رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الرابعة
_ آدم، ممكن تيجي معايا نروح المكتبة؟
بصتلها وإبتسمت لإنها أول مرة تطلب مِني حاجة ليها من بعد الحادثة اللي حصلتلنا، إتكلمت بحنية وقولت بسعادة:
= دا لو مش ممكن نخليه ممكن، دقيقتين وهتلاقيني جاهز وننزل سوا.
روحت فعلًا غيرت هدومي وهي كانت سعيدة باللي بعملهُ وكانت جاهزة بالفعل، نزلنا مع بعض وهي كانت طول الطريق بتحاول تفتح معايا كلام، وأنا لا أخفي عنكم سرًا يعني كنت مبسوط جدًا.
من ضمن المواضيع اللي إتفتحت قالت بإحراج بسيط:
_ أنا عايزة أعرف، هو إنت مفتكرتش آي حاجة خالص توضح سبب إننا كنا هننفصل؟
إتكلمت بلهفة وقولت بتوتر:
= ليه هو إنتِ إفتكرتِ حاجة؟
إتكلمت بتوضيح وقالت:
_ لأ لأ، أنا بس بسألك عشان عايزة أعرف إي اللي وصلنا لإتنين بيحبوا بعض جدًا لأكتر إتنين بيكرهوا بعض ومش قادرين على العيشة مع بعض!
إتنهدت وقولت بعدم فهم أنا كمان:
= الحقيقة بسأل نفسي السؤال دا كل يوم، ومش بلاقي إجابة، بي اللي متأكد منهُ إني مبطلتش أحبك برغم المشاكل دي، والدليل إني لما فوقت من تاني لسة بحبك ولسة عايزك تبقي معايا.
إبتسمت بهدوء وقالت بتساؤل:
_ طيب لو إفتكرت وطلع المشكلة فيا أنا، هتسامحني وتكمل معايا؟
وقفت في مكاني لثوانٍ وقولت بهدوء:
= أنا مش عارف الحقيقة إي نوع المشكلة اللي كانت بيننا بس آيًا كانت يا ليان أنا مستعد أدفع عمري كلهُ عشان أبقى معاكِ.
إبتسمت وفضلت سرحانة فيا شوية بعيون مليانة حُب، إبتسمتلها وقولت بتساؤل:
= ولو المشكلة طلعت مني أنا؟
كملنا مشيّ وقالت بإبتسامة:
_ مش عارفة، بس واثقة إنك هتقدر تخليني أحبك من تاني وأنسى زي ما عملت دلوقتي.
ثوانٍ صمت عدت عليا وقفت مكاني وهي وقفت وبصتلي بإستغراب، أنا كنت مندهش ومبسوط بكل اللي بسمعهُ لحد ما قالت بتساؤل:
_ مالك فيك إي، في طوبة إتحدفت عليك تاني؟
إبتسمت وقولت بسعادة:
= لأ بس إنتِ دلوقتي إعترفتيلي بحُبك؟
إبتسمت بإحراج وعملت نفسها من بنها وكملت مشيّ قدامي، باقي الطريق كان نكش مِني ليها وأحيانًا منها ليا، ولكن اللي واثقين منهُ إحنا الإتنين إننا كنا في غاية السعادة.
وصلنا للمكتبة وهي إختارت كتاب وقعدت عشان تقرأ فيه، سحبت أنا كمان كتاب وقعدت جنبها وأنا مش فاهم شوية، أو ماليش أوي في القراءة بصراحة، كنت عمال أقلب في صفحات الكتاب يمين وشمال ومستنيها تخلص.
تقريبًا بان عليا الملل لما بصيتلي وقالت بتساؤل:
_ إنت مش بتحب القراءة؟
إبتسمت ببلاهة وقولت:
= مين دا، أنا بعشقها.
ضحكت وقفلت الكتاب وهي محددة الصفحة بإيديها وقالت:
_ يا جدع، والكتاب اللي في إيدك وإنت ماسكهُ بقالك نُص ساعة دا بيتكلم عن إي بقى؟
فضلت أتهته في الكلام شوية لحد ما هي قالت:
_ على فكرة مش متضطر تعمل حاجة مش بتحبها عشان حد، عادي كل شخص ليه حاجات مُفضلة عكس الشخص التاني.
سندت دراعي على الطربيزة وبعدها راسي على إيدي وأنا ببصلها بإبتسامة وقولت:
= الحقيقة إن إنتِ الحاجة المُفضلة ليا، وقعدتي معاكِ دي هي هوايتي.
إبتسمت وفتحت الكتاب كملت قراءة من الإحراج وأنا فضلت متابعها.
لما خلصت خرجنا من المكتبة بعد ما خدنا كام صورة لينا فيها، رجعنا نتمشى من تاني وشربنا آيس كوفي وكان طريبما لا يخلوّ من الونس والسعادة.
ولكن كعادم علاقتنا النحس يعني، كانت هتخبطني عربية في الطريق جاية بسرعة جنونية وماشية غلط، بعدت ليان عنها وأنا فضلت واقف بصدمة بيني وبين العربية 5سم ولكن وقفت الحمدلله.
من الصدمة إفتكرت نفس الموقف اللي مريت بيه، إفتكرت الحادثة ومن بعدها إفتكرت كل حاجة مريت بيها، إفتكرت قد إي حياتي كانت صعبة مع ليان، إفتكرت كل موقف كانت بتعايرني بيه على قِلة الفلوس.
