رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم رحمة نبيل

رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الثالث والثلاثون بقلم رحمة نبيل



سيُصادفُك شيءٌ طلبتَهُ منَ اللّه منْذُ زمنٍ بعِيد ، ربَّما نسِيته ، لكِنَّ اللَّه لم ينْسَاه. 

- الشيخ محمد متولي الشعراوي

صلوا على نبي الرحمة ..

________

ابتسم ايثان بسمة واسعة وهو مازال يعطي ظهره للباب ولمن اقتحم الغرفة دون أن يتم تحذيره حتى من وجود دخلاء، لكن يبدو أن ضيوفه الاعزاء لم يكتفوا بما فعلوه من وقاحة في منزله بل تحرك احدهم وهو ينظر في ارجاء المنزل يقول بصوت بارد كالصقيع:

" اسمح لي أن اعبر لك عن رأيي في ذوقك البشع، مكتبك يدفعني للتقيأ حقًا لايوجود من يمتلك ذوقًا ابشع منك عدا ذوق اخي الصغير في الموسيقى "

استدار ايثان بكل برود ينافس خاصة المتحدث والذي لم يكن سوى انطونيو ومعه بعض رجال عائلته، لكن ايثان لم يعبأ بأحد منهم وهو يتحرك صوب البار الجانبي يضع لنفسه كأسًا من المشروب يردد بكل برود: 

" حسنًا ربما ذوقك هو البشع، وليس خاصتي او خاصة اخيك "

انتهى من كلماته، يستدير حاملًا الكأس في يده يتكأ بمرفقيه على الطاولة المرتفعة خلفه وهو يقول بتفكير: 

" صحيح كيف حال جدك؟؟ هل مازال يبكي ابنائه أم تجاوز الأمر "

تحرك من مكانه وهو يقول بهدوء مستفز متجرعًا بعضًا مما بكأسه وصوته يخرج ببساطة: 

" أبي اخبرني سابقًا كيف انهار عندما رأى بعينه والدي العزيز ينتهي من ابنائه الثلاثة رفقة ايدن وبعض الاصدقاء، يا رجل كانت واحدة من تلك الحفلات التي تندم عمرًا كاملًا لعدم حضورها، لكن لسوء حظي كنت صغيرًا وقتها؛ لذلك فكرت أن نقيم حفلة أخرى تكونون انتم ضيوف الشرف بها "

وبمجرد انتهاء كلمته حتى ابصر ايثان أربعة مسدسات تقبع أمام وجه وصوت انطونيو يقول بشكل مرعب وكأنه خرج من الجحيم: 

" ما رأيك أنت في حفلة كتلك التي اقمناها لوالدك قبل رحيله بساعات؟؟ مازالت صرخاته وتوسله يرنّ باذني حتى الآن، جسدي يرتجف حزنًا كلما تذكرت بكاءه كالاطفال، اقسم أنني لو كنت امتلك قلبًا وقتها، لكنت اشفقت عليه "

اشتدت شراسة النظرات في عين ايثان وهو يرتشف كأسه دون أن يعبأ بكل تلك الاسلحة امام عينه، يقول بنبرة خرجت باردة رغم الحمم التي تخفيها اسفلها: 

" لا بأس عزيزي أنا اسامحك، في النهاية كان ذلك المتوقع لشخصٍ حقير كأبي"

صمت ثم قال وملامحه تنطق بالاسى: 

" لكن اشخاص صالحين كأبائكم صدقوني لم يستحقوا بشاعة الميتة التي رحلوا بها، كان الأمر مفزعًا في الحقيقة "

انتهى ايثان من كلماته وهو يتحرك صوب مكتبه بعدم اهتمام قبل أن تتوقف اقدامه في مكانها برعب أجاد اخفائه وهو يستمع لصوت واحدٍ منهم: 

" تؤ تؤ تؤ يبدو أن تلك السلسلة لن تنتهي ابدًا، فحديثك هذا هو ما قاله والدك لجدي حينما قتل جدي جدك الاكبر، وهو نفسه الحديث الذي تقوله حينما قتلنا نحن والدك، وهو نفسه ما سيقوله طفلك الصغير لابنائنا حينما نقتلك كذلك الامر، الحياة دائرة مفرغة والجميع يدور معها دون القدرة على الوصول للمركز "

استدار ايثان وهو ينظر لمارسيلو الذي كان يبتسم بسمة تحكي قصصًا مرعبة مما يفكر به، اكمل ماركوس حديث مارسيلو وهو يتحرك صوب ايثان يقول بشفقة مصطنعة: 

" لكن طفلك الصغير البرئ من سيعمل على تربيته ليصبح وغدًا كأبيه وجده وجد جده وعائلته التي كانت مثالًا للقذارة؟! هل يعقل أن يفشل الصبي في استكمال سلسلة القذارة تلك ويصبح شخصًا صالحًا بعد موتك؟ "

تحدث جايك بتفكير وهو يقول: 

" او ربما لا يعيش من الاساس ليفعل ذلك "

قاطع انطونيو كل ذلك الحديث بصرامة وحنق: 

" ما بكم توقفوا عن الحديث هكذا عن الطفل ستخيفون الرجل"

اعاد نظراته لايثان وهو يقول لاعبًا على اوتار ثباته كعازف محترف: 

" لا تقلق ايثان اعدك أن اضع طفلك في ملجأ للصغار بعيدًا عن هؤلاء الاوغاد القاتلين، رغم أن الأمر سيكون صعبًا في وجود فبريانو، لكنني سأحاول اقسم لك "

ولم يكد يختم جملته حتى ألقى ايثان كأسه ارضًا ليتهشم اجزاءًا صغيرة، ثم اندفع بعنف كبير صوب انطونيو يحكم القيد حول عنقه وهو يصرخ يجنون وقد فقد التحكم في اعصابه: 

" إلا طفلي يا حقير، إلا طفلي اقسم إن اقترب أحد منكم له، سوف اجعلكم تبكون ندمًا على ما سأفعله، خاصة أنت، ستبكي طفلك القادم دمًا "

لم يهتز انطونيو ولم تهتز ملامحه وهو يبعد يد ايثان بكل سهولة مستغلًا غضبه الكبير الذي تسبب في ارتجاف يده: 

" عيبٌ عليك ايثان، أتهددني بطفلي الذي لم ير النور بعد؟! بينما أنا اقف هنا مفكرًا في أي ملجأ سأضع صغيرك؟! "

تحدث ادم وهو يدعي الحزن: 

" لا تبتأس يا أخي، ليس الجميع ذو قلب حنون مثلك "

نظر له انطونيو وهو يتنهد بصوت منخفض، وبعدها حرّك نظراته لايثان الذي كان عقله يدرو كالطواحين في تلك اللحظة: 

" حسنًا ايثان سأنسى ما قلته للتو وانفذ وعدي لك بشأن طفلك والملجأ، هذا فقط لتعلم الفرق بيننا يا سليل الاوغاد "

نظر بعدها انطونيو للجميع وهو يقول: 

" لنعد للمنزل احبائي، يبدو أن السيد ايثان ليس متفرغًا للحديث الآن، ربما يبحث في رأسه عن قبر له او ماشابه "

انتهى انطونيو من حديثه وهو يتحرك صوب الخارج بخطوات قوية وخلفه الجميع يسيرون بشكل مخيف ونظرات مارسيلو مازالت معلقة بايثان الذي كان وجهه مسودًا بشكل مخيف. 

وقد حقق الجميع ما جاءوا لأجله وحطموا أول صخرة في ثبات ايثان، وجعلوه يرى من يتحدى، وأنهم ليسوا بالخصم الهين ابدًا.... 

