رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل الرابع بقلم مروة البطراوي
هبطت مريم في هذه الأثناء لتواجه حلاوتهم و لاول مرة لم تفعلها من قبل و تعاتب نوال بنظرات قاتله و هي تبتسم بتزييف
-بس من باب الذوق برضه يا نوال انتي و الست حلاوتهم لما تروحوا بيت غريب تستأذنوا قبلها و كمان باباكي عارف انك هنا؟
ابتسمت عائشه بخبث حينما رأت نوال ترتجف خوفا من أن يعلم والدها خاصه بعد تحذيراه الشديده لها علي الأقل كانت تحافظ علي صديقتها
-أنا هقوله.
ارتجفت نوال
-لا يا طنط عيشه.
ابتسمت عائشه بشماته
-هي يعني جت علي زيارتك ليا؟
أمسكت حلاوتهم بيد نوال لتطمأنها
-هنمشي احنا بقي يا ماما عيشه و سلامتك.
أوقفتها مريم و هي تبتسم بخبث الي نوال قائله
-يا دي العيبه تمشوا علي الناشف كده لازم نجيب شربات.
ابتسمت عائشه الي مريم و ضحكت من داخلها علي خبثها
-أنا هبعت أجيب شربات بنفسي علشان ابني البشمهندس هيخطب.
تفاجأت نوال بما تقوله عائشه و تحسرت علي حالها و فرت هاربه
خرجت في لحظة دخول هريدي فأمرت عائشه مريم أن تصعد الي منزلها
-لسه جاي؟
عقد حاجبيه
- البنات دول خارجين يجروا ليه كده؟
تعالت ضحكات عائشه كأنها ما زالت صبيه
-أبدا كنت بقولهم ان مصطفي خطب زعلوا.
ابتسم اليها بخبث و أراد اغاظتها و تحطيم أمالها
-جدعه يا عيشه ما هو فعلا خطب لسه قارى فاتحته علي البت نوال.و هو بنفسه اللي طلبها.
المواجهه
-لا...لا يمكن أخلي ابني يتجوز واحده زى دي...أنا محتاجه أفرح بمصطفي بالذات،ترجع يا هريدي ليهم و تقولهم أمه مش موافقه.
انتفخت رأس هريدي و تضخمت من أمرها.قديما كانت عائشه تمثل لهريدي قيمه كبيرة لا يرفض لها طلبا حتي في لحظات تأخر حملها بالاضافه الي أنها لم تتجرأ يوما علي مراجعته في قرارته و لكنها الأن اتسعت عينيها و أمرته أن يعدل عن قراره قبض علي يده هو يقدر أن يسحقها أرضا و يعتدي عليها و يضربها بعصاه القويه و يقتلها لأنها أصبحت كالعدو تناطحه في كل قرارته ،بالطبع لم يعد بقوته الجبارة التي كان يستخدمها قديما مع أي أحد و لكنها هي المرأه الوحيده التي تسللت قلبه.تركها و دلف الي غرفته لتنظر هي الي الأعلي فتجد مريم تنظر بذهول غير مصدقه أن مصطفي قام بطلب نوال بنفسه
💛💛💛 #الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى

علي الجانب الأخر عند حلاوتهم و نوال أخذت نوال تجوب غرفتها ذهابا و ايابا
-أعمل ايه دلوقتي يا حلاوتهم ياريتني ما سمعت كلامك شفتي أمه هتفتن عليا و تفضحني.
زفرت حلاوتهم و تذمرت هي لا يهمها شئ حيث أن والدها مات منذ زمن و والدتها تزوجت
-أنا هقولك اتصلي بمريم و قوليلها لو حماتها اتكلمت هتقولي عن حبها الكبير لمصطفي أخو سالم.
بالفعل وجدت نوال في فكرة حلاوتهم أنها ستجدي نفعا لأن أمثال عائشه لا تريد القضيحه لأبنائها حتي لو كان الخبر كاذب فقد يثير شوشرة .وجدت مريم شاشة هاتفها تضئ باسم نوال فلوت شفتيها بسخريه
-لو متصله علشان تعرفيني ان مصطفي خطبك أحب أقولك ما تفرحيش أوى.
جحظت نوال بعينيها و تدلت شفتيها بطريقه أثارت استغراب حلاوتهم و تسائلت
-انتوا بتتكلموا في ايه يا نوال.مالك بلمتي كده ليه هاتي اما أكلمها انتي طالما خايفه.
انتزعت الهاتف من يد نوال و وضعت علي أذنها و بدأت تثرثر و تحادث مريم لتتضجر
-مش عايزة أسمع صوتك و اوعي تفكرى ان البيت اتفتح ليكي بجواز نوال من مصطفي.
