![]() |
رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل التاسع والعشرون بقلم رحمة نبيل
يريد منك الشيطان بغض نفسك والإياس من ربك؛ لأنه حسود! فيكدر عليك حلاوة طمعك فيه تعالى، ويعترض بالوساوس يقينك في كرمه سبحانه وبحمده!
و لو أرادك ربنا سبحانه وبحمده معصوما لخلقك معصوما، ولكنه خلقنا مذنبين لنتعرف إليه بالتوبة ويتعرف إلينا بالإحسان والمغفرة!
🤍🤍🤍."
صلوا على نبي الرحمة....
_________________________
ابتسم اسكندر بسمة صغيرة وهو يرحب بجاسي يدعوها للشرفة الكبيرة التي تتوسط المنزل وهو يقول بسعادة لوجودها :
" مش معقول النور ده كله يا جاسي ؟! نورتي "
رفعت جاسي حاجبها وهي تنظر لها بحنق، تحاول أن تقلل من الإعصار الذي يطيح بكل ثوابت عقلها، تتذكر تلك الصور التي رأتها على صفحته الشخصية، تحاول أن تفهم منه كل ما يتعلق بها دون أن تلفت انتباهه أنها تهتم به، فهي بالطبع لن تكون البادية في رفع راية الاستسلام في تلك الحرب الباردة بينهما .
" لا ابدًا اصل من آخر مرة كنت عندنا وأنت مختفي، فقولت أسأل أنا "
خبيثة هي، تحاول الدوران حول مركز الحوار بكل خبث، لتدفعه دفعًا صوب الأمر، متمنية أن يحقق رغبتها ويقترب فقط من تلك النقطة التي تريد الحديث عنها.
ابتسم لها اسكندر بسمة صغيرة وهو يهز كتفه هزة بسيطة يقول :
" لا عادي اصل زي ما قولتلك اني الايام يفتتح مكتب الترجمة بتاعي فمشغول شوية "
وصوت الضحكة الساخرة التي خرجت من حنجرة جاسي أخبرته جيدًا أنها لا تصدقه، وبعد ثواني من النظرات المتهكمة منها قررت أن تخرج من خلف حائط الدفاع الذي تختبئ عنده، مشهرة سلاحها وهي تتخذ دورًا هجوميًا ناسفة بذلك كل مخططاتها في الثقل.
رفعت جاسي هاتفها امام عينه وهي تقول ببسمة غاضبة :
" واضح فعلا الانشغال، كان الله في العون يا جدع"
اعتدل اسكندر في جلسته وهو يرى صورة لإحدى زميلاته في التدريبات القتالية في النادي وقد قامت بمشاركة صورة لها على صفحته الشخصية وكتبت فوقها جملة ( والفضل للمدرب الافضل * اسكندر * )
رفع اسكندر عينه لجاسي وهو ينظر لها ببلاهة ثواني قبل أن يعود بنظره للصورة مجددًا، وقد خطت بسمة عابثة شفتيه يطلق صفيرًا معجبًا بما يراه يقول :
" البت مريم دي مش طبيعية بجد، آخر مرة سبتها كان عندها اربع عضلات بطن، دلوقتي بقوا ستة، مش معقول البنت دي "
وإن كان يقصد بكلماته تلك اشعال جاسي، فقد نجح وبجدارة، حيث مالت جاسي بوجهها قليلًا تنظر للهاتف معه وهي تقول بصدمة :
" هو أنت بتعد عضلات بطنها ؟!"
رفع اسكندر وجهه لها وقد تفاجئ بقربها منه وهو يقول ببسمة جانبية كاذبًا فهو حتى لم ينظر لها ولو لمرة:
" مش لازم اتأكد من شغلي ؟!"
ابتسم جاسي وهي تقول بعدم تصديق :
" لا تسلم ايدك بجد، بس وأنت بتعد العضلات المرة الجاية، ابقى خد بالك من الترهلات اللي في الدراع دي عشان محدش يراجع وراك يا كابتن اسكندر "
أطلق اسكندر ضحكة عالية وهو يعتدل في جلسته :
" وانا مالي بترهلاتها أنا مش المدرب بتاعها اساسا، أنا بس كنت يساعدها في ترتيب جدول التمرينات "
ابتسمت جاسي وهي تنهض من مكانها، ثم اقتربت من مقعده تميل عليه هامسة بنبرة خدرت جميع حواسه :
" لا بس واضح أنك موهوب اوي في موضوع العضلات دي "
ابتسم لها اسكندر وهو يهز رأسه قائلًا:
" على قدي هو أنا أجي جنبك حاجة يا باشا ؟!"
أطلقت جاسي ضحكات عالية جعلت بسمة غبية ترتسم على فم اسكندر وهو لا يصدق قربها ذلك منه، توقفت جاسي عن الضحك وهي ترمقه ثواني، ثم قالت بخبث تلقي بقنبلتها في ساحته ترد له جزء من الدمار الذي أحدثه بعقلها، مقتربة من أذنه هامسة :
" طب ممكن خدمة عشان خاطر الباشا يا كابتن اسكندر ؟!"
نظر لها اسكندر ببسمة وهو يقول :
" ده أنتِ تؤمري "
" عايزاك تشوفلي المدرب بتاع الاخت مريم عشان يعاين عضلات معدتي لاحسن شكل الإجازة بتاعتي مطولة وانا خايفة لاخسر لياقتي "
فتح اسكندر عينه بصدمة وهو يراها تبتعد عنه تلملم خصلات شعرها بعدما كانت منسابة وهي تقول ببسمة واسعة :
" واهو منها نتعرف على الانسة مريم وعضلاتها الستة "
" نعم ؟!"
أغلقت جاسي سحاب سترتها بعدما خفت غضبها وخمدت حرائق عقلها، وبدأت تعي البوردة حولها :
" ابقى ابعتلي العنوان بتاع النادي واحجزلي مع المدرب ده "
أنهت حديثها وهي تتحرك نحو الخارج بكل خبث قبل أن تتوقف فجأة تستدير له نصف استدارة تقول وكأنها تذكرت أمرًا للتو :
" اه صحيح وياريت بدل ما أنت ماشي تساعد دي ودي في بناء عضلات المعدة عندهم، ابقى ساعد نفسك لأحسن كرشك بدأ يدلدل ياباشمترجم"
ختمت حديثها وهي تتحرك للخارج بعدما ألقت رصاصتها في منتصف الهدف، تاركة اسكندر خلفها يتحسس عضلات معدته برعب بحثًا عن ذلك البروز الذي تحدثت عنه جاسي منذ ثواني، قبل أن تتلون ملامحه بالغضب وهو يقول :
" تمام يا جاسي، تمام ."
__________________________
كان انطونيو ما يزال يجلس مكانه وهو يحدق بالجميع حوله الذين كانوا يلقون العبارات الفرحة بأول صغير في العائلة، لا أحد يصدق أن عائلتهم والتي عاشت سنوات وسنوات كـ معسكر مغلق للرجال، ها هو قد امتلأ بالنساء، بل وأن أول طفل في طريقه لملء المنزل بصرخاته وبكاءه وضحكاته .
شعر انطونيو برجفة لذيذة تصيب جسده ينظر جواره لروما يسألها بعينه إن كان ما يقول جده حقيقة ؟! وقد فهمت عليه روما تبتسم دامعة مقتربة منه تمسك وجهه بين يديها تقول بحنان :
" أردت اخبارك بالأمر بنفسي، لكنني سعيدة لأن الجميع شاركنا الأمر "
أمسكت روما يد انطونيو تضعها على معدتها وهي تقول بهمس حنون :
" أتشعر طوني هناك طفل صغير هنا، طفل صغير يشبهك حبيبي "
تأوه انطونيو بعدم تصديق، يتحسس بطن روما يشعر بيده ترتجف، ويبدو أنه خلال حياته كلها لم يتوقع أن يأتي هكذا يوم، لم يتوقع في حياته كلها أن يعيش هكذا لحظات.