♡_____________________________♡

كانت فيور تتمدد على الفراش رفقة جميع الفتيات في غرفة جولي التي كانت تتحدث معهم جميعًا في امور متنوعة مختلفة، قبل أن تنتبه لرنين هاتفها جوارها، انتفضت من فراشها وهي تبتسم باتساع تحمل هاتفها واللهفة تملئ قسمات وجهها، حيث أن لا أحد يعلم رقم هاتفها ذلك سوى ماركوس فقط. 

خاب املها وهي تلمح رقمًا غريبًا يضئ شاشتها، نظرت لجميع الفتيات اللواتي كن يتحدثن دون الانتباه لها، تحركت فيور صوب النافذة وهي تجيب على هاتفها بتعجب كبير: 

" مرحبًا؟! "

" مرحبًا بــ لصتي الصغيرة "

تجمدت يد فيور على الهاتف وهي تستدير للخلف برعب خوفًا أن يسمع أحد ما قال، فلا أحد هنا يدرك حقيقتها التي اخفتها بأمر من ماركوس، لكن الآن عادت تلك الحقيقة لتطاردها وتثبت لها أن الماضي لا يمكن قتله، ربما يمرض ويغيب لايام او شهور او حتى سنين، لكنه ينهض من مرقده ويعود بكل صحته عازمًا على اثبات نفسه ضد حاضرك، ولتدمير مستقبل، ويستفرد هو بالصدارة في حياتك، ويكون محط تركيزك.. 

" كيف... كيف حصلت على رقم هاتفي؟! "

وصلها صوتًا لطالما قضت ليالي ترتجف خوفًا من سماعه جوار باب غرفتها وهي تلتحف في غطائها برغب تلتمس منه دفئًا وامنًا واهيًا: 

" حبيبتي يبدو أن فترة ابتعادك عني انستك من أنا وما أنا بقادرٍ على فعله "

ابتلعت فيور ريقها تستمد امانها من الجميع ومن ماركوس الغائب: 

" ماذا تريد؟؟ لقد ابتعدت عنك وعن عملك ولم يعد لي علاقة بك او بأي شيء يخصك "

" تؤ تؤ تؤ، ليس بهذه البساطة يا صغيرة، فخروجك من وكري يكون بأذني أنا فقط ولا أحد سواي، ورحيلك بهذا الشكل دون مقدمات وارسالك لبعض الحمقى حتى يضربوا رجالي، لن يمر مرور الكرام، لكن فقط لتعودي اولًا وبعدها نصفي حساباتنا"

ارتعشت يد فيور الممسكة بالهاتف لتنتبه لها روما التي تحركت من الفراش واقتربت من الشرفة حيث تقف فيور لتسمع صوتها الذي خرج مرتجفًا: 

" تحدث بما تريد وتوقف عن الاعيبك تلك "

صمتت قليلًا قبل أن تطلق شهقة عالية لم تستطع التحكم بها، جاذبة انظار الجميع وليس روما فقط، ولم تكن فيور تستوعب شيء غير تلك الكلمات التي تلقتها من الطرف الآخر بعدما تبع طلبه بتهديد بقتل رفيقها الصغير هناك، سقطت دموع فيور بقوة وهي تستمع لصوت ذلك الصغير الذي تربى على يدها منذ عثر عليه أحد رجال ذلك القذر وهو ما يزال طفلًا رضيعًا.. 

" فيور ارجوكِ تعالي وخذيني من هنا، لقد اصبحوا يضربونني بقوة حتى أن جسدي لم يعد به مكان واحد بلا جروح، ارجوكِ اختي لا تتركيني "

بكت فيور وهي تتمسك في الهاتف بقوة وهي تتحدث بوجع: 

" صغيري لا تخاف سأخرجك من هناك فقط تماسك وتذكر أنك بطلي، حسنًا؟! "

ولم يصلها صوت الصغير بل ضحكات الرجل هي كل ما وصل لها وهي تسمعه يردد بصوت مقيت: 

" سوف نرى بشأن اخراجك له، غدًا سأنتظر اتصالًا تخبرينني فيه أنكِ تمكنتِ من فعل ما اريده منك "

تبع كلماته صوت صفير الهاتف الذي تهاوت فيور على أثره وهي تنظر امامها بعجز، وجميع الفتيات حولها ينظرن لها بعدم فهم وخوف من ردة فعلها، اقتربت منها روما وهي تقول بصوت حنون: 

" فيور يا صغيرة، ما بكِ؟؟ "

رفعت فيور نظرها لروما وهي تقول بعيون دامعة وشفاه مرتجفة: 

" أنا واقعة في مشكلة كبيرة..... "

♡_______________________♡

توقف فبريانو بالدراجة النارية الخاصة به أمام المكان المطلوب، أخرج اسلحته وهو ينظر للمكان ببسمة، ثم نظر لأخيه يقول بجدية: 

" خذ راحتك مارتن فأنا أحب اللعب ببطء حتى تزداد متعتي "

انتهى فبريانو من كلماته وهو يتحرك بخفة صوب الباب الخلفي لذلك المبنى الكبير وخلفه مارتن يحمل فوق ظهره حقيبة كبيرة، وعلى وجهه ترتسم جدية كبيرة وعيونه تشتعل بالشر الذي يخفيه فيهما. 

وقف فبريانو أمام الباب الخلفي للمكان وهو يتعجب عدم وجود أحد هناك، رغم اهمية المكان وما يحتويه في الداخل، لكنه لم يأبه وهو يبتعد للخلف، ثم اندفع بقدمه صوب الباب يضربه بقوة ادت لتحطم جزء منه، ليكمل مارتن عليه وهو يضربه بكتفه ضربة اقوى. 

تحرك فبريانو يتقدم مارتن وهو يجهز اسلحته، وملامح التعجب تملئ وجهه لعدم وجود أحد في المكان، وبمجرد دخول ذلك المكان الاشبه بالقبو، حتى تحرك الاثنان صوب الدرج الذي يؤدي للاعلى، صعدا الدرج بخطوات مدروسة ليجدا نفسيهما في ممر كبير في نهايته باب صغير خشبي، وجواره باب آخر اكبر، ابتسم فبريانو وهو يتحرك بخفة صوب الباب الاكبر يفتحه ببطء. 

اطل برأسه للخارج ليرى أن هناك مجموعة من الاشخاص تحمل عدة صناديق لتقوم برصها فوق بعضها البعض، ابتسم فبريانو وهو يشير بعينه لمارتن وصوت يخرج هامسًا: 

" انطلق ريثما انتهي من حفلتي معهم "

ابتسم ماران وهو يتحرك بخفة للخارج دون أن يشعر به أحد، ليتوقف في أحد الاركان ينزع حقيبته، ثم أخذ يوزع بعض القنابل التي يتم التحكم بها عن بعد في المكان بأكمله. 

