رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الخامسة والعشرون 25 بقلم هاجر نور الدين


 رواية سلسلة حكايات رمضان (مرحلة الياس في العلاقات) الحلقة الخامسة والعشرون

_ بس أنا مش باخد حبوب منع حمل يا دكتور!

إتكلم الدكتور بإستغراب وهو باصص في الكشف قدامهُ وقال بتأكيد وثقة:

= لأ واضح أوي قدامي إن جسمك بيستخدمها بطريقة عالية جدًا ولمدة طويلة برضوا أكيد تخطت السنة وأكتر بكتير كمان!

فضلت متنحة وأنا مش فاهمة حاجة وبصيت لـ محمد بعدم فهم ورجعت إتكلمت تاني وأنا مش قادرة أتخطى الصدمة وقوات بضعف:

_ طيب ممكن تتأكد يا دكتور معلش من الموضوع دا.

إتكلم الدكتور بتفهم وقال:

= عمومًا كل حاجة هتتأكد بعد التحاليل والفحوصات ما تطلع.

إتكلمت وأنا بقوم بتوهان وأنا بحاول أرفض الفكرة اللي جات في دماغي وقولت:

_ شكرًا يا دكتور، هستنى رد حضرتك.

قعد على المكتب بتاعهُ وقال بعملية:

= العفو على إي، بكرا في بالليل إن شاء الله هتطلع.

إكتفيت بهزّ راسي بتفهم ومشيت ومعايا محمد، أول ما خرجنا فضل محمد يتحمحم وقال بتساؤل متردد:

_ إنتِ مكنتيش بتاخدي حبوب منع حمل خالص؟

إتكلمت وأنا بهزّ راسي بالرفض من غير ما أبصلهُ:

= أبدًا ولا عمري فكرت، حتى كنت هموت على الخلفة وكنت متابعة مع دكتور كمان وكان طارق متابع معايا والدكتور قالنا إن مفيش آي مشاكل وهي مسألة وقت بس، يبقى إزاي!

إتكلم محمد بإستغراب وتساؤل وقال:

_ يبقى تعالي نروح للدكتور دا ونفهم منهُ قال كدا على أساس إي؟

إتكلمت بضعف وأنا حاسة بغصة في قلبي من الأفكار اللي عمالة تجيلي من ربط الأحداث وقولت وأنا بحاول أقنع نفسي:

= لما التحاليل تطلع بكرا بس عشان نتأكد وعشان او صح يبقى معانا دليل وخصوصًا إن الدكتور دا تبع طارق.

سكت شوية بتفهم للي أنا بفكر فيه وقال بإبتسامة عشان يخرجني من المود اللي دخلت فيه:

_ طيب بِما إنك صحتيني بدري بقى ونزلت مخضوض وأنا على لحم بطني تعالي نفطر عشان هموت من الجوع وكمان عشان علاجك.

بصيتلهُ وقولت بإنتباه وإبتسامة مليانة إمتنان:

= حقيقي متشكرة ليك جدًا يا محمد وحقك عليا إني قلقتك على الصبح كدا وخدت من وقتك.

إتكلم محمد بنبرم عتاب وقال بإبتسامة:

_ بتشكريني على إي بس دا أنا اللي عايز أشكرك إنك خلتيني أنول الشرف دا.

إبتسمت بإحراج وبعدين قولت:

= طيب تعالى نفطر زي ما إنت عايز، أعرف مكان قريب من هنا وحلو جدًا.

إبتسم محمد وقال بنبرة مرحة:

_ يا شيخة وسيباني كدا، يلا بينا.

إبتسمت وروحنا فعلًا المطعم وطلبنا بيتزا وقعدنا ناكل، في وسط الأكل قولت بتساؤل:

_ إنت مش متجوز؟

إبتسم وقال وهو باصص على القطعة اللي في إيديه:

= كنت.

بصيتلهُ بأسف وقولت بتساؤل:

_ إنفصلت، أنا أسفة.

ضحك وقال:

= وبتتأسفي ليه، دا المفروض تباركيلي، كانت علاقة سامة بالنسبالي بس الحمدلله يعني ربنا يصلح حالها بعيد عني، وعندي كمان فريدة.

بصيتلهُ بإبتسامة وقولت:

_ ما شاء الله، عندها قد إي؟

إتكلم بسعادة مالية عينيه:

= عندها 3 سنين، زي القمر.