قطبت حلاوتهم جبينها و ما أن حاولت أن تسألها عن مقصدها حتي وجدت مريم أغلقت الهاتف لتعقد ما بين حاجبيها أكثر و هي تنظر الي نوال و لسعادتها
-أنا عايزة افهم ايه اللي حصل.
تطايرت نوال من السعاده تردف
-مصطفي طلبيني للجواز يا حلاوتهم.
😔😔😔 #موكا_سحر_الروايات رواية #الارث_صراع_الاباء_والابناء
صعدت عائشه الي مريم التي كانت تبكي و سرعان ما كفكفت دموعها
-تعالي يا مرات عمي.أنا عارفه اني سبتك بس لقيت عمي جه فطلعت.
تنهدت عائشه بحزن و مسحت علي وجه مريم بحنو تكفكف عبراتها
-خدي بالك يا مريم أنا زى أمك و حاسه بيكي من زمان بس مينفعش.
انتفضت مريم بغضب حتي لو كان الأمر صحيحا لا تريد سماع الحقيقه
-ايه اللي بتقوليه ده يا مرات عمي مش فاهمه كلامك تقصدي ايه معلش.
نظرت عائشه الي عينيها بمعاتبه شديده لانكارها حقيقه ما في قلبها و عقلها
-دي حقيقه يا مريم انك حزينه ان مصطفي خطب نوال مش علشان نوال لا.
تملك الغضب من مريم و أصرت علي كذبها و مدارتها للحقيقه و كتمانها بداخلها
-لا علشان نوال مش مناسبه لمصطفي و لو هو أخدها تبقي حلاوتهم هتدخل البيت ده.
هزت عائشه رأسها باصرار علي مواجهه مريم فهي تريد ذلك من فترة مصلحه لابنها
-لا يا مريم انتي مش فارق معاكي دخول حلاوتهم البيت و الدليل ان زمان سمحتي بكده.انتي زعلانه علشان مصطفي هيبتجوز.اسمعيني يا بنتي بلاش تخربي عليه و عليكي.
انهارت مقاومة مريم في تحريف الحقيقه و البعد عنها تماما
-حاضر يا مرات عمي هسكت علشانه هو بس و هفضل كاتمه.
احتضنتها عائشه وربتت علي ظهرها بحنو بالغ تشفق علي حالتها
-وخدي بالك من كلامك مع الكل محدش هيفهمك صح غير اللي بيحبك.
ذرفت مريم الدموع من مقلتيها حتي شعرت بها عائشه و هي تهبط علي رقبتها
-انا مش عاوزة أخرب علي حد يا مرا ت عمي يعلم ربنا انتم أهلي بس بلاش نوال.
أدمعت عائشه هي الأخرى كمن لو كانت ابنتها و تعاني في حياتها و سياسه فرض الأوامر
-لو عليا يا مريم أنا قلت لعمك هريدي بس مردش عليا زى موضوع سالم بالظبط صوته من دماغه.
بعد دقائق قضتها مريم في أحضان عائشه أفاقت علي دخول بهيرة و محمد الصغير و هو منفطر من البكاء
-مش راضي ينام يا مريم مش عارفه جراله ايه كان كويس و بيلعب و أكل زى عادته جيت أنيمه مش راضي .
حملته عائشه منها لتنتفض منذ لحظة لمسها له حيث أن حرارته ارتفعت نتيجه لتغير الهواء عليه فشهقت قائله بذعر
-يا حبيبي متحملش جو المستشقي الواد مولع يا بهيرة كل ده مش حاسه بيه ده عمره ما هيعرف ينام.اعملي كمادات بسرعه.
جذبته مريم منها و أخذت تتحسسه و ركضت نحو مطبخها بها تفرغ زجاجات الماء المثلجه و تصنع له الكمادات بنفسها لا تريد مساعده من أحد
-هيموت مني يا مرات عمي.
كممت عائشه فاها و قامت بتهدئتها
-انتوا غلطانين يومها انكم جبتوه معاكم.
نظرت مريم الي بهيرة التي أصرت علي احضاره
-بس بعد ما جينا و الله كان كويس ده مش من المستشفي.
التفتت اليها عائشه و نهرتها بغضب غير مراعيه لحالتها
-دلوقتي مش وقت كلام اتصلي علي محمد أو بينا علي المستشفي.
