امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثاني
احتضن مخاوفك بقوة بين ذراعيك وإياك أن تتركها فتلتف من حولك كما الإعصار وتسحبك إلى داخلها وتنتهي أنت، عليك أن تمسك بها والحذر لا يفارقك فهي خليط سمه لا ترياق له.
حمل رحيم الحقيبة التي تحملها ديمه بخفة ونظرت هي اليه بتقييم دون ان يلحظها تسعى الي فك شفرة تلك الشخصية، فهي ورغم حداثة سنها تتمتع بثقة وثقافة نابعة من محيط نشأتها، اعتادت منذ الصغر على الحرية المشروطة بما غرسه يزيد وسهيلة بداخلها من عادات وأسس دينيه لا غنى عنها وسط أمواج الغرب العاتيه، من وجهة نظرها رحيم مراهق على أعتاب الشباب وتصرفاته متخبطة فينعكس ذلك على طريقته الفظه في التعامل معها كلما سنحت لها الفرصة وأتت إلى مصر كزيارة.
اختطفتها ميادة من شرودها بحب وسعادة تحتضنها بلهفة قائلة
حبيبة قلبي نورتي مصر كلها، بابا وماما اخبارها ايه طمنيني عنهم وحشوني جدااا
ديمة بحب وامتنان : thanks my sweety, I miss you so much
ناظرها رحيم باشمئزاز قائلاً:
كلميها عربي وبلاها منظرة.
ديمة بحدة : وانتِ دخلك ايه يا…
رحيم بغضب : ايه انتِ دي، ممليش عينك اياك!!
ديمة بحدة طفيفة : أنا مش اعرف عربي مظبوط اوك، كمان..It's none of your business
كاد أن يجيبها لكن صوت والدته منعه بعدما تحدثت ميادة الي رحيم بلهجة آمرة قائلة بتحذير
اياك مرة تانية تعلي صوتك علي واحدة بنت أو تتعصب بالشكل ده مفهوم؟
رحيم محاولاً السيطرة علي عصبيته..:
حضرتك مسمعاش كلامها!
ميادة بغضب جعله يتراجع عما بدر منه:
اعتذر حالا؛ واول ما نروح البيت ملكش علاقة بديمه نهائي يا رحيم والا هيكون ليا تصرف تاني معاك، تقريباً انت نسيت الأصول.
حاولت ديمة السيطرة علي ما يعتريها من غضب بعدما شاهدت اذعان رحيم واحترامه لمياده فهدأت نفسها قليلاً وادركت أنه لا ينبغي عليها ترك العنان لانفعالها الغير مبرر فهمست بتوتر قائلة
I'm sorry Raheem, أنا آسف كتير بس رحلة طيران كانت صعبة ومرهقة
تحدث بصوت يغلفه الهدوء
مفيش داعي للأسف، أنا الغلطان من الاول، حمد الله على سلامتك.
توجه بخطوات مسرعة إلى السيارة الواقفة خارج المطار بانتظارهم فاسرع إليه السائق يساعده في حمل الحقائب لكن رحيم اعترض طريقه بأدب قائلاً
متتعبش نفسك ياعم رجب، الشنط خفيفة، شغل انت بس العربية علشان نتوكل عالله.
…………………………………………………..
في المساء
التمَ افراد عائلة نوح السياف حول مائدة الطعام يتبادلون أطراف الحديث مع الضيفة المنتظرة والتي يرى بها الجميع مثلاً للجمال والتحرر دون انحلال بينما رحيم قد اكتفى بالبقاء بغرفته متعللاً برغبته في بعض الراحة
تحدث نوح بود الي ديمة قائلاً:
رأيك ايه بالوكل يا ديمه؛ ميادة هتعرف تطبخ ولا لاه؟
ابتسمت ديمة باحترام قائلة:
ديدا أكلها perfect ؛ هو صحيح مختلف عن أكل ماما سهيلة بس اختلافه جميل.
ميادة باشتياق : أد ايه وحشاني ونفسي أشوفها هي وبابا.
ديمة بحزن : دي أول مرة أسافر وابعد عنهم ؛ ومتشكرة جدا يا ديدا انك اصريتي أقعد معاكم فترة دي فعلا كنت محتاج أغير جو؛ thanks لحضرتك كتير، قالتها لنوح ووجهها يعبر عن مدى امتنانها له
اجابها نوح بجدية ودون تردد
عيب؛ هتشكريني وانتي كيه سهيلة البيت بيتك يا ست ديمه.
التفتَ إلى ميادة قائلاً بينما يهم بالقيام من مجلسه:
أني طالع أتحدت مع رحيم في موضوع يا ميادة اعمليلي كوباية شاي مظبوطة من يدك وهاتيها…
صعد نوح الي غرفة رحيم واقترب مروان وسهيلة بترقب من ديمة قائلين بطريقة مرحة:
يدك عالهدايا والشوكلاته اللي اتفجنا عليها
قهقة ديمة قائلة:
حاضر؛ أنا جبت حاجات كتييير يلا بينا نشوف.
