رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل الثامن والعشرون بقلم رحمه نبيل
-
مهما جرَّبَ الإنسانُ أنواعَ الملذَّات، ثمَّة فراغٌ في القلب، لا يمتلئُ إلَّا بالقربِ من الله، فرَبُّنا هو خالقُ قلوبنا وهو أعلمُ بما يؤنِسها.
صلوا على رسول الرحمة
___________________________
توقفت سيارات سوداء كثيرة أمام القصر بشكل مخيف بسبب سرعتها التي كانت تتحرك بها قبل التوقف ...
ثواني وكان هناك العديد من الجنود يندفعون كالسيل خارج السيارات يتحركون صوب القصر بشكل مخيف، تقودهم هي بكل شجاعة ويختفي وجهها خلف قناع اسود مثلها مثل باقي الجنود خلفها ..
اقتحمت جاسي القصر بعنف وخلفها باقي الجنود ينضمون لرجال عائلة فوستاريكي في التصدي لمن قرر التعدي على قصر العائلة، وذلك بأمر من قائدها، وحتى الآن لا تعرف ما الذي قد يربط دراجون بعائلة فوستاريكي حتى يخبرها أن تأخذ قوة وتذهب للدفاع عن القصر ومن به .
اشتعل القتال بين فريق دراجون وعلى رأسهم جاسي وبين الذي جاءوا لدخول قصر فوستاريكي بقوة ..
داخل القصر كانت روز تبكي بخوف وهي ترى نفس المشاهد تكرر، نفس الموقف، هي مختبئة في مكان مظلم تهرب من القتال في الخارج وأصوات الرصاص كما حدث لها سابقًا، لكن الفرق أن آخر مرة حدث ذلك خرجت لتجد جثة والدها تتوسط جثث أخرى...
ارتعش جسد روز وهي تضع يدها على أذنها تحاول منع صوت الرصاص وصوت الصرخات أن يصل لها، ومن كثرة ارتعاش جسدها وحالتها المذرية لم تنتبه للصرخة العالية التي هربت قصرًا من حنجرتها، لتستمر في الصراخ بجنون مسببة بذعر كبير الجميع لدرجة أن لا أحد منهم انتبه أن صوتها قد خرج من حنجرتها بعدما كانت فاقدة حتى قدرتها على الحديث .
اندفعت روما لروز تضمها بقوة لاحضانها وهي تحاول تهدئها، تحاول كتم صوتها في جسدها هي وهي تهدأها :
" اهدئي عزيزتي لن يحدث شيء، فقط اهدئي نحن معك هنا "
كانت سيلين تنظر لهم وهي تمسك دموعها بعنف لا تستطيع القيام بشيء، كل ما تمكنت فعله هو اخفاء الجميع في مخزن الأسلحة أسفل غرفة الاجتماعات في الطابق الارضي ..
فجأة جحظت أعين جميع الفتيات وهن يستمعن لصوت اقدام تتحرك بالقرب من درج القبو، انحسرت الأنفاس وتوقفت القلوب عن الخفقان برعب شديد ..
لم يستوعب أحد شيء وهم يراقبون الباب الذي فتح بقوة تبعه صوت أنثوي يصيح معرفة نفسها بجملة معروفة تقال عند الذهاب لتحرير بعض الأسرى أو غيرها من الأمور التي تستلزم تعريف هويتها حتى لا يسيء أحد الظن ويعتقدوا أنها هنا لاذيتهم ويختبئون :
" عميلة ١٠٣ قوات خاصة، هل هناك أحد هنا ؟؟؟؟"
تحركت جاسي وهي ترفع سلاحها بتحفز شديد لأي فخ قد يُحاك لها وخلفها بعض جنودها الذين اندفعوا معها للقصر بعدما انتهوا من الرجال خارج القصر:
" مرحبًا هل هناك أحد؟؟؟ أظهر نفسك "
" نحن هنا "
كان ذلك صوت رفقة الخافت والتي كانت تحاول منع دموعها من الهبوط بعدما ظنت للحظات أن تلك نهايتها هي ومن معها .
تحركت الفتيات مع سيلين وهن يخرجن عبر درج القبو حتى ظهر وجه الجميع للجنود ليبدأ الجميع في انخفاض الأسلحة ببطء بعدما اطمئنوا أنهم عُزل .
انزلت جاسي سلاحها ببطء وكذا قناعها، وهي تنظر في الوجوه بهدوء حتى توقفت بصدمة على وجه معين وهي تهتف بصدمة كبيرة وعدم فهم لما تراه :
" رفقة ؟؟؟؟؟؟"
رفعت رفقة عينها بعدما كانت تحدق في روز بشفقة والتي كانت ما تزال تبكي بعنف، حدقت رفقة في الاتجاه الذي أتى منه الصوت بتعجب لتتعجب من وجود جاسي اخت روبين في هذا المكان وبتلك الثياب :
" جاسي ؟؟؟؟؟ أنتِ هنا ازاي ؟؟؟؟"
_____________________________
ابتسم بلاك وهو يراقب ارتفاع الأسلحة وتوجهها جميعًا لاليخاندرو وعائلته بعدما كان يوجهونها له ولفبريانو الذي هبط وانضم للجميع في الاسفل ..
ثواني هي فقط الفاصل بين حالة الهدوء الظاهرية وبين اندلاع الحرب بين قوات المافيا و عائلة اليخاندرو وجنود دراجون الذين تنكروا في هيئة حراس القصر بكل خبث .
راقب فبريانو بعينه انغماس الجميع في القتال بكل شراسة حتى جده و بلاك، الجميع كان يقاتل وكأن حياتهم تعتمد على ذلك، وهي الحقيقة بالفعل .
تجاهل فبريانو كل ذلك القتال وهو ينحني يخرج من حذائه بضعة سكاكين صغيرة يخفيها دائمًا هناك، ثم تحرك ببطء شديد بين الأجساد المتلاحمة لا يهتم أن يصيبه أحد أو يهتم أن يقتله أحد، فقد كانت عينه معلقة على اتجاه واحد لا تحيد عنه، ارتسمت بسمة مخيفة على شفتيه وهو يخرج مسدسه باليد الأخرى الفارغة .
اقترب اكثر واكثر من هدفه، ثم و دون أي مقدمات كانت إحدى السكاكين تنغرز بقوة في هدفها المنشود لتتسع ابتسامته المختلة أكثر وهو يحمل سلاح اخر في اليد التي كانت تحمل السكاكين سابقًا، ثم اقترب اكثر من هدفه وهو ينظر لمظهره المتألم وبشدة من السكين التي أصابت خصره في منطقة حيوية .
توقف فبريانو أمام ذلك الرجل الذي كان يجلس ارضًا يتمسك بخصره وصوت تأوهاته المنخفضة تشعره بالراحة .
انحنى فبريانو قليلًا حتى يصل صوته لذلك المسطح ارضًا وهو يهمس بنبرة مخيفة :
" مرحبًا يا عزيزي، تتذكرني ؟؟؟؟؟"
رفع الرجل عينه بشر في وجه فبريانو وهو يحاول مقاومة تلك الغيمة السوداء التي بدأت تحيط به :
" نعم وكيف انساك سيد فوستاريكي ولدى جزء منك يذكرني بك طوال الوقت ؟؟؟؟ تلك الصغيرة الحمقاء التي تبكي طوال الوقت وهي تناجيك تذكرني أنني استطعت اضعافك "
ابتسم فبريانو وهو يمد يده يمسك السكين الموضوع في خصره يضغط عليه أكثر واكثر و مازالت ملامحه باردة بشكل كبير لا يهتم لصرخات الرجل التي علت ولا برجاله الذين اقتربوا منه بسرعة كبيرة :
" تلك الصغيرة الحمقاء، هي بطاقتك المجانية للجحيم "
أنهى كلمته وهو ينهض بسرعة تاركًا إياه ينزف ببطء حتى ينتهي من رجاله الذي اجتمعوا عليه قبل أن ينضم له مارتن ويشاركه القتال ضدهم ...
