رواية أسيرة الشيطان الجزء الثالث (للقلب سلطان اخر) الفصل الواحد والاربعون 41 بقلم دينا جمال


 رواية أسيرة الشيطان الجزء الثالث (للقلب سلطان اخر) الفصل الواحد والاربعون 

في صباح اليوم التالي تعالت الزغاريد من بعض الجارات حين وقفت سيارة أجرة في منتصف الحي ونزلت منها السيدة صفاء ترتدي جلباب أبيض ها قد عادت من أداء مناسك العمرة ، نظرت فاطمة من شرفة شقة لتبتسم حين وقعت عينيها على السيدة صفاء ، لمحت عينيها محمود وهو يفتح صندوق سيارة الأجرة يخرج العديد من الحقائب يبدو أن السيدة صفاء أحضرت الكثير من الهدايا ، تحركت صفاء لأعلى يتحرك محمود خلفها يحمل الحقائب ، وقفت صفاء فجاءة في منتصف السلم التفت برأسها صوب محمود تسأله :
- أخبارك أنت وفاطمة ايه يا محمود
ابتسم محمود متوترا يحرك رأسه يخبرها أن كل شيء على ما يرام ، ولكن حدسها يخبرها أن العكس هو الصحيح تنهدت تكمل طريقها لأعلى ، وبدلا من أن تتوجه إلى شقتها توجهت إلى الشقة المقابلة حيث تقطن فاطمة ، نظرت إلى محمود تحادثه :
- دخل الشنط الشقة ، ما عدا السنة الزرقا دي هاتها 
أخذت منه الحقيبة ، ابتلع لعابه متوترا يحرك رأسها توجه صوب باب شقته فتح بابها وقبل أن يدخل أبصر والدته تدق الباب وخرجت فاطمة ، ارتمت بين أحضان والدته تعانقها بقوة ، تنهد حزينا يُغلق باب الشقة عليه ، جلس على أقرب مقعد لديه يحرك المفاتيح في يده ينظر إليهم شاردا ، لا يعرف لما كلما حاول أن يكن جوارها تفرقهم الحياة وكأنه عدوًا لها 

أما في الشقة المقابلة ، دخلت السيدة صفاء جلست جوار فاطمة على الأريكة ، وجهت صفاء أنظارها لفاطمة تسألها فجاءة :
- هبب ايه في غيابي ابن بطني ؟
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي فاطمة ، طرفت عينيها الدموع ، رفعت يدها سريعا تمسح دموعها قبل أن تسقط تتنهد بحرقة :
- ما حصلش حاجة، أنا ومحمود بس مش متفقين ، عشان كدة لازم نتطلق
شهقت صفاء مذعورة تحرك رأسها للجانبين ترفض ما تسمع :
- ايه اللي أنتِ بتقوليه دا يا فاطمة ، اهدي يا بنتي وصلي على النبي وكل مشكلة وليها حل 
قوليلي بس هو عمل ايه وأنا هخدلك حقك منه تالت ومتلت 
حركت فاطمة رأسها للجانبين ترفض ما تقول صفاء وتلك المرة انهمرت الدموع من عينيها تحادثها بحرقة :
- أرجوكِيا ست صفاء ، أنا سمعت كلامك وكلام أخواتي ووافقت إني أطلع نور من قلبي وأدي فرصة لمحمود بس هو أذاني أوي ، أنا عايزة اتطلق 
جذبت صفاء فاطمة إلى أحضانها تعانقها بقوة تتوعد لولدها الأحمق أنها لن تدع ما فعله يمر مرور الكرام ما إن تعرف ما هو 
_________
في منزل ياسر ، تحديدا في غرفة جاسر 
جلس جاسر على فراشه يضم قدميه له ينظر للفراغ شاردًا حزينا ، يحاول كل دقيقة الإتصال بها ، يحاول الوصول إليها ولكنها ترفض وبشدة ، يود فقط أن يطمأن عليها ، يعرف كيف حالها الآن ، هل تعاني من تخلص جسدها من أثر تلك الأقراص التي كان السبب في إدمانها لها دون أن يقصد ، رفع كفيه يخفي وجهه خلفهما يتنهد بحرقة ، سمع صوت دقات على باب غرفته ودخلت والدته ، حرك عينيه ناحيتها قبل أن يبتعد بأنظاره ينظر لركن بعيد ، تنهدت نرمين حزينة على حاله ، دخلت إلى غرفته تغلق الباب عليهم ، جلست على طرف الفراش تنهدت قلقة على حاله تسأله :
- مالك يا جاسر فيك ايه ، ساكت وشارد من أيام الكل قلقان عليك ، سما وأريچ وياسر وسامر ، فين مراتك طيب حصل بينكوا ايه ، أنا ماليش دعوة بيها تاني ، ولو هي مشيت بسببي أنا مستعد أروح اعتذرلها دلوقتي حالا بس ما تعملش في نفسك كدة يا ابني ، عشان خاطرنا كلنا 
حرك جاسر رأسه للجانبين الأمر أعقد مما تظن والدته ، حرك رأسه للجانبين يتحدث بنبرة خاوية تماما من الحياة :
- مالوش لزوم ، هي ما بقتش عيزاني خلاص ، عشان أنا اذيتها ، اذيتها أوي ، أنا بس عاوز فرصة عشان أصلح اللي عملته ، بس هي حتى مش عاوزة تبص في وشي 
قامت نرمين جلست جوار جاسر على الفراش ، تجذب رأسه ليستند على كتفها ، سمعت زفرة قوية حزينة تخرج من أعماق قلبه ؛ لتتنهد حزينة رفعت يدها تربت على رأسه تحادثه :
- جاسر أنا عارفة إني غلطت في حق البنت جداا ، وسمعتها كلام مقرف ، خالك كان عنده حق ، أنا بس فجاءة لقيت الماضي اللي هربت منه سنين بيتجسد قدام عينيا ، كنت غضبانة وخايفة أوي ، وطلعت كل المشاعر المشتتة على مراتك وهي مالهاش ذنب ، عشان كدة أنا لازم اعتذرلها ، أنا مش عايزة أعرف إنت عملت ايه يا جاسر ، مش عاوزة اتصدم فيك ، مش عاوزة صورتك في عيني تتهز ولو للحظة ، بس اسمعها مني نصيحة ، ما تفضلش قاعد كدة مستنيها تسامحك ، ما تقوليش مش عاوزة تخليني أشوفها ، روح عسكر قدام بيتهم ، أخطفها أعمل أي حاجة ، أنا عارفة أن دا عكس شخصيتك ، بس اتجنن يا دكترة الجنان في الحب مش وحش ، قوم يلا أغسل وشك وغير هدومك عشان دكتور طارق زمانه جاي 
قبلت جبينه تبعثر خصلات شعره وتركته ورحلت ، أما هو فعقد حاجبيه يفكر ، يختطفها !! ولما لا ، ولكنه عليه أن يخطط لتلك الخطوة جيدا ، قام من مكانه يشعر بالحماس  يدب في جسده بعد طول خمول وقف يحادث نفسه سعيدا :
- أنا هوريك جنان جاسر راضي يا مليكة
أما في الخارج ، في غرفة سما وقفت سما متوترة أمام مرآة غرفتها تتنهد قلقة بين لحظة وأخرى ، تنظر لنفسها في المرآة تتسأل هل لازالت حقا جميلة ؟ تنهدت حين سمعت صوت الباب يُفتح ودخلت أريچ إليها ، تنهدت سما تسألها قلقة :
- تفتكري الدنيا ممكن تديني فرصة تانية يا أريچ ، تفتكري أنا أقدر أحب تاني 

تقدمت أريچ من سما وقفت أمامها، أمسكت ذراعيها بين كفيها برفق ، ابتسمت تقول :
- أنتِ حبيتي خلاص يا سما ، أنا واثقة أنك بتحبي طارق ، وهو كمان بيحبك ، ابدأي من أول وجديد يا سما وما تفكريش في اللي فات بأي شكل ، عايزة اقولك بجد شكلك تحفة في الفستان دا ، أنتِ اصلا زي القمر وأحلى يا سيما 
طمأنتها كلمات أريچ أنها لا تزال جميلة ، عادت تنظر إلى نفسها في المرآة تبتسم قبل أن تومأ برأسها
في اللحظة التالية انتفضت حين سمعوا جرس الباب ، التفتت سما إلى أريج أمسكت بكف يدها تحادثها متوترة :
- جه يا أريچ ، طارق جه
تحرك ياسر يفتح باب منزله ، ابتسم حين أبصر طارق ومعه والده يقفان أمام الباب ، بدا طارق متوترا للغاية بشعر وكأنه مراهق في العشرينات من عمره يتقدم للخطبة للمرة الأولى في حياته 
ابتسم ياسر رفع يده يربت على كتف طارق يرحب به وبأبيه :
- أهلا وسهلا نورتوا ، أتفضلوا 
دخل طارق بصحبة أبيه يجلسان في غرفة استقبال الضيوف ، وجلس ياسر أمامهما يرحب بهما ، تنهد طارق متوترا ينظر حوله هنا وهناك يبحث عنها ، انتبه حين سمع صوت ياسر يحادثه ضاحكا :
- ايه يا دكتور ، عينيك عمالة تلف الدنيا كلها 
ضحك صابر والد طارق يربت على قدم ولده قبل أن يوجه حديثه لياسر :
- معلش أصل العريس قاعد مش على بعضه 
ضحك طارق متوترا ، رفع يده يضعها على رقبته يشعر بالحرج الشديد ، يبحث عنها بعينيه متلهفا 
وقفت سما في المطبخ متوترة تحاول إلتقاط أنفاسها ، اهتزت يديها حين حاولت حملت صينية المشروبات ؛ لتتركها مكانها تحرك رأسها للجانبين تتحدث متوترة :
- لالالا أنا مش هخرج ، حد غيري يخرج ، أنا خلاص مش عاوزة اتجوز 