" طفلي ؟!"
هزت روما رأسها بنعم وهي تدمع بفرحة لنظرات الصدمة والحنان التي ملئت عين انطونيو، ابعد انطونيو عينه عنها وهو مازال يحدق بصدمة في الجميع حوله ولم يبدي أي ردة فعل متوقعة في هكذا لحظات .
بينما مايك قال وهو ينظر للجميع بحنق :
" لا بأس اقسم أن أعمل جاهدًا ليصبح صغيري هو الوصيف "
نظر له مارتن بحنق وهو يقول :
" أي وصيف هذا يا رجل ؟! هل نحن نوزع جوائز هنا ؟!"
أشار له مايك أن يصمت وهو يقول :
" لا شأن لك، دعني اخطط لمستقبل صغيري كما اريد "
صمت مايك ثواني، ثم نظر لمارتن مجددًا وهو يقول :
" متى تخطط للزواج بجولي ؟!"
رفع مارتن حاجبه وهو ينظر لجولي جواره والتي كانت تحاول أن تخرج من تلك اللحظات الحزينة التي مرت بها، ما تزال تحاول العودة مجددًا لشعور اليتم الذي آلفته.
لكن هو يعلم ذلك الشعور عندما يمنحك القدر أملًا، ثم يسحبه من أمام عينيك ويُبدله المًا .
" لا اعلم بعد مايك، ربما مع فبريانو، أو قبل ذلك، لم اقرر بعد، كنت اؤجل الأمر سابقًا حتى أجد عائلة جولي؛ لذلك أعتقد أنني سأقيم الزفاف بمجرد عودتي للبلاد "
هز مايك رأسه وهو يفكر قليلًا، ثم قال بجدية :
" إذن سيتم الأمر خلال اسبوع أو اثنين كحد أقصى، علىّ أن اسرع إذن في الحصول على موافقة والد لورا على زواجنا والزواج بها قبلك وقبل جاكيري وفبريانو وأي نذل تسول له نفسه أن يحضر طفلًا قبل قدوم صغيري"
نظر له مارتن ببلاهة، ثم دفعه بغيظ بعيدًا عنه وهو يصرخ :
" أبتعد عن هنا أيها الأحمق، ارحل من هنا أنا لست في مزاج يسمح لي بضربك "
نهض مايك وهو يشير لما يفعل مارتن قائلًا :
" ها رأيت؟! هذا ما كنت أقصده، اقسم أنني لن أسمح أن يكون طفلي من بين الأصغر سنًا في هذه العائلة المستبدة "
تنحنح آدم وهو يميل على أذن هايز هامسًا :
" هايز تعالي معي لأعلى اريد محادثتك في أمر ما "
نظرت له هايز وهي ترفع حاجبها بتساؤل :
" ما السبب ؟! "
" اريدك في أمر هام هايز"
" أي هام هذا أيها الفاسد، هل تطمح أن اصعد معك واهز لك خصري كما الفتيات العاريات التي تدمن مشاهدتهن ؟!"
فتح آدم فمه ببلاهة وهو يقول رافعًا يده يود لو يهوى بها على وجهها :
" أي فتيات تلك يا صاحبة الخيال الواسع، ثم ما هذا أدمن؟! تتحدثين وكأنكِ تجلسين امام وغد منحرف، ونسيتِ أنكِ أنتِ من كنتِ تتحرشين بي سابقًا أم اذكرك، ثم أخبرتك أنني توقفت عن هذا كله منذ عدت للبلاد"
ابتسمت هايز بسخرية وهي تبعد عينها عن محيط خاصته :
" وكأنك ستعجز عن مشاهدتهن على الانترنت "
قال آدم بحنق وهو يقترب من أذنها هامسًا بشر :
" لا تقلقي حبيبتي فمثل هذه الأمور احب مشاهدتها مباشرة "
فتحت هايز عينها بصدمة وهي تستدير له كالرصاصة صارخة مشيرة له :
" رأيت، ها أنت تشتاق لتلك الليالي التي كنت تشاهدهن "
صرخ آدم غير مهتمًا لنظرات الجميع لهم منذ صرخت هايز :
" ما بكِ يا امرأة هل امسكتِ بي بين أحضان احداهن، أنا كنت اشاهد الراقصات واحرك كتفي فقط "
ضربت هايز كتفه بعنف وهي تنهض تركض للأعلى صارخة :
" أنت منحرف، اقسم أنني خُدعت بك "
نظر آدم لاثرها بتشنج قبل أن يستدير للجميع صارخًا :
" ماذا ؟! لِمَ تنظرون لي هكذا؟! نعم كنت اشاهد الراقصات في مراهقتي واقضي ليالي طويلة في الحانات، هل لدى أحد اعتراض ؟؟"
انتهى آدم من حديثه وهو يتحرك بحنق صوب الاعلى يتمتم بصوت حانق مغتاظ :
" يبدو أنني سأعاني نتائج مراهقتي طوال حياتي، يا ليتني لم اذهب لتلك الاماكن "
نفخ بضيق وهو يبحث عن مكان هايز، يتذكر أنه بالفعل فعل كل هذا، فقط كنوع من التمرد على حياته الرتيبة ما بين دراسة ونوم فقط، هو كان طالب مجتهد بشكل خانق، حياته رتيبة لدرجة أنه كان يشعر بالرغبة في قتل أحدهم للخروج من هذا الملل، حتى سمع بالصدفة أحد رفاقه يتحدث عن أمر ذهابه مع شقيقه لحانة ومشاهدة الراقصات هناك، وعندها ذهب له آدم وطلب منه الانضمام له، وبالفعل ذهب معه وشاهد الراقصات .
حتى شعر بعد مرات من ذهابه لتلك الأماكن أنه يهمل دراسته ونفسه وأنه سيخذل عائلته، لذلك توقف عن الذهاب مع رفاقه، بعد ذهابه لها خمس مرات فقط، كانوا خمس مرات وبعدها ندم لما فعل، ومن وقتها دفن تلك المراهقة في أعماق عقله، وأصبح كما هو الآن هادئ عاقل، ولا يدري كيف أخرج ما أخفاه طويلًا ولهايز خصيصًا .....
في الاسفل كان الجميع ينظر لاثر آدم بصدمة قبل أن تنتحني روبين على فبريانو هامسة بصوت منخفض :
" فبريانو هو أنت كنت بتتفرج على الرقصات مع اخوك ؟! "
نظر لها فبريانو بتعجب من سؤالها ليسمعها تقول بخوف أن يكون قد فعل :
" اوعى تكون عملتها يا فبريانو ازعل منك دي قلة ادب "
تحدث فبريانو ببسمة باردة :
" روبين أنتِ تمتهنين الرقص "
هزت روبين رأسها وهي تقول :
" أنا ارقص اه، لكن أنت تتفرج على رقصات لا، لو عايز أنا هرقصلك بعد ما نتجوز "
أطلق فبريانو ضحكة عالية وهو يقول بخبث :
" حسنًا في الحقيقة، أنا شاهدت راقصة مرة واحدة في حياتي "
وكان فبريانو يقصد بتلك المرة روبين، لكن روبين لم تدرك الأمر لتتسع عينها بشكل مضحك، وهي تقول بصدمة :
" أنت بتكدب عليا صح ؟!"
