رواية الفتاة التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل السادس و الثلاثون بقلم اسماعيل موسى
كان النهر الأسود أكثر من مجرد مجرى مائي... كان كيانًا ينبض بالحياة، كأنه روح قديمة تئن تحت وطأة الأسر، مياهه لم تكن مياهًا عادية، بل كانت شلالًا من الظلام السائل، تتدفق ببطء كأنها ترفض أن تتحرك، تتخللها لمحات خاطفة من الأضواء المتراقصة، كأن أرواحًا حبيسة تحاول الصراخ من داخله.
كان النهر يمتد بلا نهاية، ضفافه مظلمة كأنها بوابة لعالم آخر، أما الهواء المحيط به فكان محملًا بهمهمات خافتة، أصوات ضائعة بين الحياة والموت، تهمس بكلمات غير مفهومة، لكنها كانت تحمل رجاءً يائسًا، تحذيرًا غير مكتمل، أو ربما لعنة لم يكتمل نطقها.
وقف رعد على الحافة، وعيناه تراقبان التيارات السوداء المتلألئة،شعر ببرودة غريبة تزحف إلى جلده، كأن شيئًا يحاول سحبه من الداخل، كأن الماضى يعيد نفسه تذكر عندما كان محبوس داخل سجن النهر الأسود قبل أن تنقذه المجموعه ثم تذكر ادم، الذى قتل فى حرب الساحره باتريكا كل تلك الذكريات هاجمت عقله دفعه واحده
"هذه ليست مياهًا..." تمتمت جود وهي تراقب الدوامات الصغيرة التي تتشكل وتختفي بسرعة.
"إنها أرواح." قال غياث بصوت هادئ، لكن نظرته كانت تحمل ظلًا من الذكرى، "أرواح أولئك الذين عُذبوا حتى نُسيت أسماؤهم... ولم يعد لهم مكان لا في عالم الأحياء، ولا في عالم الموتى."
ماجي حدقت في سطح النهر، بينما رفعت يدها بحذر،فجأة، برزت يد طيفية من الأعماق، أصابعها الطويلة الممتدة نحوها كأنها تستجدي النجاة. لكنها لم تكن يدًا بشرية... كانت مزيجًا من العظام والظل، وداخلها، لمع بريق أزرق كعين ميتة لم تُغلق أبدًا.
"لا تلمسوها." قال ضرغام بصوت منخفض، وهو يراقب كيف تراجعت اليد إلى المياه المظلمة. "إنها تبحث عن طريق للخروج، لكنها لن تتردد في سحب أي شخص بدلاً منها."
"وكيف سنعبر إذن؟" سألت ليلى، وهي تنقل نظرها بينهم.
أجاب غياث: "هناك قارب، لكن الوصول إليه ليس بهذه السهولة."
وأشار إلى الضفة البعيدة، حيث ظهر هيكل قارب قديم، مصنوع من الخشب الأسود المحروق، يطفو بهدوء وسط الظلام. لم يكن هناك مجداف، ولا حبال، لكنه كان يتحرك... ينجرف ببطء كأن يدًا غير مرئية تقوده.
"إنه ليس قاربًا عاديًا." تمتم رعد.
"ولا يجب أن يعامل كذلك." قال غياث وهو يتقدم بحذر، خطواته بالكاد تلمس التربة الرطبة. "هذا القارب يتحرك وفق إرادة النهر، ولا يأخذ سوى من يسمح لهم بعبوره."
تبادلوا نظرات سريعة، ثم تحركوا، كل واحد منهم يقفز إلى القارب بصمت،ما إن صعد آخرهم، حتى بدأ القارب يتحرك وحده، منجرفًا عبر التيارات السوداء.
رأى رعد انعكاس وجهه في المياه... لكنه لم يكن انعكاسًا عاديًا. بل كان ظلًا مشوهًا، يحمل عينين لا تنتميان إليه، ونظر إليه بابتسامة لم تكن له.
ماجي سمعت صوتًا هامسًا، كان يشبه صوت والدتها، لكنه لم يكن صوتها حقًا،كان هناك خطأ بسيط، نبرة خاطئة، تردد مريب في الكلمات، وكأن النهر كان يحاول إعادة تشكيل الذكريات بما يناسبه.
أما جود، فقد شعرت وكأن الهواء أصبح أثقل، كأن أحدًا يتنفس قرب أذنها دون أن تراه.
"لا تستمعوا إلى شيء." قال ضرغام وهو يضغط على قبضة سلاحه، بينما كان صوت خافت يتردد حوله، يناديه باسمه، وكأنه يدعوه إلى الغرق.
لكن الأسوأ لم يكن الأصوات... بل الظلال.