توسعت عيني أريچ فزعا ، اقتربت منها تحاول تهدئتها :
- اهدي بس يا سمسم ، أنتِ بس متوترة ، استني هنادي جاسر يدخل معاكِ هو كان بيغير هدومه
قبل أن تخرج أريچ من المطبخ رأت جاسر يدخل إليه يتحدث سريعا :
- إيه يا جماعة ، ايه يا سما واقفة عندك كدة ليه ، يلا يا حبيبتي 
حركت سما رأسها للجانبين قبضت كفيها على فستانها تتحدث متوترة :
- لا يا جاسر ، أنا مش عاوزة أخرج ، أنا خايفة أوي يا جاسر
ابتسم جاسر في هدوء تحرك صوب سما وقف أمامها ، رفع يديه يمسك ذراعيها بخفة يحادثها عابثا :
- يعني أروح أقول لدكتور طارق الحليوة اللي قاعد برة دا ، اطلع برة ما عندناش بنات للجواز أنا ما عنديش مانع ، لو أنتِ مش عيزاه 
توترت سما ، توسعت عينيها تحرك رأسها للجانبين سريعا ؛ ليضحك جاسر بخفة يربت على وجنتها :
- يلا يا حبيبتي
حمل صينية العصير بدلا منها وهي سارت جواره تقبض على ذراعه تتعالى أنفاسها قلقا 
إلى أن وصلوا الى الغرفة حيث الضيوف ، دخلت سما من باب الغرفة وهي تمسك بذراع جاسر ، ابتسم طارق ما أن رآها قام واقفا يبتسم سعيدا يحمل بين يديه باقة أزهار كبيرة حمراء ، أقترب منها يمد يده بالباقة يبتسم :
- اتفضلي
ارتسمت ابتسامة متوترة مرتعشة على شفتيها أخذت الباقة من بين يديه تومأ برأسها ، وضع جاسر الصينية على الطاولة ، أمسك بيد سما جذبها لتجلس على المقعد المجاور له ، يوجه حديثه لطارق :
- نورت يا دكتور طارق ، أخبارك ايه يا أبو نسب
ضحك طارق بخفة ، يشعر بالسعادة من جملة جاسر الأخيرة ، ذلك يعني أنه على وشك الفوز بها ، ابتسم صابر والد طارق يوجه حديثه لياسر :
- دكتور ياسر ، أنا طالب من حضرتك أيد بنتك لإبني ، أفتكر أننا قعدنا القعدة دي مرة من سنين ، بس مقدر و مكتوب وما حصلش نصيب ، المرة دي بإذن الله يحصل ، قولت ايه يا دكتور 
نظر ياسر إلى سما يبتسم ؛ لتتهرب هي من نظرات أبيها تنزل رأسها أرضا ، ضحك ياسر بخفة يومأ برأسه ، تدخل جاسر يقول :
- أنا بقول نقرا الفاتحة 
ابتهج وجه طارق ولمعت عينيه فرحا يومأ برأسه ، تمنى أن ترفع وجهها لينظر إليها وفعلت في اللحظة التالية تقابلت نظراتهم للحظات لتراه كم هو سعيد ، ويشعر بها كم هي خجلة وسعيدة 
أما جاسر فتنهد بقوة يفكر في مليكة وكلمات والدته تبرق في رأسه 
_______
في مكتب جواد
تحديدا هناك حيث يوجد وليد يجلس على احد المقاعد يطرق بالقلم الرصاص في يده على سطح المكتب الصغير يفكر شاردًا حزينًا في مريم الفتاة الوحيدة التي أحب ،ولكنه لم تفعل 
لم تحبه لم تعجب به ، لم تره من الأساس ، ربما يوسف أخبره بأمر الحادثة التي صارت بينهما فباتت تشعر بالاشمئزاز منه ، وبات هو يشعر بالاشمئزاز من نفسه لأنه يحب حبيبة صديقه مراد ، لذلك قرر الابتعاد طلب من والده أن ينقله من كلية الإعلام إلى كلية الفنون ليبتعد عنها ، أبعد نفسه عن يوسف وعن محيط عائلتهم حتى لا يراها ويدق قلبه الأحمق بعشقها ، انتبه حين دخلت تلك الفتاة الصغيرة صاحبة النقاب إلى الغرفة ، توجهت صوب أحد الجالسين ووضعت كوب القهوة أمامه ولحظ الرجل السيء دخل جواد ورأى ما حدث ، رأى كيف انقبض وجه جواد غضبا ورغم ذلك لم ينفعل ويصرخ فقط نظر إلى الجالس يحادثه بنبرة حادة بعض الشيء :
- باشمهندس تامر ، أنا قولت اللي عايز قهوة ولا أي حاجة من الكافتريا يروح يجيب بنفسه ، أتمنى ما تتكررش تاني ، ما تكرريهاش تاني يا رحمة 
اومأت الفتاة برأسها سريعا قبل أن تخرج من المكتب تهرول خطاها للخارج ، هنا وقف ذلك المدعو تامر يعتذر :
- أنا آسف يا باشمهندس والله ما كنش قصدي
تنهد جواد بعمق قبل أن يحرك رأسه ، رفع يده يربت على كتف تامر يحادثه :
- البنت نفسها عزيزة وبتحس بالإهانة من أقل حاجة ، فمش هيحصل حاجة لو مشينا الدنيا ورحت جبت قهوتك ، على العموم حصل خير ، أقعد كمل شغلك 
قطب وليد جبينه متعجبا مما يحدث ، رأى جواد يتوجه عليه وقف أمامه يسأله مبتسما :
- عامل ايه يا وليد ، أتمنى تكون مبسوط معانا 
ابتسم يومأ برأسه ليبتسم جواد يربت على كتفه يحادثه :
- لو مش فاهم أي حاجة ما تتكسفش وتعلالي المكتب ، ربنا يوفقك 
اومأ برأسه سريعا يبتسم متوترا ، خرج جواد من المكتب وحاول وليد أن يوجه تركيزه للتصميم البسيط الذي كلفه به جواد ، تنهد يقف عن مكانه مقررًا الذهاب إلى المقهى ليحضر كوب قهوة ، حين أقترب من هناك رأى تلك الفتاة المدعوة رحمة وهي تجذب يدها من يد صبي تقريبا في بداية العشرينات تحادثه غاضبة :
- قسما بالله يا مهاب ، لو اتعرضتلي تاني لهقول لباشمهندس جواد ، أخليه يطردك 
ضحك ذلك المدعو مهاب يسخر منها :
- ايوة ايوة قولي كدة ، ايه اللي بينك بقى وبين باشمهندس جواد ، مخليه عشان خاطر عيون الهانم بيخلي الموظفين هما اللي يجيبوا مش هي االي تروحلهم ، وجاية عاملة عليا أنا شريفة 
رأى الألم يتجسد في عيني الفتاة ، فشعر بالشفقة عليها والغضب من ذلك الوغد الوقح سليط الناس ، تقدم منه كان يقف ذلك الوغد أمامه مباشرة يوليه ظهره ربما لذلك لم يره ، قبض وليد على كتفه ما أن استدار له لكمه بعنف يصرخ فيه :
- أنت قليل الأدب ومش متربي وقذر ، لما تتعرضلها يا قذر وكمان تخوض في شرفها عشان إنت حيوان 
صوته العالي جعل الكثيرون يخرجون من غرفهم وأولهم كان جواد ، الذي هرع إليهم يوجه حديثه لوليد غاضبا :
- أنت اتجننت يا وليد أنت إزاي تضربه ؟! هو عملك ايه ؟
أشار وليد إلى مهاب يتحدث منفعلا :
- الكلب دا كان بيتعرضلها وبيقول عليها كلام قذر 
تحرك جواد صوب رحمة وقف أمامها يسألها :
- الكلام دا صحيح يا رحمة ؟
صمتت ولم يحصل منها على رد كانت في حيرة من أمرها ، أتخبره بما فعل ويطرده جواد من العمل ولكن والدته المسكينة لا ذنب لها ، أم تصمت ويظل يتعرض إليها ويلقيها بكلماته السامة البشعة ، رقعت عينيها إلى جواد تهمس بنبرة خفيضة متوترة :
- ممكن أتكلم مع حضرتك لوحدنا 
قطب جواد جبينه وكذلك فعل وليد لما لم تخبره تلك البلهاء بما فعل ، طلب جواد من الموظفين أن يعودوا إلى مكاتبهم واضطر هو أن يعود معهم ، ولكنه كان يود وبشدة أن يعرف ما ستفعل ، تحرك صوب الممر المجاور لهم وكأنه في طريقه للمرحاض ووقف يحاول أن يعرف ، الفضول يقتله ليعرف لما لم تقل تلك الفتاة الحقيقة ، أيعقل أنها في علاقة حب مع ذلك الشاب ، أطل برأسه بخفة يحاول أن يستمع إلى ما يحدث رآها تنظر إلى ذلك المهاب غاضبة قبل أن تنظر إلى جواد ابتلعت لعابها تقول متوترة :
- ايوة يا باشمهندس هو فعلا بيتعرضلي وبيقولي كلام وحش أوي ، بس أرجوك والدته ست كبيرة في السن وهو المعيل ليها ، لو حضرتك مشيته ، حضرتك هتبقى
قاطعها جواد قبل أن تُكمل ما تقول :
- فاهم يا رحمة ، ارجعي شغلك وأنا هتصرف
حركت رأسها سريعا تتوجه صوب الداخل ، أما جواد فتوجه صوب ذلك المهاب قبض على مرفقه ينظر إليه محتدًا غاضبا :
- أنت قذر ، لما تتعرض لبنت غلبانة ويتيمة ، ورغم كدة هي مش عاوزة تقولي عشان ما أرفدكش ، وأنا مش هرفدك يا مهاب بس مش هتفضل في المكتب هنا دقيقة واحدة ، هبعتك الشركة عند أبويا يشغلك هناك وبالمرة يريبك من الأول ، أنا هكلمه وهقوله أنك جاي ، في ظرف نص ساعة لو ما كنتش هناك صدقني هيسود عيشتك 
أصفر وجه مهاب خوفا ، يومأ برأسه قبل أن يتحرك سريعا يغادر المكان 