بينما فبريانو خرج على الجميع وهو يرفع اسلحته قائلًا ببسمة واسعة : 

" مرحبًا بالجميع، جاهزين للحفل؟! "

وفي ثواني كان الجميع يرفع اسلحته بسرعة كبيرة اذهلت فبريانو نفسه الذي فتح فمه بانبهار مصطنع: 

" حسنًا ذلك اعجبني وبشدة، أنا أحب ردات الفعل السريعة "

بمجرد انتهاء كلمته كان اثنان منهم يسقطان ارضًا بقوة بشكل لم يتوقعه أحد او يستوعبه، ليلوي فبريانو شفتيه وهو يقول: 

" يبدو انها ليست سريعة بما يكفي "

ولم يكد يكمل كلمته حتى وجد وابل من الرصاص يخرج من الاسلحة امامه، لكنه كان يرتدي سترة واقية مكنته من تفادي البعض منها، والبعض لم يقترب حتى منه، رفع فبريانو رأسه مبعدًا عينه عن السترة: 

" الأمر يصبح ممتعًا أكثر "

وفي ذلك المبنى كان مارتن قد اوشك على الانتهاء من توزيع القنابل في المكان كله، ثم أخرج هاتفه الذي كان صامتًا، ورفعه امام عينه يجيب عليه:

" نعم جاكيري، انتهيت تقريبًا، لكن لا أعلم إن كان فبريانو قد فعل المثل أم لا "

صمت مارتن وهو يرتدي حقيبته، ثم حمل سلاحًا وتحرك بسرعة صوب الطابق الذي يقبع به فبريانو وهو مازال يتحدث مع جاكيري: 

" حسنًا أنا الان في طريقي إليه "

هبط ليجد أن البعص قد سقط ارضًا والبعض مازال يحاول اصابة فبريانو، ويبدو أنهم اقتربوا من ذلك، ورغم مهارة فبريانو الكبيرة في القتال، إلا أن العدد دائمًا يتفوق، انضم مارتن لأخيه وهو يباغت الجميع من الخلف بسيل الرصاص وصوته يتردد في الاتجاه الآخر عند جاكيري: 

" الآن جاكيري "

دس مارتن هاتفه في جيب بنطاله، يتحرك صوب الجميع يساند فبريانو في القتال، قبل أن يرى الجميع الباب الحديدي الرئيسي للمبنى يتحطم بقوة وسيارة ضخمة تقتحم المكان، ألقى فبريانو الرجل ارضًا، ثم نظر لمارتن بجدية وهو يقول: 

" بسرعة لننتهي من هذا "

وبمجرد انتهاء كلمات فبريانو حتى بدأ يتحرك هو ومارتن يحملان الصناديق التي ترتص في المكان ويضعونها على السيارة، واستمر الامر لدقائق طويلة امتدت لساعة كاملة، ثم اخرج كلًا من فبريانو ومارتن المصابين للخارج، وبعدها صعدوا اعلى الصناديق فوق السيارة، ابتسم جاكيري وهو يعود للخلف بقوة قائلًا بخبث: 

" اربطوا الاحزمة اعزائي.. "

وفي ثواني كانت سيارة جاكيري الضخمة والتي تحمل صناديق مليئة بالاسلحة تتحرك من المكان باكمله قبل أن يعلو في الاجواء صوت انفجار كبير جعل فبريانو يطلق صرخة متحمسة عالية وهو يرى النيران ترتفع بقوة ومارتن يسجل كل ما يحدث، ثم ابتسم بسمة واسعة وهو يرسله لأحد الاشخاص وبعدها ألقى بجسده على الصناديق يقول براحة: 

" ما اجمل الراحة بعد عملٍ شاق!! "

نظر له من مارتن يقول بغمزةٍ مشاكسة :

" وكل هذا بفضل تعليماتي لكما، لا تنسيا أنني القائد هنا "

نفخ فبريانو بعدم اهتمام وهو يرتاح بجسده أعلى الصناديق :

" أنت القائد اسمًا مارتن، وهذا أمام انطونيو فقط "

فتح مارتن عينه بغيظ وهو يصيح في وجه أخيه :

" مهلًا مهلًا يا سيد، من وضع جميع الخطط وأمر جاكيري أن يصعد لسيارتك ويذهب لإحضار تلك الشاحنة، ونحن نذهب بالدراجة المسروقة حتى لا يتعرف أحد على مالكيها ويتخذونها دليلًا ضدنا، أنا صاحب الفضل في نجاح تلك المهمة و..."

ولم يكمل كلمته بسبب زيادة سرعة الشاحنة فجأة لخروجها إلى الطريق السريع مما تسبب في اختلال جسد مارتن وفبريانو ليسقطا بعنف على باقي الصناديق، ضغط فبريانو على ظهره بوجع صارخًا من بين أسنانه:

" جاكيـــــــــــــــــــــري " 

ردد مارتن بوجع وهو يدفن رأسه أسفله:

" تبًا لمن يصعد معك مجددًا لأي شيء يسير على عجلات " 

♡__________________♡

يجلس على مقعده منذ ساغة تقريبًا لا يبدي أي حركة، ولا يصدر أي ردة فعل لأي شيء، فقط ملامح صخرية ونظرات مخيفة هو ما يمكن رؤيته عند النظر إليه للحظات، عينه لا تتحرك عن باب الغرفة، وجواره يقبع الطبيب النفسي الخاص بلورا يحرك قدميه بشكل هستيري وداخله يرتعد خوفًا وندمًا أنه لم ينقذها قبل فوات الاوان، نظر الطبيب لمايك بتعجب وهو لا يرى منه أي ردة فعل منذ جاء فقد أتى بكل بساطة لتخبره الممرضة أنه_ الطبيب _ تبرع لها بالدماء، ليهز هو رأسه ببطء، ثم تحرك وجلس بكل هدوء. 

وها هو منذ ذلك الحين يجلس جواره ليس وكأن من تصارع الموت بالداخل هي من كانت تتحاكى عن عشقه وخوفه عليها وحنانه، ليس وكأن من بالداخل تعنيه من الاساس. 

لكنه وخلف كل ذلك الهدوء يرى عواصف وثبات ظاهري على وشك الانهيار، وها قد اتته الفرصة لذلك وهو يلمح الباب يُفتح والاطباء يخرجون منه وخلفه يُجر الفراش، ويبدو أن عقل مايك لم يستوعب في كل ذلك سوى أن جسد لورا يتوسط ذلك الفراش، ليسير خلفه بسرعة كبيرة متجاهلًا السؤال عن نجاح أو فشل العملية. 

تحرك الطبيب صوب اندرياس الذي كان يتحدث مع سارة وهايز بجدية كبيرة: 

"لمدة يوم كامل ستكون تحت مراقبتكما و..." 

قاطعه الطببب النفسي لـ لورا الذي تقدم منه وهو يقول بخوف: 

" كيف هي الآن دكتور، نجحت العملية صحيح؟! "

نظر له اندرياس قليلًا، ثم هز رأسه وهو يقول بعملية: 

" نعم نجحت، لكن لا نستطيع الجزم بنسبة النجاح الآن حتى تستفيق، وارجو أن يوافيني أحد افراد عائلتها لمكتبي حتى اخبره بتفاصيل حالتها "

هز الطبيب رأسه وهو يمسح وجهه بتعب، ثم أخرج هاتفه واتصل برقم عيادته، ينتظر رد ممرضته، وبمجرد سماعه صوتها حتى قال: 

" ابحثي في ملف لورا عن ارقام تواصل بعائلتها "

وامام غرفة لورا كان يقف مايك ينتظر أن ينتهي الممرضين من وضعها على الأجهزة، وبمجرد أن انتهوا خرجوا بهدوء، حتى تحرك صوب الباب، لكن أوقفه احدهم يتحدث له بجدية : 

" ممنوع الزيارة الآن يا سيد"

هز مايك رأسه بنعم، ثم راقبه حتى رحل، وفتح الباب بكل هدوء يقتحم الغرفة دون أن يعبأ بأحد وبعدها تحرك صوب فراش لورا وهو يراقبها بحنان واعين لامعة يخفي خلفها وجع كبير، توقف امام فراشها يجذب مقعدًا، ثم توسطه وبعدها امسك يدها بحنان كبير يستشعر برودتها أسفل يده، ضغط عليها اكثر يستند بذقنه عليها يقول بحنان كبير: 