………………………………
اعتدل رحيم في جلسته بعدما دلف نوح إلى غرفته، فأشار اليه أن يبقى كما هو قائلاً
خليك نايم، أنا كنت چاي اطمن عليك، منزلتش تتعشى ليه؟
رحيم : مليش نَفس، أكلت سندوتشات من كافتيريا واحنا رايحين المطار ومن وجتها بطني بتوچعني.
أسرع نوح إليه وكاد أن يتعثر من فرط قلقه لكن يد رحيم ساندته وتحدث إليه يطمأنه قائلاً
مفيش حاچة تخوف، انا بس…
نوح بحدة : انت ايه، كام مرة اتفجنا مفيش اكل برة البيت، جوم خلينا نروح لسلمان يطمن عليك ونشوف فيك ايه.
رحيم بجدية : لاه، أنا هنام شويه ولما اصحى باذن الله هبجى تمام.
نوح : رحيم اسمع الكلام أحسن
رحيم : اطمن يا بابا
اومأ نوح إليه وأولاه ظهره لكنه التفت إليه مرة ثانية وتحدث بترقب
أروح اچيبلك أنا الدكتور لو مش جادر تروح؟
ابتسم رحيم وتحدث بتأكيد : والله لو فضلت تعبان هروح بنفسي، بس بعد اذن حضرتك كان ليا طلب عندك.
نوح بإنصات
خير، عاوز ايه، محتاچ فلوس؟
رحيم بتردد : لاه معايا فلوس، أنا بس كنت بفكر اعزم آثر ابن خالتي على الحفلة
نوح بامتعاض : مفيش فايدة يا رحيم، يابني سيبك من العالم ديه، كانت غلطة والله لما وافجت على الصلح وياهم
رحيم بترجي : ارچوك، انت عارف اني مليش أصحاب وآثر الوحيد اللي اعرفه.
نوح : خلاص اعمل اللي يعچبك، اعزمه بس اعمل حسابك هو وبس
رحيم بطاعة : حاضر، متشكر چدا لحضرتك.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
وبلاد الحب لا حدود لها ولا سدود تمنع المحبين عن العبور كيفما شاءوا، فإن تركنا أيامنا تشيد حدوداً وبات الوصال شاقاً اختنق الحب وصار سجيناً....
ازداد شعوره بالغضب من فرط استسلامها لما يفعله أطفالهم، تتابع هاتفها دون اكتراث إلى أن صاح بحدة قائلاً :
چرى إيه يا رباب، مسمعاش العيال وهما بيكسروا الألعاب وبيصرخوا، ده صوتهم مسمع لآخر الشارع!
اجابته بغيظ قائلة :
وأنا هعملهم ايه، بضربهم ومفيش فايدة
چاد : وأنا بكَلمك عشان تضربيهم إياك، يا رباب الله يكرمك ركزي مع الولاد شوية وبعدين حرام كل يوم والتاني موبايل متكسر ولا شاشة تليفزيون، مفيش حاچة في البيت بتفضل يومين سليمة.
ابتسمت بنعومة ناظرة إلى أطفالها قائلة :
يعيشوا ويكسروا، وبعدين يا چاد لساتهم صغيرين بكروا يفهموا كل حاجة.
حبس أنفاسه مستغفرًا فهو لا طاقة به لشجار جديد وجلس إلى جوارها يسعى إلى مساعدتها فهو على دراية أن المسؤولية ليست بهينة ورباب ليست قادرة على حملها بمفردها
ابتسم إليها بود قائلاً
الصغير مسيره يكبر ولو هملناه من غير ما يفهم الصح والغلط بيطلع عوده مايل.
إيه رأيك تروحي تجعدي ساعتين مع ميادة، وحاولي تسأليها ازاي تعاملي العيال دي بأسلوب فيه شدة بس من غير ضرب، جتتهم هتنحس من كتر الضرب.
رباب بتأفف : يا سلام واسأل اختك ليه كانت خبيرة أسرية!
جاد بهدوء : بيجولوا اكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة وهي كَبيرة عنك بسنين وماشاء الله عيالها مؤدبين والكل بيحلف بيهم.
رباب بحدة وغيرة : وأنا مش محتاچة مساعدة ولا رأي من حد ولا أنا چاهلة ولا صغيرة، انت بس خليك في شغلك وملكش صالح بيا أنا وولادي احنا تمام أوي.