تحرك وليد من مكانه يتوجه صوب جواد وقف أمامه يعتذر منه :
- أنا آسف لأني كنت واقف بسمعكوا ، بس أنا حقيقي كنت مستغرب جداا هي ليه رافضة تتكلم رغم أنه قالها كلام بشع بجد 
ابتسم جواد يومأ برأسه قبل أن يردف :
- رحمة غلبانة ، خافت تأذيه واطرده ، روح يلا كمل التصميم اللي قولتلك عليه 
تحرك وليد صوب مكتبه ليرى هاتفه يدق على سطح مكتبه ، أبصر رقم وليد ما أن أجاب سمعه يصرخ فيه ،   توسعت عينيه فزعا حين وصل لأذنيه جملته :
- أنت فين يا زفت ، يوسف مش عارف يقف على رجليه ، الدكتور بيقول ان جاله شلل نصفي 
أصفر وجه وليد يصيح مذعورا :
- أنت بتقول ايه ، أنا جاي حالا 
___________
في المستشفى .... تحديدا أمام غرفة يوسف وقف جاسر يصرخ بعلو صوته لأن الطبيب أخبره أن ما حدث ليوسف سببه زيادة جرعة المخدر التي أخذها يوسف قبل إجراء الجراحة :
- الدكتور الزفت بتاع التخدير دا ، أنا هوديه في ستين داهية ، ورحمة أبويا لهخليه يتمنى الموت من اللي هيشوفه على أيدي 
أقترب نصار منه وقف جواره يحاول أن يجعله يهدأ قليلا :
- اهدا بس يا جاسر ، الدكتور دا خلاص هيتفصل من المستشفى ومن النقابة وهخلي المحامي يرفع عليه قضية المهم دلوقتي اهدا عشان إنت تعبان أصلا وعشان يوسف 
تهاوى جاسر على المقعد يستند بمرفقيه إلى فخذيه ، يضع رأسه بين كفيه ... جلس نصار جواره ليهون عنه رفع جاسر وجهه ينظر إلى نصار ليرى الأخير عينيه المليئة بالدموع قبل أن يتحدث بحرقة :
- يوسف خلاص يا نصار ، هيفضل باقي عمره على كرسي متحرك ، الدكتور بيقول أن الموضوع صعب أن ما كنش مستحيل أنه يرجع يمشي تاني ، يعني رعد اتجنن وبقى عايز بس يحجر عليا وياخد مكاني ، ودلوقتي يوسف اتشل ، دا أنا كنت بقول هيبقوا هما دراعي اليمين والشمال ، دلوقتي أنا ما بقاليش حد ، ما بقاليش غيرك 
وكم كان نصار سعيدا وهو يرى الانكسار والألم على وجه جاسر ، أراد أن يُكمل انتقامه الآن ولكن مريم ليست في قبضته بعد ، تنهد بقوة يتحدث :
- وأنا ماليش غيرك يا جاسر ، أنا بعتبرك صاحبي وأخويا ، وحمايا 
قالها وضحك بخفة ليبتسم جاسر هو الآخر يومأ برأسه يقول :
- يوم الخميس فرحكوا مش هنأجل أنا خلاص تعبت  
في داخل غرفة يوسف جلس مراد جوار يوسف الذي يجلس شاردًا صامتًا لم ينطق بحرف واحد ، عينيه مثبتة عند ملاك التي تقف أمامه ، حرك عينيه فجاءة بينها وبين قدميه الساكنة ليحادثها منفعلا :
- اخرجي برة ، برة روحي حبي واحد سليم أنا خلاص حياتي خلصت لحد هنا ، اطلعي برة يا ملاك
صوته العالي جذب جاسر ومعه نصار دخل جاسر سريعا إلى الغرفة توجه يجلس جوار يوسف الذي ارتمى بين ذراعيه ينفجر في البكاء :
- أنا عايز أمشي من هنا ، أرجوك أنا عاوز أروح ، أنا عاوز حقي من رعد ، هاتلي حقي من رعد، أنا عمري ما أذيته أنا دايما بدافع عنه ، بس هو بشع ومريض ، أنا عايز حقي
احتضن جاسر يوسف بقوة يحرك رأسه لأعلى وأسفل يهمس يتوعد رعد :
- ما تقلقش هجبلك حقك ، هدفعه تمن اللي عمله غالي ، هاخدك ونمشي حاضر ما تعيطتش 
بعد عدة دقائق دخلت الممرضة تدفع مقعد متحرك ، أصفر وجه يوسف ما أن رآه ينقل أنظاره بين جميع من في الغرفة قبل أن يحرك رأسه يتمتم هلعا :
- أنا مش هقعد هنا ، أنا مش هقضي باقي عمري على الكرسي دا ، لاء أنا هعرف أمشي 
قلب نصار عينيه ساخرا شامتًا ، يوسف كان الشوكة الوحيدة التي كان يشعر بالقلق منه ولكنه بات الآن كورقة ذابلة ضعيفة لا قيمة له 
والوغد ابن أبيه لايزال يكابر ، أقترب من يوسف يحادثه مترفقا :
- يوسف، صدقني يا إبني دا وضع مؤقت ، أنا وجاسر هنوديك لأحسن دكاترة في العالم ، ما تخافش يا ابني ، يلا أنا هساعدك أنا ومراد 
اومأ مراد برأسه يقترب منهم سريعا ، قرب جاسر المقعد منهم ليساعدوه على الجلوس عليه ، شعر يوسف بالألم الشديد نظر إلى ملاك التي تقف بعيدا تبكي بحرقة ، وتذكر ما كانت تعاني لسنوات وهو بدلا من أن يعوضها جعلها تعاني من جديد ، بسبب فكرة غبية في رأسه ، اقتربت ملاك منه وقفت أمامه تمسح الدموع عن عينيها تحادثه :
- على فكرة أنا بحب واحد سليم فعلا يا يوسف 
قالتها وابتعدت ولم تنطق بحرف آخر 
طوال الطريق الصمت يخيم على الجميع ، ملاك تجلس بالأمام جوار أبيه ، لم تحاول حتى النظر إليه ولها كامل الحق في ذلك ، تنهد يوسف بحرقة ، يوجه انظاره للشوارع والسيارة تتحرك بهم 
قبل اقترابهم من المنزل خرجت سيارة سوداء كبيرة من الطريق المعاكس وتوقفت أمام سيارة جاسر ، قطب جاسر جبينه غاضبا حين رأى رعد ، أنتزع مسدسه ينزل من السيارة وقف أمام رعد يصرخ فيه :
- أنت ليك عين توريني وشك يا كلب بعد كل اللي عملته 
اقترب رعد من أبيه يصرخ فيه بعلو صوته :
- أنا عايز مراتي وابني يا جاسر يا مهران ، عارف لو ما رجعتهمش هقهرك على باقي عيالك لحد ما تموت ونخلص منك بقى 
شعر يوسف بالغضب الشديد مما يقول رعد وبالعجز لأنه لا يستطيع الحراك ليدافع عن أبيه 
أما جاسر فرفع يده ونزل على وجه رعد بصفعة قوية جعلت وجهه يلتف من قوتها ، نظر رعد إلى جاسر غاضبا أشار جاسر إلى حراسه سريعا ليسرعوا يتكبالون على رعد يقيدون حركته ، ضحك جاسر يتوعده قائلا :
- دا أنا جايلي على طبق من دهب ، تعرف أنا هعمل فيك ايه ، ورحمة أبويا يا رعد ، لهخليهم يصبحوك بعلقة ويمسوك بعلقة ، أنا هخليك زي  الكلب تبوس رجلي عشان أرحمك 
صرخ رعد غاضبا يحاول أن يتحرر من بين
أذرعه حراس أبيه التي تكبله كالخطاطيف بكل عنف يصرخ غاضبا :
- سيبني يا جاسر يا مهران أحسنلك 
ضحك جاسر عاليا ، أقترب من رعد رفع يده يربت على وجهه بخفة قبل أن يشير لرجاله يتحدث مبتسما مستمتعا :
- كسروا عضمه ، وأحسن واحد هيضربه فيكوا هديله مكافأة سنة بحالها !! يلا مستنين إيه
توسعت عيني رعد هلعا حين دفعه أحد الرجال ليسقط أرضا وقبل أن ينهالوا عليه ضربا ، أوقفهم جاسر :
- استنوا ، استنوا إحنا كدة هنتفضح ، أي عيل معدي دلوقتي معاه موبايل لو صور ونزل هنتفضح طب وليه ، كلب زي دا ما نتفضحش بسببه ، خدوه على مخزن الصحراوي وزي ما وعدتكوا ، وصورولي اللي هيحصل وبعدين يترمى زي الكلب من غير أكل ولا ماية ، قومهولي 
جذبه أحد الرجال بعنف يقبض على ذراعيه خلف ظهره ، أقترب جاسر منه يبتسم في وجهه يتحدث ساخرا :
- كان نفسي تحضر معانا فرح أختك ، بس ما افتكرش أنك هتقدر تصلب طولك ، صدقني هدفعك تمن العك اللي عكيته ، أنا هخليك تبوس رجلي عشان أرحمك ، خدوه يلا  
تلوى رعد بين أيديهم يصرخ غاضبا وهم يجذبونه بعنف إلى سيارته ، أخذوه وغادروا ووقف جاسر مكانه بضع لحظات قبل أن يلتفت خلفه رأى نصار يقف جوار سيارته ينظر إليه حزينا متألما ، اقترب منه يحادثه :
- أنا عارف إن قلبك بيتعصر ، بس هو لازم يتأدب
حرك جاسر رأسه يوافقه ، نظر إلى نصار تنهد يقول :
- جهز دنيتك عشان أنا مش ناوي أعزم حد غريب عشان حالة يوسف هعمله فرح عائلي ، يلا روح أكيد لسه عندك حاجات كتير ، أنا كويس ما تقلقش
تركه وتوجه إلى سيارته ، يكمل طريقه إلى المنزل ، اللحظة التي رأت رؤى فيها يوسف كانت الأصعب على الجميع ، ظلت تبكي بإنهيار ، أما ملاك فجل ما فعلت أنها جلست على مقعد قريب من يوسف لم ترحل وفي نفس الوقت لم تنظر إليه حتى ، وكأنها تعاقبه فهي قريبة وبعيدة في الآن ذاته 
