رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم رحمة نبيل


 رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الثاني والثلاثون


____________

واخيرًا انتهى الاجتماع وذهب كلًا لغرفته طلبًا للراحة بعد تلك الرحلة المرهقة، حرك ادم رقبته للجانبين وهو يتنفس بارهاق شديد، توقف أمام باب غرفته التي أضحى يتشاركها في الاونة الاخيرة رفقة ايان، لكن وقبل أن يمد يده لفتح الباب وصل لمسامعه صوت موسيقى مرتفع بعض الشيء، التوى فم آدم بسخرية وهو يفتح الباب والجًا للداخل وهو يقول بتهكك: 

" حتى أنت يا صغير اصبحت ترقـ "

توقف عن الحديث وهو يفتح عينه بصدمة يبصر ايان الذي يثبت هاتفه على الطاولة امامه محركًا جسده بشكل متقن معيدًا خصلات شعره للخلف ليبدو اكثر وسامة من العادة، لكن ليس ذلك سبب صدمة آدم بل تلك الغبية جوار ايان والتي تحرك جسدها في حركات تشبه خاصة الصغيرة، وبسمتها متسعة على وجهها. 

" ما الذي يحدث هنا؟! "

توقف الاثنان عما يفعلان، لتُهدي هايز ادم بسمة واسعة وهي تشير للهاتف متحدثة ببساطة:

" ننشئ مقطعًا مصورًا راقصًا، تريد المشاركة؟! "

تحرك آدم صوبهما وهو يقول بغباء: 

" عفواً اي مقطع هذا؟! منذ متى وانتِ تؤدين مثل تلك الرقصات؟؟ "

صمتت هايز ثواني ويبدو انها تفكر في حديثه جديًا ثم قالت وهي ترفع اصابعها في وجه ادم: 

" منذ خمسة اعوام، تحديدًا منذ انشأنا انا وايان قناتنا على الـ youtube "

هز ادم رأسه وهو يقول باقتناع: 

" نعم قنا.... ماذا؟! ماذا قلتِ للتو؟! "

توقفت هايز بعدما كادت تعود للرقص مع ايان وهي تقول بتعجب من الصدمة الواضحة على وجهه: 

" اخبرتك اننا ننشأ مقطعًا لأجل قناتنا، لا تخبرني انك لا تتابعنا على القناة؟! "

كان آدم يرمقها ببلاهة يحاول أن يستوعب ما تقول، ثم قاطع حديثها وهو يقول: 

"هذا يعني أنكِ طوال الوقت تعلمين كيفية الرقص بهذه الطريقة البارعة، وتجعلين الجميع يراها وأنا تقسمين على الا تحركِ خصرك امامي؟! هل أنتِ بلهاء يا امرأة؟!" 

نظرت له هايز ثواني قبل أن تراه يقترب منها، ثم همس لها بشر: 

" اقسم إن وجدت مثل تلك الرقصات في أي مكان لاقتلنك"

انتهى من حديثة ثم توقف أمام ايان وهو ينتزع الهاتف من يده وبعدها تحرك للخارج يقول: 

" والان لنرى كيف سترقصين"

رمقته هايز بغباء وهي تردد في أثره بحنق: 

" هل هو احمق؟! "

نظر ايان لها ثواني قبل أن يقول: 

" حسنًا اخرجي هاتفك لنكمل، علينا أن نفاجئ الجميع بعودتنا للساحة بعد غياب طويل "

ابتسمت هايز باتساع وهي تخرج هاتفها تثبته على الطاولة، ثم اخذت تكمل رقصتها مع ايان التي قاطعها آدم بمجيئه، لكن تراجع الاثنان للخلف برعب بسبب صوت فتح الباب المرتفع ودخول آدم مجددًا يسحب هاتف هايز ايضًا وهو يقول ببسمة مستفزة: 

" سأخذ هذا ايضًا، شكرًا لكما "

تحرك آدم صوب الخارج تاركًا الاثنين ينظران لاثره بصدمة من افعاله، قبل أن يفتح الباب وهو يقول بتحذير وتوعد: 

" سأعيد تربيتكما، فقط انتظرا... "

♡______________________________♡

هز انطونيو رأسه وهو يستمع لحديث فبريانو ثم قال بجدية: 

" نعم لا بأس في المساء عند اجتماع الجميع مجددًا سوف اخبرهم بخطتك، لكن هــ "

وقبل أن يكمل كلمته سمع صوت رنين هاتفه الذي اثار انتباه الجميع، حمل انطونيو هاتفه ثم تحرك من مكانه بعيدًا عن الجميع يجيب على المتصل يقول بترقب: 

" تحدث "

وصل له صوتًا رجوليًا من الجانب الاخر وهو يقول بصوت هامس مرتعد: 

" اين أنت سيد انطونيو، احاول الوصول لك منذ أيام "

اجابه انطونيو بملل: 

" تحدث بما لديك "

" سيدي لقد استقر الجميع هنا على البدأ بالفتاةالتي تعمل رفقة السيد مارسيلو، وقد بدأوا بالفعل التحرك، ولابد انهم الآن قد نفذوا ما خططوا له "

نظى انطونيو للبهو بحثًا عن مارسيلو، لكنه لم يبصره وهو يقول: 

" ماذا سيفعلون؟؟ "

لم يصل لانطونيو رد من الاتجاه الاخر ليعتقد أن الرجل اغلق، ابعد الهاتف عن أذنه ليرى أن الاتصال مازال جاريًا، لكن لا صوت من الطرف الآخر، كاد يغلق الاتصال، لكن فجأة وصل له صوت الرجل مجددًا وهو يقول بصوت منخفض اكثر: 

" آسف سيدي لقد كدت أُكشف "

زفر انطونيو بقوة وهو يردد بحدة: 

" تحدث ماذا سيفعلون بمساعِدة مارسيلو "

وفورًا اتاه الرد من الرجل الذي قال بصوت مرتعب: 

" سيشعلون النيران في مكتب السيد مارسليو ويحيلونه لرماد وداخله تلك المساعدة، بمساعدة احد الرجال الذين يكنون عداوة للسيد "

فتح انطونيو عينه بصدمة وهو ينزع الهافت عن اذنه ثم تحرك نحو البهو بسرعة يقول متساءلًا: 

"اين هو مارسيلو؟؟" 

رفع مايك رأسه من على الهاتف بعدما اطمئن لعودة لورا بخير: 

" لقد ذهب لمكتبه منذ دقائق "

صاح انطونيو بغضب كبير وهو يركض: 

" تبًا "

راقبه الجميع بعدم فهم لتحركه بهذه السرعة وملامحه التي كانت تحاكي الموتى، ليتحرك مايك وماركوس خلفه بسرعة والكل أيقن أن هناك مشكلة؛ فليس من السهل أن يتخلى انطونيو عن هدوءه بهذا الشكل.. 