نكثت بهيرة رأسها و ذهبت لتهاتف محمد لتعاتب مريم عائشه قائله
-و بعدين معاكي يا مرات عمي؟انتي كمان هتبقي علي الغلبانه و تزعليها؟
نظرت اليها عائشه بلا مبالاه و تحولت الي شخص مثل لزوجها و ابنها قائله
-مش قادرة أدارى غضبي منها أعمل ايه لا و عايزة تبقي أم دي معرفتش انه سخن.
👇👇👇 #مروه_البطراوى جروب #موكا_سحر_الروايات
عوده الي حلاوتهم و نوال
-ممكن تكون بتشتغلك اسألي أبوك.
شعرت نوال بالخوف أن تسأل والدها
-دلوقتي؟لا يا ختي لا يكون مقلب منها.
أخذت حلاوتهم تقطم أظافرها بغل و حقد
-علشان لو كانت اشتغاله هو يجيب عليها واطيها.
صمتت نوال لبرهه ثم جائتها فكرة شيطانيه و هي
-كلميه انتي يا حلاوتهم علي أساس انك عرفتي منهم.
أذعنت حلاوتهم لطلب نوال و ذهبت الي والدها فاروق
-خير يا ست حلاوتهم هو كل شويه و التاني هتيجي عندنا؟
لوت حلاوتهم شفتيها بامتغاص فهي تكرهه و تكره المجئ
-معلش يا عمي أصلي بحب نوال زى أختي الا قولي صحيح مصطفي خطبها؟
نظر اليها فاروق من رأس الي أسفل قدميها باستهزاء و عدم تصديق لحبها لابنته
-بقي بتحبيها طيب يا حلاوتهم لو بتحبي نوال بصحيح ابعدي عنها لمصلحتها و لمستقبلها.
علمت و تأكدت حلاوتهم أن فاروق يراوغها و لبا يريد اخبارها بالحقيقه و لكنها مصره أن تعرف
-ممكن تجاوبني يا عم فاروق علي سؤالي و لو طلع الخبر صح أوعدك هبعد عنها علشان هما مش بيحبوني.
استهزأ فاروق بكلماتها و لم يصدق أنها تريد مصلحه ابنته فمعروف عن حلاوتهم أنها تخرب بيوت كثيرة بسبب ترك والدتها لها و البحث عن مزاجيتها
-و انتي عايزاهم يحبوكي علي ايه؟
تصنعت البكاء و الألم و انتحبت قائله
-علي اني انسانه زى زيهم كان ممكن واحده منهم تكون زى.
جحظ فاروق من منظرها الباكي و احتار أيصدقها أم لم يقتنع
-خلاص يا حلاوتهم اللي فات مات ابدئى من جديد و عيشي بعيد.
تود أن تفتك به علي بروده و اصراره علي عدم اخراج الحقيقه من فمه
-حاضر يا عمي هبعد و ألف مبروك لنوال فرحتلها أوى تصبح علي خير .
ابتسم فاروق لها بخبث فهو يشعر بها أنها تجلس علي جمرة من نار تريد المعرفه
-و انتي من أهله يا بنتي.و ياريت ما تكونيش زعلانه من كلامي انتي زى نوال بنتي .
😘😘😘 #الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى
ذهب كلا من عائشه و مريم و بهيرة الي المشفي للكشف عن الصغير.عاد هريدي لم يجدها تطاير الشر في عينيه و اعتقد أنها تركت المنزل.عادوا من الخارج و دلفت غرفتها ليجحظ بعينيه عندما شاهدها بملابس الخروج
-كنتي فين يا عيشه و من امتي بتخرجي من غير اذني و لا خلاص شوفتي نفسك علي انطقي.
توترت عائشه رغم أنها لم تفتعل جرم بل ما وترها هو تغير هريدي نعم دائما يعرف بدخولها و خروجها و لكنه يعلم أنها تخرج بدون اذن اذا كان الأمر طارئ
-كنا بنكشف علي محمد ابن سالم.
انتفض عندما سمع الخبر و مع ذلك عنفها
-طول عمرك حتي لو الأمر طارئ بتقوليلي.
هزت عائشه رأسها بضيق و أردفت بلا اهتمام
-معاك حق بس ده كان زمان يا هريدي دلوقت خلاص.
ثم تركته و خرجت من الغرفه لا تريد الصراع معه أكثر من ذلك.
🎉🎉🎉 #موكا_سحر_الروابات رواية #الارث_صراع_الاباء_والابناء
نام الجميع و مر الليل و أشرقت شمس الصباح معلنه عن قدوم يوم جديد ملئ بالأحداث الكثيرة و في شقه سالم تحديدا كانت مريم مستغرقه في النوم عندما أتي سالم بالماء يصبه فوق رأسها و قام بايقاظها
-اصحي يا ست هانم ياللي بتخرج من غير استئذان و ترجعي تنامي و لا كأن.
