![]() |
رواية احفاد اليخاندرو (ابواب الجحيم التسعة) الفصل السابع والعشرون بقلم رحمه نبيل
"إن المسلم ليُؤجَر في كل أمرٍ يمُر به
حُزنه، وثقَـل نفسِه، وكل آهٍ يئنُ بها."
صلوا على الحبيب المصطفى
_______________________________
" يا فتاة أنا حتى لا اطيق النظر لوجهه القبيح؛ لذا ارجوكِ توقفي عن ذكره امامي"
أنهت جولي حديثها ردًا على سؤال روما عن كيف تعرفت على انطونيو، لكن جولي لم تلجم لسانها عن سب انطونيو بكل ما تعلم من سباب تاركة روما ترمقها بصدمة كبيرة لا تصدق أنها تكرهه لهذه الدرجة .
لم تهتم جولي بنظرات روما المستنكرة المستنكرة وهي تتمتم بحنق شديد وهي تنظر حولها :
" تبًا له لم أر في حياتي من هو أقبح و اوقح منه، لا ادري كيف تتحملينه "
صمتت جولي ثم عاد صوتها يصدح موجهة حديثها لرفقة حتى تتأكد من الحديث الذي أخبرتهم جميعًا به سابقًا :
" رفقة هل أنتِ متأكدة أن روبين بخير وأن الجميع يعرف أين هي ؟؟؟ أعني هي ستعود قريبًا كنا أخبرتينا صحيح ؟؟؟
ابتسمت روز وهي تنظر جوارها لرفقة التي منذ ساعات وهي تجلس بشكل مثير للقلق تنظر في هاتفها كل ثانية والأخرة وكأنها تنتظر شيء مصيري ..
مدّت روز يدها تهز كتف رفقة بخفة ثم أشارت بيدها علامة السؤال تحاول معرفة ما بها، لكن رفقة هزت رأسها بشرود كبير ومازالت عينها تمر على هاتفها الذي يظهر أنها تحاول الاتصال بشخص ما .
" لا شيء روز، أنا فقط قلقة على ...."
قاطع حديث رفقة رنين الهاتف لتنهض بسرعة منتفضة تشعر بقلبها يكاد يرقص فرحًا فها هو بعد مئات المحاولات من الاتصال اجاب، أجاب واخيرًا.
هتفت رفقة بصوت شجن خافت يظهر في بوادر بكاء، وهي تضم الهاتف لأذنها بعنف :
" اسكندر ؟؟؟ أنت كويس ؟؟؟؟ بقالك كتير مش بتتصل، ومرة واحدة اختفيت ومبقتش ترد، كنت هموت من الرعب "
أنهت كلماتها وهي تحاول كتم شهقاتها حتى لا تثير الرعب في قلب أخيها خاصة أنه بعيد عنها، وهي تعلم جيدًا مقدار خوفه عليها.
صمت هو كل ما وصل لها من الجانب الآخر حتى ظنت للحظات أن المكالمة انتهت، لم تكد تبعد الهاتف عن أذنها تتأكد أنه مازال معها على الهاتف، حتى سبقها صوته الذي بدا لها مرهقًا :
" أنا كويس يا رفقة، أنتِ عاملة ايه ؟؟؟ كويسة ؟؟؟"
نظرت رفقة حولها تلمح نظرات الفضول تعلو وجوه الجميع، لكن في هذه اللحظة شكرت جهلهم بلغتها حتى تتحدث بحرية دون الحاجة لخفض صوتها:
" أنا كويسة، سيبك مني و طمني عامل ايه ؟؟؟ والدنيا عندك وصلت لايه ؟؟؟ اوعى تكون ام إيفان بتضايقك بسببي ؟؟؟"
ابتسم اسكندر بسمة ساخرة وهو يتحرك من فراشه الوثير، أو الفراش الذي أضحى فراشه منذ خطى لذلك المنزل الساحلي الصغير، توقف أمام نافذة متوسطة الحجم تقبع على الجدار المقابل لفراشه وهو يتأمل المكان في الخارج ببسمة صغيرة :
" لا متقلقيش ام إيفان معملتش حاجة"
تنفس قليلًا قبل أن يقول بجدية :
" أنتِ دلوقتي قاعدة مع عم توفيق صح ؟؟؟"
ترددت رفقة ثوانٍ في الإجابة عليه عن مكانها، فماذا تخبره، هي حتى لم تخبره أمر استخراج جاكيري لهوية مزيفة لها، أو أنها تتنقل بهيئتها هي لا هو، لا لن تخبره شيء، فهي تعلم تفكيره جيدًا، سوف يظن أنها في خطر ويسارع بالقدوم رغم كل شيء :
" أنا و......"
توقفت عن الحديث فجأة وهي تلمح اقتحام جاكيري و باقي عائلته يدخلون للمنزل في مظهر مهيب وبشدة لتصدق في تلك اللحظة، أن الهيبة خُلقت لتسير جنبًا إلى جنب معهم، مرت عينها عليهم جميعًا، رغم ملامحهم المختلفة عن بعضهم البعض إلا أن هناك شيء مشترك بينهم، شيء يشعرك أنهم متماثلين، لكن عينها تلك الخائنة تحركت بهدوء وانسيابية تتخطى جميع الملامح دون اهتمام، حتى استقرت عليه، هو من بين الجميع، خطف قلبها دون رحمة بهئيته المدمرة..
لم تعتقد يومًا أنها قد تقول ذلك، لكن جاكيري في تلك الثياب السوداء والمعطف الطويل نسبيًا باللون الرمادي يبدو شديد الجدية مرعب، حتى أنه عندما كان مديرها في الشركة لم تشعر بسطوته عليها كما هي الآن...
أفاقت رفقة برعب وهي تستمع لصراخ أخيها باسمها، لذا سريعًا ابعدت نظرها من على جاكيري وبصعوبة تبتلع ريقها وهي تستشعر نظراته لها التي تكاد تحرقها ...
" أنا معاك يا اسكندر، كنت بتقول ايه ؟؟"
" معايا ؟؟؟ مظنش، مالك يا رفقة ؟؟؟ حاسك غريبة من فترة كده "
صمتت رفقة لا تعلم بنا تجيبه، تشعر وكأنه حصرها في الزاوية، فلا هي تستطيع الإجابة، ولا تستطيع الكذب، وربما ارفق بها اسكندر وهو يقول :
" طب معلش يا رفقة تتصل بيكِ تاني، بس لازم اقفل دلوقتي، سلام "
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف يلتفت للزائر الذي اقتحم غرفته وهو يبتسم بسمة صغيرة مرددًا بإيطالية متقنة :
" ماذا واخيرًا قرر سيدك الإفصاح عن سبب وجودي هنا ؟؟؟"
______________________
تحرك جميع الاحفاد كلٌ لغرفته بشكل مثير للريبة، حيث لم يلتفت أحدهم للفتيات اللواتي كن يحتلن البهو ولا لسيلين التي خرجت سريعًا من غرفتها مجرد سماعها لصوت السيارات وهي تصرخ بلهفة :
" عدتم جميعًا؟؟؟"
صمتت وهي تراقبها جميعًا تتأكد أن لا أحد منهم تأذى قبل أن تتوقف فجأة وهي تقول بعدم فهم :
" مهلًا أين هو فبريانو؟؟؟؟"
تحرك اليخاندرو للمكتب بوهن شديد قبل أن يغلق الباب خلفه، معلنًا بذلك رفضه لأي رغبة في الحديث مع أحد...