" مرحبًا فاتنتي الشرقية، كيف حالك اليوم؟ اعتذر لانشغالي عنكِ منذ العودة، كان هناك بعض الأمور التي علىّ الانتهاء منها"

صمت وهو يتأمل ملامحه بحب ثم اضاف: 

" هل تشعرين بالبرد؟! يدك باردة جدًا "

انحنى أكثر بوجهه يقبل وجنتها بحنان وهو يستقر برأسه جوار خاصتها يقول بصوت مختنق بالوجع: 

" لورا انا أشعر بالوجع، اشعر بالوجع الشديد في قلبي، قلبي يؤلمني كثيرًا "

سقطت دمعة صغيرة من عينه وهو يقبل وجنتها، كاتمًا شهقاته بصعوبة وصوت خرج مكتومًا: 

" لورا ارجوكِ لا تؤلميني بهذه الطريقة، لا تفعلي هذا بي، ليس بعدما شعرت بكل تلك المشاعر، تُسحب مني بكل بساطة، ذلك الشعور بفقدان مشاعر لطالما تمنيتها، شيء مؤلم لورا "

تنهد بوجع وهو يقترب منها أكثر مستندًا برأسه جوارها هامسًا بحب: 

" سوف اظل هنا حتى تسيقظي، لن ارحل لا تخافي فراشتي الفاتنة "

صمت ثواني ثم قال: 

" آه نسيت اخبارك أنني باشرت العمل على فستان زفافك، لم استطع منع اصابعي عن رسم تلك الهيئة التي تخيلتها في رأسي لكِ، حتى أنني توقفت عن تصميم الخاص بجولي لاجلك، انظري ها أنا اضحي بوجهي الوسيم الذي سيتشوه أسفل قبضة مارتن لاجلك، ألا يستحق هذا الشكر؟! "

ابتسم وهو يراقب ملامحها وكأنها تسمعه: 

" لورا أنا بصعوبة تمكنت من كبت دموعي وصرخاتي في الخارج، لكن إن استمر الأمر لن اضمن لكِ ألا انهار؛ لذلك اسرعي وافيقي لاجلي لورا... "

♡______________________♡

عاد الجميع للمنزل عدا مايك الذي اختفى فجأة دون قول كلمة واحدة، ومارسيلو الذي ذهب لراسيل في المشفى، بينما الباقون عادوا للمنزل واحدًا تلو الآخر. 

بمجرد أن دخل فبريانو المنزل رفقة جاكيري ومارتن بعد وضع الأسلحة في المخزن الخاص بجدهم، سمع الجميع صوت موسيقى عالي يأتي من الطابق الثاني، صوت كاد يهز جدران المنزل كليًا، نظر الجميع لبعضهم البعض، وتحركوا بسرعة صوب الأعلى حيث غرفة جولي، لكن وقبل أن يخطو احدهم خطوة تجاه الغرفة سمع الجميع صوت فبريانو يصدح بشر وصوت رفع زناد سلاحه يصدح خلفهم: 

" إن تجرأ احدكم واقترب من الغرفة سوف اقتلع رأسه "

توقف الجميع بتعجب وهم يستديرون صوب صوت فبريانو والذي كانت عينه مشتعلة من تلك الموسيقى العربية والتي يدرك جيدًا أن من تقود الرقصات والحفل بالداخل لن تكون سوى روبين، الأمر الذي جعله يشعر بالاشتعال يتخيل الجميع يشاهدها وهي تهز خصرها بهذا الشكل المثير. 

تحدث آدم بحاجب مرفوع وهو يخمن في رأسه سبب غضب أخيه ذاك ليقرر أن يستفز بذلك اخيه وهو يردد مدعي عدم الفهم: 

" لماذا يا اخي؟؟ ألا يجب أن نرى سبب تلك الضوضاء؟ ثم هناك حبيبة مارسيلو في حالة خطرة وايضًا مايك الذي لا نعرف ما حدث مع حبيبته، كل ذلك وصوت الموسيقى يكاد يهز جدران المنزل، و لا أحد يراعي الحالة التي تمر بها العائلة؟! "

تحدث فبريانو بشر وهو يوجه السلاح على رأس اخيه: 

" لا أحد منهم يعلم ما يحدث هنا، ونحن لم نخبرهم بما حدث مع الفتيات؛ لذا لا لوم عليهم، وحسب تعليمات جدك، لا ينبغي أن يعلم احد شيئًا، والان ابتعد عن وجهي "

وكاد يتقدم فبريانو صوب الغرفة لولا يد مارتن الذي منعه من الدخول وهو يقول: 

"إلى أين تعتقد نفسك ذاهبًا، تمنعنا من دخول ذلك المكان الذي يتطلع جميع الموجودين هنا للدخول ورؤية ما يحدث بالداخل وأنت تدخل، توقف هنا مثل الجميع" 

أبعد فبريانو يده وهو يقول باستفزاز: 

" سأقطع يدك إن حاولت منعي مجددًا، ثم إن زوجتي بالداخل وأنا اريد اخذها "

تحدث جايك بحنق وهو يشير للجميع: 

" جميع من يقف هنا يمتلك من يريد اخذها في الداخل؛ لذا أنت لست مميزًا لتحصل على ما تمنع منه الجميع"

ضحك فبريانو ضحكة لم تكن ابدًا بالسعيدة، بل كانت لضحكة اشرار افلام الرعب الامريكية: 

" حسنًا سأعتبر أنني لم اسمع شيئًا الآن لمصلحتكم جميعًا، والان ابتعدوا من امام عيني حتى لا انزع رؤوسكم من أعلى اجسادكم "

توقف الجميع أمام فبريانو، مانعين اياه من التقدم ليشتبك معهم فبريانو في قتال عنيف، فبريانو يضرب مارتن وادم يحاول أن يحيل بينهما قبل أن يتلقى لكمة بسببهما، ليشتعل غضبه وهو ينفجر فيهما بقوة ويبدأ في الضرب بعشوائية ليصيب جايك، مما جعل جايك يرد له اللكمة، لكنه انحنى لتسقط اللكمة على وجه ماركوس، وجاكيري يقف بعيدًا عن كل تلك القتالات، يرقص على تلك الموسيقى محاولًا ايجاد رقصة مناسبة لها. 

في نفس الوقت خرج انطونيو من غرفته بعدما ابدل ثيابه لثياب منزلية مريحة، وتحرك صوب باب غرفة الفتيات، دفع الاجساد المتلاحمة من امامه بهدوء وهو يقول: 

" ابتعدوا قليلًا من هنا "

ثم ودون تفكير فتح الباب وهو يدخل للغرفة يبحث بعينه عن روما التي وجدها تحرك خصرها بمهارة بعدما تعلمت من روبين بعض الحركات، استند انطونيو بكتفه على الجدار خلفه وهو يقول ببسمة: 

" يا ويلي من ذاك الخصر "

ولم يصل صوته لأحد بسب ارتفاع اصوات الموسيقى، لذلك تقدم وهو يدفع الجميع جانبًا، ثم ضم خصر روما التي تفاجئت بوجوده ولم تكد تتحدث حتى سمعت صوته يهمس لها بحب: 

" يكفي حركة لليوم روما، هيا للنوم جميلتي "

وبكل بساطة خرج انطونيو من الغرفة وهو يسحب يد روما تحت انظار جميع الرجال الذي كانوا يرمقونه بصدمة وغباء، نظر الجميع لبعضهم البعص ولم يكد احدهم يتحدث بكلمة حتى سمعوا صوت جاكيري يحاول الغناء مع الاغنية التي تكررت بها بعض الكلمات على مسامعها واصبح يألفها، وهو يحرك يديه في الهواء وخصره. 