__________
صباح يوم الخميس في غرفة مريم ، فستان زفاف أبيض راقي للغاية موضوع على سطح فراشها ، أما هي فتجلس أمام مرآة الزينة جوارها شقيقتها التي تضع لها مستحضرات التجميل بدقة ، توقفت چوري عما تفعل حين لاحظت عيني مريم الشاردة ، تركت ما في يدها تجلس على حافة الطاولة تمسك بيدي مريم تحادثها :
- مالك يا مريومة ، وشك حزين أوي ، دا أنتِ العروسة يا بنتي ، افرحي 
تحركت عيني مريم على وجه چوري قبل أن تهمس تسألها :
- تفتكري هو يستاهل ؟
حركت رأسها بالإيجاب تقول سريعا :
- والله هو بيحبك أوي ، بس غبي 
تنهدت مريم تومأ برأسها متوترة خائفة مما على وشك الحدوث ، أما چوري فأكملت وضع مستحضرات التجميل لها 
في غرفة يوسف 
وقف مراد أمام يوسف يساعده في ارتداء ثيابه ، ابتسم يوسف يسخر منه :
- لابس مبدلة ومتشيك أوي عشان تشوف حبيبتك وهي بتتجوز غيرك ، أنت تقرب لشاروخان يلا أصل كان بيرقص في خطوبة حبيبته مرة
ضحك مراد عاليا توجه صوب مرآة الزينة ينظر لنفسه ، يرتدي حُلة سوداء فاخرة للغاية ، وقميص أبيض ورابطة عنق سوداء يمشط خصلات شعره بعناية شديدة يضع الكثير من العطر ، التفت حين سمع يوسف يتحدث يسخر منه :
- هو مش البيه اللي عمال يتنيل يسبسب في شعره ، المفروض جاي يساعد يوسف العاجز عشان يلبس ، مش واقف هو عامل فيها موديل قدام المراية 
ضحك مراد ينظر إلى يوسف يرفع حاجبه الأيسر يسخر منه ، أقترب منه يلتقط قميصه يساعده على ارتداءه يسأله :
- هي ملاك فين صحيح ؟
تنهد يوسف بقوة يردف متضايقا :
- موجودة ومش موجودة ، على طول قاعدة جنبي أو قريب مني ، بس من غير ما تتكلم ولا تبصلي ولا تنطق حرف ولو كلمتها ما تردش عليا ، أسبوع جحيم ، لو حاولت اقرب ناحيتها بتروح واخدة شنطتها وماشية ، بجد هي عرفت تربيني من غير أي مجهود 
ضحك مراد عاليا يتهكم منه وهو يساعده في عقد رابطة عنقه ، رفع يده يحركها على رقبته يتحدث متوترا :
- ربنا يستر ، أنا خايف لأتربى أنا كمان والله 
أما في غرفة جاسر مهران نفسه ، وقفت رؤى أمام مرآة الزينة في غرفتها تنظر من خلالها شاردة خائفة ، القلق يأكل قلبها ، انتبهت على صوت باب المرحاض وخروج جاسر منه ، ابتسم في وجهها يقترب منها يعانقها دون أن ينطق بحرف ، تمسكت بذراعه تضع رأسها على صدره ، مسح على رأسها برفق يحادثها :
- هتعدي ما تقلقيش ، صحيح ياسين وسليم عند فاطمة ما تخافيش عليهم ، أنا مش عاوزهم يبقوا موجودين 
ابتعدت رؤى عن جاسر تتحدث ساخرة :
- ليه مش عاوزهم يحضروا فرح أختهم على راجل قد أبوها 
ضحك جاسر يومأ برأسه ، توجه إلى دولاب الثياب يكمل ارتداء ملابسه يتحدث :
- بذمتك هتلاقي عريس زي نصار ، أنتِ عارفة لو چوري ما كنتش متجوزة حسين ، كنت خليته يتجوزها هي ، على الأقل فرق السن بينهم مش هيبقى كبير كدة ، يلا يا أم العروسة انجزي نفسك ، أنا هنزل أشوف الكوشة والمسرح جاهزين ولا لسه 
وتحرك يخرج من الغرفة يغلق الباب خلفه تاركا رؤى تكاد تتآكل من القلق 
نزل جاسر لأسفل ليجد مقعدي ( الكوشة ) في مكانهما ، وستار أحمر  كبير الحجم يُخفي خلفه خشبة مسرح ، وزينة وبالونات وأجواء خاصة بحفل زفاف هنا وهناك 
دخل حسين من باب البيت ينظر إلى جاسر يبتسم :
- مبروك يا عمي ، مش محتاج أي مساعدة 
ابتسم جاسر في وجهه يحرك رأسه للجانبين يحادثه :
- الحاجة الوحيدة اللي مطلوبة منك أنك تفضل لازق في چوري والمسدس في جيبك ، البت لو اتخدشت هنفخك
اومأ حسين برأسه يتحدث :
- ما تقلقش يا عمي إنت عارف أنا أفدي چوري بروحي 
ابتسم جاسر يومأ برأسه قبل أن يتحدث مبتهجا بعلو صوته :
- اومال فين نصار يا جماعة فين العريس ، ينفع كدة صاحب الليلة دي يتأخر 

نظر حسين إلى جاسر متوترا ، لا يعرف ولكنه يشعر أن الليلة لن تمر مرور الكرام أبدا

توقفت سيارة نصار في حديقة المنزل نزل منها يتأنق في حُلة فاخرة يبتسم في ثقة ، الليلة هي ليلة انتصاره ، الأمر يستحق فأخيرًا بعد طول تخطيط ووقت ، بات المالك لإمبراطورية مهران ، وسيحصل على الجميلة الصغيرة ، وسيطرد مهران ويكسر غروره ، وسيحظى بليلة لا تُنسى مع الجميلة مريم ، الليلة ستُكتب في تاريخ إنتصارته 
تحرك إلى داخل المنزل ، ليجد جاسر أمامه يقف في منتصف الصالة ضحك مبتهجا ما أن رآه يقول سعيدا :
- ابن حلال ، كنت لسه بسأل عنك ، يلا الدنيا ليلت ، هطلع اشوف العروسة خلصت ولا لسه 
، حسين أطلع ساعد مراد ونزلوا يوسف ، اقعد يا نصار البيت بيتك ، شوف الكوشة عالمية 
ضحك نصار بخفة يومأ برأسه
صعد جاسر لأعلى دق باب غرفة ابنته قبل أن يدخل ، رأى مريم تقف في منتصف الغرفة ترتدي فستان زفافها الأبيض ، اقترب منها يبتسم سعيدا يقبل جبينها :
- ايه الجمال دا ، المفروض الهبلة اللي جنبك دي كنا نخلص منها الأول ، بس نقول ايه في دماغ المهندسيين 
ضحك چوري تكتف ذراعيها أمامها :
- والله العطلة من عند حسين هو اللي لسه ما جابش الشقة 
التفت جاسر إلى چوري يردف ساخرا :
- في أوضة الحارس برة ، هبقى افرشهالكوا انتوا الاتنين المهم أخلص منك ، زي ما خلصت من أختك 
ضحكت چوري تعانق جاسر تتدلل قائلة :
- كدة يا ابو الاجسار عايز تخلص من چوريتك
ابتسم جاسر يعانقها ، نظرت مريم إليهم تدمع عينيها ، تعرف أن والدها غاضب منها وللغاية ،
أقترب جاسر منها يشبك ذراعها في ذراعه يحادثها بنبرة جافة :
- يلا عشان ننزل العريس مستني تحت 
انقبض نابضها يدق بعنف تشعر بالذعر ، جسدها يرتجف اومأت برأسها تتحرك بصحبة أبيها إلى خارج الغرفة ، فُتح باب الغرفة أمامها وخرج مراد ، وقف مكانه ينظر إليها وهي ترتدي الفستان الأبيض جميلة فاتنة تخطف الأنفاس ولكنها لغيره ، أطال النظر إليها يعاتبها على ما حدث ، إلى أن انتبه على صوب حسين يقول :
- يلا يا مراد أنت واقف متنح ليه ، ساعدني ننزل يوسف 
أبعد عينيه عنها يبتلع غصته يومأ برأسه سريعا ، ابتسم جاسر ساخرا قبل أن يُكمل طريقه بصحبة ابنته ، وخلفه چوري تمسك بيد رؤى تطلق الزغاريد العالية ، ووقف نصار بالأسفل عند نهاية السلم ينتظر بفارغ الصبر نزول عروسه الجميلة إلى أن رآها ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتيه ينظر للحمل الصغير وهو يقترب من براثنه بملئ إرادته ، وصل جاسر بإبنته لنهاية السلم ليصافح نصار يوصيه عليها :
- مريم في عينيك يا نصار 
اومأ نصار برأسه سريعا يبتسم سعيدا ، أخذ يد عروسه ؛ ليشعر بكف يدها بارد ينتفض ابتسم في وجهها ، أما هي فأصفر وجهها حين أدركت أي كارثة أوقعت نفسها فيها ، وهي تقف بفستان زفافها جوار رجل يقارب في العمر أبيها ، تحركت معه مرغمة إلى كوشة الزفاف ، كل ذرة بها تنتفض رعبا ، إلى أن جلست جواره تكاد تبكي ، أما نصار فمال على أذنها يهمس لها سعيدا :
- أنا مبسوط أوي ، كلها شوية والمأذون هيجي وهتبقي مراتي وهاخدك في حضني ، وهتبقى أجمل ليلة في العمر 
أرتجف جسد مريم حد الذعر ، تنظر إلى والدتها تستنجد بها ، لاحظت أن والدها غير موجود ، رأته يدخل من باب المنزل في اللحظة التالية يغمغم متضايقا :
- معلش يا نصار المأذون هيتأخر شوية ، بس استنوا أنا جايب ساحر ، هيفرحنا أوي ، وعرض مسرح ، هو عشان الفرح عائلي مش هننبسط يعني ، دا احنا هننبسط جداا  ، ودلوقتي يبدأ عرض الساحر 