ضحك فبريانو بصوت مرتفع جعل الجميع يرمقه بصدمة، فليس من عادة فبريانو أن يتضاحك بصوت عالٍ هكذا، بل كان دائمًا يشاهد الجميع بنظرات باردة ساخرة وهو يتخذ ركنًا بعيدًا عنهم، لكن يبدو أن تلك الصغيرة جواره تمكنت من جذبه خارج ركنه ذلك .....
_______________________
دخل انطونيو غرفته وهو يجذب روما خلفه بعدما استغل انشغال الجميع بأمر آدم وصراخ هايزء بعدما شعر بنفاذ صبره للانفراد بروما .
كانت روما تسير خلفه بهدوء كبير وهي تفكر في ردة فعله تجاه الأمر، شعرت بنظرات الرعب التي سكنت مقلتيه في الاسفل للحظات، شعرت بالصدمة التي تلبست ملامحه أمامها، لتضرب فكرة أنه ربما ليس مستعدًا للطفل رأسها وتصيبها بالخوف وخيبة الامل، هي تعلم جيدًا وضع انطونيو وعائلته حاليًا، تعلم وتدرك كل شيء، وربما كان الأمر مفاجئًا له، كما لها، لكن هي كانت تأمل ردة فعل أخرى.
" انطونيو هل أنت حزين ؟!"
توقف انطونيو عما يفعل بعدما كان يقف أمام خزانة ملابسه، استدار لها بتعجب :
" ماذا ؟!"
سقطت دموع روما وهي تقول بحزن :
" تلك النظرات في الاسفل بعد معرفتك بأمر حملي، اشعرتني أنك لم تكن تترقب سماع هكذا خبر انطونيو، أخبرني الحقيقة رجاءً هل أنت كاره للأمر ؟!"
فتح انطونيو عينه صدمة من حديثها وهو يتحرك لها بسرعة يضمها بقوة وهو يقول :
" يا اللهي روما ما الذي وصل لكِ؟! أنا لستُ كذلك روما، كيف تعتقدين أنني حزين لأنني سأحظى بطفل، بل أنا...أنا ..."
صمت يحاول أن يبلور مشاعره المبعثرة داخل صدره ليوصلها لها كما يشعر، لكن كل ما استطاع إخراجه كان :
" أنا فقط سُحرت بكل تلك الصور التي تدافعت لعقلي، صور كلها تخص كائن صغير ذو اقدام قصيرة وأيدي ناعمة، يركض في كل مكان وينام على معدتي مصدرًا أصوات تشبه مواء القطط "
نظر لها انطونيو يحرك يده في الهواء يحاول أن يوصل لها ما يراه :
" روما هل تتخيلين الأمر، أنا سأصبح ابًا روما، سيكون هناك صغير يركض خلفي أينما ذهبت يتمسك بقدمي ضاحكًا، أنا فقط أشعر ...أشعر بالسعادة، سعادة كبيرة لدرجة أنني أعجز عن التعبير عنها روما "
بكت روما وهي تندفع لاحضانه بقوة وهي تقول بنبرة مختنقة بسبب الدموع :
" انطونيو أنا أحبك اقسم أنني احبك اكثر من حياتي كلها، كنت أظن أنك سترفض وجود طفل خاصة في مثل تلك الظروف من التخبط"
ضمها انطونيو وهو يقول بجدية :
" أي ظروف تلك روما التي تتحدثين عنها؟! هل تعتقدين أن ظروف عملي أو ما تمر به عائلتي قد يؤثر على حياتي، أو يتجرأ أحد على التفكير فقط في المساس بصغيري، اقسم أنني وقتها سأنسى آدميتي وأقطعه بيدي هاتين، صغيري الجميل سيظل في أحضاني، آمنًا بعيدًا عن أي شيء، سيسكن قلبي ويتوسط أحضاني جوار والدته "
بكت روما بتأثر وهي تضم انطونيو أكثر بحب تقول :
" نعم سيصبح آمنًا طالما أنت والده انطونيو، سيصبح مثلك قويًا ووسيمًا حبيبي "
" صحيح كيف عرف جدي بالأمر ؟!"
ضحكت روما وهي تقول مخمنة:
" لا اعلم ربما استلم نتائج الاختبار الذي اجريته يوم المركز التجاري "
ابتسم انطونيو بسمة واسعة وهو ينحني قليلًا ليصل إلى طول روما، ثم حملها بخفة يدور بها بسعادة مقبلًا رأسها، ثم انزلها فجأة وهو يقول بحماس كبير :
" انتظري سأريكِ شيئًا من أثمن ممتلكاتي"
راقبته روما يعود ليقف أمام خزانته مجددًا ثم أخذ يعبث بها طويلًا، حتى أخرج الحقيبة الخاصة بعمله والتي يحملها معه في كل مكان، تحرك بها انطونيو صوب الفراش وروما تسير صوبه بتعجب قبل أن تجده يخرج كل ما بالحقيبة، ثم نزع أرضية الحقيبة يخرج من أسفلها حقيبة قماشية بيضاء اللون .
ابتسم انطونيو باتساع وهو يتحرك لها يمد يده بالحقيقة يقول ببسمة واسعة زادته وسامة :
" هيا افتحيها "
أمسكت روما الحقيبة وهي تنظر له كل ثانية بتعجب قبل أن تخرج ما فيها تقلبها بين أيدها بتعجب وهي تقول :
" جورب صغير ؟! هل كنت تعلم أنني حامل انطونيو؛ لذلك أحضرت جوربًا يدويًا للاطفال ؟!"
ابتسم انطونيو وهو يقترب من جانبها يستريح بذقنه على كتف روما مستغلًا الفرق في الطول بينهما، يحرك أصابعه على الجورب المصنوع يدويًا وهو يقول بحنان :
" هذا كان جوربي الخاص، أي أن عمر هذا الجورب اكبر منك ومني فعليًا، فأمي هي من صنعته قبل مولدي بأشهر "
فتحت روما فمها بصدمة وهي تنظر لرأسه التي تستقر على كتفها :
" حقًا ؟!"
ابتسم لها انطونيو وهو يهز رأسه بنعم، بينما أعادت روما عينها للجورب وهي تقول بانبهار :
" لا عجب أن والدتك كانت ماهرة في تلك الأمور، فرغم كل تلك الأعوام مازالت الخيوط متماسكة وكأنه صُنع بالأمس "
" نعم كانت كذلك بالفعل، وايضًا أنا احتفظت به دائمًا وحافظت عليه، ورغم أنني لم أتخيل أو أتوقع أن أصل لتلك النقطة في حياتي بأن أحصل على طفل صغير، إلا أنني كنت احتفظ به فهو يذكرني بأمي"
سقطت دمعة من روما وهي تستدير بانطونيو تمسك رأسه بين يديها مقبلة عينيه بحب :
" لكم أنا عاشقة لدفئك وحنانك انطونيو، اتخيلك ابًا حنونًا محبًا"
انحنى انطونيو قليلًا حتى يصل لطولها، ثم ضمها بحنان وهو يقبل رأسها :
" سنكون عائلة صغيرة جميلة روما، عائلة ستكون بمثابة وطن لي، وطن اتمرغ في رماله و اتمتع بدفئه، وطن أنتِ عاصمته "
_______________________
كان يجلس على فراشه وهو يتأوه كل ثانية صارخًا من وجع جسده، يدعو من كل قلبه على ذلك الحقير الذي فعل به كل هذا .
