رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم رحمة نبيل


رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الواحد والثلاثون  بقلم رحمة نبيل

كان يجلس في مكتبه وهو ينظر لتلك الصور التي تعلو شاشة حاسوبه وهناك بسمة واسعة ترتسم على فمه، يتحسس الصور أمام عينه مرردًا بفم مزموم قليلًا وكأنه يشعر بالحسرة والقهر على تلك الأفكار التي تراوده في تلك اللحظة ...

" آسف يا جميلات، لم يكن عليكن أن تقعن في حب أحفاد اليخاندرو من بين جميع رجال العالم "

كانت عين ايثان مثبتة على صور الفتيات أمامه على الشاشة والتي التقطها له جاسوسه الذي وضعه لاليخاندرو بنفسه، والذي امده بكل المعلومات عن الاحفاد وعن نقاط ضعفهم وكل ما سيحتاجه لهدم مملكة فوستاريكي بالكامل .

ارتفعت ضحكته وهو يقول :

" حقًا أنا أشفق على كل ذلك الجمال من الموت، في النهاية يبدو أن رجال عائلة اليخاندرو لهم سحرهم الخاص لجذب هكذا سيدات فاتنات "

ارتسمت بسمة جانبية على فمه وهو ينهض من مقعده يحمل سترته بين أصابعه، ثم خرج من مكتبه بكل هيبة وقوة وعيونه تحكي قصصًا طويلة، منها المرعب ومنها المثير للتقزز، هكذا هو ايثان، واحد من أبرز أعضاء تلك المنظمة العالمية، من تولى التحكم في بقعة لا بأس بها من العالم المقزز الذي يعيش به بعد وفاة والده، ومنذ ذلك اليوم عمل على انتزاع قلبه ودعسه أسفل أقدامه حتى لا يضعف لحظة واحدة .

دخل لسيارته، ثم أشار لسائقه بالتحرك، وبعد دقائق طويلة توقفت سيارته أمام منزل كبير فخم، هبط من السيارة يتجه صوب ذلك المنزل بأقدام ثابتة، يدخل له دون أن يتكبد عناء الاستئذان، انحرف في سيره صوب أحد الممرات في الطابق الارضي وبعدها اقتحم إحدى الغرف مثير رعب جميع من بها ليصرخ أحدهم بغيظ وغضب :

" تبًا لك ايثان، توقف عن اقتحامك لجميع الاماكن بتلك الطرق المفزعة "

ضم ايثان شفتيه وهو يدعي الخجل من أفعاله :

" اووه آسف اعزائي هل روّعتكم ؟! علىّ الخجل من نفسي إذن لاخافتي بعضًا من العجزة "

رمقه البعض منهم بغضب بسبب تطاوله عليهم، على الرغم من أنه أصغرهم في العمر فهو لم يبلغ العقد الخامس بعد، بل مازال في نهاية الثلاثينات من عمره.

ابتسم ايثان وهو يتحرك ليتوسط ذلك المقعد الذي يقع في مقدمه المجلس والذي لولا أنه ورثه من والده الذي قُتل غدرًا، لكان ما يزال أحد الحمقى المثيرين للشفقة والذين يعملون تحت امره هؤلاء الاغبياء أمامه .

تحدث أحد الرجال بجدية :

" إذًا ايثان هل اخبرك جاسوسك بأي جديد ؟!"

نظر ايثان بأعين الجميع ثم قال ببرود :

" أي جديد تقصد !!"

" أي شيء يخص اليخاندرو ومن معه"

ابتسم ايثان بسخرية وعينه تلتمع بشكل خاطف :

" وهل تظن أن جاسوسي ذلك يعيش رفقة اليخاندرو في منزله حتى يمدني بالمعلومات طوال الوقت؟! لتشكر ربك أنه يستطيع اخباري بتلك المعلومات الشحيحة دون أن ينتبه له أحدهم "

صمت قليلًا وهو يراقب ردة الفعل على وجوه الجميع قبل أن يضيف ببسمة :

" رغم أنه في الحقيقة أخبرني بمعلومة جديدة، اعتقد أنها ستكون بمثابة شرارة بدء حفلتنا "

تطوع أحدهم لسؤاله ذلك الشيء الذي يدور في رؤوس الجميع :

" أي معلومة تلك ؟!"

ابتسم ايثان بسمة جانبية وهو يقول :

" اليخاندرو سيعود خلال يوم للبلاد وعندها ستكون فرصتنا لبدأ تلك اللعبة ...." 

___________________

تحرك فبريانو خارج سيارته مع روبين، وخلفه سيارة فادي الذي احضر باقي أفراد عائلته لمشاركة ابنته تلك المناسبة لاول مرة، حتى وإن لم يستطيعوا أن يشاركوا في احتفالية الرقص والغناء، يكفيهم أنهم معها تلك المرة .

تحركت لولو للداخل بحماس شديد وهي تحاول أن تسرع في مشيتها رغم أن عمرها يحد من ذلك، إلا أنها لم تهتم بذلك وهي تصرخ بحماس شديد :

" المرة دي شكل الاحتفال هيبقى حلو اوي، الترتيبات شكلها آخر الاجة "

ابتسمت روبين وهي تنظر لوالدها الذي لحق بلولو وهو يصيح حانقًا:

" براحة يا لولو عشان لو جيتي بليل تشتكي من رجليكِ مش هدهنلك الكريم وأنتِ الحرة "

تحركت جاسي خلف الجميع وهي مازالت تحمل هاتفها في يدها مشغولة به عما يحيطها ولينا تسير جوارها وهي ترمق المكان ببسمة تاركة فبريانو يرمق روبين بحنان يراها تنظر له مبتسمة :

" شكرًا ليك أنك وافقت تيجي معايا انهاردة "

ابتسم لها فبريانو وود لو أخبرها أنه لم يكتفي فقط بأمر المجئ، بل تخطى حدود العقل وسيفعل ما لم يتخيله ولو في أكثر خيالاته جموحًا، لكنه صمت واراد أن يرى الأمر على وجهها حينما تراه على المسرح أمامها، ثواني وخرج من شروده على صوت رنين الهاتف، نظر لروبين ببسمة وهو يقول :

" حسنًا ارنبي الوردي، اسبقني للداخل وسألحق بك "

هزت روبين رأسها وهي تتحرك صوب المقاعد في الصف الأول، حيث عائلتها، وفبريانو خلفها ينظر لاثرها حتى اختفت خلف جميع الوافدين لأجل الاحتفال وبعدها تحرك بسرعة لكواليس الاحتفال حيث جاكيري والباقيين .

في منطقة الكواليس حيث كان يجتمع جاكيري مع الجمع المتذمر من الأمر برمته وجاكيري لا يهتم بكل تلك الاعتراضات التي كانت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، لم يهتم لا لتأففات مارتن ولا نظرات ماركوس ولا حنق آدم ولا سخرية مايك ولا نظرات مارسيلو الذي يرمق الجميع بلا مبالاة وكأن ما يحدث لا يعينه حقًا ولا حماس جايك، كل ما يهم جاكيري هو الهدف الذي حضر لأجله اليوم وهو الفوز في تلك المسابقة .

" نحن سنفوز رغم أنوفكم جميعًا أيها الحمقى الكسالى، لم يولد بعد من ينتصر علىّ في الرقص يا اوغاد، سنفوز بتلك المسابقة بكل شرف وصدق "

صمت ثم قال ببسمة واسعة :

" وبالحديث عن الشرف والصدق، هل فعلتم ما طلبته منكم وعطلتم العائلات المشاركة عن المجئ ؟!"