أشار بيده إلى الستار الأحمر ليتحرك إلى الجانبيبن ويظهر من خلفه عمار ومعه رعد 
هب نصار واقفا أصفر وتوسعت عيناه ينظر لمن أمامه مصعوقا ، لا يصدق أنه يرى عمار يقف أمامه ، عمار الذي قتله هو قبل فترة طويلة ، عمي لم يمت وتحالف مع جاسر ضده وبالطبع أخبره بكل شيء ، وها هو رعد بن جاسر من الابتسامة الكبيرة الساخرة على شفتيه أدرك الخدعة ، شعر فجاءة بأنه وقع في الفخ ، هو الذي ينصب الفخاخ بات فأرًا في المصيدة ، تحركت عينيه سريعا صوب باب المنزل ليرى عاصم ومعه زين وجاسر راضي ذلك الطبيب النفسي المتحذلق ثلاثتهم يقفون هناك ينظرون إليه والوعيد يملأ عيني كل منهم ، وكانت الطامة الأخيرة حين وقف يوسف عن مقعده المتحرك ينظر إليه يلوي ثغره بابتسامة ساخرة ، نقل أنظاره بين الجميع قبل أن تقف عينيه عند جاسر الذي ينظر إليه يبتسم في هدوء ، فتح ذراعيه على اتساعهما يرحب به :
- دلوقتي بس يبدأ عرض الساحر ، بس قبل ما العرض يبدأ محتاجين نملا شوية بيانات 
إنت نصار الأشهب مش كدة 
صمت لعدة لحظات ينظر لوجه نصار قبل أن تتسع إبتسامتها يصحح ما يقول :
- قصدي شادي ، شادي حازم سليمان
توسعت عيني نصار في حين ضحك جاسر عاليا اقترب بخطاه من نصار وقف أمامه يفصلهم خطوة واحدة ، تحركت عيني جاسر على وجه نصار قبل أن يقول مبتسما :
- تعرف يا نصار أنا أعرف أن أنت شادي بن حازم سليمان من أمتى
تحركت عيني نصار في اللحظة التالية صوب عمار يرميه بنظرة تحمل الوعيد بالجحيم ، أما جاسر فضحك يحرك رأسه للجانبين :
- لالالا مش من عمار ، عمار أصلا ما يعرفش ، أنت ما قولتش حقيقتك لحد حتى تهاني كل اللي قولته ليها إني سرقتك وأن فلوسي حقك أنت ، بس ليه ما قولتش ، نصار أنا أعرف أنك شادي من يوم حفلة عُدي المهدي ، فاكر لما سألتك وقتها أنا شوفتك فين قبل كدة ؟
«ابتسم جاسر في هدوء ،ينظر ليد الرجل الممدودة لعدة ثوانٍ قبل أن يمد يده يصافحه بهدوء يتمتم :
- اهلا نصار باشا اتشرفت بيك 
ومن ثم جذب يده يضعها في جيب سرواله يوجه له سؤال مباشر :
- عُدي كان بلغني أن حضرتك الشريك الجديد ليه في شركات المهدي ، بس معلش أنا عندي سؤال ؟
توقع نصار سؤال جاسر ، عن الشركة المفلسة التي اشتراها هو وضخ فيها الأموال لتعمل من جديد ولما اختار شركات المهدي لشراكتها ولكن سؤاله كان مختلف :
- أنا شوفتك فين قبل كدة ؟ » 
ضحك جاسر عاليا يومأ برأسه بالإيجاب يتحدث ساخرا :
- من أول لحظة شوفتك فيها وأنا عارف أنك شادي بن حازم سليمان ، شئت أم أبيت أنت نسخة من عمي حازم الله يرحمه ، عشان كدة أنا أديت بدل الفرصة عشرة وعشرين بس أنت غبي ما استغلتش ولا فرصة 
الصدمة التي ظهرت على وجه نصار كانت حقا لا تٌوصف ، أما جاسر فضحك عاليا يعود خطاه للخلف وقف في منتصف الصالة ينظر لوجوه الجميع قبل أن يقف عند نصار يتحدث بهدوء:
- خلينا نحكي الحكاية من البداية ، من سنين طويلة اتغدر بأختي وبعيتلي كلها من صبري ، الراجل اللي ولدي كان بيشتغل عنده ، وبسبب أبو تهاني التهمة اتنفت من عليه ، ولبسنا العار رغم أننا كنا مظلومين ضحايا ، أبويا وأمي ماتوا ، بس عشان ربك رحيم بعتلي حازم سليمان ، الراجل دا كان أطيب خلق الله ،الله يرحمه ، ساعدني ووقف جنبي والمقابل كنت أنا برعاه وبخلي بالي منه ، اعتبرني زي أبنه ، في أول معرفتي بيه سألته إن كان ليه أولاد فقالي أنه كان عنده ابن ومات وهو لسه صغير 
ولكن بعد سنين بعد ما بقى بيثق فيا أكتر من نفسه ، حكالي على كل حاجة إن شادي أبنه مريض نفسي عنده انفصام في الشخصية ، قتل والدته وحاول يقتله فوداه مصحة ، ولكن شادي ما سكتش ولع في المصحة ومات ناس بالهبل فيها ، وهرب شادي منها ، بس حازم لقاه وعشان ما يروحش في ستين داهية ، سفره مصحة برة مصر وقال إن هو مات في حريق المصحة ، وواضح أن شادي اتعالج أو لاء ، عمار يعرف أكتر ولا ايه يا عمار ؟
هنا تحرك عمار نزل من فوق سطح المسرح يتحرك صوب نصار وقف أمامه ينظر إليه تلمع عينيه بدموع الغضب والألم ، ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيه يحادثه :
- إزيك يا بابا وحشتني ، والله وحشتني رغم كل اللي عملته فيا ، واللي شوفته على إيدك ، بس أنت اللي ربتني ، ربتني إني أكون مؤذي ، إني آذي عشان ما تأذنيش ، حتى البنت الوحيدة اللي حبتها من قلبي خلتني آذيها عشان ما تأذيهاش ، أنا بسببك عملت حاجات كتير أوي بشعة خوفا منك ، كنت بحاول أبين دايما إني قوي ومش فارق معايا وأنا من جوايا كنت مرعوب ، مرعوب تأذيني ، بس ابدأ ما كنتش أتخيل انك تبعت حد يضرب عليا رصاص عشان تموتني ، دا أنا عيشت ليك سنين عمري خدام ، عبد أيوة زي العبيد بتوع زمان ، ما افتكرش حتى أن العبيد كانوا بيتعذبوا العذاب اللي شوفته ، رغم كدة كنت مُخلص ، أذيت أهلي عشان أرضيك ، تعرف أنا نفسي أوريك العذاب ألوان 
ولكن نصار لم يبدو خائفا رغم الموقف الذي هم فيه ألا أنه ضحك ساخرا ، أشار بعينيه إلى عمار يحادثه بنبرة جامدة :
- تعالا أقف هنا جنبي واللي يقرب مني تضربه بالرصاص وإلا أنت عارف أنا هعمل فيك إيه 
انتفض عاصم غاضبا يتحرك صوب نصار يصرخ فيه غاضبا بعلو صوته:
- أنا هطلع روحك في ايدي يا كلب هوريك العذاب ألوان على اللي عملته في أولادي 
ولكن ما لم يحسب له أي منهم حسابا هو رد فعل عمار ، الذي أسرع يجذب المسدس من غمده يشهره في وجه عاصم وقف أمام نصار يحميه يصرخ في عاصم :
- لو قربت منه هقتلك 
تجمد عاصم مكانه ينظر لعمار بذهول لا يصدق ما يفعله :
- عمار ايه اللي أنت بتعمله دا ، أنت اتجننت 
أما نصار فتعالت ضحكاته الساخرة ، رفع يده يضعها على كتف عمار يسخر من عاصم :
- شوفت هو بيسمع كلام مين يا عاصم ، دايما كنت بقول أن عمار هو اللاعب المحترف في فريقي 
ومن ثم حرك رأسه صوب جاسر يحادثه ساخرا :
- يعني إنت كنت بتلعب بيا الكورة يا جاسر يا مهران ، طول عمري كنت بسمع عن ذكائك بس لما اتعاملت معاك لقيتك غبي أوي ، عشان اكتشف في الآخر أن أنا الغبي 
نظر جاسر صوب عمار الذي يشهر مسدسه في وجوه الجميع ، قبل أن يضحك يومأ برأسه :
- مش أنا قولتلك ، أن عيب شادي أنه غبي وفاكر نفسه ذكي ، رغم كل الكوارث اللي عرفت أنك عملتها وبتعملها ، ألا إني قربتك مني وعلمتك الشغل واديتك الصفقات وفتحتلك السوق قدامك تكبر ، عشان خاطر عمي حازم الله يرحمه ، وكنت مستعد اسامحك واتغاضى عن كل اللي عملته وأعوض الناس اللي أذيتهم ، لحد ما عرفت انك يا قذر كنت بتلعب على بنتي وعايز تعتدي عليها ، وبتخطط تقتل رعد ويوسف، بس تعرف ايه المميز فيك يا نصار أو يا شادي بقى أنك نفسك طويل ، يعني فضلت سنين تدمر في عمار عشان يبقى عروسة لعبة تحت إيدك ، تنفذ من غير ما تفكر
وفضلت سنة متخفي زي التعبان في جلد الصديق لحد ما أثق فيك ، واعتبرك فرد من العيلة 
- وعليه طبعا زي أنت أكيد عارف وشايف وشاهد ، أنا بكره جاسر مهران وعاوز أموته ورافع عليه قضية حجر عشان أخلص منه ، وبكلم الدكاترة عشان يجيبولي تقرير يثبت أنه مجنون ، مش دا الكلام اللي كان بيوصلهولك ممدوح الجاسوس اللي أنت حاطه في شركتي