نظر فبريانو للجميع ثم قال: 

" حسنًا يجب أن نفكر جيدًا في أمر الحد من تكاثر تلك العائلة، لا اظن أن العالم ينقصه معاتيه "

انتهى من كلامه وهو يتحرك للداخل يسحب يد روبين بحنق وهو يردد: 

" ملمحش وسطك ده يتهز تاني طول ما انتِ في البيت ده"

نظرت له روبين بتعجب وهي تسير خلفه، ثم قالت ببلاهة: 

" امال ارقص بأيه؟! حواجبي؟! "

تجاهلها فبريانو وهو يدخل غرفته مغلقًا الباب بعنف في وجه الجميع. 

نظر الجميع لاثره بحنق قبل أن ينادي مارتن جولي التي خرجت له وهي تربط خصرها بقطعة من القماش تقول بسعادة: 

" مارتن لقد تعلمت حركات راقصة كثيرة "

نظر مارتن لخصرها بتعجب وهو يشير للرباط: 

" وما سبب ربطك لذلك الشيء؟! هل أُصبتِ برصاصة في خصرك أم ماذا؟؟ "

نظرت جولي صوب خصرها وهي تقول: 

" هذه لاجل الرقص "

"لماذا هل سيسقط خصرك اثناء رقصك أم ماذا؟!" 

هزت جولي كتفها بعدم فهم وهي تقول: 

" لا أعلم هكذا تفعل روبين وأنا احاول تقليدها"

جذبها مارتن بعيدًا عن الجميع وهو يقول: 

" حسنًا يكفي لعبًا حتى الآن، وهيا لغرفتك، لقد تأخر الوقت"

سارت معه جولي بتعجب وهي تقول مشيرة للغرفة التي تحتفل بها الفتيات: 

" مهلًا تلك كانت غرفتي... "

♡________________________♡

كان يجلس في غرفتها وهو ينظر لجسدها الساكن عكس حالته منذ دقائق فقط، اغمض مارسيلو عينه بوجع وهو يستعيد تلك اللحظات التي كانت بمثابة جحيم بالنسبة له. 

كان كعادته يجلس جوار فراشها يتراجها أن تفتح عينها وتحدثه، أن تصرخ بوجهه وتخبره أن كل ذلك خطأه هو، هو المذنب الوحيد هنا، هو من كاد يدمر حياتها، هذا إن لم يفعل بالفعل، ومن بين كل تلك الافكار التي كانت تجلده بسياط الذنب سمع تأوه منخفض يخرج من فمها، انتفض في جلسته وهو ينظر لها بلهفة كبيرة يتحدث بصوت حنون: 

" راسيل حبيبتي، أنتِ بخير؟؟؟ "

لكن راسيل لم يصدر منها سوى تأوهات عالي، وبعدها فتحت عينها تنظر في المكان بتعجب ويبدو أن تأثير المخدر بدأ ينسحب من بين دمائها؛ لذلك فتحت فمها وهي تتأوه بصوت منخفض تحاول تحريك يديها للمس مكان الوجع الذي لم تستطع تحديده، فجسدها كله يأن وجعًا بالفعل، سقطت دمعة من عين راسيل تحاول رفع رأسها لرؤية ما يقيدها، قبل أن تشعر بنيران تتملك جسدها كله، سقطت دموعها بقوة وهي تقول: 

" ما.... ما الذي حدث لي؟! ما الذي حدث لي؟؟ "

اقترب منها مارسيلو وهو يحاول تهدئتها، لكن راسيل كانت تحاول التحرر بهيستيرية باكية وصوت صراخها يعلو في المكان: 

" ما الذي يحدث هنا؟؟؟ جسدي كله يؤلمني، أنا لا استطيع تحريك جسدي، لا استطيع فعل شيء، لا استطيع التحرك" 

كانت تتحدث بهزيان ومارسيلو فشل في التحكم بالهيستيرية التي اصابتها، بدأت راسيل تهتز بجسدها كله وهي تبكي بوجع وتصرخ: 

" لا استطيع التحمل، لا استطيع "

سقطت دموع مارسيلو وهو يقترب منها جالسًا جوارها يجذب رأسها برفق لاحضانه يقول بصوت عالٍ باكٍ : 

" أنا آسف راسيل، أنا آسف، كل ذلك بسببي أنا آسف"

بينما بكاء راسيل كان يعلو شيئًا فشيء، حتى اقتحم بعض الممرضين المكان وهم يركضون صوبها وصوت الطبيب يعلو بكلمات لم تصل لايًا منهما بسبب البكاء، وصوت مارسيلو لم يتوقف عن البكاء وهو يردد دون توقف: 

" أنا آسف، أنا آسف "

بينما راسيل كل ما استطاعت الرد به كانت اصوات بكائها العالية، وصوتها الضعيف الذي يتوسل مارسيلو أن يوقف ذلك الوجع، ضم مارسيلو رأسها بقوة له وهو يشعر بجسدها بدأ يهدأ بسبب ذلك المحلول الذي سار في اوردتها، وبجسده يُسحب بقوة بعيدًا عنها بسبب الممرضين وهو كان كلما لو ألقى في عالم بعيد لا يشعر بشيء سواها، ولا يسمع صوتًا عدا بكائها، أخذ مارسيلو يتحرك بين أيدي الجميع وهو يقول باكيًا وصوته يعلو شيئًا فشيء :

" أنا آسف راسيل، أنا السبب في كل وجعك ذلك، أنا المجرم هنا، كل ذلك بسببي، أنا آسف، راسيل أنا آسف"

افاق مارسيلو من شروده وهو يراها تتسطح امامه بلا حول ولاقوة، وكلماتها الضعيفة مازالت تترد في أذنه: 

" ساعدني ارجوك، مارسيلو ساعدني، انا أموت وجعًا "

نهض مارسيلو من مكانه وهو يخرج من الغرفة ببطء وبروح شاردة لا تعلم على أي مرسى يجب أن تستقر، كانت عينه سوداء لا تحمل أي مشاعر، الجمود فقط هو كل ما قد تميزه فيهما.

سار خارج المشفى بأكملها وفي رأسه قد عقد العزم على تنفيذ ما تم التخطيط له سابقًا. 

وبعد دقائق طويلة من مغادرة مارسيلو تحرك شخص غير واضح الملامح بسبب القبعة التي يضعها أعلى رأسه، نظر يمينًا ويسارًا، ثم دخل إحدى الغرف وظل بها عدة دقائق قبل أن يخرج مجددًا مرتديًا ثياب المرضين، واضعًا أعلى وجهه قناع طبي يخفي قدر كبير من ملامحه، يدفع امامه فراش، حتى توقف به أمام غرفة راسيل، نظر يمينًا ويسارًا قبل أن يقتحم الغرفة بكل هدوء، ثم يخرج منها وهو يدفع الفراش والذي وضع عليه راسيل النائمة بفعل المخدر، يخفي وجهها جيدًا وفي عينه نظرة مخيفة تخفي الكثير والكثير. 

خرج ذلك الشخص من المشفى عبر الباب الخلفي، ليصعد سيارته التي تركها هناك واضعًا جسد راسيل في المقعد الخلفي وبعدها صعد هو السيارة، ثم تحرك بها في هدوء تام، ولم يترك اثرًا خلفه كأنه لم يكن من الاساس.... 