ابتسم مارتن وهو يقول رغم أن كل ذلك لا يروق له في الأساس :

" نعم توليت أمر العائلي التي اوكلتها لي، لا تقلق لن يصلوا للمسابقة في الميعاد المحدد "

اتسعت بسمة جاكيري وهو يستمع لصوت ماركوس يرفع ابهمه وهو يقول بثقة :

" أنا أيضًا فعلت، عطلت جميع سيارات الحي الخاص بتلك العائلة بعدما فشلت في معرفة أي سيارة يمتلكون، وايضًا عطلت جميع شبكات الاتصال في المنزل وأغلقت المنزل من الخارج، وتركت مبلغًا ماليًا لتعويض المتضررين من كل ذلك "

مدّ جاكيري يده وهو يربت على كتف ماركوس يقول بتأثر :

" لكم أنت مجرم حقير رقيق القلب يا أخي "

هز ماركوس رأسه له ببسمة واسعة وهو يقول واضعًا يده على صدره مرددًا بهدوء :

" رسالتنا هي السلام والهدوء "

تحدث آدم :

" لا تقلق أنا أيضًا فعلت ما أخبرتني به، ولن تجد فردًا واحدًا من تلك العائلة على المسرح "

ابتسم جاكيري وهو يحرك نظراته حوله في الكواليس ليجد أن لا أحد سواهم هنا بالفعل؛ لذلك اتسعت بسمته لينظر للجميع بفخر كبير :

" أحسنتم احبائي، لأول مرة تفعلون ما أخبركم به دون تحريف وتنجحون في مــ ..."

وتوقفت الكلمة على بوابة فم جاكيري وهو يلمح إحدى العائلات تدخل الكواليس وضحكاتهم تتعالى بقوة، رفع جاكيري حاجبه وهو يشير لتلك العائلة قائلًا بحنق :

" من الاحمق الذي كان مسؤولًا عن منع تلك العائلة من الحضور ؟!"

نظر الجميع صوب تلك العائلة لينفي الكل معرفته بأمرهم عدا مارسيلو الذي كان يقف وهو يرمق الجميع دون أي ردة فعل أو أي كلمة، وكأن الأمر لا يعنيه، استدار جاكيري والجميع له، لينته لهم وهو يقول بغباء :

" ماذا ؟! لِمَ الجميع ينظر لي ؟!"

مد جاكيري يده وصفع مارسيلو بحنق وهو يقول صارخًا :

" أيها الغبي الكسول ألم تكن تلك العائلة مسئوليتك لمنعهم من المجئ ؟!"

انحنى مارسيلو بوجهه قليلًا وهو يرمق تلك العائلة بتفكير قبل أن يقول :

" اه صحيح، كان أنا من تولى أمرهم "

" إذن لِمَ أراهم أمام عينيّ الآن يا غبي ؟!"

تحدث مارسيلو وهو يمد شفتيه متحدثًا ببديهية:

" تراهم لأنهم موجودون بالفعل "

عض جاكيري شفتيه بحنق وهو يهم بالانقضاض عليه لولا مايك ومارتن اللذان أمسكا به وهما يمنعانه من ضربه أو قتله حسب ما يظهر في عينه...

تحدث مايك وهو يحاول تهدئته :

" اهدأ فقط يا رجل، هذا مارسيلو بحق الله، من يعتمد على مارسيلو في أمر ويفعله ؟!"

احدث مارسيلو بحنق من اتهام أخيه له وحديثه ذلك :

" لا تتحدث هكذا وكأنني لا اقوى على فعل الأمر، أنا بالفعل كنت ذاهبًا لمنعهم، لكن وجدت أن المسافة تستغرق ساعتين بالسيارة وأنت تعلم أنني أمل سريعًا، ثم عندما اكتشفت أن تلك العائلة تتكون من عجوز وطفلين تجاهلت الأمر"

كان يتحدث وهو يشير للعجوز التي تقف على بعد منهم ومعها طفلين في عمر التاسعة تقريبًا وتكون عائلة أحد الشباب هنا، تحدث مارسيلو وهو يحاول أن يهدأ الجميع :

" ما احتمال أن تفوز عجوز وطفلين علينا ها؟! فقط اهدأوا وسوف نشعل الأجواء في الخارج "

كان يتحدث وهو يرفع يده في الهواء محاولًا أن يبث حماسة غير موجودة به من الأساس، في نفس وقت وصول فبريانو وانطونيو الذي تأكد من جلوس جميع أفراد العائلة وجاء ليسخر منهم قبل أن يستقر هو كذلك في مقعده :

" حسنًا يا سرب البط هل أنتم جاهزون ؟!"

استدار له جاكيري بحنق وهو يصرخ في وجهه :

" سترى ما يستطيع ذلك السرب من البط فعله يا اخي، اقسم أن اجعلك تبكي ندمًا "

تحدث فبريانو بجدية وهو ينظر للجميع :

" حسنًا أنتم تعلمون ما عليكم فعله صحيح ؟!"

هز الجميع رأسه بنفي ليبتسم فبريانو وهو يقول :

" حسنًا لنبدأ "

_____________________

تذمرت وهي تسير خلف أخيها، وصوت تأففاتها يصل واضحًا لاذنه وهو في الحقيقة لا يهتم لكل ذلك، لكن فجأة انتفض بقوة في منتصف المطار وهو يستمع لصرختها...

" ألم يكن عملك لينتظر حتى ينتهي الاحتفال أخي ؟! لقد كنت متشوقة وبشدة لحضوره ورؤية رقصات الجميع هناك "

نفخ لوكاس بحنق وهو يعود حيث تقف أخته ساحبًا يده خلفه يكرر حديثه للمرة المائة:

" حبيبتي أنا لا أستطيع تركك هنا، ثم أنا لا أريد العودة وحدي كارين لا أحب العيش في المنزل وحدي ولدي الكثير من العمل المؤجل، وايضًا السيد اليخاندرو أخبرني أنهم سيعودون جميعًا غدًا لمباشرة العمل، وعندها يمكنك الجلوس معهم كما تريدين، لكن في النهاية ستعودين لتنامي في منزلك معي، حسنًا "

سارت معه كارين وهي مازالت تزم شفتيه ودمعتها تكاد تسقط من شدة حزنها وقد لاحظ لوكاس ذلك؛ لذا ترك حقيبته ارضًا وهو يضم أخته بحنان وحب :

" حبيبتي لا تبكي، إن اردتِ أن اعيدك سأفعل اقسم، لكن لأجلي غاليتي لا تبكي، هيا سأعيدك واعود أنا وحدي للبلاد، لكن ابقي مع جولي حسنًا ؟"

هزت كارين رأسها يرفض وهي تقول :

" لا اخي لا اريد تركك وحدك، لكنني حزينة لعدم مشاهدتي الجميع يرقص وتصويري لهم، كنت انتوي أن انشر المقطع المصور على صفحتي "

ضحك لوكاس بصوت عالٍ وهو يقول :

" جيد إذن أنني منعتك من فعل ذلك، فأنا لا تستطيع العيش دونك حبيبتي، وهؤلاء التسعة كانوا لن يرحموكِ ولن يهتموا لأي شيء "

ضحكت كارين وهي تبتعد عن أخيها، ثم قالت وهي ترفع اصبعها في وجهها :

" لكن عدني أن تسمح لي بزيارتهم كثيرًا "

ابتسم لها لوكاس وهو يحمل الحقيبة مجددًا وضمها بيده الأخرى، ثم تحرك به يقول بلطف :

" سأفعل حبيبتي، فالقادم سيجمعني بهم كثيرًا على أية حال "

________________________

كان الجميع يجلس في مقاعده بعد بداية الحفل والبعض منهم لا يدرك بعد أن عائلتهم لم تصل من الأساس .