كان جاكيري يحمل مسدسين وهو يقتل كل من يواجهه دون أن يرف له جفن، يرى بأعينه مقتل والديه، واعمامه، دمار عائلته كلها بسبب هؤلاء الحثالة ...
ابتسم بسمة مجنونة وهو يشعر باقتراب أحد من الخلف ليستدر بسرعة كبيرة يضربه بالسلاح في وجهه ثم رفع نظره ليكمل قتال قبل أن يبصر أحدهم يقترب من مارسيلو من الخلف و لم يكد يرفع سلاحه حتى يصيبه إلا و وجد رصاصة تستقر في ذلك الرجل ترديه ارضًا .
نظر جاكيري جانبه يبحث عن قاتل الرجل ليجد أنه مايك الذي ابتسم له غامزًا إياه ...
كان بلاك يضرب بعنف كل من يقابله وهو ينظر في اتجاه معين يغمز لأحدهم كأشارة لفعل شيء ما .
انتهى فبريانو مع مارتن وآدم اللذان انضما له لقتال رجال الخاطف، ثم استدار بسرعة ليجد أن الرجل قد نزف بالفعل الكثير من دماءه و لم يكد يرفع فبريانو سلاحه لقتله حتى سارع الرجل باخراج سلاحه وقتل نفسه اولًا علّه ينتهي من الوجع الذي كان لعين وبحق، ابتسم فبريانو بسخرية وهو يطلق رصاصة أخرى على رأسه حتى يتأكد من خروج روحه كليًا ثم نظر صوب بلاك ليرى أنه أشار له بالشكل المتفق عليه ...
هز فبريانو رأسه وهو يتحرك بسرعة صوب انطونيو ثم اقترب منه وهو يهمس له بشيء، قبل أن يحيد بنظره لجاكيري يهز له رأسه هزة صغيرة في إشارة غامضة عن فعل شيء معين ..
تحرك ماركوس بسرعة مع جايك صوب بضع غرف تقبع في قبو القصر ليغيبا الاثنان دقائق قبل أن يعودا حاملين عبوات متوسطة الحجم ثم بدأوا يوزعوها على التسعة ومعهم بلاك بشكل خفي مستغلين انغماس الجميع في القتال ..
اقترب بيتر من والده وهو يبتسم بسمة مميتة يرى ملامح وجه أبيه الشاحبة وهو يحاول استعطافه ومنعه من قتله :
" بيتر ...هذا أنا والدك بني "
ابتسم بيتر بسمة ساخرة وهو يخرج سلاحه يستمع لصوت ابيه الذي بدأ يتراجاه :
" أنا فعلت ما فعلت وانا مجبر يا بني لقد ...لقد أجبرني اليخاندرو على الأمر، قبل الاجتماع حذرني أن ارأف بك إن وقع الاختيار علىّ"
أنهى حديثه وهو يسقط ارضًا بعنف يخرج تأوة عالي من فمه جذب انتباه بيتر قبل أن يستغل هو ذلك ويحمل السلاح الذي وجده ساقطًا ارضًا جواره ثم رفعه في وجه بيتر وهو يصرخ بغضب :
" تريد قتل والدك يا حقير ؟؟؟"
أنهى حديثه وهو يضغط على المسدس دون لحظة تردد واحدة، ليصدم الرجل من أن المسدس بلا رصاص، ابيّض وجهه بشكل كبير وهو يرفع عينه في بيتر و لم يكد يتحدث حتى يبرر ما كاد يفعله إلا ووجد رصاصة تخترق جسده وصوت بيتر البارد يهتف فيه :
" كنت سأعطيك فرصة أخيرة ابي، لكنك ضيعتها بحقارتك، اعتذر ابي فأنا ابن عاق وغد "
ابتسم بيتر بسمة مخيفة وهو ينسحب بكل خبث خارج القصر من نفس المدخل الذي دخل به يهرب قبل تنفيذ انطونيو للخطة التي أخبره بها، والتي حذره أن يبقى حتى وقتها، وأنه عليه أن يهرب قبلها.
_________________
كان اليخاندرو يقف امام ذلك الرجل والذي هو أحد الاشخاص الذين قتلوا أولاده أمام عينه، احمرت عينه بعنف وهو يقترب من ذلك الرجل الذي كان يرفع سلاحه في وجهه صارخًا :
" توقف عن التحرك اليخاندرو، صدقني تعاونك مع الشرطة سوف يدمرك رفقة احفادك كما حدث سابقًا مع اولادك "
اتسعت بسمة اليخاندرو المخيفة والتي لا تقارن ببسمة أيًا من أحفاده :
" جيد أنك تتذكر ما حدث مع أبنائي إيدن "
صمت اليخاندرو قليلًا قبل أن يقول مدعي الجهل :
" لكن كيف سيدمرني تعاوني مع الشرطة إيدن ؟؟؟؟؟ ومن سيعلم بالأمر من الأساس ؟؟؟؟"
لم يفهم إيدن مقصده او ما يرمي إليه حديثه حتى وجد اليخاندرو يشير له حوله وهو يقول بكل بساطة وكأن الأمر مجرد لعبة :
" حسنًا للاسف أصر احفادي على أنهم لا يريدون ترك ذكرى في هكذا مكان قذر؛ لذا اقترحوا أن يقتلوا أي ذكرى فيه، أو إن صح القول، يحرقوا أي ذكرى فيه "
التمعت عين اليخاندرو بشر حينما اكمل جملته ...
_________________________
في الخراج حيث البهو الرئيسي للقصر بدأ الاحفاد بكل خبث يدفعون الجميع صوب منتصف البهو دون أن ينتبه أحد أثناء قتاله أن الاحفاد يقودوهم لدائرة عملاقة تتوسط البهو، ثم و دون لحظة تأخير كان ثلاثة منهم يحملون صناديق صغيرة مليئة بالمواد القابلة للاشتعال يحيطون بها الدائرة وبعدها في ثانية واحدة كانت الدائرة تشتعل بقوة بعدما قام انطونيو باشعالها في نفس لحظة قفز مارسيلو للخارج ليجد جميع الرجال أنفسهم يتوسطون دائرة من النيران دون معرفة حتى كيف تم الأمر أو متى، فهم كانوا يتقاتلون مع الرجال دون أن يعوا أنهم يتحركون صوب منتصف البهو ...
ابتسم بلاك وهو ينظر للنيران ترتفع قبل أن يسمع الجميع صوت انطونيو الذي صاح فيهم بصوت جهوري :
" بسرعة للسطوح "
بدأ الجميع ينسحبون واحدًا تلو الآخر صوب السطوح وبدأ الجنود التابعين لبلاك يركضون خارج المنزل صوب السيارات المصطفة يتحركون باسرع سرعة لهم ...
وصل الجميع للسطوح يقفون عليها واعينهم متعلقة باللوح الالكتروني الذي أخرجه مارتن سريعًا من ثيابه والذي يعرض كل ما يحدث في القصر بكل سهولة ويسر ...
" أين ذلك الغبي جاكيري ؟؟؟"
هكذا هتف جايك بغضب وهو ينظر للسماء يبحث عن جاكيري الذي غادر في منتصف المعركة متحركًا وبسرعة لإحضار الطائرة التي جهزوها للهرب من المكان بأسرة ...
