رواية تحت وصاية الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم نورا نبيل


 رواية تحت وصاية الشيطان الفصل الثاني 

"صغيرة تتحدى الشيطان"
حين كانت لارا تخطو بحذر شديد ،وهى ممسكه بحذائها بيدها ،وحين تيقنت انها كادت ان تبلغ الدرجه الاخيرة بسلام دون خسائر ، وايضا دون ان يلمحها احد .
اغمضت عينيها ،واخذت تبتهل الى الله شاكرة انها قد نجت من ذلك المتعجرف ليون الذى يظن انه ملك ،والجميع حاشيته.
لكن حين كادت ان تخطو متجاوزة اخر درجه أصتدمت بجسد صلب مما جعلها ترتد للخلف بذعر،وهى ترتجف من

شده الفزع ،رفعت رأسها لتطالع وجه ليون الغاضب بشده

الذى ماأن شاهدها حتى صاح بها بغضب،وهو ينظر اليها نظرات غاضبه، وقد كز على اسنانه, وبرزت عروق عنقه ، واحمرت عيناه من شده الغضب هدر بها قائلا:-
انت ايتها الطفله المشاغبه الم احذرك من الا تخالفى اوامرى اين تظنين انك ذاهبه بمثل هذا الوقت المتأخر.؟

تعلثمت لارا ثم صمتت ،ولم تجد ما تجيبه به كأن كل القوة التى أدعتها قبل ان تصتطدم به قد ذهبت أدراج الرياح .
هدر بها بغضب مرة اخرى قائلا:-
ماذا حدث لك؟ هل أكلت القطه لسانك؟ لماذا لا تتحدثين ؟

وقف قبالتها يرمقها بنظرات مسليه كأنه يستمتع بخوفها منه جاهد كثيرا ليتحكم بأعصابه امامها فهو لايدرى لما ذا

كلما شاهدها تثير بداخله براكين الغضب ؟

تحدثت اخيرا لارا بصوت شبه مسموع ،وهى تنظر الى موقع قدميها متحاشيه النظر اليه.
قالت بصوت خافت يكاد يكون مسموعا :-
انا اردت الخروج لأستنشق بعض الهواء بالحديقه لقد شعرت انى بحاجه لأن اخرج للحديقه قليلا هل هذا ايضا غير مسموح به ؟

ليون بغضب شديد ،وقد اسودت عيناه من شده غضبه هدر بها غاضبا :-
ليكن بعلمك ايتها الصغير ة هذا المنزل له قواعد ،وعليك بأتباعها حتى لا تثيرين غضبى ،ولا اضطر ساعتها لاعاقبك عقاب لن تتخيله بحياتك .
اتعرفين كم الساعه ؟الأن لقد تجاوزت الحاديه عشر .
هل تعتقدين ان هذا الوقت مناسب لتخرجى؟ الى الحديقه
الم احذرك من قبل؟ ان هذا المنزل له قواعد يجب عليك أتباعها.؟

لذلك تلك المرة الاخيرة التى سأنبهك بها ممنوع الخروح من المنزل بعد الساعه الثامنه ،ويجب عليك ان تتبعى اوامرى ، وتنفذيها خيرا لك ،ولا اريد ان اراك خارج غرفتك الا فى مواعيد الطعام الرسميه ، والأن هيا الى غرفتك ،لقد حان وقت النوم .

لارا :- بتذمر ،وهى تدبدب بقدمها بالارض ،ولكنى مللت من الجلوس بغرفتى ،وانا ايضا جائعه ، فأنا لم اتناول شئ اليوم.