اعتدلت روبين في جلستها وهي تميل بجسدها بحثًا عن فبريانو وكل ظنها أنه تركها ورحل رغم ضعف ذلك الاحتمال بسبب وجود جميع أفراد عائلته تقريبًا عدا رجالها، ووجود جده أيضًا، استقامت في جلستها تزامنًا مع ارتفاع صوت مؤسس المركز وهو يلقي كلمته، ثم تحدث بكلمات مختصرة يقدم اول العروض اليوم من تقديم بعض طلاب المركز والذي رفضت روبين أن تكون جزء منه .

ببطء شديد بدأت فتاة تهبط من سقف المكان وهي تحرك يديها بحركات رشيقة وكذلك جسدها، وشعرها مسترسل في الهواء وهي تميل بجسدها وجميع الأعين تتعلق بها .

خاصة جولي التي كانت تفتح فمها ببلاهة شديدة وقد تلقت للتو صدمة حياتها عندما قارنت تلك الأنوثة والحركات الرشيقة بخاصتها العنيفة .

هبطت الفتاة على المسرح وبدأت تتحرك بحركات بطيئة رشيقة سرعان ما ازادت حماسًا وهناك أحد الشباب ينضم لها .

تنفست روبين الصعداء لأنها لم تتهور وتقبل ذلك العرض، وإلا تقسم أن فبريانو كان ضربها رصاصة واسقطها جثة هامدة على المسرح.

كانت أعين هايز تتسع بانبهار كبير وهناك بسمة واسعة ترتسم على فمها وجوارها يجلس ايان الذي منذ بدأت الموسيقى وهو يصور كل ما يحدث .

وروز وجميع الفتيات يراقبن بهدوء وانبهار كبير ما يحدث أمام اعينهن ورغم رشاقة الفتاة وحركاتها، إلا أن الجميع أجمع على أن روبين افضل بكثير، والأمر بسبب أن روبين تتدرب منذ طفولتها وقد اكتسب جسدها مرونة كبيرة بسبب كل أنواع الرقص التي احترفتها .

انتهى العرض وقد ضجت القاعة بالتصفيق وتحركت روبين من مكانها بهدوء حتى تبحث عن فبريانو الذياختفى، لكن أثناء تحركها من مكانها راقبت روما التي نهضت من جوار انطونيو، ثم تحركت للخارج بسرعة بشكل مثير للتعجب، لحقت بها روبين بسرعة بشكل أثار انتباه انطونيو الذي لم يكن يدرك ما يحدث .

نهض من مكانه وهو يلحق بروما وروبين .

أمسكت روبين روما من ذراعها في طرقات المركز وهي تقول بتعجب :

" ما بكِ روما؟! هل أنتِ بخير ؟!"

نظرت لها روما وهي تقول برعب :

" روبين احتاج المرحاض سريعًا أشعر أنني على وشك التقيأ، هناك شعور يراودني بالرغبة في التقيأ " 

امسكتها روبين من يدها بسرعة وهي تتحرك معها صوب اول مرحاض قابلته في نفس الوقت الذي لمح فيه انطونيو طرفهما قبل الاختفاء خلف أحد الأبواب، ولم يهتم انطونيو لمكنونة ذلك الباب حقًا، بل كل ما فعله أنه فتحه بعنف مخيف غير عابئًا بأي اداب أو اخلاقيات، يندفع بشكل مرعب صوب الداخل يبحث بعينه عن روما وهناك سيدة تقف أمام المرأة وهي تفتح عينها بصدمة ولم تستطع حتى أن تخرج صرختها .

تحرك انطونيو صوبها ليسألها بعدما أدرك أن ذلك الباب يقود لمرحاض سيدات  :

" عفواً هل رأيـ...."

وقبل أن يكمل كلمته سمع صوت بكاء وتأوهات تأتي من مرحاض ما، تحرك صوبه وهو يميز تلك الأصوات، اقتحم ذلك المرحاض بقوة وهو يصرخ مرتعبًا وقد شحب وجهه وهو يرى روما تميل على المرحاض وروبين حوارها تسندها...

" يا ويلتي روما ما الذي حدث ؟!"

رفعت روما كفها تشير له ألا يتقدم بعدما فشلت في اخراج كلمة واحدة لتمنعه، لكنه ضرب كفها بكل بساطة وهو يبعده عنه :

" ابعدي كفك عن وجهي قبل أن اقطع يدك كلها "

انحنى جوارها على الأرضية غير مهتمًا لبذلته التي من الممكن أن تتدمر، وهو ينحني بوجهه مقابل وجه روما يقول بحنان :

" ما بكِ روما هل هناك ما يؤلمك ؟!"

تمالكت روما نفسها وهي تتحدث قبل أن ترفع وجهها:

" هل معك منديل ؟! "

مد انطونيو يده يخرج منديلًا قطنيًا منقوش الاحرف ويبدو أنه صُنع خصيصًا له :

" ها هو حبيبتي، دعيني اساعدك "

رفضت روما الأمر وهي تحاول أخفاء وجهها، لكنه لم يهتم وهو يمسكه بين يديه يجبرها على النظر له، ثم أخذ يمسحه بحنان ينافي تمامًا تهديده منذ ثواني بقطع يدها، أو حتى مسكته العنيفة لوجهها منذ ثواني وهو يحاول إجبارها على النظر له..

" جيد الآن حبيبتي ؟!"

اراحت روما رأسها على كتفه وهي تهمهم بهدوء شديد بعدما خرجت روبين ولم ينتبه لها أحدهم، استنشقت روما رائحته بقوة وهي تقول مغمضة العين :

" انطونيو رائحتك بشعة "

ابعد انطونيو رأسه بصدمة بعدما كان يقبل أعلى رأسها بحنان، يرمقها بعدم فهم، كيف تكون رائحته بشعة وهي تكاد تسحبه كله لانفها لقوة استنشاقها ؟!

نهض انطونيو من الأرض وهو يحملها بين ذراعيها بحنان شديد يتحرك بها خارج المرحاض صوب منطقة المرايا والاحواض ووضعها على الحوض متجاهلًا السيدة التي ما تزال مذهولة جواره تراقب ما يفعل، حيث بدأ انطونيو ينظف ثياب روما بكل جديه ويغسل لها وجهها وشعرها، ثم نظر لها ثواني وهو يفكر في شيء ما :

" هل تريدين أن أحضر حقيبة يدك واعيد وضع زينة وجهك ؟!" 

تحدثت روما ببسمة :

" هل يزعجك مظهري هكذا ؟!"

" لا الأمر لا يفرق معي في الحقيقة، روما ستظل روما في جميع الهيئات، أنا فقط اريدك أن تكوني مرتاحة حبيبتي" 

ابتسمت له روما وهي تقول :

" لا بأس إذن لا احتاج لزينة وجه، دعنا نعود لنلحق العرض منذ بدايته ".

رمقها انطونيو ثواني قبل أن يقول :

" هل أنتِ متأكدة ؟! يمكننا العودة للمنزل للراحة ؟!"

