رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل الثانى 2 بقلم مروة البطراوي

رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل الثانى بقلم مروة البطراوي 


انتبهت عائشه لما قالته بعد ما نظرات الي أعينهم خاصة عيني هريدي و عين سالم الذين رمقوها بازدراء فعدلت حديثها
-لا يا حبيبي ماقصدش انت طبعا كبير في المقام في الجامعه.افصد يعني بلاش تتحشر البت دي أنا مش برتاح ليها من يوم ما سكنت جمبنا.
رد مصطفي
-لو علي البنت فهي كويسه.
هنا انتبهت مريم لدفاعه عن نوال  لتسأل عائشه
-وليه يا ماما عيشه انتي مش بترتاحي ليها؟
تنهدت عائشه بتعب و زفرت بحنق
-أنا بشوف كتير حلاوتهم بتزورها .و متأكده انها بتدفعها تقرب من مصطفي
.
شعرت بهيرة أن الأمر سيزداد سوء فأردفت قائله
-يمكن بتجيبلها قماش أو هدوم كلنا عارفين انها تاجرة .
تأفف هريدي من مناقشتهم و اراد ايقاف حديثهم قائلا
-كل واحد حر في حاله هنسيب اللي ورانا و اللي أهم و نشغل نفسنا بغيرنا.
رأت بهيرة أن هريدي صائب في انهاء هذا الموضوع هي لا يهمها شئ سوى رغبتها
-فين محمد يا مريم من ساعه ما عطيته ليكي بعد ما خلصتي طبيخ و أنا مش سامعه له صوت.
تضايق محمد من سؤال بهيرة المتكرر عن محمد الصغير مما ينتج عنه من نظرات الشماته في عيني سالم
-كل اما بتنزلي تحت مفيش حاجه في دماغك غير محمد يا بهيرة؟ده مش ابنك علشان تقلقي عليه كل شويه أمه موجوده.
غضبت بهيرة من أسلوبه معها أمام الجميع  و اعتبرتها اهانه و معايرة لها بعدم الانجاب انتبهت الي نظرات الجميع لها
-خليك في حالك يا محمد.أمه نفسها بتسيبه معايا طول النهار و هو خلاص بيناديني ماما و انا بعتبره ابني اللي ماخلفتوش.أنا مش هزعل منك علي فكرة.
زفر محمد و رد عليها بغيظ
-الحق مايزعلش يا بهيرة بدل ما تسمعيها من غيرى.
انتفضت بهيرة من مكانها تصيح و تفرغ عما بداخلها
-أنا هسيبلك الدنيا و طالعه هو في ايه أنا ماغلطتش لما سألت.
نهض محمد هو الأخر يجذبها بعنف أمامهم مما أثار دهشتهم
-مالكيش حتي الحق انك تسألي عنه و لا تقلقي  عليه هقولها تاني ده مش ابنك.
قاطعهم هريدي بصوت زلزل جدران البيت و هو يصوب نظره الحاد نحوهم
-بس منك ليها هو في ايه محدش مالي عينكم و اشمعنا دلوقتي يا سي محمد عرفت انه مش ابنكم.؟
  