نظرت الفتيات لبعضهن البعض بصدمة لا يعلمون ما يحدث هنا في هذا القصر العجيب، كل ما يحدث حولهم غامض بشكل خانق، وكأنهم في أحد افلام الجريمة أو ما شابه ..
تحدثت روما وهي تنظر حيث تحرك انطونيو :
" حسنًا جولي نكمل حديثنا لاحقًا "
ابتسمت جولي بسخرية وهي تراقبها تتحرك صوب الاعلى، ثم راقبت روز التي أشارت أنها ستخرج للحديقة، تاركة خلفها جولي و رفقة تنظران لبعضهما البعض في تعجب شديد حتى تحدثت جولي بحيرة :
" إذًا ماذا نفعل الان ؟؟؟ أنا لا افهم شيء وقد مللت من الأمر "
هزت رفقة كتفها بجهل وهي ترمق الدرج قليلًا قبل أن تتحرك صوب غرفتها التي منحها لها اليخاندرو منذ مجيئها، بينما بقيت جولي تقف وحدها في البهو وهي ترمق جميع الاتجاهات ببلاهة حتى استقرت على البقاء في البهو واللعب بهاتفها......
______________________________
كان يتحدث في الهاتف وهو يدور ويدور بغضب يهتف في محدثة :
" لا يعنيني كل حديثك هذا، كل ما يهمني هو غدًا، اجتماع غد يحب أن يكون في صالحنا، ليس بعد كل ما فقدناه نعود خاليين الوفاق "
ختم حديثه بجملة محملة بمقدار كبير من الحقد والغضب، صمت قليلًا قبل أن يستمع لصوت طرق على الباب، لكنه لم يهتم وهو يصرخ بغضب مخيف قاصدًا الطارق :
" لا اريد أن أحدث أحد الآن، ارحلوا من هنا "
أنهى جملته وهو يعود لمحادثة الشخص الآخر يستمع لكلامه بدقة قبل أن ترتسم بسمة ساخرة على فمه :
" حقًا؟؟؟؟ اسمع يا عزيزي الأمر حُسم بالفعل لنا، وأقسم إن حدث عكس ما خُطط له، لن يكفيني قتلكم جميعًا......لا لا اهدد، أنا أتحدث بجدية "
استدار انطونيو بعنف وهو يستشعر وجود أحد في الغرفة قبل أن تسوّد عينه وهي تمر على روما التي كانت تقف أمامه تربع يدها وهناك بسمة ساخرة ترتسم على فمها، لم يهتم بها انطونيو كثيرًا وهو يكمل حديثه :
" سنكون في الاجتماع منذ الصباح.....لا لا تقلق الجميع يعلم ما عليه فعله .....نحن لسنا بالقليل أيضًا لذا كف عن حديثك هذا......لا بأس اغلق الآن وسأحدثك لا حقًا "
أنهى انطونيو حديثه وهو يلقي هاتفه على الفراش ثم تجاهل روما كليًا وهو يتجه صوب خزانة ملابسه يخرج منها بعض الثياب المنزلية، ثم ألقاها على الفراش وهو يتحرك يدخل للمرحاض و غاب به دقيقة قبل أن يعود مجددًا للغرفة يخلع ثيابه العلوية متأففًا بضيق ومازالت ملامحه تحمل حدة كبيرة ....
راقبت روما ما يفعل بعدم فهم، حتى وجدته يمد يده لفك ازرار بنطاله دون الاهتمام لوجودها وكأنها هواء أمامه.
انتهى انطونيو من فك ازرار البنطال ليخلعه دون لحظة تردد، لكن وقبل أن ينزعه أو يفكر في الأمر وجد باب غرفته يُفتح بقوة وصوت حاد يهتف :
" أين فبريانو انطونيو؟؟؟؟ لِمَ لم يعد معكم ؟؟؟؟"
توقف الشخص الداخل عن حديثه وهو يراقب الوضع أمامه بفاه مفتوح بشكل مثير للضحك، لتصدح صرخة عالية هزت أرجاء المكان كله :
" ويل لك ولوقاحتك يا وغد، ابن عمك ليس موجود وأنت تتواقح دون ذرة تفكير "
شهقت روما بصدمة كبيرة وهي ترمق سيلين بإنكار تحاول التحدث لتبرير الأمر:
" الأمر ليس كما يـ..."
لم تكمل حديثها وهي ترى الجميع يندفع للغرقة على صوت صراخ سيلين ومن ضمنهم جولي التي ركضت بفزع تجذب روما تغلق عينها بعنف صارخة في وجه مارتن الذي لا يفهم شيء :
" رأيت ؟؟؟؟ أخبرتك أنه متحرش وقح "
نظر مارتن بملامح باهتة صوب انطونيو لا يفهم ما يحدث حوله، و للحق هو لا يهتم للأمر كثيرًا ...
نظر جاكيري لأخيه من أعلى لاسفل بحنق شديد وهو يراه مازال يمسك بـ بنطاله الذي قاطعت سيلين ما كاد يفعله به :
" اخي هل نحن في وضع يسمح لنا بأمر وقاحتك ؟؟؟؟ بربك انطونيو انضج قليلاً "
أحمر وجه روما وهي تلعن ذلك الفضول الأرعن الذي دفع بها لاقتحام غرفته بهذا الشكل الوقح، تود لو تملك قوة سحرية تمكنها من الاختفاء الآن من العالم بأسره، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
نظر انطونيو للوجوه كلها ببرود ثلجي مثير للقشعريرة وهو يتحدث متجاهلًا كل ما تحدثوا به منذ قليل :
" إذًا هل تريدون مشاهدتي وانا اخلع ثيابي ؟؟؟؟"
نظر له الجميع ثواني بغباء، وكأنهم لم يستوعبوا بعد سؤاله، ليصرخ هو في وجوههم بشكل مثير للرعب، وبملامح مخيفة بحق، لا تقارن بتلك التي كانت يظهرها سابقًا :
" للخارج عليكم اللعنة جميعًا، للخارج "
أنهى حديثه بصرخة ثم أشار لجولي بتحذير :
" وأنتِ أيتها العجوز الشمطاء، حذاري أن المحك اليوم فوقتها لن اتوانى لحظة عن تقليل عدد كبار السن في ايطاليا"
فتحت جولي فمها باعتراض شديد ولم تكد تخرج كلماتها حتى رأت انطونيو ينحني جانبًا مسدسه الذي يحتل فراشه بعدما ألقاه فور دخوله للغرفة، ثم رفعه في الهواء و دون مقدمات كان يطلق رصاصة دوى صداها في القصر بأكمله وهو يقول بفحيح مخيف :
" خلال ثانية إن رأيت أحدكم في غرفتي، فسوف اقتله "
أنهى حديثه وهو يرى الجميع ينفض من حوله عدا روما التي تجاهلت جذب جولي لها وهي تقول ببسمة باردة تنافس بسمته :
" لم ننتهي بعد سيد انطونيو "
" لا بأس سيدة روما اتحرق شوقًا لأن اكمل حديثي معك "
أنهى انطونيو حديثه وهو يستدير ببرود شديد يحمل ثيابه من الفراش ثم تحرك بأقدام بطيئة صوب المرحاض يقول في نبرة عادية أثارت ريبة روما :
" اغلقي الباب من خلفك رجاءً"
هكذا بكل بساطة ؟؟؟ لم يحدثها ولم يدللها، ولم يشاكسها كما جرت العادة عند تجمعهم معًا؟؟؟ ماذا حدث لانطونيو ؟؟؟ أو الأحرى أين ذهب انطونيو خاصتها؟؟ ذلك الانطونيو اللطيف الحنون والمتفهم ؟؟؟
هكذا رددت روما وهي تخرج من الغرفة بصدمة لا تصدق الموقف الذي تعرضت له منذ ثواني والأدهى، ردة فعل انطونيو الباردة بحق تجاهها...