طرقت تينا الباب الخاص بابنها وهي تقول :
" رؤوف حبيبي عامل ايه دلوقتي ؟! "
اعتدل رؤوف ببطء وهو يطلق صرخات عالية بسبب وجع عظامه، يحاول إخراج كلماته من بين تأوهاته :
" زي ما أنتِ شايفة يا ماما، مش قادر حتى ابلع ريقي من الوجع "
رمقته تينا بحزن وهي تقول من بين دموعها التي بدأت تسيل شفقة على ابنها الحبيب :
" معلش يا حبيبي مع الوقت هتهدى وتبقى زي الفل، أنت بس لو تقولي ايه اللي عمل فيك كده وتريح قلبي "
" ما قولتلك يا ماما عربية خبطتني "
علقت تينا بتهكم على حديثه :
" يعني هي لو عربية يا ابني هتفضل عايش كده، دي كانت فرمتك وروحت فيها "
تحدث رؤوف بغيظ من حديث والدته :
" يعني أنتِ يا ماما زعلانة عشان خرجت عايش ولا ايه مش فاهم ؟!"
لوت تينا شفتيها بحنق :
" لا يا ضنايا، بس روبي تحت مستنياك اخليها تطلعلك ولا ايه ؟!"
انتفض جسد رؤوف بقوة وخوف وهو يقول :
" مين ؟! روبين ؟! "
هزت تينا رأسها بنعم وهي ترى حالة ابنها التي تحولت للرعب ولولا أنها تعلم روبين جيدًا، لكانت قالت إنها هي من فعلت هذا به ليخشاها بهذا الشكل الظاهر على وجهه ...
" ايه اللي جابها هنا دي ؟! مشيها من هنا يا ماما قوليلها اني مت، خليها تمشي مش عايز اشوفها "
رفعت تينا حاجبها وهي تقول بحنق :
" أنت اتجننت ولا ايه ؟! اطردها يعني ؟! الظاهر الحادثة أثرت على عقلك، أنا هنزل ابعتهالك "
أنهت حديثها وهي تتحرك تاركة ابنها خلفها يناديها برعب :
" لا ياما مش عايز اشوفها ابوس ايدك مش عايز اعرفها اساسا، اوعي تخليها تطلع لاحسن يعرف ويجي يقتلني المرة دي "
لكن والدته في ذلك الوقت كانت قد رحلت بالفعل تاركة إياه يرتعب خوفًا من رؤية روبين التي كان يتطلع لرؤيتها ولو صدفة قديمًا، والآن وبسبب ما رأى بسببها أصبح يخشى أن يلمحها .
دقائق حتى وجد الباب يُفتح وروبين تدخل منه وهي تقول ببسمة واسعة تحمل بين يديها بعض الورود تقول بلطف :
" رؤوف الف سلامة عليك، لولو حكتلي على اللي حصل وقولت لازم اجي اشوفك "
ابتلع رؤوف ريقه برعب وهو ينظر لها وكأنها وحش سيهجم عليه :
" مكانش ليه لزوم تتعبي نفسك يا روبين "
دخلت روبين الغرفة وهي تفتح الباب على اتساعه تقول :
" ازاي تقول كده يا رؤوف ده احنا متربيين سوا "
نسى رؤوف لثواني ما حدث وهو يقول بحنين لتلك اللحظات التي كانت يقضيانها سويًا:
" يااه يارو...."
وقبل أن يكمل كلمته أطلق رؤوف صرخة عالية مرتعبة يعود للخلف بصعوبة، وهو يلمح ذلك الجسد يستند على الباب بكتفه يرمقه ببسمة جانبية، ارتعبت روبين من صرخة رؤوف وهي تنظر خلفها برعب حيث ينظر تنتفض ظنًا أن هناك شيئًا :
" ايه فيه ايه ؟!"
كانت تنظر لفبريانو وهي تقول :
" فيه ايه يا فبريانو ؟!"
رفع فبريانو كتفه بكل براءة وهو يقول :
" لا اعلم أنا اقف هنا دون كلمة واحدة "
استدارت روبين لرؤوف تقول بتعجب :
" مالك يا رؤوف أنت تعبان ؟!"
هز رؤوف رأسه بتعب وهو يلقي الورود جواره:
" أنا كويس، كويس بس أنتِ لازم تمشي، ويستحسن مترجعيش تاني خالص، اقولك اقطعي علاقتك بيا "
كان يتحدث وهو ينظر لفبريانو بخوف بينما روبين لا تفهم ما به، لكنها قالت بحنق :
" أنت بتطردني يا رؤوف، بعدين أنا عملت ليك ايه عشان تقطع علاقتك بيا ؟!"
نظر لها رؤوف بحزن وهو يقول :
" لا يا روبين مش قصدي، أنا آسف بجد بس ..."
صمت برعب وهو يلمح ذلك الرجل خلفها يخرج مسدسًا يلوح به أمام عينه ليقول رؤوف بعنف :
" بس الحقيقة أنا مبقتش حابب اصاحب بنات، اصل انا قررت اترهبن "
رفعت روبين حاجبها بتعجب وهي تهمس :
" تترهبن ؟!"
" اه اترهبن، ومش عايز المح بنت تاني قدامي وأنتِ أولهم "
كان يتحدث برعب وهو ينظر كل ثانية لفبريانو وكأنه يقول أنظر ها أنا أبعدها عني.
ضربت روبين قدمها بالأرض أسفلها وهي تقول :
" أنت بتقول كده عشان مش عايز تعرفني تاني يا رؤوف ؟! لو مش عايز قول على طول من غير لف ودوران، عموما الف سلامة عليك يا رؤوف وخليك فاكرها "
ختمت روبين حديثها رامقة إياه بحزن وغضب، ثم تحركت صوب الباب بعصبية، ضاربة الأرض بقدمها في عنف كبير، بينما رؤوف مد يده وهو يناديها بسرعة خوفًا من غضبها منه :
" لا روبين استني ..."
وقفت روبين عن سيرها، ثم استدارت له نصف استدارة، بينما رؤوف كاد يخبرها ألا ترحل وأنه آسف لولا تلك النظرة التي لمحها في عين ذلك الجزار الذي يقف أمام باب غرفته، ليغيّر حديثه في ثواني وهو يقول :
" ابقي اقفلي الباب وراكِ "
ضربت روبين الأرض بقدمها وهي تقول :
" جاك قفل نفوخك، ماشي يا رؤوف والله لاقول لـ لولو أنك طردتني وعاملتني بالشكل ده وانا جاية أسأل عليك، بس أنت متستاهلش"
تحركت صوب فبريانو تمسك يده وهي تقول بحزن متحركة معه للخارج تعتذر لذلك المسكين الذي احضرته معها :
" يلا يا فبريانو خلينا نمشي من هنا، أنا آسفة ليك اني عرضتك للموقف ده"
ابتسم فبريانو ببراءة وهو يربت على رأسها :
" لا بأس ارنبي الوردي أنا لستُ حزينًا، وأنتِ لا تغضبي من ذلك الشاب لربما يمر بظروف صعبة، ما رأيك أن آخذك لتناول المثلجات "
تحدثت روبين بتعجب وهي تسير معه للخارج صوب الاسفل :
" لكن الجو ساقعة "
ضحك فبريانو يخرج من المنزل صوب سيارته يتركها تصعد، ثم صعد هو لمقعده وهو يميل عليها مقبلًا وجنتها :
" هذا جيد فهي ستدفئنا، هل نسيتِ النظرية العلمية الخاصة بي ام ماذا ؟!"
ضحكت روبين وقد نست ما حدث منذ ثواني وهي تقول :
" أيوة صح، خلاص طالما كده خدني للعبد "
تحرك فبريانو بسيارته وهو يقول متعجبًا :
" أي عبد هذا ؟! هل لديكِ عبيد يعملون تحت أمرتك؟!"