تحدث رعد في هدوء تام قبل أن ينزل من المسرح يقف جوار أبيه يضع يديه في جيبي سرواله ينظر لمن أمامه ساخرا ، أحتدت نظرات نصار غضبا تكاد كل خلية به تنفجر غضبا ، كان لعبة بين أقدام مهران وأولاده ، رأى يوسف وهو يتحرك صوبه يتحدث ساخرا هو الآخر :
- غبي أنت أوي يا نصار ، حبيبي كل كلمة كنت بتكلم بيها حتى نفسك ، كان جاسر باشا بيعرفها ، وآخرهم كان خطتك أنك تقتلني ، عشان كدة قولنا نساعدك ، بدل ما تخطط وتتفق وتجيب سلاح ، رعد ضرب رصاصة من مسدسه ، بقى بذمتك يا راجل في حد يتضرب بالنار في كتفه يجيله شلل نصفي ، أنت فاكر أننا ما كناش عارفين إن الممرضة اللي على باب الأوضة داخلة تديني حقنة فيها سم ، وأنت صدقت كان عنده حق جاسر باشا لما قال أنك غبي فاكر ونفسك ذكي 
هنا انفجر نصار غاضبا يصرخ بعلو صوته :
- انتوا اللي اغبيا مش أنا ، أنا اذيتكوا ، جاسر باشا مهران الحرامي ، سرق فلوس أبويا ، ودلوقتي فلوسي رجعتلي حقي رجعلي ، أنا ما يتضحكش عليا يا جاسر أنا ما يتلعبش بيا الكورة ، من واحد حرامي وشيخ منصر زيك ، عامل فيها شيخ وهو قذر
ابتسم جاسر في هدوء يتحرك خطوتين صوبهم ليحرك عمار مسدسه صوب جاسر يشهره أمام صدره إلا أن جاسر لم يهتم إنما أكمل طريقه وقف أمام نصار يسخر منه :
- دي فلوسي أنا يا نصار ، ورثي من أبوك صحيح ، بس ورثي أنت مالكش جنية فيها ، أنا كنت بديك الصفقات دي وبساعدك شفقة وإحسان مني ، عايزني اديك ملايين يا شحات ، خلينا نتكلم بصراحة يا نصار لو الفلوس دي كانت معاك كنت عملت بيها اللي أنا عملته ، كنت صرفتهم في يومين وقضيت باقي عمرك شحات ، بس تعرف لو ما كنتش عملت الفيلم دا كله وجيت قولتلي أنا شادي بن حازم سليمان وعايز فلوسي أنا كنت راضيتك بقرشين 
كلمات جاسر كان يقصد بها استفزاز نصار لأقصى حد ممكن وبالفعل صرخ نصار غاضبا ، اقترب من جاسر سريعا يقبض على تلابيب ثيابه يصرخ فيه بجنون :
- أنت حرامي ، حرامي سرقت ملكي ، بس خلاص هو رجعلي عشان تعرف أن أنت اللي غبي ، أنت اللي شحات ، كنت حتة عيل بيمسح جزم وبفلوس أبويا بقيت مليونير ، أنت فاكر أن أنا كنت عاوز الفلوس بس ، أنا كنت عاوز أدفعك التمن وأعيشك في عذاب ، كنت هموتلك عيالك واحد ورا التاني ، كنت هخلي عمار يطبق على مريومة حبيبة بابا كل اللي أنا علمتهوله ، لولا أنه غبي ، كان هيعذب مريم وأنا هموتلك رعد ويوسف واتفرج عليك وأنت بتموت من العذاب على ولادك لحد ما تتجنن ، 
لكن هو دمر كل اللي خططتله عشان حب حتة بت دمرلي كل خططي ، عشان كدة خلصت منه ، وزين جبان ما كانش هينطق بحرف وقررت إني أقرب منك لحد ما ابقى جزء من العيلة ،عشان أنا بنفسي اللي اعتدي على مريم وكنت ناوي أموت رعد ، بس لقيته بيكرهك لقيته بيعذبك باللي بيعمله ، لقيتك مكسور وحاير بسببه ، لقيت جنونه بيزيد وعايز يدمرك بأي شكل ، أنا مش شحات أنت اللي حرامي 
ابتسم جاسر في هدوء رفع يديه يمسك بيدي نصار التي تقبض على ثيابه يُبعده عنه ، ابتسم في هدوء يومأ برأسه :
- خلاص عدت الكلام ستين مرة ، خليني اسألك سؤال يا نصار ، أنت كنت بتصرف منين طول السنين دي ، الفلوس اللي عملت بيها كل دا ،  اشتريت بيها شركة وبيت في البلد وفيلا وعربية ، الفلوس اللي قضيت بيها السنين دي كلها جبتها منين ، قبل ما تعرف تهاني وقبل ما تهاني تضحك على جلال ، أنت خرجت من المصحة لقيت في حسابك مبلغ في البنك بملايين يا ترى الملايين دي كلها جت منين 

قطب نصار جبينه مستنكرا ما يقول جاسر ، صرخ فيه بعلو صوته :
- وأنت مالك ، دا مش شغلك دي فلوسي هو سابلي جزء منها قبل ما يموت والباقي والكم الأكبر أنت نهبته ، أنا بس برد حقي ، طلعت ناصح وعارف كل حاجة بس خلاص فات الأوان وفلوسي رجعتلي 

في اللحظة التالية خطى صوب مريم بخطى سريعة يلف ذراعه حول رقبتها يجذبها إليه ينظر لجاسر يضحك ساخرا :
- والحلوة مريم هتبقى عروسة النيل اللي هتترمي ضحية عشان تفدي الكل ، أنت مش متخيل يا جاسر بنتك حلوة إزاي ، مش متخيل أنا نفسي ألمسها إزاي 
ارتجفت مريم بين يدي نصار تنظر لأبيها تستنجد به مذعورة ، أما هو فضحك يسخر منها يشدد خناقه حول رقبتها يهسهس غاضبا :
- ايه يا مريومة خايفة ليه يا حبيبتي ، دا أنا جيت النهاردة هنا بسببك أنتِ بس ، عشان اتجوزك عشان تكوني ليا ، قبل ما أكتشف أن بابا وأخواتك بيلعبوا بيا ، بس ملحوقة مش نصار الأشهب اللي يقع بسهولة كدة 
نظر صوب عمار يحادثه غاضبا :
-خرجنا من هنا ، اللي يقرب مني أضربه بالرصاص 
التفت عمار برأسه ينظر صوب نصار قبل أن يبتسم يومأ برأسه موافقا يحادثه :
- حاضر ، هعمل كدة ، لما تجاوبني على سؤالي ، عملت فيا كدة ؟ ، عذبت طفل صغير لا حول ليه ولا قوة ليه ؟
انفجر وجه نصار غضبا ،الأحمق الأبلة الغبي ، أيرى أنه الوقت أو المكان المناسب ليقول ذلك ، صرخ فيه بعلو صوته :
- دا وقته يا غبي ، بقولك خرجنا من هنا ، وأنتِ بطلي عياط بدل ما أقطع نفسك خالص ، شايفة حبيب القلب واقف يتفرج عليكِ وأنتِ بين إيديا ، هو عمره ما حبك ، أنا اللي حبيتك ، أنتِ بتاعتي أنا 
ومن ثم نظر لعمار يصرخ فيه بعلو صوته :
- أنت واقف تتفرج عليا 
حرك عمار مسدسه بين جاسر ورعد ويوسف يوجه حديثه لنصار :
- أنا لو نزلت المسدس دا دلوقتي ، كل واحد فيهم هينهش فيك حتة ، أنت الضعيف يا نصار ، أنت الضعيف هنا ، وأنا مش هتحرك من مكاني من غير ما أسمع ردك 
هنا انفجر نصار غاضبا يصرخ فيه بعلو صوته :
- عايز تعرف أنا كنت بعمل فيك كدة ليه ، أنا كنت بنبسط وأنا شايفك بتتعذب ، كنت ببقى في أقصى مراحل سعادتي وأنا شايفك بتبكي وبتترجاني ، مش هو لسه قايل قدامك أن أنا مريض نفسي ، مجرد منظرك وأنت حتة عيل بتجري وبتصرخ من الرعب كانت بتحسسني بنشوة ما قدرش يحسسني بيها أقوى مخدر خدته في حياتي ، الرعب يا عمار ممكن يخلي الإنسان يعمل أي حاجة ، وأنت شوفت من الرعب اللي مخليك لحد دلوقتي لسه بتحميني عشان أنا بس أمرتك ، لآخر مرة يا عمار بأمرك تطلعني من هنا 
ومن ثم مال على أذن مريم يحادثها بنبرة خبيثة مسموعة للجميع :
- عارفة اللي أنتِ سمعتيه دا كله ، هعمله فيكِ لو أبوكِ فكر يتعرضلي 
انتفضت مريم مذعورة تنظر لأبيها تشهق في البكاء تتوسله أن ينقذها ، التفت عمار صوب زين يطلق رصاصة مرت بالقرب منه ، تجمد زين مكانه ينظر لأخيه مصعوقا ، أما عمار فبدأ يصرخ فيهم :
- أنا كدة كدة ميت لو ما بعدتوش عن طريقي هفضل أموت فيكوا لحد ما أموت 
توتر جاسر ينظر لعمار مصعوقا متوترا غاضبا ، ذاك الخبيث المخنث خدعهم ، أشار إليهم ليبتعدوا عن الباب يصرخ فيهم:
- ابعدوا عن الباب عشان البنت ما تتأذيش ، ابعدوا 
صرخت رؤى مذعورة تهرول صوب زوجها تصرخ فيه :
- أنت بتعمل ايه يا جاسر ، أنت هتسيبه ياخد البنت ، هتسيب المجنون دا ياخدها 

ضحك نصار ساخرا ينظر إليهم يحادث جاسر شامتا :
- شوفت بقى رغم كل اللي عملته مين اللي أنتصر في النهاية 
تحرك جاسر خلفهم يصرخ في الحراس :
- أبعدوا عنه ، ما حدش يقرب منهم ، نصار اسمعني ، أنت خدت فلوسك سيب البنت 
ضحك نصار ساخرا يتحرك صوب سيارته يشير لجاسر بالوداع يسخر منه :
- باي يا جاسر هبقى ابعتلك فيديو للامورة بنتك وهي في حضني ، عشان تشوف العروسة 