بينما في المرحاض كان انطونيو يستند على بابه و هو يستمع لصوت غلقها لباب الغرفة خلفها يوفر بضيق، يشعر كما لو أن هناك حبل يلتف حول رقبته، الأمر يزداد سوءاً ورعبه يزداد أكثر واكثر، والمواجهة اقتربت وبشدة، فقط ينتهي من كل ذلك ووقتها سيخطف روما بعيدًا عن الجميع، في عالم خاص بهما، هما فقط ...
" صبرًا حبيبتي اقتربت النهاية "
______________________________
تحرك داخل الغرفة بهدوء شديد لا يرى شيء من الظلام المنتشر بها رغم أن الليل لم يحل بعد، لكن يبدو أن الستائر السميكة كانت أكثر من كافية لتقنع تلك النائمة على الفراش بحلول الليل، ليلها هي، ليل حياتها التي تشعر أنها لن يشرق عليها شمس يوم جديد، لن ترى يومًا بها نورًا ...
تقدم بخطوات هادئة صوب الفراش بعدما ترك حذائه في الخارج ثم انحنى على ركبتيه جوار الفراش الخاص بها يراقب ملامحها وهي نائمة، أو تدعي النوم كما يظهر بوضوح عليها ...
وضع جاكيري رأسه على الفراش جوار رأسها وهو يهمس لها بصوت خفيض مختنق، لم يظهر جزءًا ضئيلًا مما عاشه منذ ساعات قليلة :
" رفكة ...أنا احتاجك وبشدة "
لم تجب رفقة عليه وهي تستمع لصوته الواهن الذي تسمعه للمرة الاولى، هو صاحب الصوت الحيوي والضحك المميزة العالية دائمًا، عاد صوته يهتف مجددًا بنبرة شعرت بها أنه يكتم غصة بكاء :
" أنا أشعر بالوجع رفكة "
اقترب برأسه من رأسها وهو يقول بصوت منخفض أكثر :
" أنا أنتفض رعبًا، أخشى الغد وأخشى ما سيحدث، أخشى الفقد وأخشى الوحدة، وايضًا لا احد يعلم ذلك، لكنني أخشى الظلام رفكة، اخشاه وبشده لانه يدفعني للتفكير في اشياء قديمة مؤلمة، الظلام يفتح الطريق لعلقي أن يفكر في كل ما يؤرقه، وكأن عند وجوده في الظلام يأخذ فرصته للعبث في دفاتر الماضي "
سقطت دمعة رفقة على الوسادة اسفل رأسها وهي تحاول كتم شهقاتها، تريده أن يذهب حتى تنفجر في البكاء، لكن فجأة فتحت عينها بصدمة وهي تستمع لشهقة خرجت منه بالخطأ جراء كتمه بكاءه وهو يقول بصوت خفيض :
" أخشى أن أفقد أحدهم غدًا رفكة أخشى أن يأتي غد و نخسر المزيد، وإن كان مقدرًا أن نعود دون أحدنا، ادعي لي ألا أعود أنا "
انفجرت رفقة في البكاء وهي تدفن وجهها في الفراش أسفلها، قبل أن تشعر بيده تربت عليها بحنان شديد وصوته المراعي الحنون اللطيف يصدح مجددًا في أذنها :
" لو كنت أملك الخيار، لكنت اخذتك بعيدًا عن الجميع، بعيدًا عن كل تلك الاحزان "
صمت قبل يصدح صوته مجددًا بنبرة قاطعة :
" إن عدت غدًا دون حدوث شيء، سآخذك لمصر وهناك سأعيد لكِ حقك رفكة، سأجعل الجميع يعلمون برائتك.....مجرمتي الصغيرة "
أنهى حديثه وهو يبتسم بلطف شديد :
" يبدو أن ذلك اليوم حينما رأيتك تفردين شلالاتك السوداء، غرقت بها دون أن أُمنح حتى فرصة للاستعداد، أنا حتى الآن تائه بين خصلاتك استجدي حبك يا ذات الشعر المجعد "
بكت رفقة أكثر وهي تنهض ملقية نفسها في أحضانه تهمس بحب :
" لست في حاجة لأن تفعل جاكيري فأنت بالفعل امتلكت ذلك القلب عزيزي، لذا لا يمكنك استجداء شيء هو ملكك بالنهاية "
ابتسم جاكيري وهو يضمها بقوة يهمس في اذنها :
" احبك "
" سأنتظرك، ستعود صحيح ؟؟؟"
" لأجلك قد اعود من الموت رفكة "
ابتسمت رفقة باتساع وهي تحاول طمئنة ضربات قلبها :
" لِمَ تناديني رفكة رغم أنك سابقًا استطعت نطق اسمي بشكل صحيح "
ابتعد عنها جاكيري وهو يضحك بشكل ساحر، نفس الضحكة التي نجحت مئات المرات في اسرها، الضحكة التي هزمتها مرات و مرات سابقًا :
" لأن الجميع بالفعل يناديكِ رفقة، وأنا لا احب احد أن يشاركني في شيء يخصك، حتى وإن كان اسمك، لذا أردت أن اختار اسم لاناديكِ به وحدي "
ضحكت رفقة وهي تنظر رأسها بقلة حيلة عليه ثم اعتدلت في جلستها على الفراش وهي تنظر له يجلس بالاسفل جوار الفراش يتكأ بظهره على الطاولة الصغيرة خلفه :
" إذًا جاكيري، اخبرني عن نفسك، أعني اريد أن اتغلغل داخلك بشكل أكبر "
ابتسم جاكيري وهو يردد :
" أنتِ بالفعل تغلغلتي لمكان عميق لم يصل له أحد قبلك عزيزتي "
أنهى حديثه وهو يراقب انصاتها له بجدية كبيرة ليبتسم هو باتساع وهو يبدأ التحدث عن نفسه بشغف كبير لم يستشعره قليلًا يراها تضم وسادتها كطفلة تستمع من والدتها قصة الأميرة المفضلة لها ....
________________________
يتحرك في ممرات المنظمة بكل ثقة وقوة كبيرة غير عابئ بنظرات الاستنكار والصدمة التي علت وجوه البعض بوجوده هنا، وبنفسه، واحد من قائدي الطبقة الثانية والذين لا يظهرون سوى قليلًا فقط، بل يكتفون اغلبية الوقت بالتواصل عبر مكالمات مرئية بعدما يتلقون التعليمات من قائدي الطبقة الأولى لينقلوها بدورهم لقائدي الطبقة الثالثة أمثال دراجون وغيره، ومن الطبقة الثالثة تأتي الطبقة العامة وهي طبقة الجنود الذين مازالوا في بداية طريقهم...
انحرف بسيره في الطرقة المؤدية لمكتب تلميذه يبتسم بسمة باردة بعض الشيء وهو يقتحم مكتبه، لينتفض هو من مرقده بحدة وشر يتوعد للداخل بسيل من التوبيخ و....