زفر محمد بحنق و ضيق من والده فهو المتسبب الأكبر في هذا العراك من معايرته المستمرة لبهيره
-ايه يا والدي كأنك مش السبب في اللي بيحصل و اللي لسه هيحصل قدام. و انت يا سالم أنا بوفر عليكم المعايرة.
اندفعت بهيرة لتوقفه حتي لا تزداد الأمور سوء خاصه عندما رأت سالم يتضجر من حديثه و يقوم برمي فوطه السفرة
-أنا محدش عايرني يا محمد كل اللي قلت ليك ده مجرد احساس و ده علشان أدفعك اننا نجرب كمان و نعمل العمليه ده حقي .
مط هريدي شفتيه بعدم اهتمام كل ما يهمه الان هو سحب الغضب من بينهم حتي لا يكون معضله لتنفيذ قراره مع سالم رغم أنه أكبر فرصه لديه
-حقك عليا يا بنتي.
ثم استطرد بغضب
-و انت من امتي لسانك سو كده؟
زفر محمد بحنق حيث أنه أصبح الخاطئ
-حقك عليا يا بابا.حقك عليا يا بهيرة.حقكم عليا.
رفض هريدي اعتذاره و أخذه حجه قويه ليريه الأسوء
-حق ايه بقي ما خلاص البنت بتتهزق في بيتي و أنا واقف .
استغرب محمد من مدافعه هريدي و لأول مرة عن بهيرة زوجته
-يا بابا اللي بدافع عنها دي لسه شاكيه عليك الصبح انت و سالم و اسألها.
تنهد هريدى  بنفاذ صبر لأنه علم جيدا أنه سيدخل في صراعات لا نهاية لها
-يا محمد براحتها تشتكي أنا راجل و مقدر ظروفها ربنا يرزقها الخلف الصالح.
زفر محمد بحنق شديد يود أن يكمم فاه والده عند لفظه لهذه الدعوة لانها تثيرها أكثر منه
-يووه يا بابا.قلت يا جماعه ان كل ده بأوان افهموها بقي  و لا لازم تكونوا دكاترة و لا شيوخ علشان تفهموا.
نظر هريدي الي ابنه نظرة معاتبه علي اتهامه له بالجهل و لكن هو أصبح لا يهمه شئ سوى المحافظة علي أمواله
-لما تبقي أب و كبير زيي انت اللي هتفهم.علي فكرة أنا استنيت كتير زيك و يا ما أبويا سمعني كلام و لا طاهر أخويا .
انتبهت مريم لما يقوله عمها و أول ما بدر علي ذهنها أنه ينتقم منها في شحص والدها لعنت حياتها و وجودها في هذه الحياه التفتت لتنظر الي زوجه عمها الداعمه لها لتجدها تضع يدها علي رأسها فصرخت قائله
-مالك يا ماما؟
ردت عليها عائشه بوهن
-أنا تعبانه الحقوني بموت.
بدأ قلب مريم ينبض بعنف  أحست بكامل جسدها يرتجف من مظهر عائشه.
💛💛💛#الارث_صراع_الاباء_والابناء_مروه_البطراوى
هرولوا بيها سريعا الي المشفي لتراهم نوال  فتملكها الحقد خاصة عندما شاهدت . لهفه مريم علي والده زوجها مطت نوال شفتيها مع رفعة حاجبيها لتهمس
  
-ربنا يستر.
ذهبوا الي المشفي و دخلت مريم مع عائشه غرفه الكشف أما عن بهيرة قررت أن تبقي بالخارج و كي تتخلص من التوتر المسيطر علي الأجواء تمشت بالصغير بضع خطوات  أخذت تلعب معه و تهدهده و تصوره ثم قامت ببعث صوره الي والدتها ودت أن يكون ابنها لتضعه بين يدي والدتها يوما ما هاتفت والدتها قائله
-بصي يا ماما محمد كبر ازاي...؟
انتظرت بهيرة رد والدتها و لكنها مازالت نظراتها تحمل الكثير من السلب تجاهها
-شايلاه ليه ده مش ابنك...رجعيه لأمه...
صدمت بهيرة من ردها
-ماما،حسي بيا علي الأقل،محمد جميل أوى يا ماما حساه شبهي...
هتفت سلوى بحزم تضغط علي كل حروف كلماتها
-رجعيه لمامته يا بهيرة و بلاش تتعلقي بيه زياده عن اللزوم...
🙆🙆🙆 #موكا_سحر_الروايات_الارث_صراع_الاباء_والابناء
فاقت عائشه من غيببوبتها علي صوت مريم و لهفتها
-حمد الله علي السلامه يا مرات عمي حالا هدخلهم يطمنوا عليكي.
أوقفتها عائشه باشارتها أنها لا تريدهم فاحتارت مريم ماذا تفعل معهم .هاتفت مريم بهيرة  لكي تأتي لها بمحمد.فأذعنت بهيره  لطلبها و من ان دلفت و وجدت عائشه قد أفاقت عقدت ما بين حاجبيها قائله
-حمد الله علي السلامه.طب ليه مابلغتهمش بره دول قلقانين أوى.
صمتت مريم فهي لا تعلم بما ستجيب علي بهيرة.نظرت بهيرة الي عائشه
-مالك يا مرات عمي.انتي كويسه؟ده محمد بره قلقان أوى و عمي كمان.أنا هدخلهم.
و ما ان كادت تتوجه نحو الباب حتي أوقفتها عائشه بصوتها المبحوح و هي تتحدث بثقل
-تعالي هنا يا بهيرة.أنا مش عايزة أشوف حد منهم.خصوصا عمك.كفايه اللي أنا فيه من أول اليوم.
تنهدت مريم بتعب لأنها هي الأخرى تعاني منذ بداية اليوم و معرفتها بخبر نقل الأملاك من عمها الي زوجها
-اللهم اجعل تدبيرهم في نحرهم. يارب لا تشمت فينا عدو و لا حبيب يارب. احنا كنا عيلة مترابطه.مش عايزين نتفرق.
توقفت بهيرة عند تلك الجمله التي تعني دعوة من مريم بعدم الشماته من عدو و لا حبيب و تذكرت نظرات نوال لهم و ما تحمله من شماته
-قوليلي يا مريم هي مش نوال دي صاحبتك؟
ردت عائشه بألم و ذلك لصمت مريم بالفعل نوال صديقتها
-عمك شكله ناوى يجوز نوال لمصطفي و لو ده حصل يبقي حلاوتهم هتدخل بيتنا.
مطت بهيرة شفتيها بمعني و ان يكن هذا ما علاقته بالحاله الذي أنتم عليها منذ الصباح
  