جاد بيأس : براحتك، أنا ماشي، عاوزة حاچة؟
رباب بدلال : هتمشي وانتَ مكشر وزعلان مني؟
جاد مبتسماً رغماً عنه : يهمك يعني؟
اقتربت منه بلهفة وهمست بحب :
ومين غيرك هيهمني يا چاد، انت بس اللي دايماً مشغول وبعيد عني.
جاد : وبعدهالك، هتدلعي دلوك وبالليل ارچع كل يوم تكوني نايمة والواد الصغير نايم في حضنك
رباب بخجل : هتغير من فارس، ده روح جلبي!
جاد بغيظ : اكده، طيب خليه ينفعك.
تحرك بغضب مصطنع فهرولت في عقبه قائلة
چاد، استنى بس، ياحبيبي أنا بهزر معاك، ده انت نور عيني.
جاد ناظراً إليها بمكر : كلام، مهاخدش منك غير كلمتين برو عتب.
قهقة هامسة : برو عتب بردو، ماشي يا حبيبي متزعلش وبالليل هترچع ان شاء الله تلاجيني صاحية ومستنية، بس انت أوعى تتأخر
جاد بلهفة ورغبة في قربها : ان شاء الله هرچع بدري، يلا سلام عليكم يا أمريكاني انت.
قهقة رباب بسعادة وغادر جاد إلى عمله.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
بعض الوجوه كما الضوء الذي انجبته ألسنة النيران الحارقة، ضوء كاذب يدعونا للقرب حتى إذا ما اقتربنا التهمنا بضراوة
تحدث اسماعيل بمزاح يحمل بين طياته الكثير من الحقد قائلاً
الكفاءة لوحدها مبقتش شرط ياعم، عندك مثلاً الدكتور سلمان أصغر واحد فينا ومسيطر على كل شغل المستشفى والإدارة.
تحدث آخر بصوت خافت لكنه لم يخف على مسامع باقي زملائهم قائلاً بتحذير
يابني اسكت وكل عيش بدل ما عصفورة من اللي شغالين معانا تروح توصله الكلمتين
اجابه اسماعيل بجرأة وكره : وأنا عملت ايه يعني ده رأيي وانا حر فيه.
تدخلت إحدى الأطباء قائلة بسخرية
المشكلة انك قدامه حاجة تانيه خالص.
انتفض اسماعيل من مجلسه قائلاً بغضب
قصدك ايه يا دكتوره سمر ؟
اشاحت بوجهها عنه واستكملت عملها قائلة
قصدي واضح، بلاش أسلوب اللف والدوران ده يا جماعة لو حد متضايق يروح ويواجه.
تدخلت سماء قائلة بشجاعة
الحقيقة دكتور سلمان إنسان محترم ومتواضع ده غير انه دكتور فوق الممتاز وكون انه شريك في المستشفى فدي أرزاق.
القى اسماعيل كلماته بوجهها وكأنه إعصار قاتل متحدثاً بصوت قاسي كحاله :
والله عال الست الشيخه هتعملنا فيها الملاك البريء.
نظرت إليه بصدمة قائلة بتحذير :
لو سمحت يا دكتور اسماعيل بلاش تتكلم معايا بالطريقة دي انا بقول رأيي زيكم ومغلطتش في حد.
تهكم بسوقية هامساً بصوت يوحي بمدى احتقاره لها قائلاً :
مبقاش غير حتة ممرضة كمان تعلمني الصح والغلط.
سماء بصوت مذبذب وقد اختنقت بدموعها الراغبة في الخروج :
مالها الممرضة، الحمد لله سمعتي بين الكل زي الفل، وبعدين انا بكالوريوس تمريض يعني خريجة جامعة زيك بالظبط.
اسماعيل بجنون : انتِ اتجننتِ يابت انتِ ولا إيه، اه صحيح تلاقيكِ بترسمي علي تقيل ومفكرة ان الكلمتين بتوعك هيوصلوا للدكتور سلمان ووقتها يبصلك ولا حاجة، الصنف بتاعك ده بيمر علينا كتير.
ودون تردد منها رفعت يدها عاليا وصفعته بقهر قائلة :
اخرس، انتَ إنسان قليل الأدب ومفكر الناس كلها زيك
تداخلت الأصوات الصياح وفقد اسماعيل ثباته وكاد أن يفتك بها لولا تدخل سلمان الذي أتى مهرولاً بعدما وصل إلى مسامعه صوت الاشتباك
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
تناول يزيد فنجان القهوة ووضعه فوق الطاولة بشرود إلى أن سألته سهيلة باهتمام
مالك يا يزيد، من وقت ما كلمت اخوك يسري وانت شارد؟!
يزيد : تعبت يا سهيلة، بقالي سنين بحاول اقرب منه واعوض بعدنا عن بعض بسبب تصرفاته ومفيش فايدة، متصل عاوز فلوس ولما قولتله أنا لسه باعتلك الشهر اللي فات وجعني بكلامه، تخيلي بيقولي اخد وانت عايش ما أنا هورثك بعد موتك.