__________________________
وفي الاسفل كان كلًا من ليث و فبريانو ما زالوا يقفون أمام النيران حتى وجدوا عدد كبير من الرجال المقنعين يقتحمون القصر و يحمل كلٌ منهم مطفأة حريق، ثم اطفأوا النيران التي أشعلها الجميع بغرض منع أحد من الهرب .
هجمت القوات الخاصة على جميع الرجال يأسرون من يأسرون ويقتلون من يقاوم، فتلك القوات بالتحديد لا تمزح؛ وتعد خط الدفاع الأخير الذي يتم استخدامه في أخطر المهام، لا يتفاهمون مع أحد ولا يحدثون أحد.
ابتسم فبريانو وهو يشاهد تخبط جميع الرجال بين أيدي المجندين يشكر حظه الذي مكّن عائلته من الهرب قبل وصولهم هنا، فلا أحد يعلم باتفاق عائلته مع المخابرات سوى بلاك والقليل فقط من الجهات العليا.
تحرك بلاك يقف جوار فبريانو يهمس بخبث :
" أنظر عزيزي نجت عائلتك من مصير مظلم "
ابتسم فبريانو بسمة جانبية وهو يرمق قائده بنظرة قصيرة قبل أن يهمس له باستفزاز :
" لولا عائلتي تلك يا قائد لكنت حتى الآن تلاعب احفادك في حديقة منزلك دون عمل كسيدة عجوز في أواخر عمرها بلاك"
ابتسم بلاك بسمة ساخرة، ثم همس في أذن فبريانو :
" تلك العجوز يا صغير قادرة على تدمير حياتك بعد تلك الكلمات، لكن لا بأس فقط ننتهي من هذا دراجون واريك كيف تكون العجوز في حلبة القتال "
أنهى حديثه وهو يبتسم بخبث لفبريانو الذي يعلم جيدًا أن قائده ابعد ما يكون عن سيدة عجوز، الأمر فقط أنه يعشق استفزازه، راقبه فبريانو يتحرك مبتعدًا صوب أحد الرجال حتى يخبرهم بكافة التفاصيل تاركًا إياه يتنهد براحة وهو يشعر أنه واخيرًا أنهى كل شيء ....
دقائق مرت قبل أن يصدح في المكان صوت مروحيات يعلو في الأجواء، ولم تكن سوى الطائرات التي نُقل فيها جميع المجرمين الذين نجوا من المجزرة كما يسميها جاكيري إلى مكان مجهول الهوية حتى بالنسبة لبلاك ولفبريانو ....
__________________________
صعد اليخاندرو للسطوح بسرعة وهو ينظر للجميع يتأكد أنهم هنا حتى يطمأن، وقبل أن يتحدث أحد بكلمة واحدة كان هناك صوت طائرة يشق الأجواء بعنف شديد، ليتحرك الجميع مبتعدين بسرعة عن مكان هبوطها يشعرون بهواء عنيف يكاد يسحب أجسادهم صوب مروحة الطائرة ...
بمجرد توقف الطائرة على سطح القصر حتى اندفع الجميع لها بسرعة كبيرة يتأكدون أن الكل صعد، في نفس وقت وصول فبريانو وبلاك بعد تأكدهم من أسر الجميع ورحيل القوات رفقة جميع الرجال.
أخرج فبريانو جهاز التواصل الخاص به وهو يتحدث بجدية بصوت عالي بسبب صوت إقلاع الطائرة :
" صدّيق هل ابتعد الجميع عن القصر ؟؟؟؟ "
لم يصل لفبريانو رد من صدّيق ليصرخ بغضب شديد وهو ينظر لبلاك :
" صدّيق أجبني، هل ابتعد جميع الجنود على القصر ؟؟؟"
" نعم سيدي كدنا نبتعد "
سبّ فبريانو بصوت عالٍ قبل أن يصرخ بغضب جحيمي :
" ابتعدوا عن القصر اللعين صدّيق، ألم امركم بالانسحاب بمجرد رؤيتنا ندفعهم لمنتصف البهو ؟؟؟؟"
" نعم يا سيدي فعلنا ذلك، لكن كان الأمر صعب بسبب عدد الجنود الكبير، لذا تأخرنا "
صمت فبريانو قليلًا وهو يمسح وجهه بغضب شديد. لتمر دقائق قليلة من تحليق الطائرة بعيدًا عن القصر بقيادة المجنون جاكيري والذي كان يقود بتهور شديد كعادته، ليعلو صراخ فبريانو الذي فقد صبره :
" أنت أيها الاحمق، هل تظن نفسك تقود سيارة جايك ستقتلنا "
تمتم بلاك بسخرية لاذعة :
" دعه علنا نسقط في أحد الوديان ليتوقف عن أفعاله تلك "
تحدث جاكيري بغيظ شديد وهو يستدير لبلاك :
" أنا لا أحب ذلك الرجل "
أيده انطونيو وهو يرمق بلاك ببرود شديد :
" وانا أيضًا لا أحبه جاكي عزيزي، لكن لنتحمله حتى نصل لليابسة وبعدها افعل به ما تريد "
ابتسم له بلاك ببرود و لم يجب أحد وهو يعود بظهره للمقعد الوثير الذي يتوسطه، يصفر باستمتاع شديد، قبل أن يصدح صوت صدّيق في الجهاز مع فبريانو :
" سيدي خرجنا من الغابة للتو، أصبح خارج نطاق القصر كليًا "
" متأكد صدّيق، جميعكم خرجتم ؟؟؟؟"
" نعم سيدي"
ابتسم فبريانو وهو ينظر لجده يقول بخبث شديد :
" هيا سيدي فوستاريكي الأمر الآن بيدك "
أنهى حديثه يراقب جده الذي أخرج جهاز التفجير من جيب سترته ثم رمقه قليلًا قبل أن يضغط عليه بكل بساطة وهناك بسمة متشفية ترتسم على فمه وقد وصل للجميع صوت انفجار بعيد وتلك ببساطة كانت الخطة المشتركة الجميع ...
ذلك اليوم الذي ذهب به دراجون ( فبريانو ) للقصر وقابل هناك انطونيو، لم يكن ذاهبًا لأخذ شيء، بل كان ذاهبًا لذرع متفجرات به وايضًا لوضع صناديق المواد القابلة للاشتعال في المخازن بعدما تأكد من تعطل الكاميرات بواسطة أخيه، وها هي المهمة تتم وفق ما خطط له .
أعاد فبريانو رأسه لمقعده وهو يهمس بتعب :
" لم يتبقى سوى أن اراكِ ليرتاح ذلك القلب كليًا ارنبي الوردي "
____________________________
فزعت وهي تعود للخلف منتفضة بسبب فتح الباب بقوة مخيفة، رفعت عينها تراقب الداخل معتقدة أنه هو نفسه ذلك الحقير، لكن تفاجأت ببعض الرجال المقنعين وهو يتحركون صوبها متحدثين بانجليزية متقنة وجدية كبيرة :
" تحركي معنا رجاءً"
عادت روبين للخلف وهي تهز رأسها برعب تحاول فتح فمها والاعتراض لا تعرف من هؤلاء و ماذا يريدون منها، لكن صوت أحدهم الهادئ همس لها بجدية :
" سيدتي نحن هنا لأجلك، لذا رجاءً تعاوني معنا"
" لأجلي ؟؟؟؟"
" نعم جئنا لننقذك، دعينا نتحرك من هنا "
نظرت له دم روبين بخوف وهي تفكر أنه ربما فخ آخر لخطفها، لذا ابتعدت أكثر وهي تحاول التفكير بسرعة في شيء للخروج مما هي به، لولا صوت التأفف الذي خرج من أحد الرجال وهو يخرج جهاز التواصل يتحدث لأحدهم قائلًا :
" سيدي الفتاة ترفض المجئ معنا "
صمت ليعلو صوت رجل رخيم في المكان يتحدث بجدية :
" أخبرها أن فبريانو هو من ارسلكم "
انتبهت حواسها وهي تستمع لاسمه وقد حقق قلبها بعنف شديد لاجله، بينما تحدث الجندي بتعجب :
" فبريانو ؟؟؟ من هذا فبريانو ؟؟؟؟"
" افعل ما أخبرتك به دون مناقشة !؟؟؟"
" علم سيدي "
أنهى الرجل حديثه ولم يكد يتحدث حتى سمع صوتها الخافت والمتحشرج :
" هل فبريانو حقًا هو من ارسلكم ؟؟؟؟!"