إفتكرت لما كل مرة كانت بتقلل من حُبي ليها، وإفتكرت اليوم اللي فضلت سهران وهي تعبانة فيه وعملتلها لسان عصفور عشان كانت تعبانة بس من تعبي وسهري نسيت ونمت غصب عني والحلة حرقت المطبخ ومن بعدها شوفت نكد وخناق جبار.
إفتكرت كل حاجة حرفيًا وحشة وتستدعي الغضب، كان الوحش أكتر من الحلو، وكمان شوفت إي اللي خلانا بالجفاء دا، كتر التجاهل وإن كل واحد بياخد جنب، بعدنا عن بعض وكل واحد عايش في ركن وحياة لوحدهُ.
بدأ الكُره يتولد بيننا وكل واحد يمسك للتاني آي غلطة 24 ساعة خناق وتنظير على بعض، بعد كل شريط حياتي مع ليان اللي عدا عليا، أغمى عليا وفقدت الوعي.
جريت ليان عليا وهي خايفة ومرعوبة ومن محاسن أو مساوء القدر كان اللي راكب العربية عمر صاحبي العبيط، ركبوني العربية بسرعة وراحوا بيا للمستشفى.
في المستشفى وبعد ساعتين تقريبًا فوقت، بصيت حواليا بهدوء وأنا بغمض عيني بتعب، حاسس إني تايه مش عارف أتصرف إزاي.
كانت ليان قاعدة جنبي وبتعيط في هدوء أول ما بصتلي وشافتني فايق قربت مني بلهفة وقالت:
_ آدم إنت كويس؟
بصيتلها بنظرة تايهة وفارغة بعض الشيء وقولت:
= أيوا الحمدلله.
بصتلي بإستغراب من هدوئي اللي جديد عليها طبعًا وخصوصًا قدامها وقالت بتساؤل:
_ حاسس بحاجة بتوجعك طيب، أنده للدكتور؟
قومت قعدت وأنا بخلع من إيدي الكانيولا وقولت بتنيهدة:
= لأ أنا كويس، يلا بينا نمشي بقى.
إتكلمت بقلق وقالت برفض للي بعملهُ:
_ ليه يا آدم عملت كدا، إستنى لحد ما الدكتور يطمننا عليك.
بصيتلها بهدوء وقبل ما أرد عليها جِه عمر وهو بيعيط وقبل ما يرمي نفسهُ عليا زي كل مرة بعدت عن طريقهُ ووقع في الأرض وهو بيقول بصوت عالي وباكي:
_ عمر صاحبـ...
خدت وقعة مُعتبرة ومحترمة على السرير، غمضت عيني بسبب قوتها واللي حسيت بألمها نسبيًا ولكننهُ قام وهو بيتأوه وقال:
_ عمر صاحبي حبيبي، إنت كويس؟
بصيتلهُ بإبتسامة وقولت:
= كويس يا حبيبي كويس، يلا بينا بقى نمشي ولا إنت مكتفتش؟
مسك دراعهُ اللي إتخبط فيه وهو بيدعكهُ وقال وإحنا ماشيين:
_ لأ إكتفيت يا عمري، يلا بينا.
مشينا بعدها ووصلنا عمر للبيت ومشي، طلعنا أنا وليان وهي كانت بتحاول تفهم متغير ليه، إتكلمت بتساؤل وقالت:
_ أحضرلك عشا؟
بصيتلها بهدوء وأنا رايح ناحية الكنبة:
= لأ أنا تعبان محتاج أنام بس.
روحت فعلًا ورميت نفسي على الكنبة وحطيت دراعي على عيني وهي فضلت واقفة دقيقتين وبعدين سمعت صوت باب الأوضة بيتقفل، إتنهدت وفضلت مكاني بفكر، معداش رُبع ساعة وسمعت الباب إتفتح تاني.
قعدت ليان قدامي وقالت بهدوء وحزن باين في نبرة صوتها:
_ ليه مقولتليش إن رجعتلك الذاكرة يا آدم؟
شيلت دراعي من على عيني وقولت بتساؤل:
= ليه بتقولي إنها رجعتلي؟
إتنهدت وهي بتحاول تمنع دموعها تنزل وقالت:
_ عشان بعد ما فوقت نظرتك ليا مش نفس نظرتك قبل ما يُغمى عليك، نظرتك كانت ومازالت نظرة شخص كاره للشخص اللي بيبصلهُ، فـَ أكيد إفتكرت كل حاجة ومن الواضح إن كنت أنا الوحشة في حكايتنا.
إتنهدت وبصيت للسقف من غير رد، أصل هرد أقول إي أنا فعلًا مش طايق ليان من كل المشاكل اللي مرينا بيها، وخصوصًا أخر سبب، شوفتها بجنب عيني وهي بتمسح دموعها وقالت:
_ أنا هقوم أتصل بـ ماما وأخايها تبعت حد ياخدني عندها يا آدم.
قامت فعلًا وأنا مش عارف المفروض أعمل إي، مش قادر أسامح وصوتها وهي بتعايرني بحالتي المادية اللي مش واو زي باباها بيتردد في ودني من ساعة ما فوقت.
حتى المُصالحة اللي كنت ناوي عليها مش قادر أعملها، فعلًا معداش كتير وجات مامتها مع أخوها تحت ونزلتلهم، مشيت.
قومت من مكاني قعدت وأنا باصص للبيت وأنا بحط في دماغي حقيقة إنها خلاص فعلًا مشيت، طيب وبعدين وإي اللي المفروض يتعمل مش عارف، ولكنني حاسس إني كدا أحسن، خصوصًا.. خصوصًا إنها حاولت تقتـ *لني!