شهقت سهيلة بفزع ووجع من أجله واختنقت بضعف لكنها استجمعت ثباتها وضمته بحنو قائلة :
معلش يا حبيبي، انت عارف ان يسري طول عمره أفكاره غريبه ودخوله السجن اثره فيه برده.
يزيد بحزن : وهو اتسجن ليه، ما هو كله بسبب تهوره وجنونه، كان طايح مفيش حاجة يعملها غير السهر والمسخرة وفي الاخر كان هيموت راجل مسكين بعد ما خبطه بالعربيه وهرب وسابه مرمي عالطريق.
سهيلة : انت الكبير برده، اديله الفلوس اكيد محتاجها
يزيد بجدية : مش هياخد ولا مليم، أنا محوله اكتر من ١٠٠ ألف جنيه، مستحيل يكون صرفهم كلهم، والخوف انه يكون رجع للقمار من تاني وأنا مش هضيع فلوسي في الحرام واشيل ذنب علشانه.
سهيلة باكية بألم : كله بسببي أنا، أخوك طمعان لأنه عارف انك مخلفتش وأنا السبب، كنت أنانية وسمحت لنفسي احرمك من حقك.
نهرها بحدة قائلاً
أنا كنت رافض أقولك بسبب كلامك ده، بتلومي نفسك انك اتجوزتيني، مستكترة عليا احقق حلم حياتي يا سهيلة، والله العظيم عمري ما ندمت على جوازي منك ولا حتى بيني وبين نفسي، كل الحكاية إني خايف عليكم، خايف أموت واسيبك انت وديمه تحت ايده وللأسف يسري ميهموش غير الفلوس وبس.
سهيلة بخوف : هو جاب سيرة ديمه
اومأ بقلة حيلة قائلاً :
تخيلي بيطلب يجوزها لابنه ولما قولتله انها لسه صغيرة قالي عادي يستناها.
سهيلة : وهو ابنه ده مش متجوز قبل كده؟
يزيد : ايوة، مطلق بس شايف نفسه وناوي يقيم هنا عاوز يفتح شركة استيراد وتصدير
عم الصمت قليلاً إلى ان قالت سهيلة
وهيجيب فلوس منين يا يزيد، مش بتقول ان يسري مش معاه فلوس
يزيد بتركيز : مش عارف ومش هتفرق أنا كل اللي عاوزه يبعدوا عننا
سهيلة : متشغلش بالك وتكبر الأمور، يسري برغم عيوبه بس قلبه أبيض ومستحيل يأذينا وبعدين انت عاوز تتعب والست ديمه ترجع تتخانق معايا
ابتسم يزيد وأغمض عيناه فوق كتفها وتمنى بداخله ألا يصدق حدسه تجاه أخيه.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
اندست بشقاوة تحت الغطاء تتثاءب بتعب بينما نوح يتطلع إليها بدهشة إلى أن قالت :
بتبصلي كده ليه يا نوح، وحشتك ولا إيه؟
نوح بحب : اكيد، بتوحشيني وانتِ چوة حضني يابنت خالي.
انتعشت روحها وابتسمت برضا إلى أن همست إليها بخفوت وكأنها تفضي اليه بسر خطر :
تعرف رحيم النهاردة اتخانق مع ديمه، كان غيران منها بس أنا زعلت منه لأنه اول مرة يبقى عصبي كده.
نوح : هيغير من ديمه ليه؟
ميادة بحزن : رحيم متعلق بيا اوي، بيخاف لما اهتم بحد غيره بزيادة، ويمكن اتضايق لما شاف اهتمامي بديمه.
عارف يا نوح كل اللي حوالينا مش قادرين يفهموا ارتباطي برحيم، أنا بحبه غصب عني، ربنا غرس حبي ليه من أول يوم شفته وشالته ايديا وهو كمان يستاهل الحب ده، بحس انه حته منك انت.
نوح بامتنان : صدجيني يا ميادة تربيتك لرحيم ورعايتك له دين في رجبتي وچميل على راسي ليوم الدين.
ميادة : بتشكرني على تربيتي لابني، رحيم زي رائد وسهيلة وأحسن منهم كمان، انت مش متخيل سعادتي بيه واد ايه فخورة بتفوقه، ان شاء الله هيبقى حاجة كبيرة أوي وتعبنا مش هيضيع.
نوح بتمنى : ياريت، بدعي ربنا ليل نهار إنه ميخذلنيش.
ميادة : لسه يا نوح، لسه قلقان؟!
نوح : لحد ما أموت، ما هيحسش بالنار غير اللي انكوى منيها سنين يا جلبي.