توقف تفكير دراجون فجأة وهو يلمح قائده يقف أمامه بنفسه وليس من خلف الشاشات كما كان يحدث يحدث، فتح فمه قليلًا قبل أن يغلقه مجددًا وهو يرمق قائده ببسمة جانبية ثم قال بتقرير وبسمته تتسع :
" الجهات العليا ارسلتك لمراقبتي صحيح ؟؟؟"
ابتسم القائد وهو يتحرك يجلس على الأريكة التي كان دراجون يحتلها ثم قال وهو يعيد رأسه للخلف يتنهد براحة :
" اممممم، أكثر ما احبه بك دراجون أنك لا تضطرني للشرح كثيرًا "
ابتسم دراجون وهو يجلس على مقعد اخر أمام أريكة قائده يتحدث بحاجب مرفوع في ترقب :
" رجاءً أخبرهم أنني لست بطفل يحتاج مرافق "
ضحك القائد ضحكة صاخبة قبل أن يعتدل في جلسته :
" دراجون عزيزي هذه المهمة ليست لعبة أو مزاح، هذه المهمة بجميع مهماتك السابقة، لذا لا يمكننا المخاطرة بارسالك لها والجميع يعلم تصرفاتك الغريبة و عصبيتك الشديد على فرقتك والذي قد يؤثر سلبًا عليك في المهمة "
صمت دراجون يحاول معرفة من ملامح قائده صدق حديثه، لكن وكأنه يستطيع ...
" أنا اتعامل مع فريقي بطل رفق للمعلومة "
اكمل بحاجب مرفوع :
" إذًا، هل وافقوا على اقتراحي ؟؟؟؟"
رفع القائد عينه في وجه دراجون ثم تمتم بهدوءه وهو يتمدد على الأريكة ببسمة هادئة :
" نعم وافقوا وكل هذا بفضلي؛ لذا أنت تدين لي بالكثير لو تعلم "
سخر دراجون وهو ينهض من مقعده متجهًا صوب مقعده :
" نعم نعم اعلم ذ......"
قاطع حديث دراجون فتح باب مكتبه بعنف ودخول جاسي وهي تصيح بغضب شديد وشر غير منتبهة لقائد قائدها الذي يتوسط الأريكة بكل أريحية صارخة في وجه دراجون :
" هل ما سمعته صحيح يا قائد ؟؟؟؟ تم استبعادي من مهمة الغد ؟؟؟"
صمتت وهي تتنفس بعنف قبل أن تصرخ بحدة اكبر :
" هذا ليس عدلًا دراجون، إن كنت تفعل هذا لمعاقبتي على مخالفتي أوامرك فيما يخص مهمة الحانة فأنا اعتذر منك، لكن يكفي دراجون أنا أود الذهاب معكم "
ابتسم دراجون بسمة جانبية أسقطت قلب جاسي وهي تعود للخلف وقد بدأت قوتها تتلاشى بمجرد تفريغها لغضبها في وجه قائدها وفي حضرة القائد الأعلى :
" اولًا عميلة ١٠٣ عقابي بخصوص مهمة الحانة لم يبدأ بعد، وإن ظننتي بتفكيرك المحدود أن ما أفعله معك هو عقاب فأنتِ لم تري شيئًا بعد، سأحاول أن اتجاهل أمر وقاحتك في اقتحام مكتبي بهذا الشكل واحتجاجك على قراراتي، عميلة ١٠٣ أنتِ متوقفة عن العمل وممنوعة من أداء أي مهمة حتى أمرك بعكس ذلك "
أنهى حديثه وهو ينظر لها بنظرات جامدة حادة جعلتها تشعر كما لو أن الأرض تتحرك من أسفلها، لا تستوعب كل ذلك، هي فقط كانت مندفعة خلف غضبها الاهوج خاصة بعد معرفتها من رفيقها صدّيق أن دراجون عقد معهم اجتماع منذ ساعة تقريبًا لأجل المهمة الكبرى، دون حتى أن يكلف نفسه عناء اخبارها بأمر استبعادها ...
" أرى أنك مترفق بشكل كبير مع فرقتك دراجون "
أنهى القائد كلماته بسخرية شديد وهو ينظر للاثنين اللذان كانا ينظران لبعضها البعض بنظرات حارقة...
انتفضت جاسي وهي ترمق ذلك الرجل الذي كان يجلس على الأريكة القابعة في زاوية الغرفة بكل راحة، لتفكر ثواني أين رأته من قبل، شكله مألوف بالنسبة لها، اخذت تفكر وتفكر حتى ضربتها صاعقة وهي تتذكره وقد رأته سابقًا مرات قليلة أثناء ما كان يحدث دراجون قبل المهمات هو نفسه تكاد تقسم، القائد الخاص بدراجون.
شهقت جاسي وهي تعود للخلف قليلًا تغمض عينها تلعن غبائها الذي اوقعها في هكذا مشكلة قد تقضي على مستقبلها بشكل كامل ...
" سيدي القائد...أنا لم اقصد اقسم لك، أنا فقط كنت غاضبة لأجل ....."
توقفت وهي تبتلع حنقها من دراجون ثم تحدثت باعتذار :
" اعتذر منك سيدي "
أشار لها القائد برأسه في هدوء شديد بينما تحدث دراجون بحدة وحزم :
" اخرجي عميلة ١٠٣ وانتظري استدعائك قريبًا "
وكأنها كانت تنتظر بطاقة خلاصها منه وهي تركض للخارج تاركة القائد يبتسم بسخرية بينما دراجون يمسح وجهه بضيق و حنق شديد متجاهلًا نظرات قائدة المستمتعة له ...
________________________
زفر خالد وهو ينظر للجميع على طاولة الطعام، الحزن يخيم على منزله منذ ما حدث مع روبين التي اختفت ولم يعثر حتى الآن على شيء يرشدهم لها
" كلي يا لينا، مش هينفع كده "
رفعت لينا عينها التي احمرت من كثرة البكاء على ضياع ابنتها من بين يديها وهي تبعد الطعام عنها رافضة أن تنظر حتى له :
" مليش نفس يا خالد، كلوا انتم يا جماعة "
أنهت حديثه وهو تنهض مانععة خروج أي اعتراض من خالد، فهي منذ فقدت روبين وهي تشعر بشعور مؤلم ينخر قلبها نخرًا، وقد استطاعت بصعوبة مدّ فترة إقامتها بضعة أيام أخرى و ذلك بعد تدخل معارف خالد بالطبع.
توقفت لينا عن التحرك وهي تستمع لصوت طرقات عنيفة على الباب، جعلت الجميع يفزع من مكانه ويتجهون للباب، تحرك خالد سريعًا للباب يفتحه ظنًا أن هناك اخبار وصلته عن روبين قبل أن يتفاجأ وهو يهتف بصدمة :
" فادي ؟؟؟؟؟؟"
اندفع المدعو فادي لداخل المنزل دون اتباع معايير اللباقة وهو يصرخ في وجه لينا بعدما جذب يدها بعنف :
" بنتي فين يا لينا ؟؟؟؟ عملتي فيها ايه يخليها تطفش يا لينا ؟؟؟؟ "
رمقت لينا زوجها بصدمة كبيرة تحاول حبس دموعها، تقدم خالد من فادي يحاول منعه عن لينا لولا صوت فادي الذي نظر فيه يمنعه بكل وقاحة وقوة :
" متدخلش يا خالد سامع ؟؟؟؟ متدخلش "
استدار صوب لينا التي كانت تبكي وهي تحاول نزع معصمها من يده :
" وأنتِ يا مدام قوليلي بقى عملتي ايه عشان يوصلي إن بنتي مختفية من ايام ومحدش كلف نفسه حتى يقولي !؟؟؟؟؟"
__________________________
كان الجميع يجلس على طاولة الطعام بأمر من اليخاندرو الذي طالب بحضور الجميع دون استثناءات...
الصمت هو السائد في المكان عدا صوت تلاطم الملاعق في الأطباق مشكّلة سيمفونية رائعة أرادت كسر حدة الأجواء..