دخل سريعا إلى سيارته وعمار خلفه يشهر مسدسه دخل سريعا إلى مقعد السائق ، ينطلق بالسيارة ... نظر نصار إلى عمار يصرخ فيه :
- صبرك عليا على كل العته اللي عملته ، لولا بس أنك في الآخر اشترتني أنا كنت وريتك العذاب ألوان ، شوف أي داهية نروح فيها وتجبلي مأذون عشان أكتب على البت دي ، عشان جاسر ما يعرفش ياخدها ،أنا هموته بحسرته عليها ، الكلب كان بيخدعني وبيلعب بيا طول الفترة دي هو وعياله ، وأنت اخرسي مش عاوز أسمع صوتك بدل ما أموتك وأخلص منك 
انتفض مريم مذعورة تضع يدها على فمها تبكي بلا صوت جسدها ينتفض بعنف ، نظر عمار إليها من خلال مرآة السيارة قبل أن يبتسم ساخرا يكمل طريقه إلى منطقة بعيدة متطرفة ظهر على مرمى بصره مبنى قديم ، قطب نصار جبينه مستنكرا يسأله :
- ايه المكان دا ؟
وجه عمار تركيزه للطريق أمامه يحادث نصار :
- دا مخزن لمصنع قماش قديم ، كنت مختفي فيه لشهور ما حدش يعرف مكانه ، وبعدين ما تقلقش أنا لو عاوز اخونك ما كنتش حميتك هناك ، وضربت نار على اخويا وأنت عارف زين بالنسبة لي 
أكمل عمار الطريق إلى أن بات أمام المصنع 
نزل أولا ، يفتح الباب لنصار نزل وكأنه ملك يمشي بغرور أشار إلى مريم يحادث عمار :
- هاتها 
فتح عمار الباب المجاور لها يقبض على كف يدها ، يجذبها معه وهي تصرخ خائفة تحاول أن تجذب يدها من يده ، مد عمار يده بالمفتاح إلى نصار ، فتح نصار باب المخزن القديم لتتسع عيناه فزعا حين أبصر جاسر يقف أمامه يحادثه مبتسما :
- اتأخرت ليه العشا برد 
وقبل أن يأخذ أي رد فعل دفعه عمار بقدمه بعنف من خلفه ليسقط أرضا على وجهه ، تأوه متألما حاول أن يقوم سريعا ليبصر الكثير من الأحذية السوداء التي تلتف حوله ، رفع عينيه سريعا ليجد نفسه محاصر داخل دائرة من جاسر ورعد ويوسف وعاصم وحسين ومراد وزين وجاسر راضي ، وفي النهاية انضم عمار للحلقة ، ينظرون إليه من أعلى ونيران الانتقام تلهب أعينهم جميعا ، سمع ضحكات عالية تخرج من أفواهم ، قبل أن ينحني جاسر راضي يقبض على تلابيب ثيابه يرفعه عن الأرض لكمه بعنف يصرخ فيه :
- دا عشان اللي عملته في مليكة وفي أختي 
ارتد نصار بعنف إلى رعد ، الذي قبض على تلابيب ثيابه ينفض عنه الغبار ينظر لجاسر غاضبا :
- كدة يا جاسر ، دا راجل كبير ، ما ينفعش تعمل كدة
ابتسم في وجه نصار بهدوء قبل أن يلكمه بعنف يصرخ فيه :
- ودا عشان إنت كنت السبب في اللي حصل لمراتي
ارتمى نصار إلى زين الذي لم ينتظر وركله بقدمه في معدته بعنف يصرخ فيه:
- ودا عشان اللي عملته في أخويا 
عند تلك النقطة تحرك عمار أمسك برأس نصار يجره بعنف صدم رأسه بالحائط بكل قوة قبل أن يقبض على تلابيب ثيابه يكيل له باللكمات يصرخ فيه تنهمر دموعه يصرخ:
- دوق من اللي عيشتني فيه عمري كله ، دا عشان طفولتي اللي ضيعتها والعذاب اللي عيشته على إيدك ، وحبيبتي اللي أذيتها ، والمسخ اللي حولتني ليه ، عشان عذابي اللي استمعت بيه ، موتك على ايدي يا نصار ، موتك على أيدي أنا 
قبض على عنقه بكفيه يضغط عليه بعنف يصرخ بعلو صوته :
- موت أنت لازم تموت
أسرع جاسر وعاصم يبعدان عمار عن نصار قبل أن يقتله ، جذب عاصم عمار إلى أحضانه في حين قبض جاسر على ثياب نصار يجذبه للداخل ليصرخ يوسف غاضبا :
- على فكرة أنا والواد مراد ما ضربنهوش والله ظلم هو أحنا عشان الصغيرين يعني 
ربت رعد على كتف يوسف يحادثه ضاحكا :
- ما تخليهاش في نفسك وروح اضربه 
شمر يوسف عن ساعديه يتحرك للداخل ، ألقى جاسر نصار صوب يوسف يحادثه ساخرا :
- معلش أبني وابن أخويا ولسه شباب وعايزين يلعبوا ، خصوصا مراد دا على آخره منك عشان فرقت بينه وبين مريم ، وخطفتها أنا هروح اطمن على أختك يا يوسف ، بعد ما تخلصوا تربطوه في العمود دا ، مش عايزه يموت طبعا 
وتحرك جاسر صوب الخارج رأى مريم بين أحضان رعد تتمسك به تبكي وهو يحاول أن يهدئها ، تحرك جاسر إليهم يأخذ مريم من بين أحضان رعد تمسكت مريم بأحضانه تنتفض خائفة تتمتم مرتعبة :
- سيبتني معاه ، سيبته ياخدني ، سيبته ياخدني 
حرك جاسر رأسه للجانبين يمسح على رأسها برفق توجه إلى أقرب مقعد منها أجلسها هناك ليجلس على ركبتيه أمامه ، رفع كفه يمسح الدموع عن وجهها يردف سريعا :
- تفتكري أنا كنت هسيبه ياخدك يا عبيطة ، العربية اللي انتوا راكبين فيها أصلا ورا الكنبة كان في واحد من رجالتي ، كان مستني إشارة من عمار وهيطلع يضرب نصار بالرصاص
نظرت مريم لوجه أبيها لعدة لحظات تحاول ألا تبكي ، أختنقت نبرة صوتها تسأله :
- هو حضرتك صحيح خدت فلوسه زي ما هو بيقول 
ابتسم جاسر في هدوء يحرك رأسه للجانبين تنهد يقول :
- لا يا مريم أنا ما خدتش فلوسه ولا حاجة ، عمي حازم قبل ما يموت كان ناوي فعلا يكتب كل حاجة باسمي ، بس أنا رفضت وطلبت منه شركة واحدة من شركاته ، والباقي طلبت منه يصفيه ويحوله لفلوس والفلوس دي يبتعها لشادي في حساب في البنك عشان لما يخرج من المصحة يلاقي ورثه ، أنا مش حرامي يا مريم ، أنا طفحت الدم عشان أعمل من شركة واحدة مجموعة شركات ، واللي ساعدني على دا سمعة عم حازم الطيبة وسط السوق ، إنما أنا ما سرقتش ولا نهبت حق حد ، الراجل ادالي الشركة عن طيب خاطر كهدية إني تعبت في رعايته سنين ، وباقي املاكه راحت لابنه ، لكن هو لما خرج من المصحة ولقى شركات وفيلا وعربيات ، قال بس دا سرقني ودول من حقي ، طب والفلوس المتلتلة اللي أنت عمال تصرف منها ، لاء دول جزء من حقي وأنت ناهب باقي حقي ، شادي مريض نفسي من سنين وواضح أنه ما اتعالجش ، اهدي وبطلي عياط كل حاجة خلصت ، رعد تعالا هنا جنب مريم
تحرك رعد يجلس جوار شقيقه أما جاسر فتحرك إلى الداخل ليرى يوسف يلف حبل غليظ حول نصار يعقده جيدا ، نظر لولده يردف :
- بشويش يا يوسف إحنا لسه مش عاوزين عمو نصار يموت 
ومن ثم تحرك إليه وقف أمامه يقبض على فكه يتحدث مبتسما :
- لسه لينا قعدة طويلة يا نصار ، قصدي يا شادي ، بس وقت تاني عشان العيال لازم تروح ترتاح شوية ، يلا ياض إنت هو ، وسيبو النور شغال أحسن يكون عمو نصار بيخاف من الضلمة ولا حاجة 
في خارج المصنع جلس عمار على احد الدرجات يخفض رأسه أرضا تنهمر الدموع من عينيه وعاصم يجلس جواره كلما حاول أن يحتضنه يبعده عنه رافضا ، إلى أن أخيرا بدأ يتحدث بحرقة وهو يشهق في البكاء :
- سمعته ، سمعته وهو بيقول أنه كان بيعمل كدة عشان بيستمتع لما بيشوفني بتعذب ، هي ليه الدنيا تحكم عليا بالعذاب دا ، أنا كنت طفل 
بيعدي قدامي دلوقتي كل لحظة رعب وفزع عيشتهم مش قولتلك أنا ما ينفعش أكون وسطكوا مش قولتلك أنا مؤذي 
- أنت مأذي مش مؤذي يا عمار 
التفت عمار سريعا على صوت جاسر ، ها هو غريمه الذي أخذ الفتاة الوحيدة التي أحبها قلبه يقف أمامه ، وقف عمار ينظر إليه قبل أن يبتسم يتحدث متهكما :
- جاي تشمت فيا ، حقك اللي أنا عملته بردوا مش قليل
حرك جاسر رأسه للجانبين ، يحادث عمار مترفقا بحاله :
- لا يا عمار أنا مش جاي أشمت فيك ، أنا بقولك الحقيقة ، أنت ضحية ، أنت مأذي مش مؤذي زي ما إنت فاكر ، بص يا عمار أنا عارف إن بينا مصانع الحداد ، بسبب أريچ ومليكة ، بس أنا دكتور نفسي شاطر ، أشطر مما تتخيل ومستعد اساعدك ، وأنا بتكلم بجد صدقني ، أنا خالي رفض كتير إني أحضر الليلة دي وكويس إني اصريت إني أجي عشان أشوف نص الحقيقة المخفي ، مستنيك يا عمار ، عن إذنك 