ماان تفوهت لارا بتلك الكلمات الا،وانفجر بها ليون غاضبا :-
من السبب بعدم تناولك للطعام؟ الم تغضبى ؟،وتتركى الطعام عقابا لك ليس هناك طعام لك هيا الى غرفتك ،

ركضت لارا الى غرفتها غاضبه ،وهى تسبه،وتلعنه بصوت خافت قائله:-
تبا لك ايها المتعجرف المتسلط عديم الشفقه ماذا تظن نفسك ؟ هل تظننى جاريتك انت تصدر اوامر ، وعلى التنفيذ دون اعتراض فلتذهب الى الجحيم .
دلفت الى غرفتها،وصفقت الباب خلفها بعنف

مما زاد من غضبه ،واقسم ليون لنفسه قائلا:-
لو لم تكن طفله صغيرة لصفتعها على وجهها.واعطيتها درسا لن تنساه طفله مزعجه .
صعد الدرجات الباقيه ، ببطئ نظرا لالم قدمه التى بدء يصيبها التشنج من كثرة ما وقف عليها .
دلف الى غرفته ،بدل ملابسه ثم استلقى على الفراش ،وضغط على زر أستعداء الخدم.
جائت له الخادمه بعدوقت قليل طرقت على باب الغرفه فأمرها بالتقدم اليه.

دلفت الخادمه الى الغرفه تحدثت قائله :-
اوامرك سيدى انا فى خدمتك هل اجلب لك شئ؟

ليون :-
اجلبى لى كوب من الحليب ،واعدى بعض الشطائر للفتاه وكوب من الحليب ، واذهبى بهم اليها.

احنت الخادمه رأسها له احتراما قائله :-
حسنا سيدى دقائق ،وسأعد هم ،وسأذهب لها بهم .

ذهبت الخادمه ثم اعدت الطعام ،وطرقت على باب غرفه لارا فتحت لها المربيه الباب ، وأخذت منها الشطائر،

ثم دلفت الى الغرفه ،وتحدثت برفق الى لار قائله:-
لا تغضبى يا ابنتى من ليون هو يمتلك قلبا من ذهب لكن ما مر به ليس قليل لقد عانى كثيرا الى أن اصبح على تلك الحاله التى أصبح عليها الأن ان ليون بالماضى كان شاب رائع ،ويحب المرح ، ويغمر الجميع بعطفه لكن منذ الحادث الذى اصيب به انقلبت حياته رأس على عقب تأكدى يا ابنتى انه يدعى القسوة ليبتعد عنه الجميع فهو لم يكن يوما قاسى القلب.

نظرت اليها لورا بتعجب ثم توجهت اليهابالسؤال للخادمه قائله ،وهى يتأكلها الفضول لتعرف قصته:-
ماذا حدث له ؟ارجوك اخبرينى اود ان اعلم ماذا اصابه ليجعله هكذا ؟

الخادمه :-
انا اسفه لا يحق لى ان احدثك فى اى شئ هذا غير مسموح لى لكنى على يقين انه سوف يأتى اليوم الذى تعلمين به كل شئ عنه.

لارا :-
بتذمر مدعيه الغضب لكنى لا اريد اى طعام الم يعاقبنى هو ، ويمنع عنى الطعام هيا خذى الطعام فأنا لست جائعه.

تدخلت مربيتها لترمقها بغضب ،قالت:-
اسفه يا ابنتى اتركى الطعام ، وعودى الى عملك انها لازالت طفله صغيرة ينقصها الكثير من الخبرة.
انصرفت الخادمه ،ثم توجهت لغرفته طرقت الباب فأذن لها ليون بالدخول فتقدمت لحيث يجلس ثم وضعت الشطائر ،وكوب االلبن على االمنضد ة المجاورة له نظر الى الشطائر ، ولم يتحدث أستاذنت الخادمه بالمغادرة فأذن لها

اخذ احدى الشطائر ثم قضم منها قضمه ، وارتشف القليل من كوب الحليب.
ثم حين انتهى مد يده ليطفئ الانوار الى جوارة ،وأستلقى على الفراش ،وتدثر بالغطاء جيدا ،ثم غرق بنوم عميق .
مراليوم ،وفى صباح اليوم التالى نهضت لارا ثم توجهت الى
خزانه الملابس ،وحين فتحتها على مصراعيها وقف تنظر اليها بصدمه غير مصدقه كم الفساتين المعلقه بالخزانه وقفت تتأملهم بصمت ،تفكر بينها وبين نفسها بحيرة شديده
حدثت نفسها قائله:-
ترى متى جائت تلك الملابس ؟انا لم أشاهدها بالأمس بالخزانه.
اقتربت منها مربيتها احتضنتها بود قائله :-
لقد ارسلهم السيد ليون صباحا مع احد الخدم ،اخذتهم ، وقمت بوضعهم لك بالخزانه ارأيت يا لارا كم هو طيب القلب؟