ضحكت روبين بصخب وهي تقول :
" عبيد ايه بس انت بتكلم طاغية؟! ياعم ده محل حلويات مشهور اسمه العبد"
تشنج فبريانو وهو يقول معترضًا على الاسم :
" حقًا ألم يجد اسمًا سوى هذا لتسمية المحل به ؟! فمثلًا عند ذهاب أحدهم للشراء منه، يقول أنا ذاهب للعبد، لِمَ أشعر أن في الأمر إهانة له؟!"
ضحكت روبين وهي تشير له على الطرق :
" يا عم هو راضي احنا مالنا، خلينا نروح ناكل، وانا هأكلك احلى ايس كريم عنده "
ابتسم لها فبريانو وهو يسير حسب وصفها :
" حسنًا لنرى ما يبيعه ذلك العبد "
_____________________
كانت جميع الفتيات عدا روما وروبين يجلسون في الحديقة الخارجية للمنزل يحيطون براسيل التي كانت ترمقهن بتعجب، قبل أن تعتدل في جلستها تبعد الحاسوب الخاص بها عن قدمها :
" عفواً هل هناك شيء خاطئ بي ؟!"
نظرت جميع الفتيات لبعضهن البعض بتعجب على سؤال راسيل، قبل أن تتطوع راسيل لتوضيح مقصدها خلف سؤالها :
" أعني انتم تجلسون امامي منذ دقائق ترمقونني كما لو أنني سقطت للتو من السماء "
اندفعت جولي كعادتها وهي تقترب منها تقول بصوت خافت :
" هل أنتِ رفيقة ذلك الكسول مارسيلو ؟!"
نظرت لها راسيل بدهشة لتدخلها في الأمر، لكنها رغم ذلك قالت بلا اهتمام :
" لا آنستي، أنا فقط مساعدته الشخصية "
هزت جولي رأسها بتفهم وهي تقول :
" حبيبته إذن، هذا جيد، فبهذا الشكل نغلق الدائرة ونمنع أي فتاة من الدخول للمنزل، نحن اكتملنا الآن، أي فتاة تفكر في عبور سور المنزل نقتلها"
ابتسمت هايز بسمة ساخرة وهي تقول :
" لا حبيبتي لم نكتمل، آدم الآن متاح يمكنك أن تبحثي له عن أخرى"
رفعت جولي حاجبها ولم تكد تتحدث، حتى سمعت صوت فيور تضيف بصوت ملئ بالضيق :
" وكذلك هو ماركوس، مازال يبحث عن فتاته المميزة "
ختمت كلمتها بسخرية لاذعة قبل أن تسمع كلًا منهما صوت جولي وهي تقول :
" حقًا هل أعلنتما الغضب عليهما؟! ولأجل ماذا يا حمقاوات ؟!"
لوت هايز شفتيها وهي تكتم بكائها، ترفع عينها بتأثر لجولي تقول بحزن يقطع نياط قلبها :
" أنتِ لا تعلمين شعور أن تنخدعي طوال الوقت في اقرب الأشخاص لكِ جولي "
تشنجت جولي وهي تقول :
" كل هذا لأن الرجل كان يشاهد بعض الرقصات ؟! هل أنتِ حمقاء ؟؟"
نظرت لها هايز بحنق لتحقيرها سبب حزنها وغضبها، بينما جولي لم تهتم وهي تحرك نظراتها صوب فيور وهي تقول بحنق :
" وأنتِ سيدة فيور، هل استسلمتِ بهذه السهولة ؟! ألم تخبرينا أنكِ تحبين ذلك البارد المشاعر ماركوس "
سقطت دمعة من عين فيور وهي تقول :
" نعم، لكنه لا يفعل جولي، هل اذهب واجبره على حبي ؟!"
حولت جولي نظراتها صوب روز ورفقة وهي تقول بسخرية :
" وانتن لا شكوى لديكن؟! كأن يكون جاكيري بأربع اقدام او أن جايك يسير على الحائط "
تحدثت هايز بحنق وهي تستشعر سخرية جولي منها :
" هل اتخيل أم أنكِ تسخرين منا جولي؟!"
" لا عزيزتي أنتِ لا تتخيلين، بل أنا اسخر منكم في الحقيقة"
صمت ثم قالت بحدة:
" في الحقيقة تلك الأسباب البلهاء التي تتحدثن عنها لا تقنع طفل صغير، وليست اسباب كافية للتخلى عن شخص يحبكما بصدق، لو أن الأمور تسير كما تنظرون إليها، لكان مارتن تركني قبل أن يعرفني من الأساس"
نظرت فجأة لـ لورا وهي تقول بشكل جعل لورا تنتفض :
" هل لديكِ مشاكل مع ذلك الوقح مايك ؟!"
هزت لورا رأسها بلا سريعًا وهي تقول :
" أي مشاكل تلك، مايك لم يفعل لي شيئًا "
هزت جولي رأسها بتفهم، ثم حولت نظرها لهايز وفيور وهي تقول :
" إذن أنتن فقط من تملكن مشاكل لأسباب حمقاء، اسمعن"
خلصت بنظراتها فيور وهي تقول :
" أنتِ أيتها البلهاء إن لم يكن ذلك المتحجر يكن لكِ بعض المشاعر فما الداعي للاحتفاظ بكِ؟! ما الذي سيدفعه للإبقاء عليكِ في منزله وتحت أعينه، ثم حتى العمياء ترى نظراته الهائمة بكِ حينما لا تنتبهين له، ولأجل التأكيد سأخبرك ماذا تفعلين بالتحديد حتى تحركيه "
حولت نظراتها لهايز وهي تقول بحنق :
" وأنتِ أيتها الغبية، كل هذا لأن الشاب مر بمراهقة فاسدة ؟! جميع المراهقين يمرون بتلك الأمور، وهذا لا يعني أنه خدعك، فالجميع يعلم هنا كيف هو آدم؛ لذا لا تستمري في البحث عن أسباب للغضب "
صمتت ثم قالت وهي تنظر لكارين تقول ببساطة :
" وإن كنتم مصرين على موقفكم، فلا بأس كارين موجودة، ويمكنني أن اعطيها أي واحد منهما لتتزوجه وتبقى جواري"
ابتسمت كارين وهي تهز رأسها توافق حديث اختها، بينما استدارت لها جولي وهي تقول بحنان :
" من تودين أن تأخذي ؟! آدم أم ماركوس ؟؟"
انتفضت هايز من مكانها وهي تصيح :
" أي آدم هذا جولي، ما شأنك وآدم؟! اقسم إن اقتربت واحدة منكن لادم لاقطعنها بيديّ هاتين "
انتهت هايز من حديثها وهي ترحل غاضبة وقد اجبرتها جولي على الشعور بالخوف فجأة وتنحي كل الاعتراضات الواهية عليه، فـ آدم كان ومازال آدم، هو كما هو، وكما أحبته .
راقبتها جولي ببسمة ساخرة، ثم ربتت على كتف كارين وهي تقول :
" لا بأس صغيرتي، آدم لن ينفعك على أية حال، فهو هادئ عاقل بشكل خانق، يمكنك أخذ ماركوس هو ورغم برودة مشاعره، إلا أن مارتن أخبرني أنه أكثرهم حنانًا "
فتحت فيور عينها وهي تقول بغضب :
" ما بكِ جولي ؟! لا شأن لكِ بماركوس، هذا ما ينقصني أن تأتي أخرى تختطفه مني، أنا بالكاد استطيع الاقتراب منه، لتأتي لي بحاجز آخر؟!"
توقفت فيور في مكانها وهي تقول بتحذير :
" ابعدي تلك المراهقة عن ماركوس وإلا ابكيتكِ عليها دمًا "
وبمجرد انتهاء كلمتها رحلت بغضب وهي تتوعد لماركوس بالويل، ستريه من تكون فيور .