♡_________________________♡

كان فبريانو يتحرك في الممر الخاص بالمنزل حتى وصل لغرفة روبين التي من المفترض أن تشاركها مع رفقة، ولانه يعلم أن رفقة في هذه اللحظة مع جاكيري اقتحم فبريان الغرفة دون الحاجة للاستئذان في نفس وقت خروج روبين من المرحاض وهي تجفف شعرها مرتدية احدى ثياب نومها الطفولية وهي تقول بتعجب: 

" فبريانو؟؟ خير فيه حاجة؟! "

ابتسم فبريانو وهو يقترب منها وعينه تتأمل خصلاتها الندية مرددًا بصوت خافت: 

" ألا يتملكك الفضول لرؤية غرفتي؟! اعني أنتِ لم يسبق لك المجئ لها "

رمقته روبين ببلاهة كبيرة قبل أن تهز رأسها بحسنًا، ثم القت المنشفة جانبًا، وبعدها تحركت صوبه وهي تقول ببسمة مبتهجة كعادتها: 

"يلا طيب "

ابتسم فبريانو بخبث وهو يمسك يدها متحركًا صوب غرفته يقول بحنان: 

" حبيبتي أنتِ أكثر شخص ابله رأيته في حياتي حقًا"

لم تفهم روبين مقصده، لكنه لم يمنح لها الفرصة للتحدث وهو يسحبها خلفه للغرفة، ثم اغلق الباب فجأة بقوة وعينه تدور على وجهها كذئب يتجهز للحصول على وجبة دسمة، لكن روبين لم تكن منتبهة لكل ذلك وهي تدور بعينها في المكان تقول بانبهار كبير: 

" دي اوضتك تعمل اتنين من بتاعتي "

رفع فبريانو حاجبه وهو يراها تتعرف على غرفته حقًا، تحرك لها بسرعة يسحب يدها جاذبًا اياها لاحضانه، وهو يقول ببسمة ماكرة: 

" دعكِ من الغرفة الآن وانتبهي معي "

استدارت روبين برأسها وهي تسأله بتعجب: 

"هو مش انا جاية هنا اساسا عشان اشوف الاوضة؟! "

اتسعت تلك البسمة المخيفة التي علت وجه فبريانو وهو يقول ويده تداعب خصرها يشعر بارتجافة جسدها: 

" حبيبتي الحمقاء البريئة، انا حقًا اشفق عليكِ من عقلك هذا"

رمقته روبين ببلاهة قبل أن تشعر بفبريانو يفك قيدها، ثم اوقفها امامه وهو ينظر لعينها قائلًا بجدية وكأنه ينصح صغيرته: 

" حسنًا حبيبتي اليكِ الامر، عندما يخبرك رجلٌ أن تأتي معه لاي سبب انظري في عينيه وحاولي استكشاف نيته، فإن كانت نيته حقيرة كخاصتي، فاصرخي وارفضي الذهاب معه، وإن كانت بريئة فاصرخي ايضًا فهو يخدعك لا توجد نظرات رجل بريئة، اتفقنا؟! "

هزت روبين رأسها وهي لا تفهم حقًا ما علاقة حديثه هذا بأمر رؤيتها اغرفته، لكنها لم تهتم وهي تقول: 

"ايوة فهمت بس ايه علاقة ده بموضوع اوضتك؟!" 

مسح فبريانو وجهه وهو يقول بحنق: 

" الأمر سيكون صعبًا حقًا، انظري روبين انا اقصد من حديثي السابق أنني عندما اخبرتك أن تأتي معي لم تكن نيتي صافية، اعني أنني لم اعني الأمر حرفيًا، بل كانت مجرد حجة يستخدمها بعض الرجال الاوغاد مثلي؛ لاصطياد الفتيات الحمقاوات مثلك "

" يعني كنت بتضحك عليا وتستغفلني؟! "

هز فبريانو رأسه بنعم، لينتفض بعيدًا عن روبين وهو يسمع شهقة عالية تخرج منها مضيفة بصدمة: 

" عشان تقل ادبك؟! "

ومجددًا هز فبريانو رأسه وهو يقول: 

" مش اوي هو كام بوسة على حضن عــ "

وضعت روبين يدها على اذنها وهي تصرخ بقوة: 

" اششش اخرس مش عايزة اسمع صوتك "

رفع فبريانو حاجبة باستنكار على مبالغتها تلك وهو يقول: 

" فيه ايه د..."

وقبل أن يكمل كلامه وجد باب الغرفة يفتح بقوة وجاكير يقول بصوت متوتر: 

"هناك كارثة حدثت لمارسيلو" 

ردد فبريانو بسخرية لاذعة: 

" ماذا هل سقط من على فراشه اثناء تقلبه في النوم؟؟ "

" لقد احترق مكتبه وهو ذهب له للتو "

♡_____________________________♡

كان يقود سيارته متجهًا صوب مكتبه بعدنل انتهى من الاجتماع مع جده والجميع، ولا يدري سبب ذهابه بدلًا من التمدد على فراشه والتمتع بغفوة سريعة رفقة أحلامه الحبيبة، هل لأجل قضيته في الغد أم لأجل البقاء معها اطول فترة ممكنة بعدما اخبرها أن تنتظره؟!

حسنًا هو أي شيء غير السبب الأول .

اقترب مارسيلو بسيارته من البناية التي يقع بها مكتبه وما كاد يبلغها، حتى أبصر حريقًا هائلًا ودخانًا كثيفًا يغطي السحب أعلى مكتبه، ضيق عينه بريبة وهو يزيد من سرعة سيارته، ثم توقف بها مباشرة أمام البناية التي كان الدخان قد قارب على إخفائها، مسببًا صعوبة في الرؤية حتى أصبح من الصعب معرفة مكان الحريق. 

هبط مارسيلو من سيارته وهو يرى جمع غفير يقف أمام البناية والجميع مرتعب مما يحدث ولا أحد يتجرأ على المغامرة بالاقتراب من تلك البناية.....

" ما الذي يحدث هنا ؟!"

استدار الجميع بسرعة على ذلك الصوت، ليصيح واحدٌ من بينهم وهو يقول براحة شديدة :

" سيد مارسيلو حمدًا لله أنك بخير، لقد ظننا أنك عالق في الحريق "

رفع مارسيلو حاجبه وهو يقترب من الرجل والذي كان طبيبًا يفتتح عيادته في الطابق الذي يعلوه، يقول بريبة :

" ما الذي تسبب في ذلك الحريق، وفي أي طابق هو ؟!"

تحدث الطبيب بتعجب وهو يشير للطابق الذي يقبع به مكتب مارسيلو ظنًا أن مارسيلو جاء بسبب معرفته بأمر الحريق :

" ما بك سيد مارسيلو، ألا تعلم أن الحريق نشب في مكتبك ؟!"

نظر له مارسيلو ثواني ببلاهة يحاول أن يستوعب كلمته، اي مكتب هذا؟؟ هو ترك المكتب ولم يكن به شيء، كما أن راسيل كانت به و... صمت برعب لتضربه فجأة فكرة نسيها بسبب ما يحدث :

" راسيل ...."

نظر له الطبيب بتعجب :

" من ؟!"

تحدث مارسيلو بجنون :

" راسيل، مساعدتي الشخصية، أين هي ؟! هل خرجت معكم ؟!"

نظر له الطبيب بجهل وهو يقول :

" أي مساعدة تلك ؟! نحن لم نرى أحدًا يخرج من البناية "

شعر مارسيلو في تلك اللحظة بضربة عنيفة تُوجه لقلبه، رمق البناية لحظات يحاول فيها تحليل تلك الجملة التي بلغت مسامعه، ثم وبدون تفكير ثانية كان يركض بجنون صوب البناية وهو يصرخ باسم راسيل وقلبه أوشك على التوقف من حالة الرعب التي يعيش بها في تلك اللحظة، وقبل أن يخطو بقدمه داخل البناية متجاهلًا صرخات الجميع بالعودة، كانت هناك يد تجذبه بعنف للخلف، استدار بشكل مرعب ولم يكد يصرخ حتى شعر بجذب انطونيو له للخلف بعيدًا عن البناية بقوة .

عند تلك النقطة انتفض مارسيلو بين يدي انطونيو وهو يصرخ بجنون :

" لا لا، دعني هي بالداخل، راسيــــل "

لكن انطونيو لم يستمع له وهو يجذبه بعنف للخلف خوفًا من انهيار البناية أو تساقط أي شيء عليهم، ومعه مايك الذي كان يصرخ في أخيه أن ينهض ويرحل معه .

