي لا يعرف هويته ...

" ماذا ؟؟؟؟" 

" هذا رقم فبريانو صحيح ؟؟؟" 

نظر فبريانو للهاتف ثم اعاده لٱذنه وقد علم الآن صاحبة هذا الصوت وتلك التنهيدات التي تخرج منها :

" نعم أنا من معي ؟؟؟"

" إنها أنا روبين يا فبريانو، ارجوك احتاج مساعدتك "

تعجب من معرفته باسمه، لكنه توقف فبريانو بسيارته فجأة وهو يدقق السمع لينتبه فجأة لصوتها الخافت وانفاسها اللاهثة تلك، ليقول بصوت بارد بعض الشيء لكن يحتوي لمحة اهتمام صغيرة فقط  :

"  أنتِ بخير ؟؟؟"

" لا ....لا أنا لست بخير أنا أشعر أنني سأ...."

توقفت فجأة عن الحديث ليتحدث فبريانو وهو يقود سيارته في الاتجاه المعاكس صوب منزلها، يتحدث بعدم فهم :

" ماذا يحدث معكِ هل هناك شيء ؟؟؟ هل حدث لكِ شيء ؟؟؟"

صاحت روبين بانهيار ورعب وخوف يجتاح جسدها كله :

" أنا لا أستطيع التنفس، لقد انتهى دوائي ولا أحد هنا ... أنا... أنا أشعر بالاختناق ولا اعرف أحد غيرك ...ارجوك ساعدني احتاج لدوائي ..."

ابعد فبريانو الهاتف عن أذنه بانزعاج لصراخها ذلك :

" توقفي عن الصراخ سوف تصمين أذني بصراخك "

" أيها البارد أخبرك أنني الفظ انفاسي الأخيرة وأنت تتحدث بكل برود أليس لديك قلب ؟؟؟"

" نعم، كيف عرفتي هذا ؟؟؟"

هنا واستشاطت هي غضبًا وقد بدأت تشعر بأن الدنيا تدور من حولها وصدرها يؤلمها بشدة :

" أيها البستانيّ الحقير أنا أكاد اموت هنا وانت فقط تستمر في ......"

توقفت روبين عن الصراخ وهي تسمع صوت صفارة الهاتف التي تنبأ بإنهاء الاتصال لتفتح فمها بصدمة وهي ترمق الهاتف لا تصدق أنه فعل ذلك بها لتسرع وتعيد الاتصال به لتسمع صوته يأتيها ببرود :

" مرحبًا من معي ؟؟؟"

" كنت اعلم أنك لست لطيفًا كما يظهر عليك "

" إياكِ أن تصفيني بالطيف مجددًا حتى لا آتي أنا واقتلك "

" حسنًا حسنًا أعتذر منك، أنت لست لطيفًا بل أنت أكثر شخص حقير رأيته في حياتي، ارجوك سأموت بدأت افقد انفاسي "

قلب فبريانو عيونه بملل وهو يقترب من حدود صيدلية ما  :

" إن لم تموتي بسبب انتهاء الدواء ستموتين بسبب صراخك هذا "

سمع صوتها وهي تبكي من بين أنفاسها اللاهثة :

" إن مت قبل أن تصل اخبر امي أنني لطالما احببتها "

خرج فبريانو من سيارته وهو يقول بجمود :

" وأين سأقابل أمك أنا ؟؟؟"

توقف أمام الطبيب وهو يتحدث له بلغة غير مفهومة بالنسبة لها ثم قال ببرود لها على الهاتف :

" اذهبي واغلي بعد اوراق النعناع واستنشقيها حتى اصل إليكِ "

تحدث وهو ينتظر ردًا من الجهة الأخرى، لكن كل ما وصل له هو هدوء مخيف جعله يبتعد قليل عن الطبيب وهو يهمس بصوت خرج قلقًا بعض الشيء :

" روبين أنتِ هنا ؟؟؟؟" 

ليصل صوتها عبر الهاتف وهي تقول بأنفاس لاهثة :

" الجميع ذهب لحفلة وانا هنا وحدي لا استطيع الوصول لأحد منهم أنا خائفة ......."

تعليقات



×