هز الرجل رأسه بنعم رغم جهله بهوية ذلك المدعو فبريانو، فحسب ما وصل لهم من معلومات أن من أرسلهم هو العميل ٩٩ وليس ذلك المدعو فبريانو .
نظرت له روبين ثواني قبل أن تقول بتردد :
" هل ...هل يمكنني رؤية هويتكما ؟؟؟"
زفر الرجل بصوت مسموع وهو يخرج هويته رغم أن ذلك الأمر محظور، لكنه أراد أن ينهي الأمر .
حملت روبين الهوية وهي تنظر لها جيدًا تحاول تبين أي شيء خاطئ في الأمر جاهلة عن أن صبرهم على غبائها ذلك هو أكبر دليل أنهم هنا لأجلها وليس لاذيتها .
رفعت روبين عينها ترمق الرجل الأول بعيون تمتلئ بالشك وهي تقول رغم جهلها بما تفعل مشيرة لاحدهما :
" لكن ذلك الرجل في الصورة يمتلك لحية "
" وهل رأيتِ وجهي حتى تحكمي أنني لا املك واحدة في الحقيقة ؟؟؟ أنتِ حمقاء؟؟؟ ألا ترين أنني ارتدي قناع ؟؟؟"
" لا، لكنني لن اتحرك من هنا قبل أن أرى اللحية واتأكد منــ..."
توقفت عن الحديث وهي ترى الرجل يخلع قناعه عن وجهه يصرخ بغضب وقد استفزته بشكل كبير يفكر في رغبة القائد دراجون لتحرير تلك المغفلة بدلًا من حرق القصر ليتأكد من عودتها عودتها
" ها هو وجهي اللعين، هلّا تحركنا ؟؟؟؟"
ارتعبت روبين من صراخه وهي تمد له البطاقة تقول بخفوت و عيون دامعة لصراخه في وجهها :
" اساسا مش عارفة اقرأها مش عارفة كاتبينها بلغة ايه دي ؟؟؟؟ على الأقل اكتبوها بالانجليزي "
أنهت حديثها وهي تتحرك من الفراش تسير معهم للخارج، ترى أجساد كثيرة ملقية ارضًا وترى بعض الرجال يرتدون مثل الذين يسيرون خلفها ...
خرج الجميع خارج القصر قيل أن تخفي هي عينها بسرعة بعدما مُنعت عن الشمس لمدة تسمح لعينها بالاعتياد على الظلام دون غيره .
توقفت أمام سيارة قبل أن يفتح لها الرجل الباب، نظرت له تهم باعتراض ليصرخ هو في وجهها :
" ماذا هل تريدين رؤية هوية الجالس في السيارة أيضًا، ربما يمتلك شاربًا ليس موجودًا في الحقيقة "
ارتعبت روبين من صراخه وهي تصعد للسيارة بسرعة تضم يدها لقدمها وهي تهز رأسها بلا تفكر، ما بال جميع الرجال أصبحوا عصبيين؟ أم أن فبريانو هو من كان صبورًا بشكل مبالغ به ؟؟؟؟ جلست دون كلمة وهي ترى ملامح الشر تطل من عينه، وتحركت السيارة بسرعة من المكان دون أن يصعد الرجلين معاها بل كانت هي والسائق فقط، لكنها لم تهتم طالما أنها غادرت ذلك القصر واخيرًا .
_______________________
كانت جاسي تتحرك مع الفتيات خارج غرفة الاجتماعات (حيث أن القبو يقع أسفلها) بعدما توقفوا بها لساعات حتى استعادت روز وعيها، لتقرر هي الخروج بهم لبهو القصر، لكن فجأة توقفت قدمها بصدمة وهي تنظر للجدار خلفها، تبحلق فيه بشكل مخيف جعل الجميع ينتبه لتوقفها ..
استدارت جاسي ببطء وهي تقول مشيرة للجدار بعدم فهم :
" هو ...هذا ...ماذا تفعل تلك الصورة هنا ؟؟؟"
نظرت الفتيات للجدار خلف جاسي حيث صور مختلفة الاحفاد رفقة اليخاندرو، تحدثت روما بعدم فهم لسؤالها عن هوية فبريانو بالتحديد من بين الجميع :
" ربما لأن هذا القصر الذي تقفين به هو قصر تابع لعائلة فوستاريكي، وهذه الصورة تعود لحفيد عائلة فوستاريكي "
فتحت جاسي فمها بصدمة وهي تنظر للصورة مجددًا قبل أن تعلو صرختها :
" عائلة من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل جننتي ؟؟؟"
اشتعلت عين روما بشر وهي تحاول تهدئة نفسها من الصراخ بوجه تلك الفتاة التي هي ابعد ما تكون عن روبين الهادئة ولا تدري كيف تكون اختها كما أخبرتهم رفقة منذ قليل :
" راقبي حديثك يا سيدة أنا لست بمجنونة، ذلك الذي تقفين أمام صورته هو فبريانو فوستاريكي الحفيد الثالث لاليخاندرو فوستاريكي "
تنفست جاسي وهي تمر بعينها على صورة دراجون، لا تصدق قائدها هو نفسه حفيد عائلة اليخاندرو ؟؟؟ لكن كيف ؟؟؟ هو ....
صمتت فجأة وهي تستوعب تلك الحادثة القريبة عندما اجتمعت بصدّيق بعد مهمة القصر .
************
" ماذا تريد صدّيق ارجوك أنا الآن لا اطيق حتى النظر لوجهي في المرآة لذا ابتعد عن وجهي "
أوقفها صدّيق بسرعة وهو يسحبها للمكتب المشترك يتأكد أن لا أحد به قبل أن يقول بصوت منخفض :
" حدث أمر عجيب البارحة في مهمة القصر "
نظرت له جاسي بعدم فهم قبل أن يسترسل هو في الحديث :
" هل تتذكرين يوم مهمة الحانة حينما ذهبتي دون معرفة دراجون و صُدمنا بوجوده هناك؟؟؟ "
هزت جاسي رأسها وهي تضيق بغيظ شديد :
" ذلك الحقير اسقطني يومها بقوة وانا من ظننت أنه سيسعد لأنني أتممت المهمة بنجاح "
" ليس هذا هو المهم، هل تتذكرين الرجال الذين كانوا معه ؟؟؟ ألم تفكري لثانية في سبب وجود القائد هناك"
هزت جاسي كتفها بجهل فهي لم تفكر في الأمر، أو أن دراجون في الأساس لم يمنحها الفرصة فبعدما صرخ في وجهها يوم الحانة عاد هنا وقام بمعاقبتها وقلب الدنيا أعلى رأسها، كما أنها لم تتعرف على الأشخاص الذين كانوا معه، فهي بالأساس لم تنتبه لهم جيدًا .