ابتسمت له روما وهي تقول بمشاكسة :

" والعرض الممتع المنتظر منذ ايام؟؟ "

ودون تفكير أجاب:

" للجحيم هو ومن يؤدوه أنا لا اهتم، فقط اريدك أن تكوني بخير حبيبتي "

ابتسمت روما وهي تقول :

" وانا بخير الآن انطونيو لا تقلق، هيا انزلني لنعد قبل أن ينتبه أحد "

وكذلك فعل انطونيو حيث امسكها بحرص كبير ينزلها للاسفل، ثم خلع سترة بذلته والبسها إياه وبعدها ضم كتفها منه مقبلًا رأسها وهو يتحرك معها للخارج :

" حسنًا لنعد قبل أن يبدأ العرض بدوني جميلة الجميلات "

ضحكت روما وهي تتحرك معه للخارج تردد بسخرية :

" أخبرتك أن رائحتك بشعة، لتأتي وتلبسني سترتك ؟!"

ضمها انطونيو وهو يفتح الباب لها ثم تبعها يضمها مجددًا :

" هذا حتى لا يصيبك المكيف داخل القاعة بالبرد خاصة أن ثيابك مبتلة حبيبتي، ثم لا بأس عندما نعود سأحطم زجاجات عطري كلها لأجلك جميلة الجميلات، فكم عاصمة يمتلك الوطن ؟!"

ضحكت روما وهي تضم خصره بحب :

" واحدة فقط طوني ..."

عاد الاثنان للقاعة وجلسا في اماكنهما وهم يتابعون العروض التي قاربت على الانتهاء لبدأ مسابقة العائلات ....

___________________

خلف الكواليس كان بعض منظمي الحفل يتحدثون باصوات عالية وصلت لفبريانو ومن معه من أبناء عمومته واخوته وصوت الرجال يعلو شيئًا أو فشيء...

" مش فاهم ازاي يعني سجلوا في المسابقة ومحدش منهم جه غير عائلتين بس ؟!"

اجاب آخر وهو يحمل في يده ورقة يقول بعدم فهم :

قدامي دلوقتي ١٥ عيلة سجلت بالفعل، معنى كده أن ١٣ تخلفوا عن الحضور بدون أي إذن أو أي حاجة "

هز جاكيري والذي كان يضع سماعة الترجمة في أذنه رأسه وهو يقول بخيبة أمل:

" تؤ تؤ تؤ، هكذا سيسهلون الأمر علىّ وانا لا احب المنافسات السهلة أبدًا "

انتبه الجميع على صوت أحد الرجال الذين كانوا يتحدثون منذ قليل وهو يقترب منهم متحدثًا بجدية :

" انتم ممثلين عن عيلة روبين فادي صح ؟!"

نظر الجميع بجهل للرجل ولم يفهم حديثه سوى فبريانو وجاكيري وادم فقط؛ لذلك تطوع فبريانو وهو يقول بجدية :

" أيوة احنا "

نظر الرجل في الورقة أمامه وهو يقول ببسمة جادة:

" تمام حضراتكم هتكونوا على الاستيدج بعد عائلة مراد، ياريت تسلموا الاغاني لمنظم الحفلة وتجهزوا لغاية ما العيلة اللي قبلكم تخلص عرضها "

انتهى من حديثه وهو يكاد يرحل لكن توقف فجأة وهو يسمع صوت أحد يقول بانجليزية منمقة ولم يكن سوى جاكيري :

" حسنًا أنا سآتي معك لترتيب أمر الموسيقى "

تحرك معه جاكيري وهو يشير للجميع بتحذير ان يهرب أحدهم أو يتحرك :

" سأقطع قدم من يتحرك منكم "

وبهذه الكلمات ختم جاكيري حديثه وهو يتحرك مع الرجل تاركًا الجميع خلفه....

وفي الخارج كان الجميع يجلس على المقاعد وهم يشاهدون عرض العائلة الأولى والتي تكون عائلة أحد رفاق روبين .

كان أحد الشباب يقف جوار مقعده وهو يصفر بسعادة يشجع جدته واخويه الصغيرين مصفقًا لهم بسعادة كبيرة :

" عاش يا تيتة "

وعلى المسرح كانت العجوز والطفلين يقومون بحركات رغم بساطتها إلا أنها منظمة بينهم وقد عمل الشاب صاحب العائلة على تدريبهم عليها .

كانت روبين تنظر لهم وعلى وجهها ترتسم بسمة واسعة، تحب جو العائلة تلك وجوارها والدها يضمها بحنان وهو يهمس مشيرًا بعينه صوب لولو :

" السنة الجاية هخليلك جاسي ولولو يشاركوا معاكِ "

ضحكت روبين ضحكة قصيرة وهي تضم والدها بحنان قبل أن تستمع لصوت جعل يدها تتيبس حول جسد والدها وعينها تتسع بصدمة وصوت مشرف الحفل يصدح في المكبر متحدثًا:

" ودلوقتي خلونا نرحب بالعائلة المشاركة من جانب أحد أفضل محترفي المركز( روبين فادي)، رحبوا معانا بأفراد عائلة، فوس...فوس...فوس ايه يا بني ؟!"

كان الرجل يتحدث بجهل وهو ينظر للورقة أمامه يحاول قراءة ذلك الاسم الغريب على عينه، نظر جواره وهو يقول بتشنج :

" عيلة ايه دي ؟!  ايه الاسم ده ؟! اسم دوا ده ولا ايه ؟!"

أشار له أحد الشباب الذين ينظمون الكواليس وما خلفها وهو يهز كتفه بعدم معرفة، ثم أشار له أن يتخطى الأمر، ليبتسم المقدم وهو يقول :

" خلونا نرحب بالعيلة اللي تبع روبين ..."

كانت عين روبين متسعة بعدم فهم وهي تحركها بين أفراد عائلتها تتأكد أن الجميع حاضر، وعندما فعلت نظرت للمسرح ببلاهة وهي تقول :

" كلهم هنا امال مين اللي جاي تبعي ده ؟!"

كادت تنهض حتى تتحرك صوب منظم الحفل وتتأكد مما قال لكن توقفت قدمها وهي تلمح فبريانو يصعد للمسرح واضعًا يديه في جيب بنطاله بكل برود وخلفه جاكيري الذي كان يلقي يقبلات عديدة للجماهير وجايك الذي كان ينحني بكل رقي ومايك الذي كان يسير بحنق ومارتن خلفه بوجه محمر غاضب وماركوس وآدم يسيران كما لو أنهما يُجران للمذبح.

وبينما جاكيري يدخل للمسرح كانت العجوز والطفلين يتحركون صوب الكواليس ليروا جاكيري الذي أشار على رقبته بإصبعه في علامة تشير للذبح متوعدًا لهم بمنافسة شرسة ....

وقف الجميع أعلى المسرح، ثم أشار لهم منظم الاغاني ليبدأوا، وقبل أن يفعلوا انتبه جاكيري لعدم وجود مارسيلو؛ لذلك أشار بكفه للرجل أن ينتظر وبعدها تحرك بغضب خلف الكواليس مجددًا وجميع الأعين تتبعه بتعجب .

كانت راسيل تجلس على المقعد وهي تبحث بين الجميع عن مارسيلو بتعجب كبير، حتى رأت بعد ثواني جاكيري يعود للمسرح مجددًا وهو يجذب مارسيلو الذي كان يتعلق بالستائر التي تفصل بين المسرح والكواليس وهو يقول بحنق :

" ماذا سيحدث إن فعلتم الأمر بدوني، لن يضيف وجودي لكم سوى الخسارة صدقني "

كان انطونيو قد بدأ تصوير ما يحدث وهو يطلق ضحكات عالية، بينما القليل فقط هو من كان يفهم حديث مارسيلو، اقترب جاكيري من يد مارسيلو وهو يضربها بعنف وبعدها جذبه لمنتصف المسرح وأشار لمنظم الاغاني أن يبدأ.