" ما بك مارسيلو كل ذلك لأجل المكتب، انهص وتوقف عن ذلك الغباء "

لكن مارسيلو لم يكن يستوعب شيء، وهو يصرخ بجنون يحاول مقاومة انطونيو _ الوحيد الذي يعرف سبب صراخه_ لكنه أبدًا لن يترك اخاه يلقي بنفسه للتهلكة لأجل فتاة قد تكون الآن جثة، هو اناني في كل ما يخص عائلته .

اقترب ماركوس برعب وهو يضم مارسيلو يحاول فهم ما يحدث :

" اخي مابك افق، ما بك "

لكن مارسيلو كان يتحرك بين يدي انطونيو بجنون وقد بدأت عروق رقبته تبرز للخارج ووجهه يزداد احمرارًا وصراخه يهز القلوب حوله :

" هي في الداخل، مازالت في الداخل، دعوني "

لكن انطونيو رفض وهو يكبله بقوة وصوته يزداد عنفًا :

" توقف عن الحماقة مارسيلو، كل ذلك لأجل مساعدتك؟!"

حاول مارسيلو مقاومته وهو يصرخ بجنون :

" لن اسامحكم، لن اسامحكم جميعًا، اقسم انني لن اسامحكم "

صُدم مايك مما يحدث ليتساءل بتعجب :

" انطونيو ما الذي يحدث ؟!"

التفت له انطونيو ولم يكد يشرح له الامر، حتى استغل مارسيلو الأمر ودفعه بعيدًا بجنون وهو يركض صوب البناية وقد أصبحت عينه حمراء وبشدة وهو يصرخ باسم راسيل :

" راسيـــــــــــل "

في نفس الوقت توقفت سيارة فبريانو التي كان يقودها جاكيري، ركض الاثنان للجميع وفبريانو يتحدث بجدية مخيفة :

" ما الذي يحدث هنا وأين مارسيلو ؟!"

تحدث مايك وهو مازال في صدمته :

" لقد دخل للبناية"

وعند تلك الكلمة أبصر الجميع ماركوس يندفع بقوة صوب البناية وهو يصرخ باسم أخيه والرعب قد تملكه، لكن وقبل أن يصل للبناية كان انطونيو يمسكه وهو يصرخ بشر :

" إياكم أن يتحرك أحد"

أنهى حديثه وهو يشير لفبريانو بأمر:

" لا تنزع عينك عنهما "

تحرك انطونيو لداخل المبنى وقلبه يقرع برعب على مارسيلو الذي ألقى نفسه بكل غباء لهلاكه، هو لن يسمح له أن يؤذي نفسه حتى لو كانت حياته ثمنًا لذلك .

في المكتب كان مارسيلو ينظر حوله كالمجنون وهو يصرخ باسم راسيل والدخان يُصعّب عليه الرؤية، فقد كان يغمض عينه بقوة كل ثانية، ثم يفتحها صارخًا باسم راسيل وقد بدأ قلبه يأن وجعًا وخوفًا عليها .

ابتلع ريقه يحاول أن يتفادى الحريق وصوته يخرج قويًا باسم راسيل :

" راسيـــــــل، راسيل أين أنتِ؟!"

لكن لم يصل له رد مما زاد الرعب في قلبه وقد بدأت دموعه تتمرد عليه وهي تجتمع في عينه وصوته يخرج ضعيفًا بائسًا :

" أين أنتِ راسيل؟؟؟ اجيبيني ارجوكِ "

لكن مجددًا لا رد، نزلت دمعة من عين مارسيلو وهو يستدير حوله بتيه يردد اسمها على أمل أن يسمع صوتها الحانق وهي تصرخ في وجهه ( نعم سيد مارسيلو )، سقطت دموع مارسيلو اكثر وهو يطلق صرخة عالية :

" راسيـــــل "

اخذ يدفع الحطام بقدمه وهو يصيح برعب: 

" لا ارجوكِ لا تفعلي هذا بي "

فجأة شعر بيد تمسك به، استدار بقوة وامل ظنًا أنها راسيل، لكنه كان انطونيو الذي تحدث بصوت مرتفع وهو ينظر للمكتب حوله :

" تحرك معي المكان يكاد يتهاوى أعلى رؤوسنا "

هز مارسيلو رأسه بقوة وهو يثبت قدمه في الأرض أسفله وصوته يخرج ضعيفًا وكأنه يأبى الخروج من كثرة الوجع:

" لا لا، هي هنا في مكانٍ ما، هي هنا، انا لن ارحل بدونها"

" مارسيلو أيها الاحمق، ستموت لأجل مساعِدة شخصية ؟!"

ابعد مارسيلو يد انطونيو بقوة وهو يصرخ ودموعه تتساقط بقوة :

" ليست كذلك، هي ليست كذلك، هي حياتي يا أخي، حياتي التي أكاد افقدها، لو كانت روما هي من هنا، هل كنت ستتركها وترحل ؟!"

خفف انطونيو قبضته على ذراع مارسيلو شيئًا فشيء وقد اهتز قلبه لمجرد الفكرة ففط، ثم نظر حوله وهو يقول :

" المكان أصبح رماد تقريبًا، لا يمكن أن تكون نجــ "

وتوقف انطونيو بسبب دفعة مارسيلو القوية وهو يصرخ في وجهه بجنون وعنف يرفع إصبعه في وجهه :

" لا تتحدث، هي هنا تنتظرني، انا أخبرتها أنني سأعود ولن اخذلها، هيا ارحل أنت ودعني معها، حتى إن تركت هذا العالم فأسرحل معها، أنا اريد أن احترق معها هنا، هيا ارحل واتركني معها"

انتهى مارسيلو من كلماته وهو يندفع بتهور كبير المكان مقتحمًا الحريق بجسده، وبعدها اكمل الصراخ باسم راسيل .

وانطونيو يراقبه بعجز ولا يعلم ما يجب فعله، تنهد وهو يتحرك حيث سار مارسيلو وبعدها بدأ البحث معه بسرعة أكبر حتى يتأكدوا أنها بخير، لكن فجأة توقف انطونيو عن البحث وهو يبصر باب ساقط ارضًا يظهر من خلفه جسد مكوم على أرضية المرحاض والذي لم يكن قد احترق بالكامل، صرخ انطونيو بقوة وهو يضرب الباب المشتعل بعيدًا :

" مارسيلو لقد وجدتها "

اندفع مارسيلو حيث انطونيو ليصدم مما يرى أمامه ويسقط ارضًا بصدمة وهو يتلمس جسد راسيل برعب يقول ودموعه تهبط منهمرة بعنف :

" يا ويلي يا ويلي، لا لا لا راسيل ...."

♡______________________♡

دخلت للمكان وهي تبتسم بخبث لا تعير أحد اهتمام، وقد عقدت العزم على مواصلة ما قررته، ارتسمت بسمة أوسع على فم جاسي وهي تبصر اسكندر يتدرب على آلة رفع اثقال، تحركت صوبه ببطء تتوقف جواره وهو لا ينتبه له واضعًا سماعة أذن ومنعزل عن الجميع حوله .

مدت جاسي يدها تجذب السماعة تقول متجاهلة صدمته :

" اهلا يا باشمترجم"

تفاجئ اسكندر من وجود جاسي حتى أنه كاد أن يسقط الاثقال، وهو يفتح فمه بصدمة مرددًا :

" جاسي ؟؟" 

ابتسمت له جاسي وهي تقول :

" اخبار الدنيا معاك ؟!"