إبتسمت وقولت بعطف عليها:

_ يا روحي ربنا يخليهالك، طيب مفيش أمل ترجعوا لبعض عشان البنوتة الصغيرة دي؟

إتنهد وإتكلم بجدية وقال:

= الحمدلله يعني لأ، العلاقة كانت سامة أشبه بعلاقتك إنتِ وطارق كدا ولكن من نوع سموم تاني، وكمان هي متجوزة دلوقتي إحنا بقالنا سنة وشوية منفصلين والبنت بربيها معايا ومفيش مانع تيجي تشوفها في آي وقت، بس متحلمش تاخدها عندها نهائي.

إتكلمت بأسف وقولت:

_ إن شاء الله ربنا يعوضك فيها ويباركلك فيها يارب، أنا واثقة إنت قدها وهتقدر على تربية البنت كويس.

بصلي وإبتسم وقال بنبرة مفهمتهاش:

= إن شاء الله وهقدر أجيب اللي تبقى أحن عليها من والدتها.

حسيت بإحراج معرفش سببهُ ولكن أكيد تحت تأثير نظراتهُ وقولت:

_ إن شاء الله.

خلصنا أكل وقومنا طلب مِني يوصلني للشغل ولكن قولتلهُ إني هطلع البيت وهأجز النهاردا عشان تعبانة، إبتسم وقال:

= جدعة، أهم حاجة راحتك، وهبقى أتطمن عليكِ.

إبتسمت وقولت بنظرة شكر وإمتنان:

_ شكرًا جدًا بجد يا محمد.

إبتسم وقال:

= مبحبش الشكر، الشكر لله، متشكرنيش على حاجة تاني بعد إذنك عشان لو مش بعزك مش هعملها.

إكتفيت بإبتسامة وروحت البيت وطلعت وأنا تعبانة ومش قادرة حقيقي، ولكن لسببًا ما كنت حاسة بأمان طول ما محمد موجود جنبي، ولكن بسرعة شيلت الفكرة من دماغي أنا في شهور عِدة ومينفعش أفكر حتى في حد تاني.

دخلت الأوضة عملت شوية مكالمات للمسئولين والمحاسبين اللي في الشركة عشان يحافظوا على الدنيا في فترة غيابي وبعدين نمت نوم عميق بسبب تعبي.

*قدام بيت إسراء*

كانت سهر واقفة ولابسة كاب وكمامة ومستنية تشوف آي حاجة أو بيعملوا آي حاجة غريبة، مستنياهم يطلعوا، لحد ما عدا تِلت ساعة على وقفتها وبعدها طلعت إسراء وأمها حطوا شنطة زبالة قدام الباب بتاعهم من جوا عشان كانوا في الأرضي ومشيوا بعدها.

الأكيد إن إسراء رايحة الشغل ولكن مامتها رايحة فين مش عارفة، إستنت شوية لما إتأكدت إنهم مشيوا خالص ودخلت البيت، وقفت قدام الشقة وفتحت كيس الزبالة اللي ظاهر منهُ ريحة وحشة جدًا.

لبست جوانتي وفتحتهُ وهي بتقلب فيه لحد ما لقت حاجة خليتها ترجع بضهرها لورا وهي بتمنع الصراخ على قد ما تقدر، قربت من تاني للكيس عشان تتأكد وكان نفس الحاجة فعلًا.

بواقي صُباع بني آدم، دا حقيقي، ممكن اللي يشوفها من بعيد يقول إنها حتة من لحمة أو فراخ عادي، ولكن اللي يدقق النظر زي سهر يتأكد إنهُ فعلًا بواقي صباع بني آدم.

طلعت موبايلها وصورت المنظر وبعدين بصت حواليها يمين وشمال عشان تتأكد إن مفيش حد شايفها ورجعت كل حاجة مكانها تاني، طلعت من شنطتها حاجة حادة وفتحت بيها الباب بعد شوية محاولات.

دخلت بهدوء وفضلت تتلفت يمين وشمال لما إتأكدت إن مفيش حد جوا، قفلت الباب وراها وبعدين فضلت تدور في الشقة يمين وشمال ملاقتش حاجة في الصالة، بعدها دخلت الأوضة الأولى.

*عند إسراء ووالدتها*

إتكلمت والدة إسراء بتساؤل وقالت:

_ ناوية تعملي إي؟

إتكلمت إسراء بخُبث واضح:

= ناوية ألحقهُ قبل ما يضيع عشان هو فعلًا يعتبر ضاع، لازم أضيعهُ بإيدي قبل ما الشرطة تسبقني وإنتِ عارفاني مبحبش أخسر في حاجة أبدًا.

إتكلمت مامتها بتشجيع وقالت بإبتسامة:

_ يلا أدينا رايحينلهُ وربنا يعديها على خير.