♡______________________♡

كانت تنام بعمق على فراشها وجوارها تنام روبين بكل هدوء، بينما هو تسحّب ببطء حتى اصبح في الجانب الذي يحوي جسدها، ولكي يتأكد اكثر من هويتها، أخرج هاتفه ثم أنار الكشاف الخاص به، ووجّه عليها ليتأكد أنه لم يخطأها، لكن وبسبب ذلك النور انزعجت رفقة في نومتها وهي تضع يدها على عينها متحدثة بحنق: 

" اطفوا النور، بعدين هي اللمبة متعلقة فوق راسي ولا ايه؟! ايه النور ده؟ "

ابعدت رفقة شعرها للخلف بانزعاج وهي تقول حانقة: 

" الواحد ميعرفش ينام ساعتين على بعض زي البني ادمين؟! "

لكن واثناء وصلة التذمر تلك توقفت رفقة بتعجب وهي تبصر وجه جاكيري امامها فجأة، وجاكيري صُدم من خصلات شعرها المجعدة والتي شكلت ظلًا مرعبًا جعله يرتد للخلف مرتعبًا واضعًا يده على قلبه وهو يقول بخوف:

" يا ويلتي ما الذي فعلتيه بصغاري؟! "

اعتدلت رفقة في نومتها وهي السيطرة على شعرها الهائج بسبب نومتها، تقول بحنق لرؤيته لها في هذه الهيئة: 

" ماذا أنت لا تتوقع أن استيقظ بشعر مسترسل منظم صحيح؟! ثم الآن أصبح شعري يخيفك؟! اتذكر أنك كدت تتركني لأجل أن اجعلهم بهذا الشكل "

لوى جاكيري شفتيه بحنق وهو يعتدل، ثم اقترب منها يمد يديه يحاول أن يهدأ خصلاتها الثائرة: 

" ومازلت احبهم، أنا فقط ارتعبت من مظهرهم"

ضربت رفقة يده بحنق وهي تقول: 

" أنت حقًا وقح، بدلًا أن تخبرني أنني اصبح أجمل حينما استيقظ من النوم؟! "

نظر لها جاكيري وهو يجمع خصلات شعرها بين يديه: 

" حسنًا، لكنكِ لستِ كذلك "

" كان هذا قاسيًا بحق، جاكيري حبيبي ليس عليك أن تكون صريحًا بهذا الشكل على الاقل كان يمكنك الكذب علىّ لا أن تحطمني بهذا الشكل "

صمت جاكيري يزن كلماتها قبل أن يقول ببسمة صغيرة وصوت هامس منحنيًا ليطبع قبلة صغيرة على وجنتها: 

" حبيبتي أنتِ الأجمل دائمًا خاصة عندما تستيقظين من النوم "

ابتسمت رفقة وهي تحرك يدها في شعرها بدلال: 

" نعم اعلم، أنا اااا"

لكن توقفت رفقة عن الحديث وهي تشعر بيدها قد علقت بين خصلات شعرها حينما كانت تحركها فيها، نفخت بضيق وهي تلملم خصلاتها كلها للخلف، ثم رفعت عينها لجاكيري الذي كان مسحورًا بها في جميع حالاتها، حتى تلك الهيئة التي قد يراها البعض مرعبة قليلًا، لكن ألا يقولون أن مرآة الحب عمياء ؟! حسنًا هو مرايا حبه جميعها محطمة .

" أذن ما السبب الذي جعلك تفسد نومتي؟؟ "

ابتسم جاكيري بسمة واسعة، يجذب يدها لتنهض من مكانها بتعجب وتلحق به لخارج الغرفة وهو يقول ببسمة واسعة: 

" القمر اليوم مكتمل كما أن هناك مذنبات ستسقط بعد دقائق ، اردت أن نجلس سويًا ونرقص، فقد مرّ زمن منذ رقصنا سويًا اسكندر بيك "

ضحكت رفقة ضحكة عالية وهي تتحرك خلفه صوب الاعلى، بينما هو متحمس لتقضية تلك اللحظات معها بعيدًا عن الجميع، اللحظات الأخيرة معها قبل أن ينشغل في القادم، قبل تنفيذ اوامر جده، تنهد وهو يبعد كل تلك الافكار عن رأسه تمامًا، يذّكر نفسه أن اليوم لهما فقط.. 

وصل الاثنان لسطح المنزل، لتتلاشى بسمة جاكيري فجأة وهو يجد أن هناك من سبق وفكر بنفس فكرته.. 

كان جايك يحمل لوحته التي يرسم فيها روز أسفل ضوء القمر وهو يبتسم ابتسامة حنونة يرفع عينه لروز ردد بحالمية :

" أليس الامر شاعريًا حبيبتي؟! "

رددت روز وهي تجاهد لفتح عينها بعد أن أحضرها عنوة من فراشها ساحبًا إياها من نومها : 

" نعم انا ايضًا أحب الشعيرية "

أبعد جايك عينه عن اللوحة وهو يقول بتعجب: 

" شعيرية؟! أي شعيرية تلك؟! "

فتح روز عينها بصعوبة وهي تشير بيدها: 

" تلك التي تكون حساء ساخن"

صاح جايك بحنق: 

" حقًا روز؟! هل تمزحين؟! "

نظرت له روز بغباء: 

" ماذا لا تحب حساء الشعيرية؟؟ أنا اصنعه لذيذًا، هل تريد ان اذهب واعد لك البعض "

اشار لها جايك بتحذير: 

" اياكِ و التحرك قبل أنّ اكمل رسمتي "

جلست روز مكانها بغضب وهي تتمتم بغيظ: 

" عسى أن تفسد لوحتك تلك"

صرخت بصوت عالٍ يصل له: 

" أنا اريد النوم، انتهي من لوحتك هذه قبل أن آتي والقي بها من الأعلى والقي بنفسي خلفها، عسى أن تستريح جايك "

رفع جايك حاجبه من صراخها وهو يقول بتعجب: 

" كل هذا لانني اردت أن نشاهد ذلك اليوم المميز سويًا روز؟؟؟ "

تحركت روز من مكانها بغضب وهي تقول بصراخ: 

" اتيت ساحبًا اياي من أسفل غطائي الدافئ العزيز، وجررتني هنا بعدما افسدت نومتي، حتى أنني ظننت أنك تعد لي مفاجأة جميلة، لآتي واجد نفسي ممنوعة من الحركة لاجل لوحتك الغبية "

رفع جايك فرشته في وجهها وهو يقول بغضب مدافعًا عن لوحته: 

" لا لا يا انسة ليست لوحتي هي الغبية، بل هي تلك التي لا تفهم شيء في الفن او المشاعر وكل ما تجيده هو صنع الحلوى "

شهقت روز بصوت عالي وهي تشير لنفسها بصدمة وكأنها تسأله إن كان يقصدها هي، ولم يتأخر جايك وهو يهز رأسه بالايجاب: 

"نعم انتِ روز" 

هزت روز رأسها له بتوعد، ثم في ثواني كانت تنزع اللوحة من على الحامل الخاص بها وهي تهبط بها فوق رأسه، شهق جايك بصوت عالٍ وهو يصرخ: 

" لقد دمرتي ثيابي التي ارتديتها لاجل تلك المناسبة التي افسدتيها ايتها الحمقاء "

أبعد جايك اللوحة عن وجهه وهو يفرك فرشاته في وجهها ملوثًا اياه بقوة، بينما هي تصيح به انها ستريه الويل، وفي ثواني كانت روز تقفز عاليًا حتى تمسك خصلات شعر جايك، وبعدها جذبت رأسه بقوة وهي تعض اذنه بجنون، و صرخات جايك هزت ارجاء المنزل يتوعد لها :

" اقسم أن اجعلك تعجزين عن تحديد لون شعرك الذي تسيرين به مختالة ايتها الصهباء الغبية، أنتِ جاهلة لا تفقهين شيئًا في المشاعر "

كانت رفقة تشاهد ما يحدث مع جاكيري الذي جذب يدها بحنق وهو يسير صوب السور الخاص بالسطح، لكن بعيدًا عن هذين الاحمقين، ليجد أن في الجزء الخلفي تجلس جولي في احضان مارتن الذي كان يدفن رأسه في رقبتها بحب، رمقهما جاكيري بحنق، يتحرك صو جزء آخر من السطح ليجد أن ماركوس يضم تلك الفيور امام السور. 