قاطع ذلك الصمت صوت سيلين الذي خرج حانقًا :
" لم يخبرني أحدكم أين هو فبريانو ؟؟؟"
ضغط ادم على ملعقته بعنف وهو يحاول تجاهل الجميع حوله، لكن صوت جده الذي صدح في المكان حال ما دون ذلك وهو يلقي على مسامع الجميع ما سيُنفذ غدًا...
" في الغد صباحًا سوف نخرج جميعًا للانتهاء من بعض الأعمال المعلقة، وحفاظًا عليكم سيبقى بعض الحراس هنا لاجلكم، سيلين أنتِ المسئولة امامي عن الجميع "
صمت وهو يراقب الأوجه يحاول دراسة ردة الفعل قبل أن يضيف بهدوء :
" بعد العودة غدًا أود أن أرى الجميع امامي، فلدي ما احمله لاخبركم به، ولن يتم سوى في وجودكم"
أنهى اليخاندرو كلماته ليعم الصمت مجددًا، وهذه المرة أبى إلا أن يستمر حتى نهاية العشاء، ليخرج مارتن من الغرفة بسرعة وكأنها كانت تستحوذ على أنفاسه ...
نهضت جولي بسرعة تركض خلف مارتن تفكر في سبب حزنه منذ الصباح، والأمر تعدى الحزن بكثير ليصل إلى مستوى كبير من البؤس ...
_________________________
توقفت جولي عن الركض بمجرد لمحها لمارتن يتقدم من الجهة الخلفية للقصر، تحركت خلفه ببطء وحذر من أن تصاب لكثرة الأغصان الحادة التي تقبع في الارض أسفل قدمها ...
توقفت عن التحرك وهي ترى مارتن يجلس ارضًا غير مهتم لشيء وهو يتحسس فأس جوار يده وينظر أمامه بنظرات منفصلة عن العالم وبعيدة بشكل كبير ...
نظرت جولي حيث ينظر عساها ترى ما يشرد به، لكن كل ما وجدته هي ادوات تستخدم لتقطيع الأشجار، لذا بدون تردد تقدمت منه وهي تجلس جواره بهدوء ولم تتحدث بكلمة وهو لم يتحدث واستمر الصمت بين الاثنين في جو خانق قبل أن يقاطعه مارتن وهو يقول :
" جولي أود أن أخبرك بشيء مهم ...."
صمت قليلًا قبل أن تنتقل عينه من الفراغ لتستقر على وجهها وهي. يراقب ملامحها بدقة عاشق، ابتسم بسمة صغيرة وهو يقول لها بكل بساطة :
" أتعلمين ما هي وظيفتي ؟؟؟؟"
تفاجأت جولي من سؤاله لها والاكثر جهلها للأمر، وكأنها أدركت أنها لا تعلم عنه الكثير، بل لا تعلم عنه شيء، سوى اسمه ومن فترة قصيرة فقط علمت القليل عن عائلته ...
كان يراقب كل تعابيرها بدقة قبل أن يقول باشفاق من نظرة الضياع في عينها :
" من المفترض أن عائلتنا تمتلك مجموعة شركات كبرى في مختلف المجالات، وانا من اتولى النظام الأمني والقسم التكنولوجي لها، بل وأدير فرع الشركة المختص بالالكترونيات، لكن هذا ما يظهر للجميع، أو إن صح القول ما نريد نحن إظهاره ...."
" لا افهم شيء مارتن ارجوك قل ما تريد قوله دون مراوغة "
تنهد مارتن وهو يبعد نظره عنها حتى لا يرى منها نظرة تؤلمه، نظرة تخبره من هو مجرم ...
" جولي أنا وعائلتي والجميع في هذا القصر، جزء من منظمة المجرمين العالميين والذين يُطلق عليهم في العادة مافيا، اعتقد أنك بالفعل سمعتِ عن الأمر "
صمت وهو ينغمس في الحديث عن كل شيء يخصه ويخص عائلته، دون أن يستدير حتى لمعرفة ردة فعلها، انتهى مارتن من قص كل شيء عليها، بعدما قرر أن يخبرها كل شيء قبل اجتماع جده بهم غدًا، هو لا يعلم ما قد يخبره جده لهم، لكنه يخشى أن يتطرق لتلك الأمور فتعلم من شخص غيره، وقتها قد يخسر ثقتها بها، وهذا آخر شيء تريده ...
" هل تقصد أنك قاتل ؟؟؟ ومجرم ؟؟؟؟"
هز رأسه وهو يخفضها للاسفل يراقب الأرض العشبية بشرود يخشى وبشدة أن تقرر الابتعاد عنه، لكنه سبق وقرر قبل مصالحتها أنها حتى إن رفضت البقاء معه، فلن يجبرها على البقاء أو يترجاها للبقاء، فقط سيختطفها ويسجنها بعيدًا حتى تقرر هي من تلقاء نفسها و دون أي ضغوطات خارجية البقاء جواره وبكل طيبة نفس ..
" هل تمزح معي ؟؟؟؟"
رفع لها مارتن رأسه ببطء وهو يزفر أنفاسه مغمضًا عينه، وقبل أن يفتحها سمع صرخة عالية خرجت منها، جعلت ينتفض للخلف بعدم فهم ليراها تتراقص أمامه بشكل غريب وهي تصرخ بكلمات عديدة من بين ضحكتها..
ابتلع مارتن ريقه وهو يعود للخلف بفزع يحاول الابتعاد عن مجال تحركاتها الراقصة حتى لا تصيبة في غمرة حماسها ذلك .
لكن وقبل أن يبتعد عنها وجدها تلقي نفسها في أحضانه بعنف شديد حتى خرج من تأوه بسيط جراء اصطدام ظهره بحجر صغير ارضًا، لكنه لم يدفعها بعيدًا أو يتحدث بشيء، فقط يسمعها وهي تهتف ببلاهة كبيرة :
" تحقق جزء كبير من احلامي ....احببت مجرمًا، لا اصدق اذني، أنت مجرم "
فتح مارتن عينه بصدمة وارتفع حاجبه للأعلى في حركة دالة على أنه لا يصدق ما تتفوه به تلك البلهاء التي تتعلق في رقبته ...
" تريدين مجرمًا ؟؟؟"
ابتعدت عنه جولي وهي تهز رأسها بنعم تهتف له بينما يدها تتحرك في حركات حماسية أمام عينه :
" نعم كـ يوجين ...."
رمش مارتن بعدم فهم لحديثها، لتدرك هي جهله بما تقول موضحة بكل بساطة :
" بطل لفيلم رسومات متحركة "
صمتت ثم أضافت بعشق وحماس شديد :
" كان سارقًا و وسيمًا، سقطت في عشقه اول مرة رأيته فيها، اوسم من رأت عيني، وتأتي أنت في المرتبة الثانية بعده "
تحدث مارتن وهو يعتدل في جلسته ينفض ثيابه بسخرية :
" يالحظي !!!"