إبتسمت إسراء وقالت:

= خليكِ واثقة فيا.

بعد شوية وصلوا عند الڤيلا ونزلوا، كان طارق واقف مستنيها على الباب وأول ما شافهم قال بسعادة لإسراء:

_ وأخيرًا بيتك هينور بيكِ يا عروسة.

إبتسمت إسراء وقالت بمُكر خفي:

= أيوا أخيرًا يا حبيبي.

دخلوا بعدها الڤيلا وبدأ يجزألهم الأوض وورا مامتها الأوضة بتاعتها، وبعدين خد إسراء وطلعوا فوق، قعدوا وإتكلم طارق بسعادة:

_ أنا مبسوط أوي يا حبيبتي إننا بقينا مع بعض خلاص.

إبتسمت إسراء وقالت بحماس زائف:

= وأنا كمان يا حبيبي، هقوم أعملنا مشروب حالًا نحتفل بيه بالمناسبة السعيدة دي.

إتكلم طارق وقال بإبتسامة:

_ ماشي يا حبيبتي كدا كدا البيت بيتك.

إبتسمت إسراء إبتسامة مش مفهومة وقامت تعمل المشروب، كانت بتجهز عصير برتقال وحطت في كوباية طارق مخدر شديد، رجعت من تاني لـ طارق وخد كوبايتهُ وبدأ يشربها كلها.

بعد أقل من نُص ساعة كان طارق في عالم تاني، مسكت إسراء شوية أوراق ومضتهُ على تنازل ليها بجميع أملاكهُ، مسكت الورق وبصيتلهُ بلهفة وسعادة وبعدين ندهت على والدتها.

جاتلها وقالت بإبتسامة:

_ ها، هنبدأ نحضر الوجبات بتاعتنا؟

إبتسمت إسراء وهي باصة لـ طارق وقالت بنبرة شر:

= أيوا يعتبر خلاص خلصنا، بس خدي الورق دا شيليه عشان دا اللي هينقلنا لمستوى أفضل عايزينهُ من زمان، وبعدين روحي البيت هاتي المُعدات بتاعتنا وتعالي.

خدت منها الأوراق ومشيت بسعادة.

*في بيت إسراء*

كانت سهر واقفة مصدومة وخايفة من اللي هي شايفاه قدامها، رجعت لورا خطوتين وفضلت تلطم وتقول بصوت واطي ورعب:

_ المفروض أعمل إي دلوقتي، المفروض أعمل إي!

فضلت واقفة تبُص للي قدامها وهي خايفة وقرفانة ومرعوبة في نفس الوقت لحد ما طلعت موبايلها وصورت المنظر دا كلهُ ڤيديو وبعدين قررت تتصل بالشرطة.

أول ما جالها الرد قالت بصوت مُهتز:

_ ألو، عايزة أبلغ عم قاتـ لة متسلسلة.

كملت في المكالمة لحد ما أديتلهم التفاصيل والعنوان وطلبت مجييهم بسرعة، في الوقت دا الباب كان بيتفتح.

بصت سهر برعب للباب وهي حاسة إنها مشلولة في مكانها ولكن على اللحظة الأخيرة لحقت نفسها وإستخبت.

دخلت أم إسراء وكانت بتتكلم في الموبايل، من المكالمة فهمت إنهُ أخوها خال إسراء، إتكلمت أم إسراء بسعادة وقالت:

_ أيوا خلاص الڤيلا بقت بتاعتها وكمان أملاك طارق المغفل كلها بقت بتاعتها، وخلصا برضوا هيبقى خزين الشهر بتاعنا المرة دي.

فضلت ساكتة شوية وهي بتضحك وبتدور في وسط الحاجات وبتنقي حاجات معينة بتحطها في الشنطة وكلها أدوات حادة، رجعت تتكلم من تاني وقالت:

_ خلاص أهو بجيب المعدات بتاعتنا وهو دلوقتي متخدر وهيستلقى وعدهُ بسبب اللي عملهُ.

حطت سهر إيديها على بُقها بتحاول تمنع صوت الصدمات دا وكانت مشغلة المسجل وبتسجل كلامها كلهُ، قامت أم إسراء وكانت هتمشي بس رجعت وقفت فجأة لما شافت الكوتشيات اللي كانت على الباب متبهدلة.

إتكلمت وقالت بحذر:

_ إقفل إنت دلوقتي يا أحمد عشان شكل كدا في حاجة غلط في الشقة.

قفلت المكالمة وبمجرد ما سهر سمعت كدا عينيها وسعت من الرعب وحست إن دي نهايتها.

تعليقات



×