تحدث جاكيري بحنق: 

" مال الجميع اصبحوا بهذه الحالمية؟؟ اقسم أنهم منذ سنوات كانوا يعتقدون أن الرومانسية تلك هي نوع من أنواع المعكرونة بالجبن "

نفخ بغيظ قبل أنّ يجر يد رفقة وهو ينتوي الهبوط للاسفل: 

" حسنًا رفقة لنهبط إلى الحديقة "

لكن وقبل أن يتحرك جاكيري سمع الجميع صوت صياح هايز والتي كانت تقف جوار آدم في أحد اجزاء السطح الكبير:

" ها هو المذنب "

ترك جايك خصلات روز بسرعة وهو يضرب كف يدها مبعدًا اياه عن شعره وبعدها اجبرها أن تقف امامه لتشاهد المذنب وهو يقول ببسمة وكأن ما حدث منذ ثواني لا يعنيهما: 

" تمني أمنية زهرتي "

في نفس الوقت الذي كان الجميع يراقب المذنب، حتى انطونيو الذي كان يستند على أحد الارائك في شرفة غرفته وبين احضانه روما التي كانت تراقب السماء ببسمة... 

بينما ماركوس كان يضم فيور التي كانت عينها تلتمع بالحماس بالاضافة لضوء المذنبات، وقد عقدت العزم على تنفيذ خطتها في الغد؛ خطتها التي بها ستضع نهاية لذلك الماضي، الخنجر الذي ستطعن به ماضيها وتتخلص منه. 

رفعت فيور عينها لماركوس الذي كان يشدد ضمه لها دون شعور وهو يبتسم لما يرى قبل أن يشعر بنظراتها الموجهة له، ابتسم ماركوس وهو يبادلها تلك النظرات قبل أن ينحني ويقبلها قبلة صغيرة اعلى وجنتها هامسًا: 

" احبك كثيرًا جدة فيور "

اتسعت بسمة فيور حتى تحولت لضحكة عالية وهي تضم نفسها له اكثر مرددة :

" والجدة فيور تعشقك يا فتى وتخبرك انها ستظل هنا دائمًا، جوار قلبك "

وفبريانو الذي كان يحمل روبين على ظهره بعدما رفضت الاستيقاظ، ليحملها هو ويهبط بها للحديقة يراقب المذنب يصيح بسعادة وحماس: 

" هييييه ايها الارنب الكسول انهض وانظر لهذا "

رفعت روبين رأسها من على كتف فبريانو تنظر باعين ناعسة للمذنبات امامها قبل أن تفتحها بالكامل وهي تشهق بسعادة: 

" ايه ده؟؟ "

ابتسم فبريانو بسعادة كبيرة وهو يراقب انعاكس المشهد في عينيها اللامعة، هو لا يهتم لكل تلك الامور، لكنه فقط اراد أن يرى تلك السعادة في عينها، رفع فبريانو روبين اكثر على ظهره يراقب تلك المذنبات الصغيرة اللامعة امامه يردد بغموض بينه وبين نفسه : 

" وكأنها طلقات رصاص تعلن بدايه السباق، سباق الفائز فقط هو من سيخرج منه حيًا "

نظرت له روبين وهي تقول بتعجب: 

" قولت حاجة؟! "

" قولت إني بحبك اوي "

وفي غرفة لورا في المشفى كان مايك يقف امام النافذة بعدما دخل إليها دون أن يشعر به أحد، حتى والديها، ابتسم بسمة صغيرة بعدما اطمئن من الطبيب على حالة لورا والتي كانت مستقرة بشكل كبير، وبمجرد أن رأى هبوط المذنبات حتى ابتعد عن النافذة قليلًا يمنح لورا مسافة جيدة لترى المذنبات، وكأنها ستفعل، لكنه احب أن يشاركها كل ذلك حتى لم لو تستطع الرؤية فعليًا : 

" انظري فاتنتي، يبدو الأمر كما لو كانت اسهم عينك التي سقطت بنفس السرعة على قلبي "

عاد مايك بنظره للسماء وهو يراقب ما يحدث ببسمة واسعة: 

" اقترب الأمر جميلتي، اقتربت نهاية تلك الحرب، وبداية حياة جديدة لنا "

وفي مكان بعيد نسبيًا كان جسد راسيل يتوسط فراش كبير وامامه يقف جسد يتشح بالسواد، قبل أن يتحرك ببطء صوب النافذة يشاهد تساقط المذنبات ويردد ببسمة واسعة واعين تلتمع بالشر والغضب: 

" حان الوقت راسيل، حان وقت الانتقام جميلتي "

انتهى من كلماته وهو يخلع القبعة من على رأسه ليظهر وجه مارسيلو الذي ابتسم اكثر وهو يقول: 

" هم من بدأوا الحرب ونحن من سننهيها، وها هي رصاصة البداية تنطلق......... "

♡_________________________♡

صباح اليوم التالي تحركت فيور في طرقات المنزل وهي تتأكد أن الجميع رحل كما أخبرها ماركوس بالامس، تحركت من فورها صوب الباب الخارج للمنزل وهي تنظر حولها بحرص وكلمات ذلك الرجل تطرق رأسها كمطرقة ...

" ذلك القصر الذي تعيشين به الآن، اريد نصيبي منه، ليس من العدل أن تتنعمين في كل تلك الاموال وانا هنا أعيش على الفتات التي يأتيني بها هؤلاء الاغبياء الصغار"

صمت الرجل قليلًا قبل أن يكمل بخبث وهو ينظر جواره لأحد رجال ايثان والذي احضر له الرقم وساعده في الوصول لكل معلومات فيور :

" صباح الغد عندما يرحل هؤلاء الملاعين الذين تمكثين معهم سوف ارسل لكِ بعض الرجال الذين سيأخذون بعض الأشياء الصغيرة من ذلك القصر، اشياء غير محسوسة البتة، وكل ما عليكِ فعله هو مساعدتهم في الدخول وتفريغ المنزل لأجلهم جميلتي، وإلا...."

ترك الرجل كلماته معلقة وهو يغلق الهاتف سريعًا، ثم نظر لرجال ايثان وهو يقول بجشع :

" جيد ؟!"

ابتسم له الرجل يخرج له بعض الأموال يلقيها ارضًا، ثم قال كلمات مقتضبة قبل أن يخطو خارج ذلك المنزل الذي يكاد يُهدم فوق رؤوس من به :

" مهمتك تنتهي هنا، لا تدعني أرى وجهك مجددًا "

وبمجرد أن خرج الرجل التابع لايثان من المنزل حتى أمر رجاله ببسمة خبيثة مخيفة :

" لا اريد امرأة واحدة حية في الغد، ابيدوا الجميع "

في الوقت الحاضر :

كانت فيور تتنفس بخوف وهي تدعي أن ينتهي ذلك الحقير مما يريد ويرحل سريعًا، تحركت بسرعة صوب الخارج وهي تتجاوز البوابة التي يجدها بعض الحراس، ووقفت أمام القصر وقدمها ترتجف برعب، تخفي رعشة يدها بصعوبة، كانت تبدو كورقة ذابلة في منتصف الخريف، يحركها الهواء حيث يشاء، وهي تترك له زمام الأمور .