عم صمت في المكان كله والجميع متحمس لرؤية هؤلاء الشباب الوسيمين يرقصون في عرض احترافي و.....

فتح الجميع أفواههم بصدمة وهم يراقبون ما يحدث فقد كان جاكيري وجايك يتقدمان الجميع وهما يتراقصان بكل جدية على الأغنية وبكل مهارة وخلفهم فبريانو يصفق لهم بيده كما لو أنه جاء لتشجيعهم.

وماركوس يرفع يده ويخفضها وكأنه في طابور الصباح في إحدى المدراس الابتدائية، وقد كانت تلك هي الحركة الوحيدة التي تذكرها من جاكيري .

بينما مايك كان يحاول أن يجاري رقصات جاكيري وجايك، لكن بدلًا من ذلك كان يصطدم بقوة في آدم الذي صرخ بحنق وهو يبعده عنه :

" انتبه يا مايك "

ومارتن يحرك كتفيه بكل انسجام واضعًا يديه في خصره محركًا قدمه تزمنًا مع الموسيقى وصوت جولي ينطلق مشجًا له :

" نعم هكذا حبيبي أنت رائع اقسم، أنت نجم هذه الليلة، مايكل جاكسون خاصتي يشعل المسرح"

نظرت لها فيور بتشنج وهي تشير لمارتن معلقة على حديث جولي :

" كل هذا لأنه يحرك كتفه فقط؟! ماذا لو حرّك جسده بأكمله ها ؟!"

لم تهتم لها جولي وهي تشجع مارتن بكل ما تمتلك :

" لا تهتم لأحد مارتن أنت رائع يا رجل "

بينما مارسيلو كان يطقطق أصابعه في بعضهم البعض وهو يصفر مع الموسيقى محركًا رأسه، وكأنه يستمع لموسيقى على شاطئ البحر أو ماشبه ليس وكأنه في مسابقة للرقص .

علقت راسيل ببلاهة :

" عجبًا هو حتى أكثر كسلًا من تحريك يده كلها، فيكتفي بتحريك إصبعه" 

كان اليخاندرو يجاهد ليكتم ضحكته على ما يحدث لاحفاده، وقد كان ذلك المشهد أكثر من كافيًا لتحطيم قشرته الخارجية .

بينما انطونيو كانت ضحكاتهم تنافس الموسيقى صخبًا، فقد كان الوحيد في القاعة القادر على الضحك والخروج من صدمة ما يشاهدون وهو يصور كل ما يحدث بشغف كبير وعينه كادت تدمع من كثرة الضحك :

" انفاسي تكاد تنقطع من الضحك "

كانت أعين روبين متسعة وهي لا تصدق ما فعله فبريانو لأجلها، هل قام بإجبار عائلته على كل ذلك لأجلها ؟!

شعرت بالدموع تتجمع في عينها وهي تنظر له متأثره بمحاولته لاسعادها وكلماته ترن في أذنها ( لا أحب الرقص ولا اعرف كيف ارقص؛ لذلك قد افعل أي شيء عدا الرقص ) 

كانت رفقة تصفق بحماس شديد وهي تشجع جاكيري الذي من شدة اندماجه نسى أن هناك سرب من البط يفسد عرضه الرائع خلفه.

وبينما مارتن يفتح يديه ويغلقها، أصابت يده عين مارسيلو، ليدفعه مارسيلو بحنق فيسقط على مايك الذي اسقط بدوره آدم ارضِا ليبدأ الجميع في التشاجر خلف جاكيري وجايك الذي انتبه لما يحدث فعاد للخلف وهو يحاول أن يبعد الجميع عن بعضهم البعض، وفبريانو يتحدث بحنق وهو يلكم الجميع :

" أيها الحمقى ستفسدون العرض "

بينما جاكيري كان يغمض عينه وفي عالم آخر بعيد عن الجميع وهو يرقص بمهارة كبيرة، ومع انتهاء الموسيقى فتح جاكيري عينه وهو يدور في حركته الأخيرة لينهي الرقصة، لكن اصطدم فجأة بتلك المعركة الحامية التي نشبت خلفه دون شعور .

صاح جاكيري بجنون :

" أيها الهمج الاوغاد، ما الذي تفعلونه ؟!" 

كان فبريانو يمسك وجه مارسيلو وهو يكاد يحطمه صارخًا :

" سأعذبكم بأبشع الطرق جميعًا "

ولم يصدح في القاعة بعد توقف الموسيقى سوى صوت ضحكات انطونيو الصاخبة وهو يوثق كل لحظة من تلك اللحظات السعيدة له .

والجميع يتشاجر مع بعضهم البعض كالاطفال، فبريانو يتوعد للجميع بالقتل وآدم يصرخ في مايك ومارتن يبعد ماركوس بحدة من أمام وجهه وجاكيري يرفع أصبعه وهو يصرخ في وجوه الجميع بتحذير :

" توقفوا عن هذا الآن أنتم تفسدون عرضي الرائع "

وبعد ثواني انفض الشجار بين الكل، أعاد جاكيري شعره للخلف وهو يتوعد الجميع بعينه، ثم تحرك ليتوسط مقدمة المسرح وهو يؤدي الحركة الختامية التي قاطعه هؤلاء الحمقى عنها رغم انتهاء الاغاني بالفعل، لكنه فعل وهو يرفع يديه مبتسمًا ليسمع صوت لجنة الحكام وهم يتحدثون ...

نظر أعضاء لجنة التحكيم لبعضهم البعض قبل أن يقول أحدهم وكأنه يقترح الأمر عليهم :

" عيلة الست الكبيرة والطفلين صح ؟!"

هز الجميع رأسه ليفتح أحدهم فمه يقول ببسمة :

" شكرًا ليكم كنتم هايلين، والحكام اخدوا قرارهم خلاص "

توقف الحكم وهو ينظر لهم وقد كاد يعلن الفائزين لولا حديث جاكيري بسرعة :

" مهلًا نحن لم ننتهي بعد "

نظر له لجنة التحكيم بتعجب ليبتسم له جاكيري وهو يقول بانجليزية منمقة :

" كل ما حدث كان جزءًا من العرض، ونحن لم ننتهي بعد "

هز الرجل يده وهو يجيبه بكل هدوء :

" حسنًا أكملوا "

عاد عضو لجنة التحكيم وهو يجلس على المقعد مجددًا، بينما ابتسم جاكيري وهو يتجه صوب الجميع قائلًا بشر يلتمع في عينه :

" أنا لن اخسر أمام عجوز وطفلين لأجل بعض الحمقى امثالكم، لقد حصلنا على فرصة ثانية واقسم إن اضعتموها فسيكون ما يفعله فبريانو لكم أرحم مما ستنالونه على يدي هاتين "

صمت ثم أعرب عن غيظه :

" كل هذا وأمام فريق واحد يتكون من عجوز وطفلين، ماذا إن كانت جميع الفرق موجودة ها ؟! كل هذا بسبب الكسول مارسيلو، صبرًا سأريك الويل "

انتهى من كلامه وهو يراقب الجميع المتذمر قبل أن يبتسم بحنق وهو يقول :

" هل تذكرون تلك الأغنية التي كنا نغنيها في حفلاتنا عادة ؟! أريدكم الآن أن تغنوها وترقصون عليها"

____________________

ابتسم ايثان بسمة متسعة وهو يضع سماعة الهاتف على الطاولة أمام الجميع ثم قال :

" اول حجر في سور آل فوستاريكي أوشك على السقوط "

نظر له الجميع ببلاهة ولا أحد منهم يفهم شيئًا في حديثه، ليتطوع ايثان ويشرح لهم مقصده : 

" نحن اتفقنا بالفعل بمن سنبدأ؛ لذلك توصلت لمن يمكنه مساعدتنا في التخلص من اول فتاة "

تحدث أحد الجالسين بتفكير وحنق :

" وهل ترانا عاجزين عن التخلص من بضع فتيات ايثان !!"