هز اسكندر رأسه ببطء وهو يقول :

" كويس، وأنتِ ؟!"

" زي الفل، شيفاك يعني بتشيل حديد كتير، ايه داخل مسابقة كمال اجسام ؟!"

رفع اسكندر حاجبه وهو يقول بسخرية :

" وهو اللي بيهتم بصحته يبقى لازم يكون داخل مسابقة كمال اجسام؟! بعدين يا ستي بنزل الكرش لاحسن بدأ يدلدل "

أطلقت جاسي ضحكة عالية وهي تستمع لكملته التي القتها على مسامعه سابقًا، بينما هو كان يراقبها ببرود ظاهري، عكس ما يضمره في نفسه :

" كويس أنك اخدت بالنصيحة، ألا صحيح فين المدرب اللي هيدربني؟!" 

" نعم؟!"

انحنت جاسي قليلًا تقترب من المقعد الخاص بها وهي تقول ببسمة خبيثة :

" الكابتن اللي هيعاين عضلاتي يا اسكندر، ايه نسيت ولا ايه ؟! مش احنا اتفقنا تشوف ليا مدرب مريم عشان يساعدني في الفورمة بتاعتي؟! ولا هو يعني عضلات مريم احسن مني ؟!"

تشنج اسكندر من حديثها وهو يقول :

" نعم ؟! أنتِ هبلة ؟!"

اعتدلت جاسي في وقفتها وهي تشرف عليه من الأعلى، فتحت فمها بنية الإجابة، لكن قاطع كل ذلك صوت أحد الرجال وهو يقول :

" اسكندر المدرب بيسأل عليك عشان نبدأ "

نهض اسكندر من مكانه وهو يشير لصديقه أنه سيلحق به، وبعدها ألقى نظرة لجاسي وهو يقول ببسمة :

" مش لما يكون عندك عضلات بعدين يبقى نقارنها بعضلات مربم، انتِ مسمية الدمامل (حبوب بارزة في الجسد) اللي عندك دي عضلات بطن ؟!" 

انتهى اسكندر من كلماته وهو يتحرك تاركًا جاسي تنظر لاثره وهي تبتسم بسمة متهكمة مرددة بينها وبين نفسها :

" بتردها ليا يا اسكندر ؟!"

وفي غرفة تدريب مجاورة وقف اسكندر في منتصف الغرفة والتي كانت مهيئة لممارسة الرياضات القتالية، وكان أمامه يقف شاب آخر يتحرك في مكانه لتجهيز نفسه، لكن فجأة ظهرت جاسي وهي تخلع سترتها الرياضية مظهره ثوب قطني اسود يحدد تفاصيل جسدها الرشيق، ويُظهر ذراعيها بالكامل ملقية السترة جانبًا وهي تقول محدثة الرجل الذي كاد يقاتل اسكندر :

" معلش تسمحلي بالجولة دي ؟!"

كان الرجل ينظر لها بانبهار لا يستوعب ما تقول، لكن جاسي اعتبرت صمته موافقة؛ لذلك اخذت مكانها أمام اسكندر الذي كان يرمقها بترقب وسخرية،لكنها لم تعطه الفرصة للتجهز وهي تتحرك نحوه بعنف تهجم عليه، لكن اسكندر انحنى جانبًا فجأة وهو يتفادى الأمر بكل سهولة، توقفت جاسي وهي تعطي ظهرها لاسكندر الذي كان يفعل الأمر نفسه، ابتسمت وهي تعيد شعرها للخلف تحرك رقبتها ثم قالت ببسمة مخيفة :

" ربما استهنت بقواك أكثر من اللازم "

وفي اللحظة التالية كانت تستدير وهي تركض له، تقفز على رقبته تلف قدمها حول رأسه، ثم استدارت بسرعة كبيرة وقوة وهي تسقطه ارضًا، وبعدها نهضت وهي تبتسم بانتصار، لكن فجأة شعرت بقدم اسكندر تلتف على خاصتها مسقطًا إياها وهو يقول بسخرية :

" الوقت لسه بدري على الابتسامة دي "

انتهى من كلماته وهو ينهض متحركًا صوبها يشرف عليها من الاعلى قائلًا ببسمة: 

" اوعي تكوني اتعورتي يا جاسي؟! "

بادلته جاسي البسمة وهي تنهض لتقف امامه تجمع خصلات شعرها في عقدة، ثم هزت رأسها ببسمة وهي تقول: 

" متقلقش يا قلب جاسي لسه التعاوير جاية كتير.... "

♡________________________♡

تتوسط يديه وهو يركض لها في ممرات المشفى وصوت صرخاته يكاد يصم آذان الجميع حوله، والجميع يركض خلفه ولا أحد يعلم ما عليهم فعله في تلك اللحظة .

صاح مارسيلو بجنون :

" طبيب بسرعة، طبيب، هي لا تتنفس، لا تتنفس، لا تستطيع التنفس النجدة، لا تتنفس "

كان يتحدث بهزيان وهو يشير لراسيل التي تستقر على يده وصوته خرج مختلطًا ببكاء، وفي ثواني لم يستوعب مارسيلو سوى وفراش متحرك يحمل جسد راسيل ويتحرك لغرفة تقع في نهاية الممر، وهو فقط يقف مكانه لا يملك من امره أن يحرك اصبع حتى، يشعر بأن جسده فقد قدرته على الحراك. 

سقطت دموع مارسيلو ببطء وهو يبصر الباب على أمل أن تخرج له وتصرخ في وجهه أنه شخص بارد مستفز لا مبالي يخشى تحريك اصبعه، وهو يجيبها أنه حتى لو احترق العالم لن يفكر في التحرك. 

تساقط جسد مارسيلو شيئًا فشيء وهو يقول بوجع وصوت بكاءه يرتفع: 

" لكن ما احترق لم يكن العالم، بل كانت حياتي راسيل "

علت شهقاته كطفلٍ ينظر للباب يقول بصعوبة ولم يشعر حتى بجسد مايك الذي يضمه بقوة ويهمس له أن يتمالك نفسه... 

" لقد تحركت راسيل، تحركت من مكاني، بل أنا على استعداد للركض ما تبقى من عمري دون راحة، فقط انهضي ارجوكِ، انا ارجوكِ "

طالت نظراته للباب قبل أن ينهض فجأة وكأنه دخل في حالة هيسترية يركض لباب غرفة العمليات وهو يطرقه بعنف يكاد يحطمه وصرخاته تهز المكان: 

" راسيــــــــــــل، راسيــــل، افتحوا ذلك الباب اللعين "

كان يصرخ وهو يضرب الباب بقدمه وكأنه قد جُنّ، او اصابه مسّ، ركض جاكيري له وهو يكبل جسده بقوة يحاول جذبه للخلف، بينما مارسيلو يقاوم بعنف وهو يبكي صارخًا: 

" أنا آسف، أنا من تركتك هناك وحدك، أنا من رفضت رحيلك حتى اعود لكِ، آسف، راسيل أنا اسف اقسم أنني لم اكن اعرف، راسيل اخرجي وانتقمي مني هيا"

كبله جاكيري بقوة وهو يصرخ بعنف: 

" تمالك تفسك مارسيلو تمالك نفسك "

دفعه مارسيلو بعنف وهو يلوح بيده صارخًا بصوت خرج منه مزلزلًا: 

" لا تطلب مني الهدوء، لا أحد منكم يطلب مني الهدوء، أنا لا اريد أحد معي، هيا ارحلوا من هنا، لا اريد أحد معي، ارحلو جميعًا "

كان يتحدث وهو يدفع جسد جاكيري بعنف، وصرخاته تعلو اكثر واكثر، بينما جاكيري لم يحرك حتى اصبعًا لمنعه، يستقبل كل غضبه برحابة صدر.