راقب صدّيق حيرتها تلك وهو يوضح لها :
" هؤلاء الاشخاص الذين كانوا مع القائد في الحانة هم أحفاد اليخاندرو فوستاريكي "
رمقته جاسي بعدم فهم
" ماذا ؟؟؟ أحفاد فوستاريكي؟؟؟ وكيف علمت الأمر ؟؟؟ "
" البارحة في مهمة القصر صادفت ثلاثة منهم هناك وكان يناديهم باحفاد اليخاندرو "
صمت قليلًا ثم قال بشك :
" حسنًا يوم الملهى أنا لم انتبه للوجوه جيدًا بسبب بُعدي عنهم وبسبب الإضاءة، لكن الشخص الكبير والذي يُدعى انطونيو اقسم أنني اعرفه جيدًا "
صدمت جاسي من حديثه وهي تفكر في ما الذي قد يجمع قائدها مع أحفاد فوستاريكي والذين يُعرفون في المنظمة باجرامهم؟؟؟
" هل تعتقد أنه يجري معهم اتفاق ؟؟؟"
هز صدّيق رأسه بجهل وهو يتحدث بشرود يتذكر لقاء قائده مع الثلاثة يوم مهمة القصر :
" لا اعلم فهو كان يحدثهم بـ ..."
توقف صدّيق عن الحديث وهو يسمع صوت فتح الباب بعنف تبعه صوت رفيقهم وهو يقول بجدية :
" انتم هنا؟؟؟ هيا لقد بدأت التدريبات "
*************
أفاقت جاسي من افكارها وهي تستشعر هزة خفيفة بعض الشيء في كتفها وصوت رفقة جوارها يتحدث بتعجب لشحوب وجهها والصدمة البادية عليها :
" مالك يا بنتي كده ؟؟؟؟ حصل حاجة ولا ايه ؟؟؟ أنتِ تعرفي فبريانو ؟؟"
هزت جاسي رأسها بلا وهي تحاول الهدوء حتى تستوعب كم المعلومات التي صدمتها منذ ثواني، تتذكر يوم الملهى، يوم ذهبت للمهمة رغم رفض دراجون للأمر، وقد حذرها الذهاب، لكنها لم تستمع وهي تنفذ المهمة لتفاجئ به هناك يقف في وجهها، وقتها تحركت صوبه تحاول الاقتراب منه حتى تخبره بنجاح المهمة، لكنه لم يعطها وقتًا لذلك وهو يتجاوزها بعدما أسقطها ارضًا، ويتحرك للخارج رفقة مجموعة من الرجال والذي اتضح لها أنهم أحفاد فوستاريكي وأن قائدها واحد من هؤلاء الاحفاد ...
" هي روبين قالتلك عليه ولا ايه ؟؟؟"
هكذا تحدثت رفقة وهي تفسر صمت جاسي على أنها تفاجئت بوجود حبيب روبين هنا وفي هذا القصر، وربما تفاجئت أيضًا بأنه من عائلة فوستاريكي كنا تقول روما ..
استدارت جاسي بعنف لرفقة وهي تقول بتأهب :
" روبين ؟؟؟ وايه علاقة روبين بالموضوع ؟؟؟"
لم تفهم رفقة شيء وهي تتحدث بجهل :
" هو مش أنتِ بتبصي على فبريانو عشان هو حبيب روبين !؟؟"
انتفضت جاسي وكأن افعى لدغتها بعنف تردد وقد أصابتها صاعقة وبقوة لا تستوعب ما يحدث :
" روبين ؟؟؟؟ اختي أنا ؟؟؟؟ حبيبة دراجون ؟؟؟"
لم تفهم رفقة من هذا دراجون لكنها قالت ببساطة :
" لا هي حبيبة فبريانو "
أنهت حديثها وهي تشير لصورة فبريانو، لكن صراخ جاسي الذي هز المكان جعلها تنتفض للخلف تختبئ وسط الفتيات برعب من جنونها وهي تقول :
" اختي أنا ؟؟؟؟؟؟بتحب المختل ده ؟؟؟؟؟؟ بتحب دراجون المختل ؟؟؟؟؟؟؟"
________________________________________
" سيدي ...اسفة هل يمكنك التوقف عند أي محل كبير "
رفع السائق حاجبه وهو ينظر لتلك الفتاة الصغيرة في المرآة بتعجب ليسمع صوتها تردد بحرج كبير محدقة بأرضية السيارة أسفلها :
" أود الذهاب المرحاض رجاءً"
ابتسم السائق وهو يهز رأسه بحسنًا ثم نظر بهاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين منذ صعدت الفتاة معه، تجاهل الرنين وهو يتحرك بسيارته يبحث عن أي مكان أو استراحة قد تحتوي مرحاض لأجلها .
بينما كانت روبين تنظر لهاتفه الذي يرن بتعجب تتساءل عن سبب تجاهله له، لكن لم تسأله حتى لاتظهر أمامه فضولية بشكل يصل للوقاحة.....
صمتت ثم قالت وكأنها تطمئن قلبها :
" فبريانو هو من ارسلكم لأجلي ؟؟؟"
ابتسم لها الرجل بسمة صغيرة وهو يهز رأسه ببرود ليسمع صوتها تقول بعدها بلغة عربية وصلت له بوضوح شديد :
" طب هو أنا مش هشوفه و لا ايه ؟؟؟"
" المفروض كنتِ تشوفيه، والمفروض كنت اخدك عنده بس حصل تغيير بسيط في الخطة "
أنهى الرجل حديثه بخبث شديد جعل روبين تفتح عينها بصدمة تستشعر بقرب خطر ما .
________________________
كان ادم يجلس في الطائرة لا يرفع عينه من على فبريانو الذي كان منشغلًا في هاتفه لا يصدق ما عاناة ليصل حتى تلك اللحظة، اخوه الحبيب أمامه كما هو دون خدش، اغمض عينه يتنهد بوجع وهو يستعيد تلك اللحظات التي كانت أشبه بجحيم عليهم جميعًا .
*************
تصنم الجميع بصدمة كبيرة يحدقون في وجه انطونيو بغباء شديد، يراقبون ضحكات انطونيو المجنونة والتي كانت تصدح في المكان بشكل يثير الغضب في موقف كهذا .
أشار انطونيو لجسد فبريانو الذي يتسطح ارضًا وهو يحاول تمالك ضحكته من ردة فعل الجميع لما حدث :
" كفى جنونًا، كادت ضحكتي تفلت مني في حضور الجميع، وخاصة بسبب ذلك المغفل جاكيري "
ضم جاكيري شفتيه بقوة وهو ينظر للجميع يحاول كتم ضحكته يتذكر ردة فعله التي ادعاها عند إطلاق النيران على فبريانو، لكن فجأة فلتت منه ضحكة وهو يراقب انطونيو الذي ضرب فبريانو في خصره بقدمه وكأنه يستغل فرصة أن فبريانو لا يعي ما يحدث حتى ينتقم منه .