نظرت لها جولي وهي ترحل لتقول مربتة على كتف كارين :
" لا بأس حبيبتي أنتِ في الأساس احببتي مارسيلو أكثر واحد؛ لذلك سأجعله يتزوجك لتبقي جواري"
اعتدلت راسيل في جلستها وهي تستمع لما يقال بملامح متحفزة، قبل أن تقول جولي لها :
" ولا تقلقي مساعدته الشخصية ستساعدنا في الأمر، هي قريبة منه وقد تخبرك عما يحب وكل تلك الأشياء والتي قد تساعدك في الوصول له "
أغلقت راسيل حاسوبها بعنف وحنق وهي تتحرك من مكانها :
" أن اردتِ الوصول له فما عليكِ سوى الصبر والصبر والصبر، ثم لا تقحموني في تلك الأمور، إن أردتم الوصول له افعلوا بعيدًا عني رجاءً، وفي الحقيقة لا انصحكم بذلك "
ابتسمت جولي بخبث وهي تراقب خطوات راسيل الغاضبة وحركات يدها المنفعلة رغم نبرتها الهادئة النسبية، تنهدت جولي وهي تقول :
" ماذا كانت ستفعل تلك العائلة بدوني ؟! عليكم أن تشكروا وجودي "
استدارت لرفقة وروز ولورا وهي تقول ببسمة :
" هل هناك من تمتلك مشكلة منكن ؟!"
_____________________________
وقفت أمام باب غرفته وهي تجهز نفسها للتحدث والمواجهة، ولم تكد تمد يدها لتفتح الباب حتى سمعت صوتًا يخرج من الغرفة لادم يتحدث لأحد.
" لا اعلم ما بها هي تستمر بالقول أنني خيبت أملها، ولا أفهم تحديدًا كيف خيبت أملها، مازلت آدم نفسه ولم اتغير، أنا أشعر أنها تختلق اعذارًا فقط لتبتعد عني "
صمت قليلًا وكأنه يتحدث لشخصٍ ما ينتظر رده قبل أن يقول :
" نعم معك حق، أنا سأتركها تلك الفترة وحدها، علّها تعيد حساباتها وتعود لي كما كانت "
صمت قليلًا ثم قال بصوت بدا لهايز مبتهجًا :
" محظوظ أنا بوجودك جواري الآن، هيا تعالى لاحضاني "
فتحت هايز فمها بصدمة وهي تستمع لحديثه لتقول بصدمة :
" من هذا الذي يتحدث له آدم ويطالب به بين أحضانه ؟! "
ودون أن تنتظر ثواني أخرى كانت هايز تفتح باب الغرفة بعنف شديد وهي تصرخ بصوت رنّ صداه في المكان :
" من هذا الذي تطالب به بين أحضانك، هل هناك ما نسيت اخباري به عن مراهقتك الفاسدة يا رجل ؟! لا تخبرني أن ذلك سبب مقتك للفتيات فترة الجامعة ونفورك مني "
اعتدلت آدم بفزع في نومته وهو ينظر لهايز بتعجب وجواره كان يوجد جسد أسفل الفراش يحاول النوم متغاضيًا عن أي صوت حوله.
ابتسم آدم بعدم تصديق وهو يقول :
" مهلًا مهلًا إلى ما تلمحين يا امرأة؟! هل تقولين أنني غير مستقيم ؟!"
ابتسمت هايز بسخرية وهي تقول :
" وما ادراني أنا "
نهض آدم من فراشه وهو يقول بجنون :
" هل جننتي يا ابنتي، نحن من الأساس تشاجرنا لأجل أنني أحب مشاهدة الراقصات، والآن تأتين لاتهامي أنني شاذ ؟! كيف يعقل هذا!؟؟"
صمت ثم قال :
" حسنًا أنا لا أمانع أن أكون منحرف يحب الراقصات، لكنني لستُ شاذًا "
ابتسمت هايز وهي تقول بانفعال :
" ها انظر لنفسك الآن تعترف أنك تحب الراقصات "
" نعم، أن احب الراقصات، خيرٌ من أن أكون غير مستقيم "
لوت هايز شفتيها بغيظ تشير للفراش صارخة :
" من هذا ؟! حسب معرفتي أنك لا تحب أن يشاركك أحدهم فراشك؟! "
ابتسم آدم بخبث وهو يقترب منها متحدثًا بجدية كبيرة :
" ماذا حبي، هل طلبتي مشاركتي الفراش سابقًا ورفضت ؟!"
اقتربت منه هايز هامسة :
" تبًا لك أيها المنحرف، وأنا من اتيت لمصالحتك "
امسك آدم يدها قبل أن ترحل وهو يجذبها له يضمها بحب :
" ما بكِ هايز منذ متى اصبحتِ تبحثين عن المشاكل بهذا الشكل، لقد حسدنا ذلك الحقير مايك "
نظرت له هايز وهي تقول بتعجب :
" مايك ؟! وما شأن مايك بنا ؟!"
هز آدم كتفه بعدم معرفة وهو يقول :
" لا اعلم حقيقة، لكن كل المصائب هنا تحدث بسببه"
ابتسمت هايز وهي تقول :
" حسنًا آدم أنا لا ابحث عن المشاكل كما تعتقد، أنا فقط احترق كلما تذكرت أنك كنت تراقب النساء يتمايلن بتلك الطريقة المثيرة التي رأيتها، والأمر يغضبني وبشدة "
ضحك آدم ضحكة صغيرة وهو يقول :
" حبيبتي وقتها كنت مراهقًا بحق الله، كل ما كنت أفعله أنني اشاهدهن فقط واحرك كتفي كالاخرق، ماذا كان سيفعل مراهق رفقة النساء في ذلك المكان، ثم أنا وقتها كنت بريئًا لا افكر في النساء بهذه الطريقة القذرة في رأسك "
ابتسمت هايز وهي تنظر لوجهه تربت عليه ضاحكة :
" نعم برئ وتذهب للحانات، ماذا لو كنت وقحًا، هل كنت لتنجب بعمر السادسة عشر ؟!"
ضحك آدم بصخب ليسمع الاثنين فجأة صوت يأتي من الخلف يقول بحنق :
" يا رجل هي لا تُحتمل بالفعل، لا ادري ما حدث لها اقسم لك أنني تركتها هائمة بك، تتلمس طيفك في كل مكان "
فتحت هايز فمها تبتعد عن آدم تقول بصدمة وهي تنظر حولها بحثًا عن صاحب ذلك الصوت :
" آدم، ما هذا، ايان؟! هل هذا صوت ايان؟! أنا أشعر به، صغيري "
رفع ايان الغطاء من فوق رأسه وهو يزفر معيدًا شعره للخلف يقول بحنق :
" ما بكِ هايز، ما هذا الذي تفعلينه بالشاب، هو يشكوكِ لي منذ أتيت، هل هكذا تفعلين بالرجل بعدما كدتِ تموتين شوقًا لكلمة منه ؟!"
اتسعت عين هايز بقوة وهي تشعر بالدموع تحرق مقلتيها تتحرك صوب الفراش :
" ايان صغيري، هذا أنت؟! كيف ...كيف أتيت؟!"