اقترب منه مايك وهو يقول بحنان ومواساة يحاول الاقتراب منه وقلبه يكاد يتفتت وجعًا على صغيره: 

" مارسيلو يا اخي نحن جميعًا هنا لاجلك، لن نرحل ونتركك وحدك "

كان صدر مارسيلو يعلو ويهبط بقوة وهو ينظر للجميع باعين حمراء ضبابية، كان الكل يرمقه بشفقة، وحزن لأجله، ابتعد جاكيري عنه ببطء يتحرك حيث انطونيو الذي كانت نظراته غريبة لا توحي بشيء، وفبريانو الذي كان يستند على الجدار يضم يديه لصدره ببرود شديد بينما داخله مراجل تغلي بغضب جحيمي يتجهز للاطاحة بالجميع. 

اقترب مايك اكثر من مارسليو وهو يفتح ذراعيه له بحزن ليلقي مارسيلو نفسه بين احضان اخيه وهو يطلق صرخة عالية متهاويًا ارضًا يأن بوجع ورعب على مصير راسيل: 

" انا من طلبت منها عدم الرحيل، أنا السبب في كل ذلك أخي، انا السبب "

تحدث مايك وهو يربت على اخيه: 

" لا تحمل نفسك فوق طاقتها مارسيلو، حتى وإن غادرت المكتب ولم تستمع لاوامرك كان كل شيء سيتم، فالامر مخطط له من البداية وكان سيحدث تحت أي ظرف، بل أنت عليك شكر القدر انها لم ترحل وعدت لاجلها فلو كان الأمر حدث في منزلها ما كنت علمت به، ولم يكن أحد لينقذها"

ارتجف جسد مارسيلو من الفكرة وهو يهمس بصوت موجوع خافت تعب من الصراخ: 

" قلبي يرتعد رعبًا عليها "

تألم قلب مايك يستشعر وجع اخيه الوجع نفسه عندما علم بأمر محاولات لورا للانتحار، ابتلع ريقه وهو يردد بمواساة: 

" ستكون بخير اخي، ستكون بخير "

نظر مارسيلو لمايك من بين دموعه وهو يقول بوجع وصوت ضعيف بسبب البكاء: 

" لأول مرة أهتم بشيء أخي، لأول مرة ابالي بأمر، لاول مرة اجد من يمكنني التضحية بكل شيء لاجله، وفي اليوم الذي اخبرها بكل ذلك اخسرها "

ضمه مايك اكثر وجوارها مارسيلو ينظر لأخيه بوجع كبير والجميع يقف في المشفى ولا أحد ينتوي الذهاب قبل معرفة نهاية ما يحدث، ايثان بدأ اللعبة بقوة، وبشكل لم يتوقعه أحد. 

ضم انطونيو يديه شاردًا بعيدًا وعلى فمه ترتسم بسمة واسعة، بسمة ابعد ما تكون عن السعادة، بسمة تخفي خلفها اعصار سيطيح بمن يقف في طريقها.. 

ارتفع صوت جاكيري والذي كان يقف جوار اخيه يراقب انهيار مارسيلو: 

" ما سر بسمتك تلك؟! "

نظر له انطونيو وهو يقول: 

" افكر في طريقة لرد الهدية لايثان، أنت تعرفنا يا أخي منزل كرم، وهدية ايثان تلك لن تمر مرور الكرام"

" ماذا تقصد؟! "

شرد انطونيو امامه وهو يتنهد بصوت مرتفع قليلًا: 

" ما افكر به لا يمكن وصفه يا أخي، بل تشاهده بكل استمتاع "

♡________________________________♡

عينه تتحرك على المقطع المصور امامه وبسمته تتسع تباعًا لكل صرخة تخرج من مارسيلو، اعاد ايثان ظهره للخلف وهو ينفث بعض دخان سيجارته في الهواء، ثم تحدث براحة كبيرة: 

"صراخته تسر قلبي بشكل لم اتخيله يومًا والفضل يعود لك بني فلولا كل تلك المعلومات التي كنت تمدني بها، لما وصلت لتلك النقطة ابدًا" 

ابتسم الرجل امامه وهو ينحني له احترامًا: 

" انا في خدمتك دائمًا سيدي "

ابتسم ايثان بخبث، ثم اشار له بالرحيل وبعد دقائق من رحيله نهض ايثان يحمل سترته، ثم تحرك للخارج وهو يدندن باستمتاع، صعد السيارة الخاصة به، ثم أمر السائق أن يتحرك بها وهو يقول باقتضاب: 

" للملهى يا فتى علينا أن نحتفل اليوم "

وبالفعل تحرك السائق صوب الملهى الذي يذهب له سيده في العادة عندما يكون سعيدًا، والان وفي تلك اللحظة يبدو في اكثر حالاته انتعاشًا، توقفت السيارة أمام الملهى ليهبط منها ايثان وهو يتخلى عن سترته وربطة عنقه ثم رفع اكمامه مظهرًا يده التي كانت تمتلئ بالعروق، وبعدها تقدم صوب الملهى وهو يبتسم بثقة وتعالي، لا يهتم بمن حوله، تحرك صوب إحدى الطاولات وعينه معلقة بها، من تمكنت من دك حصونه بجمالها الغجري المثير، تتمايل بجسدها فوق المسرح برشاقة وحركات حركت تلك الصخور القابعة اعلى ذلك الخافق بين جنبات صدره. 

ابتسمت تلك التي تغني وتتمايل على المنصة وهي تراه قد عاد مرة اخرى، ذلك الوسيم الذي يشعل قلبها بنظراته كل مرة يأتي ويشاهدها دون أن يُحرّك ساكنًا، لكنها ابت اليوم أن يرحل دون أن تخطو خطوتها الاولى صوبه، هبطت من المسرح وهي تتدلل على جميع السكارى في المكان، حتى وصلت عنده، ثم اخذت تتمايل حوله قبل أن تبادر وتخطو لمنطقته المحظورة، وهي تصعد الطاولة امامه، تكمل غناء وهي تحرك خصرها بقوة ورشاقة، بينما هو عينه ما تزال مثبته عليها في نفس وقت وصول النادل بالمشروب المعروف له.

رفع ايثان كأسه وهو يرتشف ما فيه بسرعة، ثم رفع عينه لها وقد هبطت من الطاولة ثم اقتربت من الاريكة التي يتوسطها، وضعت قدمها جواره ليظهر له بشرة قدمها اللامعة العاجية، ابتسمت الفتاة وهي تضع يدها حول عنقها ثم جذبته لتجعله يتمايل معها، لكنه قاطع كل ذلك وهو يجذبها معه صوب الداخل حيث بعض الغرف المخصصة لبعض رواد الملهى المعروفين. 