كان الجميع في الغرفة يجهلون ما يحدث مع جاكيري وانطونيو، لا أحد يفهم ما بينهم حتى تحدث انطونيو بعدما توقف عن الضحك بصعوبة يتنحنح بجدية :
" حسنًا اعتذر، لكن لم استطع مقاومة ضربه وهو هكذا، أعني الأمر مغري وبشدة، فهذه فرصة لن تتكرر مجددًا"
لم يتمكن مارتن من كبت سبة وهو يندفع صوب انطونيو ينتوي ضربه قبل أن يمسك يده يرمقه بشر هامسًا :
" في المرة الأولى وضعت لك عذرًا أنك متأثر بموت اخيك، لكن اقسم إن كررت الأمر سأقتلك بيدي تلك مارتن "
اسودت نظرات مارتن وقبل أن يجيب كان ادم يندفع له وهو يدفعه للخلف بعنف صارخًا في وجهه بحدة :
" أنت وغد حقير "
لم يجبه انطونيو وهو يرمق وجهه ببرود شديد، ليعلو صوت اليخاندرو في المكان كله وهو ينهي ذلك الجدال العقيم بالنسبة له :
" توقفا ادم ومارتن ....فبريانو حي، هو فقط في غيبوبة صغيرة؛ لذا توقفا عن الصراخ "
نظر الجميع لبعضهما البعض بصدمة لا يصدقون ما يحدث، أي غيبوبة تلك وهم جميعًا رأوا مقتله بأعينهم ؟؟؟
انحنى انطونيو حاملًا السلاح الذي كان ساقطًا ارضًا ثم رفعه في وجه جاكيري فجأة يطلق عليه رصاصة دون أي اهتمام بشيء، لتعلو صرخات الجميع وهم يعودون للخلف بصدمة قبل أن يصرخ جاكيري بحنق :
" تبًا لك لقد أفسدت سترتي الجديدة يا حقير "
ابتسم انطونيو بسخرية وهو يفتح خزينة المسدس يلقي ما بها من طلقات ارضًا وهو يقول ببساطة :
" جميع الرصاص بالمسدس ليست حقيقية "
على الاستنكار ملامح الجميع قبل أن يتحدث ماركوس بعدم فهم :
" لكن ....لكن ذلك الرجل تأكد بنفسه أنه رصاص حقيقي، هل يعقل أنه ؟؟؟؟"
صمت تاركًا سؤاله معلق ليهز انطونيو رأسه بلا قبل أن يشرح للجميع ببساطة ما يحدث :
" حسنًا الأمر هو أن الرصاص ليس حقيقي، لكن لا أحد يستطيع معرفة ذلك بسهولة وبالعين المجردة، هذا الرصاص يا عزيزي هو أحدث ما توصلت له صناعة الأسلحة في العالم السفلي، رصاص يبدو للرائي حقيقي دون ذرة شك، لكنه ليس كذلك فعليًا "
صمت ثم أضاف بعد لحظات :
" لطالما تم استعمال ذلك الرصاص في حالات الانفصال على المجموعة"
تعجب الجميع من حديثه ذلك ليتحدث مايك يفكر في شيء :
" هل هذا يعني أن جميع من انفصلوا عن المجموعة وتم قتلهم أمام أعيننا جميعًا احياء ؟؟؟"
ابتسم انطونيو وهو يهز رأسه بنعم قبل أن يصدح صوت اليخاندرو لي الغرفة كلها يقول بغموض شديد :
" ابي هو من وضع قانون تلك اللعبة، والتي راح ضحيتها العشرات ممن حاول البدأ في حياة جديدة، وعندما قُتل ابي وتوليت أنا أمور المجموعة غيرت بعض قوانين تلك المجموعة "
صمت ثم قال بعدما ببسمة خبيثة :
" لم يمت أحد، الجميع حي وفي المكان الذي يريده الآن، لطالما كان الرصاص في السلاح غير حقيقي، وبعد رحيل الجميع من الاجتماع يتم حمل الشخص الذي أُطلق عليه الرصاص وتهريبه حيث يريد بعيدًا عن الجميع لبدأ حياة أخرى، أنتم لم تتوقعوا مني أن اتخلى عن أحدكم بهذا السهولة ؟؟"
ابتلع مارتن ريقه وهو يحاول تجنب النظر بعين جده قبل أن يقول مارسيلو بصدمة :
" و تنفسه، وضربات قلبه ؟؟؟؟"
ابتسم انطونيو وهو يشير لجاكيري قائلًا :
" عندما بدأ جاكيري الصراخ التفت الجميع له دون أن ينتبهوا لفبريانو الذي أخرج حبة دواء وابتلعها فوراً، وتلك كانت خطتنا، هي أن يصرخ جاكيري بشكل جنون يصرف انتباه الجميع عن فبريانو، كما أن الرجل الذي تفحص نبض وتنفس فبريانو هو بالاصل أحد عناصر خطتنا؛ لذا قال للجميع ما نريده أن يقول، وحبة الدواء كانت فقط حتى نبعد الشك إن قرر شخص آخر غير الذي اتفقنا معه، التأكد من موته، فتلك الحبة تضعف ضربات القلب بشدة حتى تشعرك أنها على وشك التوق، لكنها لا تتوقف بالطبع "
أنهى انطونيو شرح كل ما بجعبته تاركًا الجميع ينظرون بصدمة له، لا يصدقون كل تلك الخطط التي تمت دون معرفتهم ...
" و... ولِمَ لم يخبرنا أحد بذلك؟؟؟ لِمَ خططتم للأمر من وراء ظهورنا ؟؟؟"
هكذا تساءل ادم بلوم وعتاب مبطن ليجيبه جاكيري بهدوء وهو يربت على كتفه :
" لم نرد للأمر أن يظهر للجميع، أردنا أن يكون تأثركم نابع من قلوبكم يا صغير، أعني إن اخبرناكم بالأمر، لا أعتقد أن الجميع كان ليقتنع بأدائكم؛ لذا لم يعلم أحد بتلك الخطة سوى أنا و انطونيو وجدي "
أنهى حديثه وهو يطلق ضحكة صغيرة قبل أن يبعد ادم ذراعه عنه بغيظ وصوت مارتن الذي ارتفع بغضب وهو يصرخ في الجميع بشر رغم قلبه الذي يرقص فرحًا داخل مضجعة :
" تبًا لكم جميعًا ولخططكم السيئة، لقد جعلتموني ابكي واصرخ أمام الجميع "
أنهى مارتن حديثه لتنطلق ضحكات الجميع بقوة عليه وقد بدأت العيون تزداد خبثًا وبشدة .....
*****************
خرج ادم من شروده على صوت جاكيري الذي صدح في المكان بجدية مضحكة :
" على السادة المسافرين على خطوط جاكيري فوستاريكي ربط الأحزمة استعدادًا للهبوط، ونأسف لانتهاء الرحلة هكذا ببساطة و دون خسائر "
ابتسم ادم وهو ينظر لفبريانو الذي انتبه لنظراته، لتتسمع بسمته بشدة لأخيه الصغير الحبيب ...
________________________________________
كان ما يزال يجلس في مكانه دون حركة واحدة، يشعر بالعجز، ابنته الصغرى ضائعة في بلاد لا تعلم عنها شيء أو تستطيع تحدث لغتها، حاول فادي كتم شهقاته بصعوبة وهو يتجاهل الجميع حوله.
كانت لينا تراقب زوجها بسخرية كبيرة، تراقب خوفه على ابنتها، ابنتها التي تركها لها وحدها تعتني بها، بعدما أخذ الكبرى التي تستطيع بالفعل الاعتماد على نفسها، و ترك لها الصغيرة التي لا يمكنها حتى تناول الطعام وحدها دون مساعدة .
" يارب تكون مبسوط دلوقتي يا فادي "
رفع فادي رأسه ببطء يرمق زوجته من بين دموعه المحبوسة ليرى صورتها مشوشة، لا يستوعب حديثها :
" مبسوط ؟؟؟ مبسوط ايه ؟؟؟ بنتي ضايعة وبتقولي مبسوط ؟؟؟"
" قال يعني بنتك دي كانت بتهمك اوي، أو بتسأل عليها اساسًا "
ابتسم فادي بعدم تصديق وهو ينهض من مكانه يصرخ وقد وصل حده مع تلك المرأة:
" بلاش تهلفطي في كلام أنتِ أكثر واحدة عرفاة، أنتِ عارفة كويس اوي أنا ليه سيبتها وبعدت عنها "
نهضت لينا تقف مقابلة تحاول مبادلته الصراخ حتى تنفض من على أكتافها بعضًا من غبار الذنب ملقية به عليه هو، رغم معرفتها جيدًا لاسبابه التي يتحدث عنها، والتي أخفاها عن الجميع سواها، لكنها لم تحترم ذلك وهي تصرخ مصرحة بها على مسامع خالد وزوجته :
" وانا ذنبي ايه ؟؟؟ ذنبي إيه أنك كنت مغفل واتضحك عليك في صفقة ؟؟؟؟ ذنبي ايه إن اللي ضحك عليك طلع مهرب وبيشتغل في أعمال غير شرعية، ذ......."