ابتسم ايثان وهو يهز رأسه باستخفاف :

" لا، لكنك عاجز عن مواجهة اليخاندرو وأحفاده أن فشلت الخطة، أنا لن اكلف نفسي عناء التخلص منهم بنفسي، أنا فقط ابحث عن بعض الأشخاص الذين يكنون عداء الاحفاد أو حبيباتهم واهيئ لهم الأجواء لفعل ما يريدون، وبالفعل انتهيت منذ قليل من تنفيذ اول مخطط لنا، وبمجرد عودة الجميع للبلاد سيتم تنفيذ ما خططنا له ......" 

____________

كان الجميع يشاهد بصدمة ما يحدث على المسرح وكل تلك الشجارات والتي نشبت بين الجميع، وضحكات انطونيو كانت تصدح بقوة وهو يكاد يسقط من على مقعده لكثرة ضحكه، وروما جواره توبخه بحنق :

" توقف عن هذا انطونيو، بدلًا من تشجيعهم تستمر بالضحك عليهم ؟!"

نظر لها انطونيو وهو يقول بضحك :

" الأمر خارج عن إرادتي اقسم لكِ "

وجوارهما كانت لورا تفتح فمها ببلاهة وقد كانت تجهز نفسها لرؤية عرض احترافي كما رسمت في عقلها، وكما أخبرها مايك، بينما راسيل جانبها كانت تبتسم بعدم تصديق لما ترى وهي تقول بحنق :

" اقسم أنني كنت اعلم، ذلك الكسول لا يمكن أن يحرك جسده لأكثر من ثلاث حركات في الساعة، فكيف بالرقص إذن ؟؟"

نظرت هايز لفيور وهي تقول :

" حسنًا على الأقل لست الاسوء في الرقص في هذه العلاقة، بل هو اسوء مني بمراحل، ذلك الوقح يظل يخبرني أن أتعلم الرقص وهو فشل حتى في تحريك ذراعيه "

نهضت جولي مكانها وهي تقول بصوت عالي مشجع :

" هيا حبيبي أنا اثق بك "

وعلى المسرح بدأ الجميع يستمع لما يقول جاكيري، قبل أن يتركهم ويتحرك صوب منظم الاغاني وهو يعطيه هاتفه، ثم عاد ليتوسط المسرح ينظر للجميع وبعدها تقدم جايك جوار جاكيري ومعهم فبريانو الذي فعل مكرهًا لأجل روبين التي تجلس هناك بترقب واعين دامعة _ ظنها حزينة _، اشتعلت موسيقى في الاجواء وبدأ صوت خفيض بالغناء، قبل أن تزداد الموسيقى حماسًا وتتردد عدة اصوات من الجميع .

وكان أول من غنى هو جاكيري الذي رفع يديه في الهواء وهو يغني بمهارة اغنية حماسية كانت المفضلة الجميع في الطفولة، وجواره جايك وفبريانو اللذان شاركاه الغناء، فكان الثلاثة هم الافضل صوتًا بين الجميع بالإضافة لانطونيو 

والجميع لا يصدق ذلك التغير بين العرضين.

خلف الثلاثة كان الباقيين يتحركون بحركات رتيبة، مجبرين على ما يفعلون، قبل أن يزداد الغناء حماسًا، ويؤدي الجميع حركات شبابية سريعة بشكل مخيف تناسب الايقاع السريع والكلمات السريعة .

تقدم فبريانو لبداية المسرح وهو يغني بصوت جميل حماسي مبتسمًا وهو ينظر لروبين التي فتحت عينها بصدمة، والجميع خلفه يتحرك بقوة .

هبط فبريانو من المسرح يتحرك صوب روبين يشير لها غامزًا وهو يوجه لها كل كلمة، رغم أن الأغنية ليست بالرومانسية، لكنه احب أن تخرج كل كلمة  لأجلها، عاد بعدها فبريانو للمسرح بعدما ازداد غناء جايك حماسًا وبدأ الجميع يرقص عليها حركات متناسقة.

كانت جاسي تحمل هاتفها وهي تسجل ما يحدث ببلاهة وفم مفتوح، وعند اشتعال الموسيقى بدأ الثمانية يرقصون عليها في حركات مرتبة منمقة وجايك يغني بصوت عالي حماسي وقد بدأت القاعة تضج بالصراخ الحماسي .

وانطونيو يجلس على مقعده وهو يصفر بصوت مرتفع يشجع الجميع، قبل أن يقف في الممر الفارغ بين صفوف الجميع وهو يصفق بيده، وبعدها تحرك دون شعور للمسرح وبدأ يشاركهم تلك الرقصة التي اخترعوها بحماس طفولي قديمًا حينما قرروا بشكل غبي أن يكونوا فرقة رقص ويسحروا العالم برقصاتهم .

كان انطونيو يتقدم الجميع والباقيين على الجانبين مكونين رأس مثلث وضلعين على الجانبين، ازدادت الموسيقى حماسة لتزداد حركات الجميع أكثر واكثر، حتى انتهت الموسيقى أخيرًا .

ابتسم الجميع وهم يتنفسون بصوت عالٍ ولا أحد يعلم كيف فعلوا ما فعلوا منذ قليل، لكن يبدو أن ذكرى تلك الأغنية تغلبت على كل القيود التي وضعوها سابقًا في حياتهم .

كانت روما تحمل الكاميرا وهي تصور كل ما حدث وجوارها جميع الفتيات يصفرن بصوت مرتفع، واليخاندرو يصفق لهم بسعادة كبيرة وحب ...

بينما روبين كانت لا تصدق ما حدث للتو ودموعها تهبط بقوة على خديها تأثرًا بما فعل فبريانو لأجلها .

تحرك فبريانو للاسفل بسرعة وخلفه الجميع وقد بدأ جميع الشباب عدا انطونيو الذي استوعب ما يحدث، في الغناء بصوت متناسق يصفقون بشكل حماسي، بينما فبريانو توقف أمام روبين وهو يقول ببسمة واسعة :

" حسنًا وقبل أن أخرج من تلك الحالة وأدخل في حالة ندم طويلة، دعينا نختم هذا الجنون بجنون أكبر"

نظرت له روبين بتعجب، قبل أن تفتح عينها بصدمة وهي تراه يمسك يدها، ثم ركض للخارج بسرعة وخلف الجميع يركضون وجاكيري يقول بصوت عالي وهو يجذب يد رفقة وقد بدا أن الجميع دخل في حالة جنون هيستيري :

" احتفظوا بالكأس سآتي لاخذه لاحقًا "

تحرك فادي والعائلة جميعها خلف فبريانو بسرعة ولولو تتحدث بسعادة وصوت عالي :

" طب والله الشباب دول زي الورد، مفيش فيهم واحد سنجل نجوزه البت جاسي ؟!"

خرج الجميع من المركز راكضين صوب السيارات، ثم في ثواني كان صوت احتكاك الاطارات يكاد يتسبب في الصمم للمارة، ولا أحد يفهم ما يحدث ....