-و ايه يعني واحده بتزور صاحيتها زى ما نوال كانت بتزور مريم و بعدين ايه علاقته باللي حصل؟
ردت مريم بحسرة لأنها تفهم مقصد عائشه أن لو صارت المقادير بيد سالم سوف يقوم بطرد مريم و الزواج من حلاوتهم
-هقولك سالم زمان كان بيحب حلاوتهم و عايز يتجوزها و عمي رفضها و لما أنا اتجوزته  اكتشفت انها صاحبت نوال كمان نوال اتجرأت تيجي عندنا علشان مصطفي.
حتي الشارع قسوته تحتمل،و لا تحتمل كلمه منه مبطنه بدنائته و خسته أنه لم يراها يوما أنثي معه.كانت تعلم أن معارضتها له لا تجدي نفعا و مع ذلك عارضته يعاملها أمام الجميع بحنو بالغ كما لو لم يرتكب جرما بحقها تذكرت كلماته جيدا ليله زفافهم
-دول فرضوكي عليا.
لولا الموقف و الزمان و المكان لأضحكتها الكلمه مثلما كانت تضحكها نكاته و هم صغار،لكنها اكتفت أن تهز رأسها بذهول،هي لا تكذب تلك الحقيقه هي فقط تستنكرها الان وضحت الرؤيه و هو يريد أخذ حق شقيقاه الأن شعر والده تجاهه أنه أب ،أليس هو نفسه المستنكر له و المتباهي دائما بأخواته، و هو ذاته الذي هدده بمنع أمواله عنه،اذا لم يتزوج من مريم، و كأنه لا قيمة له.
تذكرت يومها ردها علي اهانته فقد كانت صارمه القرار حاسمة القول
-أنا بعفيك من الجوازة دي و هقولهم اني مش قادرة أكمل معاك يا سالم.
كانت مريم صامته بعد حديثها الأخير تنظر الي الي ابنها المتعلق ببهيرة بشرود،خرجت من شرودها علي صوت هاتفها و هو يرن فأوقفته مدعيه الأسف، و تقدمت من بهيرة تضع كف صغيرها في كف بهيرة لتقلق بهيرة من تصرفاتها و تسألها بتوجس
-مالك يا مريم كبرى دماغك و خليكي في نفسك و في ابنك و اوعي تسمحي لحلاوتهم و لا نوال يهدموا ليكي حياتك. سالم بيحبك و أكيد عمي هيتراجع.
أوقفتها عائشه
-عمك هريدي كتب كل حاجه بيع و شرا لسالم النهارده و جوزك و مصطفي مالهمش حاجه كله راح يا بهيرة. و لا يمكن هيرجع تاني أنا عارفه.
نزل عليهم الخبر كالصاعقه و ظلوا صامنين كما لم يوجد أحد بالغرفه و لكن فجأه صاحت بهيرة
-لو علشان محمد مش بيخلف أنا ممكن أستحمل ان محمد يتجوز عليا و علي فكرة محمد لو اتجوز هيخلف العيب مني أنا صدقوني و أكيد عمي هريدي عمل كده بسبب تمسكه بيا.
هزت عائشه رأسها و هي تبكي علي حالة بهيرة
-الموضوع مش عليكي خالص يا بهيرة.طب ما هو عندك مصطفي أينعم مش عايز يتجوز بس عمك لو عايز يجوزه هيعملها من الصبح.
هزت مريم هي الاخرى رأسها
-لا مش هيقدر عارفه ليه يا مرات عمي علشان مصطفي مش بيجي بالغصب و لا بيهمه انه يتحرم من الميراث.مصطفي مش بيتجوز بنات الناس غصب.
  