ابتسمت له جولي وهي تلتصق به كطفلة غبية شقية :
" إذًا متى ستعلمني استخدام الاسلحة ؟؟؟"
رفع لها مارتن حاجبه وهو ينهض من مكانه بحنق كبير منها، لا يصدق مع أي حمقاء سقط، تلك الفتاة تفاجئه كلما جلس معها أكثر، تركها مارتن وهو يتحرك بعيدًا بعدما انتبه لمغيب الشمس كليًا معلنة بذلك انتهاء اليوم، ليستمع إلى صوتها خلفه :
" ماذا ؟؟؟ مارتن انتظر أنا لم اعلم بعد كم شخص قتلت ولم تقص علىّ كم مهمة قمت بها ؟؟؟"
لم يتوقف مارتن لسماع المزيد من هرائها وهو يسمع صوت هرولتها خلفه تصرخ فيه :
" حسنًا لا بأس على الأقل اخبرني كيف اصنع القنابل مارتن ....توقف يا رجل أنا أريد الانضمام لكم، صدقني أنا جيدة في الشجارات "
___________________________________
ابتسم اليخاندرو بسمة باهتة وهو يراقب مارتن الذي انضم لهم في جلستهم داخل غرفة الاجتماعات، ورغم كل حديث مارتن سابقًا إلا أنه تجاهل ذلك وهو يشير على مقعد جواره :
" اجلس مارتن قبل أن نبدأ "
لم يجب مارتن او حتى يرفع رأسه لجده وهو يقترب ليجلس حيث أشار جده و جوار أخيه يبتسم له بسمة صغيرة ليبادله ادم تلك البسمة بأخرى ...
" حسنًا انطونيو لتبدأ "
هكذا تحدث اليخاندرو ببساطة وهو يشير لانطونيو ببدأ حديثه فيما يخص اجتماع الغد...
تحرك انطونيو من مقعده بكل هيبة رغم ثيابه المنزلية التي لا تمت بصلة لثيابه المعروف بها، ورغم كل ذلك فقد تميزت طلته باللون الابيض، ابتسم انطونيو بسمة غامضة وهو يشغل شاشة خلفه ينظر لمارتن نظرة عرف الآخر ما ورائها لينهض سريعًا وهو يقترب من الحاسوب الموجود جوار الشاشة يضغط بعض الأزرار، ثم عاد مجددًا تاركًا انطونيو يتحدث شارحًا ما يحدث بعدما عرض مارتن على الشاشة العملاقة كل المعلومات التي وجودها في الملفات التي سبق و احضرها رفقة انطونيو و مايك في المهمة الأخيرة ...
" إذًا يا سادة في الغظ سنقابل كل هؤلاء الذين ترون صورهم على الشاشة؛ لذا سنقتسم لتسعـ....لثمانية على الجميع ونـ..."
صمت قليلًا وهو ينتهد بتعب يستدير معطيًا ظهره للجميع يتنفس بعنف قبل أن يعتدل في وقفته صوبهم مجددًا، ثم فتح عينه يحاول أن يتمالك نفسه مكملًا :
" كما قلت سننقسم لثمانية ويتم توزيعنا على الجميع بحيث يكون الجميع تحت اعينا و وقت الاعلان تكون لنا اليد العليا، لذا انتبهوا جيدًا لما سأقول ......"
بدأ انطونيو يقص على الجميع ما خطط له سابقًا رفقة كلًا من مارتن والذي يعلم جيدًا كل شخص و كل شيء يخص القصر، و ماركوس الذي اجاد وضع الخطة المناسبة لكل شخص وحساب ابعاد جميع الخطط المقترحة لاختيار الأفضل .....
أنهى انطونيو قول كل ما بجعبته قبل أن يمرر عينه على جميع الأوجه بنظرة غامضة يقول بخبث ومكر :
" القادم لنا يا رجال؛ لذا استعدوا جيدًا ......"
_______________________________
وقف أعلى مبنى كبير وهو ينظر لشروق الشمس، شمس جديدة بحياة جديدة، وها هو قد عاد مجددًا عاد ليُري الجميع كيف يكون انتقامه، ارتسمت بسمة واسعة على فمه وهو يقف على سور المبنى يفتح ذراعيه يستقبل حرارة الشمس بتنهيدة راحة عالية وهو يهمس :
" ها أنا قد عدت مجددًا "
استمع لرنين هاتفه قبل أن يفتحه ويصل له صوت هادئ رخيم يردد دون مقدمات :
" مستعد ؟؟؟"
فتح عينه و مازالت البسمة مرتسمة على فمه وهو يجيب ببساطة يراقب الشروق :
" ولدت مستعد "
ابتسم الآخر من الجانب الاخر وهو يقترب من السيارة مرددًا بشرود كبير :
" حان الوقت عزيزي، لك كامل الحرية لفعل ما تريده "
اتسعت ابتسامة الآخر بشكل مخيف وهو يراقب الفراغ أمامه يقول بجدية مرعبة وثقة كبيرة :
" هذا ما كنت سأفعله في الأساس، اليوم لن يتمكن أحد من منعي عن فعل ما اريد "
صمت ثم قال بفحيح وعينه تلتمع بوميض مرعب :
" حانت نهايتهم جميعًا، وبيدي ستُكتب "
_______________________
كام يقف في نافذة الغرفة التي أصبحت له منذ جاء لهنا، يبتسم بسمة صغيرة يراقب شروق الشمس التي تعانق البحر أمامه في منزل بديع، يتذكر المكالمة الصغيرة التي أجراها بالأمس مع مدير رفقة، والتي أخبره فيها بوضوح أنه سيساعده لإثبات براءة أخته مقابل أن يمنحه فرصة البقاء جوارها ويوافق على زواجه منها ...
حسنًا هو ما زال لا يشعر بالراحة تجاه ذلك الشخص، لكن إن كان وجوده سيخرج أخته من ورطتها فلا بأس ببقاءه، غير أنه منذ آخر مرة حدث أخته وسألها عنه وانتبه لتوترها الكبير وقد علم جيدًا مشاعرها التي تخفيها تجاهه ...
" تمام اوي "
_________________
قصر مهيب هو نفسه القصر الذي اقتحمه سابقًا الثلاثي بكل مكر دون الوصول لهويتهم أو أي شيء يدل عليهم .
القصر محاط بعشرات الرجال مع أسلحة ضخمة بأيديهم وكأنهم جيش على وشك احتلال إحدى الدول، موقع القصر كان أكثر من رائع بعيدًا عن منتصف المدينة، في منطقة مجاورة لتجمعات أشجار كبير تشبه الغابات تطل على ساحل كبير ..
سيارات كثيرة من كل الانواع كما لم تر يومًا ترتص أمام القصر، رجال ضخام الجسد مع أعين مخيفة وهيئات تلقي الرعب في قلوب من يراهم، الجميع يدخل للقصر وخلفه جيش من الحراس وكأنهم في عرض لاستعراض القوات ..
الكل يتحرك ببطء مخيف وكأنهم يسيرون بالحركة البطيئة كما الافلام، الكل جاء اليوم لا مجال للضعف، أو الخذلان والتراجع ...
توقفت بعض السيارت في ساحة القصر الخارجية لتثير أنظار الجميع مثل سابقيهم من رواد الحفل، وعكس الجميع لم يهبط من السيارات حراس ذو أجساد ضخمة، بل هبط الاحفاد فقط من السياره بكل ثقة، أولهم كان اليخاندرو ثم تبعه انطونيو الذي كان يقود سيارة سوداء كبيرة ثم جايك الذي كان يقود سيارة رياضية بامتياز وبعدها ادم و ماركوس اللذان تشاركا نفس السيارة شأنهم كشأن مارتن ومايك، وجاكيري الذي توقف بعنف شديد بدراجته النارية يخلع خوذته، غير عابئًا لما سبب من غباء على الجميع، ثم مارسيلو بسيارته القصيرة مثل تلك المستخدمة في السباقات.
توقف اليخاندرو في منتصف الساحة يرمق الجميع ببسمة صغيرة جانبية وخلفه الاحفاد على كل جانب يتوقف أربعة بثياب سوداء كعادتهم مع اختلاف أسلوب كلٍ منهم في شكل الثياب....