_____________________________

كان الثلاثة يجلسون على الأريكة التي تتوسط منزل والدهم، أو المنزل الذي يسكن به والده في الوقت الحالي، أخرج اسحاق صفيرًا من فمه وهو يقول :

" هو أنت ورثت ولا ايه يا حاج ؟! "

رمقه توفيق بحنق مما جعل موسى يتدخل وهو يزجر أخيه بعينه، ثم حرًك عينه صوب والده وهو يقول ببسمة حنونه :

" عامل ايه دلوقتي يا حبيبي ؟!"

تحدث توفيق وهو يحرك كتفيه يقول بنبرة عادية :

" عايش "

تدخل محمد في الحديث وهو لاي تفهم ردود أو تصرفات والده :

" ليه يا حاج محسسني أننا رميناك في دار مسنين واتبرينا منك ؟! ايه معاملة جوز الام دي ؟! اوعى تكون الفلوس غيرتك يا توفيق "

ضحك توفيق وهو يقول بسخرية :

" فلوس ايه دي ؟؟ دول بس الناس اللي بشتغل عندهم بيعطفوا عليا، اصلهم شافوني مسكين وحداني محدش بيعبرني فاشفقوا عليا "

فتح ابناؤه أعينهم بصدمة واسحاق يردد :

" هو مش احنا طلبنا منك كتير وبوسنا ايدك أنك تسيب الشغل وتريح واحنا محدش مننا هيقصر معاك يا بابا وأنت اللي اصريت تشتغل ؟!"

أضاف محمد على حديث أخيه الأكبر :

" يابابا احنا عمرنا ما كنا هنحرمك من حاجة، ودايما جنبك "

رفع توفيق حاجبه وهو يقول بتحفز:

" قصدك ايه ؟! عايزني اكون عالة عليكم وتتحكموا فيا بالقرشين بتوعكم "

ضرب محمد كف بآخر وهو يقول :

" يا حاج أنت ليه مصر تطلعني عاق متربتش ؟!" 

تحدث موسى سريعًا يعرف عادة والده في تحويل الحديث كما يريد :

" يابابا ما عاش ولا كان يا حبيبي، حقك عليا أنا، قولي انت عايز ايه يا حبيبي وانا اعمله على عيني "

نظر له توفيق ثواني قبل أن يقول بهدوء وقد رأى أن يكتفي عند هذه النقطة وهو يلمح الجدية والحب في أعين أبنائه :

" مش عايز غير أنكم تكونوا بخير وتسألوا عليا على طول يا موسى "

ابتسم موسى بحنان وهو يتحرك من مقعده، ثم جلس على ركبتيه أسفل قدم والده مقبلًا يده بحب وهو يهمس :

" في عنينا يا حاج، والله دايمًا هنسأل عليك، ولو عايز اجبلك الاولاد في الإجازة مصر عشان يشوفوك هعمل كده "

ابتسم له توفيق بحنان وهو يربت على رأسه :

" متتعبش نفسك، أنا كده كده راجع ايطاليا كمان يوم كده، وابقى هاتهم لاحسن وحشوني اوي"

ابتسم له موسى باتساع وهو ينظر لاخويه اللذان تحركا وجلسا أسفل مقعد توفيق وهم ينظرون لابيهم بحب واسحاق يضيف :

" صدقني يابابا كنت عايز اجيب الاولاد ونيجي نشوفك بس خوفت تلم عليا الشارع تاني "

ضحك توفيق بصخب وهو يقول :

" ما انت اللي عيالك زي القردة امهم "

لوى اسحاق فمه وهو يقول :

" يابابا مش كدة البنت لو كانت بتفهم عربي كانت زمانها رمتني أنا وأنت في السجن بقضية سب وقذف بسبب كلامك ده "

اشاح توفيق بوجهه وهو لا يهتم لما يقول ابنه الاوسط، ثم حدق في وجه محمد يقول بتذمر:

" والاستاذ مش ناوي يتجوز ؟؟ "

" لسه شوية يا حاج مش عايز استعجل و..."

وقبل أن يكمل كلمته كانت صفعة توفيق تهبط على وجهه وهو يقول بحنق :

" تستعجل ايه يا عجل أنت ؟! ده أنت باقيلك سنتين وتبقى قدي "

فتح محمد فمه بصدمة وهو يقول :

" سنتين ايه يا حاج أنا لسه ٢٧ سنة اساسا "

" وانا قدك كنت جايب اخواتك الاتنين يا خيبة، وبعدين جيت أنت بعدهم بشوية غلطة "

ضحك محمد وهو يضع رأسه على فخذ والده :

" بزمتك مش احسن غلطة "

ضرب توفيق رأسه بخفة وهو يقول :

" غلطة منيلة بنيلة " 

نهض موسى وهو يضم رأسه والده له مقبلًا إياها وكلا اخويه يضعان رأسيهما على فخذ والدهما، وتوفيق يبتسم لهم بحب وهو يدعو الله أن يحفظ له أولاده .....

____________________

مازالت تحاول الاستيعاب كيف وصلت لتلك النقطة، وكيف وصلت لتلك اللحظة، كل ما تتذكره أنها كانت تقف متأثرة في منتصف قاعة المركز وهي تراقب ما يفعله فبريانو لأجلها، والآن هي تقف جوار فبريانو في السفارة الخاصة ببلاده وهناك رجل أمامها يتحدث بحديث لا تستوعب منه سوى أنها على وشك أن تصبح زوجته، ووالدها يقف جوارها وهو يرمقها ببسمة واسعة .

حركت روبين عينها بين الجميع، لتجدهم جميعًا بلا استثناء موجودين في المكان، عائلتها وعائلة فبريانو بالكامل، امتلئت غرفة السفارة عن آخرها بافراد العائلتين، كانت روبين ما تزال في عالمها الخاص تحاول تحليل ما يحدث حولها وهي لا تفهم كيف دبّر فبريانو للأمر وكيف اقنع والدها بهذه السهولة.

بينما فبريانو ينظر لها بعشق وقلبه لا يصدق تلك اللحظات التي يحياها، قلبه الآن كرجل يتحرك دون وعي وقد اسكرته السعادة، واسقته من كؤوسها حتى كادت خفقاته تتوقف من شدة السعادة .

اغمض عينه بفرح وهو يتذكر ليلة أمس مع فادي وحديثه معه بأمره وأمر عائلته وما هم على وشك خوضه ..

انتفض فادي وهو يصرخ بجنون :

" قصدك ايه ؟! قصدك أن بنتي ممكن تتأذي بسبب المنافسين دول ؟! يعني أنا اتغربت سنين وسنين وحرمت نفسي منها عشان احميها وتيجي أنت تعرضها للخطر بسبب صفقة ؟!"

نظر له فبريانو بجدية، يقدر جيدًا خوفه على ابنته؛ لذلك أزاح استفزازه جانبًا وهو يقول بهدوء :

" سيد فادي لن يتمكن أحد من مسّ روبين بشر طالما هناك انفاس في صدري، أنا فقط أردت أن اتزوجها الآن وبعدما ينتهي انطونيو من تلك الصفقة سوف اقيم لها زفاف يتحاكى به الجميع ان اردت، فقط اسمح لي بالزواج منها غدًا في حضور الجميع واعدك أن احافظ عليها بروحي "

وكم كان الأمر صعبًا على فبريانو الذي استعان بمساعدته داخل المنزل _ لولو_ حتى ينتهي من كل ذلك سريعًا وبعد ساعات طويلة من التحدث وافق فادي على الأمر على مضض بسبب ضغط لولو وإصرار فبريانو .