ابتسمت الفتاة بسعادة وهي تسير خلفه صوب إحدى الغرف، ثم اغلق الباب بعنف وهو يضرب ظهرها فيه واقترب منها بقوة يشتم عبيرها، بينما هي اغمضت عينها بقوة قبل أن تشعر فجأة ببرودة تضربها، فتحت عينها لتجد أنه ابتعد عنها وهو يحمل هاتفه ينظر له بصدمة كبيرة، وامام عينه يُعرض مشهد لطفله الصغير صاحب السبع سنوات يجلس في احضان انطونيو الذي ابتسم بخبث وهو يقول: 

" هيا يا صغيري، قل مرحبًا لبابا "

اشتدت العاصفة في اعين ايثان وهو يصرخ بجنون: 

" ليس هذا، عليكم اللعنة جميعًا ليس طفلي، اقسم أن اريكم جحيمًا سيحرقكم اجمعين"

انتهى من كلماته وهو يدفع الفتاة جانبًا بعنف متخطيًا اياها، ثم اندفع خارج الغرفة كالرصاصة وهو يصيح بجنون: 

" الويل لكم جميعًا "

بينما الفتاة كانت تنظر لاثره بعدم فهم قبل أن تسمع صوت رجل يتحدث جوارها: 

" هيا بلانكا لنكمل العمل... "

♡___________________♡

" اذن أنتِ واثقة من اعتقادك لورا؟! "

اعتدلت لورا في جلستها وهي تنظر لطبيبها بحنق ويبدو أن حديثه لا يروقها، لذلك اعربت عن اعتراضها على استخدامه لتلك الكلمات: 

" هذا ليس اعتقادًا، بل يقين، انا احب مايك، لأنه مايك دكتور "

ابتسم لها الطبيب وهو يهز رأسه وكأنه يحاول اخبارها أنه يصدقها، ثم قال: 

" حسنًا لورا، الامر هو أن اكثر الحالات التي تشابهك، وقعت في حب اول من القى لها طوق نجاة، وفي النهاية اكتشفوا انهم فقط كانوا يكنون لهم امتنان وشكر، وتشكل لهم ذلك الامتنان على هيئة حب "

نظرت له لورا ثواني لا تفهم كلماته، هل يقصد انها فقط ممتنة لما فعل مايك ولا تحبه؟! هل يعقل أن كل ذلك الذي تشعر به مجرد امتنان؟! 

اعادت لورا شعرها للخلف وهي تقول بتفكير: 

" وكيف اتأكد من أن ما تقوله صحيح؟! "

نظر لها الطبيب ثواني يشفق على حالتها، لكنه وبصفته طبيب قبل أن يكون رفيق لها يتحدث معها بمنطقية حتى لا تأتي في النهاية وتتألم، ابتلع ريقه وهو يقول: 

"حسنًا الامتنان شعور يزول بمجرد أن تردي المعروف لذلك الشخض، اعني حينما تكونان متساويين، او أن يأتي من ينافس الشخص الأول في دعمك، وينتزع منه الصدارة في قلبك" 

نظرت له لورا ببلاهة وهي تقول: 

" أنا اشعر أن كلامك غريبًا، علاقتي بمايك ليست كما تتحدث عنها الآن، علاقتي به اعمق مما تتحدث عنه، دكتور أنا متأكدة أن علاقتي بمايك لا تمت للامتنان بصلة، حتى لو توقف مايك عن دعمي فقد احببته ولن ينتهي حبي له بمجرد انسحابه من دور الداعم في حياته ولو أتى مئات الاشخاص لدعمي، سيظل هو الأول في قلبي "

صمت الطبيب ثواني ثم قال: 

" اخبرتيني أنه هو من باح بحبه اولًا صحيح؟! وأنتِ حتى الآن لم تتحدثي بكلمة واحدة معبرة عما بداخلك له "

نظرت له لورا ثواني وهي تقول بتبرير: 

" هذا فقط. لانني خجلت من الامر و... "

"حسنًا ما رأيك أن تخبريه تلك الكلمة بمجرد رؤيتك اياه، وبدون أي مقدمات، دون أن يسدي لكِ خدمة حتى، وعندما تنطقين تلك الكلمة، ابحثي داخلك عما يرافقها من المشاعر، وعندها ستتأكدين إن كنتِ تحبينه ام لا، وأنااتمنى من قلبي أن تكوني "

نظرت له لورا بشرود وهي لا تعلم ما الذي يحدث حولها، تشعر بالتشتت وكأن هناك من يتحارب داخلها، جيشان احدهما يحاول اثبات صحة حديث الطبيب، والاخر يقاتل بعنف لنصر حب مايك داخلها. 

تحركت لورا دون أن تشعر خارج العيادة وهي تردد كلمات الطبيب في اذنها، شاردة بشكل كامل، حتى عن تلك التي كانت تجلس في السيارة تنتظرها، وبمجرد أن لمحت لورا، هبطت من سيارتها بقوة وهي تركض لها حاملة بيدها عصا غليظة ودون كلمة واحدة كانت تضربها في رأس لورا التي اطلقت صرخة عالية وهي تسقط ارضًا، تمسك برأسها التي تنزف وصراخها يعلو بشكل مثير للفزع. 

بينما ماليكا كانت تقف بثياب غير مهندمة وهي ترمق لورا قائلة بغضب مكبوت: 

" تدمرت حياتي وخسرت كل شيء بسببك ايتها اللعينة العربية، اقسم أن احطم رأسك تمامًا "

كانت لورا تشعر بالدوار يصيبها والضباب يحتل المكان حولها، وسيل من الدماء يسيل على رأسها حتى تدحرج لعينها، تحاول أن ترفع يدها للدفاع عن نفسها، لكن أتت ضربة ماليكا الثانية لتسقطها ارضًا بالكامل.

  ابتسمت ماليكا بتشفي وهي تنظر لها وصدرها يعلو ويهبط بقوة، رفعت عصاها لتعطيها ضربة أخرى علّها تنهيها بشكل كامل، لكنه صرخة رجولية افزعتها، لتلقي العصا ارضًا وهي تركض من المكان مرتعبة... 

بينما طبيب لورا كان يركض صوبها بعدما رأت الممرضة ما حدث من النافذة وركضت لاخباره كان يصرخ يرعب: 

" لورا، لورا افيقي لوار "

لكن لورا لم تكن تعي بشيء او لانها لم تتوقف عن نطق اسم مايك، ضم الطبيب رأسها وهو يصرخ بالممرضة التي تقف جواره: 

" اتصلي بالاسعاف، اسرعي "

♡___________________♡

كان الجميع يجلس امام اليخاندرو في مكتبه حتى مارسيلو الذي لم يترك راسيل إلا ليسمع بإذنه ما سيحدث لذلك الحقير، يقسم أنه هو وليس سواه من سيتولى امره... 

تحدث لوكاس بخوف مما يقول اليخاندرو: 

" لكن أليس ذلك خطًرا؟! عمي قبل موته كان دائمًا يتحدث عن خبث وخطورة ايثان، اخشى أن يمس أحد بشيء"

تحدث مارسيلو وهو يظهر عدم اهتمام يتلاعب بالهاتف بين يديه وهو يتكأ بظهره للخلف: 

" هو فعل وانتهى الأمر، الآن حان وقت حركتنا نحن"

تحدث اليخاندرو وهو ينظر للجميع بثقة: 

" كل شيء مخطط له، فقط اتبعوا ما اخبركم به وكل شيء سيكون بخير، وأنت مارسيلو لا اريدك أن تتهور وتفعل شيء الآن سمعت؟! "

نهض مارسيلو من مكانه وهو يتحرك صوب باب الغرفة يقول بجدية: 

" حسنًا جدي لا تقلق، انا لن اتهور وافعل شيء "

اتبع حديثه بهمسة مرعبة: 

" بل سأفعل اشياء "

راقب الجميع رحيل مارسيلو قبل أن ينتبهوا لحديث اليخاندرو الذي قال: 

" جايك خلفه ولا تنزع عينك عنه "

هز جايك رأسه وهو ينهض متحركًا خلف مارسيلو، ليعود الجميع بانتباههم صوب اليخاندرو الذي قال بجدية : 

" انطونيو ماذا فعلت بطفل ايثان؟! "