خرجت من المياه، كأنها أطياف تتسلل عبر السطح، بلا وجوه، بلا ملامح، لكن بها شيئًا يشبه الحياة.
"تمسكوا جيدًا!" صرخ غياث، بينما اهتز القارب تحتهم، وكأن الأرواح تحاول قلبه.
لم يكن هناك وقت للقتال، كان عليهم أن يصمدوا، أمسك كل واحد منهم بشيء ثابت، بينما ازدادت الهجمات، الأيدي الطيفية خرجت من المياه، حاولت سحبهم، حاولت التمسك بملابسهم، بأقدامهم.
لكنهم تمسكوا.
وفي اللحظة الأخيرة، عندما كانت أقرب الظلال على وشك لمسهم، خرج القارب من النهر، واستقر على ضفة صخرية أمام مدخل سجن النهر الأسود.
أمامهم، ارتفع مدخل السجن، بوابة حجرية قديمة محفورة عليها رموز لم يفهموها،كان الهواء هنا مختلفًا، كأن العالم نفسه يلفظ هذا المكان ويرفضه.
"هنا يحتجزون من يريدون أن يُمحى وجودهم." تمتم غياث وهو يضع يده على البوابة.
ضغط عليها، وبدأت الأحجار تتحرك، كأنها تتنفس، ثم فتحت الطريق إلى الداخل.
ما إن دخلوا، حتى أحاط بهم الظلام، لكن لم يكن ظلامًا عاديًا... بل كان حيًا.
"استعدوا." قال رعد وهو يسحب سيفه.
كان هناك شيء يتحرك في الأعماق، شيء لم يكن بشريًا ولا جانًا... بل شيء وُلد في هذا السجن ولم يعرف عالمًا غيره.
انفجرت العتمة من حولهم، وخرجت المخلوقات. كانت أطول من البشر، أجسادها مغطاة بجلد حجري متصدّع، وعوضًا عن العيون، كان هناك فجوات سوداء تحترق بلهب داخلي.
رعد كان الأسرع، شق طريقه عبرهم كأنه إعصار قاتل. ماجي قاتلت بشراسة، عيناها تراقبان كل حركة، خنجرها يلمع في الظلام. جود كانت كالظل، تضرب ثم تختفي. ضرغام استخدم قوته لضرب الوحوش حتى تفتتت، بينما غياث استغل تعاويذه ليشلّ حركتها.
وأخيرًا، بعد معركة دامية، وصلوا إلى قلب السجن، حيث كان ريان مقيّدًا بالسلاسل السحرية.
كان حياً، لكنه بالكاد يستطيع رفع رأسه.
"لقد تأخرتم." قال بصوت ضعيف، لكن ابتسامة صغيرة كانت على شفتيه.
"ألم تقل لنا ألا نتأخر؟" تمتم رعد وهو يقطع السلاسل، بينما قام غياث بكسر التعويذات
ركضت ليلى واحتضنت ريان بكل قوتها، ريان حبيبى اشتقت لك
دفع ريان يد ليلى برفق، من، انتى؟
تيبست ليلى فى مكانها، ريان انا ليلى حبيبتك؟
سامحينى لكنى لا اتذكرك، قال ريان وهو يترنح بضعف
همس غياث هذا من فعل النهر
بينما ظل ضرغام صامت وعلى وجهه بقايا ابتسامه ميته
لقد محيت ذاكرة الأمير ريان
وسط هذا الانشدله و قبل أن يحتفلوا بالنصر، تردد صوت هادئ في المكان.
"لقد انتهى هذا العبث."
التفتوا، وكانت ملكة الجان تقف هناك، محاطة بحراسها.
وكان ريان، رغم تحرره، قد أصبح الآن أسيرها
مقيدًا بتعويذة ملكية، لا يمكن لأي ساحر كسرها
انحنى الجميع امام الملكه ماعدا غياث وضرغام
حتى رعد نفسه انحنى رغم عنه، كان لحضور الملكه وسحرها
سطوة وقوة لا يمكن معارضتها
همس غثان، ريان لن يفيدك بشيء مسح النهر ذاكرته أصبح بلا فائده
الأمير غياث؟ مر زمن طويل قبل أن نتقابل
انصدم غياث، لقد تغير شكله ومظهره مما يجعل من المستحيل ان يعرفه اى شخص على أرض الجان
انا لا اعرف عن ماذا تتحدثين قال غياث بلا مبلاه
لكنى اعرف رددت ملكة الجان وستصبح خادمى مثلهم
كل نسل الملك الأحمر سيكونو عبيد لدى
القت الملكه تعويذه على غياث وضرغام ورغم ان التعويذة لم تأتى بنفعها مع غياث لإنه ساحر وامير جنى الا انه أبدى استسلامه بينما اختفى ضرغام فجأه