لارا:-
كلا هو ليس حنون او ذو قلب رقيق اواى شئ من هذا القبيل كل ما هنالك أنه فقط يشعر بالشفقه من أجلى لذلك جلب من اجلى تلك الاشياء .

مربيتها :-
كفى ثرثرة فارغه يا لارا ،وهيا اذهبى للأغتسال ، حتى تهبطين الى الاسفل لتناول الافطار ،ويجب ان تقدمى الشكر لليون .

تذمرت لارا بغضب طفولى ،وذمت شفتيها ثم هتف قائله :-
لكنى انا لا احب الحديث معه انه دائما يعاملنى بقسوة ويحتد فى حديثه معى دائما .
ارجوك داده لا اود ان احدثه .؟

مربيتها :-
هيا لارا اذهبى للاغتسال ، وكونى فتاه مطيعه يجب ان تقدمى له الشكر ، وتحاولى ان تثبتى له انك فتاه مطيعه ،حتى لا يظن انك دائما مشاغبه وتودى معارضته دائما.
انصرفت لارا غاضبه ،وهى تدبدب بقدمها فى الارض، من شده غضبها .
ثم حين انتهت من الاغتسال خرجت،وهى تحيط جسدها بالمنشفه .
اقبلت عليها المربيه ،وساعدتها بأرتداء الفستان الذى أمر ليون بأن ترتديه .
كان فستان باللون الابيض مزركش بالستان ذواكمام قصيرة ارتدته لارا ثم صففت شعرها ،وهبطت ،الى حيث توجد غرفه الطعام كانت ترتجف من الخوف ،وهى متجهه الى الغرفه تقدم قدم ،وتؤخر الأخرى.
حين اصبحت امام الغرفه دلفت بهدوء ،وعيناها بالارض،وهى ترتجف من شده رهبتها منه جذبت المقعد ،وجلست تتناول الافطار بصمت تام حين انتهى الافطار تقدمت اليه لارا ،وهى مزعورة منه ،وهى تخشى ان يغضب عليها كعادته كلما التقاها .

وقفت امامه ثم تحدثت بصوت يكاد يكون مسموع قائله :-
اشكرك على كل ما جلبته لى رفع ليون عينيه اليها ليرمقها بنظرات غامضه ،وهو يتفرس بملامحها محاولا ان يستكشف نواياها.

صمت قليلا ،ولم يجيب عليها فى الحال كادت ان تغادر الغرفه غاضبه ،وهى تلعن نفسها انها أستمعت لحديث المربيه انها يجب ان تقوم بتقديم الشكرله .
قبل ان تغادر الغرفه اوقفها صوت ليون الحاد قائلا:-
لارا انتظرى الى اين انت ذاهبه ؟ هل سمحت لك بالمغادرة؟

لار بتذمر :-
لكنك لم تجيب على حديثى لك لذلك قررت المغادرة .

ليون :-
حسنا لا داعى للشكر هذا واجبى تجاهك الى اين سوف تذهبين الأن ؟

لارا:-.
سأخرج للجلوس بالحديقه قليلا ثم اكملت بتذمر ام هذا غير مسموح الأن ايضا؟
ليون:-.
يرمقها بنظرات غامضه ثم يجيبها قائلا:-
كلا ايتها المشاكسه الصغيرة مسموح هيا أذهبى أستمتعى بوقتك لكن احذرك لا تصدرى اى ضجه حتى لا تثرين غضبى هيا انصرفى.