ابتسم اليخاندرو وهو يتقدم وخلفه أحفاده غير مهتم بنظرات الجميع، أو حتى يهتم بتحية أحد كما يفعل الباقيين، بل تحرك بكل بساطة صوب الساحة الداخلية للقصر والتي يقام بها الاجتماع أو الحفل ...
تحركت الأعين مع اليخاندرو والجميع يستنكر مجيئة بهذا الشكل ودخوله دون قول و لو حتى كلمة واحدة .
اقتحم اليخاندرو و أحفاده البهو محدثين به نفس ما حدث في الساحة الخارجية، فهم اكبر منافس على عرش المافيا اليوم، ها هو اليخاندرو قد عاد مجددًا لكن اقوى، واشرس، وأكثر حدة، ورغم فقده الكبير لحفيده الثالث والذي عُرف بين الجميع بدمويته البارحة والذي سمع عنه جميع رواد الحفل، و توقعوا أن ذلك قد يساهم في هدم مملكته، لكن لم يحدث أيًا من تلك الخيالات .
توقف اليخاندرو ثم نظرة لاحفاده نظرة واحدة وهناك بسمة خبيثة ترتسم على عينه في نفس وقت دخول رجل اخر البهو يتبعه بعض الرجال الذين رغم نحافة أجسادهم النسبية مقارنة بباقي الحراس إلا أنهم كان يظهر عليهم و بوضوح المكر والخبث واغلبهم من الاسيويين، ولم يكن ذلك الرجل سوى خاطف روبين.
_________________________
وفي إحدى الغرف العليا للقصر والتي كانت تطل على البهو الرئيسي كان يقف هو يراقب ما يحدث في الاسفل بكل دقة، وعينه تدور على جميع الأوجه بجدية كبيرة، و قائده يتحدث خلفه في الهاتف يطمأن على سير الخطة التي خططوا لها جيدًا، فهم هنا دخلوا متنكرين في هيئة الفرقة التي كانت من المفترض أن تقوم بالعروض في الحفل، ورغم صعوبة تلك الخطة حيث أنه ليس من السهل الدخول لهنا إلا باختطاف فرقة كاملة واحتجازهم لديهم حتى ينتهي من هذا، إلا أنهم فعلوها واختطفوا الفرقة ليصبحوا مكانهم ويحضروا الحفل منذ بدايته عكس الخطة السابقة التي كانت تقضي بالهجوم على الحفل في منتصفه بعدما ينشغل الجميع.
" من المفترض حسبما أرى امامي أن نقوم بعرض راقص، هل تريد أن ارقص أمام هؤلاء الحثالة دراجون ؟؟؟"
استدار دراجون ينظر لحنق قائده و إن لم يظهر ذلك على وجهه فقد أظهرته نبرة صوته، لكنه بكل بساطة هز كتفه وهو يشير لخلف قائده قائلًا ببسمة واسعة :
" لا تقلق مورينا سترقص وكذلك صدّيق وانا وأنت سنقوم بعرض الحركة، أم أنك كبرت لدرجة لا تستطيع القفز وغيره ؟؟"
رد عليه قائده ببسمة ساخرة قبل أن يعلو صوت صدّيق بصدمة كبيرة وهو يهتف غير مصدقًا لما ألقى به قائده إليه :
" أي رقص هذا قائد؟؟؟ نحن لم نتفق على ذلك ؟؟؟ لم يخبرني أحد أنه علىّ الرقص ؟؟؟"
" ألست هنديًا صدّيق ؟؟؟"
فتح صدّيق فمه ببلاهة :
" و ما علاقة ذلك بكوني هندي ؟؟؟"
" هيا يا رجل أليس جميع الهنود يستطيعون الرقص ؟؟؟ انتم ترقصون في الشارع دائمًا بمناسبة و دون مناسبة، ألن تستطع الرقص في حفل ؟؟؟"
ضحك صدّيق بعدم تصديق لحديث قائده الذي توقفت حدود معرفته عن الهند في أنهم جميعهم يرقصون في أي مكان وأي وقت ...
كادت مورينا ( عميلة في فريق دراجون ) تتحدث بشيء لولا طرق الباب الذي قاطع حديثهم، أشار دراجون للجميع بصمت قبل أن يتحرك صوب الباب يفتحه وهو يرسم بسمة على فمه يستمع لحديث أحد الرجال الذي يخبره أن يتجهز فالحفل سيبدأ بعد دقائق قليلًا وعليهم التجهز بالعرض الافتتاحي ...
ابتسم له دراجون وهو يهز رأسه ببساطة ثم اغلق الباب بعدما ذهب وأشار لفرقته وهو يقول بجدية لصدّيق يشير بإصبعه في وجهه :
" إن فشلت تلك المهمة بسببك صدّيق اقسم أن اعيدك للهند سيرًا سمعت ؟؟؟"
هز صدّيق رأسه بسرعة كبيرة وهو يحاول الابتسام في وجه قائده يلعنه ويلعن نفسه ثم اندفع صوب مورينا حتى يتفق معها على أي رقصة شهيرة قد يكون الاثنين متقنين لها ..
ابتسم دراجون وهو يشير للاثنين وكأنه يقول لقائده ( انظر حُل الأمر بكل بساطة ) .
ضحك القائد بيأس وهو يعود بنظره لهاتفه يتابع سير جميع الأمور
__________________________
بدأ كلٌ يتحرك لطاولته الخاصة والعيون جميعها وكأنها في حرب صامتة، حرب تنطق بكل الكره الدفين لدى الجميع تجاه بعضهم البعض ..
وبينما الجميع يجلس كان هو يقف يختبأ بعيدًا عن الأعين يحمل أسلحته، وقد دخل للقصر بكل سهولة بفضل خبراته، أو لنقل بفضل أسلحته العزيزة.
اختبأ فجأة في الممر الصغير وهو يستمع لصوت خطوات يقترب منه وهو يجهز أسلحته لولا صدوح صوت يعلمه جيدًا وهو يقول بسخرية :
" لا تقلق عزيزي هذا أنا "
خرج المخبأ بسرعة وهو يبتسم بسمة واسعة قائلًا بجدية :
" انطونيو ....."
في البهو استقر الجميع في أماكنهم قبل أن تنطفأ الاضواء فجأة في المكان بشكل أثار الشك في قلوب البعض، لكن إنارة المسرح ثم ظهور أحد الشخصيات الكبرى من مؤسسي الحفل وهو يقف أمام مكبر للصوت يرحب بالجميع جعلهم يهدأون وهم يستمعون له ببرود والبعض باهتمام ...
اقترب جاكيري من أذن مايك يهمس بسخرية كبيرة و عينه تتحرك على جسد الرجل الذي يلقى خطابًا :
" لِمَ اشعر أننا في حفلة توزيع جوائز على بعض العلماء، وليس في حفل يجمع أكثر رجال ونساء العالم قذارة ؟؟؟"
كتم مايك ضحكته وهو يستمع لجدية الرجل في التحدث عن المنظمة العالمية وعن أهمية تكاتفهم :
" حسنًا اصمت فسوف ينادون اسمي لأذهب واستلم ميدالية أكثر رجال الحفل وسامة "
" حسنًا للاسف الشديد كان هذا قبل أن يعلموا بمجيئي "
أنهى جاكيري حديثه بثقة وهو يغمز لمايك الذي ابتسم بسخرية قبل أن يعود انطونيو ويجلس بكل هدوء على الطاولة ثم ابتسم للجميع بسمة بمعنى استعدوا فالقادم جحيم على الجميع ...