قاطعت صفعة فادي حديثها وهو يصرخ بجنون جعلها تكاد تموت خوفًا :
" ذنبك أنك للاسف مراتي، وذنبها أنها بنتي، هددوني إني لو معملتش اللي هما عايزينه هيأذوني بيكم، هيدمروني، عشان كده بعدت عنكم و قولتلك بس إني مديون عشان متخافيش، ذنبك إنك للاسف مراتي يا لينا، بس خلاص لحد هنا وخلصنا "
صُدم خالد و تسنيم ( زوجته ) مما يحدث، حتى أنهما لم يستوعبا بعد ما حدث ليتدخلوا، كادت تستنيم تتحرك صوب لينا لولا يد خالد الذي سحبها ببطء للخارج تاركًا الاثنين ينهيان ما بدآه دون تدخل من أحد.
نظرت لينا بصدمة لفادي لا تصدق أنه صفعها للتو أو تصدق حتى حديثه لها :
" قصدك ايه يا فادي ؟؟؟؟؟"
" قصدي واضح ليكِ يا لينا وبلاش استهبال، بمجرد ما روبين ترجع أنا هاخدها واستقر بيها هنا مع جاسي، وأنتِ تقدري تيجي تعيشي معانا أو تفضلي في مصر براحتك مش هجبرك على حاجة "
أنهى فادي حديثه وهو يحمل مفاتيح سيارته ثم اندفع لخارج المنزل يغلق الباب خلفه بعنف شديد تاركًا إياها ترمق أثره بصدمة ولم تزل كلماته تردد على مسامعها وبعنف وكأنها سياط من نار .
___________________________________
" يعني اللي فهمته صح ؟؟؟؟ روبين بتحب ده ؟؟؟"
تأففت رفقة وهي تعيد على مسامع جاسي الأمر للمرة التي لا تعلم عددها بعدما خرجوا جميعًا من غرفة الاجتماعات ليتوسطوا بعض الارائك في البهو تاركين الجنود ينتهون من أخذ ما تبقى من المتهجمين على القصر :
" أيوة يا جاسي يا حبيبتي، روبين بتحب ده، ومش بس كده، ده اختك شيفاه ناقص له جناحين وحلقة دهبي فوق رأسه عشان يبقى ملاك سماوي في عينها "
رددت جاسي مجددًا بجنون وهي تشير لصورة فبريانو في البهو :
" ده ؟؟؟؟؟؟؟؟ "
هزت رفقة رأسها بسخرية قبل أن تردد جولي وهي ترمق جاسي بشك :
" ما بالها تلك الفتاة تصرخ منذ ساعات مشيرة لصورة فبريانو ؟؟؟ لا تخبريني أنها تحب حبيب اختها ؟؟؟"
أنهت حديثها ثم نظرت لجاسي وهي تنصحها بنبرة جدية مضحكة :
" هذا سيء يا فتاة، شيء جدًا "
فتحت جاسي عينها بصدمة من حديث جولي وهي تصرخ بجنون :
" احب مين ؟؟؟؟ احب ده ؟؟؟؟ ده أنا لو أطول امسك رقبته افصلها عن جسمه مش هتأخر، ده مختل ومجنون، أنتِ مش بتشوفيه وهو ماشي يقتل في الناس ولا لما ....."
صمتت قليلًا تحاول أن تستوعب ما تقوله، أو ما يحدث، بحق الله هي الآن تتحدث عن علاقة اختها برئيسها في العمل، اختها التي لم تتخيل يومًا أنها قد تقع في الحب ..
" طب يا جاسي سيبك من جولي و قوليلي لقيتوا روبين ؟؟؟ جاكيري قالي أنها هتيجي انهاردة "
رفعت جاسي عينها بتعجب لا تفهم تركيبة الجملة التي نطقت بها رفقة :
" لقيتها فين هي كانت تايهة ولا......."
صمتت بصدمة وهي تستمع لصوت خطوات في البهو تبعها صوت ساخر مستفز تعرفه خير المعرفة وهو يقول ببسمة صغيرة :
" اوووه أرى أنكِ مازلتِ هنا عميلة ١٠٣ "
رفع الجميع عينه صوب اتجاه الصوت ليبصروا اليخاندرو وهو يقف بكل هيبة كعادته وجواره أحفاده التسعة .
ابتسمت جولي بسمة واسعة وهي تراقب مارتن الذي كان يتألق بثياب سوداء مع حقيبة ظهر رياضية بنفس اللون في شكل خطف قلبها، خاصة مع فرحتها الجديدة بمعرفتها لهويته .
ابتلعت جاسي ريقها وهي تنتفض من مكانها تؤدي تحيتها العسكرية لفبريانو تقول بصوت جاد عملي :
" سيدي ..."
رمقتها جميع الفتيات بصدمة لفعلتها، فهي منذ ثواني كانت تصرخ بجنون مشيرة لصورته وكأنها تود الدخول لها وقتله بها .
ضحكت رفقة ضحكة خافتة وهي ترى تحرك فبريانو صوب جاسي يتحدث بجدية :
" ماليٌ اراكِ تنيرين قصر عائلتي عميلة ١٠٣ ؟؟؟"
استدارت جاسي بسرعه مندفعة خلف غضبها و حقدها عليه لتنسى في لحظة أنه قائدها و يجب أن تظهر احترامها له :
" اذًا تعترف أنك من تلك العائلة دراجون، أو اقول فبريانو فوستاريكي ؟؟؟"
ابتسم فبريانو بسمة صغيرة وهو يقول لها ببرود متجهًا لاول مقعد قابله :
" ناديني فبريانو، أنا لا أحب اسم دراجون كثيرًا، لكن إن كنتِ مصرة يمكنك وضع سيدي قبل فبريانو أو قائد "
أنهى فبريانو حديثه ببسمة مستفزة كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت غضب جاسي الكامن أسفل رماد تعقلها لتصرخ :
" أيها المخادع، تدعي الشرف طوال الوقت وأنت بالنهاية مجرد مجرم ؟؟؟"
أنهت حديثها غير مهتمة للجميع الذين يحيطون بها وهي تطرح جميع شكوكها أمامه :
" أنت.... أنت كيف ...كيف كنت تدعي ذلك طوال الوقت ؟؟؟ لقد كنت تخطط للانتهاء من جميع أعضاء المافيا بمن فيهم عائلتك، وكنت دائما ما تشير لرغبتك في التخلص منهم "
أدعى فبريانو البراءة وهو يشير لنفسه :
" أنا ؟؟؟ هل قلت يومًا أنني أريد التخلص من عائلتي ؟؟؟ عارٌ عليكِ أنا شخص وغد صحيح لكنني مخلص لعائلتي "
" عندما اجتمعت بنا سابقًا واخبرتنا أن نتريث في خطتنا حتى ينهي كلًا من كارل واليخاندرو على بعضهما البعض و...."