اعتدل انطونيو في جلسته وهو يقول بجدية: 

" اعدته لمنزله جدي، أنا لا أدخل اطفال في لعبتنا، تلك فقط كانت قرصة أذن ليعلم أنني أدرك جيدًا نقاط ضعفه كلها، وانه كتاب مفتوح امامي"

ابتسم اليخاندرو بفخر، ثم استدار صوب جاكيري وفبريانو وهو يقول بجدية: 

" اريدكما اليوم في مهمة احبائي ومعكم مارتن "

اتسعت بسمة فبريانو وهو يقول بخبث: 

" أرى أن المتعة قد عادت لدق ابوابنا مجددًا "

♡_______________________♡

صعد ماركوس الدرج نحو غرفة فيور بغية الاطمئنان عليها فهم منذ عادوا من مصر وهو حتى لم يرها ولو لثانية، وقف امام الباب ولم يكلف نفسه عناء الطرق عليه، فهو يعرف تمامًا انها لن تجيب كعادتها، وبمجرد أن اقتحم الغرفة فتح فمه وهو يناديها بلهفة: 

" فيو... "

صمت ماركوس فجأة يبصر فيور التي تنظر له بصدمة وهي تقف امام المرآة بهيئة اشعلته معيدة اياه لتلك اللحظة في ليلة الحفلة، حينما فتنته ساحبه اياه من عالمه، ملقية اياه في عالم آخر هي مركزه وكل شيء فيه يدور في فلكها. 

ابتلع ماركوس ريقه بعدما شعر من تململها انه أطال النظر فيها بشكل مبالغ، تحرك صوبها وهي تنظر ارضًا تحاول ايجاد كلمات تعبر عن حالتها لم تتوقع أن يأتي الآن بالتحديد... 

" مرحبًا "

كانت همسة صغير خرجت منها جعلته يبتسم وهو يتحرك صوبها يمسك يدها وعينه تتحرك على ملامحها وهو يهمس: 

" مرحبًا يا فاتنة، لم نتعرف "

ضحكت فيور ضحكة صغيرة خجلة وهي تنظر لعينه، ثم جارته في لعبته تمد يدها له: 

" فيور يا .... "

صمتت وكأنها تتساءل فعليًا عن اسمه، ليضم ماركوس كفها بين يديه بحب، ثم انحنى قليلًا وهو ردد بغزل: 

" عبد مسكين رأى محياكِ فـ فُتن، وابصر عيناكِ فـ سُحر "

اطلقت فيور ضحكة عالية وهي تجذب يدها منه قائلة ببسمة متسعة لا تصدق الأمر: 

" حسنًا أنا بدأت اخشاك حقًا؟! "

غمز لها ماركوس محركًا عينه عليها: 

" ما مناسبة كل ذلك التألق؟! "

نظرت له فيور وهي تدور حول نفسها بفستانها الوردي القصير الذي يلائم رابطة شعرها: 

" حقًا اعجبك مظهري؟! "

" تعجبينني طوال الوقت فيور، حتى عندما كنتِ ترتدين ثياب صبية صغار "

نظرت له فيور وهي تقول بتفكير: 

" حسنًا لا ادري إن كان علىّ الغضب منك لاجل حديثك الوقح، ام اسعد لاجل مغازلتك المبطنة؟! أنا الان محتارة في ردة فعلي "

" قبليني "

وكانت كلمة صغيرة خرجت ببساطة من فم ماركوس الذي اقترب منها يقول ببراءة: 

" يمكنك تقبيلي إن اردتِ أنا لا امانع الامر "

فتحت فيور عينها بصدمة وهي تتراجع للخلف خوفًا من ذلك الماركوس الذي بدأ يطفو على سطح ماركوس البارد الاخر: 

" حسنًا ربما مرة اخرى أنا الآن لست متفرغة"

رفع ماركوس حاجبه وهو يقول بتعجب: 

" لستِ متفرغة الأمر لن يستغرق وقتًا، ثم ماذا تفعلين؟! ألم تتجهزي لاجلي بالفعل؟! "

ابتسمت له فيور بسمة صغيرة وهي تقول بغباء: 

" في الحقيقة الأمر هو.... "

وقاطع باقي حديثها اندفاع الباب ودخول ايان الذي سرق هاتفه من خزانة ملابس آدم حيث اخفاه رفقة هاتف هايز: 

" حسنًا يا فتاتي لقد احضرت هاتي وارتديت ثيابي لتصوير الفيديو "

حرّك ماركوس عينه ببطء حتى ثبتها على هيئة ذلك المراهق يشير له بحنق مرددًا: 

" فتاتي؟! "

تحرك ايان صوب فيور وهو يقول: 

" مرحبًا عم ماركوس، يا فتاة ما هذا الجمال، سوف تفتنين الجميع، وانا اول من فعل "

ضمت فيور يديها لصدرها وهي تنظر ارضًا بخجل بينما ماركوس يشير لايان بصدمة: 

" ارتديتِ تلك الثياب لاجل ذلك الصغير؟! حقًا فيور؟! "

نظرت له فيور باعين تلتمع بالسعادة مرددة بحمق: 

" لقد وعدني ايان أن يجعلني مشهورة ماركوس "

هز ايان رأسه يوافقها الرأي وهو يعبث في هاتفه حتى يجهز للامر: 

" نعم جمليتي ستكونين"

وقبل حتى أن يتحرك خطوة كان ماركوس ينحني وهو يرفع جسد ايان مرددً من بين اسنانه: 

" فتاتي انا، وجميلتي انا ايضًا ايها القزم، ليس لانك وجدت من يساويك في الطول، فتعتبره ملكك"

انتهى من كلامه وهو يجذبه للخارج بحنق يتوعد له أن يخبر آدم بينما فيور تركض خلفهما وهي تقول بحنق: 

" ماركوس توقف ودع الصغير انا اريد الرقص "

نظر له ماروكوس قبل أن يغلق الباب خلفه بعنف: 

" لا تقلقي حبيبتي أنا سأعود لكِ واجعلك ترقصين كما تريدين فقط انتظري"

رحل وهو يردد يحنق: 

" هذا ما ينقصني، أن أعمل حارسًا لها من المراهقين والاطفال..... "

♡___________________________♡

يجلس امام الطبيب في مكتبه يستمع لكل كلمة تخرج منه وكأنها اسواط تهبط على جسده، عينه تزداد حدة، ولولا يد جايك التي تضغط على خاصته بقوة، لكان وقف الآن وحطم المكتب أعلى رؤوس الجميع.. 