مد يده يربت على كتف عمار ليدفع عمار كف يده غاضبا ينظر إليه كارهًا ، في حين ابتسم جاسر في هدوء قبل أن يتحرك على قدميه حيث المكان التي تختبئ فيه سياراتهم 

خرج يوسف من الغرفة ومعه مراد ، دفع يوسف مراد في كتفه يحادثه ضاحكا :
- دا ايه يا جدع الغل اللي كنت بتضرب بيه دا ، ولا عشان كان عاوز يخطف مريم منك
هنا حرك مراد رأسه يمينا ويسارًا سريعا يبحث عن جاسر ومريم إلى أن رآهم ، هرع يقف أمام جاسر يحادثه متلهفا :
- يلا أنا جاهز ، هي بالفستان وأنا بالبدلة فين المأذون 
نظر جاسر إلى مريم لتحرك رأسها للجانبين رافضة ،توسعت عيني مراد ذهولا يصيح غاضبا :
- نعم يا أختي يعني ايه لاء ، علي الطلاق أصورلكوا قتيل هنا ، وهيبقى الراجل العرة اللي إحنا رابطينه جوا زي الخروف دا ، هو إحنا مش اتفقنا يا عمي ، اتفقنا أن أنا اللي هكتب الكتاب ، دا أنا قعدت في قراية فتحتها على واحد غيري بصبر نفسي على ما تيجي اللحظة دي ، ولما تيجي تقولي لاء ، والله العظيم ما أنا خارج من هنا قبل ما أكتب الكتاب ، ما تقولوا حاجة يا اخوانا ، هو أنا يهودي ما حد يقف جنب أهلي 
ضرب رعد كفًا فوق آخر ينظر إليه مشفقا يتحدث :
- الواد اتهبل ، يا ضنايا يا إبني ، لاء يا بابا أنا أخاف على مريم منه 
ضاق مراد زرعا من سخريتهم منهم لينتزع المسدس من جيب حسين يشهره إلى صدره يحادثهم غاضبا:
- أنا مش بهزر وبطلوا تريقة ، أنا عاوز اتجوز مريم ودلوقتي ، وإلا والله هضرب نفسي بالرصاص 
المجنون المختل ، زم جاسر شفتيه متضايقا يصيح باسم عاصم :
- يا عاصم تعالا شوف المتخلف ابنك ، يلا عشان عاوزين نروح
دخل عاصم ومعه عمار ، توسعت حدقتي عاصم ذهولا حين أبصر ما يفعله مراد ؛ ليصرخ فيه :
- مراد ما تتجننش ونزل المسدس بدل ما أجي أولع فيك
ولكن مراد حرك رأسه للجانبين يرفض ذلك ، نظر إلى مريم يلصق فوهة المسدس بصدره يعتذر منها :
- أنا عارف أني غلطت وجرحتك ، بس أنتِ دفعتيني تمن غلطتي وزيادة يا مريم ، والله العظيم يا مريم بحبك ، وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك ، عشان خاطري سامحيني ، اوعي تكرهيني يا مريم أنا ما بحبش في الدنيا غيرك 
ابتسم جاسر يضم ابنته له ، طرقع بأصبعيه ليظهر أحد حراسه نظر جاسر إليه يقول جملة واحدة :
- هات المأذون 
توسعت عيني مراد فرحا يكاد يطير من مكانه ، أما جاسر فنظر إليه يردف :
- عارف يا مراد لو ما كنتش عملت كدة ما كنتش خليتك تتجوزها ولو بعد 100 سنة 
دخل المأذون وجلس في المنتصف بين جاسر وعاصم ، وانتهى عقد القران بجملة المأذون 
« بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير » 
تعالت صوت الزغاريد ، نظر الجميع يلتفتون حولهم من أين يأتي الصوت ، ليحرك رعد يده صوب شاشة هاتفه حيث كانت والدته وچوري يشاهدان ما يحدث من خلال هاتف رعد ، أخذ جاسر الهاتف من رعد يوجه حديثه لرؤى ضاحكا :
- شوفتي المجنون ابن أخوكي ، حلف ليضرب نفسه بالنار لو خرجنا من هنا قبل ما يكتب الكتاب ، هو فين صحيح
التفت جاسر حوله هنا وهناك يبحث عنه فلم يجده لا هو ولا مريم ، قطب جاسر جبينه قلقا يصيح فيهم :
- مراد ومريم راحوا فين ؟ 
خرج جاسر يهرول لخارج المخزن ليرى هناك على مرمى بصره مراد يمسك بيد مريم يركضان بعيدا ، صرخ بعلو صوته يهدده :
- قسما بالله يا مراد لو حطيت إيدك عليها لأنفخك إنت وأبوك واخواتك 
وقف عاصم جواره يحاول ألا يضحك يطمأنه:
- ما تقلقش هو قالي أنهم هيخرجوا شوية وراجعين وأنا حلفته أنه يقربلهاش قبل الفرح وهو حلف 
هنا صاح جاسر منفعلا :
- قالوا للحرامي أحلف ، ابنك حرامي غسيل دا أنا ما حستش بيه وهو بيهرب بالبت 
ومن ثم دخل غاضبا للمخزن يصيح في يوسف ورعد :
- وأنت يا حيوان منك ليه ، إزاي تسيبوه ياخد اختكوا ، ماشي يا ولاد مهران حاضر 
ومن ثم نظر لحسين يتوعده :
- قسما بالله يا حسين أخوك لو عمل حاجة لمريم ، لأخليك تطلق چوري 
انتفض حسين يصيح مرتعبا :
- الله وأنا مالي أنا ، هو انتوا ما تقدروش على الحمار تتشطروا على البردعة ، ما تقول حاجة يا عمار دافع عن أخوك يا جدع 
توتر عمار حين ألقى حسين الكرة إليه ، شعر بالتوتر والقلق تلعثم يقل مرتبكا :
- ما تخافش مش هيحصل حاجة مراد مش هيتأخر ، أنا ماشي يا بابا عن إذنكوا 
تحرك خطوتين نظر عاصم لحسين ليفهم ما يريد أبيه أن يفعل ، أقترب من عمار يلف ذراعه حول كتفي عمار يحادثه بنزق :
- بقولك أخوك في ورطة وجوازتي واقفة على المتخلف أخونا الصغير وأنت تقول أنا ماشي ، تعالا يا عم ندور عليه ، زين روح بابا
أمسك جاسر بيد عاصم يحرك رأسه للجانبين يوجه حديثه لهم :
- لاء عاصم هيفضل معايا ، يلا يا رعد روح وأنت يا زين وراه 
ابتسم رعد لأبيه يحرك رأسه موافقا ، تحرك عدة خطوات قبل أن يعود إليه يعانقه بقوة يهمس سعيدا :
- وحشتني يا حج ، هروح أشوف الجزمة اللي أنا متجوزها دي وهجيلك تاني
ضحك جاسر بخفة يومأ برأسه ، ما أن غادر الجميع تحرك جاسر صوب باب جانبي يفتحه ينظر لمن أمامه يبتسم ساخرا توجه لداخل الغرفة يجذب تهاني !! منها ، يأخذها إلى الغرفة حيث نصار ، هناك حيث سيقيم جلسة صغيرة للغاية بين أطراف النزاع !!
__________
تحرك رعد بسيارته يبتسم سعيدًا ، لديه الكثير ليقوله لتلك البلهاء التي يعشقها ، توجه إلى الشقة الجديدة التي يستضيفها والده فيها ، توجه إلى الباب فتحه بالمفتاح يدخل إلى الشقة يبحث عنها هنا وهناك إلى أن رآها تغط في النوم على فراش كبير ويونس ينام جوارها ، ابتسم سعيدا تحرك يحمل الصغير بخفة يضعه في مهده ، يدس نفسه جوارها على الفراش ، انتفضت هي مفزوعة حين شعرت بحركة مجاورة لها ، فتحت عينيها تنظر لما يحدث مرتعبة قبل أن تتحول نظراتها لأخرى غاضبة تحادثه :
- هو أنت ، امشي أطلع برة، صحيح والدك قالي أنك بتساعده وأن أنا فاهمة غلط وأنك هتفهمني كل حاجة ، بس أنا مش عايزة أشوف خلقتك 
فما كان منه ألا أنه تمدد على سطح الفراش يجذب رأسها إليه بغتة لترتمي على صدره رغما عنها تثائب يحادثها ناعسا :
- نامي يا حبيبة قلبي ، وبكرة الصبح هنتخانق أنا وأنتِ و بابا وماما وناهد وكلنا ، شوفتي عشان خاطرك اتفرجت على أفلام عربي عشان أعرف اجاريكي ، ولما تقوليلي مسا مسا يا رؤوف أقولك مسا مسا يا ابراهيم 
______________
وقف بسيارته بعيدا نزل منها يتحرك خلسة صوب أرض البرتقال الخاصة من مراقبته لها عرف أنها تخرج كل يوم عند السادسة صباحا تتجول بين الحقول قليلا ومن ثم تعود ، وها هي فرصته ، جهز منديل به قدر قليل من المخدر كي لا يؤذيها ووقف خلف الشجرة الكبيرة التي اعتادت أن تجلس أمامها ، ها هي أخيرا ظهرت ، تتحرك صوب الشجرة قلبه على وشك أن يفضح أمره ما أن رآها أقام احتفالا صاخبا ، انتظر إلى أن جلست مكانها كما اعتادت ،وظهر لها انتفضت واقفة ما أن رأته تصيح فيه :
- أنت ايه اللي جابك هنا ، امشي مش.عاوزة اشوفك 
وتحركت تغادر هي ليفعل كما يشاهد في جميع الأفلام ، وقف خلفها سريعا يضع المنديل المبلل بمادة مخدرة على أنفها ، ظلت تقاومه عدة لحظات حتى انهارت تفقد الوعي بين ذراعيه ، ابتسم سعيدا يحملها بين ذراعيه إلى سيارته

تعليقات



×