قاطعها فبريانو بجدية :
" ها أنت قلتها، حتى ينتهي أحدهما من الاخر، وبالفعل نحن من انتهينا من كارل و بقيادتي أنا "
شعرت جاسي بالتعب من كثرة الصراخ وهي تجلس على الأريكة جوار رفقة تقول بصدمة ومازال الأمر مستحيلًا لها :
" كيف ؟؟؟ أنا لا افهم شيئًا، ذلك اليوم، في الحانة عندما رأيتك كنت برفقتهم وايضًا يوم مهمة القصر اخبرني صدّيق انك قابلتهم هناك وتحدثت معهم وكأن شيئّا لم يحدث، اخبرني كيف كنت معهم يوم الحانة وكأنك فرد منهم، ويوم القصر وكأنك عدو متربص ؟؟؟"
تحدث مارسيلو مقاطعًا الحديث بعدم فهم :
" مهلًا عن أي يوم تتحدث تلك الفتاة ؟؟؟؟ ألم يذهب انطونيو ومايك و مارتن فقط ؟؟؟"
ابتسم انطونيو بسخرية :
" نعم، لكن يبدو أن عزيزنا فبريانو كان لديه عمل في المكان بعيدًا عنا "
نظر جايك لفبريانو بصدمة وهو يحاول التذكر متى غاب عن أعينهم ليفعل كل هذا هم كانوا لا ينزعون عيونهم من عليه حتى لا يغافلهم، شهق فجأة وهو يتذكر حينما أخبرهم أنه سيذهب للنوم في غرفته، ثم تركهم وصعد :
" أيها المخادع.....خدعتنا لتذهب في مهمتك ؟؟؟"
ابتسم فبريانو بسخرية وهو يجيبهم :
" لا تتحدث بهذا الشكل لقد تركني اخوك الاحمق هناك وهرب كالجبان "
انطلقت ضحكات انطونيو بشدة على حديث فبريانو وهو يتذكر تلك اللحظة التي هرب بها مع مايك ومارتن تاركين إياه يرمقهم بسخرية، لكن بالطبع ذلك الوقت لم يكن لهم أن يأخذونه معهم وهو بين جنوده الذين لا يعلمون هويته، لذا وقتها تعاملوا معه بكل برود وكأنهم أعداء .
تحدثت جاسي بعدم فهم :
" هل عائلتك تعلم بأمر انضمامك للمخابرات !؟؟"
" كيف ....كيف حدث ذلك وكيف وافقت المنظمة على ضم مجرم ؟؟؟؟ أعني لا تخبرني أنهم لم يعلموا حقيقتك فهذا أمر مستحيل ؟؟؟"
ضحك فبريانو وهو يرى صدمتها يعلم جيدًا فضولها الذي يتغذى الآن على عقلها وبكل ضراوة يدرك جيدًا طريقة تفكير جاسي، هي دون الباقيين مندفعة و حمقاء في كثير من الأحيان؛ لذا فكر في أن يريحها :
" أنا لست مخابرات بشكل رسمي، أعني أنا بالفعل امتلك رتبة عالية في المنظمة ولي اسمي، لكنني لست مسجلًا في سجلات المنظمة هناك، الأمر يبدو كما لو أنه تم تجنيدي بصفة غير رسمية، فقط لأجل المصالح المشتركة، فأنا اقوم لهم بالمهمات المطلوبة مقابل أن استفاد بما احتاجه منهم "
" لا افهم، هذا يعني أنك لست قائدي ؟؟؟"
أطلق دراجون ضحكات عالية هزت المكان ثم نفى برأسه :
" لا، أنا مازلت قائدك، وسأظل حتى النهاية، أنا كما أنا، الأمر فقط أنه لم يتم تسجيلي بشكل رسمي، لكنني بالفعل امتلك سجلًا في المنظمة، اممممم كيف أخبرك بالامر ؟؟؟؟ حسنًا لا يهم أنا مازلت قائدك لا تزعجيني كثيرًا "
" أنت ما تزال قائدي ؟؟؟؟"
هز فبريانو رأسه ببسمة لتعلو نظرات الاستنكار وجهه جاسي، وقبل أن يتحدث أحد حتى صرخت جولي بجنون :
" مهلًا توقفوا جميعًا عن هذا الحديث الغير مفهو، أنا أشعر بالغباء الشديد هنا "
صمتت ثم أشارت لجاسي وهي تقول بجدية مخيفة :
" هل قولتي للتو أنهم مخابرات ؟؟؟"
هزت جاسي رأسها بضياع مازالت لا تفهم شيء قبل أن تنتفض برعب وهي تستمع لصرخات جولي التي هجمت بغضب على مارتن :
" أيها المخادع، أخبرتني أنك مافيا وكذبت علىّ أيها الكاذب، تبًا لك لقد بدأت ابحث عن ملابس سوداء على الانترنت حتى أصبح مجرمة محترفة، لقد كنت على وشك وضع حلاقات للانف "
صدم مارتن من هجومها عليه وهو يحاول تفادي ضرباتها العنيفة بينما هي تصرخ في وجهه وكأنه خانها للتو :
" لقد خدعتني واخبرتني أنك مجرم كـ يوجين، جعلتني احلق في السماء قبل أن تسقطني كاسرًا رقبتي، أنت لست شريرًا يا وغد ؟؟؟"
أطلق انطونيو ضحكات عنيفة عن أفعال جولي قبل أن ترمقه روما بشر هامسة بسخرية :
" اضحكتك ؟؟؟؟"
" نعم كثيرًا، فهي ذات حس فكاهي كما ترين "
أنهى انطونيو حديثه بنبرة مستفزة جعلت روما تكاد تشتعل في مكانها من حديثه المزعج ..
ابعد مارتن جولي عن وجهه بصعوبة وهو يصرخ فيها أن تصمت حتى يخبرها كل شيء، لكنها رفضت وهي تبتعد عنه بقوة تسقط في منتصف البهو تصرخ بصدمة كبيرة متجاهلة كانت تكتم ضحكتها من أفعال جاكيري وهو يسخر من الجميع .
علت صرخات جولي بشكل مثير للدهشة :
" عالمي ينهــــــــــــار...أنا احببت شريفًا، لا"
تحدث جاكيري بسخرية لاذعة :
" تكاد تقتلك لأنك لست مجرمًا؟؟؟ وانا من كادت رفقة تسلمني للشرطة يوم علمت بالحقيقة ؟؟؟ حقًا إنها سخرية القدر "
اوقف اليخاندرو الجميع عن الحديث وهو يرفع يده في وجوههم قبل أن يسترسل في الحديث بكل هدوء :
" أخبرتكم جميعًا في الأمس أنني أود أن احدثكم في أمر مهم حتى اوضح بعض الاشياء الغامضة بما أن احفادي الاعزاء سبق وسقطوا في حبكم كالمغفلين "
غامت عين فبريانو بشدة وهو يتخيل أن ارنبه الوردي اللطيف هنا معهم في هذه اللحظة، لكن لا بأس ساعات قليلة وتصبح معه وبين أحضانه، أنهى حديثه لحديثه وهو ينظر لهاتفه بحنق شديد ينتظر اتصال من القوات تخبره أنها معهم وقد اخرجوها بالفعل، ولولا ما حدث لكان ذهب وحررها بنفسه، هي لم تغب عن رأسه ثانية واحدة يشتاقها بشدة حتى بدأ يشعر بالجوع بعيدًا عنها
بدأ اليخاندرو حديثه وهو ينظر للجميع بجدية :
" اولًا نحن لسنا بشرطة كما يظن بعضكم "
أنهى حديثه وهو ينظر لجولي بقوة التي نهضت فجأة من الأرض تتحرك بفضول لتجلس حوار رفقة وعينها تشع بالأمل أنها لن تخسر في تلك المعركة وسيصبح حبيبها في النهاية مجرم كما تتمنى، تنهد اليخاندرو قبل أن يكمل :
" نحن مافيا، او يمكن القول توارثنا الأمر، بدأ الأمر من أبي الذي بعدما أسس شركتن