اسكريبت العقرب المتحول الفصل الثاني 2 والاخير بقلم حور حمدان


اسكريبت العقرب المتحول الفصل الثاني بقلم حور حمدان 


اتجمدت مكاني، نفسي اتحبس، وعيني اتسمرت قدامي… مش قادرة ألف وأبُص ورايا، مش قادرة حتى أتحرك! سهى كانت واقفة عند الباب، عنيها واسعة بخوف وهي بتبص على الحاجة اللي ورايا…


لكن قبل ما أقدر أفكر في أي حاجة، حسيت بنَفَس بارد على رقبتي!

كأنه حد واقف قريب مني… قريب أوي!


شهقت بعنف، ورجعت بسرعة، جسمي اصطدم بحاجة صلبة… الكرسي! حسيت ببرودته في ضهري، لكن فاجأة… الكرسي نفسه بدأ يهتز، كأنه بيتنفس!


صرخت وأنا بحاول أبعد، لكن رجلي تعثرت، وكنت هقع لو مش سهى جريت وسحبتني بسرعة. مسكت إيدي بقوة، وجرينا بره الأوضة، قفلنا الباب ووقفنا نتنفس


"حور… الكرسي ده مش طبيعي! فيه حاجة غلط!" سهى قالتها بصوت متقطع من الخوف.


"أنا… أنا عارفة، بس مش عارفة أعمل إيه! كل ما أقعد عليه، الشخص ده بيظهر!"


سهى سكتت لحظة، وبعدها قالت:

"لازم نتخلص منه، بس مش بالطريقة العادية… واضح إن الموضوع مش مجرد أثاث مسكون!"


تاني يوم، دُخت أنا وسهى علشان نلاقي حد يفهم في الحاجات دي. وأخيرًا، حد دلنا على شيخ كبير في منطقة بعيدة. لما وصلنا له، حكيت ليه كل اللي حصل، وهو سمعني بهدوء، وبعدها قال بجدية:


"الكرسي ده معمول عليه سحر تسخير… الروح اللي بتظهرلك مش شبح، دي حاجة مربوطة بالسحر ده. لازم يتحرق!"


حرق؟! بصيت لسهى بقلق، لكن مكنش عندنا حل تاني. بالليل، خدنا الكرسي وطلعنا بيه على مكان مفتوح بعيد عن البيت. رمينا عليه بنزين، وبإيد مرتعشة، ولعت فيه النار


لكن قبل ما النار تلمسه، حاجة غريبة حصلت!


الكرسي اتحرك… كأنه بيرتجف، والدخان اللي كان بيتكوّن على هيئة الشخص اللي بيظهرلي، بدأ يطلع منه، لكن المرة دي… كان بيصرخ!!


غطيت وداني من الصوت المرعب، وسهى مسكت إيدي بقوة وهي بتقرأ آيات قرآنية. النار بدأت تاكل الخشب، والصوت اختفى تدريجياً… وبعد لحظات، الكرسي ماعدش موجود… بس إحساس غريب بالراحة حلّ في المكان.


وأخيرًا… انتهى الكابوس. أو ده اللي كنت فاكرة.


مرت أسابيع، وكل حاجة رجعت طبيعية، مفيش ظهور غريب، ولا أصوات مرعبة… لحد ما جه اليوم اللي أهلي قالولي فيه إن في عريس متقدملي، وحددوا يوم للرؤية الشرعية.


كنت متوترة، لكن حبيت أفكر إن الحياة أخيرًا بقت مستقرة، وإن اللي عديت بيه انتهى خلاص…


لكن اللحظة اللي دخلت فيها القعدة، وقابلت العريس لأول مرة…


اتسمرت مكاني!


العريس كان واقف قدامي، مبتسم بهدوء… ونفس الملامح الغامضة اللي كنت بشوفها على الشخص الي كان بيظهرلي من الكرسي كانت على وشه!


مش ممكن!


هو… هو نفس الشخص!


العريس كان واقف قدامي… بنفس الهدوء اللي شوفته في الشخص اللي كان بيظهرلي! نفس الابتسامة الباردة، نفس النظرة اللي عمري ما كنت فاهمة معناها…


اتسمرت مكاني، قلبي كان هيقف، عقلي مش قادر يستوعب… مش ممكن! الكرسي اتحرق، والسحر انتهى… إزاي؟!


كنت هقوم وأجري، لكن أمي لمست إيدي وهمست:


مالك يا بنتي؟


حاولت أتماسك، وأجبرت نفسي إني أبُص له، هو اتكلم الأول بصوت واطي وصوته كان مألوف بطريقة غريبة 


"وحشتيني يا حور… كنت مستني اليوم ده."


إزاي كلامه فيه نبرة كأنه يعرفني من زمان؟!


العرسان الطبيعيين مش بيقولوا كده أول ما يشوفوا العروسة، صح؟!


حاولت أهدي نفسي، أقنع نفسي إن ده مجرد تشابه… لكن مكنش كده! حسيت بجسمي بيتجمد، والرعب بدأ يتملك مني تاني…


وقتها، سهى اللي كانت قاعدة على جنب، بصّت له بحدة، وقالت بصوت مهزوز:


"إنت… إنت مين بالضبط؟"


العريس ابتسم بهدوء، ورَكّز عينه عليا، وبصوت واطي قال:


"عارفة الكرسي اللي حرقتيه؟ كان بوابة… وأنا كنت مربوط بيه."


اتجمدت، وقلبي بدأ يدق بجنون! إيه اللي بيقوله ده؟!


"بس لما اتحرق، اتحررت… وبقيت أقدر أكون هنا… معاكِ."


أمي وأهله بصوا لبعض باستغراب، مش فاهمين هو بيتكلم عن إيه… لكن أنا وسهى كنا فاهمين كويس!


سهى قامت بسرعة ومسكت إيدي، وهمست بصوت متوتر:


"حور… نقوم نمشي!"


لكن قبل ما نتحرك، العريس بصلي نظرة باردة وهمس:


"ليه خايفة؟ مش أنا كنت معاكِ طول الوقت؟ مش كنتِ بتعيطي وأنا بسمعك؟ دلوقتي بقيت حقيقي… تسيبيني؟"


حسيت بجسمي بيتنفض، ودموعي غرقت عيني… مش عارفة أهرب، مش عارفة أصرخ…


لحد ما سمعت صوت سهى وهي تصرخ بقوة:


"اقري قرآن يا حور!!!"


بلعت ريقي، وبدأت أتمتم بآيات قرآنية، وأنا حاسة بجسمي بيرتعش… لكن كل ما كنت أقرا، ملامحه كانت بتتغير! وشه بدأ يتبدد… زي ما كان بيحصل معاه لما كان بيظهر على الكرسي!


فجأة، كل حاجة بقت ضبابية… صوتي بدأ يعلى، وكل ما كنت أقرا أكتر، كان بيختفي أكتر…


لحد ما فجأة…


اختفى!


كان قاعد قدامي، واختفى!


فضلت قاعدة مكاني، جسمي كله متخشب، والكل كان باصصلي بصدمة… مش فاهمين إيه اللي حصل! لكن سهى بصتلي، وعرفت… وعرفت إن الكابوس أخيرًا خلص.

مر وقت طويل، والموضوع ده محدش قدر يفسره… مفيش أي حد اسمه الشخص اللي اتقدملي، أهله نفسهم مش عارفين هو راح فين! كأن ماكنش موجود أصلاً…


لكن أنا عارفة… عارفة إن الكرسي ده كان مسجون فيه حاجة… حاجة مش من عالمنا!


واللي شفته… عمره ما كان مجرد كرسي.

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×