غادرت لارا الغرفه ،وهى تشعر بالغضب منه فهو ،وهو يتقبل شكرها له يعاملها بغرور ،وكبرياء،ويصدر اليها الأوامر.
خرجت الى الحديقه لتجلس على المقعد المجاور من المسبح ،واخذت تتأمل الحديقه ،والزهور النادرة التى يعبق رائحتها بالجو مما يزيد من روعه المشهد بالحديقه ،ويضفى عليها جو من السحر .

اتجه ليون لغرفه مكتبه لينهى الاوراق المطلوبه منه ،وليجلس بأنتظار المحامى ليجلب له اوراق الوصايه ليقوم بأمضائها ،أثناء ماكان جالس خلف مكتبه
بعد قليل نهض عن مكتبه دفعه الفضول ليلقى نظرة على لارا ليرى ماذا تفعل بالحديقه؟

قام بأزاحه الستائر ،وفتح النافذة ليقف يراقبها ،وهو مستمع ،وغزت ابتسامه شفتيه رغما عنه على تصرفها الطفولى كانت تركض خلف الفراشات ، وتنثر المياه حولها.
عندما المته قدمه من كثرة ارتاكازة عليها عاد ليجلس مرة اخرى مكانه ،وبداخله شعور غريب بالسعاده يغمرة لمجرد رؤيتها تمرح ،وتركض بالحديقه .
قرر الا يجعلها تتسلل الى داخله دون ارادته حدث نفسه قائلا:-
يجب الا افكر بها نهائيا انها ليست سوى طفله صغيرة
يجب الا اجعلها تحتل عالمى انا لن اشاهدها مرة اخرى ،وحتى الطعام ساجعلهم يرسلونه الى غرفتها لا اريد ان اواجها مرة اخرى.
قر ر ليون ان يشغل نفسه بالعمل ،فجلس يكمل مرااجعه
الاوراق بعد قليل دلف المحامى الى الغرفه ، ومعه اوارق الوصايه الخاصه بلارا
قام ليون بأمضائها ، وظل يعمل حتى وقت متأخر حتى انه رفض ان يذهب ليتناول الطعام برفقت لارا ، وطلب من الخادمه ان تجلبه له بغرفه المكتب .
اما لارا كانت تشعر بالراحه لكونه لم يشاركها الطعام .
ثم حين انتهت من تناول الطعام صعدت لغرفتها لتنال قسطا من الراحه.
بقى ليون يعمل بغرفه المكتب لوقت متأخر من الليل .
شعرت لارا بالملل من كثرة بقائها بغرفتها فقررت ان تذهب لتتفحص الغرف فطالما تمنت ان تشاهد تلك الغرف من الداخل ذهبت الى اول غرفه شاهدتها ، وهى تتسلل بحذر حتى لا يراها احد ثم دلفت الى الغرفه
، وهى تتلفت يمينا ويسارا لتتأكد ان لا احد يراها ثم اغلقت الباب خلفها بهدوء شديد حتى لا تصدر ضجه ماان اصبحت داخل الغرفه حتى أخذت تتأملها بتأنى كان اثاثها راقى ،لكن يحيط بها جو من الحزن ، والكأبه الستائر ذات لون اسود ،ويبدوا انها لم تفتح منذ طويل ولون الطلاء قديم ،وباهت مما يدخل الكأبه على النفس لطالما ارادت ان تشاهد جميع غرف القصر لكنها تخشى من غضبه فهى لا تدرى ماذا سيفعل لو رأها هنا؟ اخذت تتفحص كل شئ بالغرفه فوقع نظرها على صورته التى تتوسط المنضده المجاورة للفراش ممتا جعلها تضع يدها على فمها لتشهق بفزع قائله :-
يا ألهى انها غرفته يجب ان اسرع للخروج من هنا فلو شاهدنى هنا سوف يعاقبنى أشد عقاب.
ركضت بأتجاة الباب لتخرج لكن حين اوشكت على ان تدير مقبض الباب تناهى الى سمعها صوت خطوات قدامه بأتجاهها فأرتبكت لا تدرى ماذا تفعل مما جعلها تتسمر مكانها من شده الصد مه ،وهى ترتعش من شده الخوف لاتدرى ماذا تفعل؟

تعليقات



×