رواية الفتاة التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل الثانى و الثلاثون 32 بقلم اسماعيل موسى


 

رواية الفتاة التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل الثانى و الثلاثون بقلم اسماعيل موسى 



كانت الرياح تهب ببرودة قاسية، تلسع وجوههم كأنها سكاكين صغيرة، فيما وقفوا على حافة جرف شاهق يطل على وادٍ متجمد. جبال الجان المتجمدة كانت تمتد أمامهم كمتاهة من القمم المغطاة بالجليد، يكسوها ضوء قمر شاحب زاد من هيبتها وغموضها.

رعد كان يشعر بضغط غريب على جسده، إحساس لم يكن مجرد تعب… بل كأنه فقد جزءًا من كيانه. نظر إلى يديه، تحسسهما بحذر، لكنه لم يرَ أي تغيير بعد. كلمات الملكة لا تزال تتردد في ذهنه:

"لديكم وقت محدد… بعده ستتلاشون تمامًا."

ماجي كانت تراقب المكان بعيون متيقظة، يدها لا تزال على مقبض خنجرها، بينما ليلى، رغم الإرهاق الذي بدا على ملامحها، كانت تحدق في الأفق بتصميم غريب.

"كيف سنجد ضرغام في هذا الجحيم المتجمد؟" تساءلت ماجي وهي تشد معطفها حول جسدها.

ليلى أغمضت عينيها للحظة، كما لو أنها تحاول استشعار شيء ما. ثم همست: "نشعر به، أليس كذلك؟ ليس مكانًا عاديًا…"

رعد لم ينكر ذلك. الهواء هنا كان ثقيلًا، مشحونًا بطاقة غريبة، كأن الجبال نفسها تتنفس. ثم، كما لو أن الطبيعة استجابت لكلامها، ارتفع صدى صوت عميق في المكان—صوت لم يكن بشريًا تمامًا، لكنه كان واضحًا بما يكفي ليجعلهم يتجمدون في أماكنهم.

كان الصوت يأتي من الظلام بين الأشجار الجليدية، عميقًا وممتلئًا بقوة قديمة. ثم ظهر صاحب الصوت—

كان طويلًا، طويلًا بشكل غير طبيعي، ملفوفًا بعباءة ثقيلة من الفراء الرمادي، ووجهه مغطى بقناع معدني منحوت كأنه جزء من جلده. عيناه، رغم القناع، كانتا تلمعان بضوء فضي، مثل وهج الثلج تحت ضوء القمر.

ماجي وضعت يدها على خنجرها، لكن ليلى رفعت يدها لإيقافها.

"أنت ضرغام، أليس كذلك؟" قالت بصوت ثابت.

لم يجب الكائن فورًا، بل تقدم خطوة إلى الأمام، مما جعل الثلج تحت قدميه يئن بصوت غريب. ثم قال:

"ومن أنتم لتبحثوا عني؟"

رعد، رغم شعوره بأن جسده لم يعد تحت سيطرته الكاملة، أجبر نفسه على التحدث:

"نحتاج إلى مساعدتك."

ضحك ضرغام، لكنها كانت ضحكة بلا مرح، كأنها مجرّد صدى لصوت الرياح.

"مساعدة؟" التفت إليهم، ببطء متعمد. "ولماذا أساعد من يحمل لعنة الملكة؟"

رعد شعر بالدم يغلي في عروقه.

"لأنك الوحيد القادر على إيقافها."

صمت ضرغام للحظات، ثم اقترب أكثر، حتى أصبح على بعد خطوات منهم. شعروا وكأن الهواء نفسه أصبح أثقل، مليئًا بطيف من السحر القديم.

"إيقافها؟" قال بصوت منخفض، كأنه يختبر الكلمات على لسانه. "أنتم لا تفهمون شيئًا، أليس كذلك؟"

ليلى نظرت إليه بعينين حادتين. "إذن، اجعلنا نفهم."

ضرغام حدق فيها طويلاً، قبل أن يقول أخيرًا:

"إذا أردتم مساعدتي…" أشار بيده إلى القمم الجليدية خلفه. "عليكم أولًا البقاء على قيد الحياة هذه الليلة."

ثم، قبل أن يتمكنوا من سؤاله عن قصده، دوّى صوت عظيم في الجبال، كأن الأرض نفسها استيقظت

بسيطه همست ماجى وهى تضحك، سنشعل النار داخل اى كهف ونبقى داخله حتى شروق الشمس

هو انتى شايفه اى شجره وسط الجليد ده؟
صرخت ليلى بغضب

جود التى كانت شارده قالت، هناك أشجار مدفونه تحت الجليد، كل ما علينا فعله الحفر حتى نجد شجره ونخرجها

كانت عينى رعد مصوبه نحو نار مشتعله داخل احد الكهوف البعيده
هو محدش شايف النار المشتعله دى غيرى؟ قال وهو يشير تجاه النار

التلال هنا مسكونه بأرواح وكائنات مظلمه لا يمكننا المغامره أيها الالفا
وضحت جود وهى تغمض عينيها، علينا أن نجد كهف فارغ
ونحميه بالتعاويذ

بداء رعد الحفر بعدما تحول إلى ذئب يضرب الثلج بمخالبه
احدث مجموعه من الحفر دون أن يجد اى شيء
وكانت ليلى ماجى يحفرون فى مناطق أخرى بلا فائده
كانت الثلوج بدأت تتساقط حتى غطت كل اجسادهم ولم يتبقى لهم وقت طويل قبل أن يتجمدو

فوق الجليد من بعيد كانت هناك خطوات تسير نحوهم تحمل قنديل زيت

وقفو فى صمت وخوف يترقبون ذلك الشخص الذى يمشى تجاهم
لم يتأخر الشخص ظهرت امرأه ترتدى معطف جلدى وشعرها جديله خلف ظهرها
اتبعونى اذا لم تكن لديكم رغبه فى الموت

من انتى؟ سألت جود  بنبره قلقه

استدارت المرأه بعيون مشتعله لا اسأله، لا اختيارات
اما انا وإما الموت فى الصقيع

مش هنتحرك من هنا غير لما نعرف انتى مين؟ أصرت جود بطريقه غريبه عليها

كما تشأون همست المرأه وتبخرت فى العدم

تعليقات



×