انتفضت مريم و شهقت من هطول الماء علي وجهها لا ترى الرؤيه أمامها تسمع صوته
-انت ايه اللي بتعمله ده يا شيخ.ابنك كانت حرارته عاليه روحت كشفت عليه عجبك كده غرقت الأوضه.
لم يعير مرض ابنه اهتمامه كان كل ما يريده هو افراغ غضبه فيها خاصه بعد الكلمات المسمومه الخاصه بحلاوتهم
-أوضه انتي بتسمي دي أوضه و لو دي أوضه أوضه ايه بالظبط اوضه العلاج صح .دي مش أوضه نوم يا هانم و لا فيها حاجه تدل علي كده.
ابتسمت بسخريه
-و انت عايز ايه ؟
ابتسمت ابتسامه نصر
-جينا لمربط الفرس عايز أتجوز.
هزت رأسها بغضب لتوقعها ذلك
-طب و احنا مش متجوزين يا سالم؟
ابتسم بسخريه و تعالت ضحكاته باستهزاء
-احنا مين لا مؤاخذه ده انتي أختي يا بت من زمان.
انتفضت مريم و نهضت من علي الفراش بضجر قائله
-نععععم.و ده كان بمزاجي يا سي سالم و لا مزاج حضرتك.
وضع ذراعيه فوق صدره و هو ينظر لها باستهزاء و سخريه
-أنا من زمان نفسي أخلص منك و جت الفرصه حسي علي دمك.
تعالت أنفاسها وجراء ما حدث و الذي توقعت حدوثه انها ستزج في الشارع
-طيب روح اتجوز.و انت بقي معاك كل الورث هات ليها بيت تاني غير ده يا سالم.
تيقن أنها لن تستلم فاستعمل معها أسلوب الضرب لكي تضطر للرحيل لأنه شرط حلاوتهم.هاتفت والدها لكي يأتي و يأخذها رفضها و أجبرها علي البقاء اضطرت أن تبقي حتي الفجر و أن تأخذ ابنها و ترحل الي أي مكان لا يعلم أحد مكانهاو بالفعل نهضت و أعدت حقائبها و حملتها وخرجت علي الشارع العمومي لتوقف تاكسي
❤️❤️❤️ #مروه_البطراوى جروب #موكا_سحر_الروايات
فلمحها مصطفي و استغرب لهيئتها. كان عائدا من صلاة الفجر ليصعق من رؤيته
-علي فين يا مريم؟
زمت شفتيها بسخريه
-و الله يعني مش عارف؟
زفر مصطفي بحنق و ضيق
-عارف و لذلك خطبت نوال.
تضايقت من رده و ردت بتوتر
-لا الموضوع مش يخصك سالم معدش عاوزني.
تنهد مصطفي بتعب و زفر بقلة حيله و استنقص سالم
-أستغفر الله مفيش فايده فيه أبدا.بس أنا مش هسكت انتي بنت عمنا.
تعالت ضحكاتها بسخريه فهي لم تستوعب كلماته فدائما هو هادئ
-هتعمل ايه يعني لواحد مش عايز مراته علشان بدافع عن حقوق اخواته
قطب مصطفي جبينه فهو يعرف الشق الخاص بأموال والدها و لا يعلم الجانب الأخر
-طب و انتي مالك بحقوقنا.احنا اخوات في بعض و بعدين سالم مش بيأكل حق حد فينا.
تيقنت مريم ان لا أحد أخبره بما فعله سالم مع والده و تسائلت لم يخبر مصطفي خصيصا
-يبقي متعرفش يا مصطفي ان عمي كتب كل أملاكه لسالم بحجه الهروب من الضرايب اللي عليه.
صدم مما قالته و فسر ما يحدث في المنزل منذ أيام و من ضمنهم مرض والدته التي أخفت هذا الجانب و سردت أمر أموال مريم فقط كان لهذا السبب و حديث سالم معه اللاذع عن ضرورة زواجه
-استني كده.
كاد أن يكمل و لكن أوقفته صرخه محمد
-بسم الله يا حبيبي انت سخنت تاني أنا نسيت دواك.
أخذها مصطفي الي الصيدليه لاجلاب العقار الخاص بمحمد
-دول أدويته صح.اقعدي اعطيه هجيب مياه و راجع ليكي اوعي تمشي.
أخذت مريم منه الدواء و أعطتها لصغيرها و هي تنظر في أثر مصطفي بحسرة علي حالها و حال صغيرها