افاق فبريانو من شروده على صوت ممثل السفارة وهو يقول ببسمة :

" نحتاج توقيعك هنا سيد فبريانو "

نظر فبريانو للورقة ودون تأخر ثانية كان يخطّ اسمه عليها، آخذًا بذلك خطوة لم يعتقد أنه قد يعيشها يومًا بعدما ظن قلبه مجرد صخرة لا روح فيه، لتأتي هي وتحول تلك الصخرة لقطعة جليد تذوب بنظرة منها .

أمسكت روبين القلم وهي ترتجف قبل أن تشعر بيد والدها تربت عليها بدعم، رفعت عينها ببطء لفبريانو الذي كان يراقبها بشغف وصدره يعلو ويهبط كما لو أنه في سباق، ابتلع ريقه وهو يثبت نظره على أصابعها التي خطت اسمها بكل رقة، وقبل أن ينبس أحد بكلمة كان فبريانو ينتفض من مكانه ملتقطًا جسد روبين بين أحضانه بعنف كبير جعلها تنتفض لثواني قبل أن تدرك ما حدث، وتدفن رأسها في كتفه بخجل وحب، ثم بدأ يدور بها بقوة وهو يقول بصوت خافت عاشق :

" يا ويل قلبي روبين، لا اصدق أنك اخيرًا اصبحتِ زوجتي وملكي، قلبي ولأول مرة ينتفض في مضجعه غير مصدقًا لما يعيشه "

اتسعت بسمة روبين وهي تقول له بعشق :

" قلبي الأن كحديقة تنشر رحيق ازهارها في كامل جسدي، والفضل لذلك هو البستاني الماهر الذي اجاد زرع تلك الزهور بها "

ضحك فبريانو بقوة وهو ينظر لوجهها بعدما أبعدته قليلًا يقول بصوت عاشق خافت :

" بستاني أو سائق أو رجل اعمال، أو قاتل او حتى ظابط، كل هؤلاء اتفقوا لأول مرة على شيء واحد في حياتهم البائسة وهو حبك روبين، كل هؤلاء انحنوا لأجلك يا صاحبة الوجه الاقبح في فلك قلبي "

ضحكت روبين وهي تجذب خده متناسبة الجميع حولهم وقد اندمجوا في الحديث والتخطيط للعودة....

" أحمق من لا يبصر لطفك، وكاذب من ينكر حنانك، ومسكين من لم يعش حبك فبريانو "

نظر فبريانو حوله للجميع المنشغل بعيدًا عنهما قبل أن يبتسم، وينحني ارضًا أمامها ثم قال وهو يعطيها ظهره :

" هيا اصعدي على ظهري لاريكِ شيئًا"

نظرت له روبين ببلاهة وهي تحاول فهم مقصده :

" بس انا بعرف امشي عادي "

عاد فبريانو للخلف، ثم جذب قدمها لتسقط على ظهره وهو ينهض بها يقول ببسمة واسعة :

" نعم لكنني أحب الشعور بكِ قريبة "

تحرك بها للخارج تحت نظرات البلاهة من الجميع الذي انتبهوا لما يفعل وقد بدأت أفواه البعض منهم تتدلى بصدمة والجميع يتساءل، ترى ما الذي حدث لفبريانو ؟! هل الحب يستطيع أن يغير الإنسان لهذه الدرجة المرعبة؟! ففبريانو يبدو كما لو أنه أُستبدل بآخر.....

_________________________

خرج من المطبخ وهو يتجاهل صراخ سيلين الذي كاد يصم أذنيه فمنذ عاد من زواج فبريانو وهو يتضور جوعًا ولم يهتم به أحد، ليقرر وبكل شجاعة قرر أن يقتحم وكر سيلين ويقتنص ماتقع عينه عليه من الغنائم، ليخرج من تلك المعركة منتصرًا رغم الإصابات القليلة التي تلقاها من سيلين .

تبعه صراخ سيلين وهي تصرخ :

" لقد بُليت ببضع حمقة كسالى لا هم لهم في هذه الحياة سوى الطعام والفساد، اللعنة عليكم جميعًا، عسى أن تأتيكم عاصفة من السماء تطيح بكم، ليخلصني الله منكم واحدًا تلو الآخر "

تحدث جايك بعدم اهتمام وهو يتناول المعجنات في يده بلا اهتمام :

" إن كان هناك من سيرحل من هنا فهو أنتِ أيتها العجوز "

تناول قضمة أخرى من المعجنات وهو يقول بحنق :

" ثم هذه معجنات روز صنعتها خصيصًا لأجلي؛ لذا لا أحد يحق له أن يتناول منها غيري و..."

لم يكمل كلامه وهو يرى مارسيلو ينتزع واحدة من يديه، ثم تحرك نحو الأعلى وهو يحمل في اليد الأخرى هاتفه دون حتى أن يكلف نفسه هناء الاستئذان من صاحب الطعام ..

نظر له جايك بحنق وهو يصرخ :

" هييه هذه لي أنا يا حقير "

ولم يكد يلحق به حتى وجد مارسيلو يصعد الدرج بلا اهتمام له ولما يقول، قضم جايك قطعة أخرى بغيظ كبير وهو يتحرك صوب الاعلى :

" كلكم حمقى، هذه الكلمة الوحيدة التي صدقت بها سيلين "

كان جاكيري يجلس في البهو وهو ينظر بتشفي لوجه انطونيو يقول وهو يلوح بالكأس في وجهه :

" ها انظروا من يموت ندمًا الأن ؟! لم يقاوم خصرك الموسيقى وبدأ يهتز دون شعور ها؟!"

رفع انطونيو عينه بشر لجاكيري الذي ابتسم وهو يقول :

" هيا يا اخي هذه جينات في النهاية، فوالدنا العزيز كان بارعًا في الرقص مثلي، وأنت قد ورثت الأمر منه كما فعلت أنا وجايك "

ابتسم انطونيو بسخرية ثم نهض وهو يقول :

" على الاقل عندما شاركت أنا شاركت في شيء لا يحط من هيبتي ومظهري أمام الجميع، فتلك الرقصة التي قمت بجزء صغير منها ليست كذلك الحُمق الذي كنت تفعله مع باقي المغفلين "

ابتسم وهو يتحرك من أمام جاكيري الذي قال بصوت عالٍ:

" ها اركض لغرفتك وأبكي كالطفل، أخبرتك أنك ستبكي ندمًا "

اطلق انطونيو ضحكات عالية وهو يتسلق الدرج يقول بنبرة باردة :

" بل للحق كنت ابكي من كثرة الضحك عزيزي "

لم يهتم جاكيري له وهو يقول بسعادة كبيرة ينظر للكأس الذي عاد خصيصًا لاخذه:

" لا بأس يكفيني أنني اثبت نفسي أمام الجميع وحصلت على الكأس و..."

وقبل أن يكمل جملته كان فبريانو _ الذي عاد لتوه من الخارج _ ينتزع الكأس من بين يديه وهو يقول باستفزاز:

" هذا يخص روبين .."

ومع انتهاء كلماته تحرك للاعلى تاركًا جاكيري يرمقه بصدمة وهو يردد :

" مهلًا مهلًا أي روبين تلك ؟! أنا من رقصت وانا من دربتكم جميعًا، لولاي لكنتم أيها الحمقى تبكون مرارة الخسارة الآن، أنا من صنعتكم جميعًا"

كان يصرخ في بهو المنزل بغضب، ثم بعدها ركض للأعلى خلف فبريانو وهو يصرخ :

" تبًا لك اعطني ذلك الكأس اللعين "

وجوار غرفة فبريانو كانت غرفة جايك الذي فتح الباب وهو يتناول طعامه بحنق

تعليقات



×