تحدثت آدم وهو ينظر لها :
" أخبرت مايك أن يحضره معه لأجلك "
استدارت له هايز وهي تبكي بتأثر :
" شكرًا لك آدم أنت الأفضل اقسم "
انتهت من كلماتها وهي تتحرك صوب آدم تضمه بقوة، بينما ايان هبط من الفراش وهو يقول بحنق :
" مهلًا أنا هو المريض هنا، وأنا من يجب أن تعانقيه هايز"
ابتعدت هايز عن آدم وهي تمسح دموعها مبتسمة، ثم انحنت تضم ايان بقوة :
" يا حبيب هايز اشتقت لك كثيرًا "
ضمها ايان بحب وهو يردد :
" وأنا أيضًا اشتقت لكِ امي اشتقت لكِ كثيرًا "
تأوهت هايز بحب تضمه أكثر تقبل وجهه باكية بقوة :
" لكم اشتقت لتلك الكلمة منك حبيبي، اشتقت لك ايان، اشتقت لك يا صغيري، لقد كدت أموت وجعًا عليك، لا اصدق أنك الآن بين أحضاني "
كانت هايز تتحدث وهي تقبل وجهه باكية لا تصدق أنه بعد كل تلك الأيام عاد إليها يسكن أحضانها، ذلك الطفل الحبيب الذي اختطف قطعة من قلبها وسكنها، كان آدم يراقب كل ذلك بتأثر قبل أن يجلس القرفصاء جوارهما يضم الاثنين له بحب وهو يقول :
" حسنًا يكفي بكاءً احبتي، أنا لم آتي بالشاب حتى تبكيه هايز"
مسحت هايز دموع ايان وهي تقول بحنان :
" لا لا لن نبكي، ســ "
ولم تكمل هايز كلمتها بسبب سماع الجميع لصوت صاخب يأتي من الاسفل، نظر آدم لهما بتعجب قبل أن يتحرك صوب الخارج والاثنين خلفه ....
ليتفاجئ بالجميع يجتمع في بهو المنزل واصوات الصياح تعلو وهم يحملون انطونيو يلقونه للاعلى احتفالًا بطفله القادم، اتسعت بسمة آدم وهو يتحرك صوب الجميع يشاركهم الاحتفال والسعادة تملء قلبه كما الجميع .
كان جايك يضع يده على فمه مصدرًا أصوات صاخبة والجميع حوله يدورون حول انطونيو الذي كان يحاول الإفلات منهم وهو يضحك بصخب .
بينما جاكيري كان يغني بصوت عالي إحدى الأغنيات الايطالية الشعبية والجميع يردد خلفه، حتى فبريانو الذي عاد من الخارج أخذ يصفر بصخب وهو يصفق للجميع .
بينما كانت جميع الفتيات يراقبن ما يحدث بانبهار وسعادة، وجولي تحرك يدها عاليًا وهي تغني مع الجميع بصخب، والفتيات جميعهن يتراقصن حول روما .
ليتحول المنزل فجأة لقاعة احتفال كبيرة واصوات الغناء تخرج من الرجال بصخب والصفير يعلو.
حتى مارسيلو تخلى عن وسادته وفراشه وهو يرفع يده عاليًا يتراقص كما الجميع وهو يتحرك في حركات مرنة مدروسة، الأمر الذي جعل راسيل تفتح فمها بصدمة كبيرة تشعر أن احدهم ضربها بصاعقة، لتتحرك يدها بسرعة تخرج هاتفها تسجل تلك اللحظات النادرة له .
كان جاكيري قد شغل الأغنية التي يغنيها بالفعل والجميع يردد خلفها، والضحكات تتعالى، واليخاندرو يقف أمام مكتبه وهو يراقب ما يحدث بسعادة كبيرة .
وسيلين تشاهد الجميع وهي تتراقص بسعادة، اقترب منها مايك يجذبها لاحضانه يراقصها وهو يردد لها الأغنية وهي تتضاحك بقوة وتتدلل عليه.
كانت لورا ترمق حنان مايك على تلك السيدة الكبيرة في العمر تبتسم بحب تشعر أن مايك عبارة عن كتلة من الحنان يتنقل في كل مكان يوزعها على الجميع دون بخل .
وقف ماركوس أعلى الأريكة وهو يصور ما يحدث وجواره آدم يفعل المثل وهو يقول بضحكة عالية :
" سيكون ذلك شيئًا يندم عليه الجميع بعد انتهاء غمرة الحماس تلك "
ضحك ماركوس بصخب وهو يصور ما يحدث باستمتاع قبل أن ينتبه لشيء ليشير عليه :
" نعم خاصة اخيك، اقسم أنه سيحرق هاتفي إن علم أنني اسجل ذلك "
بدأ الجميع يشكل دائرة، واجتمع التسعة يمسكون ببعضهم البعض، ثم أخذوا يقفزون عاليًا بصخب يغنون بقوة كما لو كانوا يشجعون أحد الفرق في إحدى مباريات الكرة .
وكان أكثر الأشخاص سعادة في تلك اللحظات هي روبين التي لمست جانب آخر من فبريانو، جانب محب لعائلته، جانب يخرج من داخله فبريانو لم تره سابقًا .
ابتسم الجميع وهم يلمحون سيلين تخترق الدائرة وهي تتراقص بعكازها لتتعالى الأصوات الصاخبة وتتعالى اصوات جايك وجاكيري في الغناء .
وقد كان جاكيري هو أول من بدأ ذلك الاحتفال، حينما لمح انطونيو يهبط الدرج، ليجذبه لاحضانه بقوة يصرخ بسعادته لقرب وصول طفل شقيقه الأكبر يقول بصوت مرتفع :
" لقد وصل والد طفلنا الاول يا رجـــال"
وبعدها بدأ يجمع الباقيين وهو يخبرهم أن تلك المناسبة تستحق الاحتفال .
وها هو اليخاندرو يشهد بأعينه ترابط احفاده يرى حبهم لبعضهم البعض، الحب الذي يحطم جليد انطونيو مخرجًا طفل من داخله يتراقص مع الجميع، الحب الذي تمكن من إخراج فبريانو مرح من داخل ذلك الدموي المخيف....
جذب انطونيو روما له يحملها وهو يدور بها في سعادة كبيرة وقد أراد أن يعوضها عن ردة فعله الاولى أمام الجميع والتي كسرت قلبها واحزنتها، يضمها بقوة وهو يرفعها لتصل إلى قامته يدور بها والجميع حوله يصدرون اصواتًا صاخبة والصفير يعلو من مارتن الذي كان يضم جولي بحب كبير يغني لها بسعادة وهي تضحك بصخب عليه ورغم أنه لا يجيد الغناء إلا أنها أحبت صوته وهو يوجه لها كل كلمة .
اقتربت روبين من فبريانو وهي تراه يطلق صفيرًا عاليًا ليضمها له، وهو يقبل خصلات شعرها هامسًا :
" حسنًا أنا لا أحب تلك الكائنات الطفيلية المزعجة الصغيرة التي تسير في كل مكان باكية والتي تسمى اطفال، لكن فجأة داهمني الآن شعور أنني أريد نسخة صغيرة منك روبين "
ضحكت روبين بصخب :
" ولو طلع شبهك "
ابتسم فبريانو وهو يقول بغمزة :
" نأتي بأخر يشبهك ...."
__________________________
تجلس في غرفتها وهي تشرد في السقف أعلاها و لا تدري حقيقة فيما هي شاردة حتى أو فيما تفكر كل ما تعلمه أنه هو محور أفكارها، حتى وإن كانت تلك الأفكار مشتتة، فيكفي أنها جميعها تدور حوله، ضحكت وهي تتذكر رقصاته قبل ساعات، يقترب منها يجذبها لمشاركته الرقص يصدر اصوات صاخبة من فمه .
ابتسمت روز بسمة واسعة وهي تغمض عينها تغرق في التفكير به قبل أن تخرج من كل تلك الأفكار على صوت طرق على الباب، لتبتسم بسمة واسعة وهي تدري أنه هو الطارق، قلبها يخبرها بذلك .