نظرت اليها عائشه بألم
-أنا قلتله زيك كده يا مريم.قالي يبقي مش محتاج كفايه عليه المكتب الهندسي اللي مفتوح بفلوسي و محمد العياده اللي برضه من فلوسه.فلوس العلافه.
انتفضت بهيرة بخوف و هذت قائله
-خلوني أحمل بس و أنا أقسم بالله هخلف اولاد صبيان كتير هيخلوا عمو هريدي يرجع في حسبته. و يرضي علي الكل. ليه ياربي كده ليه؟
عائشه بحزن
-اهدي يا بهيرة.لو محمد شافك كده هيطلقك بجد و أنا مليش غيرك انتي و مريم في البيت ده انتم بناتي اللي ماخلفتهمش و يشهد ربنا اني حاولت.
انسابت الدموع من عيني مريم
-أنا كمان حاولت و فشلت سالم بقي يا جماعه. بس هتصرف مع بابا.
زفرت عائشه بحنق لأنها تعلم أن السبب في كل هذا والد مريم فأردفت
-مالوش لزمه يا مريم أصل أبوكي اللي زن علي دماغ عمك علشان يعمل كده.
هزت مريم رأسها بعدم استيعاب كيف لوالدها أن يفعل ذلك و تذكرت أمرا من الممكن أن يطيح بوالدها
-لا مستحيل بابا يعمل كده..سالم ملوش أمان حتي مع الكل.يا خوفي علي بابا و عمي و عليكي يا مرات عمي.
🌹🌹🌹 #مروه_البطراوى_موكا_سحر_الروايات
و ما ان أنهت حديثها حتي خرجت لهم مسرعه تريد البوح بالسر الذي يقطن داخل صدرها و الذي أرغمها سالم عليه توجه هريدي نحوها ليطمأن علي عائشه و يسأل لما ترفض رؤيته
-تعالي يا بنتي قوليلي مرات عمك كويسه و لا بتكذبوا عليا؟
ارتعشت مريم من قرب عمها فهي لم تشعر يوما أنه أبا لها
-عايزة أقولك علي حاجه مهمه يا عمي تخص بابا و اللي حصل النهارده.
لوى هريدي ثغره و أظلمت عيناه بحقد دفين عند ذكرها لوالدها و ما بدر اليوم
-خير يا مريم. ماله أبوكي. لسه حاسس اني سرقته في الصفقه الجديده و عايز يخربها؟
تنهدت مريم بحزن و حسرة علي علاقه الاشقاء و التي تتجدد في زوجها و أخواته مرة أخرى
-يا عمي انت معاك حق أبويا عايز يخربيها بس من حته تانيه هو اللي وز سالم يأثر عليك و تكتبله كل حاجه.
عقد هريدي ما بين حاجبيه بعدم فهم و استغرب موقف مريم من قراره أي امرأة بمحلها ستسر بما حدث و أن زوجها أصبح لديه كل شئ
-تقصدي ايه؟
ابتلعت مريم ريقها قائله
-قصدي ان أبويا عايز يبيعك كل حاجه.
نظر اليها بعدم تصديق و أردف بغضب
-أهبل أنا علشان أصدق انك بتفتني علي أبوكي؟
تنهدت بتعب و زفرت بحنق و أردفت برجاء
-بس دي الحقيقه.بابا عرف اني عامله توكيل لسالم.
رفع سبابته يحذرها و يتوعد لها كما لو كان جلادها
-اخرسي خالص.توكيل ايه ده اللي انتي بتتكلمي عنه؟
انتحبت و تملك اليأس منها في محاوله اقناعه فهو مثل ابنه
-يا عمي بلاش أنا و أبويا بس حرام عليك محمد و مصطفي .
انتبه سالم لمجادلتها مع والده و اقترب من خلفها و سمعها ليديره نحوه
-انتي هتيجي علي أخر الزمن تعلمي أبويا الحلال من الحرام روحي علميه لأبوكي.
جزت مريم علي أسنانها و تملك الغضب منها و قررت أنها لن تخرس لسانها هذه المرة
-انت اللي بدأت يا سالم لما مضتني علي توكيل عام بالحاجات اللي كتبها ليا أبويا علشان انتم ما تشاركونيش في الورث.
استمع محمد لحديثهم و هو خارجا من عندوالدته بعد ما هاتفته بهيرة و أعلمته بما بدر من والده و أن عليه التدخل لانقاذ ما يمكن انقاذه

 

تعليقات



×