" أنا اخبرك جميع الاحتمالات سيد مارسيلو، الفتاة عندما جئت بها كان قد طالت النيران جزء كبير من جسدها، واكثر حروقها من الدرجة الثالثة، لكن لا تقلق لم يعد هناك ما يعجز عنه العلم حاليًا، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، ولحسن الحظ أن النيران لم تطل وجهها "

كانت كلمات الطبيب تتردد في أذن مارسيلو وهو يقف أمام جسد راسيل الذي كان محاط بقماش ابيض طبي، وهي فقط تغلق عينها بكل سلام، تحرك مارسيلو صوبها اكثر وهو ينحني جوارها علل ركبتيه ممسكًا كفها بحنان وهو يردد بصوت خافت يكبت خلفه صرخات وتأوهات تجاهد للافلات منه: 

" راسيل، أنا انتظرك هنا حبيبتي سأبقى هنا دائمًا حتى تفتحين عينك وتشهدين تلك المعجزة، معجزة أخرى يمكنك اضافتها لمعجزة استيقاظي قبل الواحدة"

سقطت دموعه بقوة وهو يقول: 

" وسأظل احطم في قواعد حياتي كلها لاجلك، وقد احطم حياتي نفسها لاجلك، فقط استفيقي لاجلي "

علت شهقاته وهو يقول مستندًا برأسه على يدها: 

" أنا آسف لانني لم اخبرك كم أنا مغرم بكِ، كم أنا عاشق لبسمتك، وكم أنا مهووس بعصبيتك، اسف لانني انتظرت كل ذلك الوقت لاخبرك الأمر، اسف لانني لم اخبرك حينما كنتِ بين احضاني ترتجفين بردًا في العاصفة الثلجية أن قلبي يرتجف كذلك الأمر، يرتجف حبًا لاجلك، آسف لانني كنت اتسلل وقت نومك لاخبرك كم انا عاشق لكِ، ولم تواتيني الجرأة لفعلها وأنتِ مستيقظة امامي "

انتهى من كلماته وهو يقبل يدها قبلة طويلة ثم قال بصوت خافت: 

" اسف لانني لم اكن موجودًا لاجلك، اعدك أنني لن اتركك مجددًا، فقط ازيل بعض القمامة واعود"

نهض مارسيلو من الارض، ثم تحرك خارج المكان وهو يمسح دموعه ليرتدي وجهًا لا مباليًا وهو ينظر لجايك الذي ينتظره أمام الباب، تحرك لخارج الممر وهو يقول: 

" لنعد جايك، فامامنا حشرات لدهسها.... "

♡____________________________♡

تحركت هايز في ممرات المشفى وهي تعدل من وضعية ثيابها، وصوتها يصدح في مكبرات المشفى آمرًا اياه بالتحرك سريعًا صوب احدى غرف العمليات، وضعت هايز قناعها الطبي اعلى فمها تركض بسرعة صوب الغرفة في نفس وقت وصول فراش الحالة، ركضت إحدى الممرضات اللواتي يسحبن الفراش نحو هايز حتى تخبرها ما يخص الحالة... 

" هناك احتمالية نزيف داخلي، الضربات كانت قوية على الرأس وقد خضت للتو لبعض الأشعة نحن الآن في انتظار نتائجها و... "

ولم تستمع هايز من بعد تلك الكلمة لأي شيء آخر وهي تتعرف على الشخص المسجي على الفراش، ركضت هايز صوبها وهي تشهق برعب: 

" لورا؟؟؟ ما الذي حدث، كيف... كيف... ياللهي ما الذي حدث؟! "

ولم تكد تكمل كلمتها حتى وجدت سارة تقترب منها وهي تحمل بين يديها اوراق تقول بسرعة كبيرة: 

" تحتاج لاجراء عملية عاجلة "

نظرت لها هايز ولم تكن قد خرجت من صدمتها بعد، ابتلعت ريقها وهي تنظر حولها، تنظر للباب الذي دخلت له لورا منذ ثواني، وبعدها تحركت دون كلمة واحدة وقد اخذت قرار أن تتصل بادم بعدما تنتهي ليخبر مايك الذي يبدو جاهلًا بما حدث. 

♡______________________♡

صفقت جولي بتشجيع وهي تراقب رقصات روبين، وفيور التي كانت تقفز حولها كطفل ذهب مع والدته لليلة نسائية وانبهر هناك بعالم الفتيات، بينما روما تهز رأسها مستمتعة بالموسيقى، وقد انقلبت الجلسة الهادئة لحفلة صاخبة، ولم تعلم ايًا منهن حتى الآن ما اصاب راسيل او حتى لورا. 

ضحكت روز وهي تنهض من على الفراش تتحرك في بجامتها القطنية بصعوبة بسبب حجمها الضخم مقارنة بها، وقفت روز جوار الاثنتين وهي تهز خصرها ببراعة بعد مراقبات طويلة لروبين، بينما رفقة اكتفت بالبسمات وهي تتحدث في الهاتف مع جاكيري... 

" نعم فقط الفتيات تحتفلن"

صمتت قليلًا تستمع لرده قبل أن تقول بتعجب: 

"أي مهمة تلك؟؟" 

وعند تلك الكلمة انتبه لها الجميع، وهي لم تدرك أن الموسيقى قد توقفت بالفعل بأمر من جولي التي تنصت باهتمام لما تقول رفقة: 

" ولِمَ أنت بالتحديد من تذهب؟! "

استمعت له باهتمام قبل أن تقول بجدية: 

" حسنًا انتبه لنفسك وارتدي ثياب ثقيلة قبل الذهاب ولا تسير خلف ذلك الجزار فبريانو، انتهي من المهمة وعد سريعًا "

رفعت روبين حاجبها وهي تقول بجهل فلم تكن ترتدي السماعة: 

" مهلًا هل قالت فبريانو للتو؟! هي ذكرته بالسوء صحيح؟! "

هزت جولي رأسها وهي تقول مترجمة لها الحديث : 

" تخبر جاكيري ألا يستمع لفبريانو في المهمة التي سيذهبان إليها، فهو جزار "

ابتسمت روبين بسخرية وهي تقول: 

" مش عارفة هي مفكرة سي جاكيري بتاعها شغال ايه؟! ما هو زيه زي فبريانو، ايه بيقتل الناس بعد ما يبنجهم؟! "

اغلقت رفقة الهاتف وهي تنظر لها قائلة ببسمة مستفزة: 

" على الاقل جاكيري لطيف وحنون، مش مدب وزي الدبشة بتاعك"

هزت روبين كتفها وهي تقول ببساطة: 

" مش معنى أنه بيعاملك زي الزفت يبقى وحش، هو بس مش طايقك يا رفقة "

ابتسمت رفقة بسخرية وهي تقول: 

" لا وانا اللي طيقاه اوي "

تجاهلت رومت كل ذلك الحوار الذي لم تفهم منه شيئًا وهي تقترب من رفقة قائلة بتساءل: 

" انطونيو سيكون معهم؟! "

هزت رفقة رأسها بلا: 

" لا فقط جاكيري وفبريانو ومارتن"

ابتسمت جولي بفخر وهي تقول: 

" حبيبي الذي لا يستغنون عنه في أي مهمة كانت، فخر المافيا الايطالية والاجرام العالمي "

رمقها الجميع بتهكم، لكنها لم تهتم وهي تقول بحماس كبير تضم يديها لصدرها وعينها تحكي قصصًا حماسية كثيرة: 

"لكم اتمنى أن ننفذ أنا وهو مهمة معًا، أتعلمون أنا شاهدت فيلمًا رائعًا قديمًا كان به مشهدًا للبطلة وهي تختبئ في سيارة البطل اثناء ذهابه لمهمة، لكن الفرق فقط أن البطل كان ضابط شرطة، بينما حبيبي اكبر مجرمي العالم" 

انهت جملتها بفخر كبير وهي تضيف: 

" لكم تمنيت فعل الأمر ذاته، لكنني أدرك أن مارتن لن يكون على قدر من التفهم ليتركني حية بعد ما أن افعل الامر "

تنهدت وهي تهز رأسها: 

" كلها احلام مستحيلة "

رفعت رأسها وهي تقول : 

" لكن انــ.. "

ولم تكمل كلمتها بسبب رؤيتها للغرفة فارغة إلا منها، تحدثت بصدمة وهي تنظر حولها لا تفهم ما حدث أو متى رحلن.... 

" عجبًا أين ذهب الجميع؟! "

♡___________________________♡

كان فبريانو يجلس في بهو المنزل وهو يجهز اسلحته ويضعها في الحقيبة بينما مارتن عينه تتحرك بسرعة على الحاسوب امامه، يحاول فك شيفرة ا?

تعليقات



×