ثواني حتى توقفت سيارة أمام المنزل وهبط منها بعض الرجال غريبي الهيئة عليها، لكنها لم تهتم كثيرًا للأمر فهي لم تر جميع رجال من كانت تعمل معه سابقًا، تقدم أحدهم لها وهو يقول ببسمة بثت رعبًا داخلها:

" مرحبًا سيدتي، نحن من شركة الإلكترونيات اتينا لفحص نظام مراقبة المنزل"

نظرت فيور خلفها بقلق وهي تحرك رأسها بخوف كان واضحًا عليها وبشكل كبير، تحركت صوب الباب ووقفت أمام الحراس تحدثت معهم دقائق طويلة؛ حتى عادت لهم وهي تقول :

" هيا معي"

دخلت فيور للمنزل وهم خلفها والاعين تدور في كل مكان، والخبث يزداد شيئًا فشيء، دخلت فيور القصر وخلفها الرجال، خطواتهم تظهر سوء نياتهم، أغلق آخر شخص فيهم الباب خلفه، لتنتفض فيور وهي تنظر لهم برعب، ثم أشارت على المنزل وهي تقول :

" رجاءً انتهوا من الأمر سريعًا "

هز الرجل رأسه، ثم نظر لمن معه وهو يأمرهم أن يتحركوا؛ كي لا ترتاب منهم، وبالفعل بدأ الرجال معه بالتحرك في المكان بأكمله وهم يخبئون بعض القطع في حقائبهم .

واستمر الأمر لدقائق قبل أن يتحرك أحدهم صوب الطابق العلوي قاصدًا البحث عن أي أثر لباقي النساء، لكن وقبل أن يفعل تحدثت فيور وهي تقف في وجهه :

" إلى أين ؟!"

نظر لها الرجل بشر وهو يشير بعينه للأعلى:

" ألم يتفق معك القائد عما نريد!؟"

" خذ ما تريده من الاسفل وارحل، لا شأن لك بالطابق العلوي"

ابتسم الرجل وهو يدفع فيور بقوة في نفس وقت تجمع رجاله خلفه، وصوته يعلو بمكر ودهاء كبير وقد أخرج الجميع اسلحته :

" لكن ما نريده يقبع في الأعلى"

نظرت له فيور وهي تحاول النهوض بصدمة، لا تفهم ما يقول مبتلعة ريقها برعب :

" ما الذي تقصده لايوجد أي شيء في الأعلى قد يفيد قائدك، جميع الخزائن في المكتب هــ "

وقبل أن تكمل كلمتها أطلق ضحكة عالية وهو يقول :

" وهل أنتِ بهذا الغباء الذي يصور لكِ أننا اتينا فقط لأجل السرقة؟! نحن هنا لسلب الاحفاد ما يمتلكون بالفعل، لكننا لن نكتفي بمجرد قطع أثرية أو أموال، بل نحن نطمح لما هو أكبر من هذا"

صمت وهو ينحني ارضًا جوار فيور التي ارتعشت خوفًا :

" نسائهم "

" للأسف الشديد عزيزي نسائهم ليسوا متاحين للسرقة "

رفع الرجل عينه ببطء صوب ذلك الصوت الذي يصدح في المكان بقوة ليبصر فتاة تقف في منتصف الدرج بكل قوة وهي تحمل بين يديها قناصة من أحدث أنواع الأسلحة، حيث أن سرعة الرصاصة منها تساوي ثلاث اضعاف سرعة الرصاصة من أي سلاح آخر، كل تلك المعلومات جمعتها عين الرجل من نظرة واحدة بسبب خبرته في الأسلحة طوال سنوات عمله مع ايثان. 

كانت روما تقف في منتصف الدرج وهي تحمل تلك القناصة التي حصلت عليها من غرفة فبريانو وعلى فمها ترتسم بسمة واسعة ترى رجال ذلك الاحمق يرفعون أسلحتهم بسرعة في وجهها، اتسعت بسمتها أكثر وهي تقول :

" ما رأيك في تحدي بيننا ؟! نرى أيهما أسرع، أسلحتك ام سلاحي؟ والخاسر يموت ..."

______________________

كان يجلس على مكتبه وهو يشعر بدمائه بدأت تغلي في أوردته لما يبصر أمام عينه الآن، مقطع مصور لمخازن أسلحته وهي تنفجر أمام عينه، ابتسم ايثان بسمة حانقة قبل أن يلقي الهاتف بعنف كبير في الجدار أمامه والغضب يظهر واضحًا على وجهه، في نفس وقت دخول أحد رجاله والاقرب له والذي كان عينه على اليخاندرو .

نظر الرجل للهاتف المحطم جواره يردد بخوف من مزاجه المتقلب :

" سيدي هل طلبت في رؤيتي ؟!"

نهض ايثان من مقعده وهو يتحرك صوب ذلك الرجل يجذبه من ثيابه بشر صارخًا في وجهه :

" كيف علم اليخاندرو وكلابه بأمر طفلي وأماكن المخازن الخاصة بي "

ارتعش الرجل بين يدي ايثان وهو يحاول النجاة بروحه :

" وكيف لي أن أعلم سيدي، أنا لا اخونك اقسم لك"

اقترب منه ايثان وهو ينظر له بشكل جعله يرتعد رعبًا من بدأت ذلك المختل الغير متوقعة :

"نعم أنت لا تستطيع، أتعلم لماذا؟! لأن حشرة مثلك ليست ندًا لي، وأنت لا تريد أن ترى غضبي وما يمكنه فعله بكِ أنت وعائلتك "

ابتلع الرجل ريقه وهو يهز رأسه بسرعة :

" نعم نعم سيدي، صدقني أنا أفعل كل ما باستطاعتي لأجلك "

ابتسم ايثان وهو يقول :

" خلال ساعات أريد اسم ذلك الخائن الذي باعني لاليخاندرو، وأعتقد أن الأمر ليس صعبًا عليك، صحيح لوكاس ؟"

نظر لوكاس ارضًا وهو يحاول تمالك نفسه ثم قال بخضوع :

" نعم سيدي يمكنني ذلك، لكنك في المقابل ستنفذ لي وعدك ألا تمس اخوتي بأي شكل من الأشكال "

ابتسم ايثان بسمة خبيثة وهو يقول :

" لا تقلق لوكاس، أنا لا اخلف وعودي أبدًا، والآن أرحل من أمام عيني ونفذ ما طلبته منك "

هز لوكاس رأسه وهو يتحرك بسرعة للخارج يحاول التفكير في طريقة لمعرفة ذلك الخائن الذي يتحدث عنه ايثان، بينما الاخير تحرك ليتسطح على الأريكة الخاصة به في المكتب وقد عادت له ذكرى إخضاع لوكاس له وجعله يعمل كالخادم له، ابتسم بسمة واسعة وهو يتذكر ذلك اليوم الذي صرخ في وجهه هو وجميع الرجال، وهدد الجميع إن مسّ أخته الصغيرة سوء سيحرق العالم لأجلها، وكل ذلك كان مخطط له سابقًا منه هو، حتى يظهر للجميع أنه انفصل عنهم، ويصل الأمر لاليخاندرو، بينما في الأساس كل ذلك كان متفق عليه من البداية ومن قبل سفر لوكاس لمصر حتى، حتى أنه هو من أحضر له عنوان اليخاندرو في مصر .

اغمض ايثان عينه وهو يردد :

تعليقات



×