تحركت صوب الباب وهي تعدل من خصلاتها الهائجة، ثم فتحت الباب ببسمة واسعة سرعان ما تلاشت وهي ترى أن لا أحد أمام الباب، انكمشت ملامح روز بتعجب، وكادت تعود للغرفة مجددًا، قبل أن تنتبه فجأة لورقة بيضاء في الأرض، انحنت تمسكها بتعجب وهي تنظر بحثًا عن صاحب تلك الورقة والتي تعلمه جيدًا .
فتلك الرسومات التي تحتل الورقة تخبرها جيدًا من صاحبها، ابتسمت وهي تدقق النظر في الرسمة والتي كانت بها فتاة بشعر أحمر وفستان بنفس اللون تقف أسفل القمر وهناك شاب يركع أمامها يحمل في يده خاتمًا وأسفل الرسمة كُتبت كلمة ( تريدين المحاولة مرة أخرى ؟!)
ضحكت روز بصوت مرتفع وهي تهز رأسها تضم الرسمة لقلبها قبل أن تجد فجأة ورقة تحلق أعلاها على شكل طائرة ورقية، تحركت نحوها روز بسرعة تلتقطها، اتسعت بسمتها وهي ترى الفتاة تحتضن الرجل وهما يتراقصان أسفل القمر.
وأسفل الرسمة جملة ( إن وافقتِ على المحاولة مرة أخرى، سأنتظرك أعلى المنزل )
تجركت عين روز بسرعة وهي تنظر حولها بحثًا عن جايك، لكن لم تجده، لذلك تحركت لداخل الغرفة، تضع الرسمتين أسفل وسادتها، ثم اقتربت من خزانتها تقلبها رأسها على عقب بحثًا عن فستان أحمر اللون، لكن لم تجد أي فستان أحمر .
لوت شفتيها بحزن وهي تفكر في الذهاب واستعارة واحد من روما أو إحدى الفتيات، لكن فجأة سقطت عينها على شيء جعلها تبتسم وهي تقول بحماس :
" لا مانع من بعض الجنون "
فوق سطح المنزل كان جايك قد انتهى من تجهيز سهرة أخرى غير تلك التي فسدت في ايطاليا، ذلك اليوم حينما اكتشف أنها تستطيع الحديث، ولولا أنه يجهل الاماكن في هذه البلاد لكان دبر لها افضل سهرة رومانسية .
خرج جايك من أفكار على صوت خطوات خلفه، ابتسم بسمة واسعة، ثم استدار وهو يعدل من وضعية بذلته قبل أن يضيق ما بين حاجبه بتعجب، ابتسمت روز وهي تنظر لملامحه تتحرك صوبه تقول ببساطة تحاول كتم ضحكتها على ملامحه :
" حسنًا لم أجد أي ثياب حمراء معي؛ لذلك توليت الأمر بنفسي دون أي مساعدة "
رفع جايك حاجبه قبل أن يبتسم بسمة واسعة سرعان ما تحولت لضحكات صاخبة وهو يقول :
" ولهذا قررتِ حضور موعدنا ببيجامة ؟!"
" أنت أردت ثياب حمراء، وهذه حمراء "
ضحك جايك وهو يقترب منها يجذبها من ثيابها يقربها منه بقوة :
" لماذا لم تخبريني سابقًا ؟! كنت أتيت لكِ بثياب نومي "
ابعدت روز يده وهي تقول بحنق تشمر كم بجامتها الحمراء القطنية :
" هل تسخر مني جايك ؟! ألا اعجبك ؟!"
ضحك جايك وهو يقول يخلع سترة بذلته، ثم رابطة عنقه وبعدها شمر كم ثيابه هو الآخر، يمد يده يجذب جسد روز له بشكل مفاجئ نحو صدره وهو يقول :
" بل فتنتيني قلب جايك "
ابتسمت روز وهي تنظر لعينه تقول :
" وأنت أيضًا تبدو وسيمًا جايك "
ابتسم جايك بسمة واسعة وهو يقول بجدية مبتعدًا عنها :
" حسنًا كان من المقرر أن نتراقص قليلًا، ثم نتناول العشاء وبعدها افعل اهم شيء، لكن بسبب رؤيتك بتلك الثياب الساحرة، دعينا ننتقل للخطوة الأخيرة "
وبمجرد انتهاء كلمات جايك كان ينحني على ركبتيه للمرة الثانية يحمل علبة سوداء مخملية، أسفل ضوء القمر، كما الرسمة لكن مع فرق أنها لا ترتدي فستانًا باللون الاحمر، بل بيجامة حمراء ..
شهقت روز بتفاجئ وهي تنظر لذلك الخاتم بيده تبتسم بتأثر، ثم نظرت لوجهه وهي تقول بحب :
" جايك أنا لا اصدق هذا، أنا ...."
توقفت عن الحديث وهي تخرج من جيب بنطالها شيئًا ترفعه أمام عينه، وقد كان الخاتم نفسه الذي تقدم به المرة السابقة والذي أخذته هي قبل رحيلها .
نظر جايك للخاتم بتعجب ليسمع صوتها تقول بحب :
" لم أكن لاضيع شيئًا كهذا "
ضحك جايك وهو يأخذ الخاتم من يدها يلبسها إياه، ثم وضع الخاتم الآخر فوقه وهو يقبل يدها بحنان :
" إذن هذا الخاتم الثاني، والمرة الثانية التي اقول لكِ ..."
صمت ثواني ثم رفع عينه لها يقول بعشق :
" تزوجيني روز "
سقطت دموع روز بقوة وهي تهز رأسها موافقة قبل أن تلقي بنفسها بين أحضانه بقوة، ليسقط جايك على ظهره من الصدمة وهو يطلق ضحكات عالية يضمها لصدره مقبلًا رأسها وضحكاته تعلو أكثر وأكثر وهو يقبل رأسها بقوة .
ثم شرد في السماء المنيرة فوقه والقمر الذي يتوسطها ليقول :
" يوم قابلتك اول مرة في روسيا حينما ذهبنا للقصر، ووجدتك هناك ليعرفنا بكِ جدي، لم اعتقد وقتها أن تلك اللحظة ستأتي، أنتِ في أحضاني وأسفل ضوء القمر والنسيم العليل الذي يحرك خصلاتك، اشياء لم اتخيلها ولم أعلم أنني قد اصادفها في الحقيقة، حتى أنني لم أتخيل يومًا أن ارسم لوحة بذلك الكمال، فما بالك بعيشه؟!"
ابتسمت روز بسمة واسعة وهي تستقر برأسها على صدره تنظر للسماء فوقها :
" ذلك اليوم في المركز الفني عندما تشاجرت مع فتاة لأجلي، شعرت بانجذاب مخيف تجاهك، شعرت أنني أود الركض والارتماء بين أحضانك، رغم أنني لم أكن أراك سابقًا سوى حفيد للسيد اليخاندرو "
نظر لها جايك بتعجب :
" أي يوم ذلك ؟!"
ابتسمت له روز وهي تقول :
" تتذكر تلك الفتاة التي سقطت على لوحتك وتلوث وجهها بالألوان بسبب فتاة أخرى؟؟"
شرد بها جايك يحاول تذكر ما تقول قبل أن يفتح عينه بصدمة يقول :
" يا اللهي كنتِ أنتِ؟!"
هزت روز رأسها بنعم ليضمها جايك أكثر وهو يقبل رأسها :
" خسارة لقد ألقيت بتلك اللوحة بعيدًا، لو أنني علمت أنها أنتِ لكنتِ احتفظت بها للابد، يكفي أن وجهكِ طُبع عليها "
انتهى حديث جايك ليضحك بصخب وهو يتذكر وجهها المصبوغ بلوحته،