هبط الرجل من المنصة لتصعد الفرقة وكلها من الرجال تتوسطهم فتاة وحيدة وشاب اخر بملامح وسيمة ولم يكن سوى صدّيق الذي نظر لمورينا قبل أن تصدح موسيقى في المكان ليجذبها له ويبدأ عرض راقص حاول أن يضيف فيه صدّيق لمسته وخاصة أن الاغاني التي صدحت في المكان هي اغاني هندية الأصل بأمر من دراجون حتى يهيأ الجو له، لذا لم يكن الأمر صعبًا على صدّيق وهو يحرك مورينا بكل سلاسة معتبرًا الأمر أحد أعيادهم التي يرقص بها عادة مع فتيات عائلته..
ابتسم دراجون وهو يقف خلف المنصة يراقب ما يحدث وجواره يقبع قائده قبل أن يغمز له دراجون ثم أشار بيده على عدة أماكن بشكل غامض قائلًا :
" تلك هي الاماكن التي أخبرتك عنها "
هز قائده رأسه بحسنًا وهو يبتسم باستحسان على خطة دراجون ..
بينما الشخص الغامض كان ما يزال يختبأ في الممر وهو يراقب كل ما يحدث بعين صقر ينتظر اللحظة المناسبة التي أخبره عنها انطونيو .
___________________________
ضحكت رفقة بصوت عالٍ هز انحاء القصر وهي تشاهد رقص سيلين لهم مرتدية ثيابها الوردية، وإلى جولي التي تغني بصوت عالٍ و روز التي تعزف لهم مع روما، وقد شكلوا فرقة رائعة تنقصها فقط روبين ..
غصة أصابتها لتذكرها رفيقتها الصغيرة اللطيفة، لكن حديث جاكيري سابقًا وقت كانت معه بالحديقة طمأنها بشكل كبير رغم قلقها الذي يهدأ سوى برؤيتها امام عينها
" هيييه رفقة، هيا انهضي وشاركينا تلك الفرقة "
أشارت رفقة بيدها في علامة لا :
" لا استطيع فعل شيء، لا استطيع العزف أو الغناء او حتى الرقص "
توقفت جولي عن الغناء وهي ترمقها بحاجب مرفوع ساخرة :
" حقًا ؟؟؟ فتاة لا تستطيع الرقص ؟؟؟ تحاولين خداعي ؟؟؟"
" نعم لا استطيع الرقص عزيزتي، روبين هي من تستطيع الرقص، الرقص بأي شكل تريدينه، رقص شرقي، رقص استعراضي، أو حتى باليه فهي في النهاية راقصة باليه و...."
توقفت عن الحديث و هي تستمع لصرخة سيلين التي قالت بحماس شديد :
" راقصة بالية ؟؟؟ هل قلتي راقصة باليه ؟؟؟"
هزت رفقة رأسها بنعم لا تفهم سبب حماس سيلين بينما تمتمت جولي بتعجب :
" عجبًا روبين الصغيرة الغبية تستطيع فعل كل هذا ؟؟؟ هي تبدو بلهاء على مثل تلك الأمور التي ترتبط بالأغرا.ء "
ضحكت رفقة وهي تهز رأسها مؤكدة حديثها السابق، قبل أن يقاطع صوت الفتيات وضحكاتهم اصوات عالية من الخارج غير واضحة بشكل كبير، كل ما يتضح فقط هو صوت تبادل الرصاصات ...
فتحت جميع الفتيات اعينهن بصدمة كبيرة قبل أن يعلو صوت سيلين وهي تدفعهم بسرعة لاتجاه معين صارخة :
" الحقوا بي بسرعة، الحقوا بي "
لم يفهم أحدهم شيء و لم يعي أحدهم شيء سوى لصوت طلقات النيران وصوت سيلين التي تصرخ فيهن باللحاق بها
خارج القصر كانت المعركة على اشدها بين بعض الرجال وحراس القصر وقد بدأت اصوات الطلقات النارية تعلو أكثر وأكثر مثيرة ذعر الفتيات في الداخل ....
____________________________
اشتعلت الرقاصات على المنصة، ورغم ذلك تأفف مارسيلو وهو يتمتم بضيق كبير مما يحدث، ينظر لجميع الوجوه بسخرية لاذعة :
" لا اعرف من ذلك الاحمق الذي اقترح القيام بعروض ؟؟؟ أشعر أنني في أحد الأفراح الهندية يا رجل "
تحدث جاكيري بغمزة :
" ما بك مارس عزيزي استمتع بالموسيقى "
أنهى جاكيري كلماته وهو يتجاهل الجميع متجهًا صوب المنصة، ثم اعتلاها وأخذ يشارك الفرقة في نفس الحركات الراقصة بعدما راقبهم لمدة ليعلم الحركات التي يكررونها بشكل مستمر ويؤديها مثلهم، بل وافضل منهم و ذلك لمرونة جسده المعتادة في الرقص .
انطلقت ضحكات مايك وهو يصفر بشكل أثار انتباه الجميع وهم يتعجبون تصرفات احفاد اليخاندرو، الذين من المفترض أن يدعوا الهيبة كالجميع لقذف الرعب في قلوبهم كما يحاول كل شخص أن يفرض وجوده، لكن يبدو أن الاحفاد لديهم طرقهم الخاص في فرض وجودهم .
همس انطونيو بغضب :
" سأقتلك جاكيري ..."
نهض جايك بسرعة من مكانه وهو يطلق صفير عالي وهو يتحرك بحركة راقصة متنقة يشارك أخاه ما يفعل .
بينما على طاولة بعيدة نسبيًا عن اليخاندرو كان هو يجلس وينظر لما يحدث بصدمة، يراقب تصرفات الاحفاد وكأنه لم يجعلهم يخسرون بالأمس أحدهم، نعم فقد كان هو نفسه السبب في قتل فبريانو وخطف حبيبته التي مازالت تحت قبضته حتى الآن ...
واخيرًا بعد دقائق من الرقص انتهت الفقرة ليتحرك الراقصون للاسفل ويصعد كلًا من دراجون وقائده للمسرح للقيام ببعض الحركات الخطرة كما هو متفق ..
هبط كلًا من جايك و جاكيري و تحركوا لمقاعدهم تحت نظرات انطونيو التي كادت تحرقهم كعادته في كل مهمة حينما يخالف أحد حديثه، أو كأم توبخ أبنائها الذين أساؤوا التصرف في تجمع كبير .
تحدث جاكيري وهو يجلس مبتسمًا :
" لا تنظر لي بهذا الشكل، يا رجل تلك الأغاني الهندية تخرج جاكيري الآخر من داخلي "
ابتسم انطونيو بسخرية وهو يحرك عينه على المسرح يراقب ذلك العرض الذي يقوم به شخصان مقنعان بشكل محترف جعل الجميع ينتبه لهم قبل أن ينتهي العرض .
وبدلًا من الهبوط من على المنصة توقف كلًا من دراجون وقائده ليبتسم دراجون من خلف قناعه وهو يتحرك صوب المكبر الموضوع على طاولة عالية مخصصة له قائلًا ببسمة وصوت انتبه له الجميع بتعجب :
" مرحبًا بكم جميعًا سيداتي وسادتي، اهلًا بكم في الحفل السادس الذي يجمع أكثر اوغاد العالم قذارة "
على نظرات الجميع استنكار واضح من حديثه وقد بدأ البعض يتململ في جلسته البعض يجهز أسلحته لقتل ذلك الحقير الوقح الذي يتجرأ عليهم ومن ضمنهم الاحفاد و خاصة انطو
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم